95 - كتاب التعبير. 1 - باب: أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة. 6581 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر: قال الزُهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي ﷺ: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زمِّلوني زمِّلوني). فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: (يا خديجة، ما لي). وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي ﷺ ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ياليتني فيها جذعاً، أكون حياً حين يخرجك قومك. فقال رسول الله ﷺ: (أو مخرجيَّ هم). فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزَّراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ﷺ، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.
[ر:3] قال ابن عباس: {فالق الإصباح} /الأنعام: 96/: ضوء السمش بالنهار، وضوء القمر بالليل. 2 - باب: رؤيا الصالحين. وقوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً} /الفتح: 27/. 6582 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ قال: (الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[6593 - وانظر: 6586 - 6587] 3 - باب: الرؤيا من الله. 6583 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد، قال: سمعت أبا سلمة قال: سمعت أبا قتادة،
عن النبي ﷺ قال: (الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان).
[ر:3118] 6584 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع النبي ﷺ يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره).
[6638] 4 - باب: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. 6585 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وأثنى عليه خيراً، لقيته باليمامة، عن أبيه: حدثنا أبو سلمة، عن أبي قتادة،
عن النبي ﷺ قال: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم فليتعوذ منه، وليبصق عن شماله، فإنها لا تضره).
وعن أبيه: حدثنا عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ مثله. [ر:3118] 6586 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت،
عن النبي ﷺ قال: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[ر:6582] 6587 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
رواه ثابت، وحميد، وإسحق بن عبد الله، وشعيب، عن أنس، عن النبي ﷺ. [6614 - وانظر: 6582] 6588 - حدثني إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
5 - باب: المبشِّرات. 6589 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: حدثني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لم يبق من النبوة إلا المبشِّرات). قالوا: وما المبشِّرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة).
6 - باب: رؤيا يوسف. وقوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين. وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتمَّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمَّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق إن ربك عليم حكيم}. /يوسف: 4 - 6/. وقوله تعالى: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم. رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} /يوسف: 100 - 101/. قال أبو عبد الله: فاطر والبديع والمبدئ والبارئ والخالق واحد. قال أبو عبد الله: من البدو: بادئة. 7 - باب: رؤيا إبراهيم عليه السلام. وقوله تعالى: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتلَّه للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} /الصافات: 102 - 105/. قال مجاهد: أسلما: سلَّما ما أمرا به، وتلَّه: وضع وجهه بالأرض. 8 - باب: التواطؤ على الرؤيا.
6590 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر رضي الله عنه:
أن أناساً أروا ليلة القدر في السبع الأواخر، وأن أناساً أروا أنها في العشر الأواخر، فقال النبي ﷺ: (التمسوها في السبع الأواخر).
[ر:1911] 9 - باب: رؤيا أهل السجون والفساد والشرك. لقوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبِّئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين. قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبَّأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علَّمني ربي إني تركت ملَّة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون. واتَّبعت ملَّة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون. يا صاحبي السجن أأرباب متفرِّقون - وقال الفضيل لبعض الأتباع: يا عبد الله: أرباب متفرقون - خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سمَّيتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيِّم ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون. يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربَّه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. وقال للذي ظنَّ أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربِّه فلبث في السجن بضع سنين. وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهنَّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون. قالوا أضغاث أحلام وما نحن يتأويل الأحلام بعالمين. وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أمَّة أنا أنبِّئكم بتأويله فأرسلون. يوسف أيها الصدِّيق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنَّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون. ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدَّمتم لهنَّ إلا قليلاً مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون. وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك} /يوسف: 36 - 50/. وادَّكر: افتعل من ذكر، أمَّة: قرن، وتقرأ: أمه: نسيان. وقال ابن عباس: يعصرون: الأعناب والدهن. تحصنون: تحرسون. 6591 - حدثنا عبد الله: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزُهري: أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم أتاني الداعي لأجبته).
[ر:3192] 10 - باب: من رأى النبي ﷺ في المنام. 6592 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة: أن أبا هريرة قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثَّل الشيطان بي).
قال أبو عبد الله: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته. 6593 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيَّل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[ر:6582] 6594/6595 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر: أخبرني أبو سلمة، عن أبي قتادة قال:
قال النبي ﷺ: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً وليتعوَّذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وإن الشيطان لا يتراءى بي). (6595) - حدثنا خالد بن خليًّ: حدثنا محمد بن حرب: حدثني الزبيدي، عن الزُهري: قال أبو سلمة: قال أبو قتادة رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (من رآني فقد رأى الحق).
تابعه يونس وابن أخي الزُهري. [ر:3118] 6596 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
سمع النبي ﷺ يقول: (من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكوَّنني).
11 - باب: رؤيا الليل. رواه سمرة. [ر:6640] 6597 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
قال النبي ﷺ: (أعطيت مفاتيح الكلم، ونصرت بالرعب، وبينما أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي).
قال أبو هريرة: فذهب رسول الله ﷺ وأنتم تنتقلونها. [ر: 2815] 6598 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلاً آدم، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، له لمَّة كأحسن ما أنت راء من اللِّمم، قد رجَّلها، تقطر ماء، متَّكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح ابن مريم، ثم إذا أنا برجل جعد قطط، أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية. فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح الدجال).
[ر:3256] 6599 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله: أن ابن عباس كان يحدث: أن رجلاً أتى رسول الله ﷺ فقال: إني رأيت الليلة في المنام، وساق الحديث. وتابعه سليمان بن كثير، وابن أخي الزُهري، وسفيان بن حسين، عن الزُهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ. وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن عبيد الله: أن ابن عباس، أو أبا هريرة، عن النبي ﷺ. وقال شعيب، وإسحق بن يحيى، عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي ﷺ، وكان معمر لا يسنده حتى كان بعد. [6639] 12 - باب: الرؤيا بالنهار. وقال ابن عون، عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل. 6600 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك يقول:
كان رسول الله ﷺ يدخل على أم حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوماً فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرَّة، أو: مثل الملوك على الأسرَّة). شك إسحق، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله ﷺ، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله). كما قال في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
[ر:2636] 13 - باب: رؤيا النساء. 6601/6602 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت:
أن أم العلاء، امرأة من الأنصار بايعت رسول الله ﷺ، أخبرته: أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة، قالت: فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفِّي فيه، فلما توفِّي غُسِّل وكُفِّن في أثوابه، دخل رسول الله ﷺ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله ﷺ: (وما يدريك أن الله أكرمه). فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال رسول الله ﷺ: (أما هو فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، ووالله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي).
فقالت: والله لا أزكِّي بعده أحداً أبداً. (6602) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري بهذا،
وقال: (ما أدري ما يفعل به). قالت: وأحزنني فنمت، فرأيت لعثمان عيناً تجري، فأخبرت رسول الله ﷺ فقال: (ذلك عمله).
[ر:1186] 14 - باب: الحلم من الشيطان. وإذا حلم فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله عز وجل. 6603 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا قتادة الأنصاري، وكان من أصحاب النبي ﷺ وفرسانه، قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره).
[ر:3118] 15 - باب: اللبن. 6604 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني حمزة بن عبد الله: أن ابن عمر قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الرِّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي - يعني - عمر). قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: (العلم).
[ر:82] 16 - باب: إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظافره. 6605 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله ﷺ: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الرِّيَّ يخرج من أطرافي، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب). فقال من حوله: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: (العلم).
[ر:82] 17 - باب: القميص في المنام. 6606 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو أمامة بن سهل: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول الله ﷺ: (بينما أنا نائم، رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومرَّ عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه). قالوا: ما أوَّلت يا رسول الله؟ قال: (الدين).
[ر:23] 18 - باب: جر القميص في المنام. 6607 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني أبو أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بينا أنا نائم، رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض عليَّ عمر بن الخطاب، وعليه قميص يجتره). قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: (الدين).
[ر:23] 19 - باب: الخضر في المنام، والروضة الخضراء.
6608 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا حرميُّ بن عمارة: حدثنا قرَّة بن خالد، عن محمد بن سيرين قال: قال قيس بن عباد:
كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر، فمر عبد الله بن سلام، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا، قال: سبحان الله، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم، إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء، فنصب فيها، وفي رأسها عروة، وفي أسفلها منصف، والمنصف الوصيف، فقيل: ارقه، فرقيت حتى أخذت بالعروة، فقصصتها على رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: (يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى).
[ر:3602] 20 - باب: كشف المرأة في المنام. 6609 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ: (أريتك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشفها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه).
[ر:3682] 21 - باب: ثياب الحرير في المنام. 6610 - حدثنا محمد: أخبرنا أبو معاوية: أخبرنا هشام، عن ابنه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله ﷺ: (أريتك قبل أن أتزوجك مرتين، رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، فقلت له: اكشف، فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه، ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير، فقلت: اكشف، فكشف، فإذا هي أنت، فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه).
[ر:3682] 22 - باب: المفاتيح في اليد. 6611 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثنا الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي).
قال أبو عبد الله: وبلغني أن جوامع الكلم: أن الله يجمع الأمور الكثيرة، التي كانت تكتب في الكتب قبله، في الأمر الواحد، والأمرين، أو نحو ذلك. [ر:2815] 23 - باب: التعليق بالعروة والحلقة. 6612 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا أزهر، عن ابن عون (ح). وحدثني خليفة: حدثنا معاذ: حدثنا ابن عون، عن محمد: حدثنا قيس بن عباد، عن عبد الله بن سلام قال:
رأيت كأني في روضة، وسط الروضة عمود، في أعلى العمود عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت، فاستمسكت بالعروة، فانتبهت وأنا مستمسك بها، فقصصتها على النبي ﷺ فقال: (تلك الروضة روضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، لا تزال مستمسكاً بالإسلام حتى تموت).
[ر:3602] 24 - باب: عمود الفسطاط تحت وسادته.
25 - باب: الإستبرق ودخول الجنة في المنام. 6613 - حدثنا معلَّى بن أسد: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
رأيت في المنام كأن في يدي سرقة من حرير، لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي ﷺ، فقال: (إن أخاك رجل صالح، أو قال: إن عبد الله رجل صالح).
[ر:429] 26 - باب: القيد في المنام. 6614 - حدثنا عبد الله بن صبَّاح: حدثنا معتمر: سمعت عوفاً: حدثنا محمد بن سيرين: أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله ﷺ: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة). وما كان من النبوة فإنه لا يكذب. قال محمد: وأنا أقول هذه، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصَّه على أحد وليقم فليصل، قال: وكان يكره الغُلَّ في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين.
وروى قتادة، ويونس، وهشام، وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أبين. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي ﷺ في القيد. قال أبو عبد الله: لا تكون الأغلال إلا في الأعناق. [ر:6587] 27 - باب: العين الجارية في المنام. 6615 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت،
عن أم العلاء، وهي امرأة من نسائهم، بايعت رسول الله ﷺ، قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السُّكنى، حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، فاشتكى فمرَّضناه حتى توفِّي، ثم جعلناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله ﷺ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال: (وما يدريك). قلت: لا أدري والله، قال: (أمَّا هو فقد جاءه اليقين، إني لأرجو له الخير من الله، والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يفعل بي ولا بكم).
قالت أم العلاء: فوالله لا أزكِّي أحداً بعده، قالت: ورأيت لعثمان في النوم عيناً تجري، فجئت رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له، فقال: (ذاكِ عمله يجري له). [ر:1186] 28 - باب: نزع الماء من البئر حتى يروى الناس. رواه أبو هريرة، عن النبي ﷺ. [ر:3464] 6616 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير: حدثنا شعيب بن حرب: حدثنا صخر بن جويرية: حدثنا نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما حدثه قال:
قال رسول الله ﷺ: (بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاء أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو، فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، فغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غرباً، فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريَّه، حتى ضرب الناس بعطن).
[ر:3434]
29 - باب: نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف. 6617 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا موسى، عن سالم، عن أبيه،
عن رؤيا النبي ﷺ في أبي بكر وعمر قال: (رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب، فاستحالت غرباً، فما رأيت في الناس من يفري فريَّه، حتى ضرب الناس بعطن).
[ر:3434] 6618 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد: أن أبا هريرة أخبره:
أن رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم، رأيتني على قليب، وعليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غرباً، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن).
[ر:3464] 30 - باب: الاستراحة في المنام. 6619 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله ﷺ: (بينا أنا نائم، رأيت أني على حوض أسقي الناس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع ذنوبين وفي نزعة ضعف، والله يغفر له، فأتى ابن الخطاب فأخذ منه، فلم يزل ينزع حتى تولَّى الناس، والحوض يتفجَّر).
[ر:3464] 31 - باب: القصر في المنام. 6620 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة قال:
بينا نحن جلوس عند رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم، رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فولَّيت مدبراً). قال أبو هريرة: فبكى عمر بن الخطاب ثم قال: أعليك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أغار؟
[ر:3070] 6621 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا معتمر بن سليمان: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال:
قال رسول الله ﷺ: (دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش، فما منعني أن أدخله يا ابن الخطاب، إلا ما أعلم من غيرتك). قال: وعليك أغار يا رسول الله؟
[ر:3476] 32 - باب: الوضوء في المنام. 6622 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة قال:
بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر، فذكرت غيرته فولَّيت مدبراً). فبكى عمر وقال: عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار.
[ر:3070] 33 - باب: الطواف بالكعبة في المنام. 6623 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سالم بن عبد الله ابن عمر: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ: (بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم، سبط الشعر، بين رجلين، ينطف رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور العين اليمنى، كأنَّ عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجَّال، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن).
وابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة. [ر:3256] 34 - باب: إذا أعطى فضله غيره في النوم. 6624 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر: أن عبد الله بن عمر قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الرِّيَّ يجري، ثم أعطيت فضله عمر).
قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: (العلم). [ر:82] 35 - باب: الأمن وذهاب الروع في المنام. 6625 - حدثني عبيد الله بن سعيد: حدثنا عفَّان بن مسلم: حدثنا صخر بن جويرية: حدثنا نافع: أن ابن عمر قال:
إن رجالاً من أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله ﷺ، فيقصونها على رسول الله ﷺ، فيقول فيها رسول الله ﷺ ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن، وبيتي المسجد قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء، فلما اضطجعت ليلة قلت: اللهم إن كنت تعلم فيَّ خيراً فأرني رؤيا، فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان، في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد، يقبلان بي إلى جهنم، وأنا بينهما أدعو الله: اللهم أعوذ بك من جهنم، ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد، فقال: لم ترع، نعم الرجل أنت، لو تكثر الصلاة. فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم، فإذا هي مطويَّة كطي البئر، لها قرون كقرون البئر، بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد، وأرى فيها رجالاً معلَّقين بالسلاسل، رؤوسهم أسفلهم، عرفت فيها رجالاً من قريش، فانصرفوا بي عن ذات اليمين. فقصصتها على حفصة، فقصَّتها حفصة على رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: (إن عبد الله رجل صالح). فقال نافع: لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.
[ر:429] 36 - باب: الأخذ على اليمين في النوم. 6626 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:
كنت غلاماً شاباً عزباً في عهد النبي ﷺ، وكنت أبيت في المسجد، وكان من رأى مناماً قصَّه على النبي ﷺ، فقلت: اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناماً يعبره لي رسول الله ﷺ، فنمت، فرأيت ملكين أتياني، فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقال لي: لن تراع، إنك رجل صالح. فانطلقا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم، فأخذا بي ذات اليمين. فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة فزعمت حفصة أنها قصتها على النبي ﷺ، فقال: (إن عبد الله رجل صالح، لو كان يكثر الصلاة من الليل).
قال الزُهري: وكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل. [ر:429] 37 - باب: القدح في النوم. 6627 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب). قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: (العلم).
[ر:82] 38 - باب: إذا طار الشيء في المنام. 6628 - حدثني سعيد بن محمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة ابن نشيط قال: قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن رؤيا رسول الله ﷺ التي ذكر، فقال ابن عباس: ذكر لي:
أن رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم، رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأوَّلتهما كذَّابَين يخرجان). فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة.
[ر:3424] 39 - باب: إذا رأى بقراً تنحر. 6629 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى - أراه -
عن النبي ﷺ قال: (رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو الهجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت فيها بقراً، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير، وثواب الصدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدر).
[ر:3425] 40 - باب: النفخ في المنام. 6630 - حدثني إسحق بن إبراهيم الحنظلي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همَّام بن منبِّه قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة،
عن رسول الله ﷺ قال: (نحن الآخرون السابقون). وقال رسول الله ﷺ: (بينا أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوضع في يديَّ سوارين من ذهب، فكبرا عليَّ وأهمَّاني، فأوحي إليَّ أن أنفخهما، فنفختهما فطارا، فأوَّلتهما الكذَّابَين اللذَين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة).
[ر: 836 - 4116] 41 - باب: إذا رأى أنه أخرج الشيء من كورة، فأسكنه موضعاً آخر.
6631 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثني أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:
أن النبي ﷺ قال: (رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى قامت بمهيعة - وهي الجحفة - فأوَّلت أن وباء المدينة نقل إليها).
[6632 - 6633] 42 - باب: المرأة السوداء. 6632 - حدثنا أبو بكر المقدَّمي: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا موسى: حدثني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
في رؤيا النبي ﷺ في المدينة: (رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، فتأوَّلتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة). وهي الجحفة.
[ر:6631] 43 - باب: المرأة الثائرة الرأس. 6633 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثني أبو بكر بن أبي أويس: حدثني سليمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه:
أن النبي ﷺ قال: (رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى قامت بمهيعة، فأوَّلت أن وباء المدينة ينقل إلى مهيعة). وهي الجحفة.
[ر:6631] 44 - باب: إذا هزَّ سيفاً في المنام. 6634 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى - أراه -
عن النبي ﷺ قال: (رأيت في رؤياي أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين).
[ر:3425] 45 - باب: من كذب في حلمه. 6635 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس،
عن النبي ﷺ قال: (من تحلَّم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرُّون منه، صُبَّ في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن صوَّر صورة عُذِّب، وكُلِّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ).
قال سفيان: وصله لنا أيوب. وقال قتيبة: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن عكرمة، عن أبي هريرة: قوله: (من كذب في رؤياه). وقال شعبة، عن أبي هاشم الرُّمَّانيِّ: سمعت عكرمة: قال أبو هريرة: قوله: (من صوَّر صورة، ومن تحلَّم، ومن استمع). حدثنا إسحق: حدثنا خالد، عن أبي خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (من استمع، ومن تحلَّم، ومن صوَّر). نحوه. تابعه هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قوله.
6636 - حدثناً علي بن مسلم: حدثنا عبد الصمد: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر:
أن رسول الله ﷺ قال: (إن من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم تر).
46 - باب: إذا رأى ما يكره، فلا يخبر بها ولا يذكرها. 6637 - حدثنا سعيد بن الربيع: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أبا سلمة يقول:
لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي ﷺ يقول: (الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدِّث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرِّها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضرَّه).
[ر:3118] 6638 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنها من الله، فليحمد الله عليها وليحدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرِّها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لن تضرَّه).
[ر:6584] 47 - باب: من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب. 6639 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحدِّث:
أن رجلاً أتى رسول الله ﷺ فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلَّة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكفَّفون منها، فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وُصل. فقال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعنِّي فأعبرها، فقال النبي ﷺ: (اعبرها). قال: أمَّا الظلَّة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن، حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصَّل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله، بأبي أنت، أصبت أم أخطأت؟ قال النبي ﷺ: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً). قال: فوالله لتحدِّثنِّي بالذي أخطأت، قال: (لا تقسم).
[ر:6599]
48 - باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح. 6640 - حدثنا مؤمَّل بن هشام، أبو هشام: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا عوف: حدثنا أبو رجاء: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
كان رسول اًلله صلى اًلله عليه وسلم - يعني - مما يكثر أن يقول لأصحابه: (هل رأى أحد منكم من رؤيا). قال: فيقصُّ عليه من شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال ذات غداة: (إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرَّة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقَّي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه - قال: وربما قال أبو رجاء: فيشقُّ - قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل مل فعل المرة الأولى، قال: قلت: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التنُّور - قال: وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطَّلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، كأكره ما أنت راء رجلاً مرآة، فإذا عنده نار يحشُّها ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة، فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قطُّ، قال: قلت لهما: ما هذا ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة، لم أر روضة قطُّ أعظم منها ولا أحسن، قال: قالا لي: ارق فيها، قال: فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنيَّة بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها، فتلقَّانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قال: قالا لي: هذه جنة عدن وهذاك منزلك، قال: فسما بصري صعداً، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قال: قالا لي: هذاك منزلك، قال: قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: قلت لهما: فإني قد رأيت منذ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنُّور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة، الذي عند النار يحشُّها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم ﷺ، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة). قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله ﷺ: (وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطراً منهم حسن وشطراً منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحا وآخر سيِّئاً، تجاوز الله عنهم).
[ر:809]