بيروت ( Beirut )
منظر جوي لبيروت من ناحية البحر. |
تقوم المدينة على نتوء أرض مثلث الشكل، يرتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 79 قدمًا (24م) فقط.
وتتمتع بيروت بمناخ معتدل ينتمي إلى نمط مناخ البحر المتوسط، فدرجة الحرارة في يناير (الشتاء) لا تنخفص عن 13°م، ولا تزيد عن 27°م في يوليو (الصيف). وتتلقى بيروت كمية كبيرة من الأمطار تبلغ 893ملم في السنة.
حقائق موجزة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أهمية بيروت:
بيروت عاصمة لبنان، وأكبر مدنها وأشهرها، وأهم موانيها البحرية والجوية، وهي المركز التجاري والثقافي الرئيسي للدولة، وهي أكبر ميناء عربي على ساحل البحر المتوسط الشرقي.وتتميز بيروت بتعدد أنشطتها الاقتصادية، وبخاصة التجارة والنقل والاتصالات والصناعة والأعمال المصرفية. وتُعَدُّ أهم المراكز الاقتصادية للشرق العربي كله. ويفسر ذلك بوقوع المدينة في قلب الدولة، وامتلاكها شبكة جيدة من طرق النقل والاتصالات تجعلها محطة مهمة ليس للبنان وحدها وإنما للدول الأخرى المجاورة وبخاصة سوريا والعراق والأردن، ويؤدي ميناؤها دورًا مهمًا في تجارة الترانزيت بالنسبة لهذه الدول كما حدث عند إغلاق قناة السويس عام 1967م، إلى جانب أهميته بالنسبة لمنطقة جنوب غربي سوريا.
ويمر في ميناء بيروت حوالي 45 مليون طن في السنة من السلع والبضائع الصادرة والواردة، منها عشرة ملايين طن عن طريق الميناء الحر.
وكان ميناء بيروت يعاني صعوبات الاتصال بداخل البلاد أواخر القرن التاسع عشر، ولكن تم التغلب على ذلك بوساطة شبكة من الطرق والسكك الحديدية في منطقة ظهر البيدر، مما أدى إلى وقوع المدينة في مركز وسط بين سوريا والأردن، فصارت أكبر ميناء في منطقة بلاد الشام، والمركز التجاري الرئيسي الذي يقوم بتصريف تجارة هذه البلاد إلى جانب تجارة لبنان ذاتها.
تعتبر بيروت كذلك مركزًا مهمًا للنقل الجوي إذ يوجد بها المطار الدولي، وهو المطار المدني الرئيسي في لبنان. ويحظى مطار بيروت بشهرة دولية واسعة وبحركة نقل كبيرة تفوق ما لكثير من مطارات المنطقة. ويرجع ذلك إلى التقاء عدد كبير من الخطوط الجوية العالمية في هذا المطار الذي يقع في جنوبي مدينة بيروت. وقد تعرَّض مطار بيروت لتدمير شديد خلال الحرب الأهلية منذ عام 1975م، ولكن أعيد إصلاح ما دُمِّر وتم فتحه من جديد أمام الملاحة الدولية في مايو عام 1987م.
ترتبط بيروت بغيرها من المدن الأخرى داخل لبنان بوسائل نقل سهلة وبشبكة جيدة من الطرق، كما ترتبط بالمدن السورية الكبيرة بشبكة جيدة من الطرق مثل: دمشق وحلب وحمص وحماة في سوريا، وبالعاصمة العراقية بغداد بالطريق الصحراوي المهم الذي يبدأ من دمشق، مما يزيد من أهميتها التجارية بالنسبة لهذه البلاد.
تميزت بيروت إلى ما قبل الحرب بأنها مدينة فريدة يختلط فيها الشرق بالغرب، وتكثر فيها الفنادق الضخمة والأبنية الحديثة متعددة الطوابق، كما تتميز بحيوية أسواقها التي تضم بضائع مستوردة من كل أنحاء العالم.
كما تميزت بيروت أيضًا بأنها مركز تجاري دولي تصب فيه الأرباح من تجارة النفط، والذهب، والماس، فضلاً عن البضائع الأخرى العديدة. إلى جانب ذلك أصبحت بيروت مركزًا ماليًا ومصرفيًا كبيرًا على المستوى الدولي، إذ كانت تأتي إليها مليارات الدولارات من الدول العربية المجاورة لتودع في مصارفها التي بلغ عددها 80 مصرفًا.
وتُعَدُّ بيروت مركزًا سياحيًا مهمًا ليس على المستوى العربي واللبناني وحده وإنما على المستوى الدولي كذلك، بفضل مميزات مناخها المعتدل، وبفضل التسهيلات والخدمات العديدة التي تقدَّم للسياح العرب والأجانب، إلى جانب المنطقة الحرة بمبانيها وأسواقها المفتوحة العامرة بكل بضائع العالم، ومطارها الدولي الكبير.
يتركز في مدينة بيروت وضواحيها القريبة من منطقة الجبل نشاط صناعي كبير، ففيها يوجد 8% من مجموع المؤسسات الصناعية في لبنان، أعيد تجديد معظمها بعد أن تعرض أكثر من نصفها للتدمير خلال الحرب الأهلية اللبنانية. كما يضم ميناء بيروت منطقة صناعية حرة تسهم فيها رؤوس الأموال الأجنبية وتضم العديد من الصناعات اللبنانية المهمة.
تتمتع مدينة بيروت بخدمة هاتفية آلية تربطها بأجزاء لبنان المختلفة، إلى جانب الدول الأخرى، وهو ما يزيد من سهولة ونشاط أسواقها التجارية العامرة.
وإلى جانب ذلك كله كانت مدينة بيروت مركزًا ثقافيًا مهمًا سواء بالنسبة للبنان وحدها أو بالنسبة للشرق العربي كله، وقد بدأت تستعيد تلك الأهمية بعد انتهاء الحرب. وما تزال في بيروت معظم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في لبنان، ويبلغ عددها 15 مؤسسة، كما تضم ثماني مكتبات عامة، وخمسة متاحف عامة ووطنية، وبها أربع من الجامعات اللبنانية ؛ أقدمها الجامعة الأمريكية التي تأسست عام 1865م (1281هـ)، وجامعة القديس يوسف، والجامعة اللبنانية، وجامعة بيروت العربية التي تتبع جامعة الإسكندرية في مصر. كما يوجد ببيروت سبع كليات جامعية متخصصة.
تعتبر بيروت عاصمة الطباعة والنشر في الوطن العربي، فهناك العديد من دور النشر اللبنانية التي تتميز باستخدام التقنية الحديثة والتي تصدِّر آلاف الكتب والعناوين كل عام.
كما يصدر في بيروت العديد من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والدورية في كل مجالات المعرفة. ويبلغ عدد الصحف اليومية التي تصدر فيها 25 صحيفة يومية، إلى جانب العديد من المجلات السياسية.
التخطيط العمراني:
تقع منطقة الأعمال التجارية (الحي التجاري الرئيسي) في بيروت ومعظم فنادقها ومبانيها عالية الإيجار على شاطئ البحر أو قريبًا منه. ويُعرف القطاع الأكثر حداثة في المدينة والأكبر رقيًا باسم منطقة الحمراء، التي تشتهر بكثرة مقاهيها ومحلاتها وبتعدد دور السينما والملاهي.تنقسم المناطق السكنية في مدينة بيروت إلى أحياء تؤسس ـ إلى حد كبير ـ على الدين والطبقة الاجتماعية والجماعة العرقية. فيعيش ـ على سبيل المثال ـ الكثير من الطبقة المتوسطة والعليا في أحياء خاصة، في حين تعيش الطبقة المتوسطة والفقيرة في أحياء أخرى، ويعيش اللاجئون الفلسطينيون النازحون من الحروب العربية ـ الإسرائيلية في معسكرات من الخيام متدنية المستوى ومزدحمة.
أعمدة رومانية من منطقة الآثار في بيروت. |
أحد المعابد الرومانية في بيروت. |
نبذة تاريخية:
بيروت إحدى أقدم عواصم العالم العربي الإسلامي، حيث يعود تأسيسها إلى الفينيقيين حوالي عام 3000ق.م، وصارت ميناء فينيقيا مهمًا يعرف باسم بيريتوت، إلا أن الملك السوري قرينون دمرها في عام 140ق.م، وأعاد الرومان بناءها، وصارت مركزًا للتعليم عدة قرون، إلى أن اتخذها الفرنسيون في العصور الوسطى قاعدة لاتينية للنصرانية في منطقة الشرق الأوسط.تعاقب على حكم مدينة بيروت عدد كبير من الحكام الأجانب خلال الجزء الأكبر من تاريخها، منهم الآشوريون، والإغريق، والرومان، والأتراك العثمانيون، والفرنسيون. وبالرغم من تاريخ المدينة العريق إلا أنه لم يبق من آثارها القديمة سوى بعض الأعمدة الضخمة من صخور الجرانيت بسبب الزلازل التي توالت عليها طوال العصور السابقة.
خلال القرن التاسع عشر صارت بيروت مركزًا رئيسيًا للثقافة والتعليم في المنطقة العربية. كما نمت خلال القرن العشرين بصفتها مركزًا تجاريًا وماليًا كبيرًا للشرق الأوسط، وباعتبارها واحدة من أكبر مدن المنطقة تطورًا وحداثة. وهكذا صارت بيروت في العصر الحديث مدينة فريدة يختلط فيها الشرق والغرب، وتتعدد فيها المراكز الثقافية والاقتصادية والسياسية في العالم الإسلامي، وتعكس الكثير من التيارات السياسية والفكرية فيه.
كانت بيروت إلى ماقبل نشوب الحرب الأهلية في عام 1975م تتميز بنشاط أسواقها التي تضم منتوجات من كل أنحاء العالم، إلى جانب ضخامة مصارفها المالية التي تتعامل ببلايين الدولارات التي تأتي إليها من كل الدول المجاورة. كما كانت تتميز بمراكزها الثقافية المتعددة التي تتبع الدول الكبرى، وجامعاتها العديدة مثل الجامعة الأمريكية التي يرجع تاريخ افتتاحها إلى عام 1865م، والجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، وجامعة بيروت العربية التي تتبع جامعة الإسكندرية. إلا أن الحرب الأهلية التي نشبت بين اللبنانيين واستمرت لمدة إحدى عشرة سنة دمرت المدينة وبخاصة حي الأعمال فيها، وأصابت اقتصاد المدينة بالشلل.
أمكن إصلاح بعض الأضرار التي أصابت المدينة خلال الثمانينيات، لكن استمرار القتال بين الجماعات المتصارعة تسبب في مزيد من الدمار والخسائر. كما تسبب القتال الدائر في المدينة في عام 1989م في إحداث أشد الخسائر التي شهدتها المدينة منذ السبعينيات.
عدد السكان:
يقدر عدد سكان بيروت بحوالي 1,5 مليون نسمة في الوقت الحاضر. وتتميز المدينة بسرعة نمو سكانها خلال العصر الحديث. فقد تضاعف عدد سكان المدينة بحوالي 8,7 مرات خلال القرن العشرين مقابل 18 مرة خلال القرن التاسع عشر.زاد سكان مدينة بيروت من 7,000 نسمة فقط عام 1800م إلى 12,000 نسمة في عام 1850م، بزيادة 1,77 مرة، ووصل عدد سكانها إلى 126,000 نسمة في نهاية القرن التاسع عشر، بزيادة أكثر من عشر مرات خلال النصف الثاني من القرن نفسه.
وفي النصف الأول من القرن العشرين زاد عدد سكان المدينة بنحو 1,6 مرة، حيث ارتفع العدد من 162,000 نسمة في عام 1930م إلى 201,000 نسمة في عام 1950م. بينما بلغت زيادة السكان 5,5 مرة في النصف الثاني من القرن العشرين، بحيث يعد النمو السريع هو المظهر السكاني المميز للمدينة خلال هذه الفترة من تاريخها. فقد تضاعف عدد السكان مرتين بين عام 1950 و1960م فزاد من 40,000 نسمة إلى 201,000 نسمة، كما تضاعف العدد أكثر من مرتين ونصف المرة في السنوات العشر التالية من 1960-1970م إذ ارتفع إلى 939,000 نسمة، ثم تجاوز العدد المليون نسمة (1,172,000 نسمة في عام 1975م). وبلغ العدد 1,300,000 نسمة في عام 1984م بالرغم من خروج عدد كبير من السكان هروبًا من أخطار الحرب الأهلية. ويشكل هذا العدد حوالي 40,2% من جملة عدد سكان لبنان آنذاك، ويضعها في المرتبة الثانية بين دول العالم الإسلامي من حيث نسبة سكان العاصمة إلى جملة عدد سكان الدولة بعد العراق.
وخلال الفترة من 1950-1984م بلغ معدل النمو السكاني في بيروت 13,2% سنويًا، وهو ما يعني مضاعفة عدد سكان المدينة مرة واحدة كل ثماني سنوات في المتوسط خلال هذه الفترة.
في عام 1900م، كانت بيروت تأتي في المرتبة 249 بين مدن العالم الكبرى من حيث عدد السكان، لكنها تأخرت إلى المرتبة 429 في عام 1950م، وتقدمت في عام 1976م إلى المرتبة 129 بين هذه المدن.
كما كانت المدينة تأتي في المرتبة 21 بين المدن المليونية في العالم الإسلامي في عام 1980م، لكنها تأخرت إلى المرتبة 37 بسبب آثار الحرب الأهلية اللبنانية.