الرئيسيةبحث

لبنان ( Lebanon )



بيروت العاصمة. أكبر المدن اللبنانية، يعيش فيها أكثر من ربع إجمالي عدد سكان الدولة.
لبنان قطر عربي يقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، والطرف الغربي لقارة آسيا. وقد كان هذا الموقع مركزًا مهمًا للنقل والتجارة والمال لعشرات السنين. يشتهر لبنان بشواطئه الرملية وجباله الخضراء الممتدة على موازاة الساحل.

يبلغ عدد سكان لبنان 3,506,000 نسمة. ويعيش في بيروت وحدها، حوالي ربع إجمالي السكان. وتمثل العرب، مسلمين ونصارى، حوالي 93% من السكان.

أدت الخلافات السياسية بين أكبر الطوائف النصرانية (الموارنة) من جهة والمسلمين ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة ثانية إلى نشوب حرب أهلية اندلعت عام 1975م ودامت أكثر من سبعة عشر سنة. جلبت هذه الحرب الموت والدمار والأزمات الاقتصادية.

يعرف لبنان بأنه ملتقى لمختلف النزعات الدينية، والثقافية والسياسية، مما ساعد في انفتاحه على العالم الخارجي.

نظام الحكم

معبد ملوكي يقف بين أطلال مدينة بعلبك الأثرية في منطقة البقاع اللبنانية. شيد الرومان بعلبك بعد أن تولوا السلطة في لبنان عام 64 قبل الميلاد.
نظام الحكم في لبنان جمهوري. ينتخب مجلس النواب رئيسًا للجمهورية لمدة ست سنوات، ولفترة واحدة غير قابلة للتجديد. يختار رئيس الجمهورية رئيسًا للوزراء ويكلفه بتأليف الحكومة. يختار رئيس الحكومة المكلف الوزراء، وتطرح قائمة الوزراء على مجلس النواب لنيل الثقة، وبعد موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة الوزارية، يمارس مجلس الوزراء دوره في تنفيد السياسات الحكومية.

يمارس رئيسا الجمهورية والوزراء السلطة التنفيذية. أما مجلس النواب فيمثل السلطة التشريعية في الدولة، ويتم انتخاب أعضائه مباشرة من الشعب مرة كل أربع سنوات. ويتكون المجلس بطريقة الانتخاب النسبي. ومنذ اتفاق الطائف الذي جرت على أساسه انتخابات يونيو 1991م، تساوى عدد النواب المسلمين والنصارى، وكانت هذه الانتخابات هي أول انتخابات نيابية تجرى في لبنان منذ اندلاع الحرب الأهلية.

ومن أجل الحفاظ على توازن سياسي بين المسلمين والنصارى توصل الزعماء اللبنانيون الذين قادوا حركة الاستقلال إلى ميثاق وطني غير مكتوب حددت بموجبه المراكز الرئيسية في الدولة. وأصبح من المتفق عليه أن يكون رئيس الجمهورية من النصارى المارونيين، وأن يكون رئيس الوزراء من المسلمين السُّنة، ورئيس مجلس النواب من المسلمين الشيعة.

اللبنانيون جميعًا متساوون أمام القانون، والحرية الشخصية وحرية الصحافة وحرية المساكن مصونة. كذلك فإن حقوق الملكية الخاصة يصونها القانون، ولكل مواطن لبناني بلغ سن 21 سنة حق الانتخاب. ولكل من بلغ سن 25 سنة حق الترشيح لمجلس النواب. ويتمتع كل لبناني بالحقوق السياسية والمدنية كاملة.

الحكم المحلي:

تنقسم لبنان إلى خمس محافظات، يرأس كل منها محافظ. وتنقسم معظم المحافظات إلى أقضية يرأس كل منها قائمقام. ويبلغ عدد الأقضية 26 قضاء.

المحاكم:

تضم محاكم لبنان الرئيسية محكمة النقض وهي أعلى درجة، تليها محكمة الاستئناف، ثم محكمة الدرجة الأولى.

المنظمات السياسية:

يوجد في لبنان عدد كبير من الأحزاب يبلغ 28 حزبًا وجماعة سياسية، منها: الاتحاد الثوري الأرمني، البعث (التابع للعراق وسوريا)، الكتلة الوطنية، الدستور، الحياة الوطنية، الحزب الديمقراطي الاشتراكي المسيحي، الجبهة الديمقراطية البرلمانية، الكتائب، حركة العمل القومية، النجادة، النداء القومي، الحزب الديمقراطي، الحزب الوطني الليبرالي، الحزب الاشتراكي الوطني السوري، الحزب الاشتراكي التقدمي، الحزب الاشتراكي الثوري، حزب الوعد، الجبهة اللبنانية، الجبهة القومية، حزب التحرير الشعبي، الحزب الديمقراطي العربي، حزب الله، الجهاد الإسلامي، الأمل الإسلامي، الأمل، الاتحاد الاشتراكي العربي، المنظمة الشعبية الناصرية، اتحاد قوى الشعب العاملة، الحركة الناصرية المستقلة، الجبهة الوطنية. ★ تَصَفح: الأحزاب السياسية العربية.

القوات المسلحة:

بلغ عدد القوات المسلحة اللبنانية في يونيو عام 1997م 55,100 شخص، منهم 53,281 للقوات البرية، 992 للقوات الجوية، 827 للقوات البحرية. وتشتمل القوات الأخرى على 13,000 شخص من قوات الأمن الداخلي التي أعيد تنظيمها.

استعاد الجيش اللبناني في أوائل عام 1992م المسؤولية عن الأمن في معظم البلاد. وبذلك بدأ اختفاء كل الجماعات العسكرية بالدولة باستثناء حزب الله الذي قدرت قواته العاملة نحو 3,000 مقاتل في نهاية عام 2000م.

بلغت الميزانية المخصصة للدفاع نحو 22% من الميزانية العامة للدولة في عام 1994م.

السكان

راعي أغنام صغير في حقل الزيتون.

السلالات والجماعات البشرية:

يتكون أكثر من 90% من سكان لبنان من العرب، وبين العرب أكثر من 400,000 من اللاجئين الفلسطينيين ممن شردوا من ديارهم منذ عام 1948م. أما الجماعات الأخرى في لبنان فتشمل: الأرمن، والأشوريين، والأكراد.

النمو السكاني:

بلغ عدد سكان لبنان 2,126,325 نسمة في إحصاء أجري في 15 نوفمبر عام 1970م، وزاد العدد إلى 2,663,000 نسمة في عام 1988م، وإلى 2,674,000 نسمة في عام 1989م، ثم إلى 2,701,000 نسمة في عام 1990م، وبلغ العدد 3,506,000 نسمة عام 1998م.

معدلات النمو والتركيب:

بلغت معدلات المواليد في لبنان 26,9 في كل ألف من السكان في 1995م، وكانت هذه المعدلات 30,1 في كل ألف خلال الفترة بين عامي 1975 و1980م. كما بلغت معدلات الوفيات العامة 7,1 في كل ألف في عام 1995م، وبلغت معدلات الزيادة الطبيعية 19,8% سنويًا، أما معدلات وفيات الأطفال فكانت 34 لكل ألف من المواليد الأحياء بالمقارنة بـ 70 في الألف وهو المتوسط العالمي. وبذلك تبلغ المدة الزمنية اللازمة لمضاعفة عدد سكان لبنان 33 سنة، مما يتوقع معه أن يصل عدد السكان إلى حوالي 4,164,000 نسمة في عام 2010م، و6,1 مليون نسمة في عام 2025م. أما متوسط العمر للجنسين فيبلغ 68,5 سنة (66,5 سنة للذكور، 70,5 سنة للإناث).

يبلغ التركيب النوعي للسكان 48,74% ذكور و51,26% إناث. كما يشكل الأطفال (أقل من 15سنة) 33,2% من جملة سكان لبنان، بينما يشكل متوسطو السن (15-59 سنة) 59% من جملة السكان، وبلغت نسبة كبار السن (أكثر من 60 سنة) 7,8% في عام1994م. ويبلغ معدل الخصوبة الكلية 2,9 مولود لكل امرأة لبنانية في المتوسط.

أما كثافة السكان في لبنان فكانت 258,4 نسمة/كم² عام 1990م، زادت إلى 371,3 نسمة/كم² عام 1998م. وتزيد الكثافة في السهول الساحلية وفي سهل البقاع، بينما تنخفض فوق المرتفعات وفي شرقي جبال لبنان الداخلية.

اللغة:

اللغة العربية هي اللغة الرسمية في لبنان. وتستعمل المؤسسات التعليمية، والمراكز التجارية اللغة الفرنسية على نطاق واسع، وتليها في الانتشار اللغة الإنجليزية.

مسجد الأمير فخر الدين في دير القمر

الدين:

يمثل لبنان ـ من بين جميع دول الشرق الأوسط ـ ملتقى للمذاهب والأديان، وتقوم الحياة السياسية في لبنان على أسس دينية ومذهبية منظمة.

معظم اللبنانيين مسلمون إذ بلغت نسبتهم 62% من السكان في تسعينيات القرن العشرين، وينقسمون إلى أتباع المذهب الشيعي، والسني، ثم طائفة الدروز. ويبلغ عدد المسلمين الشيعة في لبنان 1,192,000 نسمة يشكلون 54,5% من المسلمين، بينما يبلغ عدد المسلمين السُّنة نحو 746,800 نسمة يشكلون 34,1% من المسلمين، في حين يبلغ عدد الدروز 229,000 نسمة أو ما يعادل 11,4% من المسلمين.

ويعيش الشيعة في جنوبي لبنان وفي شمالي سهل البقاع، بينما يعيش معظم السُّنة في المدن الكبيرة: بيروت، طرابلس، صيدا، وفي محافظة الشمال. يعيش الدروز في منطقة الشوف في جنوب شرقي بيروت العاصمة، وينتمون إلى الجنبلاطيين واليزبكيين.

وتبلغ نسبة النصارى في لبنان نحو 38% من السكان، ولذلك فإن لبنان تضم أكبر نسبة من النصارى بين جميع الدول العربية. وينقسم النصارى إلى عدد كبير من الطوائف، بعضها يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مثل: الأرمن، والكلدانيين، واللاتين، والمارونيين، والملكيث، والسريان. وبعضها الآخر يتبع جماعات الأنجليكانيين، إضافة إلى الجماعات النصرانية الأخرى مثل: الأرمن الأورثوذكس، واليونان الأورثوذكس، والبروتستانت، والسريان الأورثوذكس، واتحاد الأرمن التابعين للكنائس الأخرى في الشرق الأدنى. وكانت هذه الطوائف تشكل في الماضي أغلبية سكان لبنان.

يعتبر الموارنة أكبر طوائف النصارى في لبنان، ويبلغ عددهم نحو 880,000 نسمة أو ما يعادل 67,8% من النصارى، وحوالي ربع إجمالي السكان في لبنان (25,1%). كما يبلغ عدد الأورثوذكس الروم نحو 410,000 نسمة أو ما يعادل 17,26% من النصارى، 7,11% من مجموع السكان، كما يبلغ عدد الأرمن، نحو 180,000 نسمة أو ما يعادل 11,63% من النصارى، 5,2% من مجموع السكان.

يتمتع الموارنة بنفوذ سياسي كبير بالنسبة للجماعات السكانية الأخرى في لبنان حيث ينتخب الرئيس ويُعين قائد الجيش منهم. ويسكن الموارنة في الإقليم الجبلي شرقي بيروت مباشرة، بينما تعيش أعداد كبيرة من النصارى الروم في وادي البقاع.

العاصمة بيروت من الجو.

المدن:

تعتبر لبنان من الدول التي حققت نموًا سريعًا جدًا في ظاهرة سكنى المدن سواء بين دول العالم العربي الإسلامي أو دول العالم أجمع. فخلال الفترة بين عامي 1970م و1996م زادت النسبة من 53,4% إلى 87,2%.

يفسر هذا النمو السريع للمدن في لبنان بالتركيز الشديد للسكان في المراكز الحضرية: بيروت، زحلة، صيدا، طرابلس، التي يعيش فيها نحو 40% من جملة عدد سكان لبنان. كما يفسر أيضًا بالنمو السريع لسكان المدن بدرجة أسرع من نمو سكان الريف، بسبب تدفق سكان الريف إلى المدن، الناتج عن قلة الأراضي الصالحة للزراعة. ويحتمل أن تؤدي حركة الهجرة من الريف في لبنان دون توقف إلى تفريغ الريف من سكانه وتكدس المدن وازدحامها.

توجد في لبنان مدينة مليونية واحدة هي بيروت التي يشكل سكانها أكثر من 54,24% من جملة عدد سكان المدن في البلاد. ويأتي لبنان في المركز السادس بين دول العالم الإسلامي في هذه الظاهرة، مما يشير إلى تركيز شديد للسكنى في مدينة واحدة. والمتوقع أن يظل في لبنان مدينة مليونية واحدة حتى نهاية القرن العشرين.

منظر عام لمدينة بيروت من ناحية صخرة الحمام

أنماط المعيشة:

يعيش معظم اللبنانيين الأغنياء أو من الطبقة المتوسطة في المدن، بينما يعيش سكان البلاد الفقراء في المناطق الريفية أو في المدن الأقل ازدهارًا. وقد هاجر كثير من الفلسطينيين من لبنان خلال الثمانينيات من القرن العشرين بسبب اجتياح إسرائيل للجنوب، وبقي معظم سكان مخيمات اللاجئين في الشمال وفي العاصمة بيروت.

يتكون المسكن اللبناني التقليدي من جدران مبنية من الحجر الجيري، بينما تتكون الأسقف من القرميد البرتقالي اللون أو من الإسمنت. وقد حل محل هذا النمط في المدن ـ بشكل سريع ـ المساكن ذات الطراز الغربي أو المسكن متعدد الطوابق.

يرتدي معظم اللبنانيين الملابس الغربية، لكن بعض سكان الريف لا يزال يرتدي الملابس اللبنانية التقليدية، كما تلبس بعض نساء المزارعين أثوابًا طويلة ملونة مع سراويل طويلة يصل أسفلها إلى كعب القدمين، كما يرتدي بعض الرجال المتدينين من الدروز كبار السن معاطف كثيرة الألوان من الصوف تغطيها جلابيب بيضاء.

تتكون الأطعمة الرئيسية لمعظم اللبنانيين من الخبز، والفاكهة، والحبوب، واللحوم، والألبان، والخضراوات. ويخلط السكان هذه الأطعمة مع الأعشاب والتوابل لصنع عدد متنوع من الأطباق.

تنتشر في لبنان فنون مثل: المسرح، والموسيقى، والفنون سواء من الحضارات العربية أو الغربية. ويشتهر الحرفيون اللبنانيون بإنتاج الملابس الفضية، والملابس ذات اللون النحاسي، والمجوهرات، وأشغال الإبرة، والآنية الزجاجية الملونة التي ينتجونها.

أما الرياضات الشعبية في لبنان فتضم كرة السلة، وكرة القدم، وتنس الطاولة، والتزلج على الجليد، والكرة الطائرة. وتعتبر الشواطئ القريبة من المدن الساحلية مناطق ترويح مرغوبة.

التعليم:

لا يلزم القانون اللبناني الأطفال بالانتظام في الدراسة، ومع ذلك يرسل معظم الآباء أطفالهم إلى المدارس الابتدائية والثانوية، وينتظم أكثر من نصف عدد الأطفال في سن التعليم في الدراسة. ففي عام 1984م، حين بلغت الحرب الأهلية ذروتها، بلغت نسبة الانتظام في المدارس الابتدائية والثانوية نحو 74% من جملة عدد الأطفال في سن التعليم (76% للذكور، 71% للإناث)، كما بلغت نسبة الانتظام 92% في عام 1986م.

توجد في لبنان مدارس حكومية مجانية في المرحلتين الابتدائية والثانوية، كما توجد مدارس خاصة تحصل رسومًا تعليمية في المرحلتين، فضلاً عن المؤسسات الخاصة في التعليم الجامعي. وتتمتع الجماعات الدينية بحرية إقامة مدارس خاصة بها.

يبدأ التعليم الابتدائي عند سن السادسة ويستغرق خمس سنوات، بينما يبدأ التعليم الثانوي عند الحادية عشرة، ويستغرق سبع سنوات، وينقسم إلى دورتين مدة الأولى أربع سنوات ومدة الثانية ثلاث سنوات.

تشتهر لبنان بوجود أعلى نسبة للثقافة ومعرفة القراءة والكتابة في الوطن العربي، ففي عام 1970م بلغت نسبة الأمية للسكان فوق 10 سنوات 21,5% للذكور و42,1% للإناث، وانخفضت في عام 1995م ـ طبقًا لتقديرات منظمة اليونسكو ـ إلى 7,6% للجنسين (5,3% للذكور و 9,7% للإناث).

يوجد في لبنان عدد كبير من مؤسسات البحث العلمي والدراسات (15مؤسسة)، كما يوجد بها 11 مكتبة علمية، أهمها: مكتبة المجلس البريطاني، المكتبة السريانية، مكتبة مدرسة الشرق الأدنى للتكنولوجيا، مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت، مكتبة جامعة بيروت العربية في بيروت، مكتبة جامعة القديس يوسف.

توجد خمسة متاحف في لبنان، أهمها: متحف الجامعة الأمريكية، ومتحف دايهشت، ومتحف الفنون الجميلة، والمتحف الوطني في بيروت. كما توجد ست جامعات في لبنان هي: الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة بيروت العربية، وجامعة البلمند، والجامعة اللبنانية، وجامعة سانت ستريت للكاثوليك، وجامعة القديس يوسف. وقد تأسست الجامعة الأمريكية وجامعة القديس يوسف بوساطة البعثات الأجنبية في أواسط القرن الثامن عشر، وتدار الجامعة الأمريكية في بيروت بوساطة هيئة من الأعضاء في الولايات المتحدة الأمريكية. أما جامعة القديس يوسف فهي مؤسسة رومانية كاثوليكية لجماعة اليسوعيين الدينية تأسست عام 1875م.

توجد في لبنان سبع كليات عليا هي: الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وتشمل: متاحف للآثار والفنون والموسيقى والعلوم السياسية والاقتصادية، والكلية الجامعية ببيروت، الكلية الجامعية الحجازية، وكلية الإمام الأوزاعي، والكلية الإسلامية للأعمال، وكلية الشرق الأوسط، ومدرسة الشرق الأدنى للتكنولوجيا. وتشرف الحكومة الفرنسية على كليات عليا ومركز دراسات رياضية، كما يشرف الموارنة على جامعة الروح المقدس في كاسليك.

بلغت الميزانية المخصصة للتعليم في لبنان نحو 10% من جملة الميزانية العامة للبلاد في عام 1994م.

الرعاية الاجتماعية:

يقوم القطاع الخاص بمعظم الخدمات الصحية. وفي لبنان 130 مستشفى تحوي 11,596 سريرًا. وبلغ عدد الأطباء 6,987 في عام 1995م بالمقارنة بـ 3,953 طبيبًا عام 1983م. بلغت الميزانية المخصصة للصحة 3,2% من جملة النفقات العامة للبلاد في عام 1994م.

القوى العاملة:

بلغت جملة القوى العاملة في لبنان 823,000 عامل في عام 1990م، يعمل منهم بالزراعة 72,000 عامل. وفي عام 1994م، أصدر الاتحاد الوطني للنقابات تقريرًا حدد فيه نسبة البطالة بنحو 35%. ولكن أظهرت الدراسات التي أجريت على أكثر من 60,000 أسرة أنها دون 7%.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير لبنــــــــــــان الخريطة السياسية

الموقع:

يعتبر لبنان من أصغر البلاد العربية من حيث المساحة، فهو يشغل حوالي 10,230كم². ويتميز لبنان بأنه قطر جبلي يمتد على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط لمسافة 216كم، ويتراوح عرضه بين 32 و56كم. ويقع أكثر من خمس مساحة البلاد فوق ارتفاع 3,000م فوق مستوى سطح البحر.

ويحد لبنان من الشرق والشمال سوريا، ومن الجنوب فلسطين المحتلة، ويطل على البحر الأبيض المتوسط من الغرب بسواحل صخرية مرتفعة تقطعها بعض السهول الصغيرة أو الضيقة مثل: سهل طرابلس وسهل عكار في الشمال، وسهل صيدا في الجنوب.

الظواهر الطبيعية:

تُقسَّم أراضي لبنان من الناحية الطبيعية إلى ثلاثة أقسام متميزة هي: إقليم السهول الساحلية، إقليم المرتفعات الجبلية، إقليم المنخفض الأوسط الأخدودي. إلى جانب الأنهار العديدة التي تجري في الأراضي اللبنانية.

إقليم السهول الساحلية:

تمتد هذه السهول بين جبال لبنان الغربية والبحر الأبيض المتوسط في شريط موازٍ للبحر، يتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بين بلدتي عريضة في أقصى الشمال ورأس الناقورة في أدنى الجنوب. ويتراوح اتساع هذه السهول بين خمسة كيلو مترات في الأجزاء الضيقة، كما هو الحال في المنطقة الواقعة شمالي بيروت مباشرة، و16كم في الأجزاء المتسعة، كما هو الحال في الشمال حول طرابلس. ويرجع هذا التفاوت في اتساع السهول الساحلية إلى امتداد جبال لبنان الغربية، فبينما تتقدم هذه الجبال نحو البحر تضيق السهول، وحينما تتراجع نحو الداخل تتيح مجالاً لظهور سهول متسعة نسبيًا.

تتكون السهول الساحلية من تربة طينية رملية خصبة تصلح لإنتاج المحاصيل الزراعية المتعددة وبخاصة الحمضيات. وتوجد التربة الطميية في المجاري السفلى لأودية الأنهار التي تخترق تلك السهول وتصب في البحر الأبيض المتوسط، مثل: أودية النهر الكبير الجنوبي، ونهر البارد، ونهر بيروت، ونهر الزهراني. ويجلب فيضان هذه الأنهار معه تربة متجددة كل سنة تزيد من خصوبة التربة وترفع كفاءتها الإنتاجية.

ساعد تعرج السواحل في بعض الجهات على قيام المرافئ الطبيعية مثل: مرافئ بيروت، طرابلس، صيدا، صور، وغيرها. ويزيد من أهمية السواحل اللبنانية طبيعتها الغنية المتمثلة في السهول الساحلية. وقد دفعت البيئة اللبنانية ومواردها الطبيعية المحدودة سكانها منذ القدم إلى أن يولّوا وجوههم شطر البحر، ويستغلوا الموانئ الطبيعية في نشاطهم التجاري.

تُعرف السهول الساحلية في لبنان بأسماء متعددة مثل: سهول عكار، سهول صيدا، سهول صور، وسهول طرابلس. ويقطن معظم سكان لبنان في هذه السهول، ويقلون في الأماكن التي تتقدم فيها الجبال نحو البحر. كما يوجد في هذه السهول معظم المدن اللبنانية.

في لبنان البحر ملاصق للجبال
الجليد يكسو جبال لبنان التي تقع على أطرافها مدينة حمّانا في أواسط لبنان.

إقليم المرتفعات الجبلية:

تمتد سلسلة جبال لبنان من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي إلى الشرق من ساحل لبنان بطول 170كم، وتقع السفوح الشرقية لهذه الجبال ضمن الأراضي السورية، وتعتبر جبال لبنان أهم أقسام جبال بلاد الشام، وتنقسم إلى قسمين متميزين: الأول جبال لبنان الغربية، والثاني جبال لبنان الشرقية.

جبال لبنان الغربية. تشرف هذه الجبال على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتمتد من النهر الكبير شمالاً حتى نهر القاسمية جنوبًا. وتُعدُّ هذه الجبال أعلى جبال بلاد الشام الانكسارية، إذ يبلغ ارتفاع جبل القرنة السوداء 3,083م. ويختلف اتساع هذه الجبال وارتفاعها من مكان إلى آخر، فالقسم الشمالي أكثر اتساعًا (50كم) وأعلى ارتفاعًا 3,000م من القسم الجنوبي. كما تتميز هذه الجبال بصعوبة المسالك والممرات التي تخترقها، إذ لايوجد فيها إلا ممر واحد هو ظهر البيدر الذي يبلغ ارتفاعه 1,400م فوق مستوى سطح البحر، ويعبره الخط الحديدي وطريق السيارات بين دمشق وبيروت.

كذلك تتميز هذه الجبال بكثرة أمطارها، وبتغطية الثلوج لقممها في الشتاء، وبوجود بعض غابات الأرز والصنوبر والبلوط، لكن معظم هذه الأشجار قطع في السنوات الماضية، وإن كانت بعض بساتين الأشجار القديمة الجميلة ما زالت موجودة في المرتفعات الشمالية، ولذلك تشتهر هذه الجبال بوجود مراكز اصطياف ذات شهرة عالمية. ويقوم الفلاحون بزراعة سفوح هذه الجبال في مناطق المدرجات المروية بعدد من المحاصيل الزراعية خاصة الفاكهة.

جبال لبنان الشرقية. تمتدُّ هذه الجبال في شرقي لبنان موازية لسلسة جبال لبنان الغربية، وتبدأ هذه الجبال من جنوب حمص إلى وادي بردى وسهل الزبداني جنوبًا، وتُعدّ جبال بلودان السورية نهايتها. وتتميز هذه الجبال بأنها أكثر اتساعًا وأقل ارتفاعًا وغنىً من الجبال الغربية. كما تتميز بأنها تنحدر بشدة إلى سهل البقاع غربًا، بينما تنحدر ببطء تدريجي نحو الأراضي السورية شرقًا. ويشمل القسم الجنوبي من هذه الجبال مرتفعات حرمون (الشيخ)، وأعلى قممها قمة جبل حرمون التي ترتفع إلى 2,814م فوق مستوى سطح البحر. وتتفرع منها جبال أخرى تمتد حتى تدمر في قلب البادية السورية تُعرف بالجبال التدمرية، ومنها جبل قاسيون الذي يشرف على مدينة دمشق. وتوجد في لبنان كذلك جبال أخرى تمتد في الجنوب، وتُعرف باسم جبال عامل.

الإقليم المنخفض الأوسط الأخدودي:

ويُعرف هذا الإقليم بالسهول الوسطى، وبسهول البقاع. وهو يفصل بين جبال لبنان الغربية وجبال لبنان الشرقية. ويتميز هذا السهل بأنه عريض في الشمال والجنوب، ضيق في الوسط أمام بيروت. ويبلغ طوله 120كم، كما يترواح عرضه بين 8 و16كم. ويمتاز بخصبه وغناه وبكونه مزرعة للخضراوات اللبنانية، كما يتميز بارتفاع أرضه إلى 500م فوق مستوى سطح البحر، لكنه يبدو منخفضًا بالمقارنة بجانبيه المرتفعين من الجبال العالية، ويبلغ متوسط الارتفاع في وسط هذا السهل 1,400م تقريبًا. يعتبر هذا الإقليم منخفضًا أخدوديًا، كما يُعدّ حلقة في سلسلة المنخفضات الأخدودية المتتابعة التي يشملها الأخدود الإفريقي الآسيوي العظيم.

الأنهار:

تجري في لبنان عدة أنهار، يصب بعضها في البحر الأبيض المتوسط غربًا، ويجري بعضها الآخر في المنخفض الأوسط (سهل البقاع)، ويتجه إما نحو الشمال فالغرب ليصب في البحر الأبيض المتوسط، أو نحو الجنوب فالغرب ليصب كذلك في البحر الأبيض المتوسط. ومن أهم هذه الأنهار نهر الليطاني الذي ينبع من جنوب هضبة بعلبك، ويخترق سهل البقاع متجهًا نحو الجنوب فالغرب داخل الحدود اللبنانية حيث يسمى باسم نهر القاسمية، ويصب في البحر الأبيض المتوسط شمالي مدينة صور، ويبلغ طوله 145كم.

ويجري نهر العاصي في لبنان لمسافة 46كم ويدخل الأراضي السورية، وهو ينبع من شمالي هضبة بعلبك، ويتجه شمالاً فغربًا ليصب في البحر الأبيض المتوسط عند مدينة السويدية في سوريا، ويبلغ طوله 325كم ضمن الأراضي السورية عدا لواء الإسكندرونة السليب وطوله الكامل 571كم.

كذلك ينبع نهر الأردن من مرتفعات لبنان، ويتجه نحو الجنوب خارج حدود لبنان بطول 85كم.

إلى جانب هذه الأنهار يجري في السهل الساحلي بلبنان عدد آخر من الأنهار منها: النهر الكبير الجنوبي، نهر البارد، نهر الزهراني، نهر إبراهيم، وهي أنهار صغيرة جبلية سريعة المجرى تنبع من السفوح الغربية لجبال لبنان الغربية، وتتجه بانحدار شديد نحو البحر الأبيض المتوسط لتصب مياهها فيه. كما توجد أنهار: الخريبة، قاديشيا، الجوز، القلب، بيروت، الدامور، الأولي.

المناخ:

يتمتع لبنان بمناخ البحر الأبيض المتوسط، فالشتاء دافئ قصير ممطر، والصيف حار طويل جاف.

تبلغ درجة الحرارة في شهر يونيو (الصيف) 29°م في المنطقة الساحلية للبلاد، بينما تنخفض في شهر يناير (الشتاء) إلى 13°م فقط، أما المناطق الجبلية فحرارتها منخفضة جدًا في شهور الشتاء، بينما تكون حرارتها معتدلة في شهور الصيف، مما يساعد على انتشار المصايف الجبلية التي تشتهر بها لبنان.

تسقط الأمطار في فصل الشتاء (نوفمبر ـ مايو)، وتسببها الرياح الغربية العكسية التي تهب من المحيط الأطلسي وخليج المكسيك مخترقة البحر الأبيض المتوسط من الغرب إلى الشرق فتصطدم بالجبال والساحل بشكل عمودي، مما يتسبب في سقوط أمطار غزيرة على البلاد، كما تسببها أعاصير البحر الأبيض المتوسط التي تتحرك خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع.

وتختلف كمية المطر الساقطة على أجزاء لبنان من جهة إلى أخرى. فالسفوح الغربية لجبال لبنان الغربية أغزر أجزاء لبنان مطرًا بسبب ارتفاعها وتعامدها وتصل أمطارها إلى 1,500ملم في السنة، وهي كمية أغزر مما يسقط على جبال لبنان الشرقية (400ملم) وفي السهول الساحلية (350ملم) ووادي البقاع (150ملم).

يتميز لبنان بارتفاع نسبة الرطوبة بدرجة عالية جدًا خلال الصيف، وتزداد بشكل كبير على السواحل، مما يزيد من الإحساس بحرارة الصيف المرتفعة، بينما تقل الرطوبة النسبية في المناطق الداخلية.

الاقتصاد

يفتقر لبنان إلى الموارد الأولية والمعدنية، والصناعات الرئيسية، إلا أن الاقتصاد اللبناني نشط بشكل عام، في مجال المال والمصارف والسياحة. وتقوم شهرة لبنان على الدور المالي الناتج عن تدفق أموال البلاد العربية، وعلى التجارة الضخمة التي تمر بها، كما يوفر النفط ـ الذي كان يمر بها قادمًا من العراق والمملكة العربية السعودية ـ نحو 30% من دخل لبنان.

أدت الحرب الأهلية التي نشبت في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، والمعارك العديدة التي تبعتها إلى إصابة الاقتصاد اللبناني بدمار خطير، فقد تسببت هذه الحرب في إغلاق معظم المؤسسات وتركت أعدادًا كبيرة من السكان بدون عمل، فضلاً عن توقف السياحة التي كانت تشكل موردًا مهمًا للبنان، وتدهور التجارة والنشاط المالي والمصرفي، وانتشار الخراب وإصابة العمران بأضرار بالغة.

المزارع المحمية أصبحت توفر الخضراوات على مدار العام.

الزراعة:

تعتبر الزراعة أكثر المجالات الاقتصادية إنتاجًا بالرغم من قلة استغلال مياه الري وقلة مساحة السهول الفسيحة عدا شريط سهل البقاع.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في لبنان أكثر من 29,9% من جملة مساحة البلاد، لاتزيد المساحة المروية فيها عن الربع، بينما تروى المساحة الباقية بمياه الأمطار، وتبلغ نسبة أراضي المروج والمراعي 1%من مساحة لبنان. كما تبلغ مساحة الأراضي اللبنانية غير المستغلة وغير الصالحة للإنتاج نحو 61,3% من مساحة لبنان، تشتمل على المناطق الجبلية والمستنقعات، و7,8% غابات.

أسهم قطاع الزراعة بنسبة 8,3% من الناتج الوطني الإجمالي في عام 1994م، وكان 16% في عام 1992م، و8,7% في عام 1987م. ويستخدم هذا القطاع نحو 19,1% من قوة العمل.

تشتهر السهول الساحلية في لبنان بزراعتها من الزيتون والحمضيات والموز، بينما تزرع الأشجار المثمرة على مدرجات الأودية المنحدرة من الجبال نحو البحر الأبيض المتوسط، وتتركز مزارع كروم العنب في منطقتي زحلة وشتورا، بينما يزرع القطن والبصل في السهول الشمالية. أما سهل البقاع فيشتهر بزراعة الحبوب والبطاطس، كما يزرع فيه القطن بنجاح.

تشتهر لبنان بزراعة وإنتاج الفاكهة بأنواعها. وقد بدأت زراعات الفاكهة فيه بصورة مستمرة ولافتة للنظر منذ أقل من نصف قرن وصارت عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد اللبناني في الوقت الحاضر، حيث تصدِّر من الحمضيات نحو 190,000 طن سنويًا، ومن التفاح نحو مائة ألف طن سنويًا، إلى جانب الموز، وبنجر السكر.

أهم المحاصيل الزراعية في لبنان حسب بيانات عام 1997م: البرتقال (185,000 طن)، التفاح (136,000 طن)، العنب (350,000 طن)، الزيتون (85,000 طن)، البطاطس (320,000 طن)، البصل (72,000 طن)، الليمون (99,500 طن)، الطماطم (240,000 طن). أما بيانات المحاصيل الزراعية لعام 1995م فهي كما يلي: القمح (52,000 طن) وبنجر السكر (93,000 طن)، والكمثرى (20,000 طن)، والموز (350,000 طن)، والفول السوداني، والشعير (19,000 طن)، والذرة الصفراء (4,000 طن) التي لا تسد أكثر من ربع حاجات الاستهلاك في البلاد، الجريب فروت والرمان (50,000 طن).

صيد الأسماك:

بلغ إنتاج مصايد الأسماك في لبنان عام 1995م نحو 4,385 طن، معظمها من المياه المالحة في البحر الأبيض المتوسط، وحوالي 200 طن فقط من المياه العذبة الداخلية.

الثروة الحيوانية:

يمتلك لبنان ثروة قليلة من الحيوانات تتكون حسب بيانات عام 1997م من: 425,000 رأس من الماعز، 246,000 رأس من الأغنام، 80,000 رأس من الأبقار، 23,000 رأس من الحمير، 49,000 رأس من الخنازير، 29,000,000 دجاجة.

وأهم منتجات الحيوانات في لبنان حسب بيانات إنتاج عام 1993م مايلي: 16,000طن من لحوم الأبقار والجاموس 10,000 طن من لحوم الضأن، 4,000 طن من لحوم الماعز، 62,000 طن من لحوم الدواجن 183,000 طن من ألبان الأبقار والجاموس، 20,000 طن من ألبان الماعز، 14,000 طن من الجبن، 61,000 طن من بيض المائدة.

منتجات الغابات:

كانت السفوح العليا من جبال لبنان في الماضي مكسوة بغابات كثيفة تتألف من السنديان، والبلوط، والصنوبر في السفوح الوسطى، والأَرْز على القمم الجبلية، لكنها فقدت الكثير من الأشجار بسبب القطع في العصور المتأخرة. وقد استخدم خشب الأرز أيام الفراعنة في توابيتهم التي تشتمل على الجثث المحنطة، وكذلك لبناء سفن الأسطول الفينيقي.

تغطي الغابات في لبنان مساحة تبلغ 100,000 هكتار في عام 1994م، تعادل 7,8% من جملة مساحة البلاد.

أهم منتجات الغابات: الأخشاب اللازمة للصناعة (21,000م§)، أخشاب الوقود (482,000م§)، الأخشاب اللينة أو الصنوبرية (16,000م§)، الأخشاب الصلبة عريضة الأوراق (11,000م§)، بجملة 530,000 م§ في عام 1989م، وانخفضت عام 1994م إلى 393,150م§.

الصناعة:

النشاط الصناعي في لبنان متطور، وتوجد 1,600 مؤسسة صناعية يعمل بها نحو 123,000 عامل يشكلون نحو 17% فقط من إجمالي القوى العاملة. وقد بلغ حجم الإنتاج الكلي في قطاع الصناعة عام 1994م نحو 1,416,600 مليون ليرة، تعادل 12,4% من الناتج الوطني الإجمالي في البلاد.

تعتبر صناعة الطباعة والنشر من الصناعات الرئيسية في لبنان وتكسبها مركزًا مرموقًا بين البلاد العربية، كما تمثل صناعة المواد الغذائية وصناعات الغزل والنسيج نحو ربع إجمالي الإنتاج الصناعي في لبنان (24%)، وتشكل صناعة الأثاث والصناعات الخشبية 29% من مجموع الإنتاج الصناعي، والصناعات الميكانيكية 7%، بينما تشكل صناعات الإسمنت والسيراميك والأدوية والبلاستيك النسبة الباقية.

أهم المصنوعات اللبنانية هي: زيت الزيتون (13,000طن)، السجائر (4 مليون سيجارة)، الألواح الخشبية (34,000 طن)، الورق وألواح الكرتون (37,000 طن)، الوقود النفاث والكيروسين (5,000 طن)، الوقود المقطر (85,000 طن)، زيت وقود الديزل (519,000 طن)، زيت الوقود المتخلف (420,000 طن)، الإسمنت (1,000,000 طن)، الطاقة الكهربائية (5,150 مليون كيلووات).

أعاد لبنان بناء الكثير من المصانع التي كانت قد دمرت خلال الحرب الأهلية في البلاد في الثمانينيات.

المعادن:

تتكون الموارد المعدنية من كميات صغيرة من احتياطي الحديد وفحم اللجنيت يصعب تعدينها، كما يوجد بيرايت الحديد، والنحاس، والبيتومين، والأسفلت، والفوسفات، والسيراميك، والزجاج. وتنتج لبنان كمية من الأملاح غير المكررة بلغت 3,000 طن في عام 1994م.

الطاقة:

توّلد في لبنان أساسًا من محطات القوى الحرارية التي تستخدم النفط المستورد.

كانت هناك مصفاتان لتكرير النفط، الأولى في طرابلس، والثانية في الزهراني جنوبي لبنان، وكانت المصفاتان تتزودان بحاجاتهما من العراق والمملكة العربية السعودية، حيث كانت السفن تحمل النفط العراقي لتصديره عن طريق لبنان، كما كان خط التابلاين الذي تملكه شركة خطوط النفط السعودية يضخ النفط السعودي في الأنابيب إلى الزهراني بالقرب من صيدا على الساحل اللبناني. كما كان من المقرر إنشاء مصفاة ثالثة ـ بتمويل سعودي ـ ولكن نشوب الحرب الأهلية أوقف إنشاءها.

وقد أدى إيقاف تصدير النفط العراقي عن طريق لبنان منذ عام 1976م إلى خسارة للبنان قدرها 30 بليون ليرة لبنانية، كما أدى إيقاف تصدير النفط السعودي منذ عام 1975م إلى خسارة أخرى قدرها 20 بليون ليرة لبنانية.

منظر لصيدا من خلال نافذة من قلعة البحر.

السياحة:

يتميز لبنان بأنه بلد سياحي مهم يضم مختلف المرافق اللازمة للسياح من فنادق ومطاعم واستراحات وغيرها. ويرجع ازدهار السياحة في لبنان لجمال مناظرها الطبيعية، ومناخها المعتدل، وغاباتها الجميلة، وكثرة المعالم التاريخية بها.

توجد في لبنان بعض أهم مراكز الاصطياف في الوطن العربي، ومنها: صوفر، شتورا، بحمدون، بكفيا، زحلة، وغيرها.

كانت السياحة في لبنان ـ قبل الحرب الأهلية ـ مزدهرة تجتذب أعدادًا كبيرة من السائحين يزيد عددهم على المليونين في كل عام. كان إنفاقهم يساهم ـ بدرجة كبيرة ـ في إنعاش الاقتصاد اللبناني. وقد قدر الإنفاق السياحي بلبنان في عام 1974م بنحو 20% من الناتج الوطني الإجمالي للبلاد. وبعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها استأنف قطاع السياحة نشاطه واستقبل نحو 350,000 زائر عام 1994م.

جانب من آثار منطقة معابد بعلبكمنظر جوي لمنطقة آثار بعلبك
آثار منطقة معابد بعلبك، ذات النمط الروماني القديم.

المال والتجارة:

تعتبر خدمات المال والتجارة المورد الرئيسي للاقتصاد اللبناني. وقد كان لبنان ـ منذ العشرينيات من القرن التاسع عشر ـ المركز المهم الكبير للواردات والصادرات في منطقة الشرق الأوسط، كما كان مركزًا ماليًا مهمًا يضم نحو مائة مصرف مالي عامل، إلى جانب فروع عديدة للمصارف الأجنبية. وبالرغم من الأضرار التي أصابت المال والتجارة بسبب الحرب الأهلية في لبنان إلا أنهما ظلا يشكلان أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد اللبناني خاصة بعد البدء في برامج إعادة التعمير.

بلغت نسبة إسهام هذا القطاع في الناتج الوطني الإجمالي بلبنان نحو 70% في عام 1982م، ونحو 66% في عام 1987م. ويستخدم نحو 60% من جملة السكان العاملين في قطاع الخدمات.

وقد ظلت مصارف بيروت لسنوات طويلة المركز الرئيسي للتجارة والمال في منطقة الشرق الأوسط، وبلغ عدد المصارف التجارية 50 مصرفًا، وعدد مصارف التنمية 17 مصرفًا، إلى جانب اتحاد المصارف. وبلغت أعداد شركات التأمين في لبنان 110 شركات في عام 1985م منها 58 شركة وطنية، و52 شركة أجنبية، وإن كان عدد كبير منها قد تأثر نشاطه بسبب الحرب الأهلية.

بلغت احتياطيات البنك المركزي اللبناني 5863,9 مليون دولار في 31 ديسمبر عام 1993م، منها 3603,6 مليون دولار قيمة احتياطيات الذهب، 2220 مليون دولار قيمة التبادل الخارجي، 25,9 مليون دولار قيمة الاحتياطي، 14,4 مليون دولار قيمة حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي.

الصادرات اللبنانية تقل كثيرًا عن الواردات، ففي عام 1995م بلغت قيمة صادرات لبنان 985 مليون دولار، وهو ما يعادل ثمن قيمة الواردات (13,5%). وتتكون أهم الصادرات من: المجوهرات، الملابس، المنتجات المعدنية، الآلات، المعدات الكهربائية، الأدوية والعقاقير الطبية، المواد الغذائية، والفاكهة وبخاصة التفاح والحمضيات، والخضراوات. وتعتبر الكتب والمجلات من أهم الصادرات اللبنانية. وتصدر لبنان منتجاتها إلى المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، سويسرا، إيطاليا.

الواردات اللبنانية بلغت قيمتها 7,295 مليون دولار، تشكل 88% من جملة التجارة الخارجية. وتتكون الواردات أساسًا من السلع الاستهلاكية التي بلغت قيمتها 3,271 مليون دولار عام 1995م، والسيارات، والأدوات المنزلية مثل: الثلاجات والغسالات ونحوها، ومعدات النقل، والمنسوجات، والكيميائيات، والمعادن الثمينة، والمجوهرات.

تستورد لبنان من إيطاليا، فرنسا، وسوريا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

أدت زيادة الواردات على الصادرات إلى وجود عجز في الميزان التجاري اللبناني بلغ نحو 6,310 مليونًا من الدولارات الأمريكية عام 1995م. وكان العجز قد قدر في عام 1992م بنحو 59% من جملة النفقات العامة، مما اضطر الحكومة إلى إعلان برنامج لتخفيض عجز الميزانية بنسبة 45%. ومع ذلك فإن ميزان المدفوعات يظل إيجابيًا وفي صالح لبنان، بسبب عوائد التصدير غير المنظورة والتي تتكون بصفة أساسية من الخدمات والسياحة التي تشكل 73% من الناتج الوطني الإجمالي للبلاد، ومن تجارة الترانزيت، وأرباح النقل البحري، والتحويلات التي يرسلها المهاجرون اللبنانيون إلى ذويهم في الداخل، حيث يعيش نحو ثلثي اللبنانيين في الخارج وبخاصة في أمريكا الجنوبية وغرب وجنوب إفريقيا وفي أستراليا، إلى جانب عائدات شركات خطوط النفط.

النقل:

تمتلك لبنان شبكة من الطرق والسكك الحديدية دُمر معظمها خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبدأت السلطات تعيد تأهيلها بعد توقف الحرب.

الطرق البرية. تبلغ أطوال الطرق البرية في لبنان 6,359كم، منها 5,723كم من الطرق الرئيسية المرصوفة الجيدة بالقياس إلى شبكات الطرق في منطقة الشرق الأوسط.

أهم الطرق البرية الدولية السريعة: الطريق الساحلي الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، والطريق الذي يربط بيروت العاصمة بدمشق عاصمة سوريا، والطريق الذي يخترق سهل البقاع ويستمر نحو الجنوب إلى بنت جبيل، وطريق شتورا ـ بعلبك. وهناك إلى جانب ذلك طرق داخلية تربط بيروت والمدن الأخرى الساحلية بالمدن الجبلية والمصايف.

يبلغ عدد سيارات الركوب في لبنان نحو 1,197,521 سيارة، وعدد الحافلات وسيارات النقل 84,736 سيارة، وعدد الدراجات النارية 16,797 دراجة. كما يوجد في لبنان أعداد كبيرة من السيارات السياحية الفخمة.

السكك الحديدية. تمتلك الدولة كل شبكة السكك الحديدية في لبنان منذ عام 1959م. وتتألف هذه الشبكة من خط ضيق، وآخر عريض يصل بيروت وطرابلس مع حمص في سوريا. وتبلغ أطوال الخطوط العادية 222 كم، وأطوال الخطوط الضيقة 90كم، إلى جانب 2,000 كم من الخطوط الرئيسية.

وهناك ثلاثة خطوط للسكك الحديدية في لبنان: الأول يمتد من النقرة إلى بيروت وطرابلس وهو مكون من القضبان العادية، والثاني من بيروت إلى رياق في وادي البقاع ومنها إلى دمشق في سوريا وهو مكون من الخطوط الضيقة، والثالث من طرابلس إلى حمص وحلب في سوريا، وهو يسهل الوصول إلى أنقرة وإسطنبول في تركيا. كما يمتد من حمص فرع آخر إلى جنوب لبنان الداخلي يمر برياق ويبلغ طوله 417كم.

ميناء بيروت الميناء الرئيسي في لبنان. وقد تدهورت الملاحة فيه بعد نشوب الحرب الأهلية.
النقل البحري. عانت حركة التجارة البحرية في لبنان الكثير من الدمار بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.

وبيروت هي الميناء الرئيسي، وتجتذب السفن الرئيسية ومؤسسات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط. وقد تعرض الميناء للدمار الشديد الذي أصاب منشآته خلال الحرب الأهلية.

وطرابلس هي الميناء الثاني في لبنان، كما يوجد ميناء جونية في شمال بيروت ويُعَدُّ الميناء الثالث في البلاد، إلى جانب ميناء صيدا، وميناء صور، وميناء الناقورة في جنوبي لبنان.

وقد بلغت جملة حمولات البضائع المفرغة والمشحونة في الموانئ اللبنانية عام 1989م نحو 1,290,000 طن، منها 1,140,000 طن بضائع مفرغة (واردة)، 150,000 طن بضائع مشحونة (مصدرة).

وتوجد في لبنان شركة عاملة في مجال النقل البحري في الوقت الراهن.

الطيران المدني. مطار بيروت الدولي المطار الرئيسي في لبنان، كما افتتح مطار جديد في حالة بشمالي بيروت في عام 1986م. تخدم شركة خطوط الشرق الأوسط حركة السفر من وإلى بيروت، كما توجد ثلاث شركات أخرى للطيران المدني في لبنان.

الاتصالات:

يتمتع لبنان بين دول الشرق الأوسط بحرية النشر وهي قاعدة مهمة للنشر، وتوزع بعض الصحف اللبنانية طبعات خاصة في كل من لندن وباريس. وعلى الرغم من الحرب الأهلية. صدر العديد من الصحف والمجلات بلغ عددها 24 صحيفة ومجلة تعكس كل جوانب الرأي السياسية.

الصحف والمجلات والدوريات. تصدر في لبنان باللغة العربية، وباللغة الفرنسية حيث يتحدث بها عدد كبير من السكان، وباللغة الإنجليزية أيضًا.

يصدر في لبنان عدد كبير من الصحف اليومية منها: الأنوار ؛ الشرق ؛ الديار ؛ الدنيا ؛ الحقيقة ؛ الحياة ؛ النهار ؛ الناس ؛ السفير ؛ الزمان ؛ الهدف ؛ كما يصدر عدد من المجلات الأسبوعية منها: الحوادث ؛ الجمهور ؛ السمر ؛ الشراع.

كما يصدر عدد من الدوريات يبلغ 21 دورية منها: العالم العربي ؛ الفيروز ؛ الاقتصاد العربي اللبناني بالإنجليزية ؛ مجلة الإذاعة اللبنانية ؛ المقتطف ؛ رجال العمل ؛ السياسة الاستراتيجية.

دور النشر. يوجد في لبنان عشرون دارًا للنشر، أهمها: مكتبة لبنان ؛ دار العلم للملايين ؛ دار صادر ؛ دار الشروق ؛ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ؛ دار الآداب ؛ دار النهار ؛ دار السفير. كما يوجد في لبنان وكالات للأنباء.

الإذاعة والتلفاز. يوجد في لبنان ثلاث محطات رئيسية للتلفاز، منها اتحاد الإذاعة اللبنانية للتلفاز، ومحطة تلفاز لبنان، إلى جانب عدد كبير من محطات التلفاز الخاصة. كما توجد محطة الإذاعة اللبنانية إلى جانب عدد من الإذاعات الخاصة. يبلغ عدد أجهزة الهاتف المستخدمة في لبنان 350,000 وحدة في عام 1995م. كما يبلغ عدد أجهزة الاستقبال الإذاعية 2,247,000 جهاز، وعدد أجهزة الاستقبال التلفازية المستخدمة 1,100,000 جهاز في عام 1995م.

الدخل والناتج الوطني الإجمالي:

أدت الحرب الأهلية اللبنانية إلى انخفاض الدخل والناتج الوطني الإجمالي بنسبة 14,4% خلال الفترة من 1980 إلى 1986م. وبلغ هذا الدخل 949 مليون دولار فقط في عام 1986م، طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، إلا أنه ارتفع إلى 3296 مليون دولار في عام 1987م طبقًا لدراسة أجراها بنك لبنان، وبزيادة سنوية قدرها 22,7% في الفترة من 1982 إلى 1987م. وقد زاد الدخل والناتج الوطني الإجمالي في عام 1996م وبلغ 12,118 مليون دولار أمريكي. ومتوسط نصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي نحو 2,970 دولاراً أمريكياً.

أما الدخل الفردي للبنانيين فكان يتميز بالارتفاع قبل الحرب الأهلية ـ باستثناء الفلسطينيين الذين يقيمون في لبنان، وقدبلغ هذا الدخل 1,080دولارًا للفرد عام 1974م، لكنه انخفض بمعدل 16,8% سنويًا خلال الفترة من 1980 إلى 1986م تبعًا لانخفاض الناتج الوطني الإجمالي، ثم ارتفع إلى 4,360 دولار أمريكي عام 1994م.

إعادة التعمير:

وضعت الحكومة اللبنانية برنامجًا لإعادة تعمير لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية. وقد بلغت الأموال اللازمة لتنفيذ هذا البرنامج في أوائل عام 1991م نحو 3,139 مليون دولار، منها 1,349 مليون دولار لابد من توفيرها من مصادر خارجية غير لبنانية. ويعطي هذا البرنامج الأولوية لإعادة بناء خدمات النقل والمواصلات التي تتطلب 37,3% من جملة الاستثمارات المطلوبة ونحو 15,2% للإسكان. وكان من أولويات الأعمال الحكومية في عام 1992م الحصول على الاحتياجات المالية اللازمة لتنفيذ برنامج إعادة التعمير.

قدرت تكلفة إعادة بناء الاقتصاد اللبناني بنحو 10,000 - 20,000 مليون دولار.

المشكلات الاقتصادية:

تواجه لبنان في الوقت الحاضر عددًا من المشكلات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى احتياجات إعادة التعمير. ويعتبر الدين الخارجي من أبرز هذه المشكلات، وقد بلغ 3,200 مليون دولار (4,985 بليون ليرة لبنانية) في مارس عام 1995م، وهو ما يعادل 50% من جملة احتياطيات الذهب، والتبادل الخارجي للدولة.

وتعتبر البطالة من أبرز المشكلات الاقتصادية فقد بلغت عام 1994م نحو 35% من إجمالي قوة العمل وفق تقرير الاتحاد الوطني للنقابات، ولكن أوضحت الدراسة التي أجريت على أكثر من 60 ألف أسرة أنها دون 7%.

نبذة تاريخية

العصور القديمة:

تعتبر الأجناس السامية أول من سكن لبنان. ويعتقد أنهم وصلوا إلى الإقليم من الجزيرة العربية نحو عام 3000 ق.م. وضمت هذه الأجناس الكنعانيين والعموريين والفينيقيين وغيرهم.

منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد سيطرت قوى أجنبية أخرى على البلاد في عصور مختلفة، ومن هؤلاء المصريون، والحيثيون، والآشوريون، والبابليون، والفرس. وأخيرًا الإسكندر الأكبر. وفي عام 64 ق.م خضع الإقليم لحكم الإمبراطورية الرومانية، ولا تزال آثار المنشآت الرومانية موجودة حتى الآن. وتضم هذه الآثار المعابد الضخمة في بعلبك بسهل البقاع وبلدة بيت مرِّي بالقرب من مدينة بيروت. وقد دخلت النصرانية إلى لبنان نحو عام 523م. وفي عام 395م أصبح الإقليم جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية التي تُعدّ استمرارًا للإمبراطورية الرومانية.

الحكم الإسلامي:

دخل الإسلام لبنان في القرن الأول الهجري، السابع الميلادي، وحل بالتدريج محل النصرانية على طول الساحل اللبناني. ومع ذلك استمرت النصرانية في مناطق المرتفعات.

الصليبيون:

احتل الصليبيون ـ الذين قدموا من أوروبا ـ لبنان في القرن الثاني عشر الميلادي، القرن الخامس الهجري. وكانت الحملات الصليبية تطلع إلى الاستيلاء على الأرض المقدسة (فلسطين). وفي القرن الرابع عشر الميلادي، القرن السابع الهجري استطاع المماليك في مصر إبعاد من بقي من الصليبيين في لبنان.

الحكم العثماني والاستقلال:

استطاع الأتراك العثمانيون في عام 922هـ، 1516م دخول لبنان، وجعلوه جزءًا من الدولة العثمانية. وقد حصل جبل لبنان ـ وهو الجزء الأوسط من البلاد ـ على حكم ذاتي محدود بقيادة زعمائه المحليين. وقد حكمت الدولة العثمانية لبنان حتى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) ثم احتلته فرنسا.

أصبحت لبنان مستقلة تمامًا في عام 1943م، واتفق القادة المسلمون والنصارى على اقتسام السلطة في الحكومة.

الصراع الداخلي:

احتفظ لبنان بروابط قوية مع الغرب بعد الاستقلال. وظلت البلاد تتمتع بالأمن حتى عام 1958م عندما ثار معظم اللبنانيين ضد البرامج الحكومية الهادفة إلى التحالف العسكري والسياسي مع الغرب المتمثلة بالانضمام إلى حلف بغداد في ذلك الوقت.

في عام 1969م قامت منظمة التحرير الفلسطينية بقصف أهداف في إسرائيل من قواعد في جنوبي لبنان، فهاجم الإسرائيليون ـ بدورهم ـ قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.

في السبعينيات من القرن العشرين عارض بعض النصارى وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، في حين أيد المسلمون وجودها. كذلك طالب المسلمون بزيادة مشاركتهم في السلطة.

حرب لبنان الأهلية سببت أضرارًا جسيمة في كثير من المدن. تعكس الصورة أعلاه منطقة في بيروت وقد تضررت من جراء الحرب.

الحرب الأهلية:

انفجرت عام 1975م بين الموارنة من جهة والمسلمين من جهة أخرى. وقد قتل في هذه الحرب عشرات الآلاف من الطرفين، وحدث دمار واسع في الممتلكات. وفي ربيع عام 1976م أرسلت سوريا آلافًا من قواتها إلى لبنان، استنادًا إلى قرارات الجامعة العربية التي قضت بإرسال قوات ردع عربية، في محاولة لاستعادة النظام.

انتهت الحرب الأهلية واسعة الانتشار في أواخر عام 1976م، ومع ذلك فقد وقعت حروب دورية من آن لآخر بين طوائف من النصارى والتحالف الإسلامي مع المقاومة الفلسطينية. كذلك بدأ كل من الجماعات النصرانية والجماعات المسلمة الاقتتال فيما بينهما. وبجانب ذلك ثارت المعارك بين بعض طوائف النصارى والقوات السورية في لبنان. واستمر الصراع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، مما دعا الأمم المتحدة إلى إرسال قوة لحفظ السلام إلى لبنان عام 1978م.

في يونيو عام 1982م اجتاحت قوة إسرائيلية كبيرة لبنان، وأبعدت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من الجزء الجنوبي من البلاد. وقام الإسرائيليون بفرض حصار على غربي بيروت، وهي المنطقة التي كان يتمركز فيها معظم قوات وقادة منظمة التحرير الفلسطينية. وقد طالب الإسرائيليون منظمة التحرير الفلسطينية بمغادرة المدينة وبقية لبنان، وتسبب الاجتياح الإسرائيلي في حدوث وفيات كثيرة بين المدنيين والعسكريين على السواء، كما تسبب في دمار كبير. وفي أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر عام 1982م غادرت قوات منظمة التحرير الفلسطينية بيروت، ولكن بقيت بعض قواتها في شمال لبنان.

تم اغتيال بشير الجميل الرئيس المنتخب للبنان وقائد الميليشيات المارونية في سبتمبر عام 1982م فانتخب أمين الجميل لرئاسة لبنان بعده. وبعد يومين دخلت الميليشيات المارونية مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين وأبادت عدة آلاف من المدنيين الأبرياء. في الوقت الذي أحكمت فيه القوات الإسرائيلية الحصار على المخيمين وقصفتهما. ★ تَصَفح: لبنان، تاريخ.

أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا قوات عسكرية إلى لبنان للمساعدة في التأكد من إخلاء قوات منظمة التحرير الفلسطينية الدولة بأمان. وغادرت هذه القوات الأجنبية بيروت بعد انسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد مضي أسبوعين من مذبحة صبرا وشاتيلا طلبت الحكومة اللبنانية عودة القوات الأجنبية للمساعدة في حفظ النظام، ولذلك أرسلت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا قوات مسلحة إلى لبنان، كما ظلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة، إلى جانب بقاء القوات الإسرائيلية والسورية التي دخلت من قبل إلى لبنان.

في أواخر عام 1983م أصبحت القوات المسلحة الأجنبية في لبنان عرضة للتفجيرات المخططة، فقد حدث انفجار بوساطة عملية انتحارية قتل فيه 241 شخصًا من قوات البحرية الأمريكية، كما أدت هجمات مماثلة إلى قتل 54 من القوات الفرنسية، كما أدى هجوم آخر على مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية في صيدا إلى قتل 28 إسرائيليًا.

في أواخر فبراير عام 1984م استولت القوات الدرزية والمسلمون الشيعة على جزء من بيروت من أيدي الحكومة اللبنانية، وأدى ذلك إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بإخراج قواتها من لبنان. كما أجبرت إسرائيل على سحب قواتها المقاتلة من جميع أنحاء لبنان في عام 1985م باستثناء الشريط الحدودي على طول حدود لبنان مع إسرائيل.

وفي عام 1987م وضع مجهولون قنبلة داخل طائرة مروحية كانت تحمل رئيس وزراء لبنان رشيد كرامي. وقتل كرامي في هذا الانفجار، وقامت جماعات متعددة في لبنان بخطف بعض الأفراد (معظمهم من الأجانب، خاصة من الأمريكيين ودول أوروبا الغربية) كرهائن.

التطورات الأخيرة:

في سبتمبر عام 1988م فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب خليفة للرئيس أمين الجميل. وقبل أن يترك أمين الجميل منصبه عيِّن الجنرال ميشيل عون، لكي يحل محله إلى أن يختار مجلس النواب رئيسًا جديدًا. كما عين الجميل كذلك مجلس وزراء جديدًا. وقد رفض مسلمو لبنان الاعتراف بالحكومة الجديدة المؤقتة لأنها تتناقض مع اتفاق تقسيم المناصب في عام 1943م. كما طالب رئيس الوزراء سليم الحص بأن يكون له ومجلس وزرائه الحق في البقاء في مناصبهم. ونتيجة لذلك صار في لبنان حكومتان.

في 5 نوفمبر عام 1989م انتخب النواب رئيسًا جديدًا من النصارى هو رينيه معوض، لكنه اغتيل في 22 نوفمبر. وقام النواب بانتخاب إلياس الهراوي (عن نصارى لبنان) رئيسًا للجمهورية، كما وافقت على اتفاق يعطي معظم السلطة الحكومية للأغلبية المسلمة في البلاد، ولكن عون رفض الاعتراف بالاتفاق، وأصبحت الدولة غير قادرة على إقامة حكومة جديدة واحدة. وفي أكتوبر عام 1990م استطاعت القوات السورية هزيمة قوات عون.

أمرت الحكومة جميع الميليشيات في الدولة بأن تحل نفسها وتنزع سلاحها، ونفذت معظم الميليشيات الأمر في منتصف عام 1991م. وأدت هذه التطورات إلى وضع نهاية لمعظم القتال في لبنان، وتفرغت الحكومة اللبنانية بعد ذلك لعمليات إعادة التعمير في البلاد وإصلاح ما أفسدته الصراعات المسلحة.

شارك لبنان في مؤتمر مدريد الدولي للسلام عام 1993م، إلا أن إسرائيل ظلت تراوغ في محادثاتها على المسار اللبناني. وفي أبريل 1998م، أجبرت عمليات المقاومة اللبنانية إسرائيل على قبول قرار الأمم المتحدة رقم 425 القاضي بانسحابها من جنوب لبنان.

وفي نفس العام، 1998م، تم إجراء أول انتخابات رئاسية بعد نهاية الحرب الأهلية فاز فيها قائد الجيش العماد أميل لحود. وفي يونيو 2000م، أجبرت عمليات حزب الله والمقاومة اللبنانية المتواصلة القوات الإسرائيلية على الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة كلها عدا مزارع شبعا التي يعمل لبنان على استعادتها. وفي سبتمبر 2000م، فاز الرئيس رفيق الحريري، ولائحته المعروفة باسم لائحة الكرامة في دوائر بيروت الانتخابية الثلاث وباجماع لامثيل له في تاريخ المدينة السياسي، وشكل الحريري حكومة جديدة في العام نفسه.

إختبر معلوماتك :

  1. ما اللغات المنتشرة في لبنان؟
  2. ما نسبة أتباع الديانات المختلفة في لبنان؟
  3. كيف يعيش اللبنانيون في المدن والقرى؟
  4. ما أهمية لبنان كمركز ثقافي؟
  5. لماذا يعتبر لبنان عاصمة الطباعة والنشر في الوطن العربي؟
  6. كيف تختلف جبال لبنان الشرقية عن جبالها الغربية؟
  7. ما أهمية السياحة والتجارة والمال في لبنان؟
  8. ما أهم موانئ لبنان؟
  9. ما أبرز المشكلات الاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليًا؟
  10. كيف نشبت الحرب الأهلية في لبنان؟
  11. ما أهم المراكز السياحية في لبنان؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية