الرئيسيةبحث

نيفيل تشامبرلين


تولى شامبرلين رئاسة وزراء بريطانيا.بين العامين 1937_1940

نبذة مختصرة عن حياة نيفيل تشامبرلين (Neville Chamberlain) رئيس وزراء ووزير بريطاني اسبق (1869 - 1940): سياسي بريطاني من المحافظين ورئيس وزراء ، وهو نيفيل تشامبرلين (او تشمبرلين او شامبرلين)، ولد عام 1869 وهو ابن جوزيف تشامبرلين من زعماء حزب المحافظين ، ووزير المالية في وزارة سالسبوري وصاحب مبدأ التفضيل الامبراطوري ، وهو اخ (غير شقيق) لأوستن تشامبرلين وزير الخارجية في وزارة بولدوين. أتصلت سيرة نيفيل تشامبرلين بمقدمات الحرب العالمية الثانية، اذ انه لم يصبح عضواً في البرلمان الا في سن الخمسين من عمره، اذ كان قبلها قد وجه اهتمامه إلى الأعمال التجارية وقضايا الحكم المحلي، كان رئيساً لبلدية مدينة برمنغهام ومثّل المدينة بعدها في البرلمان عام 1918 وحتى نهاية حياته. وبفضل خبرته السابقة بحكم منصبه رئيساً للبلدية نجح تشامبرلين في منصب وزير الصحة الذي تولاه في عهود حكومات حزب المحافظين للفترة ما بين 1923 و 1929 ، وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1931 خلف سنودن إلى منصب وزير المالية الذي بقي فيه حتى أصبح خلفاً لبولدوين في منصب رئيس الوزراء وذلك في شهر آيار/ مايو عام 1937 ، وفي العام نفسه انتخب رئيساً لحزب المحافظين ، تميزت سياسته الخارجية بالحرص على السلام، فعمل على الغاء العقوبات التي فرضتها عصبة الأمم ضد إيطاليا بعد غزو الحبشة ، واعلان حياد انكَلترا في الحرب الاسبانية الأهلية ، وعدم الاحتجاج على ضم النمسا لألمانيا ، ، عقد اتفاقية ميونيخ مع ألمانيا النازية عام 1938 ، وباستيلاء هذه الاخيرة على تشيكوسلوفاكيا في مارس/اذار 1939 ثم مهاجمة بولندا بدلت بريطانيا سياستها الخارجية باقرار مساعدة كل من بولندا ورومانيا واليونان وتركيا، وبعد دخول بريطانيا الحرب عام 1940 وفشل حملة النرويج اثار البرلمان حملة ضده مما أدى إلى استقالته في 11 مايو/آيار 1940 وخلفه تشرشل ، جدير بالذكر انه عندما باشر تشامبرلين شخصياً إدارة السياسة الخارجية رغم عدم خبرته بشؤون أوروبا لذا فقد أعتمد على التقارير الخاصة التي كان يقدمها له مستشاره الخاص السير هوراس ولسون أكثر من أعتماده على المعلومات التي كانت تصله من وزراء الخارجية وهم ايدن (الذي استقال في شهر شباط/ فبراير عام 1938 بعد الاحباط) وهاليفاكس، واعتقد تشامبرلين بإمكانية احتواء الشكاوى من ألمانيا بعقد محادثات مباشرة مع هتلر، وهكذا قام فعلاً بزيارة هتلر خلال ازمة تشيكوسلوفاكيا عام 1938 في بربختسغادن وغودسبرغ كما ساهم في مؤتمر القوى الأربع المنعقد في مدينة ميونيخ، ولم يتخل عن محاولات استرضاء هتلر اجتنابا لشره الا عند الاحتلال النازي لمدينة براغ في شهر آذار/ مارس 1939 وحينذاك حاول اقامة تحالف مع بولندا ورومانيا واليونان، وبموجب تحالفه مع الأولى اعلنت حكومته الحرب على ألمانيا في شهر ايلول/ سبتمبر 1939 ، وظهرت واضحة للعيان مواقف تشامبرلين المترددة اضافة إلى سوء تحكمه في علاقاته الشخصية ظهرت خلال فصل الشتاء الأول من فترة الحرب، وقد قدم استقالته بعد احتلال ألمانيا للنرويج، ولكنه بقي في منصب رئيس مجلس اللوردات في حكومة تشرتشل الائتلافية حتى وفاته بعد ستة شهر.

كتب وليد محمد الشبيبـبي المحامي - بغداد 1/1/2008 مستعينا بالمرجع: القاموس السياسي، وضع احمد عطية الله ، القاهرة - 1968 . والمرجع (موسوعة التاريخ الحديث)، تأليف آلان بالمر، ترجمة سوسن السامر ويوسف محمد امين ، بغداد/دار المأمون - 1992.

أشتهر تشامبرلين بسياسة الاسترضاء امام هتلر والمانيا النازية الامر الذي جعل اغلبية المؤرخين يعتبر هذه السياسة هي السبب الحقيقي لتزايد مطامع هتلر في اراضي الغير والتجاوز على حقوق الدول الاخرى بعد ان وجد في هذه السياسة ليونة وضعفا وخنوعا من دولة عظمى مثل بريطانيا انذاك الامر الذي ادى إلى اندلاع الحرب الكونية الثانية (1939 - 1945) والتي غيرت وجه العالم ومنها تأسيس هيئة الامم المتحدة على ضوء معادلة القوى الجديدة والتي شهدت فيما عرف بـ(الحرب الباردة) بين المعسكرين الشرقي (الاشتراكي) بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق والغربي (الرأسمالي) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية قبل ان يشهد مطلع عقد التسعينات من القرن المنصرم انهيار الاتحاد السوفييتي وتفتته إلى دويلات في عهد زعيمه الاخير غورباتشوف (او غورباتشيف) (كتب وليد محمد الشبيبـبي المحامي - بغداد 1/1/2008). سياسة الاسترضاء وتبدل ميزان القوى: اتبع ليفيل تشامبرلين رئيس وزراء بريطانيا سياسة الاسترضاء APPESEMENT تجاه الاحداث التي غطت أوروبا بين آذار 1938 وآذار 1939 وكان هدفه الاول من سياسته كسر محور (روما – برلين) بإخراج إيطاليا والعودة إلى ايام 1935 ، ايام ساهمت إيطاليا مع بريطانيا وفرنسا في مؤتمر (ستريزا) ضد هتلر عندما نبذ هذا لأول مرة ، مقررات (فرساي) حول تسليح المانيا، ايام ارسل موسوليني جيوشه إلى ممر (بريز) لمنع هتلر من ضم النمسا. ايام مقترحات (هور لافال) في استرضاء موسوليني على حساب الحبشة ، فأطعم وأرشى ولكنه ما أشبع وما أرضى. فقد عقد تشامبرلين مع إيطاليا اتفاقية اعترف فيها كل من الطرفين بمصالح الطرف الآخر في البحر الابيض المتوسط وتضمنت الاتفاقية التي وسّعت وتم التوقيع عليها في نيسان 1938 تعهد بريطانيا ببذل المساعي لدى الدول الأخرى للأعتراف بسيادة إيطاليا على الحبشة ومع ذلك بقي المحور صامداً والتعاون بين طرفيه قائماً، فقد تركت احداث السنوات الثلاثة الاخيرة اثرها في ترابط القوى وتوازنها ولم يعد بالامكان فصل موسوليني عن هتلر بعد ان تسلّح هذا واحتل منطقة الراين وأصبح أكثر قوة ومناعة، وبعد ان ذاق (الدوتشي) طعم النصر في الحبشة وفي اسبانيا، ومع هذا يرى البعض ان سياسة الاسترضاء التي اتبعها تشامبرلين برأت ذمة بريطانيا وفرنسا مسؤولية الحرب وكان لها اثر في توحيد الجبهة الداخلية في كل من البلدين عند نشوب الحرب. في ما يرى البعض الاخر ان هذه السياسة هي التي زادت من اطماع هتلر التوسعية في اراضي الدول المجاورة ورفضه تنفيذ مقررات مؤتمر فرساي. احتلال النمسا: وسرعان ما اثبتت الاحداث فشل محاولة استرضاء موسوليني فقبل توقيع الاتفاقية بشهر واحد فاجأ هتلر موسوليني باحتلال النمسا فلم يستطع هذا ان يبدي حراكا، ولم يرسل جيوشه هذه المرة إلى مضيق (بريز) على الحدود النمساوية.

كان هتلر يحلم بالمانيا كبرى تجمع شمل الشعب الالماني كله وتضم مسقط رأسه (النمسا) ومع هذا كان قد عقد مع (شوشنك) مستشار النمسا عام 1936 اتفاقا تعهد فيه (شوشنك) باتباع سياسة ودية تجاه ألمانيا كما ان هتلر وعد باحترام استقلال النمسا. وكان مستشار النمسا يرغب متابعة سياسة الاستناد على إيطاليا غير ان انشغال هذه في الحبشة واسبانيا أضعف احتمال الاستفادة منها فأتجه نحو دول الحلف الصغير (تشيكوسلوفاكيا، يوغسلافيا، ورومانيا). ازعج ذلك هتلر فقامت محاولة انقلاب نازية انتهت بالفشل في مطلع عام 1938 استدعى هتلر المستشار شوشنك إلى (برختسكادن) واضطره على اشراك (آرثر سايس انكوارت) زعيم الحزب النازي النمساوي في الوزارة كوزير للأمن وهكذا اصبح حصان طروادة داخل الحكومة. حاول المستشار ان يعالج الوضع الان باجراء استفتاء عام حول قضية استقلال النمسا، فحّرك هتلر الحزب النازي النمساوي لخلق الاضطرابات فأضطر شوشنك الآن إلى الانسحاب وتسليم الحكم إلى انكوارت الذي بادر فورا بدعوة الجيش الالماني لاعادة الامن، وفي 12 آذار 1938 دخلت الجيوش الالمانية وتقدمت إلى ممر (برنر) لتتبادل التحية مع الجيش الايطالي على الحدود. وفي اليوم التالي اعلن الاتحاد وسط مظاهر البهجة النازية ثم اعقب استفتاء بعد شهر في كل من ألمانيا والنمسا جاء (بالطبع) مؤيداً بأغلبية ساحقة للأتحاد (الانشلوس). تم ذلك بينما كانت فرنسا تمر بأزمة وزارية، اما بريطانيا فقد اقنعت نفسها الآن كما اقنعتها سابقا بأن لا يوجد ما يمنع ألمانيا من ضم الالمان الذين يريدون الالتحاق بالرايخ خاصة وقد تم كل شيء وفق الاصول الدستورية بما في ذلك الاستفتاء الذي ختمت به الرواية. تمت عملية الدمج الاقتصادي والاداري والعسكري بأعلى مراتب السرعة والاتقان النازي كما تمت تصفية النمسا من كافة العناصر غير المرغوبة من احرار واشتراكيين وشيوعيين ويهود وغيرهم بواسطة الـ(إس، إس) فجمع كل الذين لم يقتلوا او ينتحروا او يتمكنوا من الفرار إلى معسكرات الاعتقال. وبإستيلاء هتلر على النمسا غدت بيده السيطرة الستراتيجية على كافة سبل المواصلات في حوض نهر (الدانوب) الاوسط ، وصار يحاور إيطاليا وهنغاريا ويوغسلافيا ويحتضن (بوهيميا) في تشيكوسلوفاكيا من اضلعها الثلاثة وكانت هذه الفريسة التالية على القائمة.

تشامبرلين وسياسة الاسترضاء APPESEMENT : عندما قرر هتلر اغتصاب النمسا كانت الدول الاوروبية عاجزة عن اتخاذ موقف صارم ضده، فايطاليا كانت قد تخلت عن مشاريعها في ان تكون الدولة الكبرى في شرق أوروبا وحوض البلقان، وفرنسا كانت ممزقة داخليا بسبب عدم استقرار نظامها السياسي، وبريطانيا كانت مترددة وتتذرع بان خططها في التسلح لم تكتمل بعد، والاتحاد السوفييتي كان يخشى من مناورات الدبلوماسية البريطانية، وبعد ان احتلت القوات الالمانية فيينا اثر تطورات داخلية سريعة وامام تجمد في الموقف الايطالي والبريطاني وجد تشامبرلين لنفسه عذراً لسياسة عدم الاندفاع معترفاً بانه لم يكن هناك في وسع أحد ان يرغم ألمانيا على العزوف عن عملها طالما ان بريطانيا وغيرها من الدول لم تكن على استعداد لمنعها بالقوة. وبانتصار هتلر في النمسا بتكاليف لا تستحق الذكر توجهت انظاره إلى تشيكوسلوفاكيا.

وكانت بريطانيا غير مستعدة للدفاع عن تشيكوسلوفاكيا، فمن جهة لم ترتبط معها بحلف او التزامات أمن ، وثانيا ، ان لالمانيا طلبات مشروعة في تشيكوسلوفاكيا، فطالما ان الالمان في السوديت لا يرغبون في البقاء تحت سيادة التشيكوسلوفاكيين فان لهم الحق في تقرير مصيرهم. ثم ان تشيكوسلوفاكيا أصبحت عاجزة عسكريا على صد ألمانيا بعد احتلالها للنمسا، ولكن من ناحية اخرى ان تشيكوسلوفاكيا كانت ذات اهمية في السياسة البريطانية، فبريطانيا تعهدت بالدفاع عن فرنسا، واذا ارتأت فرنسا الدفاع عن تشيكوسلوفاكيا التي تربطهما علاقات تحالفية فان بريطانيا سترغم على الحرب، كما ان ولوج ألمانيا إلى النمسا و تشيكوسلوفاكيا سيفتح الطريق امام ألمانيا إلى الدانوب وبذلك ستتعزز قوة ألمانيا وعندها ستتوجه لضرب فرنسا او بلجيكا وكلتا الدولتين تربطهما علاقة تعهدات امنية ، بموجب معاهدة لوكارنو، مع بريطانيا ، وعليه فسوف ترغم بريطانيا على الحرب، يضاف إلى ذلك ان الرأي العام البريطاني لم يكن مستعداً للدفاع عن تشيكوسلوفاكيا، وقد اعلمت فرنسا بهذا الموقف، لكن دالدييه رئيس وزراء فرنسا شدد على تشامبرلين بان غزو ألمانيا لتشيكوسلوفاكيا يعني تورّط فرنسا في تنفيذ تعهداتها، ولما كانت فرنسا غير مستعدة فثمة حل لا محال، وتبنّى تشامبرلين اسلوب التحادث مع هتلر، فزار برلين في ايلول، واقترح هتلر مبدأ تقرير المصير تحاشياً للغزو الحتمي. رجع تشامبرلين ليتداول مع مجلس الوزراء البريطاني. وأجمعوا على سلخ المناطق الالمانية في تشيكوسلوفاكيا وأعطت الحكومة الفرنسية موافقتها، وتكاتفت الحكومتان للضغط على براغ لقبول صيغة الحل، وافق التشيكوسلوفاكيين في 21 ايلول. وعندما رجع تشامبرلين للقاء هتلر في 22 ايلول استلم طلباً من ألمانيا بعيداً في مضمونه عن الاتفاق السابق ويبيح لهتلر تفكيك تشيكوسلوفاكيا. رجع تشامبرلين من دون نتيجة واضحة، وعندما عرضت مطالب هتلر على حكومة فرنسا رفضتها كليا، وتأججت العلاقات بين العواصم الرئيسية، لكن بتحريك من لندن وافق موسوليني على الضغط على هتلر لعقد مؤتمر رباعي وفي 29 ايلول اجتمعوا في ميونيخ، ووضعت صيغة لتسوية أزمة تشيكوسلوفاكيا وظن تشامبرلين ان الطريق أمام أوروبا قد انفتح لتبني سياسة الاسترضاء ، ولكن الاحداث سرعان ما تفاعلت داخل تشيكوسلوفاكيا ومزقتها من الداخل فأتاحت لهتلر فرصة تحقيق خطته دون ان يدفع الدول الكبرى إلى اعلان الحرب على ألمانيا ، ومما لا ريب فيه ان سياسة الحكومة البريطانية تتحمل مسؤولية كبيرة، ورغم ان الجدل ما يزال بصدد تحديد المواقف الان معظم الحقائق تشير إلى تلكؤ بريطانيا وعزوفها عن مواجهة التحدي الالماني وبحثها عن اعذار تارة تضعها على كاهل فرنسا وتارة تضعها على كاهل الاتحاد السوفييتي. لقد شرعت الحكومة البريطانية بصد ميونيخ فأخذت تبحث عن صيغة امن اوروبي جديدة، فطرحت مشروع تحالف يضم بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي وبولندا، ودارت مفاوضات ما بين لندن وموسكو بين نيسان وآب سنة 1939 ، وتعثرت المباحثات بسبب تردد كل طرف من ان يلزم نفسه للآخر. فالسوفييت كانوا يرون في جهود لندن مناورة لتشجيع هتلر للتوجه شرقا، وقد ظل هذا الرأي سائداً في موسكو، في حين كانت موسكو تنتظر تحركات برلين، فمن المنطقي ان تستثمر قوتها في المساومة طالما ان الطرفين يتطلعان اليها، وطالبت موسكو بحق عبور قواتها العسكرية عبر بولندا ورومانيا. لكن عواصم الدول الغربية لم تظهر استعدادها للأخذ بموقف موسكو، في الوقت نفسه كان السفير الالماني يجري مباحثات من أجل معاهدة عدم اعتداء ، وفي مناخ التلكؤ وغياب العزم من جانب لندن وقّع في آب اتفاق عدم الاعتداء لمدة عشر سنوات بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي. وقد عزز هتلر موقفه بهذا الاتفاق واندفع نحو تعديل الوضع الراهن في بولندا وكانت العلاقات الالمانية البولندية تتدهور منذ عام 1938، وحاولت بريطانيا ان تظهر بمظهر المتعهد بالدفاع عن حرمة بولندا، وتحت ضغط فرنسي أعرب هاليفاكس، وزير خارجية بريطانيا عن ان حكومته أعطت ضمانات أمنية لرومانيا وبولندا وتركيا وان تهديد أمن هذه الدول سيكون في النهاية تهديداً لأمن بريطانيا ، وفي 10 تموز عام 1939 شدد تشامبرلين في مجلس العموم البريطاني على ان الحكومة البريطانية سوف تساند بولندا في مقاومتها لغرض ايجاد حلول لقضية دانزك من قبل طرف واحد، لكن بريطانيا وفرنسا كانت تنتظر ما يجري بين موسكو وبرلين ومع توقيع الاتفاق أصبح الطريق مفتوحاً دبلوماسياً إلى دانزك. وحاولت بريطانيا اخطار هتلر بانها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان على بولندا وبالمقابل طلبت منه ان يأخذ بفكرة هدنة على جميع الجبهات ريثما يتم التواصل إلى حل، لكن هتلر رفض الأقتراح واتهم بريطانيا بانها تقف وراء بولندا في حين ان العلاقات الالمانية البريطانية كان ينبغي ان تكون اعتيادية وفي 25 آب عرض هتلر على بريطانيا اقتراحاً تحسم النزاعات الاستعمارية بينهما مع ضمان بالحفاظ على الامبراطورية البريطانية في مقابل اطلاق يده في دانزك. (وفي اليوم ذاته وقعت بريطانيا وبولندا على اتفاقية نصت على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد الطرفين المتعاقدين إلى اعتداء من طرف ثالث) وجاء الرد من لندن بالرفض، وحدثت محاولات عدة ما بين يوم 26 آب – 1 ايلول على صعيد الدبلوماسية والرسائل والتدخلات الشخصية ولكن من دون جدوى، وفي أول ايلول تحركت القوات الالمانية ضد بولندا، وفي 3 ايلول اعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا. وهكذا فشلت سياسة الاسترضاء فشلاً ذريعاً. اعداد وطباعة: وليد محمد الشبيـبي المحامي / بغداد – 2/1/2008.