→ الآية رقم 169 | الجامع لأحكام القرآن – سورة البقرة الآية رقم 170 القرطبي |
مسألة قول العلماء قوة ألفاظ هذه الآية تعطي إبطال التقليد ← |
الآية: 170 { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ }
فيه سبع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } يعني كفار العرب. ابن عباس: نزلت في اليهود. الطبري: الضمير في "لهم" عائد على الناس من قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا }.
وقيل: هو عائد على "من" في قوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [1] الآية. وقوله: { اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ } أي بالقبول والعمل. { قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } ألفينا: وجدنا. وقال الشاعر:
فألفيته غير مستعتب... ولا ذاكر الله إلا قليلا
الثانية: قوله تعالى: { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ } الألف للاستفهام، وفتحت الواو لأنها واو عطف، عطفت جملة كلام على جملة، لأن غاية الفساد في الالتزام أن يقولوا: نتبع آباءنا ولو كانوا لا يعقلون، فقرروا على التزامهم هذا، إذ هي حال آبائهم.
هامش
- ↑ [البقرة: 165]