الكعبة هي بناء موجود بأرض مكة بمنطقة الحجاز في السعودية يرتبط بأركان الاسلام وخاصة الحج ، و يعد زيارة الكعبة والطواف حولها، جزءا من فريضة الحج على كل مسلم.
كما انها مكان خاص بالمسلمين وحدهم ،وتلقب بالبيت الحرام لحرمة القتال بها ويرتبط هذا البناء روحيا (معنويا) بفكر المسلمين حول توجههم نحو قبلة واحدة (وجهة واحدة) في الصلاة.
وهي تتوسط المسجد الحرام وتعد جزءا من المسجد ، بل المسجد أقيم حولها وبسبب وجودها.
فهرس |
جزء من سلسلة تاريخ الإسلام |
العقائد و العبادات |
قائمة الشخصيات الإسلامية |
نصوص و تشريعات |
فرق إسلامية |
مذاهب إسلامية |
الحنفية · المالكية · الشافعية · الحنابلة · |
علم الكلام و الفلسفة |
حضارة الإسلام |
الفن · العمارة |
مساجد |
مدن إسلامية |
انظر أيضا |
مصطلحات إسلامية |
الكعبة في اللغة العربية: الكعبة من الشيء المكعّب، وتسمى الكعبة بهذا الإسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام .
سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً و مكعباً تقريباً ، وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ : " إِنَّمَا سُمِّيَتْ كَعْبَةً لِأَنَّهَا مُرَبَّعَةٌ وَ صَارَتْ مُرَبَّعَةً لِأَنَّهَا بِحِذَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ مُرَبَّعاً لِأَنَّهُ بِحِذَاءِ الْعَرْشِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْعَرْشُ مُرَبَّعاً لِأَنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامُ أَرْبَعٌ وَ هِيَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ " .
و قد ذُكِرَت لفظة " الكعبة " في القرآن في موضعين[1] :
للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها ، و هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم ، و هي :
تقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الارض نحو مترين .اركان الكعبة الاربعة هي الركن الاسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر اسماعيل .
كما يعتقد المسلمون أن أول من بناها هم الملائكة وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة: الملائكة وآدم وشيت ابن ادم وابراهيم واسماعيل عليهما السلام والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبدالله بن الزبير في عام 65 هـ والحجاج بن يوسف في عام 74هـ والسلطان مراد الرابع في 1040هـ .
قامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا ان لايدخلوا في بنائها الا طيبا فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر 3 م ومن مميزات بنائهم انهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من اردوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد ان كان 4.32 متر وأكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود بعد ما أختلفت القبائل حول من سيكون له شرف إعادة الحجر الأسود لمكانه فأتفقوا على أن من سيدخل عليهم يحكّمونه فيما بينهم فكان من أول من دخل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)الذي حل المشكلة بطريقة ذكية، وهي أن يمسك شيخ كل قبيلة طرفا من قطعة قماش يضعوا في وسطها الحجر الأسود ثم قاموا برفعها إلى موضع الحجر الأسود وتقدم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ووضع الحجر الأسود في مكانه فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروبا بين قبائل العرب.
في عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدّع أثناء حصار جيوش الأمويين له في الكعبة، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما وبخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
بعد مقتل عبد الله بن الزبير واستيلاء الأمويين على مكة ، قرر الحجاج بن يوسف إعادة بناء الكعبة معللا هذا بأن عبد الله بن الزبير لفق هذا الحديث وأنه ابتدع في بناء الكعبة، فردها الحجاج إلى ما كانت عليه في عهد قريش.
وأما آخر بناء للكعبة فكان في العصر العثماني سنة1040 للهجرة ، عندما اجتاحت مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام، حتى وصل ارتفاعها إلى القناديل المعلقة، مما سبب ضعف بناء الكعبة، عندها أمر محمد علي باشا مهندسين مهرة، وعمالاً يهدمون الكعبة، ويعيدون بناءها، واستمر البناء نصف سنة كاملة، وكلفهم ذلك أموالا باهظة، حتى تم العمل.
يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط ان أمكن أو يشر إليه بيده ثم يقبلها . وقد ورد في الحديث أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهم لأضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث ايضا " أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم .
عبدالله بن الزبير أول من ربط الحجر الاسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الاطواق من فضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقا جديدا من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في 1422هـ.
وهو مابين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد أن عبدالله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال : هكذا رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، (سنن ابن ماجة). وقال أبو الزبير : رايت عبدالله بن عمر وابن عباس وعبدالله بن الزبير ما يلتزمونه وقال ابن عباس ما : أن مابين الحجر والباب لا يقوم فيه انسان فيدعو الله بشىء إلا رأى في حاجته بعض الذي يحب.(أخبار مكة) للفاكهي 230 باسناد حسن .
يرتفع عن أرض المطاف بحوالي 2.5 وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر والباب الموجود اليوم هدية الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و 420 الف ريال عدا كمية الذهب.
أما تسمية الأركان فقد جاءت باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً ، و جاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى .
الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط عالي تعبأ بالماء ومواد التنظيف. تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور رزقنا الله وإياكم زيارة الكعبة الشريفة.
صورة الكعبة من الداخل هنا
http://www.z7mh.net/uploads/8ded216619.gif
أو هنا
http://www.0sss0.com/up/uploader_files21/o5b18577.jpg
هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة وكان اسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كمل جهة انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت وقد كان (على حسب المعتقد الإسلامي) من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه.
كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فلما دخل النبيُّ مكة يوم الفتح، أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح، فطلب رسول الله المفتاح، فقيل: إنه مع عثمان، فطلب منه فأبى، وقال: لـو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح، فلوى عليّ بن أبي طالب يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية والسدانة، فأنـزل الله هذه الآية {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58 ، فأمر رسول الله عليًّا أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه، ففعل ذلك عليّ، فقال له عثمان: يا عليّ أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق؟ فقال: لقد أنـزل الله في شأنك، وقرأ عليه هذه الآية، فقال عثمان: أشهد أن محمدًا رسول الله وأسلم، فجاء جبريل فقال: "ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان"، وقال له رسول الله : ((خذها يا عثمان خالدة تالدة لا ينتزعها منكم إلا ظالم)). وهو اليوم في أيديهم. [1]
يذكر كثير من غير المسلمين هذه الشبهات حول الكعبة قائلين: إذا كان الإسلام يحرم عبادة الأصنام والأحجار فلماذا يطوفون بالكعبة ويقبلون الحجر الأسود وكل ذلك من الحجارة؟.
يقول المسلمون: إن المؤمنين ما طافوا به إلا بأمر الله ، وما كان بأمر الله فالقيام به عبادة لله الله . والحكمة من الطواف بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )) رواه أبو داود ، فالطائف يطوف بجسده وأما قلبه وروحه فإلى الله اتجهاهما ، وبه تعلقهما. ولسان الحاج وقلبه يلهجان بقولهما: (( لبيك اللهم لبيك )) ولا يقول أحد: (( لبيك يا كعبة لبيك ))، فالطواف والتلبية استجابة لأمر الله ، وليست للكعبة . أي أن المسلمين لا يعبدون الكعبة عندما يطوفون حولها وإنما يعبدون الله وحده خالق كل شىء لأنّ الطواف حول الكعبة امتثال لأمر الله الذي أمر بالطواف حولها وأمر بتعظيمها وجعلها رمزا لتوحيد قلوب المسلمين على عبادة الله الحيّ القيوم.
وهذا التزام لأمر الله وامتثال له وليس لبشر أن يتخذ مكانا آخر ثم يدعو الناس للطواف به أو تعظيمه. وحول الكعبة يظهر المسلمون متجردون من مباهج الحياة الدنيا الفانية، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم حاكمهم ومحكومهم كلّهم عند الله سواء لا يتفاضلون إلا بالتقوى. يتعارفون بينهم ويتآلفون على عبادة رب واحد، تتجلى معاني الوحدة والأخوة والمحبة في ترجمة عملية لقول الله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92.
والحج رمز لتوحيد كلمة المسلمين وتوجيههم إلى تدارس المشكلات والأمور التي تواجه شعوبهم ، وفي الحج مساواة عملية بين الأمير والفرد العادي ، فلا تمييز : لباس واحد ، وحياة واحدة ، بل سمو فوق المادة والحسب والنسب والمال والجاه.
مراجع