84 - كتاب الرقاق.
1 - باب: ما جاء في الصحة والفراغ، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة. 6049 - حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النبي ﷺ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
قال عباس العنبري: حدثنا صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه: سمعت ابن عباس، عن النبي ﷺ: مثله. 6050 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شُعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس،
عن النبي ﷺ قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فأصلح الأنصار والمهاجرة).
[ر:2679] 6051 - حدثني أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد الساعدي:
كنا مع رسول الله ﷺ في الخندق، وهو يحفر ونحن ننقل التراب، وبصر بنا، فقال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة). تابعه سهل بن سعد، عن النبي ﷺ مثله.
[ر:3586] 2 - باب: مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى: {أنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} /الحديد: 20/. 6052 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها).
[ر:2641] 3 - باب: قول النبي ﷺ: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). 6053 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
أخذ رسول الله ﷺ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.
4 - باب: في الأمل وطوله. وقول الله تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور} /آل عمران: 185/. وقوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} /الحجر: 3/. وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل. {بمزحزحه} /البقرة: 96/: بمباعده.
6054 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني أبي، عن منذر، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا).
6055 - حدثنا مسلم: حدثنا همَّام، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال:
خط النبي ﷺ خطوطاً، فقال: (هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب).
5 - باب: من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر. لقوله: {أولم نعمِّركم ما يتذكَّر فيه من تذكَّر وجاءكم النَّذير} /فاطر: 37/: يعني الشيب. 6056 - حدثني عبد السلام بن مطهر: حدثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة).
تابعه أبو حازم وابن عجلان، عن المقبري. 6057 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل).
قال الليث: حدثني يونس وابن وهب: عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة.
6058 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان: حبُّ المال وطول العمر). رواه شُعبة، عن قتادة.
6 - باب: العمل الذي يبتغي به وجه الله. فيه سعد. [ر:1233] 6059 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري قال: أخبرني محمود بن الربيع، وزعم محمود أنه عقل رسول الله ﷺ، وقال: وعقل مَجَّةً مجَّها من دلو كانت في دارهم، قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري، ثم أحد بني سالم، قال:
غدا علي رسول الله ﷺ، فقال: (لن يوافي عبد يوم القيامة، يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله، إلا حرم الله عليه النار).
[ر:414] 6060 - حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه، إلا الجنة).
7 - باب: ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها.
6061 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف، وهو حليف لبني عامر بن لؤي، كان شهد بدراً مع رسول الله ﷺ، أخبره:
أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله ﷺ، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم وقال: (أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء). قالوا: أجل يا رسول الله، قال: (فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم).
[ر:2988] 6062 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر:
أن رسول الله ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: (إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
[ر:1279] 6063 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله ﷺ: (إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض). قيل: وما بركات الأرض؟ قال: (زهرة الدنيا). فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي ﷺ حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: (أين السائل). قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك. قال: (لا يأتي الخير إلا بالخير، إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يُلِمُّ، إلا آكلة الخضر، أكلت حتى إذا امتدَّت خاصرتاها، استقبلت الشمس، فاجْتَرَّت وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحَقِّه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع).
[ر:879]
6064 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة قال: سمعت أبا حمزة قال: حدثني زهدم بن مضَّرب قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فما أدري: قال النبي ﷺ بعد قوله مرتين أو ثلاثاً - ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السِّمَن).
[ر:2508] 6065 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم).
[ر:2509] 6066/6067 - حدثني يحيى بن موسى: حدثنا وكيع: حدثنا إسماعيل، عن قيس قال:
سمعت خبَّاباً، وقد اكتوى يومئذ سبعاً في بطنه، وقال: لولا أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت، إن أصحاب محمد ﷺ مضوا، ولم تنقصهم الدنيا بشيء، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب.
(6067) - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال:
أتيت خباباً، وهو يبني حائطاً له، فقال: إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً، لا نجد له موضعاً إلا التراب.
[ر:5348]
6068 - حدثنا محمد بن كثير: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن خباب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله ﷺ، قصَّه. [ر:1217]
8 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنَّ وعد الله حق فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ولا يغرَّنكم بالله الغَرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} /فاطر: 5 - 6/. جمعه سعر، قال مجاهد: الغَرور: الشيطان. 6069 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن: أن ابن أبان أخبره قال:
أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: (من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد، فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه). قال: وقال النبي ﷺ: (لا تغترُّوا).
[ر:158] 9 - باب: ذهاب الصالحين. ويقال: الذهاب المطر. 6070 - حدثني يحيى بن حمَّاد: حدثنا أبو عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال:
قال النبي ﷺ: (يذهب الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله بالة).
قال أبو عبد الله: يقال حفالة وحثالة. [ر:3925] 10 - باب: ما يتقى من فتنة المال. وقول الله تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} /التغابن: 15/. 6071 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض).
[ر:2730] 6072/6073 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
سمعت النبي ﷺ يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). (6073) - حدثني محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لو أن لابن آدم مثل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
قال ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا. قال: وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر.
6074 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد قال:
سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبي ﷺ كان يقول: (لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملأى من ذهب أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
6075 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}. 11 - باب: قول النبي ﷺ: (هذا المال خضرة حلوة). وقال الله تعالى: {زُيِّنَ للناس حُبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذَّهب والفضَّة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا} /آل عمران: 14/. قال عمر: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه. 6076 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزُهري يقول: أخبرني عروة وسعيد بن المسيَّب، عن حكيم بن حزام قال:
سألت النبي ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: (هذا المال). وربما قال سفيان: قال لي: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى).
[ر:1361] 12 - باب: ما قدم من ماله فهو له. 6077 - حدثني عمرو بن حفص: حدثني أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله). قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: (فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر).
13 - باب: المكثرون هم المقلون. وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوَفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} /هود: 15 - 16/. 6078 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله ﷺ يمشي وحده، وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: (من هذا). قلت: أبو ذر، جعلني الله فداءك، قال: (يا أبا ذر تعال). قال: فمشيت معه ساعة، فقال: (إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً). قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: (اجلس ها هنا). قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: (اجلس ها هنا حتى أرجع إليك). قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: (وإن سرق، وإن زنى). قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة، ما سمعت أحداً يرجع إليك شيئا؟ قال: (ذلك جبريل عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم). قال: قلت: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: (نعم، وإن شرب الخمر).
قال النضر: أخبرنا شُعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع: حدثنا زيد بن وهب: بهذا. قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر. قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله إلا الله، عند الموت. [ر:2258] 14 - باب: قول النبي ﷺ: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً). 6079 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: قال أبو ذر:
كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة المدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئاً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، ثم مشى ثم قال: (إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - وقليل ما هم). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح حتى آتيك). ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتاً قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي ﷺ، فأردت أن آتيه فذكرت قوله لي: (لا تبرح حتى آتيك). فلم أبرح حتى أتاني، قلت: يا رسول الله لقد سمعت صوتاً تخوفت، فذكرت له، فقال: (وهل سمعته). قلت: نعم. قال: (ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق).
[ر:2258] 6080 - حدثنا أحمد بن شبيب: حدثنا أبي، عن يونس. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: قال أبو هريرة رضي الله عنه:
قال رسول الله ﷺ: (لو كان لي مثل أحد ذهباً، لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء، إلا شيئاً أرصده لدين).
[ر:2259] 15 - باب: الغنى غنى النفس. وقال الله تعالى: {أيحسبون أن ما نُمِدُّهم به من مال وبنين - إلى قوله تعالى - هم لها عاملون} /المؤمنون: 55 - 63 /. قال ابن عيينة: لم يعملوها، لا بد من أن يعملوها. 6081 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر: حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنَّ الغنى غنى النفس).
16 - باب: فضل الفقر. 6082 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال:
مر رجل على رسول الله ﷺ، فقال لرجل عنده جالس: (ما رأيك في هذا). فقال: (رجل من أشراف الناس، هذا والله حريُّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشَفَّع، قال: فسكت رسول الله ﷺ ثم مر رجل، فقال له رسول الله ﷺ: (ما رأيك في هذا). فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشَفَّع، وإن قال أن لا يُسمع لقوله، فقال رسول الله ﷺ: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا).
[ر:4803] 6083 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا وائل قال: عدنا خباباً فقال:
هاجرنا مع النبي ﷺ نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد وترك نمرة، فإذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا النبي ﷺ أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه من الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.
[ر:1217] 6084 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا سلم بن زرير: حدثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (اطَّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطَّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
تابعه أيوب وعوف. وقال صخر وحمَّاد بن نجيح، عن أبي رجاء، عن ابن عباس. [ر:3069] 6085 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
لم يأكل النبي ﷺ على خوان حتى مات، وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات.
6086 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لقد توفي النبي ﷺ وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلت منه، حتى طال علي، فكلته ففني.
[ر:2930] 17 - باب: كيف كان عيش النبي ﷺ وأصحابه، وتخليهم من الدنيا.
6087 - حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث: حدثنا عمر بن ذر: حدثنا مجاهد: أن أبا هريرة كان يقول:
آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم ﷺ، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق). ومضى فاتَّبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبناً في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (خذ فأعطهم). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي ﷺ وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم، فقال: ( أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكاً، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
[ر:5892]
6088 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل: حدثنا قيس قال: سمعت سعداً يقول:
إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة، وهذا السَّمُرُ، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزِّرني على الإسلام، خبت إذاً وضل سعيي.
[ر:3522]
6089 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تباعاً، حتى قبض.
[ر:5100] 6090 - حدثني إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن: حدثنا إسحق، هو الأزرق، عن مسعر بن كدام، عن هلال، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر.
6091 - حدثني أحمد بن رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت:
كان فراش رسول الله ﷺ من أدم، وحشوه من ليف.
6092 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا قتادة قال:
كنا نأتي أنس بن مالك وخبَّازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي ﷺ رأى رغيفاً مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط.
[ر:5070] 6093/6094 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه ناراً، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللُّحَيم. (6094) - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثني ابن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار، كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من أبياتهم فيسقيناه.
[ر:2428]
6095 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا محمد بن فضيل: عن أبيه، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (اللهم ارزق آل محمد قوتاً).
18 - باب: القصد والمداومة على العمل. 6096/6097 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شُعبة، عن أشعث قال: سمعت أبي قال: سمعت مسروقاً قال: سألت عائشة رضي الله عنها:
أي العمل كان أحب إلى النبي ﷺ؟ قالت: الدائم، قال: قلت: فأي حين كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ.
(6097) - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:
كان أحب العمل إلى رسول الله ﷺ الذي يدوم عليه صاحبه.
[ر:1080] 6098 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (لن ينجي أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشئ من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا).
[ر:5349]
6099 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة:
أن رسول الله ﷺ قال: (سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل).
[6102] 6100 - حدثني محمد بن عرعرة: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
سئل النبي ﷺ: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). وقال: (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون).
6101 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي ﷺ، هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع.
[ر:1886] 6102 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن الزبرقان: حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة،
عن النبي ﷺ قال: (سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخل أحداً الجنةَ عملُه). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة).
قال: أظنه: عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال عفان: حدثنا وهيب، عن موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة،
عن النبي ﷺ: (سددوا وأبشروا).
[ر:6099] وقال مجاهد: {سديداً} /النساء: 9/: سداداً: صدقاً. 6103 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعته يقول:
إن رسول الله ﷺ صلى لنا يوماً الصلاة، ثم رقي المنبر، فأشار بيده قبل قبلة المسجد، فقال: (قد أريت الآن منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار، ممثلتين في قبل هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، فلم أر كاليوم في الخير والشر).
[ر:409] 19 - باب: الرجاء مع الخوف. وقال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} /المائدة: 68/. 6104 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).
[ر:5654] 20 - باب: الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل: {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} /الزمر:10/. وقال عمر: وجدنا خير عيشنا بالصبر. 6105 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا سعيد الخدري أخبره:
أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: (ما يكون عندي من خير لا أدَّخره عنكم، وإنه من يستعفَّ يعفَّه الله، ومن يتصبَّر يصبِّره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر).
[ر:1400] 6106 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا مسعر: حدثنا زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:
كان النبي ﷺ يصلي حتى ترم، أو تنتفخ، قدماه، فيقال له، فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً).
[ر:1078] 21 - باب: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) /الطلاق: 3/. وقال الربيع بن خثيم: من كل ما ضاق على الناس. 6107 - حدثني إسحق: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا شعبة قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن قال: كنت قاعداً عند سعيد بن جبير فقال: عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ قال: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).
[ر:3229] 22 - باب: ما يكره من قيل وقال: 6108 - حدثنا علي بن مسلم: حدثنا هشيم: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضاً، عن الشعبي، عن ورَّاد، كاتب المغيرة بن شعبة: أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، قال: فكتب إليه المغيرة:
إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير). ثلاث مرات، قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات.
وعن هشيم: أخبرنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ورَّاداً يحدث هذا الحديث، عن المغيرة، عن النبي ﷺ. [ر:808] 23 - باب: حفظ اللسان. وقول النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت). وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} /ق: 18/. 6109 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا عمر بن علي: سمع أبا حازم، عن سهل بن سعد،
عن رسول الله ﷺ قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).
[6422] 6110 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
[ر:3153] 6111 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا ليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: سمع أذناي ووعاه قلبي:
النبي ﷺ يقول: (الضيافة ثلاثة أيام، جائزته). قيل: ما جائزته؟ قال: (يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت).
[ر:5673] 6112/6113 - حدثني إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة التيمي، عن أبي هريرة:
سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق). (6113) - حدثني عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).
24 - باب: البكاء من خشية الله. 6114 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (سبعة يظلهم الله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه).
[ر:629] 25 - باب: الخوف من الله. 6115 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة،
عن النبي ﷺ قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذرُّوني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك، فغفر له).
[ر:3292]
6116 - حدثنا موسى: حدثنا معتمر: سمعت أبي: حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ ذكر رجلاً: (فيمن كان سلف، أو قبلكم، آتاه الله مالاً وولداً - يعني أعطاه - قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيراً - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا فإذا مت فأحرقوني، حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك - وربي - ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله).
فحدثت أبا عثمان فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: (فأذروني في البحر). أو كما حدث. وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت عقبة: سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي ﷺ. [ر:3291] 26 - باب: الانتهاء عن المعاصي. 6117 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قال رسول الله ﷺ: (مثلي ومثل ما بعثني الله، كمثل رجل أتى قوماً فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العُريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبَّحهم الجيش فاجتاحهم).
[6854] 6118 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن أنه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحَّمون فيها).
[ر:3244] 6119 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول:
قال النبي ﷺ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
[ر:10] 27 - باب: قول النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً). 6120 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول:
قال رسول الله ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً).
[6261] 6121 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً).
[ر:4345] 28 - باب: حجبت النار بالشهوات. 6122 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره).
29 - باب: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك). 6123 - حدثني موسى بن مسعود: حدثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
6124 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل).
[ر: 3628] 30 - باب: لينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه. 6125 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن رسول الله ﷺ قال: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه).
31 - باب: من همَّ بحسنة أو بسيئة. 6126 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا جعد أبو عثمان: حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ، فيما يروي عن ربه عز وجل. قال: قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة).
[ر:7062] 32 - باب: ما يُتَّقى من محقَّرَات الذنوب. 6127 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا مهدي، عن غيلان، عن أنس رضي الله عنه قال:
إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي ﷺ من الموبقات. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات.
33 - باب: الأعمال بالخواتيم، وما يخاف منها. 6128 - حدثنا علي بن عيَّاش الألهاني الحمصي: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال:
نظر النبي ﷺ إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا). فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت، فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي ﷺ: (إن العبد ليعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها).
[ر:2742] 34 - باب: العزلة راحة من خلاط السوء. 6129 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني عطاء بن يزيد: أن أبا سعيد حدثه قال: قيل يا رسول الله. وقال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي: حدثنا الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري قال:
جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب: يعبد ربه، ويدع الناس من شره).
تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير، والنعمان، عن الزُهري. وقال معمر، عن الزُهري، عن عطاء، أو عبيد الله، عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ. وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن عطاء، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ [ر:2634] 6130 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول:
سمعت النبي ﷺ يقول: (يأتي على الناس زمان، خير مال الرجل المسلم الغنم، يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرُّ بدينه من الفتن).
[ر:19] 35 - باب: رفع الأمانة. 6131 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح بن سليمان: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
[ر:59] 6132 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب: حدثنا حذيفة قال:
حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة).
وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان). ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً. قال الفِرَبري: قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال: الجذر الأصل من كل شيء، والوكت أثر الشيء اليسير منه، والمجل أثر العمل في الكف إذا غلظ. [6675 - 6848] 6133 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة).
36 - باب: الرياء والسمعة. 6134 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني سلمة بن كهيل. وحدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن سلمة قال: سمعت جندباً يقول:
قال النبي ﷺ، ولم أسمع أحداً يقول: قال النبي ﷺ غيره، فدنوت منه، فسمعته يقول: قال النبي ﷺ: (من سَمَّع سَمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به).
[6733] 37 - باب: من جاهد نفسه في طاعة الله. 6135 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
بينا أنا رديف النبي ﷺ، ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق الله على عباده). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق العباد على الله أن لا يعذبهم).
[ر:2701] 38 - باب: التواضع. 6136 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: كان للنبي ﷺ ناقة. قال: وحدثني محمد: أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس قال:
كانت ناقة لرسول الله ﷺ تسمى العضباء، وكانت لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سُبِقَت العضباء، فقال رسول الله ﷺ: (إن حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه).
[ر:2716] 6137 - حدثني محمد بن عثمان بن كرامة: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال: حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
39 - باب: قول النبي ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير} /النحل: 77/. 6138 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان: حدثنا أبو حازم، عن سهل قال:
قال رسول الله ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يشير بإصبعيه فيمدهما.
[ر:4652] 6139 - حدثني عبد الله بن محمد هو الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن قتادة وأبي التَّيَّاح، عن أنس،
عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين).
6140 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يعني إصبعين.
تابعه إسرائيل، عن أبي حصين. 40 - باب: طلوع الشمس من مغربها. 6141 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومَنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومَنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لِقحته فلا يطعمه، ولتقومَنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومَنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).
[ر:4359] 41 - باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. 6142 - حدثنا حجَّاج: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن عبادة بن الصامت،
عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه). اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة. وقال سعيد: عن قتادة، عن زرارة، عن سعد، عن عائشة، عن النبي ﷺ. 6143 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
[ر:7065] 6144 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيَّب، وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت:
كان رسول الله ﷺ يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُخيَّر). فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). قلت: إذاً لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي ﷺ قوله: (اللهم الرفيق الأعلى).
[ر:4171] 42 - باب: سكرات الموت. 6145 - حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول:
إن رسول الله ﷺ كان بين يديه ركوة، أو: علبة فيها ماء - يشك عمر - فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده فجعل يقول: (في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم. [ر:850] 6146 - حدثني صدقة: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي ﷺ فيسألونه: متى الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم). قال هشام: يعني موتهم.
6147/6148 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث:
أن رسول الله ﷺ مُرَّ عليه بجنازة، فقال: (مستريح ومستراح منه). قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب). (6148) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة: حدثني ابن كعب، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ قال: (مستريح ومستراح منه، المؤمن يستريح).
6149 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: سمع أنس بن مالك يقول:
قال رسول الله ﷺ: (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله).
6150 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده، غدوة وعشية، إما النار وإما الجنة، فيقال: هذا مقعدك حتى تبعث إليه).
[ر:1313] 6151 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة قالت:
قال النبي ﷺ: (لا تسبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا).
[ر:1329] 43 - باب: نفخ الصور. قال مجاهد: الصور كهيئة البوق. {زجرة} /الصافات: 19/: صيحة. وقال ابن عباس: {الناقور} /المدثر: 8/: الصور. {الراجفة} /النازعات: 6/: النفخة الأولى، و{الرادفة} النازعات: 7/: النفخة الثانية. 6152 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج أنهما حدثاه: أن أبا هريرة قال:
استب رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله ﷺ: (لا تُخَيِّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون في أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله).
[ر:2280] 6153 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
قال النبي ﷺ: (يصعق الناس حين يصعقون، فأكون أول من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، فما أدري أكان فيمن صعق).
رواه أبو سعيد، عن النبي ﷺ. [ر:2280 - 2281] 44 - باب: يقبض الله الأرض يوم القيامة. رواه نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. [ر:6977] 6154 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: حدثني سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض).
[ر:4534] 6155 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري:
قال النبي ﷺ: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتَكَفَّؤُها الجبَّار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة). فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: (بلى). قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي ﷺ، فنظر النبي ﷺ إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا.
6156 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة نقي). قال سهل أو غيره: (ليس فيها معلم لأحد).
45 - باب: كيف الحشر. 6157 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا).
6158 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد البغدادي: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رجلاً قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). قال قتادة: بلى وعزة ربنا.
[ر:4482] 6159/6161 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت سعيد بن جبير: سمعت ابن عباس:
سمعت النبي ﷺ يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلاً).
قال سفيان: هذا مما نعدُّ أن ابن عباس سمعه من النبي ﷺ.
(6160) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة غرلاً).
(6161) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قام فينا النبي ﷺ يخطب فقال: (إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً: {كما بدأنا أول خلق نعيده}. الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربَّ أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم - إلى قوله - الحكيم). قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم).
[ر:3171] 6162 - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ: (تحشرون حفاة عراة غرلاً). قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: (الأمر أشد من أن يهمهم ذاك).
6163 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال:
كنا مع النبي في قبَّة، فقال: (أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر).
[6266]
6164 - حدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة:
أن النبي ﷺ قال: (أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج، فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين). فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منا؟ قال: (إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود).
46 - باب: قوله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} /الحج: 1/. {أزفت الآزفة} /النجم: 57/. {اقتربت الساعة} /القمر: 1/. 6165 - حدثني يوسف بن موسى: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال:
قال رسول الله ﷺ: (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار).
[ر:3170] 47 - باب: قول الله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين} /المطففين: 4 - 6/. وقال ابن عباس: {وتقطَّعت بهم الأسباب} /البقرة: 166/: قال: الوُصُلات في الدنيا. 6166 - حدثنا إسماعيل بن أبان: حدثنا عيسى بن يونس: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ: (يوم يقوم الناس لرب العالمين). قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه).
[ر:4654] 6167 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم).
48 - باب: القصاص يوم القيامة. وهي الحاقَّة، لأن فيها الثواب وحواقَّ الأمور. الحقَّة والحاقَّة واحد، والقارعة والغاشية والصَّاخَّة، والتَّغابن: غبن أهل الجنة أهلَ النار. 6168 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني شقيق: سمعت عبد الله رضي الله عنه:
قال النبي ﷺ: (أول ما يقضى بين الناس بالدماء).
[6471] 6169 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه).
[ر:2317] 6170 - حدثني الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا).
[ر:2308] 49 - باب: من نوقش الحساب عُذَّب. 6171/6172 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة،
عن النبي ﷺ قال: (من نوقش الحساب عُذِّب). قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. قال: (ذلك العرض).
حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود: سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي ﷺ: مثله. وتابعه ابن جريج، ومحمد بن سليم، وأيوب، وصالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ. [ر:103] (6172) - حدثني إسحق بن منصور: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة: حدثني القاسم بن محمد: حدثتني عائشة:
أن رسول الله ﷺ قال: (ليس أحد يُحاسَب يوم القيامة إلا هلك). فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. فقال رسول الله ﷺ: (إنما ذلك العرض، وليس أحد يُنَاقَشُ الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب}.
[ر:103] 6173 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ (ح). وحدثني محمد بن معمر: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا سعيد، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن نبي الله ﷺ كان يقول: (يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً، أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سُئِلت ما هو أيسر من ذلك).
[ر:3156] 6174 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثني الأعمش قال: حدثني خيثمة، عن عدي بن حاتم قال:
قال النبي ﷺ: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قُدَّامَهُ، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة).
قال الأعمش: حدثني عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي ﷺ: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح، ثم قال: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح ثلاثاً، حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة). [ر:1347] 50 - باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب. 6175 - حدثنا عمران بن ميسرة: حدثنا ابن فضيل: حدثنا حصين. قال أبو عبد الله: وحدثني أسيد بن زيد: حدثنا هشيم، عن حصين قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: حدثني ابن عباس قال:
قال النبي ﷺ: (عرضت علي الأمم، فأجد النبي يمر معه الأمة، النبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قُدَّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون). فقام إليه عُكَّاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام إليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (سبقك بها عُكَّاشة).
[ر:3229] 6176 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: حدثني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة حدثه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر). وقال أبو هريرة: فقام عكَّاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (سبقك عكَّاشة).
[ر:5474] 6177 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال:
قال النبي ﷺ: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - شك في أحدهما - متماسكين، آخذ بعضهم ببعض، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة، ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر).
[ر:3075] 6178 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح: حدثنا نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، خلود).
[6182] 6179 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال النبي ﷺ: (يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت).
51 - باب: صفة الجنة والنار. وقال أبو سعيد: قال النبي ﷺ: (أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت). [ر:6155] {عدن} /التوبة: 72/: خلد، عدنت بأرض: أقمت، ومنه المعدن. {في مقعد صدق} /القمر: 55/: في منبت صدق. 6180 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن عمران،
عن النبي ﷺ قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
[ر: 3069] 6181 - حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة،
عن النبي ﷺ قال: (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء).
[ر:4900] 6182 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه أنه حدثه، عن ابن عمر قال:
قال رسول الله ﷺ: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم).
[ر:6178] 6183 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله ﷺ: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً).
[7080] 6184 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحق، عن حميد قال: سمعت أنساً يقول:
أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟ فقال: (ويحك، أوَهَبِلْتِ، أوَجَنَّة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس).
[ر:2654] 6185 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا الفضل بن موسى: أخبرنا الفضيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع).
6186 - وقال إسحق بن إبراهيم: أخبرنا المغيرة بن سلمة: حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،
عن رسول الله ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها).
قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: حدثني أبو سعيد، عن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب الجواد المضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها). 6187 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:
أن رسول الله ﷺ قال: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون، آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر).
[ر:3075] 6188 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل،
عن النبي ﷺ قال: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة، كما تتراءون الكوكب في السماء).
قال أبي: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: أشهد لسمعت أبا سعيد يحدثه ويزيد فيه: (كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق: الشرقي والغربي). 6189 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي عمران قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي).
[ر:3156] 6190 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قال: (يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير). قلت: وما الثعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمه، فقلت لعمرو بن دينار: يا أبا محمد، سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (يخرج بالشفاعة من النار). قال: نعم.
6191 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك،
عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين).
[7012] 6192 - حدثنا موسى: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أو قال: حمية السيل - وقال النبي ﷺ - ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية).
[ر:22] 6193/6194 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحق قال: سمعت النعمان:
سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل، توضع في أخمص قدميه جمرة، يغلي منها دماغه). (6194) - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل، على أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم).
6195 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم:
أن النبي ﷺ ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).
[ر:1347] 6196 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله ﷺ، وذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه).
[ر:3672] 6197 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحاً، أول رسول بعثه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الذي كلمه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمداً ﷺ، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك: سل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة، أو الرابعة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود.
[ر:4206] 6198 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان: حدثنا أبو رجاء: حدثنا عمران بن حصين رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - ﷺ - فيدخلون الجنة، يسمون الحهنميين).
6199 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس:
أن أم حارثة أتت رسول الله ﷺ، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: (هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى).
وقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها). [2639 - 2654] 6200 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
قال النبي ﷺ: (لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة).
6201 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: (لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصاً من قبل نفسه).
[ر:99] 6202 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه:
قال النبي ﷺ: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً، رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر مني، أو: تضحك مني وأنت الملك). فلقد رأيت رسول الله ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة.
[7073] 6203 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، عن العباس رضي الله عنه:
أنه قال للنبي ﷺ: هل نفعت أبا طالب بشيء.
[ر:3670] 52 - باب: الصراط جسر جهنم. 6204 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سعيد وعطاء بن يزيد: أن أبا هريرة أخبرهما: عن النبي ﷺ. وحدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة قال:
قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غيرالصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله ﷺ: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل، ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، ثم يقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال له: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقول له: هذا لك ومثله معه).
قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً. قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغيِّر عليه شيئاً من حديثه، حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه). قال أبو سعيد: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله). قال أبو هريرة حفظت: (مثله معه). [ر:773] 53 - باب: في الحوض. وقول الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} /الكوثر: 1/. وقال عبد الله بن زيد: قال النبي ﷺ: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض). [ر:4075] 6205 - حدثني يحيى بن حماد: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن شقيق، عن عبد الله،
عن النبي ﷺ: (أنا فرطكم على الحوض).
وحدثني عمرو بن علي: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل، عن عبد الله رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
تابعه عاصم، عن أبي وائل. وقال حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي ﷺ. [6642] 6206 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح).
6207 - حدثني عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.
[ر:4682] 6208 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو:
قال النبي ﷺ: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً).
6209 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني ابن وهب، عن يونس: قال ابن شهاب: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء).
6210 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ. وحدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك،
عن النبي ﷺ قال: (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر). شك هدبة.
[ر:4680] 6211 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا وهيب: حدثنا عبد العزيز، عن أنس،
عن النبي ﷺ قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
6212 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن مطَّرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال:
قال النبي ﷺ: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم).
قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي). [6643] وقال ابن عباس: {سحقاً} /الملك: 11/: بعداً، يقال: {سحيق} /الحج: 31/: بعيد، سحقه وأسحقه أبعده. 6213/6214 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة: أنه كان يحدث:
أن رسول الله ﷺ قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). (6214) - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي ﷺ: أن النبي ﷺ قال: (يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيحلَّؤون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).
وقال شعيب: عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي ﷺ: (فيجلون). وقال عقيل: (فيحلَّؤون). وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. 6215 - حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي قال: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
6216 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).
[ر:1138] 6217 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك قال: سمعت جندباً قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (أنا فرطكم على الحوض).
6218 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر، فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
[ر:1279] 6219 - حدثنا علي بن عبدالله: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد: أنه سمع حارثة بن وهب يقول:
سمعت النبي ﷺ وذكر الحوض فقال: (كما بين المدينة وصنعاء).
وزاد ابن أبي عدي، عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة: سمع النبي ﷺ قوله: (حوضه ما بين صنعاء والمدينة). فقال له المستورد: ألم تسمعه؟ قال: الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: (ترى فيه الآنية مثل الكواكب). 6220 - حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
قال النبي ﷺ: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم). فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا.
[6641] {أعقابكم تنكصون} /المؤمنون: 66/: ترجعون على العقب.