→ القول في سبب رفع الطور | الجامع لأحكام القرآن – سورة البقرة الآية رقم 64 القرطبي |
الآية رقم 65 ← |
{ ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }
قوله تعالى { ثم توليتم } تولى تفعل، وأصله الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم، ثم ا ستعمل في الإعراض عن الأوامر والأديان والمعتقدات اتساعا ومجازا.
قوله تعالى { من بعد ذلك } أي من بعد البرهان، وهو أخذ الميثاق ورفع الجبل.
قوله تعالى { فلولا فضل الله عليكم } { فضل } مرفوع بالابتداء عند سيبويه والخبر محذوف لا يجوز إظهاره، لأن العرب استغنت عن إظهاره، إلا أنهم إذا أرادوا إظهاره جاؤوا بأن، فإذا جاؤوا بها لم يحذفوا الخبر. والقدير فلولا فضل الله تدارككم.
قوله تعالى { ورحمته } عطف على { فضل } أي لطفه وإمهاله. { لكنتم } جواب { لولا } { من الخاسرين } خبر كنتم. والخسران: النقصان، وقد تقدم. وقيل: فضله قبول التوبة، و { رحمته } العفو. والفضل: الزيادة على ما وجب. والإفضال: فعل ما لم يجب. قال ابن فارس في المجمل: الفضل الزيادة والخير، والإفضال: الإحسان.
هامش