قال الشاعر: وتَرُوض عِرسَكَ بعد ما هَرِمتْ ومن العَناءِ رياضةُ الهَرِم وقولهم: أعَييتني بأُشُر فكيف بَدُرْدُر. يقول أَعيَيْتنِي وأنت شابّة فكيف إذا بدت دَرادِرًك وهي مغارز الأسنان. الذليل المستضعف - منه قِولهم: فلان لا يَعْوى ولا يَنْبح من ضعفه يقول: لا يتكلّم بخير ولا شر. وقولهم: أهْون مَظْلوم سِقاءٌ مُرَوَّب وهو السقاء الذي يُلَفُّ حتى يبلغ أوان المَخْض. وقالوا: أهون مَظْلوم عجوز مَعقومة. وقولهم: لقد ذلّ من بالت عليه الثَّعالب. الذليل يستعين بأذل منه - قالوا: عَبْدٌ صَريخه أمة. وقولهم: مُثْقَل استعان بذَقَنه وأصله البعيرُ يُحْمل عليه الحِمْل الثقيل فلا يَقْدر على النهوض به فيعتمد على الأرض بذَقنه. وقولهم: العَبْد من لا عَبْد له. الأحمق المائق - قالوا: عدو الرجل حُمْقه وصديقه عَقْله. وقولهم: خَرقاء عَيَّابة وهو الأحمق الذي يَعيب الناس. قالوا: في الرَّجل إذا اشتدّ حمقه جدَّا: ثَأطة مُدّت بماء. الثأطة: الحمأة فإذا أصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة. الذي تعرض له الكرامة فيختار الهوان - منه قولهم: تَجَنّبَ رَوْضَة وأحال يَعْدُو. يقول: ترك الخير واختار الشقاء. وقولهم: لا يَخْلو مَسْك السَّوء عَن عَرْف السَّوء. يقول: لا يكون جلد رديء إلا والرِّيح المُنتنة موجودة فيه. ومنه قول العامة: قيل للشقيّ: هَلُمّ إلى السعادة قال: حَسْبي ما أنا فيه. ومنه قول العامة: أنّ الشقيّ بكل حَبْل يَخْتنِق وقولهم: لا يَعدَم الشقيُّ مُهَيرْا أي لا يَعْدَم الشقي رياضة مُهر. الرجل تريد اصلاحه وقد أعياك أبوه قبل - منه قولهم: لا تَقْتن من كلْب سَوء جِرْوا. وقال الشاعر: تَرجو الوَليدَ وقد أَعياك والدُه وما رجاؤك بعد الوالدِ الولَدَا الواهن العزم الضعيف الرأي - منه قولهم: ما له أكْل ولا صَيَّور أي ليسِ له قُوّة ولا رَأي. قال الأصمعيّ: طلب أعرابي ثوباً من تاجر فقال: أعطنىِ ثوباَ له أكْل يعني قوة وحَصافة. ومنه قال أبو عُبيد: هو الرجل الذي لا رأي له ولا عَزم. فهو يتابع كلَّ أحد على رأيه ولا يثبت على شيء وكذلك الإمرَّة الذي يتابع كل أحد على أمره. ومنه قولهم: هو بِنْتُ الجَبل ومعناه الصَدى يُجيبك من الجَبل أي هو مع كل متكلِّم يُجيبِه بمثل كلامه. الذي يكون ضاراً لا نفع عنده - من قولهم: المِعْزَى تبْهِي ولا تُبْنِي. " معناه أن المِعْزى لا تكون منها الأبنية " وهي بيوت الأعراب وإنما تكون من وَبر الإبل وصُوف الضأن ولا تكون من الشّعر وربما صَعدت اْلمِعْزى إلى الخِباء فَحَرقته فذلك قولهم تُبْهِي يقال: أبهيْتُ البيت إذا خرقته فإذا انخرق قيل: بيت باهٍ. الرجل يكون ذا منظر ولا خير فيه - منه قولهم: ترى الفِتْيان كالنَّخل وما يُدْرِيك ما الدَّخْل. وقال الحجاج لعبد الرحمن بن الأشعث: إنك لمَنظرانيّ قال: نعم ومخْبرانيّ. أمثال الجماعات وحالاتهمِ من اجتماع الناس وافتراقهم - قال الأصمعي: ويقال: لن يَزال الناسُ بخير ما تباينوا فإذا تساوَوْا هَلَكوا. قال أبو عبيد: معناه أن الغالب على الناس الشرُّ والخير في القليل من الناس فإذا كان التّساوي فإنما هو في الشر. ومن أشدّ الهجاء قولُ القائل: سواسية كأسنان الحِمار. ومنه قولُهم: الناس سواء كأَسنان المُشْط. وقولهم: الناس شباه وشتَّى في الشِّيم " وكلهم يَجْمعه بيتُ الأدَم ". وقوِلهم: الناسُ أخْياف أي مُفترقون في أخلاقهم. والأخْيف من الخيل: الذي إحدى عَينيه زرقاء والأخرى كَحْلاء. ومنه قولُهم: بيت الإسكاف لأن فيه من كل جلد رُقعة. المتساويان في الخير والشر - هما كفَرَسي رِهَان. وكرُكبتي بعَير. وهما زَنْدان في وِعاء. هذا في الخير وأما في الشر فيقال: هما كَحِماري العِباديّ " حين قيل له: أي حماريك شر قال: هذا ثم هذا ". الفاضلان وأحدهما أفضل - منه قولهم: مَرْعى ولا كالسَّعْدان. وقولهم: ماء ولا كَصَدّاء. وصداء: ركيةٌ ذات ماء عَذْب. وقولهم: فَتىً ولا كمالك. وقولُهم: في كل الشًجر نار. واستَمجدا المَرْخ والعَفَار وهما أكثر الشّجر ناراً. الرجل يرى لنفسه فضلاً على غيره - منه قولهم: كُلّ مُجْرٍ بالخَلاء يُسَرّ. وأصله الذي يُجْرِي فرَسَه في المكان الخالي فهو يُسرّ بما يَرى منه. المكافأة - منه قولُهم: هذه بتلك وقولهم: أضئ لي أَقْدح لك أي كُن لي أَكن لك. وقولهم: اسْقِ رَقَاش إنها سَقَاية. يقول: أحسِنوا إليها إنها مُحْسنة. الأمثال في القربى التعاطف من ذوي الأرحام - قال ابن الكلبي: منه قولهم: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً. وأصل هذا أن زُرَارة بنِ عُدَسِ زَوَّج ابنتَه من سُوَيد ابن ربيعة فكان له منها تِسْعَةُ بنين وأنّ سُويداً قَتل أخاَ صغيراَ لعمرو بن هِنْد الملك وهَرب ولم يَقْدِر عليه ابن هند فأرسل إلى زُرارة: إنِ ائتني بوَلده من ابنتك فجاء بهم فأمر عمرو بقَتْلهم فتعلًقوا بجدّهم زُرارة. فقال: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً فذهبت مثلاً. ومن أمثالهمِ في التحنن على الأقارب - قولهم: لكنْ على بَلْدَحِ قَوْمٌ عَجْفَي. وقولهم: لكِن بالأثلاث لحمٌ لا يُظَلًل. وأصل هذا أنّ بَيْهساً الذي يُلقَب بنَعامة كان بين أهل بيْته وبين قوِمِ حَرب. فقتلوا سَبْعة إخْوة لِبَيهس وأسروا بَيْهساً فلم يقتلوه لِصِغرِه وارتحلوا به فنزلوا منزلاً في سَفرهم ونَحَروا جَزُوراً " في يوم شديد الحرّ " فقال بعضهم: ظَلِّلوا لحْم جَزُوركم " لئلا يَفسد " فقال بَيْهس: لكن بالأثَلاث لحمٌ لا يُظَلَّل - يعني لحمَ إخوته القَتْلى - ثم ذكروا كثرة ما غَنِموا فقال بَيْهس: لكَنِ على بَلدَح قَوْمٌ عَجْفي. ثم إنه أفلت أو خَلّوِا سبيلَه فرجع إلى أمه فقالت أنجوت من بينهم وكانت لا تًحبّه فقال لها: لو خُيرت لاخترتِ. فلما لم يكن لها ولدٌ غيره رَقّت له وتَعطّفت عليه. فقال بَيْهس: الثَكلٍ أَرْأَمها فَذَهبت كلماتُه هذه الأربع كلها أمثالاً. ومنه قولهم: لا يَعْدَم الحُوَار من أمه حَنّة. وقولهم: لا يَضُر الحُوَار ما وَطِئَتْه أمه. وقولهم: بأبي أَوْجُه اليتامى. حماية القريب وإن كان مبغضاً - من ذلك قولهم: آكل لَحْمي ولا أَدَعُه يُؤكل. ومنه لا تَعدَم من ابن عمك نصراً. وقولهم الحَفائظُ تُحلِّل الأحقاد. وقولهم في ابن العم: عدوُك وعدوّ عدوّك. وقولهم: كَفُّك منك وإن كانت شلاّء. وقولهم: انصرُ أخاك ظالماً أو مَظلوماً. إعجاب الرجل بأهله - منه قولهم: كل فتاة بأبيها مُعْجَبة. وقولهم: القَرَنْبَى في عين أُمها حَسَنة. وقولهم: زُيِّن يا عَين والدٍ وَلدُه. وقولهم: حَسَنٌ في كلِّ عين ما تَوَدّ. وقولهم: مَن يَمْدح العَرُوسَ إلاّ أهلُها تشبيه الرجل بأبيه - منه قولهم: من أشبه أباه فما ظَلم. وقولهم: العُصيّة من العَصا. وقولهم: ما أشبه حَجَل الجبْال بألوان صُخُورها! وقولهم: ما أشبه الحَوَل بالقَبَل! وما أَشْبه الليلَة بالبارحة! وقولهم: شنِشنة أَعْرفها من أَخْزم يقال هذا في الولد إذا كانت فيه طبيعة من أبيه. قال زُهير: وهَلْ يُنْبِت الخَطّيَّ إلا وَشيجُه وتُغْرس إلاّ في مَنابتها النَّخلُ ومنه قولُ العامة: لا تَلدِ الذِّئبة إلاّ ذِئْباً. وقولهم: حَذْوَ النَعل بالنَّعل. وحَذْوَ القذة بالقُذَّة. والقذة: الريشة من ريش السهم تُحْذَى على صاحبتها. تحاسد الأقارب - من ذلك قولهم: الأقارب هم العقارب. وقال عُمر: تَزاورُوا ولا تَجَاورُوا. وقال أكثم: تَباعدوا في الدِّيار وتَقاربوا في المَحَبة. وقال رسول الله ﷺ لأبي هُريرة: زُرْ غِبَّاً تَزْدَد حباً. ومنه قولهم: فَرِّق بين مَعد تَحاب. يريد أن ذوي القَربى إذا تدانَوْا تحاسدُوا وتباغضوا. قولهم في الأولاد - قالوا: مَن سَرَّه بنوه ساءتْه نفسُه أي من يَرى فيهم ما يسرُه يرى في نفسه ما يَسُوءه. وقولهم: إنّ بَنيّ صِبْيَةٌ صَيْفِيّون أَفْلح مَن كان له رِبْعيُون الولد الصيَّفي: الذي يُولد للرجال وقد أَسنّ. والربعي: الذي يُولد له في عُنْفوان شبابه أُخذ من ولد البَقرة الصَّيفي والرِّبعي. ويقال للمرأة إذا تَبنَّت غير ولدها: ابنك مَن دَمَّى عَقِبيك. الرجل يؤتى من حيث أمن - قالوا: من مَأمنه يُؤْتىَ الحَذِر. وقال عَدِيّ بن زيد العِباديّ: لو بِغير الماء حَلقى شَرِقٌ كُنْتُ كالغضَانِ بالماء آعْتِصارِي قال الأصمعيَّ: هذا من أشرف أمثال للعَرب. يقول: إنّ كلَّ من شرَق " بشيء يستغيث بالماء كنتُ من كُرْبتي أَفِرُّ إليهم فهمُ كُرْبتي فأَينَ الفِرَارُ ومثله قول العبّاس بنٍ الأحنف: قَلْبي إلى ما ضرَّني داعِي يُكثر أَحْزَاني وأَوْجاعي كيف احتراسي من عَدوِّي إذا كان عدوّي بَين أَضْلاعِي " وقال آخر: مَن غَصَّ داوَى بُشرب الماء غُصته فكيف يَصنع مَن قد غَص بالماءِ " الأمثال في مكارم الأخلاق الحلم قال أبو عُبيد: من أمثالهم في الحِلْم: إذا نَزل " بك " الشرُّ فاقُعد أي فاحلم ولا تسارع إليه. ومنه قولُ الآخر: الحَليم مَطيَّة الجُهول. وقولهم: لا يَنْتَصف حَليمٌ من جاهل. وقولهم: أخر الشرّ فإن شِئْتَ تعجّلته. وقولهم في الحَليم: إنه لواقع الطَير ولساكن الرِّيح. وقولهم: في الحُلَماء: كأنما على رؤوسهم الطَّير. ومنه قولهم: رُبّما أًسْمع فأَذَر. وقولهم: حِلْمي أصمُّ وأُذني غَيْر صَمّاء. العفو عند المقدرة منه قولهم: مَلَكْت فأَسْجِح. وقد قالته عائشة رضوان اللهّ عليها لعليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه يوم الجَمَل حين ظَهر على الناس فَدَنا من هَوْدجها وكَلّمها فأجابْته: مَلَكت فأسْجح " أي ظَفِرت فأحْسن. فجهزها بأحسن الجهاز وبعث معها أربعين امرأة - وقال بعضهم: سبعين - حتى قَدِمت المدينة ". ومنه قولهم: " إنّ " المَقْدِرة تُذْهب الحَفِيظة. وقولهم: إذا ارجحنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَدا المساعدة وترك الخلاف من ذلك قولهم: إذا عَزَّ أخوك فَهُن. وقوِلهم: لولا الوِئام هَلك اللِّئام. الوئام: المباهاة: يقول لولا المُباهاة لم يفعل الناسُ خيراَ. مداراة الناس قالوا: إذا لم تَغْلِب فاخْلِب. يقول: إذا لم تغلب فاخدَع ودار والطف. وقولهم: إلا حِظية فلا أليّة. معناه: إن لم يكن حُظْوة فلا تَقْصير. " إلية: من " ألا يألو. ويَأتلي أي يقصر. " ومنه قول الله عزّ وجلّ: " ولا يَأْتل أولو الفَضْل منكم والسَّعَة ". وقولهم: سوء الاستمساك خَيرٌ من حُسن الصرَّعة. ومنه قولُ أبي الدَّرداء: إنّا لَنَبشّ في وُجوه قوم وإنّ قُلوبَنا لَتَلْعنُهم. ومنه قولُ رسول الله ﷺ: شِرار الناس من دَارَاه الناسُ لشرِّه. ومنه قولُ شَبيب بن شَيْبة في خالد بن صَفْوان: ليس له صديقٌ في السرِّ ولا عدوٌ في العَلاَنية. يريد أنّ الناس يُدارونه لشرّه وقلوبُ الناس تُبْغِضه. مفاكهة الرجل أهله منه قولهم: كل آمرئ في بَيْته صَبيّ. يريد حُسن الخُلق والمُفاكهة ومنه قولُ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: إنا إذا خَلَوْنا قَلْلنا. ومنه قولُ النبي ﷺ: خِيَارُكم خَيركم لأهله. ومنه قولُ مُعاوية: إنهنّ يَغْلبن الكِرام ويَغْلِبهنّ اللِّئام. اكتساب الحمد واجتناب الذم - قالوا: الحمد مَغْنَم والذمُّ مَغْرَم. وقولهم: " إنّ " قليلَ الذّم غيرُ قَليل. وقولهم: إنّ خيراً من الخير فاعلُه وإنّ شرَّاً من الشرّ فاعلًه. وقولهم: الخَيْر يَبْقى وإنْ طال الزمانُ به والشرُّ أَخبثُ ما أَوْعيتَ مِن زادِ الصبر على المصائب - من ذلك قولهم: هَوِّن عَليك ولا تُولَعِ بإشْفاقِ وقولهم: من أَراد طولَ البَقاء فَلْيوَطَن نفسه على المصائب. وقولهم: المُصيبة للصابِر واحدةٌ وللجازع اْثنتان. وقال أَكْتم بن صَيْفيّ: حِيلُة من لا حِيلة له الصبر. وذكروا عن بعض الحُكماء أنه أُصيب بابن له فَبكى حَوْلا ثم سَلا فقيل له: مالك لا تَبْكي قال كان جُرحا فَبَرِئ. قال أبو خِرَاش الهُذَلي: بَلَى إنها تَعْفو الكلُوم وإنما نُوكّل بالأدنىَ وإن جَلَّ مَا يَمْضي ومنه قولهم: لا تلهف على ما فاتك. منه قولهم: اصطناع المَعروف يَقي مَصارع السُّوء. وقولهم: الجُود محبَّة والبُخْل مَبْغضة. وقول الحُطَيئة: مَن يَفْعل الخيرَ لا يَعْدَم جَوازِيَه لا يَذْهبُ العُرْفُ بين الله والناس الكريم لا يجد منه قولهم: بَيْتي يَبْخَل لا أنا. وقولُهم: بالسّاعد تَبْطِشُ الكَفُّ. وِقولُهم: ما كلف الله نَفْساً فوقَ طَاقتها ولا تَجُود يدٌ إلاّ بما تَجِدُ وقال آخر: يَرى المرءُ أحياناً إذا قَلَّ مالُه مِن الْخَير تاراتٍ ولا يستَطيعُها مَتى ما يرمها قصَّر الفقرُ كَفّه فَيَضعُف عنها والغنيُّ يُضِيعها القناعة والدعة - منه قولُهم: وَحَسْبك من غِنى شِبَع ورِيّ وقولهم: يَكْفِيك ما يبلّغك المَحل. وقال الشاعر: مَن شاء أنْ يُكْثِر أو يُقِلأَ يكْفِيه ما بلَغه المَحَلاَّ الصبر على المكاره يحمد العواقب - قالوا: عواقب المَكاره مَحْمودة. وقالوا: عِند الصَّباح يحمد القومُ السًّرى. وقولهم: لا تُدرك الراحةُ إلا بالتَعب. أخذه حَبيب فقال: على أَنَّني لم أَحْوِ مالاً مُجَمَّعاً فَفُزْتُ به إلاّ بشمل مُبَدَّدِ ولم تُعطِني الأيامُ نوماً مسكناً أَلذُّ به إلاّ بنَوْم مُشَرَّد وأحسن منه قوله أيضاَ: بَصُرْتَ بالرَّاحة العُليا فلم تَرَها تُنال إلاّ على جِسْرٍ مِن التَّعب الانتفاع بالمال - قالوا: خيرُ مالِك ما نَفَعك. ولم يَضِع من مالك ما وَعَظَك. ونظر ابن عبِّاس إلى دِرْهم بيد رجل فقال: إنه ليس لك حتى يَخْرُج من يدك. وقولهم: تَقْتِير المَرْء على نفسه تَوْفِير منه على غَيْره. قال الشاعر: أنتَ للمال إذا أَمْسكتَه فإذا أنفقته فالمالُ لَك المتصافيان - منه قولهم: هما كَنَدَمانَي جَذِيمة الأبرش الملك. ونديماه رجلان من بَلْقَين يقال لهما: مالك وعَقيل. " بَلْقين: يريد من بني القيَنْ ". وقولهم: " هما أَطْول صُحْبة من الفَرقدين. قال الشاعر ": وكُلُّ أخٍ مُفارقُه أخوه لَعَمْر أَبيكَ إلاّ الفَرْقَدان خاصة الرجل - منه قولُهم: عَيْبة الرجل. يريدون خاصَّته وموضعَ سرِّه. ومنه الحديث في خُزاعة: كانوا عَيْبة رسول اللهّ ﷺ مؤمنُهم وكافرُهم. مَن يكسب له غيره - منه قولهم: ليس عليك غَزْلُه فاسحبْ وجُرَّ. وقولُهم: ورُبَّ ساعٍ لقاعد. وقولهم: خَيْر المال عينٌ ساهرة لعين نائمة. المروءة مع الحاجة - منه قولهم: تَجُوع الحرةَ ولا تَأكل بِثَدْييها. وقولهم: شَر الفقر الخُضوع وخَير الغِنى القناعة. ومنه الحديث المرفوع: أَجْملوا في الطلب. قال الشاعر: فإذا افتقرتَ فلا تَكًن مُتجَشِّعاً وتَجَمَّل ومنه قولُ هُدْبة العُذْرِيّ: ولستُ بمفْراحٍ إذا الدهرُ سًرّني ولا جازع من صَرْفه المُتقلِّب ولا أَتمنىَ الشرِّ والشرُ تاركي ولكنّ مَتى أحْمَل على الشر أَرْكَبَ المال عند مَن لا يستحقه - منه قولهم: خَرْقاءُ وجَدت صُوفا. وَعَبْدٌ مَلَك عَبْدا " فأَوْلاه تَبَّاً ". وقولهم: مَن يَطُل ذيلُه يَنتَطق به. ومَرْعى ولا أَكًولة. وعًشب ولا بَعِير. ومالٌ ولا مُنفِق. الحض على الكسب - منه قولهم: اطلب تَظْفر. وقولُهم: من عَجَز عن زاده اتّكل على زاد غيره. وقولُهم: من العَجْز نُتِجت الفاقُة. وقولُهم: لا يَفْترس الليثُ الظَّبْي وهو رابض. وقول أوْرَدها سَعْدٌ وسَعْد مُشْتَمل ما هكذا تُورد يا سَعْد الإبِلْ الخبير بالأمر البصير به - منه قولهم: على الخَبير سَقَطْتَ. وقولهم: كفي قوماً بصاحبهم خَبيراً. وقولهم: لكل أناس في جمالهم خُبْر. وقولهم: على يَدِي دارَ الحديث. وقولهم: تُعلِّمني بضبّ أنا حَرَشْتُه. يقول: أتُخْبرني بامرِ أنا وَليته وَلِّ القوسَ بارِيها. وقولُهم: الخيلًُ أعلم بفُرْسانها. وقولُهم: كل قوم أَعلم بِصناعتهم. وقولُهم: قَتَل أرضاً عاِلمُها. وقتلت أرضٌ جاهلَها. الاستخبار عن علم الشيء وتيقنه - من ذلك قولُهم: ما وراءك يا عصام أول من تكلم به النابغةَ الذَّبياني لعِصام صاحب النّعمانِ وكان النعمانُ مريضاً فكان إذا لَقِيه النابغة قال له: ما وراءك يا عِصام وقولُهم: سيأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّد. وإليك يُساق الحديث. انتحال العلم بغير آلته - منه قولُهم: لكالحادِي وليسِ له بَعِير وقال الحُطيئة: لكا لماشي وليس له حِذاء. وقولهم: إنباض بغير توتير. وكقَابضٍ عَلَى الماء. أخذه الشاعر فقال: ومَن يَأمنِ الدُّنيا يكن مثلَ قابضٍ على الماءِ خانَتْهُ فُرُوجُ الأصابع من يوصي غيره وينسي نفسه - يا طَبِيبُ طِبَّ لنفسك. ومنه: لا تعظيني وتَعَظْعَظى أي لا توصيني وأوْصي نفسَك. الأخذ في الأمور بالاحتياط - منه قولُهم: أنْ تَرِد الماء بماء أَكْيسُ. وقول العامة. لا تَصُبَّ ماءً حتى تجدَ ماء. وقولهم: عَشِّ ولا تَغتر. يقول: عَشِّ إبلك ولا تغتر بما تُقْدم عليه. ويُروى عن ابن عبّاس وابن عمر وابن الزّبير أن رجلاَ أتاهم فقال: كل لا يَنْفع مع الشرِّك عملٌ كذلك لا يَضُر مع الإيمان تَقْصير فكلُّهم قال: عَش ولا تَغتر. وقولهم: ليس بأَوَّلِ مَن غَره السراب. وقولهم: اشْتَر لنَفْسك وللسُّوق. ومنه الحديثُ المرفوع عن الرجل الذي قال أأرْسِلُ ناقتي وأتوَكّل قال: " بل " اعقلها وتوكل. الاستعداد للأمر قبل نزوله - منه قولُهم: قبلَ الرَّمْي يُراش السَّهم. وقولهم: قبل الرِّماءِ تُملأ الكنَائن. وقولهم: خُذ الأمر بقَوابله أي باستقباله قبل أن يُدْبر. وقولهم: شرُّ الرأي الدَّبَريّ. وقولهم: المُحاجزة قبل المناجزة. وقولهم: التقدُّم قبل التندم. وقولهم: يا عاقدُ اذكر حَلا. وقولهم: خيرُ الأمور أحمدُها مَغَبَّة. وقولهم: ليس للأمر بصاحب مَن لم يَنْظُر في العواقب. طلب العافية بمسالمة الناَس - قولُهم: مَنْ سَلَك الجَددَ أمِن العِثَار. وأحذرْ تَسْلم. ومنه قولهم: جًرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرّ لكم. الخطير: ذِمامُ الناقة. ومنه قولهم: لا تَكُن أدنىَ العَيْرين إلى السَّهم. يقول: لا تكُنِ أدنى أصحابك إلى مَوْضع التَّلف وكن ناحيةً أو وَسطاً. قال كعب: إنّ لكلّ قوم كَلْباَ فلا تَكُن كلبَ أصحابك. وتقول العامّة: لا تَكُن لسانَ قَوْم. توسط الأمور - من ذلك قولُهم: لا تَكُن حُلْواً فتُسْترَط ولا مُرّاً فتُعْقى أي تُلْفظ يقال: أعقى الشيءُ إذا اشتدّت مرارتُه. " قال الشاعر: ولا تَكُ آنِياً حُلْواً فَتُحْسىَ ولا مُرّا فتنشب في الحِلاق " وتقول العامّة: لا تَكُن حُلْواً فتؤكل ولا مُرّاً فتُلْفظ. وتَوَسًّط الأمور أدنى السلامة. ومنه قول مُطَرِّف بن " عبد الله بن " الشِّخِّير: الحَسنة بي السَّيِّئتين وخيرُ الأمور أوسطها. وشرّ السَّير الحَقْحقة. قوله: بين السيئتين يريد بين المُجاوزة والتقصير. ومنه قولهم: بين المُمِخة والعَجْفاء. " يريد " بين السمين والمهزول. ومنه قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: خيرُ الناس هذا النَّمط الأوْسَط يَلْحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي. الإتابة بعد الاجرام - منه قولُهم: أقصرَ لمَّا أبْصرَ. ومنه أتْبِعْ السيئةَ الحسنةَ " تمحها ". والتائبُ من الذنبُ كمن لا ذنبَ له. والندمُ تَوْبة. والاعترافُ يَهْدِم الاقْتراف. مدافعة الرجل عن نفسه - جاحَش فلان عن خَيْط رَقَبته. وخيط الرقبة: النخاع يقوِل: دافع عن دمه ومُهجته. وقالت العامّة: " ومنه ": أَدفع عن نَفسي إذا لم يكن عنها دافِع. قولهم في الانفراد - الذئبُ خالياً أسد. يقول: إذا وجدك خالياً اجترأ عليك. ومنه الحديث المأثور: الوَحِيد شيطان. وفي الحديث الآخر: عليكم بالجماعة فإنَّ الذِّئب إنما يُصيب من الغَنم الشَّاردة. من ابتلى بشيء مرة فخافهُ أخرى - منه الحديثَ المرفوع: لا يُلْسَع المؤمن من جُحْر مَرَّتين. يريد أنه إذا لُسع مرّة " منه " تَحفظ من أخرى. وقولُهم: مَن لَدغته الحيَّة يَفْرَق من الرَّسَن. وقولهم: مَن يَشتري سَيْفي وهذا أَثرُه يُضرب هذا المثل للذي قد اختُبر وجُرِّب وقولهم: كل الحِذَاءِ يَحتذي الحافِي الوَقِعْ الوَقِع: الذي يمشي في الوَقَع وهي الحجارة. قال أعرابي: يا ليت لي نَعْلين من جِلْد الضَّبع وشُرُكا من آستها لا تنقطعْ كلَّ الحِذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ اتباع الهوى - قال ابن عبَّاس: ما ذَكَر الله الهَوى في شيء إلا ذَمه. قال الشعبيّ: قيل له هَوًى لأنه يهْوَى به. ومن أمثالهم فيه: حُبًّك الشيءَ يُعْمى ويُصِمّ. وقالوا: الهَوَى إله مَعْبود. الحذر من العطب - قالوا: وقولُهم: أعورُ عينَك والحَجَر. وقولُهم: الليلَ وأهضامَ الوادي. وأصله أن يسير الرجلُ ليلاً في بُطون الأودية حذّره ذلك. وقولُهم: دَع خيرَها لشرِّها. وقولهم: لا تُراهن على الصَّعْبة. وقولُهم أَعْذَر مَن أَنْذَر. حسن التدبير والنهي عن الخرق - الرِّفْق يُمْن والخُرْق شُؤْم. ورُبَّ أكلة تَمْنع أكلات. وقولهم: قَلَب الأمر ظَهْراً لِبَطن. وقولُهم: " اضْرب " وَجْهَ الأمرِ وعَيْنَيه وأجْر الأمور على أَذْلالها أي على وُجوهها. وقولُهم: وجِّه الحَجَر وِجْهةً ما " له ". وقولُهم: وَلِى حارَها مَن وَلي قارَها. المشورة - قالوا: أوّلَ الحَزْم المَشورة. ومنه: لا يهلك امرؤ عن مَشورة. قال ابن المُسيِّب: ما اْستشرتُ في أمر واْستخرتُ وأبالي على أيَ جنبيّ سقطْتُ. الجد في طلب الحاجة - أَبْل عُذْراً وخَلاك ذَمّ. " يقول: إنما عليك أن تَجتهد في الطلب وتُعْذِر لكيلا تُذَمّ فيها وإن لم تكن تقْضىَ الحاجة ". ومنه: هذا أوَانُ الشدِّ فاشتدِّي زيم وقولُهم: اضرب عليه جرْوَتك أي وَطِّن عليه نَفْسك. ومنه: اجمعْ عليه جَرَاميزَك واشددَ له حيازيمك. وقولًهم: شَمِّر ذَيلا واْدَّرع ليلاً. ومنه: اْئت به " من " حِسِّك وبَسِّك. ومنه قول العامّة: جئ به من حيث أيسَ وليس. الأيس: الموجود. والليس: التأني في الأمرِ - من ذلك قولُهم: رب عجلة تُعْقب رَيْثاً. وقولُهم إنَ المنبَتّ لا أرضاً قَطَع ولا ظَهراَ أبقى. وقال القطاميّ: قد يُدْرك المتأَنِّي بعضَ حاجته وقد يكون مع المستعجل الزَّللُ ومنه: ضَحِّ رًوَيْداً أي لا تَعجل. والرَّشْفُ أنقع أي أَرْوَى يقال: شَرب حتى نَقَع.