الحاج محمد علي زينل علي رضا من مواليد جدة (1889م-1969م)، تاجر نهضوي وزعيم شعبي من منطقة الحجاز ، وعميد بيوتاتها التجارية. كان عضوا في الحزب الحجازي الوطني الذي أدار شؤون الحجاز بعد سقوط حكم الأشراف فيه عام 1926م، إلى جانب أخيه الحاج عبدالله الذي كان علاوة على ذلك قائمقام الشريف حسين في جدة، ثم عُيّن قائمقام للسلطان عبدالعزيز بن سعود.
والحاج محمد علي، معتدل الجسم مستدير الوجه أبيض اللون، واسع العينين، أقني الأنف، يضع على عينيه نظارة ذهبية ويرتدي الجبة والعمامة الحجازية وقد احتفظ بلباسه هذا في زياراته الكثيرة إلى أوروبا لزياره مكاتبه التجارية الواسعة الانتشار.
- أسس مدارس الفلاح في جدة عام 1905م، وهي نواة التعليم النظامي بالجزيرة العربية، وصرف عليها من حرّ ماله، وجعل التعليم بها مجاني. ألحقها بفروع قي مكة (1909م)، ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت. وتُعرف مدارس الفلاح بأنها من أخرج الجيل الذهبي من أدباء وشعراء ومفكري الحجاز، اضافة إلى كبار تجارها وبيروقراطيها وموظفي الدولة السعودية الأوائل.
- اضافة إلى مدارس الفلاح، اهتم الحاج محمد علي بالابتعاث، فابتعث أوائل المتخرجين إلى الهند، وأشرف شخصيا على الجانب العملي في ابتعاثهم، وقدّم لهم رواتب مغرية في ذلك الشأن.
- اشتغل في الهند بتجارة اللؤلؤ منذ العهد العثماني للحجاز، حيث كان يشتري اللالئ من مواسم الغوص من الموانئ الخاصة بذلك في البحرين ودبي ثم يصنف هذه اللالئ بعد ثقبها وصقلها في عقود وحلي وحلقان، وبيعها حسب أصنافها في العواصم العالمية والأوروبية، حيث مكاتبه المنتشرة في لندن وباريس وبومباي، حتى لُقب بملك اللؤلؤ في العالم.
- رفض اشهار افلاسه على ضوء انهيار تجارة اللؤلؤ العالمية، وأصر على سداد ديونه كامله للبنوك .. فكان علامة غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد العالمي الحديث. كما اقال عثرة مائة من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي وتحمل الخسارة وحده عنهم.
- وبالرغم من خسارته لأكثر من 90% من ثروته، كان يقترض ليستمر في الانفاق على ملاجئ الآرامل والأيتام وتحمل مصاريف التعليم في مدارس الفلاح وطلاب الابتعاث.
- توفي الحاج محمد علي في بومباي ودفن بها، وللحاج محمد علي حظوة كبيرة جدا في الهند، ويعتبر في الوعي الهندي، "التاجر العربي الحجازي الذي ساهم في تنمية الهند القومية". اذ كان صديقا شخصيا للبانديت جواهر لآل نهرو أول رئيس وزراء في الهند، وفي الوقت ذاته صديقا باراً للفقراء، والى جانب أعماله الجليلة الانسانية والاجتماعية، أسس الحاج جمعية الصداقة العربية الهندية، التي دعمت مختلف الجمعيات والهيئات التعليمية والاجتماعية في جميع أنحاء الهند. كان أحد قلائل الأجانب الذين رفعوا العلم الهندي في عيد استقلال الهند، ولذلك صورة تاريخية معروفة.
- وصفه عبدالمجيد شبكشي، رئيس تحرير جريدة الندوة، يوم وفاته بأن كان "أمة في رجل"، فاختزل قصة حياته بصدق.