محافظة إدلب هي إحدى محافظات سوريا، وتقع شمال القطر العربي السوري بين خطي طول 36.10 غرباً و 37.15 شرقاً ، وخطي عرض 35.10 جنوباً و 36.15 شمالاً حيث تقع على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأوروبا ، وتعتبر من المحافظات الحديثة المحدثة في أيام الجمهورية العربية المتحدة. تتوضع على مساحة قدرها 6100 كم2. يحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم. وهي بذلك تحتل المرتبة الثامنة على مستوى سورية من حيث المساحة، وكذلك تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي 1,500,000 وفقاً لإحصائيات الأحوال المدنية. وتحتل موقعا متميزاً وهاماً على طريق الحرير قديماً وتعد معبراً للجيوش الغازية وطريقاً مهماً للقوافل التجارية القادمة من الأناضول وأوروبا إلى الشرق أو بالعكس عبر معبر باب الهوى الحدودي و تعتبر صلة الوصل مابين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية حيث تكون جسراً بين مناطق الإنتاج الزراعي في الجزيرة السورية والمناطق الشرقية ومناطق التصدير في ميناء اللاذقية.
فهرس
|
موقعها الاستراتيجي الهام اليوم هو امتداد لموقعها عبر التاريخ حيث كانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من أنطاكية فأفاميا وحلب وآفس وسهل العمق ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد شكلت مملكة إيبلا صلة الوصل بين عالم البحر المتوسط وعالم الشرق الأقصى وبالتالي شهدت طفولة البشرية وترعرعت الحضارات على أرضها حيث تختزن ثلث ما في سوريا من أوابد ومواقع أثرية، وفي مقدمتها مملكة إيبلا التي كان اكتشافها برقمها المسمارية حدثاً مهماً في القرن العشرين، إضافة للكثير من الحضارات المتعاقبة عليها منذ الألف الثالث قبل الميلاد مثل الابلانية والآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية وحتى العصور الإسلامية المختلفة، التي تميزت بوجود عدد كبير من المدن المنسية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة والتي يتجاوز عددها 500 موقعاً ما بين المدينة المحفوظة بكاملها وتلك التي لا تحتوي سوى على أطلال محدودة تدل على تاريخها إضافة لعدد من القلاع التي لا تزال بحالة جيدة.
تقسم محافظة إدلب إلى خمس مناطق إدارية هي منطقةإدلب 1504.6 كم2 ، منطقة أريحا 581.9 كم2 ، منطقة معرة النعمان 2021.97 كم2 ، منطقة جسر الشغور 1077.7 كم2، ومنطقة حارم 811.55 كم2. مدينة ادلب هي مركز المحافظة وتبعد عن مدينة حلب 59 كم، وعن دمشق العاصمة 309 كم. يزيد ارتفاعها عن 400م فوق سطح البحر، وشهدت تطوراً في الخدمات السياحية مؤخراً فانتشرت فيها عدد من المطاعم والمقاصف وأقيم فيها فندق من الدرجة الممتازة ومركز للاستعلام السياحي. تشتهر بمساجدها المملوكية والعثمانية واسبطتها الجميلة وحماماتها الشعبية ودورها العربية القديمة، وهي تعود للقرن السادس عشر الميلادي كالجامع الكبير ودار الفتح الأهلية ودار العياشي. من أشهر معالمها المتحف الوطني الذي يضم حصاد بعثات التنقيب في مواقعها الأثرية وحسب تسلسلها الزمني بدءاً من الألف الثالثة قبل الميلاد وحتى العصور الإسلامية وخصص جناح للتقاليد الشعبية وقسم لحفظ جميع الألواح الفخارية والرقم المكتشفة في المكتبة الملكية في إيبلا.
مملكة إيبلا تلك الحاضرة التي يحتضنها تل مرديخ الذي يقع جنوب شرقي مدينة ادلب وعلى بعد /26/ كم منها وهو أكبر تل أثري في سورية مساحته /56/ هكتار وقد اعتبر أهم المكتشفات الاثرية في القرن العشرين حيث اكتشف فيه /16000/ رقيم بدءا من الألف الرابع قبل الميلاد حتى بلغت أوج ازدهارها كأهم حاضرة سياسية وحضارية بين عامي /200 ـ 2000/ ق.م فكانت سيدة التجارة بين الشرق والغرب كشفت الدراسات والتنقيبات في الموقع عن بقايا قصر ملكي وسوق ومكتبة عامرة بالرقم الطينية.
تل آفس يقع شرقي مدينة ادلب على بعد /12/ كم منها يعود للألف الرابع قبل الميلاد.
عرشين تبعد عن مدينة ادلب /14/ كم تعود للفترة الرومانية والبيزنطية فيها بقايا فيلا بطابقين وبقايا كنيسة ذات طراز بازليكي.
مدينة أريحا وهي المنطقة الادارية الثانية تقع جنوب مدينة ادلب وعلى بعد /12/ كم منها على طريق حلب اللاذقية تعود للألف الثالثة قبل الميلاد وتضم العديد من المباني الأثرية اهمها الجامع الكبير والمدافن المحفورة في الصخر وخان القيصرية وثلاث حمامات قديمة يشرف عليها جبل الأربعين عروس مصايف الشمال يرتفع /480/ كم عن سطح البحر يبعد عن المدينة /2/ كم ويضم العديد من المطاعم والشقق السياحية التي يرتادها المصطافون واهم المواقع الأثرية التابعة لها.
البارة تقع جنوب غرب ادلب على بعد /34/ كم منها وهي قرية في جبل الزاوية تزخر بآثار تعود لعصور مختلفة كالبيوت الحجرية مثل دير سوباط ومعاصر الزيتون والخمور وثلاث كنائس بازليكية الشكل و مساجد واضرحة ضخمة يعلوها هرم رباعي حجري وليس بعيدا عنها يقوم حصن عربي يطلق عليه اسم قلعة ابي سفيان.
دللوزة تقع جنوب ادلب وتبعد عنها /33/ كم وهي موقع اثري يعود للفترة الرومانية وفيها كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي.
المغارة تقع هذه القرية في جبل الزاوية تبعد عن مدينة ادلب /27/ كم تضم العديد من المدافن الأثرية القديمة اهمها المدفن الروماني الوثني الذي يعود لعام /246/ ميلادية ومدفن آخر يعود للعام الأول الميلادي وهما فريدان في شمال سورية.
سرجيلا تقع جنوب غرب مدينة ادلب تبعد عنها /36/ كم وعن البارة /3/ كم تعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين وتعتبر من أهم المدن الميتة في جبل الزاوية فيها قبور وكنيسة وحمام وتشتهر بفيلاتها السكنية ومعاصر الزيت.
تفتناز تقع بلدة تفتناز في الشمال الشرقي من مدينة إدلب وتبعد عنها حوالي(17)كم وتقع على الطريق الواصل بين حلب و إدلب وتقع في الجهة الجنوبية الغربية لحلب وتبعد عنها حوالي43 كم" . وتقع البلدة على خط طول (36,47) شرق غرينتش وعلى درجة العرض (35,59) شمال خط الإستواء. تبلغ مساحة بلدة تفتناز2597هكتار منها 2447 هكتار أراضي زراعية.
لمحة تاريخية: يعود تاريخ بلدة تفتناز الى منتصف الالف الثالث قبل الميلاد حيث أن تفتناز كانت تسمى دريب وهي منطقة الآلهة لإيبلا كما انها كانت في ذلك الوقت محطة جنائزية وبعد أن دمرت إبلا انقطع السكن فيها. وعلى الارجح ان الحياة عادت لها منذ حوالي 600 سنة في منطقة تدعى أرض تيزر قرب وادي سان ( جنوب شرق موقع البلدة الحالي ) وعندما شعر سكان المنطقة بالخطر نتيجة الفيضان المتكرر لهذا الوادي بسبب الامطار الغزيرة انتقلوا إلى موقع البلدة الحالي واستقروا فيه وأصبحت البلدة معمورة , كما وانه في عام 1959 م عثر فيها و تحديداً في وسط موقع البلدة الحالي على نصب يمثل الإله هدد إله العاصفة والرياح عند الآراميين كما عثر على نصب يمثل آلهة الخصب و الجمال عشتار عند الآراميين و هذه الاثار موجودة في متحف حلب الوطني الى يومنا هذا وفقا لما أدلى به المرحوم نسيب صليبا مدير التنقيب و الدراسات في المديرية العامة للآثار و المتاحف بدمشق.
تسميتها : هناك عدة اراء في تسمية البلدة ففي حين يذهب خير الدين الأسدي الى أن اسمها مكون من شقين ( تفتا ) وتعني النسيج المتقدم و ( ناز ) وتعني اسم بلد وبذلك يصبح معنى اسمها بلد الحرير, يرى اخرون أن كلمة تفتناز منقسمة إلى قسمين : الأولى ( تفت ) وتعني الشرق و ( ناز ) السوق وعلى هذا يتم تركيبها بالسوق الشرقي مقارنة مع أرمناز السوق الغربي على اعتبار أن معنى ( أر ) الغرب . وبلدة تفتناز بلدة قديمة تحكي قصة قرون مضت على أرضها فهي تقع على طريق الحرير الذي يأتي من الجنوب الشرقي ماراً في وسطها حتى يصل إلى شواطئ البحر المتوسط و إلى ميناء إنطاكية.
رويحة تبعد عن مدينة ادلب /28/ تعود للفترة الرومانية البزنطية أهم اوابدها السوق وعمود بنت الوزير وكنيستان ذات طراز بازليكي احداهما تدعى بيزوس وهي أكبر كنيسة في جبل الزاوية. فركيا تبعد عن مدينة ادلب /29/ كم ابتدأت فيها الحياة من القرن الاول الميلادي وامتدت إلى القرن السابع الميلادي أهم آثارها المباني الجنائزية والكنيسة تتبعها خربتان اثريتان هما كوكب وحندوتين وهناك مواقع اخرى مثل دير سنبل وبعود.
معرة النعمان وهي المنطقة الادارية الثالثة في المحافظة تبعد عن مدينة ادلب /45/ كم جنوبا تقوم فوق ثلاث تلال اثرية من أشهر معالمها الجامع الكبير والمدرسة النورية وحمام التكية وخان اسعد باشا الذي اصبح متحفا كما تفخر المعرة بوجود ضريح الشاعر والفيلسوف ابي العلاء المعري ضمن مركزها الثقافي.وعلى بضع مئآت الأمتار شرقاً يوجد ضريح خامس الخلفاء الراشدين الأمير عمر بن عبد العزيز .
متحف المعرة وهو آبدة أثرية بحد ذاته يضم مجموعة من التماثيل والجرار وأبرز ما يحتويه لوحة الفسيفساء الرائعة التي تعود للفترة الرومانية البيزنطية.
جرادة تقع على بعد /10/ كم شمال معرة النعمان وشرق الرويحة بـ /2/ كم أهم أوابدها برج البلدة الذي يتكون من خمسة طوابق بارتفاع /15/ كم وكنيسة بازليكية متهدمة تعود للقرن الخامس الميلادي.
شنشراح تقع على بعد 13 كم غرب معرة النعمان تعود للفترة الرومانية البيزنطية فيها /6/ كنائس ومدافن مسيحية ومعصرة زيت تعود للقرن الرابع الميلادي وتقع على مقربة منها آثار ربيعة.
مدينة جسر الشغور هي المنطقة الإدارية الرابعة في المحافظة تبعد عن مدينة ادلب /48/ كم تقع على ضفتي العاصي فيها بعض المباني التي تعود للعهد العثماني /كحي القلعة ـ والحمام ـ والجامع الكبير/ تتميز بالجسرين اللذين يعودا إلى الحقبة الرومانية ومن أشهر الأماكن الأثرية والسياحية التي تتبع لها (قلعة بكاس) تبعد عن جسر الشغور /10/ كم وهي قلعة عربية إسلامية محاطة بخنادق طبيعية لمنع وصول القوات المحاربة شهدت عدة حروب أيام الصليبيين.
دركوش تبعد عن مدينة جسر الشغور /28/ كم شمالا يتدفق العاصي بين مساكنها المتوزعة على ضفتيه فيها آثار الجسر الروماني على نهر العاصي والحمام التي جددت في عهد الملك الظاهر وخان الحريري ومغارة الحكم عدا الجامع القديم وطواحين الماء وبعض ينابيع المياه العذبة.
حمامات الشيخ عيسى تبعد عن جسر الشغور /30/ كم شمالا سمي حماما نسبة إلى نبع المياه الكبريتية الساخنة فيه المفيدة لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية والعظمية والعصبية ويعتبر منتجعا صحيا وسياحيا هاما.
القنية مصيف يبعد عن جسر الشغور /17/ كم شمالا وترتفع /400/ م عن سطح البحر اكتشف فيها كنيسة ومغاور منحوتة.
اليعقوبية تبعد عن الفنية /1/ كم وترتفع عن سطح البحر /450/ كم فيها كنيسة سيريانية.
الغسانية تبعد عن جسر الشغور /10/ كم غربا ترتفع /800/ كم عن سطح البحر اكتشف فيها كنيسة بيزنطية قديمة ولوحة فسيفساء في أحد منازلها.
مدينة حارم وهي المنطقة الإدارية الخامسة لمحافظة ادلب تبعد عنها /50/ كم شمالا تقع على السفح الشمالي لجبل الأعلى مشرفة على لواء اسكندرون تشتهر ببساتينها وعيون الماء المتدفقة حتى سميت دمشق الصغرى تتوسطها قلعة أثرية ارتفاعها /47/ م تعود إلى العصر البيزنطي احتلها الصليبيون وحررها وأعاد بناؤها الملك غازي بن صلاح الدين الأيوبي تمتاز هذه المنطقة بأوابد أثرية كثيرة أشهرها….
قرق بيزة تبعد عن مدينة ادلب /50/ كم فيها كنيسة ومعاصر تعود إلى أواسط القرن الرابع الميلادي.
قلب لوزة تبعد عن مدينة ادلب /50/ كم شمالا وهي كنيسة رائعة تعتبر لؤلؤة جبل الاعلى تمثل كنيسة الثالوث القدس تعود لأواخر القرن الخامس الميلادي تتألف من ثلاثة أروقة تمثل قصة العمارة السورية للعهد البيزنطي.
باقرحا يعد معبد زوس بوموس أهم أوابدها الذي شيد عام /161/ ميلادية ويحيط به سور متهدم باستثناء بابه الضخم بالإضافة إلى كنيستين بازليكيتين.
باعودا تقع شمالي غربي جبل باريشا على الطريق الرومانية (انطاكية ـ حلب) يغلب على مبانيها الطابع التجاري.
سرمدا تبعد عن مدينة ادلب /33/ كم شمالا تعود للعصرين الروماني واليزنطي فيها قلعة ومدافن وخرائب دير دانيال ومعبد منقور بالصخر وعمود سرمدا واحد من اربعة أعمدة ارتفاع كل منها /16/ م بنيت عام /131/ ميلادية.
باب الهوى يبعد عن ادلب /43/ كم وهو المعبر الرئيسي للقادمين من أوروبا يتألف من قوس حجري يعود للقرن السادس الميلادي وهو نهاية الطريق الروماني الحجري المتبقي منه /1300/ م وكنيسة تعود للقرن /4/ م .
دير قيتا مدينة مهجورة ازدهرت في القرن /5/ م من أوابدها /3/ كنائس ومعاصر زيت وفيلات.
دير سيتا تبعد عن مدينة ادلب /15/ كم في جبل باريشا تعود آثارها إلى ما بين القرنين الأول والسادس الميلاديين أهم آثارها موقع كبير فيه ساحة ومعصرة زيتون ومدفن خاص لمالك الموقع وكنائس في شماله وشرقه ويحتضن جبل باريشا في موقع خربة داحس ضريح محمد ابن الحنفية بن علي بن ابي طالب شرق قرية باريشا.
سرجيلة مدينة تقع شمال شرق حارم في جبل حلقة أهم اوابدها كنيسة وبازليك وهيكل وثني وبرج موءلف من اربعة طوابق تعود آثارها إلى فترة ما بين القرن 1/6 .
أرمناز تبعد عن مدينة ادلب /33/ كم وهي المهد الأول لصناعة الزجاج فكان الفينيقيون أول من اخترعها عام 2500 قبل الميلاد ونقلها إلى مصر وتونس عبر البحر المتوسط.
ولمحافظة ادلب خصوصيتها في المجال السياحي مستمدة من نظافة بيئتها وهوائها العليل وتعدد مصايفها التي استقطبت زوارها من جميع محافظات سورية وفي مقدمتها جبل الاربعين في اريحا الذي يطل منه المصطاف على بساتين الزيتون والكرز من علو يقارب الالف متر ومصايف جسر الشغور والغسانية و القنية واليعقوبية وحمامات الشيخ عيسى للمياه المعدنية ودركوش ومصايف سلقين وحارم وسراقب ومعرة النعمان. وعلى مسافة قصيرة من المعرة في دير شرقي يتوضع ضريح الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وفيها استراحة ابي عبيدة بن الجراح في حارم وكذلك تتميز بعراقة الصناعات التقليدية كصناعة الزجاد والفخار والحصر ولباسها التقليدي الفلكوري التراثي في سراقب وبنش وحارم وسلقين.
يحتل القطاع الزراعي موقع الريادة إذ اسهم ما يبذله الفلاحون فيها من جهود واقامة المزيد من السدود وشبكات الري باكساب المحافظة لقب المحافظة الخضراء، ففي حين تبلغ مساحة المحافظة 609710 هكتاراً فإن المساحة المسمثتمرة تبلغ 347570 هكتاراً أي بنسبة 56.5% . تتميز بخصوبة اراضيها وغزارة امطارها وتعدد مواسمها الزراعية وكثافة أراضي الأحراج والغابات فيها حيث تحتل مساحة قدرها 18211 هكتاراً أي بنسبة 13.5% وكذلك تنوع الاشجار المثمرة فيها وفي مقدمتها شجرة الزيتون التي يبلغ عددها حوالي 15 مليون شجرة يقدر متوسط انتاجها السنوي بحوالي 160 الف طن.
هناك آراء عديدة في تسميتها :
1 - الرأي الأول : أن إدلب اسم مركب كما في الآرامية مؤلف من ( أدد ) وهو الآلهة المشتركة عند الآرامية ، وهو نفسه الإله ( هدد ) إله العاصفة والرعد . والشق الثاني من الكلمة هي ( لب ) وتعني بالآرامية والسيريانية ( لب الشيء أو قلب الشيء أو مركزه ) والكلمة بمجملها ( إدلب ) تعني ( مركز أدد ) أو مكان عبادة الإله ( أدد ) والمرجح أن هناك معبد وثني خصص لهذا الإله في منطقة إدلب ومن المعتقد أن هذا المعبد الوثني هو مكان الجامع العمري أو خلفه - الذي هدم - حيث كان معبداً وثنياً . وعند انتشار الديانة المسيحية في المنطقة تحول هذا المعبد الوثني إلى دير ، ومن ثم إلى مجمع ديري مسيحي ، ويعتقد أنه هو ( دير دلبين ) الذي ذكره تشالينكو من خلال رسائل الأديرة المينوفيزية سنة ( 567 م ) مع قادتهم في القسطنطينة ، ومن ثم تحول هذا الدير مع الفتح العربي الإسلامي إلى جامع وسمي بالجامع العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب وهذا هو شأن معظم المساجد في المحافظة التي أقيمت عند الفتح الإسلامي وهذا هو حال تقريباً أكثر أمكنة العبادة في سوريا في تحولها من معابد وثنية إلى معابد مسيحية ثم إلى مساجد في العهد الإسلامي ، مثال : الجامع الأموي في دمشق ، والجامع الأموي في حلب .
2 - الرأي الثاني : أن ( إيد لب ) من السيريانية : ( إيد ) تعني اليد . و (لب) تعني القلب . فتصبح بذلك ( يد القلب = روح اللب = روح المكان ).
3 - الرأي الثالث : لخير الدين الأسدي ، أن إدلب اسمها من الآرامية أسوة بكل مكان عرف قبل الفتح الإسلامي ، مركب من ( أد ) ويعني هواء ، و ( دَ ) أداة بين المضاف والمضاف إليه شأن الآرامية ، بعدها ( لب ) وتعني القلب فتصبح تسميتها ( هواء القلب = ينعش القلب والجسد ) وحقيقتها كذلك .
4 - الرأي الرابع : هو أن إدلب جاءت من لفظة كنعانية آرامية ( إدلبو ) وتعني مكان تجميع وتسويق المحاصيل الزراعية ، وهذا أيضاً ماينطبق عليها ؟ إذ تحيط بإدلب وبقطر 10 كم فقط ( 34 ) قرية ومزرعة .
5 - الرأي الخامس : ذكره البستاني أن تسميتها جاءت من لفظة ( دلبات ) وتعني باللغة القطلية القديمة ( إله الزراعة ).
تعود معظم صخور المحافظة إلى الحقب الجيولوجي الثالث، نشأت تضاريسها الغربية النجدية الناهضة ضمن بنية سنامية عريضة، يسايرها من الشرق أشرطة سنامية أقل تقبباً واتساعاً خرّبتها البراكين والهزات الأرضية في مناطق التخلعات أشهرها زلزال عام 1796 وزلزال عام 1822. أما المنطقة الشرقية من المحافظة فتعدُّ جزءاً من عتبة حلب المائلة نحو الشرق حتى منخفضي المطخ (المتخ) والجبول.
ويميز في المحافظة الوحدات الجيولوجية التضاريسية التالية:
هضبة القصير: وهي في شمال غربي المحافظة، وتتألف من الحجر الكلسي، ويشطرها صدع كبير وتؤلف تلالاً وجبالاً منخفضة. ارتفاعها المتوسط 800م ينحدر منها عدد كبير من الأودية المنتهية إلى نهر العاصي.
جبال حارم: وهي في شمالي المحافظة، وتتألف من نجود كاملة متتالية طولانية تساير الحافة الشرقية لوادي العاصي، ويسايرها غورا سردين والروج. وأول تلك الجبال جبل باريشا ارتفاعه الوسطي 550- 600م وأعلى قمة فيه 657م. وثانيها جبل الأعلى وأعلى قمة فيه 819م، وثالثها جبل الوسطاني غرب منخفض الروج وطوله 40كم وعرضه 3-4 كم وأعلى قمة فيه تسمى جبل الحنش (847م).
جبل الزاوية: وهو نجد ناقص وحيد الميل، يشرف بحافة صدعية مستقيمة شبه قائمة على سهل الغاب وتكثر فيه الفوهات البركانية. يبدأ بجبل الأربعين في الشمال وينتهي بجبل شحشبو في الجنوب. ارتفاعه المتوسط 750م وأعلى قمة فيه قمة جبل النبي أيوب البركاني 940م وينحدر بلطف نحو الشرق وتتناوب فيه القمم والحفر الكارستية والأودية القليلة العمق.
السهول: وهي تؤلف الطرف الغربي لنهوض حلب، بين جبل الزاوية وهضبة حماة، مساحتها 2885كم2 وتقسم إلى: سهول إدلب الشمالية التي يحتل مستنقع المطخ طرفها الشرقي وارتفاعها 300م. وهي من أكثر سهول سورية اتساعاً وخصوبة، وأكثرها سكاناً وأنشطها زراعة. وسهول إدلب الجنوبية وهي ذات تضاريس لطيفة التموج قسمها الشرقي تغطيه صخور بركانية وسطحها رتيب يتصل ببادية الشام. وسهل الروج، وهو خسف في الأرض متسع ومغلق محاط بالمرتفعات يطلق عليه في اصطلاح الجغرافيين اسم بولييه ويقع بين جبلي الزاوية والوسطاني، يتصل في الجنوب مع سهل الغاب،مساحته 825كم2 وارتفاعه 220م وسطحه منبسط في الوسط، كان يؤلف مستنقعات تعرف بأرض الغرق. وقد تمَّ تصريف مياهه بنفق صنعي يتصل بنهر العاصي.
المناخ: تتميز المحافظة بصيفها الحار (29- 37 درجة مئوية) وشتائها الدافئ (5-8 درجة مئوية) ومعدل حرارتها السنوي (16- 18 درجة مئوية). والرياح السائدة فيها غربية وجنوبية غربية سرعتها 1-3م/ثا. وتبقى الرطوبة مرتفعة شمالي المحافظة وغربيها 60- 65٪ معظم أيام السنة وتهبط في شرقيها إلى 35٪ ومعظم الأمطار شتوية، تتناقص نحو الشرق (جسر الشغور 700مم - أبو الضهور 250مم).
وفي المحافظة عدد من الأقاليم المناخية فالمناخ رطب في هضبة القصير، وشبه رطب في جسر الشغور، وشبه جاف في معظم مناطق المحافظة الأخرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وجاف في الشرق.
المياه: يخترق المحافظة نهر العاصي ورافده نهر الأبيض، لكن الإفادة منهما محدودة لضيق وادييهما وعمقهما. وتنتمي المياه الجوفية في المحافظة إلى حوضي العاصي وحلب. وتكثر الينابيع غربي جبل الزاوية وتغذي سهلي الغاب والروج، ومنها ينابيع عين الطاقة والحويز واللج وشاغوريت وعرّى. وفي وادي العاصي حمامات الشيخ عيسى المعدنية الحارة وعين الزرقا وشق العجوز. ومخزون سهول إدلب من المياه الجوفية كبير، ويقل عمقه كلما اتجهنا شرقاً (350- 70م).
النبات: تقل الأشجار في المحافظة تدريجياً نحو الشرق حتى تنقلب إلى أنواع حراجية متوسطية، غنية بالأشواك، وأهم أشجارها البطم والبلوط والقَطْلَب والزعرور، وقد خربها الإنسان وأزالها في جبل الوسطاني. ولا يوجد خارج هضبة القصير غطاء حراجي خلا بعض مساحات مبعثرة محدودة في جبل الزاوية تنمو الأعشاب المتنوعة في جوارها وتتزايد أهميتها شرقاً، وفي مقدمتها الشيح في الغرب والحرمل والشنان في الشرق، إضافة إلى الشوكران والبابونج والمسيكة من النباتات الطبية،والخبيزة والحميضة والعكوب (السلبين) وهي تصلح غذاء للإنسان.
الحيوان: يعيش الضبع وابن آوى في جبال المحافظة، والثعلب والأرانب في مزارع البطيخ، والغريراء والقنفذ والخنزير البري في حراج هضبة القصير.وتكثر في المحافظة الطيور المستوطنة كالعصافير والحجل، والطيور المهاجرة كالقطا والترغلّة (الأطرغلة) والزرزور والبط ولا سيما عند أطراف المستنقعات، ويضاف إليها أبو الحن والبليقي والدرّج والسنونو والخطاف واللقلق، وكذلك الجوارح كالحدأة والصقر والنسر والبوم، وكلها تتعرض للصيد الجائر فتتناقص يوماً بعد يوم.