الرئيسيةبحث

صحيح البخاري/كتاب المرضى

78 - كتاب المرضى. 1 - باب: ما جاء في كفارة المرضى. وقول الله تعالى: {من يعمل سوءاً يُجز به} /النساء: 123/. 5317 - حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، قالت:

قال رسول الله ﷺ: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكها).

5318 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الملك بن عمرو: حدثنا زهير بن محمد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة،

عن النبي ﷺ قال: (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حَزَن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه).

5319 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه،

عن النبي ﷺ قال: (مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تُفَيِّئُها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة، لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة).

وقال زكرياء: حدثني سعد: حدثنا ابن كعب، عن أبيه كعب، عن النبي ﷺ. 5320 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن فُلَيح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفَّأ بالبلاء. والفاجر كالأرزة، صمَّاء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء).

[7028]. 5321 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه قال: سمعت سعيد بن يسار أبا الحُبَاب يقول: سمعت أبا هريرة يقول:

قال رسول الله ﷺ: (من يرد الله به خيراً يُصِبْ منه).

2 - باب: شدة المرض. 5322 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش. حدثني بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا شُعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ.

5323 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله رضي الله عنه:

أتيت النبي ﷺ في مرضه، وهو يوعك وعكاً شديداً، وقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل، ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتَّ الله عنه خطاياه، كما تحاتُّ ورق الشجر).

[5324، 5336، 5337، 5343]. 3 - باب: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأول فالأول. 5324 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال:

دخلت على رسول الله ﷺ وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ قال: (أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيآته، كما تحطُّ الشجرة ورقها).

[ر: 5323]. 4 - باب: وجوب عيادة المريض. 5325 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى الأشعري قال:

قال رسول الله ﷺ: (أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكُّوا العاني).

[ر: 2881]. 5326 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة قال: أخبرني أشعث بن سليم قال: سمعت معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

أمرنا رسول الله ﷺ بسبع، ونهانا عن سبع: نهانا عن خاتم الذهب، ولبس الحرير، والديباج، والإستبرق، وعن القسِّيِّ، والمِيَثرة. وأمرنا أن نتبع الجنائز، ونعود المريض، ونفشي السلام).

[ر: 1182]. 5 - باب: عيادة المُغمى عليه. 5327 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر: سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول:

مرضت مرضاً، فأتاني النبي ﷺ يعودني، وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي، فتوضأ النبي ﷺ ثم صب وضوءه علي، فأفقت، فإذا النبي ﷺ، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء، حتى نزلت آية الميراث.

[ر: 191]. 6 - باب: فضل من يُصرع من الريح. 5328 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن عمران أبي بكر قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال:

قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ﷺ فقالت: إني أصرع، وإني أتكشَّف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك). فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها.

حدثنا محمد: أخبرنا مخلد، عن ابن جريج: أخبرني عطاء: أنه رأى أم زُفَر تلك، امرأة طويلة سوداء، على ستر الكعبة. 7 - باب: فضل من ذهب بصره. 5329 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عمرو مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

سمعت النبي ﷺ يقول: (إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة). يريد: عينيه.

تابعه أشعث بن جابر، وأبو ظلال بن هلال، عن أنس، عن النبي ﷺ. 8 - باب: عيادة النساء والرجال. وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد، من الأنصار.

5330 - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:

لما قدم رسول الله ﷺ المدينة، وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، قالت: فدخلت عليهما، قلت: يا أبت كيف تجدك، ويا بلال كيف تجدك، قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبَّح في أهله *** والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلعت عنه يقول: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنَّة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم وصحِّحها، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها، وانقل حمَّاها فاجعلها بالجُحْفة). [ر: 1790]. 9 - باب: عيادة الصبيان. 5331 - حدثنا حجَّاج بن منهال: حدثنا شُعبة قال: أخبرني عاصم قال: سمعت أبا عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما:

أن ابنة للنبي ﷺ أرسلت إليه، وهو مع النبي ﷺ وسعد وأبَيٌّ، نحسب: أن ابنتي قد حُضِرَتْ فاشهدنا، فأرسل إليها السلام، ويقول: (إنَّ لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده مسمًّى، فلتحتسب ولتصبر). فأرسلت تقسم عليه، فقام النبي ﷺ وقمنا، فرُفع الصبي في حجر النبي ﷺ ونفسه تَقَعْقَعْ، ففاضت عينا النبي ﷺ، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (هذه رحمة وضعها الله في قلوب من شاء من عباده، ولا يرحم اللهُ من عباده إلا الرحماءَ).

[ر: 1224]. 10 - باب: عيادة الأعراب. 5332 - حدثنا معلَّى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن النبي ﷺ دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي ﷺ إذا دخل على مريض يعوده قال له: (لا بأس، طَهور إن شاء الله). قال: قلت: طَهور؟ كلا، بل هي حمى تفور، أو تثور، على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي ﷺ: (فنعم إذاً).

[ر: 3420]. 11 - باب: عيادة المشرك. 5333 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه:

أن غلاماً ليهود، كان يخدم النبي ﷺ، فمرض فأتاه النبي ﷺ يعوده، فقال: (أسْلِمْ). فأسْلَمَ. [ر: 1290].

وقال سعيد بن المسيَّب، عن أبيه: لما حُضِرَ أبو طالب جاءه النبي ﷺ. [ر: 1294]. 12 - باب: إذا عاد مريضاً، فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة. 5334 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها:

أن النبي ﷺ دخل عليه ناس يعودونه في مرضه، فصلى بهم جالساً، فجعلوا يصلون قياماً، فأشار إليهم: (اجلسوا) فلما فرغ قال: (إن الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإن صلى جالساً فصلوا جلوساً).

قال أبو عبد الله: قال الحُمَيدي: هذا الحديث منسوخ، لأن النبي ﷺ آخر ما صلى صلى قاعداً والناس خلفه قيام. [ر: 656]. 13 - باب: وضع اليد على المريض. 5335 - حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا الجعيد، عن عائشة بنت سعد: أن أباها قال:

تشكَّيت بمكة شكوى شديدة، فجاءني النبي ﷺ يعودني، فقلت: يا نبي الله، إني أترك مالاً، وإني لم أترك إلا ابنة واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ فقال: (لا). قلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف؟ قال: (لا). قلت: فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين؟ قال: (الثلث، والثلث كثير). ثم وضع يده على جبهتي، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال: (اللهم اشف سعداً، وأتمم له هجرته). فما زلت أجد برده على كبدي - فيما يُخال إلي - حتى الساعة.

[ر: 56]. 5336 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله بن مسعود:

دخلت على رسول الله ﷺ وهو يوعك وعكاً شديداً، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ فقال رسول الله ﷺ: (أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله ﷺ: (أجل). ثم قال رسول الله ﷺ: (ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئآته، كما تحط الشجرة ورقها).

[ر: 5323]. 14 - باب: ما يقال للمريض، وما يجيب. 5337 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

أتيت النبي ﷺ في مرضه فمسسته، وهو يوعك وعكاً شديداً، فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، وذلك أن لك أجرين؟ قال: (أجل، وما من مسلم يصيبه أذى، إلا حاتَّت عنه خطاياه، كما تحاتُّ ورق الشجر).

[ر: 5323]. 5338 - حدثنا إسحق: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن رسول الله ﷺ دخل على رجل يعوده، فقال: (لا بأس، طَهور إن شاء الله). فقال: كلا، بل حمى تفور، على شيخ كبير، كيما تزيره القبور. قال النبي ﷺ: (فنعم إذاً).

[ر: 3420]. 15 - باب: عيادة المريض، راكباً وماشياً، ورِدْفاً على الحمار. 5339 - حدثني يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة: أن أسامة بن زيد أخبره:

أن النبي ﷺ ركب على حمار، على إكاف على قطيفة فَدَكِيَّة، وأردف أسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله، وفي المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمَّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، قال: لا تغبِّروا علينا، فسلم النبي ﷺ ووقف، ونزل فدعاهم إلى الله فقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي: يا أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقاً، فلا تؤذنا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه. قال ابن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي ﷺ يخفِّضهم حتى سكتوا، فركب النبي ﷺ دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: (أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حُبَاب). يريد عبد الله بن أبي، قال سعد: يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فلقد أعطاك الله ما أعطاك، ولقد اجتمع أهل هذه البحرة أن يتوِّجوه فَيُعَصِّبُوهُ، فلما رُدَّ ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِقَ بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت.

[ر: 2825]. 5340 - حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن محمد، هو ابن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال:

جاءني النبي ﷺ يعودني، ليس براكب بغل ولا بِرْذَوْنٍ.

[ر: 191]. 16 - باب: ما رُخِّص للمريض أن يقول: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع. وقول أيوب عليه السلام: {إني مسَّني الضُّرُّ وأنت أرحم الراحمين} /الأنبياء: 83/. 5341 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح وأيوب، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه:

مر بي النبي ﷺ وأنا أوقد تحت القدر، فقال: (أيؤذيك هوامُّ رأسك). قلت: نعم، فدعا الحلاق فحلقه، ثم أمرني بالفداء.

[ر: 1719]. 5342 - حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكرياء: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمد قال:

قالت عائشة: وارأساه، فقال رسول الله ﷺ: (ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك، لظللت آخر يومك مُعَرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي ﷺ: (بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون، ثم قلتُ: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون).

[6791]. 5343 - حدثنا موسى: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا سليمان، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:

دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك، فمسسته بيدي فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال: (أجل، كما يوعك رجلان منكم). قال: لك أجران؟ قال: (نعم، ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله سيئآته، كما تحط الشجرة ورقها).

[ر: 5323]. 5344 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة: أخبرنا الزُهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:

جاءنا رسول الله ﷺ يعودني من وجع اشتد بي، زمن حجة الوداع، فقلت: بلغ بي ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟ قال: (لا). قلت: الثلث؟ قال: (الثلث كثير، أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك).

[ر: 56]. 17 - باب: قول المريض قوموا عني. 5345 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن معمر. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لما حُضِرَ رسول الله ﷺ وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي ﷺ: (هَلُمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده). فقال عمر: إن النبي ﷺ قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم النبي ﷺ كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ﷺ، قال رسول الله ﷺ: (قوموا).

قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرَّزيَّة كل الرَّزيَّة ما حال بين رسول الله ﷺ وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم. [ر: 114]. 18 - باب: من ذهب بالصبي المريض ليُدعى له. 5346 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا حاتم، هو ابن إسماعيل، عن الجُعَيد قال: سمعت السائب يقول:

ذهبت بي خالتي إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وَجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زِرِّ الحَجَلَةِ.

[ر: 187]. 19 - باب: نهي تمنِّي المريض الموت. 5347 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

قال النبي ﷺ: (لا يتمنينَّ أحدكم الموت من ضُرٍّ أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).

[5990، وانظر: 6806]. 5348 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

دخلنا على خبَّاب نعوده، وقد اكتوى سبع كيَّات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب، ولولا أن النبي ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.

ثم أتيناه مرة أخرى، وهو يبني حائطاً له، فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه، إلا في شيء يجعله في هذا التراب. [5989، 6066، 6067، 6807، وانظر: 1217]. 5349 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: أن أبا هريرة قال:

سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لن يُدخِل أحداً عملُه الجنة). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (لا، ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا، ولا يتمنينَّ أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب).

[6098، 6808]. 5350 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت:

سمعت النبي ﷺ وهو مستند إلي يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق).

[ر: 4171]. 20 - باب: دعاء العائد للمريض. وقالت عائشة بنت سعد، عن أبيها: (اللهم اشف سعداً). قاله النبي ﷺ. [ر: 5335]. 5351 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله ﷺ، كان إذا أتى مريضاً أو أتي به، قال: (أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً).

قال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم وأبي الضحى: إذا أتي بالمريض. وقال جرير، عن منصور، عن أبي الضحى وحده، وقال: إذا أتى مريضاً. [5411، 5412، 5418]. 21 - باب: وضوء العائد للمريض. 5352 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غُنْدَر: حدثنا شُعبة، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

دخل علي النبي ﷺ وأنا مريض، فتوضأ فصب علي، أو قال: (صبوا عليه). فعقلت، فقلت: لا يرثني إلا كلالة، فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض.

[ر: 191]. 22 - باب: من دعا برفع الوباء والحمى. 5353 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

لما قدم رسول الله ﷺ وُعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبَّح في أهله *** والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقْلِعَ عنه يرفع عقيرته فيقول: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوماً مياه مَجنَّة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل قال: قالت عائشة: فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصحِّحها، وبارك لنا في صاعها ومُدِّها، وانقل حمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة). [ر: 1790].