الرئيسيةبحث

صحيح البخاري/كتاب العلم

(كتاب العلم)



☰ جدول المحتويات

باب فضل العلم

وقول الله تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير } وقوله عز وجل { رب زدني علما}

باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل

[59] حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا فليح ح وحدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي قال: حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال:

بينما النبي ﷺ في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي، فقال متى الساعة فمضى رسول الله ﷺ يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال: فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة

باب من رفع صوته بالعلم

[60] حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال

تخلف عنا النبي ﷺ في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا

باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا

وقال لنا الحميدي كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا، وقال ابن مسعود حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق، وقال شقيق عن عبد الله سمعت النبي ﷺ كلمة، وقال حذيفة حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، وقال أبو العالية عن ابن عباس عن النبي ﷺ فيما يروى عن ربه، وقال أنس عن النبي ﷺ يرويه عن ربه عز وجل، وقال أبو هريرة عن النبي ﷺ يرويه عن ربكم عز وجل

[61] حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:

قال رسول الله ﷺ: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة

باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم

[62] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال:

إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي قال: فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة

باب ما جاء في العلم وقوله تعالى { وقل رب زدني علما }

باب القراءة والعرض على المحدث

ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة قال للنبي ﷺ آلله أمرك أن نصلي الصلوات قال: نعم قال: فهذه قراءة على النبي ﷺ أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان ويقرأ ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ أقرأني فلان حدثنا محمد بن سلام حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال لا بأس بالقراءة على العالم وحدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان قال إذا قرئ على المحدث فلا بأس أن يقول حدثني قال وسمعت أبا عاصم يقول عن مالك وسفيان القراءة على العالم وقراءته سواء

[63] حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث عن سعيد هو المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول:

بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم أيكم محمد والنبي ﷺ متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل بن عبد المطلب، فقال له النبي ﷺ قد أجبتك، فقال الرجل للنبي ﷺ إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فقال سل عما بدا لك، فقال أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم، فقال اللهم نعم قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال اللهم نعم قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة قال اللهم نعم قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا، فقال النبي ﷺ اللهم نعم، فقال الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضِمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر

رواه موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان عن ثابت عن أنس عن النبي ﷺ بهذا.

باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان

وقال أنس نسخ عثمان المصاحف فبعث بها إلى الآفاق ورأى عبد الله بن عمر ويحيى بن سعيد ومالك ذلك جائزا واحتج بعض أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي ﷺ حيث كتب لأمير السرية كتابا، وقال لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي ﷺ

[64] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره:

أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت ان ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله ﷺ أن يمزقوا كل ممزق

[65] حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال:

كتب النبي ﷺ كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله كأني أنظر إلى بياضه في يده فقلت لقتادة من قال نقشه محمد رسول الله قال أنس

باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها

[66] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي:

أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله ﷺ فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه

باب قول النبي ﷺ رب مبلغ أوعى من سامع

[67] حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر قال: حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه:

ذكر النبي ﷺ قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه قال أي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال: فأي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه

باب العلم قبل القول والعمل

لقول الله تعالى { فاعلم أنه لا إله إلا الله } فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وقال جل ذكره { إنما يخشى الله من عباده العلماء }، وقال { وما يعقلها إلا العالمون } { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير }، وقال { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }، وقال النبي ﷺ من يرد الله به خيرا يفقهه وإنما العلم بالتعلم، وقال أبو ذر لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي ﷺ قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها، وقال ابن عباس { كونوا ربانيين } حلماء فقهاء، ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره

باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا

[68] حدثنا محمد بن يوسف قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال:

كان النبي ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا

[69] حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا شعبة قال: حدثني أبو التياح عن أنس عن النبي ﷺ

قال: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا

باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة

[70] حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال: كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي ﷺ يتخولنا بها مخافة السآمة علينا

باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

[71] حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي ﷺ يقول:

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله

باب الفهم في العلم

[72] حدثنا علي حدثنا سفيان قال: قال لي ابن أبي نجيح عن مجاهد قال صحبت بن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله ﷺ إلا حديثا واحدا قال:

كنا عند النبي ﷺ فأتي بجمار، فقال إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت، فقال النبي ﷺ هي النخلة}}

باب الاغتباط في العلم والحكمة

وقال عمر تفقهوا قبل أن تسودوا

[73] حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثني إسماعيل بن أبي خالد على غير ما حدثناه الزهري قال: سمعت قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ:

لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها

باب ما ذكر في ذهاب موسى ﷺ في البحر إلى الخضر

وقوله تعالى { هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا }

[74] حدثني محمد بن غرير الزهري قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب حدث أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس، فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه هل سمعت النبي ﷺ يذكر شأنه قال: نعم سمعت رسول الله ﷺ يقول:

بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل، فقال هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وكان يتبع أثر الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } { قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله عز وجل في كتابه

باب قول النبي ﷺ اللهم علمه الكتاب

[75] حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال:

ضمني رسول الله ﷺ، وقال اللهم علمه الكتاب}}

باب متى يصح سماع الصغير

[76] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال:

أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله ﷺ يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي

[77] حدثني محمد بن يوسف قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال عقلت:

من النبي ﷺ مجة مجها في وجهي وأنا بن خمس سنين من دلو

باب الخروج في طلب العلم

ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد

[78] حدثنا أبو القاسم خالد بن خلي قال: حدثنا محمد بن حرب قال: قال الأوزاعي أخبرنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس، فقال:

إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله ﷺ يذكر شأنه، فقال أبي نعم سمعت النبي ﷺ يذكر شأنه يقول بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال أتعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله عز وجل إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان موسى ﷺ يتبع أثر الحوت في البحر، فقال: فتى موسى لموسى { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } قال موسى { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } فوجدا خضرا فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه

باب فضل من علم وعلم

[79] حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال:

مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به قال أبو عبد الله قال إسحاق وكان منها طائفة قيّلت الماء قاع يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض

باب رفع العلم وظهور الجهل

وقال ربيعة لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه

[80] حدثنا عمران بن ميسرة قال: حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:

إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا

[81] حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال:

لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله ﷺ يقول: من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد

باب فضل العلم

[82] حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر ان ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ قال:

بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم

باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها

[83] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص

أن رسول الله ﷺ وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل، فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال اذبح ولا حرج فجاء آخر، فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج فما سئل النبي ﷺ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج

باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس

[84] حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس

أن النبي ﷺ سئل في حجته، فقال ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال ولا حرج قال حلقت قبل أن أذبح فأومأ بيده ولا حرج}}

[85] حدثنا المكي بن إبراهيم قال: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم قال: سمعت أبا هريرة عن النبي ﷺ قال:

يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل: يا رسول الله وما الهرج، فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل

[86] حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت:

أتيت عائشة وهي تصلي فقلت: ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله قلت: آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي ﷺ وأثنى عليه، ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال: ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته

باب تحريض النبي ﷺ وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم

وقال: مالك بن الحويرث قال لنا النبي ﷺ ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم

[87] حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال: كنت أترجم بين بن عباس وبين الناس، فقال:

إن وفد عبد القيس أتوا النبي ﷺ، فقال من الوفد أو من القوم قالوا ربيعة، فقال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى قالوا إنا نأتيك من شقة بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله عز وجل وحده قال هل تدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغنم ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت قال شعبة ربما قال النقير وربما قال المقير قال احفظوه وأخبروه من وراءكم

باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله

[88] حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله ﷺ بالمدينة فسأله، فقال رسول الله ﷺ:

كيف وقد قيل ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره

باب التناوب في العلم

[89] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح قال أبو عبد الله، وقال ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله ﷺ ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصارى يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا، فقال أثم هو ففزعت فخرجت إليه، فقال قد حدث أمر عظيم قال: فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت: طلقكن رسول الله ﷺ قالت لا أدري ثم دخلت على النبي ﷺ فقلت: وأنا قائم أطلقت نساءك قال لا فقلت: الله أكبر

باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره

[90] حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصارى قال: قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي ﷺ في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة

[91] حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة بن أبي عبد عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن النبي ﷺ سأله رجل عن اللقطة، فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه قال: فضالة الإبل فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه، فقال وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال: فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب

[92] حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: وسئل النبي ﷺ عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس سلوني عما شئتم قال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر، فقال من أبي يا رسول الله، فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل

باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث

[93] حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ خرج فقام عبد الله بن حذافة، فقال من أبي، فقال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه، فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ﷺ نبيا فسكت

باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه فقال ألا وقول الزور فما زال يكررها

وقال ابن عمر قال النبي ﷺ هل بلغت ثلاثا

[94] حدثنا عبدة قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي ﷺ أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا

[95] حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي ﷺ أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا

[96] حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال تخلف رسول الله ﷺ في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا

باب تعليم الرجل أمته وأهله

[97] أخبرنا محمد هو ابن سلام حدثنا المحاربي قال: حدثنا صالح بن حيان قال: قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ﷺ والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران، ثم قال عامر أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة

باب عظة الإمام النساء وتعليمهن

[98] حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن أيوب قال: سمعت عطاء قال: سمعت ابن عباس قال أشهد على النبي ﷺ أو قال عطاء أشهد على بن عباس أن رسول الله ﷺ خرج ومعه بلال فظن أنه لم يسمع فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه، وقال إسماعيل عن أيوب عن عطاء، وقال عن ابن عباس أشهد على النبي ﷺ

باب الحرص على الحديث

[99] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال قيل: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله ﷺ: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه

باب كيف يقبض العلم

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر ابن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي ﷺ ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا حدثنا العلاء بن عبد الجبار قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك يعني حديث عمر بن عبد العزيز إلى قوله ذهاب العلماء

[100] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا قال الفربري حدثنا عباس قال: حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن هشام نحوه

باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم

[101] حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثني ابن الأصبهاني قال: سمعت أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي ﷺ غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنين، فقال واثنين

[102] حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ بهذا وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت أبا حازم عن أبي هريرة قال ثلاثة لم يبلغوا الحنث

باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه

[103] حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي ﷺ كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي ﷺ قال: من حوسب عذب قالت عائشة فقلت: أو ليس يقول الله تعالى { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قالت، فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك

باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب قاله ابن عباس عن النبي ﷺ

[104] حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثني الليث قال: حدثني سعيد عن أبي شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به النبي ﷺ الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه، ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله ﷺ فيها فقولوا إن الله قد إذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما إذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح ما قال عمرو قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة

[105] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة ذكر النبي ﷺ قال:

فإن دماءكم وأموالكم قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب وكان محمد يقول صدق رسول الله ﷺ كان ذلك ألا هل بلغت مرتين

باب إثم من كذب على النبي ﷺ

[106] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة قال: أخبرني منصور قال: سمعت ربعي بن حراش يقول: سمعت عليا يقول:

قال النبي ﷺ لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار

[107] حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن جامع بن شداد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قلت للزبير إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله ﷺ كما يحدث فلان وفلان قال: أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار

[108] حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال أنس إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي ﷺ قال: من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار

[109] حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار

[110] حدثنا موسى قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

باب كتابة العلم

[111] حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي هل عندكم كتاب قال لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال: قلت: فما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر

[112] حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه فأخبر بذلك النبي ﷺ فركب راحلته فخطب، فقال إن الله حبس عن مكة القتل أو الفيل شك أبو عبد الله وسلط عليهم رسول الله ﷺ والمؤمنين ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد فمن قتل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل فجاء رجل من أهل اليمن، فقال اكتب لي يا رسول الله، فقال اكتبوا لأبي فلان، فقال رجل من قريش إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال النبي ﷺ إلا الإذخر إلا الإذخر قال أبو عبد الله يقال يقاد بالقاف فقيل لأبي عبد الله أي شيء كتب له قال كتب له هذه الخطبة

[113] حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما من أصحاب النبي ﷺ أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة

[114] حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي ﷺ وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي ﷺ غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ﷺ وبين كتابه

باب العلم والعظة بالليل

[115] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت

استيقظ النبي ﷺ ذات ليلة، فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة

باب السمر في العلم

[116] حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سالم وأبي بكر ابن سليمان بن أبي حثمة أن عبد الله بن عمر قال صلى بنا النبي ﷺ العشاء في آخر حياته فلما سلم قام، فقال أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد

[117] حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا الحكم قال: سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ وكان النبي ﷺ عندها في ليلتها فصلى النبي ﷺ العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام، ثم قال نام الغليم أو كلمة تشبهها ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة

باب حفظ العلم

[118] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات } إلى قوله { الرحيم } إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ﷺ بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون

[119] حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال ابسط رداءك فبسطته قال: فغرف بيديه، ثم قال ضمه فضممته فما نسيت شيئا بعده حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن أبي فديك بهذا أو قال غرف بيده فيه

[120] حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال حفظت من رسول الله ﷺ وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم

باب الإنصات للعلماء

[121] حدثنا حجاج قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن جرير أن النبي ﷺ قال له في حجة الوداع استنصت الناس، فقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله

[122] حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر، فقال كذب عدوالله حدثنا أبي بن كعب عن النبي ﷺ قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم، فقال: أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال: يا رب وكيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحمل حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما فانسل الحوت من المكتل { فاتخذ سبيله في البحر سربا } وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } قال موسى { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب أو قال تسجى بثوبه فسلم موسى، فقال الخضر وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، فقال موسى بني إسرائيل قال: نعم قال { هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا } قال { إنك لن تستطيع معي صبرا } يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه لا أعلمه { قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا } فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت } فكانت الأولى من موسى نسيانا فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس } { قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال ابن عيينة وهذا أوكد { فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه } قال الخضر بيده فأقامه، فقال له موسى { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك } قال النبي ﷺ يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما

باب من سأل وهو قائم عالما جالسا

[123] حدثنا عثمان قال: أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما، فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل

باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار

[124] حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت النبي ﷺ عند الجمرة وهو يسأل، فقال رجل يا رسول الله نحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج قال آخر يا رسول الله حلقت قبل أن أنحر قال انحر ولا حرج فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج

باب قول الله تعالى { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }

[125] حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا الأعمش سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينا أنا أمشي مع النبي ﷺ في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح، وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم لنسألنه فقام رجل منهم، فقال: يا أبا القاسم ما الروح فسكت فقلت: إنه يوحى إليه فقمت فلما انجلى عنه، فقال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا } قال الأعمش هكذا في قراءتنا

باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه

[126] حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال: قال لي ابن الزبير كانت عائشة تسر إليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة قلت: قالت لي قال النبي ﷺ يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم قال ابن الزبير بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرجون ففعله بن الزبير

باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا

[127] وقال علي حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك

[128] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك أن النبي ﷺ ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال: يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما

[129] حدثنا مسدد قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنسا قال: ذكر لي أن النبي ﷺ قال لمعاذ من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة قال ألا أبشر الناس قال لا إني أخاف أن يتكلوا

باب الحياء في العلم

وقال مجاهد لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين

[130] حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي ﷺ إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة قال: نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها

[131] حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله فاستحييت فقالوا يا رسول الله أخبرنا بها، فقال رسول الله ﷺ: هي النخلة قال عبد الله فحدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا

باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال

[132] حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن علي قال: كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد أن يسأل النبي ﷺ فسأله، فقال: فيه الوضوء

باب ذكر العلم والفتيا في المسجد

[133] حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثنا نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن عمر أن رجلا قام في المسجد، فقال: يا رسول الله من أين تأمرنا أن نهل، فقال رسول الله ﷺ:

يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن، وقال ابن عمر ويزعمون أن رسول الله ﷺ قال: ويهل أهل اليمن من يلملم وكان ابن عمر يقول لم أفقه هذه من رسول الله ﷺ

باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله

[134] حدثنا آدم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ وعن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي ﷺ أن رجلا سأله ما يلبس المحرم، فقال لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه الورس أو الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين