عرقة بلدة تاريخية تقع غرب مدينة الرياض وعلى مساحة أكثر من 12 كم متر ، تتكون من منطقة تاريخية لا زالت آثارها باقية حتى الآن ، ومنطقة حديثة تتمثل في المخططات الجديدة ، بالإضافة إلى شعاب وأودية مثل شعيب أوبير والمهدية الذي يصب في وادي حنيفة . عرقة مركز إداري قديم مستقل يتبع أمارة مدينة الرياض وبه دوائر حكومية مستقلة تخدمه تتكون من بلدية ومركز شرطة وكتابة عدل وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد صدر أخيراً قرار وزارة العمل بالموافقة على إنشاء مركز حي يخدم المنطقة جاري الإعداد للبدء في نشاطاته ، كما يتوفر فيها مدارس حديثة للبنين والبنات لجميع المراحل التعليمية بالإضافة إلى روضة أطفال ، ودار لتحفيظ القرآن النسائية وحلقات كثيرة للبنين في مختلف المساجد يشرف عليها مركز إشراف خاص تابع لمدينة الدرعية .
عرقة مدينة تاريخية يشهد بذلك آثارها التي لازالت باقية ولكنها لم تنل حظها في التاريخ ولم تذكرها الكتب التاريخية إلا ما ندر .وكان أول حكامها آل سليمان من تمييم وطدوا الأمن فيهاحيث بنوا ابراج المراقبة فيها ومن أشهر اسرها القديمه الهلالات والزهراء والمرشد والبكران(المشاعبة) والحسيني وغيرهم من الاسر
اتصلت عرقة حديثاً بمدينة الرياض بعد اتساع نطاق العاصمة ، وهي تقع على وادي حنيفة شمال الرياض وجنوب محافظة الدرعية بنحو 20 كم ، وهي من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد يوم مسيلمة ، سكنها بنو عدي بن حنيفة وكانت مسرحاً لحرب دارت بين جيش الأمير عبد العزيز بم نحمد بن سعود وابني دهام بن دواس عام 11185 هـ . يطلق عليها عَوْقَة وحرفت الكلمة إلى عَرِقَة أو عرفت فيما بعد بـ عِرْقة . كانت في عهد الملك عبد العزيز محصورة في أحياء الظهيرة والصنع والقلعة ، وامتدت بعد الاستقرار الأمني لتشمل عددًا من المزارع والمباني المترامية بحسب تنامي السكان آنذاك . كانت محاطة بأبراج مراقبة تسمى مربعة ، والمرابيع فيها ثمان : مربعة القلعة ، ومربعة العبيدية ، ومربعة المويسلية ، ومربعة الظهيرة ، ومربعة الغريب ، ومربعة المضيجر ، ومربعة أم قصيبة ، ومربعة المسعودية . أما أسوارها التي تحيط بها فكان لها أربعة أبواب ، يسمى كل منها دروازة : - من الشمال دروازة ابن ثنيان . - من الجنوب دروازة المقصورة . - من الشرق دروازة الإمام تركي . - من الغرب دروازة الشعيب . وجميعها اندثرت مع مرور الزمن وعدم الحاجة إليها .'
الامام تركي بن عبدالله في عرقة :
الإمام تركي بن عبد الله بن سعود جاء إلى عرقة عام 1238 هـ قادماً من بلدة الحلوة ومعه ما يقارب ثلاثون رجلاً ليس معهم سلاح ، وتركهم في شعيب يسمى المسعودية جنوب بلدة عرقة ، ودخل بلدة عرقة من جهة المستعجله وقابل فيها عبدالله بن راشد وعرف بنفسه وسأله عن بيت أمير البلد وأميرها محمد الهلالي ودلهّ عليه ، وقابله في بيته الكائن قرب مسجد الجامع ولم يعرفه ، وظن أن هذا الرجل جاء ضيفاً بقصد العشاء حسب عادات العرب ، لكنه فاجأه وقال : أنا تركي بن عبد الله ، وحياه وسربه إلاّ أنه يخشى من بطش هذه الدولة الغاشة لتركي ، وقال أننا نحبكم ونتمنى أن يعود لكم الحكم ، وفاجأه بقوله : إنني أعاهدكم ألاّ أترك بلدكم إلا منتصرًا أو مقتولاً ، وقال : لذا لابد من اجتماع الجماعة وأخذ رأيهم ، لأني وحدي لا أستطيع عمل شيء ، وبعد صلاة العشاء في نفس الليلة جمع الجماعة وقابلوا تركي وعرفهم عليه ، وقالوا : نحن أهل محارم ونخيل ومزارع وحلال ، ونخشى من انتقام الدولة الغاشمة وإلاّ نحن نحب آل سعود ونرحب بهم وندافع عنهم بكل ما نملك ، وعرض عليهم ما عرضه على الهلالي ، أنه لا يفارق بلدهم إلا منتصرًا أو مقتولاً وعاهدهم على ذلك وكان في البلد رجل يقال له : بن قاسم ، جعلته الترك التي في الرياض يتجسس على أهل البلد ويقدم معلومات للدولة يخبر من جاء إلى البلد ، وأهم شيء يحرصون عليه أخبار العالة السعودية وهل يوجد أحد منهم يرتاد عرقة ، وهذا ما يحصل في جميع بلدان نجد ، ولما علم بن قاسم بوجود تركي في المسجد بعد صلاة الفجر هرب من البلد ولم يرجع ، ويذكر أنه اتجه إلى وادي الدواسر وتوفي فيها ، أنقل هذه المعومات عن والدي عبد العزيز بن عبد الله الرواف وعن الشيخ عبد الله بن إبراهيم آل الشيخ أخو سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وهو أكبر سن منه ، وبعد أن استقر في عرقة بدأت تفد عليه الوفود من مؤيديه من أهل الوشم وسدير وغيرهم وبدأ في محاربة الحاميتين التي في الرياض ومنفوحة التابعة للترك ، فلما رحل عن تركي بعض مؤيديه سار إليه أهل الرياض ومنفوحة وعساكر الترك وحاصروه في عرقة أشد الحصار ، وصبر لحربهم صبرًا عظيماً ، وجذو أكثر ثمار عرقة وقطعوا بعض النخيل وذلك في أول السنة التاسعة ، ثم رحلوا عن عرقة وبقي الحرب على حاله وتركي بن عبد الله مقيماً في بلدة عرقة محارباً لأهل الرياض وأمره في قوة وازدياد حتى سلمت الحامية التي في منفوحة ثم التي في الرياض وبعد ذلك استتب الحكم له واتسع حسب ما هو موجود بالتاريخ ..