وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مراد بن سعد بن مذحج وصَّى بنيه فقال: يا بني، إن الناس هم اثنان، صديق معين وعدو مبين، فاعرفوا للصديق صداقته، واعرفوا للعدو عداوته. أما الصديق فأعينوه ظالماً وانصروه مظلوماً، وأما العدو فاخذلوه محالفاً، واقتلوه مخالفاً، ولا تأمنوه سلماً، ولا تتركوه حرباً. ثم أنشأ يقول: " من الوافر "
| ||
بنيَّ لقد دعوتكُم لنهجٍ | يدُلُّ على البصيرةِ والرَّشادِ | |
بنيَّ وهل أبٌ يدعو بنيهِ | إلى غيرِ المكارِمِ والسَّدادِ | |
وهل ولدُ رأى من والديهِ | لهُ غيرَ المحبَّةِ والودادِ | |
بنيَّ تأمَّموا فالنَّاسُ شَتَّى | ذوُوُ مقةٍ وحُسادٌ أعادِ | |
فكافُوا الكُلَّ ما يُسدى ويُولى | مكأفأةَ الشرامِحةِ الجيادِ | |
وأوفُوا كيلهُمْ بالصَّاع صاعاً | ولا تُبقُوا على حضرٍ وبادِ | |
مِنَ الأعداءِ فالإبقا عليهمْ | يزيدهُمُ التَّمادي في الفسادِ | |
بنيَّ هِيَ الوصِيَّةُ فاحفظُوها | فذي من إرث والدِكُمُ مُرادِ |