وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مازن بن الأزد وصى ابنه ثعلبة بن مازن، فقال:
| ||
أُوصِيكَ ثعلبةَ بن مازنَ مابِهِ | وصَّانِي الأزدُ الهُمامُ الأوحدُ | |
أوصاني الأزدُ الأغرُّ بطاعتي | لمُلُوكِ حميرَ ما استنار الفرقدُ | |
في مُلكِهِمْ لك نصفُ ما يحوونَهُ | من فيئِهِمْ وخَراجِهِم أو أزيدُ | |
إن المُتوَّجَ بالعُلا قطنُ الَّذي | لكَ كاهِلٌ فاعلَمْ وأنتَ لهُ يدُ | |
فأطِعهُ ثعلبُ كي تدُومَ مع العَلا | لك بعديَ العِزُّ اللَّقاحُ الأتلدُ |
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد حفظ وصيته أبيه، وثبت عليها، وعمل بها بعد وفاة أبيه، وسمع وأطاع الملك قطن بن عريب، وتقلد له الأعمال التي كان يتقلدها أبوه مازن بن الأزد، وكتب إلى عماله في الثغور والأطراف، فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا إليه الإتاوة التي كانوا يدفعونها إلى أبيه. ويقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد جرّد أحمس بن عوف بن أنمار بن دارس بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان إلى الطود، وهي البلاد التي يقال لها السراة، وهي فيما بين الطائف وجرش، جرده إليها في قومه بني أنمار بن دارس بن عمرو بن الغوث وفيمن ضمهم إليه من سائر حمير وكهلان.
قال: وسألت أبا علي الهجري عمن خرج مع أحمس بن عوف بن أنمار من قومه بني أنمار، فقال: خرج معه بنو بجيله بن أنمار وبنو أقيل بن أنمار، وهم من بني عوف بن أنمار، فسألته عن أقيل، فقال: منهم شهران وكرد وناهس والأوس وأس، فسألته عن ولد أحمس فقال: من ولده بنو أمينه بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن عوف بن أنمار. وهذه القبائل تعرف بخثعم وبجيلة وأسد بن الحميس القحافي، وقحافة بطن من شهران: " من البسيط "
| ||
نحنُ الذينَ وَرثنْا العِزَّ عن إرمٍ | أيَّامَ أحمَس وافاها بأنمَارِ | |
أيَّامَ حِمير تعلُو نارُ عِزَّتها | ما أوقَدَ النَّاس في الآفاقِ من نارِ | |
أيَّامَ كهلان قومي ضَارِبُونَ لهُم | ما ضمَّتِ الأرضُ منْ بدوٍ وأمصارِ | |
تُجبَى إليهمْ إتاواتُ البِلادِ ولا | يَعصيهمُ من مُقيمٍ لا ولا سارِ | |
وتِلكَ آثارُ آبائِيْ بمأرِبَ لا | يفُوقُهَا اليومَ من رسمٍ وآثارِ |
ويقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد لم يزل للملك قطن بن عريب على ما كان عليه أبوه مازن بن الأزد لقطن بن عريب بن زهير، وكذلك لابنه الغوث بن قطن بن عريب.