الرئيسيةبحث

صحيح البخاري/كتاب المظالم

كتاب المظالم

باب في المظالم والغصب وقول الله تعالى { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم } رافعي المقنع والمقمح واحد ، وقال مجاهد { مهطعين } مديمي النظر ، ويقال مسرعين { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } يعني جوفا لا عقول لهم { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام }

باب قصاص المظالم

[ 2308 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال : إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا إذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد ﷺ بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا ، وقال يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أبو المتوكل

باب قول الله تعالى { ألا لعنة الله على الظالمين }

[ 2309 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام قال : أخبرني قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل ، فقال كيف سمعت رسول الله ﷺ في النجوى ، فقال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين }

باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه

[ 2310 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله ﷺ قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة

باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما

[ 2311 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا هشيم أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس وحميد الطويل سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله ﷺ : انصر أخاك ظالما أو مظلوما

[ 2312 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه

باب نصر المظلوم

[ 2313 ] حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال : سمعت معاوية بن سويد سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أمرنا النبي ﷺ بسبع ونهانا عن سبع فذكر عيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ورد السلام ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإبرار المقسم

[ 2314 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه

باب الانتصار من الظالم لقوله جل ذكره { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما } { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال إبراهيم كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا

باب عفو المظلوم لقوله تعالى { إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا } { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل }

باب الظلم ظلمات يوم القيامة

[ 2315 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عبد العزيز الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : الظلم ظلمات يوم القيامة

باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم

[ 2316 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا زكريا بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ بعث معاذا إلى اليمن ، فقال اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب

باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته

[ 2317 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه قال أبو عبد الله قال إسماعيل بن أبي أويس إنما سمي المقبري لأنه كان نزل ناحية المقابر قال أبو عبد الله وسعيد المقبري هو مولى بني ليث وهو سعيد بن أبي سعيد واسم أبي سعيد كيسان

باب إذا حلله من ظلمه فلا رجوع فيه

[ 2318 ] حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك

باب إذا إذن له أو أحله ولم يبين كم هو

[ 2319 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال : فتله رسول الله ﷺ في يده

باب إثم من ظلم شيئا من الأرض

[ 2320 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني طلحة بن عبد الله أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين

[ 2321 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضى الله تعالى عنها فقالت : يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن النبي ﷺ قال : من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين

[ 2322 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين قال الفربري قال أبو جعفر ابن أبي حاتم قال أبو عبد الله هذا الحديث ليس بخراسان في كتاب ابن المبارك أملأت عليهم بالبصرة

باب إذا إذن إنسان لآخر شيئا جاز

[ 2323 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن جبلة كنا بالمدينة في بعض أهل العراق فأصابنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر فكان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يمر بنا فيقول إن رسول الله ﷺ نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه

[ 2324 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود أن رجلا من الأنصار يقال له أبو شعيب كان له غلام لحام ، فقال له أبو شعيب اصنع لي طعام خمسة لعلي أدعو النبي ﷺ خامس خمسة وأبصر في وجه النبي ﷺ الجوع فدعاه فتبعهم رجل لم يدع ، فقال النبي ﷺ إن هذا قد اتبعنا أتأذن له قال : نعم

باب قول الله تعالى { وهو ألد الخصام

[ 2325 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي ﷺ قال : إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم

باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه

[ 2326 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أم سلمة أخبرته أن أمها أم سلمة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أخبرتها عن رسول الله ﷺ أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم ، فقال إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها

باب إذا خاصم فجر

[ 2327 ] حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : أربع من كن فيه كان منافقا أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر

باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه ، وقال ابن سيرين يقاصه وقرأ { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به }

[ 2328 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا ، فقال لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف

[ 2329 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قلنا للنبي ﷺ إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقروننا فما ترى فيه ، فقال لنا إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف

باب ما جاء في السقائف وجلس النبي ﷺ وأصحابه في سقيفة بني ساعدة

[ 2330 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني مالك وأخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان ابن عباس أخبره عن عمر رضى الله تعالى عنهم قال حين توفى الله نبيه ﷺ إن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة فقلت لأبي بكر انطلق بنا فجئناهم في سقيفة بني ساعدة

باب لا يمنع جاره أن يغرز خشبه في جداره

[ 2331 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم

باب صب الخمر في الطريق

[ 2332 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله ﷺ مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال ، فقال لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة ، فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية

باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات وقالت عائشة فابتنى أبو بكر مسجدا بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه والنبي ﷺ يومئذ بمكة

[ 2333 ] حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر

باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها

[ 2334 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا ، فقال في كل ذات كبد رطبة أجر

باب إماطة الأذى ، وقال همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ يميط الأذى عن الطريق صدقة

باب الغرفة والعلية المشرفة في السطوح وغيرها

[ 2335 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما قال أشرف النبي ﷺ على أطم من آطام المدينة ، ثم قال هل ترون ما أرى إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر

[ 2336 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضى الله تعالى عنه عن المرأتين من أزواج النبي ﷺ اللتين قال الله لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي ﷺ اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله } ، فقال واعجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه ، فقال إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي ﷺ فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت : خابت من فعل منهن بعظيم ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت : أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله ﷺ اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت : خابت وخسرت أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله ﷺ فتهلكين لا تستكثري على رسول الله ﷺ ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله ﷺ يريد عائشة وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا ، وقال أنائم هو ففزعت فخرجت إليه ، وقال : حدث أمر عظيم قلت : ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم منه وأطول طلق رسول الله ﷺ نساءه قال قد خابت حفصة وخسرت كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي ﷺ فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت : ما يبكيك أو لم أكن حذرتك أطلقكن رسول الله ﷺ قالت لا أدري هو ذا في المشربة فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها فقلت لغلام له أسود أستأذن لعمر فدخل فكلم النبي ﷺ ثم خرج ، فقال : ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فذكر مثله فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد الغلام فقلت : استأذن لعمر فذكر مثله فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال إذن لك رسول الله ﷺ فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت : وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي ، فقال لا ثم قلت : وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي ﷺ ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي ﷺ يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا ، فقال أو في شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت : يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي ﷺ من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة وكان قد قال : ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا ، فقال النبي ﷺ الشهر تسع وعشرون وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين قالت عائشة فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول امرأة ، فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ، ثم قال إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك } إلى قوله { عظيما } قلت : أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة

[ 2337 ] حدثنا ابن سلام حدثنا الفزاري عن حميد الطويل عن أنس رضى الله تعالى عنه قال إلى رسول الله ﷺ من نسائه شهرا وكانت انفكت قدمه فجلس في علية له فجاء عمر ، فقال أطلقت نساءك قال لا ولكني آليت منهن شهرا فمكث تسعا وعشرين ثم نزل فدخل على نسائه

باب من عقل بعيره على البلاط أو باب المسجد

[ 2338 ] حدثنا مسلم حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال دخل النبي ﷺ المسجد فدخلت إليه وعقلت : الجمل في ناحية البلاط فقلت : هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل قال الثمن والجمل لك

باب الوقوف والبول عند سباطة قوم

[ 2339 ] حدثنا سليمان بن حرب عن شعبة عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال لقد رأيت رسول الله ﷺ أو قال لقد أتى النبي ﷺ سباطة قوم فبال قائما

باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به

[ 2340 ] حدثنا عبد الله أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله له فغفر له

باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء وهي الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها البنيان فترك منها الطريق سبعة أذرع

[ 2341 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن الزبير بن خريت عن عكرمة سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال قضى النبي ﷺ إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع

باب النهبى بغير إذن صاحبه ، وقال عبادة بايعنا النبي ﷺ أن لا ننتهب

[ 2342 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد الأنصارى وهو جده أبو أمه قال نهى النبي ﷺ عن النهبى والمثلة

[ 2343 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وعن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ مثله إلا النهبة قال الفربري وجدت بخط أبي جعفر قال أبو عبد الله تفسيره أن ينزع منه يريد الإيمان

باب كسر الصليب وقتل الخنزير

[ 2344 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ قال لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد

باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق فإن كسر صنما أو صليبا أو طنبورا أو ما لا ينتفع بخشبه وأتي شريح في طنبور كسر فلم يقض فيه بشيء

[ 2345 ] حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ رأى نيرانا توقد يوم خيبر قال على ما توقد هذه النيران قالوا على الحمر الإنسية قال اكسروها وأهرقوها قالوا ألا نهريقها ونغسلها قال اغسلوا

[ 2346 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال دخل النبي ﷺ مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود في يده وجعل يقول { جاء الحق وزهق الباطل } الآية

[ 2347 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كانت اتخذت على سهوة لها سترا فيه تماثيل فهتكه النبي ﷺ فاتخذت منه نمرقتين فكانتا في البيت يجلس عليهما

باب من قاتل دون ماله

[ 2348 ] حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي ﷺ يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد

باب إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره

[ 2349 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام فضربت بيدها فكسرت القصعة فضمها وجعل فيها الطعام ، وقال كلوا وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة ، وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثنا حميد حدثنا أنس عن النبي ﷺ

باب إذا هدم حائطا فليبن مثله

[ 2350 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها ، فقال أجيبها أو أصلي ثم أتته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه المومسات وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جريجا فتعرضت له فكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا من طين

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الشركة

باب الشركة في الطعام والنهد والعروض وكيف قسمة ما يكال ويوزن مجازفة أو قبضة لما لم ير المسلمون في النهد بأسا أن يأكل هذا بعضا وهذا بعضا وكذلك مجازفة الذهب والفضة والقران في التمر

[ 2351 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه قال بعث رسول الله ﷺ بعثا قبل الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله فكان مزودي تمر فكان يقوتنا كل يوم قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة فقلت : وما تغني تمرة ، فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما

[ 2352 ] حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل على النبي ﷺ ، فقال : يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم ، فقال رسول الله ﷺ : ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله ﷺ : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله

[ 2353 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا أبو النجاشي قال : سمعت رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال كنا نصلي مع النبي ﷺ العصر فننحر جزورا فتقسم عشر قسم فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشمس

[ 2354 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال النبي ﷺ إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم

باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية في الصدقة

[ 2355 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى قال : حدثني أبي قال : حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسا حدثه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه كتب له فريضة الصدقة التي فرض رسول الله ﷺ قال : وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية

باب قسمة الغنم

[ 2356 ] حدثنا علي بن الحكم الأنصارى حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة فأصاب الناس جوع فأصابوا إبلا وغنما قال : وكان النبي ﷺ في أخريات القوم فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر النبي ﷺ بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير فطلبوه فأعياهم وكان في القوم خيل يسيرة فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله ، ثم قال إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا ، فقال جدي إنا نرجو أو نخاف العدو غدا وليست معنا مدى أفنذبح بالقصب قال : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

باب القران في التمر بين الشركاء حتى يستأذن أصحابه

[ 2357 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان حدثنا جبلة بن سحيم قال : سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول نهى النبي ﷺ أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعا حتى يستأذن أصحابه

[ 2358 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن جبلة قال كنا بالمدينة فأصابتنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان ابن عمر يمر بنا فيقول لا تقرنوا فإن النبي ﷺ نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه

باب تقويم الأشياء بين الشركاء بقيمة عدل

[ 2359 ] حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : من أعتق شقصا له من عبد أو شركا أو قال نصيبا وكان له ما يبلغ ثمنه بقيمة العدل فهو عتيق وإلا فقد عتق منه ما عتق قال لا أدري قوله عتق منه ما عتق قول من نافع أو في الحديث عن النبي ﷺ

[ 2360 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل ثم استسعي غير مشقوق عليه

باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه

[ 2361 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول : سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

باب شركة اليتيم وأهل الميراث

[ 2362 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها عن قول الله تعالى { وإن خفتم } إلى { ورباع } فقالت : يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن قال عروة قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله ﷺ بعد هذه الآية فأنزل الله { ويستفتونك في النساء } إلى قوله { وترغبون أن تنكحوهن } والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال : فيها { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء } قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى { وترغبون أن تنكحوهن } يعني هي رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن

باب الشركة في الأرضين وغيرها

[ 2363 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال إنما جعل النبي ﷺ الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

باب إذا اقتسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شفعة

[ 2364 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال قضى النبي ﷺ بالشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

باب الاشتراك في الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف

[ 2365 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم عن عثمان يعني ابن الأسود قال : أخبرني سليمان بن أبي مسلم قال : سألت أبا المنهال عن الصرف يدا بيد ، فقال اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة فجاءنا البراء بن عازب فسألناه ، فقال : فعلت أنا وشريكي زيد بن أرقم وسألنا النبي ﷺ عن ذلك ، فقال : ما كان يدا بيد فخذوه وما كان نسيئة فذروه

باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة

[ 2366 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها

باب قسمة الغنم والعدل فيها

[ 2367 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أعطاه غنما يقسمها على صحابته ضحايا فبقي عتود فذكره لرسول الله ﷺ ، فقال ضح به أنت

باب الشركة في الطعام وغيره ويذكر أن رجلا ساوم شيئا فغمزه آخر فرأى عمر أن له شركة

[ 2368 ] حدثنا أصبغ بن الفرج قال : أخبرني عبد الله بن وهب قال : أخبرني سعيد عن زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي ﷺ وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله ﷺ فقالت : يا رسول الله بايعه ، فقال هو صغير فمسح رأسه ودعا له وعن زهرة بن معبد أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام فيلقاه بن عمر وابن الزبير رضى الله تعالى عنهم فيقولان له أشركنا فإن النبي ﷺ قد دعا لك بالبركة فيشركهم فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل

باب الشركة في الرقيق

[ 2369 ] حدثنا مسدد حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من أعتق شركا له في مملوك وجب عليه أن يعتق كله إن كان له مال قدر ثمنه يقام قيمة عدل ويعطى شركاؤه حصتهم ويخلى سبيل المعتق

[ 2370 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق شقصا له في عبد أعتق كله إن كان له مال وإلا يستسعى غير مشقوق عليه

باب الاشتراك في الهدي والبدن وإذا أشرك الرجل الرجل في هديه بعد ما أهدى

[ 2371 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهم قال قدم النبي ﷺ صبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة قال عطاء ، فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى ، وذكره يقطر منيا ، فقال جابر بكفه فبلغ ذلك النبي ﷺ فقام خطيبا ، فقال بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله هي لنا أو للأبد ، فقال لا بل للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب ، فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله ﷺ ، وقال وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله ﷺ فأمر النبي ﷺ أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي

باب من عدل عشرا من الغنم بجزور في القسم

[ 2372 ] حدثنا محمد أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي ﷺ بذي الحليفة من تهامة فأصبنا غنما وإبلا فعجل القوم فأغلوا بها القدور فجاء رسول الله ﷺ فأمر بها فأكفئت ثم عدل عشرا من الغنم بجزور ثم إن بعيرا ند وليس في القوم إلا خيل يسيرة فرماه رجل فحبسه بسهم ، فقال رسول الله ﷺ : إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا قال : قال جدي يا رسول الله إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فنذبح بالقصب ، فقال اعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الرهن

باب في الرهن في الحضر وقوله تعالى { وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة }

[ 2373 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال ولقد رهن النبي ﷺ درعه بشعير ومشيت إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد سمعته يقول : ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات

باب من رهن درعه

[ 2374 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن والقبيل في السلف ، فقال إبراهيم حدثنا الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي ﷺ اشترى من يهودي طعاما إلى أجل ورهنه درعه

باب رهن السلاح

[ 2375 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله ﷺ : من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ﷺ ، فقال محمد بن مسلمة أنا فأتاه ، فقال أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين ، فقال ارهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال : فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهن أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة قال سفيان يعني السلاح فوعده أن يأتيه فقتلوه ثم أتوا النبي ﷺ فأخبروه

باب الرهن مركوب ومحلوب ، وقال مغيرة عن إبراهيم تركب الضالة بقدر علفها وتحلب بقدر علفها والرهن مثله

[ 2376 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه كان يقول الرهن يركب بنفقته ويشرب لبن الدر إذا كان مرهونا

[ 2377 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا زكريا عن الشعبي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب النفقة

باب الرهن عند اليهود وغيرهم

[ 2378 ] حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشترى رسول الله ﷺ من يهودي طعاما ورهنه درعه

باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه

[ 2379 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتبت إلى بن عباس فكتب إلي إن النبي ﷺ قضى أن اليمين على المدعى عليه

[ 2380 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله رضى الله تعالى عنه من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } فقرأ إلى { عذاب أليم } ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قال : فحدثناه قال ، فقال صدق لفي والله أنزلت كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله ﷺ ، فقال رسول الله شاهداك أو يمينه قلت : إنه إذا يحلف ولا يبالي ، فقال رسول الله ﷺ : من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى { ولهم عذاب أليم }

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب العتق

باب ما جاء في العتق وفضله وقوله تعالى { فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة }

[ 2381 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد قال : حدثني واقد بن محمد قال : حدثني سعيد بن مرجانة صاحب علي بن حسين قال : قال لي أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار قال سعيد بن مرجانة فانطلقت به إلى علي بن حسين فعمد علي بن حسين رضى الله تعالى عنهما إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه

باب أي الرقاب أفضل

[ 2382 ] حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : سألت النبي ﷺ أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت : فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت : فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك

باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف والآيات

[ 2383 ] حدثنا موسى بن مسعود حدثنا زائدة بن قدامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت أمر النبي ﷺ بالعتاقة في كسوف الشمس تابعه علي عن الدراوردي عن هشام

[ 2384 ] حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عثام حدثنا هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة

باب إذا أعتق عبدا بين اثنين أو أمة بين الشركاء

[ 2385 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم عن أبيه رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من أعتق عبدا بين اثنين فإن كان موسرا قوم عليه ثم يعتق

[ 2386 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه وإلا فقد عتق منه ما عتق

[ 2387 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله ﷺ : من أعتق شركا له في مملوك فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنه فإن لم يكن له مال يقوم عليه قيمة عدل فأعتق منه ما أعتق حدثنا مسدد حدثنا بشر عن عبيد الله اختصره

[ 2388 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ قال : من أعتق نصيبا له في مملوك أو شركا له في عبد وكان له من المال ما يبلغ قيمته بقيمة العدل فهو عتيق قال نافع وإلا فقد عتق منه ما عتق قال أيوب لا أدري أشيء قاله نافع أو شيء في الحديث

[ 2389 ] حدثنا أحمد بن مقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان يفتي في العبد أو الأمة يكون بين شركاء فيعتق أحدهم نصيبه منه يقول قد وجب عليه عتقه كله إذا كان للذي أعتق من المال ما يبلغ يقوم من ماله قيمة العدل ويدفع إلى الشركاء أنصباؤهم ويخلى سبيل المعتق يخبر ذلك بن عمر عن النبي ﷺ ، ورواه الليث وابن أبي ذئب وابن إسحاق وجويرية ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ مختصرا

باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال استسعي العبد غير مشقوق عليه على نحو الكتابة

[ 2390 ] حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا يحيى بن آدم حدثنا جرير بن حازم سمعت قتادة قال : حدثني النضر بن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ من أعتق شقيصا من عبد حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : من أعتق نصيبا أو شقيصا في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم عليه فاستسعى به غير مشقوق عليه تابعه حجاج بن حجاج وأبان وموسى بن خلف عن قتادة اختصره شعبة

باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة إلا لوجه الله ، وقال النبي ﷺ لكل امرئ ما نوى ولا نية للناسي والمخطئ

[ 2391 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم

[ 2392 ] حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : الأعمال بالنية ولامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه

باب إذا قال رجل لعبده هو لله ونوى العتق والإشهاد في العتق

[ 2393 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك ، فقال : أما إني أشهدك أنه حر قال : فهو حين يقول

يا ليلة من طولها وعنائها

على أنها من دارة الكفر نجت

[ 2394 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما قدمت على النبي ﷺ قلت : في الطريق

يا ليلة من طولها وعنائها

على أنها من دارة الكفر نجت قال وأبق مني غلام لي في الطريق قال : فلما قدمت على النبي ﷺ بايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام ، فقال لي رسول الله ﷺ : يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت : هو حر لوجه الله فأعتقته لم يقل أبو كريب عن أبي أسامة حر

[ 2395 ] حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس قال لما أقبل أبو هريرة رضى الله تعالى عنه ومعه غلامه وهو يطلب الإسلام فضل أحدهما صاحبه بهذا ، وقال : أما إني أشهدك أنه لله

باب أم الولد قال أبو هريرة عن النبي ﷺ من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربها

[ 2396 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت إن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبض إليه بن وليدة زمعة قال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله ﷺ زمن الفتح أخذ سعد بن وليد زمعة فأقبل به إلى رسول الله ﷺ وأقبل معه بعبد بن زمعة ، فقال سعد يا رسول الله هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه ، فقال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي بن وليدة زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله ﷺ إلى بن وليدة زمعة فإذا هو أشبه الناس به ، فقال رسول الله ﷺ : هو لك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراش أبيه قال رسول الله ﷺ : احتجبي منه يا سودة بنت زمعة مما رأى من شبهه بعتبة وكانت سودة زوج النبي ﷺ

باب بيع المدبر

[ 2397 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال أعتق رجل منا عبدا له عن دبر فدعا النبي ﷺ به فباعه قال جابر مات الغلام عام أول

باب بيع الولاء وهبته

[ 2398 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال : أخبرني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول نهى رسول الله ﷺ عن بيع الولاء وعن هبته

[ 2399 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها فذكرت ذلك للنبي ﷺ ، فقال أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق فأعتقتها فدعاها النبي ﷺ فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما ثبت عنده فاختارت نفسها

باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركا ، وقال أنس قال العباس للنبي ﷺ فاديت نفسي وفاديت عقيلا وكان علي له نصيب في تلك الغنيمة التي أصاب من أخيه عقيل وعمه عباس

[ 2400 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى عن ابن شهاب قال : حدثني أنس رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله ﷺ فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال لا تدعون منه درهما

باب عتق المشرك

[ 2401 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي أن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة قال : فسألت رسول الله ﷺ فقلت : يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها يعني أتبرر بها قال ، فقال رسول الله ﷺ : أسلمت على ما سلف لك من خير

باب من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية وقوله تعالى { ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون }

[ 2402 ] حدثنا ابن أبي مريم قال : أخبرني الليث عن عقيل عن ابن شهاب ذكر عروة أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي ﷺ قام حين جاءه وفد هوازن فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما المال وإما السبي وقد كنت استأنيت بهم وكان النبي ﷺ انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام النبي ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس طيبنا ذلك قال : أنا لا ندري من إذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي ﷺ فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن ، وقال أنس قال عباس للنبي ﷺ فاديت نفسي وفاديت عقيلا

[ 2403 ] حدثنا علي بن الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن عون قال كتبت إلى نافع فكتب إلي أن النبي ﷺ أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية حدثني به عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش

[ 2404 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال : رأيت أبا سعيد رضى الله تعالى عنه فسألته ، فقال خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء فاشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل فسألنا رسول الله ﷺ ، فقال : ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة

[ 2405 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لا أزال أحب بني تميم وحدثني ابن سلام أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن الحارث عن أبي زرعة عن أبي هريرة وعن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله ﷺ يقول : فيهم سمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال قال وجاءت صدقاتهم ، فقال رسول الله ﷺ : هذه صدقات قومنا وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل

باب فضل من أدب جاريته وعلمها

[ 2406 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن مطرف عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران

باب قول النبي ﷺ العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون وقوله تعالى { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } ذي القربى القريب والجنب الغريب الجار الجنب يعني الصاحب في السفر

[ 2407 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا واصل الأحدب قال : سمعت المعرور بن سويد قال : رأيت أبا ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك ، فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي ﷺ ، فقال لي النبي ﷺ أعيرته بأمه ، ثم قال إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم

باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده

[ 2408 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين

[ 2409 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن صالح عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال النبي ﷺ أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران

[ 2410 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا يونس عن الزهري سمعت سعيد بن المسيب يقول : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ : للعبد المملوك الصالح أجران والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك

[ 2411 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده

باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي أو أمتي ، وقال الله تعالى { والصالحين من عبادكم وإمائكم } ، وقال عبدا مملوكا { وألفيا سيدها لدى الباب } ، وقال { من فتياتكم المؤمنات } ، وقال النبي ﷺ قوموا إلى سيدكم و { اذكرني عند ربك } سيدك ومن سيدكم

[ 2412 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا نصح العبد سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين

[ 2413 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران

[ 2414 ] حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يحدث عن النبي ﷺ أنه قال لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي

[ 2415 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ من أعتق نصيبا له من العبد فكان له من المال ما يبلغ قيمته يقوم عليه قيمة عدل وأعتق من ماله وإلا فقد عتق منه ما عتق

[ 2416 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

[ 2417 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا سفيان عن الزهري حدثني عبيد الله سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه وزيد بن خالد عن النبي ﷺ قال : إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها في الثالثة أو الرابعة بيعوها ولو بضفير

باب إذا أتاه خادمه بطعامه

[ 2418 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه

باب العبد راع في مال سيده ونسب النبي ﷺ المال إلى السيد

[ 2419 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته قال : فسمعت هؤلاء من النبي ﷺ وأحسب النبي ﷺ قال : والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه

[ 2420 ] حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا ابن وهب قال : حدثني مالك بن أنس قال وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه

باب إثم من قذف مملوكه وباب المكاتب ونجومه في كل سنة نجم وقوله { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } ، وقال روح عن ابن جريج قلت لعطاء أواجب علي إذا علمت له مالا أن أكاتبه قال : ما أراه إلا واجبا وقاله عمرو بن دينار قلت لعطاء تأثره عن أحد قال لا ثم أخبرني أن موسى بن أنس أخبره أن سيرين سأل أنسا المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر رضى الله تعالى عنه ، فقال كاتبه فأبى فضربه بالدرة ويتلو عمر { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } فكاتبه

[ 2421 ] وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضى الله تعالى عنها إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها وعليها خمسة أواق نجمت عليها في خمس سنين فقالت لها عائشة ونفست فيها أرأيت إن عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك فأعتقك فيكون ولاؤك لي فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا لا إلا أن يكون لنا الولاء قالت عائشة فدخلت على رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له ، فقال لها رسول الله ﷺ اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله ﷺ ، فقال : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق

باب ما يجوز من شروط المكاتب ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله فيه بن عمر عن النبي ﷺ

[ 2422 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن بريرة جاءت تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال لها رسول الله ﷺ ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق قال ثم قام رسول الله ﷺ ، فقال : ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق

[ 2423 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أرادت عائشة أم المؤمنين أن تشتري جارية لتعتقها ، فقال أهلها على أن ولاءها لنا قال رسول الله ﷺ : لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق

باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس

[ 2424 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جاءت بريرة فقالت إني كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت عائشة إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك فعلت ويكون ولاؤك لي فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع بذلك رسول الله ﷺ فسألني فأخبرته ، فقال خذيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق قالت عائشة فقام رسول الله ﷺ في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فما بال رجال منكم يشترطون شروطا ليست في كتاب الله فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق

باب بيع المكاتب إذا رضي وقالت عائشة هو عبد ما بقي عليه شيء ، وقال زيد بن ثابت ما بقي عليه درهم ، وقال ابن عمر هو عبد إن عاش وإن مات وإن جنى ما بقي عليه شيء

[ 2425 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها فقالت لها إن أحب أهلك أن أصب لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون ولاؤك لنا قال : مالك قال يحيى فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق

باب إذا قال المكاتب اشترني وأعتقني فاشتراه لذلك

[ 2426 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : حدثني أبي أيمن قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها فقلت : كنت لعتبة بن أبي لهب ، ومات وورثني بنوه وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو فأعتقني بن أبي عمرو واشترط بنو عتبة الولاء فقالت دخلت بريرة وهي مكاتبة فقالت اشتريني وأعتقيني قالت نعم قالت لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي فقالت لا حاجة لي بذلك فسمع بذلك النبي ﷺ أو بلغه فذكر لعائشة فذكرت عائشة ما قالت لها ، فقال اشتريها وأعتقيها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا فاشترتها عائشة فأعتقتها واشترط أهلها الولاء ، فقال النبي ﷺ الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الهبة وفضلها

باب فضلها والتحريض عليها

[ 2427 ] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة

[ 2428 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت لعروة بن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من ألبانهم فيسقينا

باب القليل من الهبة

[ 2429 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

باب من استوهب من أصحابه شيئا ، وقال أبو سعيد قال النبي ﷺ اضربوا لي معكم سهما

[ 2430 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم عن سهل رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أرسل إلى امرأة من المهاجرين وكان لها غلام نجار قال لها مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر فأمرت عبدها فذهب فقطع من الطرفاء فصنع له منبرا فلما قضاه أرسلت إلى النبي ﷺ أنه قد قضاه قال ﷺ أرسلي به إلي فجاؤوا به فاحتمله النبي ﷺ فوضعه حيث ترون

[ 2431 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني محمد بن جعفر عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي ﷺ في منزل في طريق مكة ورسول الله ﷺ نازل أمامنا والقوم محرمون وأنا غير محرم فأبصروا حمارا وحشيا وأنا مشغول أخصف نعلي فلم يؤذنوني به وأحبوا لو أني أبصرته والتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته ثم ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح فقالوا لا والله لا نعينك عليه بشيء فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله ﷺ فسألناه عن ذلك ، فقال معكم منه شيء فقلت : نعم فناولته العضد فأكلها حتى نفدها وهو محرم فحدثني به زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة

باب من استسقى ، وقال سهل قال لي النبي ﷺ اسقني

[ 2432 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني أبو طوالة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول أتانا رسول الله ﷺ في دارنا هذه فاستسقى فحلبنا له شاة لنا ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته وأبو بكر عن يساره وعمر تجاهه وأعرابي عن يمينه فلما فرغ قال عمر هذا أبو بكر فأعطى الأعرابي فضله ، ثم قال الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا قال أنس فهي سنة فهي سنة ثلاث مرات

باب قبول هدية الصيد وقبل النبي ﷺ من أبي قتادة عضد الصيد

[ 2433 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى رسول الله ﷺ بوركها أو فخذيها قال : فخذيها لا شك فيه فقبله قلت : وأكل منه قال وأكل منه ، ثم قال بعد قبله

[ 2434 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة رضى الله تعالى عنهم أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرد عليه فلما رأى ما في وجهه قال : أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم

باب قبول الهدية

[ 2435 ] حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله ﷺ

[ 2436 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا جعفر بن إياس قال : سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أهدت أم حفيد خالة بن عباس إلى النبي ﷺ أقطا وسمنا وأضبا فأكل النبي ﷺ من الأقط والسمن وترك الضب تقذرا قال ابن عباس فأكل على مائدة رسول الله ﷺ ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله ﷺ

[ 2437 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال : حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا أتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل وإن قيل هدية ضرب بيده ﷺ فأكل معهم

[ 2438 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أتي النبي ﷺ بلحم فقيل تصدق على بريرة قال هو لها صدقة ولنا هدية

[ 2439 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال : سمعته منه عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها أرادت أن تشتري بريرة وأنهم اشترطوا ولاءها فذكر للنبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وأهدي لها لحم فقيل للنبي ﷺ هذا تصدق على بريرة ، فقال النبي ﷺ هو لها صدقة ولنا هدية وخيرت قال عبد الرحمن زوجها حر أو عبد قال شعبة سألت عبد الرحمن عن زوجها قال لا أدري أحر أم عبد

[ 2440 ] حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت دخل النبي ﷺ على عائشة رضى الله تعالى عنها ، فقال عندكم شيء قالت لا إلا شيء بعثت به أم عطية من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة قال إنها قد بلغت محلها

باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض

[ 2441 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان الناس يتحرون بهداياهم يومي وقالت أم سلمة إن صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها

[ 2442 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن نساء رسول الله ﷺ كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله ﷺ وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله ﷺ عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله ﷺ أخرها حتى إذا كان رسول الله ﷺ في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله ﷺ في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله ﷺ يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله ﷺ هدية فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن لها فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته ، فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله ﷺ فأرسلت إلى رسول الله ﷺ تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته ، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت بن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله ﷺ لينظر إلى عائشة هل تكلم قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي ﷺ إلى عائشة ، وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري : الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن ، وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي ﷺ فاستأذنت فاطمة

باب ما لا يرد من الهدية

[ 2443 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصارى قال : حدثني ثمامة بن عبد الله قال دخلت عليه فناولني طيبا قال : كان أنس رضى الله تعالى عنه لا يرد الطيب قال وزعم أنس أن النبي ﷺ كان لا يرد الطيب

باب من رأى الهبة الغائبة جائزة

[ 2444 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : ذكر عروة أن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما ومروان أخبراه أن النبي ﷺ حين جاءه وفد هوازن قام في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا ، فقال الناس طيبنا لك

باب المكافأة في الهبة

[ 2445 ] حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة

باب الهبة للولد وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخرين مثله ولا يشهد عليه ، وقال النبي ﷺ اعدلوا بين أولادكم في العطية وهل للوالد أن يرجع في عطيته وما يأكل من مال ولده بالمعروف ولا يتعدى واشترى النبي ﷺ من عمر بعيرا ثم أعطاه بن عمر ، وقال اصنع به ما شئت

[ 2446 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير أنهما حدثاه عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به إلى رسول الله ﷺ ، فقال إني نحلت ابني هذا غلاما ، فقال أكل ولدك نحلت مثله قال لا قال : فارجعه

باب الإشهاد في الهبة

[ 2447 ] حدثنا حامد بن عمر حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عامر قال : سمعت النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما وهو على المنبر يقول أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ فأتى رسول الله ﷺ ، فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال أعطيت سائر ولدك مثل هذا قال لا قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم قال : فرجع فرد عطيته

باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها قال إبراهيم جائزة ، وقال عمر بن عبد العزيز لا يرجعان واستأذن النبي ﷺ نساءه في أن يمرض في بيت عائشة ، وقال النبي ﷺ العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ، وقال الزهري فيمن قال لامرأته هبي لي بعض صداقك أو كله ثم لم يمكث إلا يسيرا حتى طلقها فرجعت فيه قال يرد إليها إن كان خلبها وإن كانت أعطته عن طيب نفس ليس في شيء من أمره خديعة جاز قال الله تعالى { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا }

[ 2448 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله قالت عائشة رضى الله تعالى عنها لما ثقل النبي ﷺ فاشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس وبين رجل آخر ، فقال عبيد الله فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة ، فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة قلت لا قال هو علي بن أبي طالب

[ 2449 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه

باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز قال الله تعالى { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم }

[ 2450 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله عن أسماء رضى الله تعالى عنها قالت قلت : يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير فأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعى عليك

[ 2451 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء أن رسول الله ﷺ قال : أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك

[ 2452 ] حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد عن بكير عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضى الله تعالى عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي ﷺ فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ، وقال بكر بن مضر عن عمرو عن بكير عن كريب إن ميمونة أعتقت

[ 2453 ] حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي ﷺ تبتغي بذلك رضا رسول الله ﷺ

باب بمن يبدأ بالهدية

[ 2454 ] وقال بكر عن عمرو عن بكير عن كريب مولى ابن عباس إن ميمونة زوج النبي ﷺ أعتقت وليدة لها ، فقال لها ولو وصلت بعض أخوالك كان أعظم لأجرك

[ 2455 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

باب من لم يقبل الهدية لعلة ، وقال عمر بن عبد العزيز كانت الهدية في زمن رسول الله ﷺ هدية واليوم رشوة

[ 2456 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أنه سمع الصعب بن جثامة الليثي وكان من أصحاب النبي ﷺ يخبر أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمار وحش وهو بالأبواء أو بودان وهو محرم فرده قال صعب فلما عرف في وجهي رده هديتي قال ليس بنا رد عليك ولكنا حرم

[ 2457 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي رضى الله تعالى عنه قال استعمل النبي ﷺ رجلا من الأزد يقال له بن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي قال : فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر يهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاه تيعر ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ثلاثا

باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه ، وقال عبيدة إن مات وكانت فصلت الهدية والمهدى له حي فهي لورثته وإن لم تكن فصلت فهي لورثة الذي أهدى ، وقال الحسن أيهما مات قبل فهي لورثة المهدى له إذا قبضها الرسول

[ 2458 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر سمعت جابرا رضى الله تعالى عنه قال : قال لي النبي ﷺ لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا ثلاثا فلم يقدم حتى توفي النبي ﷺ فأمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند النبي ﷺ عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت : إن النبي ﷺ وعدني فحثى لي ثلاثا

باب كيف يقبض العبد والمتاع ، وقال ابن عمر كنت على بكر صعب فاشتراه النبي ﷺ ، وقال هو لك يا عبد الله

[ 2459 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما قال قسم رسول الله ﷺ أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا ، فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ فانطلقت معه ، فقال ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها ، فقال خبأنا هذا لك قال : فنظر إليه ، فقال رضي مخرمة

باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت

[ 2460 ] حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله ﷺ ، فقال هلكت ، فقال وما ذاك قال وقعت بأهلي في رمضان قال تجد رقبة قال لا قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال : فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا قال : فجاء رجل من الأنصار بعرق والعرق المكتل فيه تمر ، فقال اذهب بهذا فتصدق به قال على أحوج منا يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال اذهب فأطعمه أهلك

باب إذا وهب دينا على رجل قال شعبة عن الحكم هو جائز ووهب الحسن بن علي عليهما السلام لرجل دينه ، وقال النبي ﷺ من كان له عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه ، فقال جابر قتل أبي وعليه دين فسأل النبي ﷺ غرماءه أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي

[ 2461 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أباه قتل يوم أحد شهيدا فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت رسول الله ﷺ فكلمته فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي فأبوا فلم يعطهم رسول الله ﷺ حائطي ولم يكسره لهم ولكن قال سأغدو عليك فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمره بالبركة فجددتها فقضيتهم حقوقهم وبقي لنا من ثمرها بقية ثم جئت رسول الله ﷺ وهو جالس فأخبرته بذلك ، فقال رسول الله ﷺ : لعمر اسمع وهو جالس يا عمر ، فقال ألا يكون قد علمنا أنك رسول الله والله إنك لرسول الله

باب هبة الواحد للجماعة وقالت أسماء للقاسم بن محمد وابن أبي عتيق ورثت عن أختي عائشة بالغابة وقد أعطاني به معاوية مائة ألف فهو لكما

[ 2462 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ أتي بشراب فشرب وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام إن أذنت لي أعطيت هؤلاء ، فقال : ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحدا فتله في يده

باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة وقد وهب النبي ﷺ وأصحابه لهوازن ما غنموا منهم وهو غير مقسوم ، وقال ثابت بن محمد حدثنا مسعر عن محارب عن جابر رضى الله تعالى عنه أتيت النبي ﷺ في المسجد فقضاني وزادني

[ 2463 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محارب سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول بعت من النبي ﷺ بعيرا في سفر فلما أتينا المدينة قال ائت المسجد فصل ركعتين فوزن قال شعبة أراه فوزن لي فأرجح فما زال معي منها شيء حتى أصابها أهل الشام يوم الحرة

[ 2464 ] حدثنا قتيبة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ أتي بشراب وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله في يده

[ 2465 ] حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال : أخبرني أبي عن شعبة عن سلمة قال : سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان لرجل على رسول الله ﷺ دين فهم به أصحابه ، فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ، وقال اشتروا له سنا فأعطوها إياه فقالوا إنا لا نجد سنا إلا سنا هي أفضل من سنه قال : فاشتروها فأعطوها إياه فإن من خيركم أحسنكم قضاء

باب إذا وهب جماعة لقوم

[ 2466 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي ﷺ قال : حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت وكان النبي ﷺ انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي ﷺ غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا ، فقال في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس طيبنا يا رسول الله لهم ، فقال لهم إنا لا ندري من إذن منكم فيه ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي ﷺ فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا وهذا الذي بلغنا من سبي هوازن هذا آخر قول الزهري يعني فهذا الذي بلغنا

باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ولم يصح

[ 2467 ] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ أنه أخذ سنا فجاء صاحبه يتقاضاه ، فقال إن لصاحب الحق مقالا ثم قضاه أفضل من سنه ، وقال أفضلكم أحسنكم قضاء

[ 2468 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان مع النبي ﷺ في سفر فكان على بكر لعمر صعب فكان يتقدم النبي ﷺ فيقول أبوه يا عبد الله لا يتقدم النبي ﷺ أحد ، فقال له النبي ﷺ بعنيه ، فقال عمر هو لك فاشتراه ، ثم قال هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت

باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز

[ 2469 ] وقال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ في سفر وكنت على بكر صعب ، فقال النبي ﷺ لعمر بعنيه فابتاعه ، فقال النبي ﷺ هو لك يا عبد الله

باب هدية ما يكره لبسه

[ 2470 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد ، فقال : يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد قال إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ثم جاءت حلل فأعطى رسول الله ﷺ عمر منها حلة ، وقال أكسوتنيها وقلت : في حلة عطارد ما قلت : ، فقال إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر أخا له بمكة مشركا

[ 2471 ] حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أتى النبي ﷺ بيت فاطمة فلم يدخل عليها وجاء علي فذكرت له ذلك فذكره للنبي ﷺ قال إني رأيت على بابها سترا موشيا ، فقال : ما لي وللدنيا فأتاها علي فذكر ذلك لها فقالت ليأمرني فيه بما شاء قال ترسل به إلى فلان أهل بيت بهم حاجة

[ 2472 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال : أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت زيد بن وهب عن علي رضى الله تعالى عنه قال أهدى إلي النبي ﷺ حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي

باب قبول الهدية من المشركين ، وقال أبو هريرة عن النبي ﷺ هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك أو جبار ، فقال أعطوها آجر وأهديت للنبي ﷺ شاة فيها سم ، وقال أبو حميد أهدى ملك أيلة للنبي ﷺ بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم

[ 2473 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه قال أهدي للنبي ﷺ جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها ، فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ، وقال سعيد عن قتادة عن أنس إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي ﷺ

[ 2474 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن يهودية أتت النبي ﷺ بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها قال لا فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله ﷺ

[ 2475 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة ، فقال النبي ﷺ هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي ﷺ بيعا أم عطية أو قال أم هبة قال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر النبي ﷺ بسواد البطن أن يشوى وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي ﷺ له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها إياه وإن كان غائبا خبأ له فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناه على البعير أو كما قال

باب الهدية للمشركين وقول الله تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن لتبروهم وتقسطوا إليهم }

[ 2476 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رأى عمر حلة على رجل تباع ، فقال للنبي ﷺ ابتع هذه الحلة تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد ، فقال إنما يلبس هذا من لا خلاق له في الآخرة فأتي رسول الله ﷺ منها بحلل فأرسل إلى عمر منها بحلة ، فقال عمر كيف ألبسها وقد قلت : فيها ما قلت : قال إني لم أكسكها لتلبسها تبيعها أو تكسوها فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم

[ 2477 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله ﷺ فاستفتيت رسول الله ﷺ قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي قال : نعم صلي أمك

باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته

[ 2478 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام وشعبة قالا : حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ العائد في هبته كالعائد في قيئه

[ 2479 ] حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ ليس لنا مثل السوء الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه

[ 2480 ] حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه منه وظننت أنه بائعه برخص فسألت عن ذلك النبي ﷺ ، فقال لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه

[ 2481 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن بني صهيب مولى ابن جدعان ادعوا بيتين وحجرة أن رسول الله ﷺ أعطى ذلك صهيبا ، فقال مروان من يشهد لكما على ذلك قالوا بن عمر فدعاه فشهد لأعطى رسول الله ﷺ صهيبا بيتين وحجرة فقضى مروان بشهادته لهم

باب ما قيل في العمرى والرقبى أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له { استعمركم فيها } جعلكم عمارا

[ 2482 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قضى النبي ﷺ بالعمرى أنها لمن وهبت له

[ 2483 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال : حدثني النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : العمرى جائزة ، وقال عطاء حدثني جابر عن النبي ﷺ نحوه

باب من استعار من الناس الفرس

[ 2484 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أنسا يقول كان فزع بالمدينة فاستعار النبي ﷺ فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال : ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا

باب الاستعارة للعروس عند البناء

[ 2485 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : حدثني أبي قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله ﷺ فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره

باب فضل المنيحة

[ 2486 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي تغدو بإناء وتروح بإناء حدثنا عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك قال : نعم الصدقة

[ 2487 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال لما قدم المهاجرون المدينة من مكة وليس بأيديهم يعني شيئا وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة وكانت أمه أم أنس أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله ﷺ عذاقا فأعطاهن النبي ﷺ أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد قال ابن شهاب فأخبرني أنس بن مالك أن النبي ﷺ لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم فرد النبي ﷺ إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله ﷺ أم أيمن مكانهن من حائطه ، وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا ، وقال مكانهن من خالصه

[ 2488 ] حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول : قال رسول الله ﷺ : أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة

[ 2489 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال : حدثني عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : كانت لرجال منا فضول أرضين فقالوا نؤاجرها بالثلث والربع والنصف ، فقال النبي ﷺ من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن أبى فليمسك أرضه

[ 2490 ] وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني عطاء بن يزيد حدثني أبو سعيد قال جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فسأله عن الهجرة ، فقال ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال : نعم قال : فتعطي صدقتها قال : نعم قال : فهل تمنح منها شيئا قال : نعم قال : فتحلبها يوم وردها قال : نعم قال : فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا

[ 2491 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عمرو عن طاوس قال : حدثني أعلمهم بذاك يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ خرج إلى أرض تهتز زرعا ، فقال لمن هذه فقالوا اكتراها فلان ، فقال : أما إنه لو منحها إياه كان خيرا له من أن يأخذ عليها أجرا معلوما

باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز ، وقال بعض الناس هذه عارية وإن قال كسوتك هذا الثوب فهو هبة

[ 2492 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : هاجر إبراهيم بسارة فأعطوها آجر فرجعت فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة ، وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ فأخدمها هاجر

باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى والصدقة ، وقال بعض الناس له أن يرجع فيها

[ 2493 ] حدثنا الحميدي أخبرنا سفيان قال : سمعت مالكا يسأل زيد بن أسلم قال : سمعت أبي يقول : قال عمر رضى الله تعالى عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت رسول الله ﷺ ، فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الشهادات

باب ما جاء في البينة على المدعي لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم } قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا }

باب إذا عدل رجل أحدا ، فقال لا نعلم إلا خيرا أو قال : ما علمت إلا خيرا

[ 2494 ] حدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا ثوبان ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن حديث عائشة رضى الله تعالى عنها وبعض حديثهم يصدق بعضا حين قال لها أهل الإفك فدعا رسول الله ﷺ عليا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله فأما أسامة ، فقال أهلك ولا نعلم إلا خيرا وقالت بريرة إن رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله ، فقال رسول الله ﷺ : من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا

باب شهادة المختبي وأجازه عمرو بن حريث قال وكذلك يفعل بالكاذب الفاجر ، وقال الشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة السمع شهادة ، وقال الحسن يقول لم يشهدوني على شيء وإني سمعت كذا وكذا

[ 2495 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سالم سمعت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول انطلق رسول الله ﷺ وأبي بن كعب الأنصارى يؤمان النخل التي فيها بن صياد حتى إذا دخل رسول الله ﷺ طفق رسول الله ﷺ يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة فرأت أم بن صياد النبي ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف هذا محمد فتناهى بن صياد قال رسول الله ﷺ : لو تركته بين

[ 2496 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي ﷺ فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب ، فقال أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يؤذن له ، فقال : يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي ﷺ

باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء ، فقال آخرون ما علمنا ذلك يحكم بقول من شهد قال الحميدي هذا كما أخبر بلال أن النبي ﷺ صلى في الكعبة ، وقال الفضل لم يصل فأخذ الناس بشهادة بلال كذلك إن شهد شاهدان أن لفلان على فلان ألف درهم وشهد آخران بألف وخمسمائة يقضى بالزيادة

[ 2497 ] حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت قد أرضعت عقبة والتي تزوج ، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فأرسل إلى آل أبي إهاب يسألهم فقالوا ما علمنا أرضعت صاحبتنا فركب إلى النبي ﷺ بالمدينة فسأله ، فقال رسول الله ﷺ : كيف وقد قيل ففارقها ونكحت زوجا غيره

باب الشهداء العدول وقول الله تعالى { وأشهدوا ذوي عدل منكم } { وممن ترضون من الشهداء }

[ 2498 ] حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ﷺ وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة

باب تعديل كم يجوز

[ 2499 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال مر على النبي ﷺ بجنازة فأثنوا عليها خيرا ، فقال وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا أو قال غير ذلك ، فقال وجبت فقيل : يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت قال شهادة القوم المؤمنون شهداء الله في الأرض

[ 2500 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضى الله تعالى عنه فمرت جنازة فأثني خيرا ، فقال عمر وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا ، فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثني شرا ، فقال وجبت فقلت : ما وجبت يا أمير المؤمنين قال : قلت : كما قال النبي ﷺ أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال وثلاثة قلت : واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد

باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض والموت القديم ، وقال النبي ﷺ أرضعتني وأبا سلمة ثويبة والتثبيت فيه

[ 2501 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا الحكم عن عراك بن مالك عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذن علي أفلح فلم إذن له ، فقال أتحتجبين مني وأنا عمك فقلت : وكيف ذلك قال أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي فقالت سألت عن ذلك رسول الله ﷺ ، فقال صدق أفلح ائذني له

[ 2502 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا همام حدثنا قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ في بنت حمزة لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب هي بنت أخي من الرضاعة

[ 2503 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ أخبرتها أن رسول الله ﷺ كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت عائشة فقلت : يا رسول الله أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك قالت ، فقال رسول الله ﷺ : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة لو كان فلان حيا لعمها من الرضاعة دخل علي ، فقال رسول الله ﷺ : نعم إن الرضاعة تحرم ما يحرم من الولادة

[ 2504 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان بن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي النبي ﷺ وعندي رجل قال : يا عائشة من هذا قلت : أخي من الرضاعة قال : يا عائشة انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة تابعه بن مهدي عن سفيان

باب شهادة القاذف والسارق والزاني وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا } وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم ، وقال من تاب قبلت شهادته وأجازه عبد الله بن عتبة وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن جبير وطاوس ومجاهد والشعبي وعكرمة والزهري ومحارب بن دثار وشريح ومعاوية بن قرة ، وقال أبو الزناد الأمر عندنا بالمدينة إذا رجع القاذف عن قوله فاستغفر ربه قبلت شهادته ، وقال الشعبي وقتادة إذا أكذب نفسه جلد وقبلت شهادته ، وقال الثوري إذا جلد العبد ثم أعتق جازت شهادته وإن استقضي المحدود فقضاياه جائزة ، وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب ، ثم قال لا يجوز نكاح بغير شاهدين فإن تزوج بشهادة محدودين جاز وإن تزوج بشهادة عبدين لم يجز وأجاز شهادة المحدود والعبد والأمة لرؤية هلال رمضان وكيف تعرف توبته وقد نفى النبي ﷺ الزاني سنة ونهى النبي ﷺ عن كلام كعب بن مالك وصاحبيه حتى مضى خمسون ليلة

[ 2505 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني ابن وهب عن يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في غزوة الفتح فأتي بها رسول الله ﷺ ثم أمر فقطعت يدها قالت عائشة فحسنت توبتها وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله ﷺ

[ 2506 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه أمر فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة وتغريب عام

باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد

[ 2507 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما قال : سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي فقالت لا أرضى حتى تشهد النبي ﷺ فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي ﷺ ، فقال إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال ألك ولد سواه قال : نعم قال : فأراه قال لا تشهدني على جور ، وقال أبو حريز عن الشعبي لا أشهد على جور

[ 2508 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال : سمعت زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدري أذكر النبي ﷺ بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي ﷺ إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن

[ 2509 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد

باب ما قيل في شهادة الزور لقول الله عز وجل { والذين لا يشهدون الزور } وكتمان الشهادة { ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم } { تلووا } النساء ألسنتكم بالشهادة

[ 2510 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع وهب بن جرير وعبد الملك بن إبراهيم قالا : حدثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : وسئل النبي ﷺ عن الكبائر قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور تابعه غندر وأبو عامر وبهز وعبد الصمد عن شعبة

[ 2511 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي ﷺ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا ، فقال ألا وقول الزور قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ، وقال إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الجريري حدثنا عبد الرحمن

باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات وأجاز شهادته قاسم والحسن وابن سيرين والزهري وعطاء ، وقال الشعبي تجوز شهادته إذا كان عاقلا ، وقال الحكم رب شيء تجوز فيه ، وقال الزهري أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة أكنت ترده وكان ابن عباس يبعث رجلا إذا غابت الشمس أفطر ويسأل عن الفجر فإذا قيل له طلع صلى ركعتين ، وقال سليمان بن يسار استأذنت على عائشة فعرفت صوتي قالت سليمان ادخل فإنك مملوك ما بقي عليك شيء وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة

[ 2512 ] حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سمع النبي ﷺ رجلا يقرأ في المسجد ، فقال رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي ﷺ في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد ، فقال : يا عائشة أصوت عباد هذا قلت : نعم قال اللهم ارحم عبادا

[ 2513 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي ﷺ إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن أو قال حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت

[ 2514 ] حدثنا زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما قال قدمت على النبي ﷺ أقبية ، فقال لي أبي مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي ﷺ صوته فخرج النبي ﷺ ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت هذا لك خبأت هذا لك

باب شهادة النساء وقوله تعالى { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان }

[ 2515 ] حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال : فذلك من نقصان عقلها

باب شهادة الإماء والعبيد ، وقال أنس شهادة العبد جائزة إذا كان عدلا وأجازه شريح وزرارة بن أوفى ، وقال ابن سيرين شهادته جائزة إلا العبد لسيده وأجازه الحسن وإبراهيم في الشيء التافه ، وقال شريح كلكم بنو عبيد وإماء

[ 2516 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي مليكة قال : حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب قال : فجاءت أمة سوداء فقالت قد أرضعتكما فذكرت ذلك للنبي ﷺ فأعرض عني قال : فتنحيت فذكرت ذلك له قال وكيف وقد زعمت أن قد أرضعتكما فنهاه عنها

باب شهادة المرضعة

[ 2517 ] حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال تزوجت امرأة فجاءت امرأة فقالت إني قد أرضعتكما فأتيت النبي ﷺ ، فقال وكيف وقد قيل دعها عنك أو نحوه

باب تعديل النساء بعضهن بعضا

[ 2518 ] حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه أحمد بن يونس حدثنا فليح بن سليمان عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي ﷺ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها منه قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ﷺ من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة إذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطىء يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي ﷺ اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت : أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت : يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله ﷺ فسلم ، فقال كيف تيكم فقلت : ائذن لي إلى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله ﷺ فأتيت أبوي فقلت لأمي ما يتحدث به الناس فقالت : يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها فقلت : سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا قالت فبت الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم ، فقال أسامة أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب ، فقال : يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله ﷺ بريرة ، فقال : يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك فقالت بريرة لا والذي بعثك بالحق وإن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله ﷺ من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، فقال رسول الله ﷺ : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ ، فقال : يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية ، فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن الحضير ، فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله ﷺ على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي قد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله ﷺ فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء قالت فتشهد ، ثم قال : يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني رسول الله ﷺ قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله ﷺ فيما قال : قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله ﷺ وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله ﷺ فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة فأنزل الله تعالى { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة } إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } ، فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه وكان رسول الله ﷺ يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال : يا زينب ما علمت ما رأيت فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله قال وحدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله

باب إذا زكى رجل رجلا كفاه ، وقال أبو جميلة وجدت منبوذا فلما رآني عمر قال عسى الغوير أبؤسا كأنه يتهمني قال عريفي إنه رجل صالح قال كذاك اذهب وعلينا نفقته

[ 2519 ] حدثنا ابن سلام أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ ، فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا ، ثم قال من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه

باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما يعلم

[ 2520 ] حدثنا محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال سمع النبي ﷺ رجلا يثني على رجل ويطريه في مدحه ، فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل

باب بلوغ الصبيان وشهادتهم وقول الله تعالى { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا } ، وقال مغيرة احتلمت وأنا بن ثنتي عشرة سنة وبلوغ النساء في الحيض لقوله عز وجل { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم } إلى قوله { أن يضعن حملهن } ، وقال الحسن بن صالح أدركت جارة لنا جدة بنت إحدى وعشرين سنة

[ 2521 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عبيد الله قال : حدثني نافع قال : حدثني ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث ، فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة

[ 2522 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يبلغ به النبي ﷺ قال : غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم

باب سؤال الحاكم المدعي هل لك بينة قبل اليمين

[ 2523 ] حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : من حلف على يمين وهو فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان قال ، فقال الأشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي ﷺ ، فقال لي رسول الله ﷺ : ألك بينة قال : قلت لا قال ، فقال لليهودي احلف قال : قلت : يا رسول الله إذن يحلف ويذهب بمالي قال : فأنزل الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية

باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود ، وقال النبي ﷺ شاهداك أو يمينه ، وقال قتيبة حدثنا سفيان عن ابن شبرمة كلمني أبو الزناد في شهادة الشاهد ويمين المدعي فقلت : قال الله تعالى { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } قلت : إذا كان يكتفى بشهادة شاهد ويمين المدعي فما يحتاج أن تذكر إحداهما الأخرى ما كان يصنع بذكر هذه الأخرى

[ 2524 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتب بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي ﷺ قضى باليمين على المدعى عليه

[ 2525 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله من حلف على يمين يستحق بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان ثم أنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم } إلى { عذاب أليم } ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه بما قال ، فقال صدق لفي أنزلت كان بيني وبين رجل خصومة في شيء فاختصمنا إلى رسول الله ﷺ ، فقال شاهداك أو يمينه فقلت له إنه إذن يحلف ولا يبالي ، فقال النبي ﷺ من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية

باب إذا ادعى أو قذف فله أن يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة

[ 2526 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ﷺ بشريك بن سحماء ، فقال النبي ﷺ البينة أو حد في ظهرك ، فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل يقول البينة وإلا حد في ظهرك فذكر حديث اللعان

باب اليمين بعد العصر

[ 2527 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه بن السبيل ورجل بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفي له وإلا لم يف له ورجل ساوم رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها

باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين ولا يصرف من موضع إلى غيره قضى مروان باليمين على زيد بن ثابت على المنبر ، فقال أحلف له مكاني فجعل زيد يحلف وأبى أن يحلف على المنبر فجعل مروان يعجب منه ، وقال النبي ﷺ شاهداك أو يمينه فلم يخص مكانا دون مكان

[ 2528 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من حلف على يمين ليقتطع بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان

باب إذا تسارع قوم في اليمين

[ 2529 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ عرض على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف

باب قول الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا }

[ 2530 ] حدثني إسحاق أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام قال : حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنهما يقول أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطها فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } ، وقال ابن أبي أوفى الناجش آكل ربا خائن

[ 2531 ] حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال : من حلف على يمين كاذبا ليقتطع مال رجل أو قال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان وأنزل الله تصديق ذلك في القرآن { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } الآية فلقيني الأشعث ، فقال : ما حدثكم عبد الله اليوم قلت : كذا وكذا قال في أنزلت

باب كيف يستحلف قال تعالى { يحلفون بالله لكم } وقوله عز وجل { ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } يقال بالله وتالله ووالله ، وقال النبي ﷺ ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر ولا يحلف بغير الله

[ 2532 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن عمه أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فإذا هو يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله ﷺ : خمس صلوات في اليوم والليلة ، فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع ، فقال رسول الله ﷺ : وصيام رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله ﷺ الزكاة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله ﷺ : أفلح إن صدق

[ 2533 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية قال : ذكر نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت

باب من أقام البينة بعد اليمين ، وقال النبي ﷺ لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض ، وقال طاوس وإبراهيم وشريح البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة

[ 2534 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله ﷺ قال : إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها

باب من أمر بإنجاز الوعد وفعله الحسن وذكر إسماعيل { إنه كان صادق الوعد } وقضى بن الأشوع بالوعد وذكر ذلك عن سمرة بن جندب ، وقال المسور بن مخرمة سمعت النبي ﷺ وذكر صهرا له قال وعدني فوفى لي قال أبو عبد الله ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع

[ 2535 ] حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره قال : أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة نبي

[ 2536 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف

[ 2537 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهم قال لما مات النبي ﷺ جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي ، فقال أبو بكر من كان له على النبي ﷺ دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا قال جابر فقلت : وعدني رسول الله ﷺ أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعد في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة

[ 2538 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سعيد بن سليمان حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال سألني يهودي من أهل الحيرة أي الأجلين قضى موسى قلت لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله فقدمت فسألت بن عباس ، فقال قضى أكثرهما وأطيبهما إن رسول الله ﷺ إذا قال : فعل

باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها ، وقال الشعبي لا تجوز شهادة أهل الملل بعضهم على بعض لقوله تعالى { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } ، وقال أبو هريرة عن النبي ﷺ لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و { قولوا آمنا بالله وما أنزل } الآية

[ 2539 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه ﷺ أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله { ليشتروا به ثمنا قليلا } أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم

باب القرعة في المشكلات وقوله { إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } ، وقال ابن عباس اقترعوا فجرت الأقلام مع الجرية وعال قلم زكريا الجرية فكفلها زكريا وقوله { فساهم } أقرع { فكان من المدحضين } من المسهومين ، وقال أبو هريرة عرض النبي ﷺ على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم أيهم يحلف

[ 2540 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني الشعبي أنه سمع النعمان بن بشير رضى الله تعالى عنهما يقول : قال النبي ﷺ مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولابد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم

[ 2541 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني خارجة بن زيد الأنصارى أن أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي ﷺ أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم سهمه في السكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله ﷺ فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال لي النبي ﷺ وما يدريك أن الله أكرمه فقلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فقال رسول الله ﷺ : أما عثمان فقد جاءه والله اليقين وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا وأحزنني ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عينا تجري فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته ، فقال ذلك عمله

[ 2542 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي ﷺ تبتغي بذلك رضا رسول الله ﷺ

[ 2543 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الصلح

باب ما جاء في الإصلاح بين الناس وقول الله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } وخروج الإمام إلى المواضع ليصلح بين الناس بأصحابه

[ 2544 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن أناسا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج إليهم النبي ﷺ في أناس من أصحابه يصلح بينهم فحضرت الصلاة ولم يأت النبي ﷺ فجاء بلال فأذن بلال بالصلاة ولم يأت النبي ﷺ فجاء إلى أبي بكر ، فقال إن النبي ﷺ حبس وقد حضرت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس ، فقال : نعم إن شئت فأقام الصلاة فتقدم أبو بكر ثم جاء النبي ﷺ يمشي في الصفوف حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح حتى أكثروا وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة فالتفت فإذا هو بالنبي ﷺ وراءه فأشار إليه بيده فأمره يصلي كما هو فرفع أبو بكر يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه حتى دخل في الصف وتقدم النبي ﷺ فصلى بالناس فلما فرغ أقبل على الناس ، فقال : يا أيها الناس ما لكم إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد إلا التفت يا أبا بكر ما منعك حين أشرت إليك لم تصل بالناس ، فقال : ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي النبي ﷺ

[ 2545 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال : سمعت أبي أن أنسا رضى الله تعالى عنه قال قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي ﷺ وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي ﷺ قال : إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها أنزلت { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }

باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس

[ 2546 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول : ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا

باب قول الإمام لأصحابه اذهبوا بنا نصلح

[ 2547 ] حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسحاق بن محمد الفروي قالا : حدثنا محمد بن جعفر عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله ﷺ بذلك ، فقال اذهبوا بنا نصلح بينهم

باب قول الله تعالى { أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير }

[ 2548 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } قالت هو الرجل يرى من امرأته ما لا يعجبه كبرا أو غيره فيريد فراقها فتقول أمسكني واقسم لي ما شئت قالت فلا بأس إذا تراضيا

باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود

[ 2549 ] حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنهما قالا جاء أعرابي ، فقال : يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله فقام خصمه ، فقال صدق اقض بيننا بكتاب الله ، فقال الأعرابي إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام ، فقال النبي ﷺ لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس لرجل فاغد على امرأة هذا فارجمها فغدا عليها أنيس فرجمها

[ 2550 ] حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال رسول الله ﷺ : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد رواه عبد الله بن جعفر المخرمي وعبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم

باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان وإن لم ينسبه إلى قبيلته أو نسبه

[ 2551 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال لما صالح رسول الله ﷺ أهل الحديبية كتب علي بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله ﷺ ، فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك ، فقال لعلي امحه ، فقال علي ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله ﷺ بيده وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح ، فقال القراب بما فيه

[ 2552 ] حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال اعتمر النبي ﷺ في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ﷺ فقالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك لكن أنت محمد بن عبد الله قال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلي امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله ﷺ الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي ﷺ فتبعتهم ابنة حمزة يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، فقال علي أنا أحق بها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد ابنة أخي فقضى بها النبي ﷺ لخالتها ، وقال الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد أنت أخونا ومولانا

باب الصلح مع المشركين فيه عن أبي سفيان ، وقال عوف بن مالك عن النبي ﷺ ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر وفيه سهل بن حنيف وأسماء والمسور عن النبي ﷺ

[ 2553 ] وقال موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال صالح النبي ﷺ المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم قال لم يذكر مؤمل عن سفيان أبا جندل ، وقال إلا بجلب السلاح

[ 2554 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج

[ 2555 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح

باب الصلح في الدية

[ 2556 ] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال : حدثني حميد أن أنسا حدثهم أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها ، فقال : يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم وعفوا ، فقال النبي ﷺ إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره زاد الفزاري عن حميد عن أنس فرضي القوم وقبلوا الأرش

باب قول النبي ﷺ للحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين وقوله جل ذكره فأصلحوا بينهما

[ 2557 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال : سمعت الحسن يقول استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها ، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز ، فقال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له فطلبا إليه ، فقال لهما الحسن بن علي إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال : فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به فصالحه ، فقال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله ﷺ على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين قال لي علي بن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث

باب هل يشير الإمام بالصلح

[ 2558 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول سمع رسول الله ﷺ صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج عليهما رسول الله ﷺ ، فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف ، فقال : أنا يا رسول الله وله أي ذلك أحب

[ 2559 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال : حدثني عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي مال فلقيه فلزمه حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما النبي ﷺ ، فقال : يا كعب فأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصف ما عليه وترك نصفا

باب فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم

[ 2560 ] حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة

باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين

[ 2561 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله ﷺ في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما ، فقال رسول الله ﷺ : للزبير اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصارى ، فقال : يا رسول الله آن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ﷺ ، ثم قال اسق ثم احبس حتى يبلغ الجدر فاستوعى رسول الله ﷺ حينئذ حقه للزبير وكان رسول الله ﷺ قبل ذلك أشار على الزبير برأي سعة له وللأنصارى فلما أحفظ الأنصارى رسول الله ﷺ استوعى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة قال الزبير والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية

باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك ، وقال ابن عباس لا بأس أن يتخارج الشريكان فيأخذ هذا دينا وهذا عينا فإن توي لأحدهما لم يرجع على صاحبه

[ 2562 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء فأتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له ، فقال إذا جددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله ﷺ فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة ، ثم قال ادع غرماءك فأوفهم فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله ﷺ المغرب فذكرت ذلك له فضحك ، فقال ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا لقد علمنا إذ صنع رسول الله ما صنع أن سيكون ذلك ، وقال هشام عن وهب عن جابر صلاة العصر ولم يذكر أبا بكر ولا ضحك ، وقال وترك أبي عليه ثلاثين وسقا دينا ، وقال ابن إسحاق عن وهب عن جابر صلاة الظهر

باب الصلح بالدين العين

[ 2563 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس ، وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله ﷺ في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله ﷺ وهو في بيت فخرج رسول الله ﷺ إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى كعب بن مالك ، فقال : يا كعب ، فقال لبيك يا رسول الله فأشار بيده أن ضع الشطر ، فقال كعب قد فعلت يا رسول الله ، فقال رسول الله ﷺ : قم فاقضه

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الشروط

باب ما يجوز من الشروط في الإسلام والأحكام والمبايعة

[ 2564 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنهما يخبران عن أصحاب رسول الله ﷺ قال لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي ﷺ أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه وأبى سهيل إلا ذلك فكاتبه النبي ﷺ على ذلك فرد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلما وجاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله ﷺ يومئذ وهي عاتق فجاء أهلها يسألون النبي ﷺ أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن } إلى قوله { ولا هم يحلون لهن } قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله ﷺ كان يمتحنهن بهذه الآية { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } إلى { غفور رحيم } قال عروة قالت عائشة فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله ﷺ قد بايعتك كلاما يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله

[ 2565 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة قال : سمعت جريرا رضى الله تعالى عنه يقول بايعت رسول الله ﷺ فاشترط علي والنصح لكل مسلم

[ 2566 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بايعت رسول الله ﷺ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم

باب إذا باع نخلا قد أبرت

[ 2567 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله ﷺ قال : من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع

باب الشروط في البيع

[ 2568 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة إلى أهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال لها ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق

باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز

[ 2569 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول حدثني جابر رضى الله تعالى عنه أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي ﷺ فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله ، ثم قال بعنيه بوقية قلت لا ، ثم قال بعنيه بوقية فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على إثري قال : ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك فهو مالك قال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر أفقرني رسول الله ﷺ ظهره إلى المدينة ، وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة ، وقال عطاء وغيره لك ظهره إلى المدينة ، وقال محمد بن المنكدر عن جابر شرط ظهره إلى المدينة ، وقال زيد بن أسلم عن جابر ولك ظهره حتى ترجع ، وقال أبو الزبير عن جابر أفقرناك ظهره إلى المدينة ، وقال الأعمش عن سالم عن جابر تبلغ عليه إلى أهلك ، وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر اشتراه النبي ﷺ بوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر ، وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر أخذته بأربعة دنانير وهذا يكون وقية على حساب الدينار بعشرة دراهم ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر وابن المنكدر وأبو الزبير عن جابر ، وقال الأعمش عن سالم عن جابر وقية ذهب ، وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر بمائتي درهم ، وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال بأربع أواق ، وقال أبو نضرة عن جابر اشتراه بعشرين دينارا وقول الشعبي بوقية أكثر الاشتراط أكثر وأصح عندي قاله أبو عبد الله

باب الشروط في المعاملة

[ 2570 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قالت الأنصار للنبي ﷺ اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال لا ، فقال تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا

[ 2571 ] حدثنا موسى حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله ﷺ خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها

باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح ، وقال عمر إن مقاطع الحقوق عند الشروط ولك ما شرطت ، وقال المسور سمعت النبي ﷺ ذكر صهرا له فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال : حدثني وصدقني ووعدني فوفى لي

[ 2572 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج

باب الشروط في المزارعة

[ 2573 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة حدثنا يحيى بن سعيد قال : سمعت حنظلة الزرقي قال : سمعت رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه يقول كنا أكثر الأنصار حقلا فكنا نكري الأرض فربما أخرجت هذه ولم تخرج ذه فنهينا عن ذلك ولم ننه عن الورق

باب ما لا يجوز من الشروط في النكاح

[ 2574 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال لا يبع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يزيدن على بيع أخيه ولا يخطبن على خطبته ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستكفئ إناءها

باب الشروط التي لا تحل في الحدود

[ 2575 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنهما أنهما قالا إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله ﷺ ، فقال : يا رسول الله أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله ، فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي ، فقال رسول الله ﷺ : قل قال إني ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم ، فقال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها قال : فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله ﷺ فرجمت

باب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يعتق

[ 2576 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخلت علي بريرة وهي مكاتبة فقالت : يا أم المؤمنين اشتريني فإن أهلي يبيعونني فأعتقيني قالت نعم قالت إن أهلي لا يبيعونني حتى يشترطوا ولائي قالت لا حاجة لي فيك فسمع ذلك النبي ﷺ أو بلغه ، فقال : ما شأن بريرة ، فقال اشتريها فأعتقيها وليشترطوا ما شاؤوا قالت فاشتريتها فأعتقتها واشترط أهلها ولاءها ، فقال النبي ﷺ الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط

باب الشروط في الطلاق ، وقال ابن المسيب والحسن وعطاء إن بدا بالطلاق أو أخر فهو أحق بشرطه

[ 2577 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله ﷺ عن التلقي وأن يبتاع المهاجر للأعرابي وأن تشترط المرأة طلاق أختها وأن يستام الرجل على سوم أخيه ونهى عن النجش وعن التصرية تابعه معاذ وعبد الصمد عن شعبة ، وقال غندر وعبد الرحمن نهي ، وقال آدم نهينا ، وقال النضر وحجاج بن منهال نهى

باب الشروط مع الناس بالقول

[ 2578 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبره قال : أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد بن جبير قال : أنا لعند بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : حدثني أبي بن كعب قال : قال رسول الله ﷺ : موسى رسول الله فذكر الحديث { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } { لقيا غلاما فقتله } فانطلقا فوجدا { جدارا يريد أن ينقض فأقامه } قرأها بن عباس أمامهم ملك

باب الشروط في الولاء

[ 2579 ] حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت إن أحبوا أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله ﷺ جالس فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي ﷺ فأخبرت عائشة النبي ﷺ ، فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ففعلت عائشة ثم قام رسول الله ﷺ في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق

باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك

[ 2580 ] حدثنا أبو أحمد حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبا ، فقال إن رسول الله ﷺ كان عامل يهود خيبر على أموالهم ، وقال نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق ، فقال : يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمد ﷺ وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا ، فقال عمر أظننت أني نسيت قول رسول الله ﷺ كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة ، فقال : كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال كذبت يا عدوالله فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي ﷺ اختصره

باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط

[ 2581 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال : أخبرني الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله ﷺ زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق قال النبي ﷺ إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي ﷺ حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته ، فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء ، فقال النبي ﷺ ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ، ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت قال : فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله ﷺ العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ، فقال رسول الله ﷺ : إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره ، فقال بديل سأبلغهم ما تقول قال : فانطلق حتى أتى قريشا قال : أنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول : قال : سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي ﷺ فقام عروة بن مسعود ، فقال أي قوم ألستم بالوالد قالوا بلى قال أو لست بالولد قالوا بلى قال : فهل تتهمونني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي ﷺ ، فقال النبي ﷺ نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، فقال له أبو بكر امصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه ، فقال من ذا قالوا أبو بكر قال : أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي ﷺ فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي ﷺ ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي ﷺ ضرب يده بنعل السيف ، وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله ﷺ فرفع عروة رأسه ، فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة ، فقال أي غدر ألست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي ﷺ بعينيه قال : فوالله ما تنخم رسول الله ﷺ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد ﷺ محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ، فقال رجل من بني كنانة دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه قال رسول الله ﷺ : هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص ، فقال دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي ﷺ هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي ﷺ فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي ﷺ لقد سهل لكم من أمركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو ، فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي ﷺ الكاتب ، فقال النبي ﷺ بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ، فقال المسلمين والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي ﷺ اكتب باسمك اللهم ، ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ، فقال له النبي ﷺ على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ، فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب ، فقال سهيل وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ، فقال النبي ﷺ إنا لم نقض الكتاب بعد قال : فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا قال النبي ﷺ فأجزه لي قال : ما أنا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله قال ، فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله ﷺ فقلت : ألست نبي الله حقا قال بلى قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال : قلت لا قال : فإنك آتيه ومطوف به قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله ﷺ وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال : فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله ﷺ : لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } حتى بلغ { بعصم الكوافر } فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر ، فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله ﷺ : حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي ﷺ ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي ﷺ إليهم فأنزل الله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } حتى بلغ { الحمية حمية الجاهلية } وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت قال أبو عبد الله معرة العر الجرب تزيلوا تميزوا حميت القوم منعتهم حماية وأحميت الحمى جعلته حمى لا يدخل

[ 2582 ] وقال عقيل عن الزهري قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله ﷺ كان يمتحنهن وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر أن عمر طلق امرأتين قريبة بنت أبي أمية وابنة جرول الخزاعي فتزوج قريبة معاوية وتزوج الأخرى أبو جهم فلما أبى الكفار أن يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم أنزل الله تعالى { وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم } والعقب ما يؤدي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفار فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفار اللائي هاجرن وما نعلم أحدا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي ﷺ مؤمنا مهاجرا في المدة فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي ﷺ يسأله أبا بصير فذكر الحديث

باب الشروط في القرض

[ 2583 ] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ أنه ذكر رجلا سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فدفعها إليه إلى أجل مسمى ، وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما وعطاء إذا أجله في القرض جاز

باب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله ، وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما في المكاتب شروطهم بينهم ، وقال ابن عمر أو عمر كل شرط خالف كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط ، وقال أبو عبد الله يقال عن كليهما عن عمر وابن عمر

[ 2584 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن يحيى عن عمرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله ﷺ ذكرته ذلك قال النبي ﷺ ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله ﷺ على المنبر ، فقال : ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط

باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار والشروط التي يتعارفها الناس بينهم وإذا قال : مائة إلا واحدة أو ثنتين ، وقال ابن سيرين قال رجل لكريه أدخل ركابك فإن لم أرحل معك يوم كذا وكذا فلك مائة درهم فلم يخرج ، فقال شريح من شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو عليه ، وقال أيوب عن ابن سيرين إن رجلا باع طعاما ، وقال إن لم آتك الأربعاء فليس بيني وبينك بيع فلم يجئ ، فقال شريح للمشتري أنت أخلفت فقضى عليه

[ 2585 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال : إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة

باب الشروط في الوقف

[ 2586 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن عون قال : أنبأني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر فأتى النبي ﷺ يستأمره فيها ، فقال : يا رسول الله إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس عندي منه فما تأمر به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال : فتصدق بها عمر أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير متمول قال : فحدثت به بن سيرين ، فقال غير متأثل مالا .