وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عمرو بن لحي الخزاعي وصى أبناءه كعباً وعدياً وسعداً فقال: " من البسيط "
| ||
بنيَّ إنِّي أرى فيما أرى عجباً | ولم يزلْ في بَنِي الدُّنيا الأعاجيبُ | |
أرى القبائِلَ في غورٍ وفي نجدٍ | من عَزَّ بَزَّ فسلابٌ ومسلُوبُ | |
وكُلُّ مَنْ ليس في الأجيادِ أصرخَ | عِندَ الهزاهِزِ مأكُولٌ ومشروبُ | |
مَنْ لم يكُنْ منِهُمُ ذِئباً يُخافُ لهُ | بأسٌ وبطشٌ وإلا غالَهُ الذِّيبُ | |
وأوهَنُ القومِ فيما بينَ أسرتِهِ | وبينَ غيرهمُ لا شَكَّ مغلُوبُ | |
قُومُوا قياماً على أمشاطِ أَرجُلِكُمْ | وما قضى اللهُ من أمرٍ فمكتُوبُ | |
ما يحتوِي المُلك في الدُّنيا وزُخرفِها | إلا امرُؤٌ في صدورِ النَّاسِ مهيوبُ | |
إنَّا لنعلمُ ما بالأمسِ كانَ لنا | وما يكونُ غداً عَنَّا فمحجُوبُ | |
وكُلُّ خيرٍ مضى أو نالَهُ سلفٌ | للمرءِ في اللَّوحِ عندَ اللهِ محسوبُ | |
كُونُوا كِراماً وذُودُوا عن عَشِيرتكُمْ | وَجَالدُوا دُونَهَا ما حنَّتِ النِّيبُ | |
وشيِّدُوا المجدَ ما مَدَّ الزَّمانُ بِكُمْ | فإنَّهُ عَلَمٌ لِلمُلكِ منصُوبُ | |
ذُو الجُودِ يلقى العُلا في غيرِ مَعشَرِهِ | وذُو الضَّنانَةِ في حيَّيهِ مَنكُوبُ | |
تلقى الكرِيمَ شُجاعاً في مسالِكِهِ | والبُخلُ صاحِبُهُ حيرانُ مرعُوبُ | |
هاتَا وصاتي وفيما تُبتَلُونَ بِهِ | من الزَّمانِ لكُمْ بَعدي التَّجارِيبُ |