محافظة السويداء واحدة من المحافظات السورية تقع في إلجنوب الشرقي من دمشق وتحدها محافظة دمشق من الشمال ومحافظة درعا من الغرب والبادية السورية والصفا من الشرق و الأردن من الجنوب .
تبلغ مساحتها /6550/كم² ويمتد طول المحافظة من الشمال إلى الجنوب /120/ كم ويبلغ عرضها من الشرق إلى الغرب /66/كم .
فهرس |
المناخ في المحافظة معتدل جبلي بارد شتاءً وتتساقط الثلوج بحيث تصل في بعض المناطق إلى ارتفاعات كبيرة لتغطي المدن والبلدات ومعتدل منعش صيفاً ، تتراوح نسبة الأمطار السنوية فيها ما بين /350مم و 400مم/ في المناطق الجبلية، صخور المحافظة بركانية وتربتها رسوربية . ترتفع مدينة السويداء عن سطح البحر /1100/م وشهبا /1050/م أما صلخد فيصل ارتفاعها إلى /1125/م وتصل أعلى نقطة في المحافظة إلى /1809/م في تل قينية.
محافظة السويداء تعد متحف مفتوح للاثار والاوابد الاثرية التي تعود إلى الاف السنين ، وعثر علماء الآثار في مواقع كثيرة في معظم أرجاء المحافظة على أدوات صوانية منحوتة كان يستخدمها إنسان ما قبل التاريخ نذكر منها مراح كوم التينة إلى الشرق من قرية ريمة اللحف، ومراح المزرعة القريبة من مدينة السويداء ، وقراصة، وكوم الحصى، وحزحز، والشبكي، وتحتضن المحافظة مواقع أثرية هامة مثل تل الدبة قرب قرية بريكة، وموقع دير الأسمر بين قريتي نجران وأم العلق، تشير اللقى الأثرية فيها على وجود آثار من العصر البرونزي . وفي ربوع المحافظة تتواجد آثار خلفها الأراميون و الصفويون و الانباط الذين دخلوها بعد انتصارهم في موقعة موناثا( امتان ) على السلوقيين عام /88/ق.م وبعدها انطلقوا شمالا وكذلك اليونان و الرومان التي تنتشر اثارهم في كافة ارجاء المحافظة بشكل كثيف جدا .
أضحت مدن المحافظة في عهد الانباط مراكز هامة وغدت مدينة صلخد من بينها مركزاً تجاريا واقتصادياً وعسكرياً متميزاً . وقد تعزز موقعها العسكري بفضل قلعتها الضخمة الشهيرة . وفي أماكن عديدة في المحافظة يجد الباحثون آثاراً وكتابات نبطية كما في السويداء وسيع وغيرهما كما عثر على كتابة بالعربية تعود إلى عام /328/م وهي تؤرخ قبر امرئ القيس أحد ملوك العرب . وبسبب قوة الأنباط الاقتصادية والعسكرية لم يتمكن الرومان من احتلال المحافظة عندما احتلوا سورية عام /64/ ق.م غير أن ضعف الأنباط الذي أخذ يتزايد شيئاً فشيئاً مكن الاحتلال الروماني من بسط سيطرتهم على مدن المحافظة آنذاك .
لأحكام سيطرتهم عليها اهنم الرومان بمدن المنطقة في السويداء وجعلوها من أهم مدن الامبراطورية الرومانية ، فقامو بتنظيم المدن السورية في * السويداء على نمط مدينة روما ، واشادت المباني والقصور والمعابد والدور الدينية والمسارح والحمامات الرومانية والاسواق واقامة ومد اقنية ونظم الرى وخزانات المياه وشق الرومان العديد من الطرق مثل طريق دمشق _ شهبا عبر اللجاه ، شهبا _ قنوات _ السويداء _ عرى ، بصرى _ صلخد _ امتان _ السويداء _ سالة وغيرها التي تمتد لعشرات الكيلومترات بين المدن . اضافة إلى الطرق الداخلية المرصوفة بالحجارة في الكثير من المدن والبلدات التاريخية الهامة .
وتضم المحافظة الكثير من الآثار التي تعود إلى العصر اليوناني و الروماني في شهبا وقنوات وسيع وشقا وعتيل وسليم ونجران وملح وعرمان وعريقا و المشنف والمجدل وصلخد وداما وذكير وعمرة وغيرهم من البلدان والمواقع الاثرية .
ففي مدينة شهبا او روما الصغيرة بنى الامبراطور فيليب العربي ابن شهبا واصبح امبراطور على روما . واعتنى بمدينته شهبا وبتصميمها وجعلها مشابهة لروما ، ويوجد بها آثاراً صخمة منها المعبد الذي تدل عليى أهميته الأعمدة الأربعة ذات التيجان الكورنثية، كما يعد مسرح شهبا من المسارح الشهيرة بطابقه العلوي وقناطره ، بالإضافة إلى غرف الثياب والمطالعة والرياضة والمطاعم والملحقات ، والحمامات الرومانية الضخمة والمعابد ودور العبادة ، وجعل للمدينة اربع مداخل او بوابات ( اقوس نصر )ما تزال موجوده حتى اليوم ، واثار المدينة وأسوارها والشوارع المرصوفة بالحجارة ومبانيها التاريخية شواهد حية على مدى التطور العمراني الذي شهدته المدينة في التاريخ وكانت من أكثر المدت تطورا في مختلف نواحي الحياة .
وعبر نظرة شمولية على آثار المحافظة في قنوات و سيع و شهبا و شقا و صلخد و عشرات المدن الاثريةالرومانية والمواقع التاريخية في كافة ارجاء المحافظة تبدو لنا الأهمية التاريخية والحضارية والاستراتيجية التي تمتعت بها السويداء عبر العصور الخوالي . لقد أخذ حكم الاحتلال الروماني يشهد ضعفاً وانحلالاً فتعاظم دور الغساسنةالغساسنة وأصبحوا أصحاب الحكم الحقيقيين في ظل السلطة الرومانية الضعيفة خلال القرن الرابع الميلادي . وعندما آل الحكم العربي على بلاد الشام لاقاه الغساسنة والقحطانيون بالترحاب فأقر الخليفة العربي العظيم عمر بن الخطاب عام /636/م مالكاً ابن حارث أميراً على حوران الذي تشكل المحافظة جزءاً منه . وكان لسكان المحافظة آنذاك شرف المشاركة في معارك الجهاد ضد الروم والصليبيين . ومن جهة أخرى كانت ربوع المحافظة التي عرفت قديماً بأسماء عديدة ك جبل الباشان و جبل حوران و جبل الريان و جبل العرب, تشد إليها أنظار الخلفاء العرب، فبنى الوليد بن عبد الملك لنفسه قصراً في ريمة اللحف، كان يقضي فيه بعض الوقت في فصل الصيف، أما الخليفة عمر بن عبد العزيز فقد امتلك في السويداء مزرعة كان يقيم فيها من وقت لآخر، وعندما تنازل عن ممتلكاته آثر الاحتفاظ بها دون غيرها فأبقاها لنفسه .
ومثلما شدت المحافظة أنظار هؤلاء الخلفاء هز جمال طبيعتها مشاعر العديد من الشعراء العرب، مثل امرؤ القيس والشريف الرضي ولبيد بين ربيعة وغيرهم، فتغنوا به وأنشدوا أشعاراً جميلة . فالشاعر العربي جرير تعلق بجبل الريان حباً وذكرى وحنَّ إليه قائلاً :
يا حبذا جبــل الريــَّان مــن جبلٍ .......وحبــذا ســاكن الرَّيان من كانـــا
وحــبذا نفحــات مـــن يمـانيــــة .......تأتيــك مــن قبــل الرَّيان أحيانـــا
هبَّت شـــمالاً فذكرى مــا ذكرتكم ......عند الصفاة التي شرقي حورانــــا
واستمر اسم جبل الرَّيَّان يطلق على ما يبدو على المحافظة حتى خلال العصر الاموي وحتى اواخر العصر العباسي . ثم شهدت المنطقة اضطراباً في الأمن وتراجعاً في الحياة الاقتصادية فأدى ذلك مع عوامل أخرى كما ترجح المصادر إلى نزوح النَّاس عنها، فقل عدد السُّكَّان وهُجرت معظم المدن والقرى . واستمرت تلك الظَّاهرة الطارئة فترة من الزمن . فكانت القبائل البدوية تأتيه في فصلي الرَّبيع والصيف لترعى مواشيه ربيعه وتستقي من مياهه فتهدد بذلك الأجزاء الغربية المسكونة منه مثلما تهدد الحياة الاقتصادية في السهل الحوراني . عادت الحياة تدب من جديد في ربوع الجبل واوابده ومدنه ، فقد تمكن الأمير فخر الدين المعني الثاني من بسط سيطرته على حوران، عام /1613/ م حملة ضخمة اضطرته للتراجع المؤقَّت ثم ما لبث أن أرسل عام /1625/ بعثة عسكرية وفنية إلى حوران ليعيد ترميم قلعة صلخد وكانت البعثة بقيادة ابنه الأمير علي . لكن الاستقرار الفعلي في الجبل لم يبدأ إلا مع مطلع القرن السابع عشر منذ عام /1711/م حيث أخذت قراه ومدنه في الجزء الشمالي منه تشهد الحياة من جديد مع هجرات جاءته من مناطق شمال سوريا مثل حلب وادلب وكذلك من لبنان وفلسطين وأخذت تتوسع فيه شيئاً فشيئاً وتستقر في المدن والقرى . وإبان الاحتلال العثماني لم يعرف الجبل حكماً عثمانياً مباشراً حتى عام /1840/م فقد كانت أسرة الحمدان الأسرة الحاكمة في الجبل ويعرف الشيخ الحمداني باسم شيخ مشايخ الجبل أو كبير المشايخ فيه . وعندما أراد حكم محمد علي باشا في بلاد الشام /1831 _ 1841/ أن يفرض التجنيد ونزع السِّلاح على السكان شهد الجبل حرباً ضروساً استمرت تسعة أشهر دون أن يتحقق للحاكم ما أراد بالرغم من أساليب القسوة والقتل والتدمير وردم برك المياه والحصار المحكم فزهقت أرواح آلاف الضحايا من الجيش والسكان . ثم عادت الدولة العثمانية وكررت سياسة محمد علي باشا في الجبل فتذرعت لبسط سيطرتها المباشرة فيه بمبررات مختلفة وطلبت من سكانه تسليم أسلحتهم والقبول الجديد بتجنيد أبنائهم، في الوقت الذي كانوا يقومون فيه بأنفسهم بأعباء فرض الأمن في الجبل وفي درء الأخطار التي كانوا يتعرضون لها من جهة ويعملون كل ما في وسعهم لتطوير الزراعة وتعمير البلدات والقرى، وتأمين مستلزمات الاستقرار فاضطروا لمواجهة دامية مع حملات الدولة العثمانية بشكل متقطع خلال عشرات السِّنين حتى رحيل الاحتلال العثماني عام /1918/م . حيث شارك الجبل في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين، وقاتل أبناؤه إلى جانب أشقائهم في الجيش العربي والجيش التركي وساهموا في دحره إلى أن وصلوا مع طلائع الجيش العربي مدينة دمشق ورفعوا العلم العربي في سمائها . واعلن استقلال سوريا ومنها الجبل لكنه لم يستمر طويلاً، فاضطربت من جديد الحياة في بلاد الشام مع بداية الاحتلال الفرنسي ، ونشبت الثورات الوطنية والتي كان لمحافظة السويداء دوراً محورياً فيها بقيادة سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى والذي ابتدأ ثورته بكلمته الشهيرة إلى السلاح إلى السلاح. وكانت نتيجة هذه الثورة التي ضمت تحت لوائها بطولات المناضلين في سوريا أن أشرقت شمس الاستقلال في 17 نيسان 1946 لتشهد بعدها سوريا بداية عهد جديد .
تطورت محافظة السويداء بشكل ملحوظ في العقود الاخيرة وتعمَّقت مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية ومدينة السويداء مدينة عصرية راقية بمبانيها الانيقة وشوارعها واسواقها وكذلك المدن والبلدات حيث تنتشر احدث وارقى المباني والفلل السكنية . وبفضل الرعاية البالغة التي أولاها الرئيس الراحل حافظ الأسد شهدت المحافظة تسارعاً في وتائر النمو والتطور فشقت الطرق وعبدت بين قرى ومدن المحافظة، وبنيت المدارس والمعاهد والمستشفيات والمراكز الثقافية والصحية ورياض الأطفال والمركز الخدمية ، وشيدت السدود وأقيمت المصانع، واستصلحت الأراضي الزراعية، وأحدثت المصارف ووصلت الكهرباء إلى كل مدينة وقرية ومزرعة في كافة ارجاء المحافظة ، وبلغ عدد سكان المحافظة مايزيد أكثر من ثلاثمائة وخمسون ألف نسمة . وتطورت في المجال الزراعي والصناعي.
تشتهر محافظة السويداء بزراعة الكرمة ( العنب ) حيث تنتشر زراعتها في مناطق واسعة وتنتج المحافظة كميات كبيرة جدا من العنب سنويا منها ما يستهلك محليا ومنها ما يصدر ومنها مايتم بيعه لمصانع ومعامل المشروبات وكذلك تشتهر بزراعة اشجار التفاح االمعروف بجودته وزراعة العديد من الاشجار المثمرة مثل الاجاص والدراق والخوخ واللوزيات وانتشرت زراعة اشجار الزيتون بصورة كبيرة واصبحت معدلات انتاج الزيتون وزيت الزيتون في تزايد مستمر . ومن المزروعات القمح والعدس والشعير والحمص وغيرها وتجد كروم العنب والتفاح في كل بلدة وقرية ومزرعة في المحافظة .
يوجد محافظة السويداء عدد من الصناعات نذكر منها - صناعة السجاد - صناعة البلاستيك - صناعة الكونسروة والصناعات الغذائبة - صناعة المشروبات الكحولية ( العرق والنبيذ ) - صناعة الموكيت - صناعة العصير الطبيعي - معمل غاز الاوكسجين - صناعة الاحذية - زيت الزيتون - تعليب وحفظ الفاكهة وخاصة التفاح .
يوجد في المحافظة عدد من المدن الرئيسية اهمها السويداء و شهبا و صلخد والتي تتركز فيها الاسواق والمحلات والمجمعات التجارية الكبيرة التي تهتم ببيع كافة المنتوجات وتقدم كافة الخدمات ، وتكون الحركة التجارية في اوجها منذ ساعات الفجر الاولى وحتى فترة ما بعد الظهر ويكون عدد الزوار اضعاف اضعاف عدد السكان المراكز والمدن الرئيسة ، ففي السويداء عاصمة المحافظة تنتشر الاسواق المتخصصة المحلات التجارية لكافة الاصناف والانواع من الملابس والمنسوجات والاقمشة والمواد الغذائية والحلويات والمواد الصناعية والمواد الاولية والمكتبات ومحلات الاجهزة الكهربائية والتحف والهدايا والسجاد والاثاث والمعدات الزراعية والصناعية والسيارات والمحلات والشركات المتخصصة .
تمتع السويداء بطبيعة جبلية رائعة وتعتبر بمعايير الامم المتحدة متحف طبيعي حيث تنتشر على امتداد اراضي المحافظة وخاصة الجبلية منها الاف الدنمات من الاراضي الحراجية الطبيعية غابات في امتداد مناطق جبلية من سليم وعتيل والسويداء والكفر ...والاراض المشجرة بأشجار مثمرة وكروم العنب و التفاح او الاف الدنمات من الاراضي المشجرة بأشجار حراجية جديدة ( غابات ) في عدد من مناطق المحافظة مثل منطقة ظهر الجبل وسد العين حيث يوجد منطقة ظهر الجبل أكبر مشروع تشجير مثمر في المنطقة . هذا اضافة للطبيعة الجميلة والاوابد والمدن والمواقع الاثرية الكثيرة والمناخ الجميل المعتدل مما يجعل المحافظة من من ضمن الاماكن السياحية التي تخطط وزارة السياحة السورية لزيادة الاستثمار السياحي وجذب المهتمين والسياح إلى المنطقة ويوجد في المحافظة عدد من شركات النقل السياحي الحديثة التي تربط كافة مناطق المحافظة اضافة لرحلات على مدار اليوم من السويداء إلى دمشق ، يوجد في العديد من المدن والبلدات مراكز ومقاهي انترنت . اماكن تستحق الزيارة: