الرئيسيةبحث

بنو أسد بن خزيمة

بنو أسد بن خزيمة قبيلة عربية قديمة من قبائل مضر من العدنانية، سكنت وسط الجزيرة العربية قبل الإسلام، وشاركت في حروب الردة، قبل أن تنزح إلى العراق زمن الفتوحات. وقد صار لبني أسد دور مهم في تاريخ العراق وما زال لهم بقية في جنوب العراق اليوم.

فهرس

قبل الإسلام

ينتمي بنو أسد إلى مضر، من القبائل المسماة بالعدنانية، و تجتمع مع قبيلة كنانة (التي تضم قريشاً، قبيلة النبي محمد) في خزيمة بن مدركة، مما يجعلها من أقرب القبائل الكبيرة نسباً إلى قريش. ونسب القبيلة هو أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.

كانت مساكن القبيلة في نجد، و بالأخص منطقتي حائل و القصيم الحاليتين، ومن مياهها سميراء، والرس والرسيس، ومن جبالها القنة والقنان وأبان الأسود، وامتدت ديارهم شرقاً إلى الدهناء حيث جاوروا بني تميم، وكان بنو أسد بدواً صُرفاً، إلا أن بيتاً من بيوتاتهم يقال لهم بنو غُنْم كانوا قد سكنوا مكة قبل ظهور الإسلام محالفين لبني عبدمناف من قريش، وكان منهم بعض الصحابة أشهرهم عكاشة بن محصن.

و كانت بنو أسد قد أزيحت عن جبلي طيء بعد قدوم طيء من اليمن، إلا أنها تحالفت مع طيء فسميت القبيلتان بالحليفين. و قد كانت القبيلة من بين القبائل التي شكلت مملكة كندة في وسط الجزيرة العربية، وقيل إن ملك كندة كان يبالغ في أخذ الأتاوات عنهم حتى أخذ بعض ساداتهم وضربهم بالعصي فسمّوا "عبيد العصا"، وطردهم من ديارهم حيناً حتى أعادهم بعد أن استعطفه الشاعر عبيد بن الأبرص من شعراء بني أسد وأحد أصحاب المعلقات. وبعد أن مات ملك كندة وتولى بعده ابنه حجر بن الحارث (وهو والد الشاعر امرئ القيس) قام عليه بنو أسد فقتلوه، وهي حادثة مذكورة في معلّقة عبيد بن الأبرص، وكانت إيذاناً بنهاية مملكة كندة. وترد في أيام العرب أيضاً أخبار عن وقائع كثيرة لبني أسد مع بني عامر وعبس وبني سليم وغيرها.

وكان بنو أسد في الجاهلية على الوثنية يعبدون كوكب عطارد وزعم بعضهم إنهم كانوا يطوفون بالكعبة عراة لأنهم لا يريدون أن يطوفوا في ثياب عصوا الله فيها، واشتهر بنو أسد بالعيافة، وهي التنبؤ بالمستقبل بتأمل حركات الطيور والحيوانات وأصواتها.

القرون الإسلامية الأولى

وتروي كتب السيرة النبوية أن إسلام بني أسد كان في السنة التاسعة للهجرة، وأن بني أسد كانوا قد قدموا على النبي محمد دون أن يرسل إليهم رسولاً وأنهم ذكروا له ذلك ولذلك يقال إن آية من القرآن قد نزلت فيهم وهي :"يَمنَّون عَلَيْك أنْ أسْلَمُوا. قُلْ لا تَمنُّوا عَليَّ إِسْلامَكم" (سورة الحجرات، 17). وكان من بني أسد عدد من الصحابة من أشهرهم القائد ضرار بن الأزور. واشترك بنو أسد بعد ذلك في حروب الردة، إذ ظهر فيها طليحة الأسدي، أحد مدعي النبوة بعد وفاة النبي محمد. وتحالف أتباع طليحة من بني أسد مع غطفان و طيء ضد المسلمين، إلا أن القبيلة أعيدت إلى سلطة الإسلام على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة في عهد الخليفة أبي بكر. نزح جل القبيلة بعد ذلك إلى جنوب العراق و شاركت في الفتوحات الإسلامية، وكان لهم دور كبير في معركة القادسية إذ يروى أنه اشترك فيها منهم ثلاثة آلاف نفر وكان منهم ضرار بن الأسود وخولة بنت ألاسود وأدى بنو أسد دوراً أساسياً في انتصار المسلمين. وسكن كثير من بني أسد بعد ذلك الكوفة وكانت لهم بها خطّة إلا أن باقي القبيلة ظل ساكناً بادية العراق. وكان قسم أصغر من بني أسد قد استقر في حلب مع جند الشام.

وقد كانت بنو أسد من القبائل العربية التى ساندت علي بن أبي طالب و تشيعت له أثناء المعارك التي خاضها في خلافته واستمر تشيعهم. و يروي الإخباريون المسلمون أن جماعة من بني أسد كانوا من ضمن القتلى في معركة كربلاء، و أن قوماً من بني أسد هم من دفن جثمان الحسين بن علي و أهله بعد المعركة. كما خاض بنو أسد معارك إلى جانب المختار بن أبي عبيد الثقفي واعتنق بنو أسد بعد ذلك المذهب الشيعي الإمامي وظلوا على ذلك إلى اليوم.

لا يمكن لأى مؤرخ أن يقرا التاريخ العربى او الاسلامى الا ويرى بنى أسد في كل زوايا التاريخ فقد ساهمت هذة القبيلة العربية الكبيرة في كل الحوادث العسكرية والادبية و الدينية في العصر الاسلامى وما قبل الاسلام فمن ابناءهم على سبيل المثل حفص بن عاصم الأسدى و حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي وينسب لهم أحد القراءات المشهورة للقرءان الكريم.

وقد كانت تسمى قبيلة بني أسد بلسان مضر، وكانت من القبائل التي اعتمد اللغويون المسلمون عليها كثيراً في وضع قواعد وعلوم اللغة العربية في القرون الإسلامية الأولى. وظهر من بني أسد الكثير من الشعراء والأدباء في التاريخ العربي والإسلامي بالإضافة إلى العديد من العلماء والرواة الشيعة. ومن مشاهير بني أسد في الإسلام الكميت بن زيد الأسدي شاعر الهاشميات وابن مطير الاسدي و في العصر الحديث الحلي الاسدي والشبيبي الاسدي والخالصي الاسدي وغيرهم.

العصر العباسي إلى العصر الحديث

وفي عام 998 م، أقام علي بن مزيد الأسدي دولة في نواحي الكوفة و حصل على دعم من البويهيين المسيطرين على مقاليد الدولة العباسية في ذلك الوقت. و جعل أمراء بني مزيد مركزهم في الحلة، و استمر حكم بني مزيد الأسديين في الحلة حتى سنة 1163 م، حين استولى الخليفة العباسي المستنجد بالله على الحلة بدعم من قبيلة بني المنتفق و أمر بقتل أربعة آلاف أسدي في الحلة على إثر ذلك. نزح الكثر من بني أسد بعد ذلك جنوباً واستقروا أخيراً في منطقةالجزائر (عند الأهوار)، كما أقام بنو أسد دولة أخرى في الأهواز قبل ظهور إمارة بني كعب. و ما زال لهم بقية في العراق اليوم، جلّهم في مناطق الجنوب، وقد تحضّروا وتركوا حياة البداوة منذ قرون طويلة.

مصادر