باب التجافي في السجود |
[قال الشافعي] رحمه الله تعالى: روى عبد الله بن أبي بكر عن عباس بن سهل عن أبي حميد بن سعد الساعدي (أن رسول الله ﷺ كان إذا سجد جافى بين يديه) وروى صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة (أن رسول الله ﷺ كان إذا سجد يرى بياض إبطيه مما يجافي بدنه) أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن داود بن قيس الفراء، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال (رأيت رسول الله ﷺ بالقاع من نمرة، أو النمرة شك الربيع ساجدا فرأيت بياض إبطيه).
[قال الشافعي]: وهكذا أحب للساجد أن يكون متخويا والتخوية أن يرفع صدره عن فخذيه وأن يجافي مرفقيه وذراعيه عن جنبيه حتى إذا لم يكن عليه ما يستر تحت منكبيه رأيت عفرة إبطيه ولا يلصق إحدى ركبتيه بالأخرى ويجافي رجليه ويرفع ظهره ولا يحدودب ولكنه يرفعه كما وصفت غير أن يعمد رفع وسطه عن أسفله وأعلاه.
[قال الشافعي]: وقد أدب الله تعالى النساء بالاستتار وأدبهن بذلك رسوله ﷺ وأحب للمرأة في السجود أن تضم بعضها إلى بعض وتلصق بطنها بفخذيها وتسجد كأستر ما يكون لها وهكذا أحب لها في الركوع والجلوس وجميع الصلاة أن تكون فيها كأستر ما يكون لها وأحب أن تكفت جلبابها وتجافيه راكعة وساجدة عليها لئلا تصفها ثيابها.
[قال الشافعي]: فكل ما وصفت اختيار لهما كيفما جاءا معا بالسجود والركوع أجزأهما إذا لم يكشف شيء منهما.