الرئيسيةبحث

الخوري، رشيد سليم ( al- Khuri, R. S: )


الخوري، رشيد سليم(1305 - 1404هـ، 1887 ـ 1984م). رشيد سليم الخوري، الشاعر القروي، لبناني من شعراء المهجر. ولد في قرية البربارة بلبنان، وتعلم في مدرستها، ثم في مدرسة الفنون الأمريكية بصيدا، ثم في الكلية السورية الإنجيلية ببيروت، ثم اشتغل بالتدريس مدة سبع سنوات في مدارس: طرابلس، وزحلة، وسوق الغرب، وغيرها.

هاجر إلى البرازيل عام 1913م، وعاش هناك حياة حافلة بالكفاح والعمل. وقد كان من أقوى الأصوات العربية الوطنية في المهجر، لذلك حاربه الاستعمار الفرنسي بحرمانه من الجنسية السورية ـ اللبنانية، ومن حق العودة إلى وطنه. وقد منحه الرئيس جمال عبد الناصر، بعد قيام الوحدة، وسامًا رفيعًا تقديرًا لأدبه وعروبته، عندما عاد إلى وطنه بعد خمسة وأربعين عامًا من الهجرة.

شارك في تأسيس العُصبة الأندلسية. ★ تَصَفح: الشعر. وتولى رئاستها عام 1938م. أصدر سبعة دواوين شعرية، منها: الرشيديات ؛ القرويات، والأعاصير. وجمع شعره كله في ديوان كبير سمّاه ديوان القروي يقع في 926 صفحة من القَطْع الكبير. وطبعه المهاجرون بالبرازيل عام 1953م. وكتب سيرة حياته في مقدمة الديوان.

ويمتاز شعر القروي بحدة الإحساس وصدق الشعور، وتوهُّج العاطفة، وبراعة التصوير، وبتجاوز الصبغة الوطنية والقومية إلى مجالات الطبيعة والحنين والغزل، كقوله معبرًا عن شعور المهجريين بعيدًا عن أوطانهم:

أحبابنا سكتت على الأغصان أصوات البلابل
وأتى الرعاة من الجبال ولم يعد في الحقل عامل
قوموا نعود إلى الحمى عاد الجميع إلى المنازل

ومن أقوال القروي في العروبة: ¸هي أن يشعر اللبناني أن له زحلة في الطائف. ويشعر العراقي أن له فراتًا في النيل. و هي دم زكي يجري في عروق الجسد الواحد، أعضاؤه الأقطار العربية·.

أما الأستاذ صيدح فيلخص حياة القروي بقوله: ¸عاش القروي بالكفاف، وغالب الحرمان بالقناعة، وآسى نفسه بمثالية الرسالة التي يؤديها بشعره إلى أبناء قومه·.

وقد لقب نفسه بالقروي اعتزازًا بالقرية وأهلها، ولمّا سخر منه حساده وقالوا عن شعره إنه (قروي) يفتقد الرقة والخيال، رد عليهم قائلاً:

زعم الأغرار أنيّ شاعر ضيق الآفاق محدود الحدود
وستبلى وطنيّاني الّتي رفلت منها البوادي في برود
جعلوا الرقة مقياساً وما أبعد الرقة عن تلك الكبود
أرأيتم شاعرًا تطربه أنّة الثَّكْلَى على رطب وحيد

المصدر: الموسوعة العربية العالمية