الرئيسيةبحث

طيء

طيء هي إحدى قبائل العرب القحطانية اليمانية الأصل، سكنت شمال الجزيرة العربية وتحديداً في منطقة حائل التي كانت تعرف قديماً بإسم بلاد الجبلين (أجا وسلمى).


فهرس

نسب طيء

يرجع نسب طيء إلى طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فهي قبيلة كهلانية سبأية قحطانية، أي يمانية الأصل و وقفت في الصف اليمانية في النزاع القيسي - اليماني المعروف، و إن كان لطيء في مصر الفضل في إنهاء هذا الصراع في الديار المصرية كما سيتقدم. و طيء هو أخو مذحج، و العم الأعلى لعدي بن الحارث بن مرة أبو جذام و لخم و جد كندة بن ثور بن عدي بن الحارث.

حقيقة علاقة طيء بثمود

لم تكن طيء القبيلة العربية الوحيدة التي حاول البعض نسبتها لقبائل ثمود المعروفة و التي عرفت منذ أيام الأكاديين و الأشوريين و إستمر وجودهم إلى أيام الرومان، و إشتهروا بالخيالة الثمودية التي كانت جزء من الخيالة في الجيش الروماني. و من تلك القبائل التي نسبها البعض إلى ثمود بخلاف طيء قبيلة ثقيف. على أن النسابة العرب المشهورين في مجموعهم أقروا بإستحالة ذلك تبعا للآيتين القرآنيتين الحاقة 5 و 8، و كذلك الآية القرآنية الكريمة النجم 51. إنما جاء الخلط من البعض بنسبته بعض القبائل التي إشتهرت بالبأس و الشدة لثمود كما في ثقيف، أو التي تتقارب مساكنها و مساكن ثمود، كما في طيء و بعض قضاعة و جذام و غير ذلك.

معتقدات طيء

قديما

عبدت طيء في الجاهلية الفلس، وهو الصنم الأشهر لطيء، وهناك عدة أوثان أخرى عبدتها طيء، وبعض تلك الأوثان لم تختص به طيء وحدها. كما عبدت طيء بعض النجوم والكواكب، ودخل بعض طيء النصرانية مثل عدي بن حاتم الطائي، واتبعوا في ذلك الفرقة المنوفوزية المعروفة أيضا باليعقوبية، المخالفة للملكانية التي كانت الفرقة الرسمية عند الروم، وهم في ذلك مثل سائر القبائل العربية النصرانية، كالغساسنة والتي رفضت المذهب المسيحي الملكاني الرسمي. ويحتمل دخول بعض طيء المجوسية، فقد اعتنق بعض العرب المجوسية، مثل الأقرع بن حابس وزرارة وحاجب بن زرارة، كما ذكر ابن قتيبة، ومثل سكان هجر، والذين شهد عبد الرحمن بن عوف عند عمر بن الخطاب، أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد أخذ منهم الجزية، وعدهم من أهل الكتاب.


قبيلة طيء في مصر و تاريخها بها

كان القدوم الأكبر لطيء في عصر الدولة الفاطمية، التي عرفت بسياستها في تعريب مصر باستقدام القبائل العربية للاستيطان في مناطق نفوذها بمصر وشمال أفريقيا، ومن تلك القبائل كانت قبيلة سنبس، وتعرف أيضا بالسنابسة، من طيء، والتي كانت تستقر في جنوب فلسطين بمنطقة الرملة والداروم من فلسطين، وقد استقدمها الوزير الفاطمي اليازوري، والذي يرجع أصله لبلدة يازور بفلسطين قرب يافا، أي بالقرب من منازل طيء هناك، وقد أخمدت قبائل سنبس الطائية فتنة بني قرة الهلالية، و ذلك في عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وقد أقطعت الدولة الفاطمية السنابسة منازل قبيلة بني قرة أحد بطون قبيلة بني هلال، المتمردة في منطقة البحيرة بغرب دلتا النيل، ولكن قبيلة سنبس الطائية سرعان ما توسعت شرقا، لتستقر بكثافة في ما يعرف اليوم بمحافظات الغربية والمنوفية وكفر الشيخ، ولها فرع استقر في بلدة عرفت باسمهم بني يوسف، والتي تقع بالقرب من منطقة سقارة بمحافظة الجيزة بمصر.

كانت زعامة سنبس الطائية في الخزاعلة، و يعرفوا أيضا بالخزاعل و بني خزعل، و إستقرت القيادة في بني يوسف من الخزاعلة.

شاركت سنبس الطائية، تحت قيادة بني يوسف من الخزاعلة، في ثورة الشريف حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي، التي كانت رفض لحكم المماليك، في عهد السلطان المملوكي الأول المعز عز الدين أيبك التركماني، و ذلك لأنفة القبائل العربية بمصر من الخضوع لحكام مسهم الرق، أي المماليك. و قد كان لسنبس الطائية الدور الأكبر في الثورة، و كانت هزيمتها في معركة سخا، بكفر الشيخ اليوم، إيذانا بفشل الثورة، فقد كانت عماد تلك الثورة، و التي قال عنها المقريزي، في البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، إنها أخر ثورة عربية في مصر. عرف تحالف القبائل العربية هذا بالحلف القرشي، ، و سمي هذا الحلف بالقرشي لأن زعامته كانت للجعافرة الطالبيين، بزعامة الأمير الشريف حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي الهاشمي القرشي الديروطي، و كان من فضل هذا الحلف أن إختفى من مصر الصراع اليماني - القيسي، و التي أبتليت به القبائل العربية في كافة البلدان و كانت سببا في نكبة العرب في كثير من الأحيان لإفتراق كلمتهم و الذي ظل للأسف قائما في بعض البلدان كما في لبنان و التي ظل بها حيا حتى بدايات النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.

توجد في مصر حاليا، قرى على اسم فروع طيء، فتوجد قرى باسم السنابسة والخزاعلة وبني يوسف، مثل بني يوسف بالجيزة والمذكورة أعلاه، و خزاعل في مركز السنطة بمحافظة الغربية في مصر.

أقوال القلقشندي بشأن طيء

بعض ما ذكره أبو العباس القلقشندي، عن طيء وبطونها في كتابه المعروف: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب:

بنو طيء: بفتح الطاء وتشديد الياء وهمزة في الآخر - قبيلة من كهلان من القحطانية وهم بنو طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان و كهلان يأتي نسبه عند ذكره في حرف الكاف، وكان له من الولد قطرة والغوث وأمهما عدية بن الآمري من مهرة والنسبة إليهم طائي وإليهم ينسب حاتم الطائي المشهور بالكرم واخباره أشهر من أن تذكر‏.‏

قال في العبر‏:‏ ومنهم زيد الخيل بن مهلهل الصحابي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد طيء فأسلم فسماه زيد الخير وقال له ما وصف لي أحد في الجاهلية رأيته في الاسلام إلا رأيته دون وصفه غيرك، وكانت منازلهم باليمن فخرجوا منه على أثر خروج الأزمنة ونزلوا سعيرًا وقيل في جوار بني أسد ثم غلبوهم على اجاء وسلمى وهما جبلان في بلادهم يعرفان الآن بجيلي طي فاستمروا وافترقوا في أول الإسلام في الفتوحات‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ في بلادهم الآن أمم كثيرة تملأ السهل والجبل حجازًا وشامًا وعراقًا قال‏:‏ وهم أصحاب الرياسة في العرب إلى الآن بالعراق والشام وبمصر منهم بطون‏.‏

بنو سنبس: ويقال لهم سنبس بأسم أبيهم بطن من طيء من القحطانية وهم بنو سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث ابن طيء، وطيء يأتي نسبه عند ذكره في حرف الطاء المهملة، وكان لسنبس من الولد زبيد وعمرو ومنهم بنو أبان بن عدي المذكور في حرف الألف وقد ذكر الحمداني منهم طائفة ببطائح العراق وطائفة بدمياط من الديار المصرية‏.‏

قال ( يعني الحمداني)‏:‏ وكان لهم شأن أيام الخلفاء الفاطميين بالأعمال الجيزية حول سقارة‏.‏ ملحوظة: المقصود بالأعمال الجيزية، محافظة الجيزة اليوم في مصر.

قلت ( يعني نفسه أي القلقشندي)‏:‏ والأمرة الآن فيهم في الخزاعلة في بني يوسف ومقرهم في مدينة سخا من الأعمال الغربية‏.

بنو الحسن: بطن من طيء من القحطانية ذكرهم الجوهري في صحاحة نقلا عن ابن الكلبي و لم يرفع نسبهم.

ملحوظة: يعتقد، بضم الياء، أن القبائل التي تحمل اسم بنو الحسن في بادية الشام و ربما في العراق و لبنان أيضا تنتسب إلى هذا البطن، و هناك أقوال أخرى.

بنو طرف : بطن من طيء من القحطانية، و هم بنو طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعيد بن قطرة بن طيء، منهم جبلة بن رافع الذي يقول فيه الحطيئة: لعمري لقد أنعمت نعمة ماجد علي قديما يا جبيل بن رافع، ومنهم بنو لام بن عمر بن طريف الطائي الذين يقول فيهم الحطيئة: كيف الهجاء وما تنفك صالحة *** من آل لام بظهر الغيب تأتيني ويرأسهم السيد المشهور والصحابي الجليل أوس بن حارثة بن لأم الطائي، ومن بعده بجير بن أوس الطائي، ومن ذريته قبائل بني لأم في جزيرة العرب والعراق.

بنو عقدة: بطن من سنبس من طيء من القحطانية و هم بنو عمرو بن سنبس تقدم ذكره في حرف السين المهملة، و عقدة أمهم عرفوا بها. ملاحظة: لبني عقدة بقية في مصر تتمثل في بضع عائلات تحتفظ بإسم عقدة و العقدة.


المراجع

  1. القرآن الكريم.
  2. المقريزي - البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
  3. أبو العباس القلقشندي - نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب.
  4. ابن حزم الأندلسي الظاهري: جمهرة أنساب العرب.
  5. ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون.
  6. قطب: أنساب العرب.