بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى اعتمدت فرنسا استراتيجية دفاعية سلبية بإنشاء "خط ماجينو" Ligne Maginot، الذي يُعد نموذجاً للتحصينات الدفاعية الثابتة. واتبع القادة العسكريون هذه النظرية إيماناً منهم بمقدرة الخط على وقف تقدم القوات الألمانية وإنهاكها، ما يسهل توجيه ضربات مضادة إليها وسحقها إلى جانب ذلك فقد طور المهندسون العسكريون أنماطاً أوجدوها لزيادة قدرة الدفاع الدائري، وتغطية بعض الحصون بعضاً بالنيران والقوات
فهرس |
ينسب هذا الخط الدفاعي إلى وزير الحربية الفرنسي أندريه ماجينو André Maginot الذي نادى للأخد بنظرية الدفاع الثابت و دافع عنها امام البرلمان الفرنسي
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار فرنسا عام 1918، بدأت الدراسات حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب، خاصة على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، في منطقتي الألزاس Alsace واللورين Lorraine. وبعد دراسة الإستراتيجية الألمانية التي تبنت نظرية الحرب الخاطفة اتخذت فرنسا إستراتيجية دفاعية، اعتمدت على بناء خط من التحصينات القوية المستديمة "خط ماجينو". هذا الخط يكون قادراً على وقف تقدم القوات الألمانية المهاجمة، ما يسهل قيام القوات الفرنسية المدافعة بتوجيه ضربات مضادة إليها وسحقها. وقد أثر هذا الفكر الإستراتيجي الخاطئ على تنظيم القوات الفرنسية المدافعة عن خط ماجينو وتكوينها، وأدى إلى إهمال تطوير قواتها المدرعة والميكانيكية، و القوات الجوية وقوات الإبرار الجوي. وقد ساعد على الاقتناع بهذه النظرية .أن القيادة العليا الفرنسية، قد تأثرت لعدد القتلى واجرحى في الحرب العالميةالأولى من عام 1914 إلى 1918، وكان من نتائجها أن صار الرأي العام الفرنسي على درجة عالية من الحساسية لفقد الأرواح، موقنة إنها إن تكررت فستكون النتيجة نهاية فرنسا. وأصبح البرلمان الفرنسي أكثر قناعة للأخذ بالدفاعات المحصنة. التي توفر للجنود الفرنسيين الصمود والثبات
وهي مرحلة التخطيط و الدراسات العسكرية والفنية اللازمة للتأكد من سلامة الفكر، والتحقق من الاختيار المناسب لأنواع التحصينات الدفاعية، ومدى تناسبها مع الدراسة التكتيكية والطبوغرافية للأرض،
نظراً لضخامة الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع، شُكلت اللجنة الإقليمية، وأعقبتها لجنة جديدة سُميت "لجنة الدفاع عن الحدود" برئاسة الجنرال جيليومات. وكان الهدف من هذه اللجان هو دراسة التقارير السابقة في المرحلة الأولى ووضع التصور النهائي لما سيكون عليه خط ماجينو. وقد قررت هذه اللجان إنشاء ثلاث مناطق هي ميتز Metz، لوتير Lauter، بلفور Belfort، وأوصت اللجان بأن تكون التحصينات والمنشآت ذات تقنية عالية.
مرحلة البناء والتشييد للتحصينات الدفاعية الثابتة، وتشكلت لهذه المهمة اللجنة التنظيمية الإقليمية للتحصينات، وكانت مهمتها الاختيار الدقيق لأماكن التحصينات، واختيار النموذج المناسب، مما أعد في المرحلة السابقة، بعد تطويره بواسطة لجنة الدفاع عن الحدود. أما تصميم الأسلحة والمعدات وتصنيعها بما يتناسب مع الهدف الرئيسي من هذه التحصينات، فقد أُسندت المسؤولية المباشرة لمدير المدفعية الفرنسي. وقد واكب بدء التشييد الفعلي فترة رواج اقتصادي عظيم لفرنسا، وكان ذلك عام 1929، ما ساعد على تنفيذ هذه المرحلة على النحو التالي:
ول ما قدم في هذه المرحلة اختيار الأفراد وتنظيم قوات الدفاع عن خط ماجينو وتدريبها، وقد أُطلق عليها "حامية الحصون"، وهي تتألف من وحدات من المشاة والمدفعية والمهندسين والفنيين المنوط بهم تشغيل الماكينات، وأجهزة نقل الحركة في المركبات، والعناية بالطاقة الكهربائية. و لكن حدث ان اخل هتلر ببنود اتفقاية فرساي و اعاد تسليح المناطق منزوعة الحدود . كان من نتائج ذلك ان قرر قادة فرنسا بأن يدخل بناء الدشم على الاتجاه الشمالي الغربي تحت مسمى "جبهات جديدة"، ضمن المرحلة الرابعة في مواقع أُطلق عليها "ثغرة الثار"، ومنطقة أخرى أُطلق عليها "هاي فوسجاس". كما شملت كذلك محاور التقدم باتجاه الحدود البلجيكية.
كانت المهمة الرئيسية في هذه المرحلة هي تقوية الدفاعات والتحصينات بما يحقق تنفيذ مبادئ الدفاع الثابت، وهي ثبات الدفاع ـ الدفاع ضد هجمات المشاة والدبابات ـ الدفاع ضد الضربات الجوية ـ استخدام الموانع والتحصينات الدفاعية لصد الهجوم الألماني، وإمكانية القيام بالضربات المضادة. وقد حققت هذه المرحلة استكمال بناء خط ماجينو وزيادة كثافة الموانع المضادة للدبابات على المواقع الأمامية في مواجهة خط سيجفريد Siegfried Ligne ، كما أُنشئ موقع ثانٍ على مسافة 25 كم من الموقع الأول، لم يكن في كفاءة الموقع الأول نظراً للظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها فرنسا، مع استكمال الدفاعات الدائرية عن مدينة باريس Paris.
موسوعة مقاتل الصحراء