الرئيسيةبحث

الطباعة الحجرية ( Lithography )



الطباعة الحجرية عملية طباعة تشغل حيزًا مهمًا في الفنون الجميلة والطباعة للأغراض التجارية. وقد أنتج العديد من الفنانين أعمالاً بالطباعة الحجرية تُعَدُّ من روائع فن الطباعة.

ومن الناحية التجارية، تُعَدُّ الطباعة الحجرية من الوسائل الرئيسية لطباعة الكتب والمجلات والصحف والمنشورات الأخرى. وتتناول هذه المقالة الطباعة الحجرية في الفنون الجميلة.

أيقونة تكبير الطباعة الحجرية

كيف تتم الطباعة الحجرية:

تعتمد فكرة الطباعة الحجرية على أساس أن الماء لا يمتزج بالمواد الدهنية، فيقوم الفنان برسم الصورة على سطح مَسَامِّي مستو بقلم زيتي أو شمعي أو بسائل زيتي يُسمى التوشي. ويكون هذا السطح عادة حجرًا جيريًا، أو لوحًا من الألومنيوم أو الورق أو الزنك، سطحه مُجَهَّز لهذا الغرض. ويساعد السطح المُحَبَّب لهذا الحجر أو اللوح، الفنان على تكوين صور حجرية ذات مدى واسع من الدرجات اللونية والتراكيب التشكيلية.

وبعد رسم الصورة، يعالج الفنان السطح المستخدم كلَّه ـ بمناطقه المرسومة وغير المرسومة ـ بمحاليل حمض النيتريك والصمغ العربي ؛ فيحيط الصمغ العربي بالرسم الدهني، ويمنع الحبر ـ بطريقة كيميائية ـ من الالتصاق بالأماكن الخالية من الرسم. أما الحمض، فيسهِّل من تشرب مسام الحجر أو اللوح المستخدم بالمادة الدهنية والصمغ العربي. وبعد استعمال هذه المحاليل، يَستخدم الفنان مادة التربنتينة لإذابة وإزالة ما تبقَّى على سطح الحجر أو اللوح من المواد المستخدمة في الرسم.

وبعد ذلك يبلل الفنان السطح بالماء، فتمتصه الأجزاء الخالية من الرسم. أما الأجزاء المرسومة بالمادة الدهنية فتطرد الماء. ثم يستخدم الفنان أسطوانة دوارة لتغطية السطح بحبر ذي قاعدة زيتية، فيلتصق الحبر بالمناطق الدهنية دون المناطق المبللة بالماء.

وفي المرحلة التالية، يضع الفنان لوحًا من الورق على السطح المستخدم في الرسم في مكبس للطباعة تحت ضغط عالٍ، فينقل هذا الضغطُ التصميم المحدد بالحبر على الورق. ولصنع نسخ إضافية من الرسم، يجب على الفنان أن يعيد تغذية السطح وتغطيته بالحبر.

الطباعة الحجرية الملوّنة:

للحصول على رسم ذي عدة ألوان بالطباعة الحجرية، يجب على الفنان أن يعد سطحًا منفصلاً لكل لون. فعلى سبيل المثال، قد تحتوي الصورة على عُشب أخضر ومنزل أحمر. هنا يرسم الفنان العشب على سطح وتتم طباعته بالحبر الأخضر، ويرسم المنزل على حجر أو لوح آخر وتتم طباعته بالحبر الأحمر، ثم يُدخِل الفنان الورق في مكبس الطباعة مرتين، مرة لكل لون من الألوان الموجودة في التصميم الكلي. وعلى الفنان أن يرسم العشب والمنزل بحيث يكونان في الموضع السليم تمامًا بالنسبة لبعضهما على الرسم الحجري. وتمتاز الصور الملونة المطبوعة بوساطة الحجر الجيري أو ألواح الزنك بالنورانية والإشراق.

ويحقق الفنانون نتائج غير عادية بالدمج بين عملية الطباعة الحجرية، وعمليات الطباعة الأخرى، مثل طباعة الإستنسل ؛ أي الطباعة بتخريق الحروف والأشكال المطلوبة على لوح من الحرير. وقد قام العديد من الفنانين بتكييف أساليب حديثة للطباعة التجارية لإنتاج أشكال بالطباعة الحجرية.

★ تَصَفح أيضًا: كورير و إيفز ؛ دومييه، أونوريه.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية