الرئيسيةبحث

صحيح البخاري/كتاب التمني


98 - كتاب التمنِّي

باب: ما جاء في التمنِّي، ومن تمنَّى الشهادة

6799/6800 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيَّب: أنَّ أبا هريرة قال:

سمعت رسول الله ﷺ يقول: (والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً يكرهون أن يتخلَّفوا بعدي، ولا أجد ما أحملهم، ما تخلَّفت، لوددت أني أقتَل في سبيل الله، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل).

(6800) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (والذي نفسي بيده، وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتَل، ثم أحيا ثم أقتَل، ثم أحيا ثم أقتَل، ثم أحيا ثم أقتَل، ثم أحيا). فكان أبو هريرة يقولهنَّ ثلاثاً، أشهد بالله. [1]

باب: تمني الخير وقول النبي ﷺ: (لو كان لي أحدٌ ذهباً)

6801 - حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام: سمع أبا هريرة،

عن النبي ﷺ قال: (لو كان عندي أحدٌ ذهباً لأحببت أن لا يأتي عليَّ ثلاث وعندي منه دينار - ليس شيء أرصده في دَينٍ عليَّ - أجد من يقبله). [2]

باب: قول النبي ﷺ: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت)

6802 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: حدثني عروة: أن عائشة قالت:

قال رسول الله ﷺ: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقتُ الهدي، ولحللت مع الناس حين حلُّوا). [3]

6803 - حدثنا الحسن بن عمر: حدثنا يزيد، عن حبيب، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال:

كنا مع رسول الله ﷺ فلبَّينا بالحج، وقدمنا مكة لأربع خلَون من ذي الحجة، فأمرنا النبي ﷺ أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة، وأن نجعلها عمرة ولنحلَّ، إلا من كان معه هدي، قال: ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي ﷺ وطلحة، وجاء عليّ من اليمن معه الهدي، فقال: أهللت بما أهلَّ به رسول الله ﷺ، فقالوا: أننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر؟ قال رسول الله ﷺ: (إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لحللت). قال: ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة، فقال: يا رسول الله، ألنا هذه خاصَّة؟ قال: (لا، بل لأبد). قال: وكانت عائشة قدمت مكة وهي حائض، فأمرها النبي ﷺ أن تنسك المناسك كلها، غير أنها لا تطوف ولا تصلِّي حتى تطهر، فلمَّا نزلوا البطحاء، قالت عائشة: يا رسول الله: أتنطلقون بحجة وعمرة، وأنطلق بحجة؟ قال: ثم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم، فاعتمرت عمرة في ذي الحجة بعد أيام الحج. [4]

باب: قوله ﷺ: ليت كذا وكذا

6804 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال: حدثني يحيى بن سعيد: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قالت عائشة،

أرق النبي ﷺ ذات ليلة، فقال: (ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة). إذ سمعنا صوت السلاح، قال: (من هذا). قيل: سعد يا رسول الله، جئت أحرسك، فنام النبي ﷺ حتى سمعنا غطيطه.

قال أبو عبد الله: وقالت عائشة: قال بلال:

ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل

فأخبرت النبي ﷺ. [5]

باب: تمنِّي القرآن والعلم

6805 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله ﷺ: (لا تحاسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل والنهار، يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالاً ينفقه في حقِّه فيقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل).

حدثنا قتيبة: حدثنا جرير بهذا. [6]

باب: ما يُكره من التمني

{ولا تتمنَّوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ الله كان بكل شيء عليماً}.

6806 - حدثنا حسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم، عن النَّضر بن أنس قال:

قال أنس رضي الله تعالى عنه: لولا أني سمعت النبي ﷺ يقول: (لا تتمنَّوا الموت). لتمنَّيت. [7]

6807 - حدثنا محمد: حدثنا عبدة، عن ابن أبي خالد، عن قيس قال: أتينا خبَّاب ابن الأرتِّ نعوده وقد اكتوى سبعاً، فقال: لولا أنَّ رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. [8]

6808 - حدثناعبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهريِّ، عن أبي عبيد، اسمه سعد بن عبيد، مولى عبد الرحمن بن أزهر:

أن رسول الله ﷺ قال: (لا يتمنَّى أحدكم الموت، إمّا محسناً فلعلَّه يزداد، وإما مسيئاً فلعله يَسْتَعْتِبْ). [9]

باب: قول الرجل: لولا الله ما اهتدينا

6809 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة: حدثنا أبو إسحق، عن البراء بن عازب قال:

كان النبي ﷺ ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه، يقول: (لولا أنت ما اهتدينا نحن، ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا، فأنزلَنْ سكينةً علينا، إنَّ الألى - وربما قال: - الملا - قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنةً أبَيْنا أبَيْنا). يرفع بها صوته. [10]

باب: كراهية تمنِّي لقاء العدو

ورواه الأعرج عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. [11]

6810 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحق، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً له، قال:

كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته، فإذا فيه: أن رسول الله ﷺ قال: (لا تتمنَّوا لقاء العدوِّ، وسلوا الله العافية). [12]

باب: ما يجوز من اللَّو وقوله تعالى: {لو أن لي بكم قوة}

6811 - حدثنا عليُّ بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن القاسم بن محمد قال:

ذكر ابن عباس المتلاعنَيْن، فقال عبد الله بن شدَّاد: أهي التي قال رسول الله ﷺ: (لو كنت راجماً امرأة من غير بيِّنة). قال: لا، تلك امرأة أعلنت. [13]

6812 - حدثنا عليّ: حدثنا سفيان: قال عمرو: حدثنا عطاء قال: أعتم النبي ﷺ بالعِشاء فخرج عمر فقال: الصلاة يا رسول الله، رقد النساء والصبيان. فخرج ورأسه يقطر يقول: (لولا أن أشقَّ على أمَّتي أو: على الناس - وقال سفيان أيضاً: على أمتي - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة).

قال ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أخَّر النبي ﷺ هذه الصلاة، فجاء عمر فقال: يا رسول الله، رقد النساء و الولدان. فخرج وهو يمسح الماء عن شِقِّه يقول: (إنه لَلوقت، لولا أن أشُقَّ على أمَّتي). وقال عمرو: حدثنا عطاء، ليس فيه ابن عباس، أما عمرو فقال: رأسه يقطر، وقال ابن جريج: يمسح الماء عن شقِّه، وقال عمرو: (لولا أن أشقَّ على أمَّتي). وقال ابن جريج: (إنه لَلوقت، لولا أن أشقَّ على أمَّتي).

وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن: حدثني محمد بن مسلم عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ. [14]

6813 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن:

سمعت أبا هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك). [15]

6814 - حدثنا عيَّاش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا حميد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:

واصل النبي ﷺ آخر الشهر، وواصل أناس من الناس، فبلغ النبي ﷺ فقال: (لو مُدَّ بي الشهر، لواصلت وصالاً يدع المتعمِّقون تعمُّقهم، إني لست مثلكم، إني أظلُّ يطعمني ربي ويسقين).

تابعه سليمان بن مغيرة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ﷺ. [16]

6815 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب: أن سعيد بن المسيَّب أخبره: أن أبا هريرة قال:

نهى رسول الله ﷺ عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل، قال: (أيُّكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقين). فلما أبوا أن ينتهوا، واصل بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: (لو تأخر لزدتكم). كالمنكِّل لهم. [17]

6816 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو الأحوص: حدثنا أشعث، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت:

سألت النبي ﷺ عن الجَدْرِ أَمِنَ البيت هو؟ قال: (نعم). قلت: فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: (إن قومك قصَّرت بهم النفقة). قلت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: (فعل ذاكِ قومكِ ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، لولا أن قومك حديث عهد بالجاهليَّة فأخاف أن تنكر قلوبهم، أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه في الأرض). [18]

6817 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:

(لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً، أو شعباً، لسلكتُ وادي الأنصار، أو شعب الأنصار). [19]

6818 - حدثنا موسى: حدثنا وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن عبَّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبي ﷺ قال:

(لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها).

تابعه أبو التيَّاح، عن أنس، عن النبي ﷺ: في الشِّعب. [20] [21].

هامش

  1. [ر:2644]
  2. [ر:2259]
  3. [ر:290]
  4. [ر:1482]
  5. [ر:1790، 2729]
  6. [ر:4738]
  7. [ر:5347]
  8. [ر:5348]
  9. [ر:5349]
  10. [ر:2681]
  11. [ر:2863]
  12. [ر:2663]
  13. [ر:5004]
  14. [ر:545]
  15. [ر:847]
  16. [ر:1860]
  17. [ر:1864]
  18. [ر:126]
  19. [ر:3568]
  20. [ر:4075، 4077]
  21. [ ش (في الشعب) يعني في قوله (شعباً)]