الرئيسيةبحث

محمد حسن عواد

محمد حسن قاسم عوّاد (1902-1980)، أديب ومفكر من الحجاز، من طلائع النهضة الأدبية والفكرية بالحجاز، من مواليد مدينة جدة. يعتبر مع خصمه الشاعر حمزة شحاتة، رائدا الشعر الحداثي في الحجاز. نشر أول كتاب نهضوي في تاريخ الجزيرة العربية تحت عنوان (خواطر مصرحة) نشر عام 1926م، وكان بمثابة صرخة أخلاقية مدوّية، وأثار لغطاً لايزال صداه قائم إلى الان.

من أهم آثاره الشعرية، ديواني (آماس وأطلاس) و(قمم الأولمب)، حيث كسر العواد فيهما عمودية الشعر، وبهما مُنِح ريادة الشعر الحديث بالجزيرة العربية.

خاض العواد في حياته العديد من المعارك الأدبية الحامية التي اندلعت في الحجاز بين المجددين والتقليديين، وفيما بين المجددين أنفسهم، لعل أشهرها سجاله الحامي مع الشحاتة. وقد عرضته جرأة طرحه إلى تكفير المؤسسة الدينية الرسمية له والمطالبة بنفيه إلى خارج البلاد من بعد طرحه لكتاب خواطر مصرّحة، ذي المضامين النهضوية والتحررية. الا أن رصانة العواد حفظت له دوما الاعتبار. رأس نادي جدة الأدبي الثقافي منذ تأسيسه إلى السبعينات، ويعتبر اليوم أحد أهم رموز النهضة بالحجاز والسعودية، المحتفى بها وبتجربتها، على الأصعدة الرسمية والشعبية.

مؤلفات العواد الرائدة :

من شعر العواد :

أيها المشرف من رأس الهرم!

أيها الناظر من خلف السدم

أيها المحجوب في الغيب الأصم!

هذه الدنيا هبوط وصعود

درج السلم ترتج ارتجاجا،

والمساعي تملأ الأرض عجاجا

ليتها تسلك للخير فجاجا!

أسفا! فالشر شيطان مريد

ليت، أمي وأبي لم يسلماني

قبضة العالم مرخي العنان

أحسنا الأمر إذن لو يعلمان

غير أن الأمر من خلف السدود

ليتني، ليت أخي، ليت صديقي

يطرحون الخبث في عرض الطريق

ثم نجتاز مع النور الحقيقي

مسلك الطهر إلى العهد الجديد!

نحن قوم بعضنا يعرف بعضا!

فلماذا نبرز الكبر ونرضى؟

ولماذا لم نرد ذي الأرض أرضا؟

إن منهاج السماوات بعيد

كلنا طين برى الله وماء،

ونفوس قد أعدت للعناء،

فإذا نحن تعاونا سواء،

وتفاهمنا فذا عيش سعيد،

حي يا عام الورى فردا ففردا

فالتحيات لأهل الأرض أجدى

حيهم يا عام ما عن ذاك معدى

لا تذر من سيد أو من مسود

حي يا عام! مليكاً وأميراً،

حي يا عام! رئيساً ووزيراً،

حي شعباً نائم الروح غريرا

حي شعباً يقظاً يبغي المزيد

حي يا عام ! فقيراً قلقا!،

وغنياً عانياً أو مطلقاً

وأسير النفس، أو منعتقاً،

وخلياً، وأخاهم شديد

حي كل الناس شريرا وخير

وغبياً مظلم الفكر ونير

وطليق العقل أو من لم يسير

عقله إلا أياد وقيود

كلهم يا عام! رغم الطبقات

رجل فرد له شتى السمات

واحد في شكله أو في الصفات

ولسيان قريب وبعيد..

كلهم في دهره طالب صيد

كلهم في سعيه يمشي رويد

عمرهم في ختله يشبه زيد

غير أن الضعف في الكل عتيد

كلنا يا عام ! في الضعف سواء

سالك النهج ومن يمشي الضراء

فاسأل الله لطلاب البقاء

نعمة الرحمة والعون الأكيد