ما يكره من الكلام في الخطبة وغيرها |
[قال الشافعي] رحمه الله تعالى: أخبرنا إبراهيم قال: حدثني عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم قال: (خطب رجل عند رسول الله ﷺ فقال ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال النبي ﷺ اسكت فبئس الخطيب أنت، ثم قال: النبي ﷺ من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، ولا تقل ومن يعصهما)، [قال الشافعي]: فبهذا نقول فيجوز أن تقول ومن يعص الله ورسوله فقد غوى؛ لأنك أفردت معصية الله وقلت " ورسوله " استئناف كلام وقد قال: الله تبارك وتعالى {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وهذا وإن كان في سياق الكلام استئناف كلام.
قال: ومن أطاع الله فقد أطاع رسوله ومن عصى الله فقد عصى رسوله ومن أطاع رسوله فقد أطاع الله، ومن عصى رسوله فقد عصى الله؛ لأن رسول الله ﷺ عبد من عباده قام في خلق الله بطاعة الله وفرض الله تبارك وتعالى على عباده طاعته لما وفقه الله تعالى من رشده ومن قال: " ومن يعصهما " كرهت ذلك القول له حتى يفرد اسم الله عز وجل، ثم يذكر بعده اسم رسوله ﷺ لا يذكره إلا منفردا. [قال الشافعي]: (وقال رجل يا رسول الله: ما شاء الله وشئت، فقال رسول الله ﷺ أمثلان؟ قل ما شاء الله ثم شئت)
[قال الشافعي]: وابتداء المشيئة مخالفة للمعصية؛ لأن طاعة رسول الله ﷺ ومعصيته تبع لطاعة الله تبارك وتعالى ومعصيته؛ لأن الطاعة والمعصية منصوصتان بفرض الطاعة من الله عز وجل فأمر بها رسول الله ﷺ فجاز أن يقال فيه من يطع الله ورسوله ومن يعص الله ورسوله لما وصفت، والمشيئة إرادة الله تعالى [قال الشافعي]: قال: الله عز وجل: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} فأعلم خلقه أن المشيئة له دون خلقه وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء الله عز وجل فيقال لرسول الله ﷺ ما شاء الله، ثم شئت، ويقال من يطع الله ورسوله على ما وصفت من أن الله تبارك وتعالى تعبد الخلق بأن فرض طاعة رسول الله ﷺ فإذا أطيع رسول الله ﷺ فقد أطيع الله بطاعة رسوله. [قال الشافعي]: وأحب أن يخلص الإمام ابتداء الخطبة بحمد الله والصلاة على رسوله ﷺ والعظة والقراءة ولا يزيد على ذلك.
[قال الشافعي]: أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما الذي أرى الناس يدعون به في الخطبة يومئذ أبلغك عن النبي ﷺ أو عمن بعد النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال لا إنما أحدث إنما كانت الخطبة تذكيرا.
[قال الشافعي]: فإن دعا لأحد بعينه، أو على أحد كرهته ولم تكن عليه إعادة.