الرئيسيةبحث

الكويت ( Kuwait )



مدينة الكويت بمبانيها الشاهقة وأبراجها الشهيرة تسترخي في هدوء بين أحضان الخليج العربي.
الكويت قطر عربي يقع في جنوب غربي آسيا، في الطرف الشمالي للخليج العربي. ويحيط بالكويت كل من العراق من الشمال والشرق، والمملكة العربية السعودية من الغرب والجنوب الغربي، والخليج العربي من الجنوب. ولديها ساحل طويل نسبيًا يشرف على مياه الخليج العربي يبلغ طوله 193كم. ويبلغ أقصى امتداد للكويت من الشرق إلى الغرب 153كم، ومن الشمال إلى الجنوب 145كم. وتبلغ مساحتها 17,818كم². وتتكون أرض الكويت من مناطق صحراوية، وتُعد واحدة من دول العالم الرئيسية المنتجة للنفط، وتملك الكويت أكثر من عُشْر إجمالي الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم.

تتكون الكويت الدولة من إقليم من اليابس وتسع جزر صغيرة مساحتها 1,983كم²، وأكبر هذه الجزر مساحة هي بوبيان، وأكثرها سكانًا هي فيلكا، وبجوارها جزيرة مسكان. وكانت تقع إلى الجنوب مباشرة من البلاد على طول الخليج العربي منطقة محايدة مساحتها 5,700كم² اقتسمتها كل من الكويت والمملكة العربية السعودية.

وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للإنتاج في الكويت حوالي 150كم²، أو مايعادل 1% فقط من جملة مساحة البلاد، تمتد على شكل شريط بمحاذاة الساحل بين الدوحة في الشمال والشعيبة في الجنوب، وفيها يعيش حوالي 91% من جملة السكان.

وقد ظلت الكويت قطرًا فقيرًا حتى عام 1946م، لكنها اليوم واحدة من أغنى الدول وأكثرها تقدمًا. وقد استطاع حكام الكويت ـ عن طريق الثروات العائدة من بيع النفط ـ أن يحولوا الصحراء إلى دولة غنية تنعم بالرخاء والرفاهية. وتُعد الكويت واحدة من الدول الغنية من حيث متوسط الدخل السنوي لكل فرد.

ويتمتع الكويتيون بتعليم ابتدائي ومتوسط وثانوي مجاني، وبخدمات اجتماعية مجانية، وكانت لا توجد ضرائب على الدخل، ولكن الضرورة ألجأت الدولة إلى وضع ضريبة دخل على الأفراد لمقابلة متطلبات الدفاع وذلك في أكتوبر 1994م.

حصلت الكويت على استقلالها من بريطانيا عام 1961م.

نظام الحكم

أيقونة تكبير خريطة الكويت
يحكم الكويت حاكم يعرف باسم الأمير، يختار من بين أفراد الأسرة الحاكمة، وله ولي عهد يجب أن يعين خلال سنة من تعيين الأمير الجديد. ويعين الأمير رئيس الوزراء، كما يعين الوزراء بناء على توصية من رئيس الوزراء. كما يصدر الأمير القوانين، ولا تكون لها قوة نافذة إلا بعد نشرها في الجريدة الرسمية، كما ينشئ الأمير المؤسسات العامة. ويصدق على القوانين التي يوافق عليها مجلس الأمة، كما يصدر القانون بإعلان الحرب بعد موافقة المجلس.

يقوم رئيس الوزراء والوزراء بتحمل الأعباء الحكومية. وتفرض على الوزراء قيود على ممارسة الأنشطة التجارية، منها منعهم من بيع العقارات إلى الحكومة.

وقد صدر دستور الكويت في 16 نوفمبر عام 1962م. وطبقًا لهذا الدستور تتركز السلطة التنفيذية في يد أمير البلاد، بينما تتركز السلطة التشريعية في يد مجلس الأمة الذي يتكون من 50 عضوًا ويتم اختيار أعضائه بالانتخاب لمدة أربع سنوات عن طريق جميع الكويتيين غير الأميِّين الذكور فوق سن 21 سنة، عدا أفراد القوات المسلحة والشرطة الذين ليس لهم حق الانتخاب.

تنقسم الكويت إلى خمس محافظات إدارية حسب إحصاء عام 1995م. وأكبر هذه المحافظات مساحة هي محافظة الجهراء التي تشغل 11,323,7 كم²، وسكانها 224,205 نسمة، وتليها محافظة الأحمدي التي تشغل 5,138 كم²، وسكانها 263,806 نسمة، وعاصمتها مدينة الأحمدي، ثم محافظة حولي وتشغل 358كم²، وتضم أكبر عدد من السكان بين المحافظات الخمس إذ يبلغ عدد سكانها 466,923 نسمة. ثم محافظة العاصمة وتضم مدينة الكويت والجزر الكويتية التسع، وتبلغ مساحتها 998كم²، وعدد سكانها 192,800 نسمة، وعاصمتها مدينة الكويت العاصمة، ومحافظة القروانية وعدد سكانها 428,249 نسمة. وتبلغ مساحة جزر وربة وبوبيان 900كم².

القضاء:

تتبنى الكويت نظام عدالة مرن يغطي كل مستويات المحاكم منذ سنة 1960م. ومنذ ذلك الحين أنشئت محكمة إسلامية واحدة تطبق الشريعة الإسلامية، ولجان في أقسام الأمن العامة لفض المنازعات العامة والخلافات التجارية. وفي عام 1982م كان بالكويت 46 مستشارًا و82 قاضيًا.

أما الأنماط المختلفة من المحاكم العاملة في الكويت فأهمها: محاكم العدل الصيفية، وتوجد محكمة في كل محافظة بالكويت تكون قسمًا أو أكثر يرأس كل منها قاض واحد. وتنظر هذه المحاكم في المنازعات المدنية والتجارية، وحكمها نهائي في الحالات التي لاتتعدَّى 500 دينار كويتي وفي القضايا العاجلة. ثم محاكم درجة أولى، ويتم فيها النظر في النزاعات التي لا تزيد فيها المنازعات عن 1,000 دينار كويتي، وفيها سبعة أقسام تنظر في المنازعات الشخصية والمدنية والتجارية ونزاعات العمل ومشاكل الإيجار. وهناك أيضًا المحكمة العليا، ومحكمة الاستئناف، والمحكمة الدستورية، ثم محكمة المرور.

إحدى طائرات سلاح الجو الكويتي.

القوات المسلحة:

كان عدد أفراد القوات المسلحة في يونيو عام 1996م يقدر بنحو 15,300 فرد، منهم 11,000 في الجيش، 2,490 فرد في القوات الجوية، 1810 فرد في القوات البحرية. كما كان يوجد حرس وطني. وقد بلغت ميزانية الدفاع عام 1991م حوالي 3,787 مليون دينار كويتي بما في ذلك التعهد بتعويض تكاليف القوات المسلحة الأجنبية المكونة من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الاجتياح العراقي.

في الكويت خدمة إلزامية يؤديها المواطنون الكويتيون لمدة سنتين، تنخفض إلى سنة واحدة لطلبة الجامعات.

السكان

المسجد يتقدم جانبًا من المباني السكنية الشاهقة.
أبراج الكويت
منارة المسجد تتوسط بنايتين حديثتين في الكويت.

عدد السكان:

بلغ عدد السكان وفقًا للنتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 1995م (21 أبريل) 1,575,983 نسمة. وقدر قطاع الإحصاء والمعلومات بوزارة التخطيط عدد السكان في منتصف عام 1997م بحوالي 1,809,270 نسمة. وقد شهد عدد سكان الكويت نموًا كبيرًا خلال الثلاثين عامًا الماضية. ففي عام 1965م كان عدد السكان 467,399 نسمة، ارتفع إلى 994,837 نسمة عام 1975م، وبلغ 1,697,301 نسمة عام 1985م ثم انخفض إلى 1,575,983 عام 1995م.

وخلال الفترة من 1965 إلى 1975م، بلغت الزيادة الكلية لسكان الكويت 527,438 نسمة، بمعدل نمو سنوي متوسطه 7,8%. وبلغت الزيادة الكلية لعدد السكان في الفترة بين 1975 و1985م 702,464 ؛ أي بمعدل نمو سنوي متوسطه 5,5%.

وبمقارنة عدد السكان بين عامي 1985 و1995م، يتبين حدوث نقص بلغ 121,318 نسمة بنسبة مقدارها 7,1%. ولكن زاد عدد الكويتيين 185,347 نسمة بنسبة 39,4% بينما تقلص النقص في عدد غير الكويتيين 306,665 نسمة بنسبة مقدارها 25%. ويعود ذلك إلى ثبات معدل نمو السكان الكويتيين والنزوح الجماعي لغير الكويتيين عقب الاجتياح العراقي لدولة الكويت.

وتتميز الكويت بارتفاع نسبة الأجانب عن نسبة المواطنين بسبب الهجرة الوافدة الكبيرة إليها. وقد بلغت نسبة الأجانب بها 58,4%، بينما لم تتجاوز نسبة المواطنين الكويتيين 41,6%، وذلك وفقًا للنتائج الأولية لتعداد السكان عام 1995م.

وتهدف السياسة الكويتية بعد حرب الخليج إلى أن يشكل الكويتيون الغالبية العظمى من السكان، وأن تتزايد نسبتهم من إجمالي قوة العمل والوظائف في المرافق الاستراتيجية الرئيسية وفي الوظائف العامة والخاصة في البلاد.

ينتمي معظم سكان الكويت من حيث التكوين السلالي إلى العرب المسلمين الذين يتركزون في العاصمة وبجوار حقول النفط ومعامل التكرير، وينقسم العرب إلى فئتين: الأولى المواطنون، والثانية العرب من البلاد العربية المجاورة وبخاصة من فلسطين المحتلة ـ حتى حرب الخليج الثانية عام 1991م ـ حيث بلغ عددهم أكثر من 294,080 نسمة عام 1988م. ويقطن الكويت بالإضافة إلى أولئك فئة بدوية لم تحصل على الجنسية الكويتية ويعرفون بـ "البدون" أي بدون جنسية. كما توجد بالكويت أعداد كبيرة من البلوخ معظمهم من باكستان، وأعداد أخرى من السلالة الدرافيدية من الهند، إلى جانب عدد كبير من السلالة الفارسية من إيران.

تراث وأصالة وعادات وتقاليد.
محل بيع العطارة والمكسرات.
كرم الضيافة العربي، ومجموعة دلال القهوة، وروعة الديكور الشعبي.
مجمع البنوك في مدينة الكويت.
فندق شاطئ المسيلة، محافظة حولي.
أحد النصب التذكارية في مدينة الكويت.
الجلسة الديوانية جزء أساسي من الحياة الاجتماعية الكويتية.
لإحدى المسلسلات التلفزيونية الكويتية تمارين الأداء

الدين:

الإسلام هو الدين الرسمي لدولة الكويت. وقد بلغت نسبة المسلمين بالكويت في إحصاء عام 1980م نحو 92% من جملة السكان، ويشكل النصارى حوالي 6% من جملة السكان، ويتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وهم من المذهب اللاتيني، والمذهب الأنجليكاني، والمذهب السرياني، وكنائس النصارى الأخرى مثل الأرمن، واليونان، والأقباط من نصارى البلاد العربية المجاورة وبعض النصارى من أمريكا.

ويشكِّل أتباع الديانات الأخرى في الكويت 2% من جملة السكان طبقًا لإحصاء عام 1980م. ويتكون معظمهم من الهنود الذين يدينون بالهندوسية. إلى جانب أتباع المذاهب والديانات الأخرى غير المسلمة.

ويصون الدستور الكويتي حرية ممارسة العبادات والمذاهب الدينية المختلفة في حدود العادات السائدة، وبشرط ألا تخالف الأخلاق والنظام العام.

اللغة:

تُعد اللغة العربية اللغة الرسمية في الكويت، ويتحدث بها كل الكويتيين تقريبًا إلى جانب السكان غير الكويتيين من المقيمين في البلاد. وتبلغ نسبة من يتحدثون العربية 78% من جملة السكان.

وتستخدم اللغة الإنجليزية لغة ثانية في البلاد سواء في المراكز التجارية أو بين السكان المثقفين، إلى جانب استخدامها لغة أجنبية في المدارس والجامعات.

الحضرية:

تُعدُّ الكويت من الدول التي حققت تطورًا سريعًا جدًا في ظاهرة الحضرية (سكنى المدن). وقد استفادت الكويت جيدًا من ثروتها النفطية في نشر الرخاء في المجتمع حتى تحول بسرعة من مجتمع يقوم على البداوة في الداخل وعلى الصيد والتجارة عند الساحل إلى مجتمع من سكان المدن الذين يكونون غالبية سكان البلاد (97%)، ويشتغلون بالخدمات الخاصة والوظائف والأعمال الإدارية الحكومية، كما يعملون في الأنشطة التجارية والصناعية.

القوى العاملة:

بلغت نسبة قوة العمل في الكويت عام 1995م نحو 47,4% من جملة عدد السكان، أو ما يعادل 746,408 نسمة، وهي نسبة مرتفعة بالقياس إلى مثيلاتها في الدول الأخرى، وقد كان عدد القوى العاملة في الكويت عام 1985م 670,385 نسمة.

وكانت هناك أعداد قليلة من النساء الكويتيّات يعملن في وظائف خارج المنزل أو يتلقين تدريبًا عمليا أو ثقافيا حتى منتصف القرن العشرين. أما في الوقت الحاضر فقد أصبحت هناك أعداد متزايدة من النساء يعملن في الوظائف الحكومية وفي مكاتب الأعمال الخاصة، ويحصلن على الدرجات العلمية الجامعية.

التعليم:

تتميز الكويت بأن التعليم فيها مجاني إجباري لمدة ثماني سنوات من سن السادسة إلى سن الرابعة عشرة. ويبلغ عدد المدارس في مختلف مراحل التعليم نحو ألف مدرسة ومعهد.

كانت أعداد التلاميذ الكويتيين المنتظمين بالدراسة قليلة خلال الخمسينيات من القرن العشرين، لكن زيادة عائدات النفط مكنت الحكومة الكويتية من إنشاء العديد من المدارس بحيث ارتفعت نسبة الأطفال المنتظمين بالدراسة في التعليم الإلزامي إلى 85%، وارتفعت نسبة تلاميذ المرحلة المتوسطة والثانوية إلى 90% من جملة مَنْ هم في سن التعليم.

افتتحت جامعة الكويت عام 1966م وبلغ عدد الطلبة الذين تخرجوا فيها 12,301 طالب (منهم 7,483 من الإناث) خلال الفترة من 1969-1983م، كما بلغ عدد الطلبة بها أكثر من 11,000 طالب وطالبة عام 1995م. ويتلقى التعليم العالي بالخارج أكثر من 2,000 كويتي. وتنفق الكويت على التعليم حوالي ثلاثمائة مليون دينار كويتي سنويًا، وهي تعادل نحو 7% من جملة النفقات العامة بالدولة.

تتميز الكويت بانخفاض نسبة الأمية بين السكان بشكل واضح. فطبقًا لتقديرات عام 1996م بلغ معدل الأمية بين البالغين 20,3% (16,7% للذكور، 23,93% للإناث). وهو مستوى منخفض إذا قورن بكثير من البلدان. كما بلغ عدد مراكز محو الأمية للصغار والكبار البالغين 105 مراكز عام 1986م تضم حوالي 32,000 تلميذ.

وتضم الكويت سبع مؤسسات للبحث العلمي، وثلاث مكتبات عامة، وأربعة متاحف عامة هي: متحف الكويت الوطني، المتحف الأثري في جزيرة فيلكا، والمتحف الإثنوجرافي في جزيرة فيلكا، ومتحف العلوم التربوية. كما توجد كليتان جامعيتان هما: كلية الدراسات التكنولوجية، ومركز الملاحة والاتصالات الهاتفية الكويتي.

الرعاية الاجتماعية:

تتمتع الكويت بنظام جيد للرعاية والضمان الاجتماعي. ويغطي قانون المساعدات العامة كل المواطنين الكويتيين، حيث كان يقدم العلاج الصحي المجاني للسكان حتى عام 1984م، عندما أعلن أن على المريض دفع 40% من تكاليف العلاج الطبي.

ويتميز المستوى الصحي في الكويت بأنه مرتفع جدًا، ويرقى إلى مستوى الدول المتقدمة. فهناك طبيب لكل 533 نسمة من السكان، وبعد أن كان عدد الأطباء بالكويت أربعة فقط عام 1949م صار 3,043 طبيبًا عام 1994م. وقد ارتفع عدد المستشفيات من عشرة فقط عام 1949م، إلى 69 مستشفى و25 مركزًا طبيًا متخصصًا. كما ارتفع عدد الأسرّة إلى 6,952 سرير، وزاد عدد أعضاء هيئات التمريض إلى 8,831 ممرضًا وممرضة.

بلغت النفقات الحكومية المخصصة للصحة العامة بالكويت 2,624 مليون دينار كويتي عام 1995- 1996م وهي تعادل 6,2% من جملة النفقات العامة بالدولة.

الإعلام:

عدد المحطات التلفازية في الكويت ثلاث محطات، والأجهزة التلفازية 800,000 جهاز، وأجهزة الإذاعة مليون جهاز، وأجهزة الهاتف 420,000 جهاز، وعدد الصحف 85 صحيفة ومجلة من أهمها: الوطن ؛ الأنباء ؛ الرأي العام ؛ القبس ؛ الكويت ؛ الهدف، اليقظة، الأمة ؛ العربي ؛ أسرتي. وكالات الأنباء: وكالة الأنباء الكويتية. دور النشر: دار حكومية وخمس دور أهلية.

السطح والمناخ

الموقع:

تقع الكويت بين خطي عرض 28°،30° شمال خط الاستواء ممتدة لمسافة 12 درجة عرضية، في النطاق الصحراوي الحار، وبين خطي طول 46°، 48° شرق خط جرينتش.

السطح:

تتكون معظم أراضي الكويت من أراضٍ صحراوية جافة. تغطي سطحها صخور رسوبية منبسطة في أغلب الأحيان، وتتخللها بعض المرتفعات القليلة غير المعقدة التركيب، وتنحدر بشكل عام انحدارًا تدريجيًا من الغرب إلى الشرق.

ويمكن تمييز النطاقات الأربعة التالية في الكويت: النطاق الساحلي والجزر الملحقة به، والنطاق الشمالي، والنطاق الغربي، والنطاق الجنوبي.

النطاق الساحلي. تتميز السواحل فيه بأنها منبسطة، متماثلة، ينفتح فيها خليج عميق يعرف باسم خليج الكويت وتقع في جنوبه الغربي مدينة الكويت العاصمة. وتمتد أمام مخرج خليج الكويت جزيرة فيلكا، وتتكون هذه السواحل ـ بشكل عام ـ من الرمال، كما تكون المياه أمام الساحل ضحلة غير عميقة. وتتعمق مياه الخليج العربي حول جزيرة بوبيان في شمالي الكويت على شكل أخوار، تعرف بخور الصبية في الغرب، وخور عبد الله في الشرق.

وتُعد جزيرة فيلكا أكثر الجزر الكويتية أهمية، وتقع على بعد 19كم من الساحل. أما أكبر الجزر فهي بوبيان وتقع في الشمال الشرقي من الكويت، وهي جزيرة غير مسكونة. أما الجزر الأخرى فأهمها جزيرة مسكان التي تقع عند الطرف الشمالي لجزيرة فيلكا على بُعد قليل منها.

النطاق الشمالي. يمتد من مدينة الكويت، باتجاه الشمال حتى الحدود الشمالية، ويتكون من أراضٍ منبسطة تكتنفها بعض التلال، ويرتفع تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الغرب. وتقع في هذا النطاق بعض حقول النفط الكويتية وبخاصة حقل الروضتين، حقل الصابرية، وحقل المجرة بالقرب من الحدود الكويتية ـ العراقية.

النطاق الغربي. ويعرف بنطاق المرتفعات ؛ حيث تظهر فوق أرضه مرتفعات لا يتجاوز ارتفاعها 300م فوق مستوى سطح البحر، ويخترقه وادي الباطن الذي يخترق البلاد في أقصى الغرب ممتدًا من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي لمسافة 150كم² تقريبًا، حيث ينتهي عند منطقة الرتق على مسافة 55كم من مدينة البصرة العراقية. ويضم هذا النطاق معظم الأجزاء الغربية التي تمثل أعلى أراضي الكويت، وتعدّ هضبة الدبدبة أعلى أجزاء هذا النطاق، وتقع في الركن الجنوبي الغربي من الكويت، وتمتد بطول 150كم وبعرض يبلغ 75كم.

النطاق الجنوبي. ويضم الركن الجنوبي الشرقي من الكويت. ويتكون من أراضٍ رملية منخفضة، ومنبسطة بوجه عام، ويأخذ في الارتفاع كلما اتجهنا نحو الغرب. ويكاد يخلو هذا النطاق من النباتات إلا من بعض الحشائش الخشنة التي تنمو في فصل الربيع. وتُعد هضبة الأحمدي أبرز معالم هذا النطاق، وتفصل الساحل عن التلال القبابية التي يُعدّ برقان أهمها. وتتركز في هذا النطاق حقول النفط الكويتية مثل حقل المقوَّع والأحمدي، وحقل المناقيش، وحقل البرقان، وحقول أم قدير، وحقل الوفرة. ويتميز هذا النطاق بأنه مأهول بالسكان والعمران حيث توجد فيه مدن: الجهراء، والبرقان، والأحمدي، والمعاديات، والمناقيش.

المياه:

لا يوجد في الكويت أنهار أو بحيرات، وتعاني البلاد من مشكلة المياه كمًا ونوعًا. وتكاد تنعدم المياه السطحية تمامًا، بينما تتميز المياه الجوفية بأنها محدودة الكمية جدًا، وأن معظمها مائل للملوحة. وتُعدّ مياه آبار الروضتين والشقايا من أكثر المياه صلاحية للشرب، إلا أنها لاتكفي لتزويد الكويت بكل احتياجاتها. وكانت الكويت تحصل على المياه العذبة من أنهار العراق (شط العرب) عن طريق السفن التي تحملها إليها. وقد اتجهت البلاد ـ منذ عام 1950م ـ إلى إنتاج المياه النقية عن طريق تحلية مياه البحر وخلطها بمياه الآبار، فأقامت مقطرات ضخمة في مدينة الكويت وفي الشعيبة تنتج أكثر من 300 مليون جالون في اليوم (18,000 مليون جالون في السنة عام 1985م).

وقد تم اكتشاف مصدر جوفي كبير للمياه العذبة عام 1960م، مما أدَّى إلى زيادة مصادر المياه النقية في الكويت.

وتحاول الكويت استغلال كل قطرة مياه متاحة لها، ولذلك فهي تعيد معالجة مياه الصرف الصحي كيميائيا للاستفادة بها في زراعة الأشجار حول المدن وعلى طول الطرق العامة، وقد نجحت الكويت في زراعة العديد من الأشجار لصد الرياح وحماية البلاد من الغبار.

المناخ:

تقع الكويت في نطاق مناخ الإقليم الصحراوي الحار. وتتميز درجة الحرارة في الكويت بفروق شديدة بين الشتاء والصيف ؛ ففي الصيف ترتفع درجة الحرارة إلى 45°م، وتصل في بعض الأحيان إلى 50 °م (122°ف)، بينما تنخفض درجة الحرارة إلى الصفر المئوي في الشتاء في بعض الأحيان. ويزيد من صعوبة درجات الحرارة الصيفية وزيادة الإحساس بها ارتفاع الرطوبة النسبية في الهواء حيث تصل في بعض الأحيان إلى 80%.

تتميز الكويت بندرة الأمطار التي تسقط عليها، ولا يزيد متوسط المطر السنوي على 109مم حسب متوسطات الفترة من 1957- 1987م. وتسقط معظم الأمطار خلال موسم الشتاء (نوفمبر - مارس)، وتسقط بعض الأمطار بسبب الزوابع الرعدية التي تهب فجأة في أواخر فصل الربيع وفي أوائل الصيف، وتسمى السرابات، وتتسبب في بعض الأحيان في جريان السيول في الوديان الجافة.

وتسود الرياح الشمالية أنحاء الكويت طول العام، كما تتأثّر الكويت بالرياح البحرية (نسيم البحر) خلال النهار في فصل الصيف التي تتسبب في تخفيف حرارة السواحل. كما تتأثر البلاد بهبوب رياح محلية حارة مُحمَّلة بالغبار تعرف باسم رياح الطوز، خلال فصل الربيع، وتتسبب في رفع درجة الحرارة وتضر بالنباتات، وتعوق المرور بسبب كثرة ما تحمله من رمال وغبار تمنع الرؤية إلى حد كبير.

الاقتصاد

أجهزة التحكم في محطة تحلية مياه البحر في الكويت.

النفط والطاقة:

يُعدُّ النفط أهم مصادر الطاقة في الكويت، وتأتي الكويت في المرتبة الرابعة بين دول العالم الإسلامي في إنتاج النفط بعد السعودية وإيران وإندونيسيا. وقد بلغ إنتاجها 85,709 مليون طن. والملاحظ أن إنتاج الكويت من النفط الخام في تناقص مستمر، حيث كان الإنتاج 219 مليون طن عام 1970م، و153 مليون طن عام 1975م، ثم 122 مليون طن عام 1980م. ويفسر هذا الانخفاض في الإنتاج بسياسة المحافظة على الاحتياطي الموجود في البلاد، بهدف إطالة مدة استغلاله، إلى جانب آثار انخفاض الأسعار في أسواق النفط العالمية منذ بداية عام 1981م.

ويُعدّ إنتاج النفط أكثر الصناعات أهمية في الكويت ؛ إذ يقدم النفط والمنتجات النفطية 94,3% من جملة عائدات التصدير. وتبلغ احتياطيات النفط المؤكدة في الكويت في أوائل عام 1991م حسب تقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ما يعادل 9,4% من جملة الاحتياطي العالمي.

وتشكل منتجات تكرير النفط نحو 71% من إجمالي الصادرات النفطية بالكويت، والكويت ثالثة دول العالم الإسلامي (بعد إيران والسعودية) من حيث طاقة تكرير النفط التي بلغت 30,7 مليون طن. وقد بلغ متوسط إنتاج الكويت من الغاز الطبيعي ستة ملايين طن. وتبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي بالكويت 7,332 مليون طن معادل للفحم.

محطة الزور للكهرباء.
وتُعدّ الكويت تاسعة دول العالم الإسلامي في إنتاج الكهرباء، وقد تطور إنتاجها بشكل كبير بلغ 5,3 ضعفًا خلال الفترة من 1970 إلى 1985م، حيث زاد الإنتاج من 327,000 طن معادل للفحم عام 1970م إلى 1,746,000 طن عام 1985، وارتفع هذا الإنتاج في السنوات التالية فصار 18,200 مليون كيلو واط/ساعة في عام 1993م.

تعد صناعة النفط النشاط الاقتصادي الأول في الكويت، وتمتلك الحكومة معظم هذه الصناعة. وقد أدت صادرات النفط إلى رفع مستوى المعيشة وإلى تكوين معظم الثروة الكويتية، كما ساهم النفط في تقدّم كثير من الصناعات مثل صناعة الأغذية، والمشروبات، والمخصبات، ومطاحن الدقيق، وفي تحلية مياه البحر.

أدَّى الانخفاض الشديد في أسعار النفط خلال النصف الثاني من الثمانينيات من القرن العشرين، إلى جانب آثار الاجتياح العراقي للكويت في أغسطس عام 1990م إلى خسارة كبيرة في عائدات التصدير وفي ميزانية الدولة. كذلك تأثر الاقتصاد الكويتي بشدة خلال تلك الفترة بسبب كارثة سوق المناخ عام 1982م التي أدّت إلى انتشار واسع للديون في القطاع الخاص. ومع ذلك لايزال النفط يمثّل المورد الرئيسي لإيرادات الدولة.

وتمثل الاستثمارات الكويتية خارج البلاد، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والدول الأجنبية الأخرى، موردًا هامًا آخر للاقتصاد الكويتي إذ يدر عليها قدرًا كبيرًا من الأرباح كل عام.

ويُعدّ الغاز الطبيعي ـ الذي ينتج بارتباط مع النفط ـ المنتج الكويتي الثاني الأكثر أهمية. أما الزراعة فقليلة الأهمية في الكويت، ولذلك تستورد البلاد معظم احتياجاتها الغذائية من الخارج.

ويفتقر سكان البلاد إلى وجود فرص العمل الكثيرة خاصة في مجال النفط، بسبب إدارة معظم العمل بوساطة الآلات. وتحاول الحكومة الكويتية توفير المزيد من الوظائف عن طريق دعم الأنشطة الاقتصادية الأخرى غير النفطية. ويشغل معظم الوظائف غير الكويتيين، في الوقت الحاضر، بسبب افتقار اليد العاملة الوطنية إلى الخبرة والمهارة اللازمة، ولذلك تهتم الحكومة الكويتية بالتعليم والتدريب المهني والوظيفي لتمكين الكويتيين من الحصول على الوظائف في المستقبل.

كما تهدف حكومة الكويت إلى نمو الصناعات الجديدة التي تعتمد على النفط، وإلى بناء المزيد من المساكن، ومعامل تكرير النفط، والسفن الناقلة للنفط، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومشاريع تحلية المياه بقصد تنويع موارد الاقتصاد المحلي وعدم الاعتماد على سلعة واحدة للتصدير لتجنب الأزمات في السوق الدولية وانخفاض الأسعار.

الزراعة في الكويت
جمع التمور في الجهراء
الزراعة المحمية في الجهراء

الزراعة:

الزراعة في الكويت محدودة جدًا، وتتركز في المنطقة المجاورة للجهراء ؛ حيث تتوافر المياه العذبة في باطن الأرض. وتقدم الحكومة دعمًا كبيرًا للمزارعين لحل المشكلات التي تعاني منها الزراعة مثل نقص المياه، وملوحة التربة.

ولا تزيد مساحة الأراضي المستغلة في الزراعة على 0,3% من جملة الأراضي القابلة للزراعة في الكويت. ففي عام 1985م بلغت مساحة الأرض المزروعة 20 مليون متر مربع، وكانت هناك 27 مزرعة ألبان تنتج 30,000 طن من الألبان الطازجة في السنة. وتعمل الحكومة على زيادة مساحة الأرض الزراعية عن طريق استصلاح أجزاء من الأرض الصحراوية وتحويلها إلى أراض خصبة بوساطة الري، ومحاولة إنتاج المحاصيل الزراعية باستخدام الطرق الحديثة مثل الزراعة بالرش والتنقيط، كما يعملون على زراعة المحاصيل الزراعية في أواني الرمال التي يزودونها بالمياه وبغذاء النبات بدلاً عن التربة الطبيعية الخصبة، مثل زراعة الطماطم بدون تربة، وإنشاء المزارع التجريبية للمحاصيل والحيوان.

وتساهم الزراعة الكويتية بنسبة ضئيلة جدًا في الدخل والإنتاج المحلي، حيث لا تزيد نسبتها على 0,4% فقط من جملة الناتج الوطني عام 1995م. كما أنها لاتستخدم إلا عددًا محدودًا من قوة العمل لا تزيد على 1,6% من جملة قوة العمل الكويتية.

وتنتج الكويت عددًا محدودًا من المحاصيل الزراعية، أهمها: الطماطم (12,000 طن)، البصل الجاف (16,000 طن)، الخيار (36,000 طن)، الباذنجان (2,800 طن).


الثروة الحيوانية:

تمتلك الكويت ثروة قليلة من الحيوانات بسبب قلة المراعي الطبيعية والنقص في إنتاج الأعلاف. وقد بلغت أعداد الحيوانات التي تمتلكها الكويت عام 1996م مايلي: 19,879 رأس من الماشية، 8,000 رأس من الجمال ؛ 308,000 رأس من الضأن ؛ أكثر من 68,000 رأس من الماعز ؛ و21 مليون دجاجة.

وكانت أهم المنتجات الحيوانية عام 1996م مايلي: 2,000 طن من لحوم الأبقار والجاموس ؛ 26,000 طن من لحوم الضأن ؛ 23,000 طن من لحوم الدواجن ؛ 40,000 طن من ألبان الجاموس ؛ 1,000 طن من ألبان الماعز ؛ 8,000 طن من بيض الدجاج ؛ 9,000 طن من جلود الأغنام. وهي كميات لا تكفي للاستهلاك المحلي، ولذلك تلجأ الكويت إلى الاستيراد لسد حاجات السكان.

صيد الأسماك:

يعدّ الصيد من الأنشطة الاقتصادية الهامة التي يعمل بها سكان الكويت منذ القدم. ويتم صيد كل كمية الأسماك من المياه المالحة من الخليج العربي أو من أعالي البحار. وقد بلغت جملة الإنتاج 10,800 طن عام 1988م، انخفضت إلى 7,700 طن عام 1989م، ثم زادت إلى 8,561 طن عام 1993م، وهي كمية لا تكفي إلا لتغطية ربع الحاجات المحلية للاستهلاك، ولذلك تعتمد البلاد على الاستيراد باستثناء الروبيان الذي يزيد على حاجات السكان ويعد صيده من أهم الحرف غير النفطية، وتمتلك الكويت أسطولاً صغيرًا للصيد في المياه العميقة.

صناعة تعليب التمر

الصناعة:

تُعدّ الصناعة من أهم الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها سكان الكويت. وتساهم الصناعة مع التعدين بنحو 50,4% من إجمالي الناتج الوطني الكويتي ؛ منها 10,9% فقط لعمليات التصنيع. كما يستخدم هذا القطاع 7,8% من جملة قوة العمل.

وتشكل المنتجات النفطية المختلفة حوالي 70% من جملة النشاط الصناعي في الكويت، إلى جانب عمليات التصنيع الأخرى مثل: المعادن والمنتجات الغذائية، والسماد، ومواد البناء، والمواد البلاستيكية، والأدوية ومبيدات الحشرات.

التعدين:

يساهم هذا القطاع بنسبة 39,5% من إجمالي الناتج الوطني في الكويت، وإلى جانب النفط والغاز الطبيعي هناك كمية قليلة من الملح المكرر والصلب الخام. وتوجد في الكويت احتياطيات كبيرة من الذهب بلغت 2,46 مليون أوقية عام 1970م زادت إلى أقصى مقرر لها فبلغت 3,99 مليون أوقية في عام 1975م، ثم انخفضت إلى 2,54 مليون أوقية عام 1989م، وهو ما يعادل 4,75% من جملة احتياطيات الذهب بدول العالم الإسلامي جميعًا.

سفن قديمة في نقعة الشملان بمدينة الكويت.

التجارة:

تتميز التجارة الخارجية للكويت بزيادة صادراتها على وارداتها، وبوجود فائض واضح في ميزانها التجاري. وقد بلغت جملة قيمة الصادرات الكويتية عام 1995م ما يعادل 12,815 مليون دولار، يساهم فيها النفط بنحو 94,3% من جملة الصادرات، كما تبلغ قيمة الصادرات من الماشية والمواد الغذائية التي يعاد تصديرها 50 مليون دولار، وتصدر إلى المملكة العربية السعودية وإيران.

وأهم شركاء تجارة التصدير: الهند (16,4% من جملة الصادرات عام 1995م)، وهولندا، وإيطاليا، وسنغافورة، وإيران. كما تشارك في تجارة التصدير: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، أستراليا، البرازيل، مصر، فرنسا، ألمانيا، الهند، كوريا، باكستان، الفلبين، تايوان، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية.

وبلغت قيمة الواردات عام 1995م نحو 7,666 مليون دولار، يتألف 41,2% منها من السيارات والآلات، و14% من السلع المصنوعة، 19,5% من المواد الغذائية، ومن السلع المصنوعة من الحديد والصلب، والمنسوجات والحيوانات الحية. ولا تفرض الكويت رسومًا جمركية على الواردات.

وأهم شركاء تجارة الاستيراد: المملكة العربية السعودية، وأستراليا، والصين الشعبية، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإيطاليا، واليابان، وسوريا، وهولندا، وسويسرا، وتايوان، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. وبلغت نسبة مشاركة الولايات المتحدة في تجارة الاستيراد الكويتية نحو 16,1%.

والكويت عضو في مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ومنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

مبنى بيت التمويل الكويتي.

المال والمصارف:

تشتهر الكويت بنشاط قطاع المال والمصارف فيها. ويوجد في الكويت سبعة من أكبر خمسين مصرفًا في الوطن العربي وهي: 1- بنك الكويت الوطني 2- بنك الخليج 3- البنك التجاري الكويتي 4- البنك الأهلي الكويتي 5- بنك برقان 6- بيت التمويل الكويتي 7- بنك الكويت والشرق الأوسط.

وقد بلغت جملة احتياطيات بنك الكويت المركزي من الذهب 108,6 مليون دولار عام 1989م.

وإلى جانب هذه المصارف الكبرى توجد أربعة مصارف وطنية أخرى بالكويت، كما توجد 13 شركة تأمين، وتسع شركات تعمل في مجال النفط.

ويعمل في قطاع المال والتأمين والخدمات الحكومية 35,341 شخصًا يشكلون 3,6% من جملة القوة العاملة في البلاد، منهم 80,99% من غير الكويتيين.


النادي البحري في مدينة الكويت.
حفر بئر في مدينة الأحمدي.
ميناء الشعيبة التجاري بمنطقة الشعيبة الصناعية.
ميناء الأحمدي

النقل والمواصلات:

تتمتع الكويت بشبكة جيدة من الطرق المرصوفة تربط المدن الكويتية بعضها ببعض إلى جانب الطرق المرصوفة داخل المدن. وتبلغ أطوال شبكة الطرق البرية بالكويت 4273كم.

وبلغ عدد سيارات الركوب بالكويت عام 1994م نحو 538,300 سيارة، بواقع سيارة واحدة لكل ثلاثة أفراد، وهو نفس المستوى في الولايات المتحدة الأمريكية، كما بلغ عدد الحافلات الخاصة بالركاب وعربات نقل البضائع 154,900 سيارة، وعدد العربات الآلية5,000 عربة.

ولا توجد في الكويت خطوط للسكك الحديدية.

النقل البحري. توجد بالكويت ثلاثة موانئ بحرية تجارية، أكبرها ميناء الشويخ الذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة الكويت، وقد بني هذا الميناء عام 1960م، وأصبح يضم عام 1987م نحو 21 رصيفًا مائيًا عميقًا.

وهناك ميناء الشعيبة ثاني أكبر الموانئ الكويتية، ويقع على بعد 56كم جنوب مدينة الكويت. وقد بني هذا الميناء عام 1967م لتسهيل الواردات من المواد الأولية والمعدات الثقيلة الضرورية لبناء المنطقة الصناعية في الشعيبة. ويضم هذا الميناء 20 رصيفًا.

أما الميناء الثالث فهو الدوحة، وهو ميناء صغير بني عام 1981م بقصد استقبال السفن الساحلية الصغيرة التي تحمل البضائع الخفيفة بين دول الخليج العربية. ويوجد بالميناء عشرون رصيفًا صغيرًا طول كل منها 100م.

وهناك عدة موانئ أخرى أهمها ميناء الأحمدي المخصص للنفط، ويقع على بعد 40كم إلى الجنوب من مدينة الكويت. ويستطيع هذا الميناء استيعاب حمولات ناقلات النفط ذات الغاطس الكبير، كما يستطيع شحن كمية قدرها مليونان من براميل الزيت في اليوم. وفي عام 1987م كان هذا الميناء يضم اثني عشر رصيفًا للناقلات، ورصيفًا لحمولات البيتومين، ورصيفين كبيرين للتصدير، إلى جانب الخدمات المصرفية. وقد بلغت أعداد السفن التي استقبلها هذا الميناء 348 ناقلة للنفط عام 1984م.

وإلى الجنوب من ميناء الأحمدي يقع ميناء عبدالله، وميناء الزور، وهما ميناءان صغيران للنفط.

النقل الجوي. تتمتع دولة الكويت بمواصلات جوية جيدة تربطها بجميع أنحاء العالم. ويوجد مطار دولي في العاصمة الكويت، بلغ عدد ركابه 5,124,223,000 راكب/كم، وحمولة طائراته 329,717,000 طن متري/كم عام 1995م.

نبذة تاريخية

التاريخ القديم:

كانت الكويت قبل الإسلام وبعده منطقة تجوال لعدد كبير من القبائل العربية. وكان العرب يضربون الخيام فيها عدة أشهر في الواحات عندما يبدأ موسم هطول الأمطار ونمو الكلأ، وبعد انتهاء فترة الرعي يعودون من حيث أتوا. وكانت الكويت داخلة في نطاق مايسمى بالبحرين عند ظهور الإسلام، ومن ثم فإن إسلام البحرين يعني كذلك إسلام الكويت.

وقد دارت معركة كبيرة على أرض الكويت عند بداية الفتوح الإسلامية في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وبين الفرس بقيادة هرمز، وكان النصر فيها حليف المسلمين. وقد اتخذ المسلمون الكويت ـ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ـ قاعدة انطلاق نحو السواحل الجنوبية لبلاد الفرس. وهكذا دخل الإسلام إلى الكويت وانتشر فيها تجاه الشرق إلى إيران.

مدينة الكويت عاصمة البلاد التي يحجبها الدخان المتصاعد من النيران المشتعلة في آبار النفط من جراء حرب الخليج التي انتهت عام 1991م. فقد أضُرِمت النار في مئات الآبار في الكويت مع نهاية الحرب.

بريطانيا والكويت:

لم يكن بالكويت ـ قبل عام 1700م ـ إلا عدد محدود من السكان المستقرين. وقد استقر أفراد من أفخاذ قبائل عنزة العربية على الشاطئ الجنوبي لخليج الكويت نحو عام 1710م حيث اكتشفوا مياهًا نقية. ومن المقدر أنهم قد تركوا وطنهم الأصلي في شبه الجزيرة العربية تجنبًا للقحط والجفاف الشديد. وقد بنى أفراد هذه القبيلة حصنًا أطلق عليه اسم الكوت ثم صغر الاسم إلى الكويت.

وقد اختارت هذه القبيلة ـ فيما بين عامي 1756 و1762م زعيمًا لها من بين أسرة الصباح وأطلق عليه "الصباح الأول". وهو الشيخ صباح بن جابر بن سلمان. ويقال إن اختيارهم له كان نظرًا للزعامة التي كان يتمتع بها والده بين قومه قبل وصولهم إلى المنطقة. وقد حكم الشيخ صباح من عام 1752م إلى عام 1762م.

وقد جعل البريطانيون الكويت منذ عام 1775م نقطة البداية لخدماتهم البريدية الصحراوية إلى حلب في سوريا، وكان هذا الطريق يشكل جزءًا من شبكة الطرق التي تحمل البضائع والرسائل من الهند إلى إنجلترا. وزاد الاهتمام البريطاني بالكويت عبر السنين.

عقد الشيخ مبارك الصباح في عام 1899م معاهدة مع المملكة المتحدة تكون فيها الكويت تحت الحماية البريطانية مقابل تعهُّد الكويت بألا تتعاون مع أحد بدون الرجوع إلى بريطانيا. وقد اعترفت بريطانيا في عام 1914م بالكويت دولة مستقلة تحت الحماية البريطانية.

البحث عن النفط:

منح حاكم الكويت عام 1934م امتيازًا لشركة الزيت الكويتية (وهي شركة بريطانية ـ أمريكية) للتنقيب عن الزيت. وقد بدأ الحفر عام 1936م، وأوضح أن هناك كميات كبيرة من النفط أسفل صحراء الكويت. وقد أصبحت الكويت موردًا رئيسيًا للنفط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م. وبسبب إنتاج وعائدات النفط تحولت الكويت من بلد فقير إلى دولة غنية.

الاستقلال:

أكد اتفاق 19 يونيو 1961م استقلال الكويت وسيادته، واعترفت فيه بريطانيا بمسؤولية الحكومة الكويتية عن إدارة الشؤون الداخلية والخارجية، مع موافقة الحكومة البريطانية على مساعدة الكويت إذا طلبت ذلك. وعقب الاستقلال انضمت الكويت إلى عضوية الجامعة العربية عام 1961م، كما صارت عضوًا في الأمم المتحدة عام 1963م.

مواطنو الكويت يحتفلون بتحرير بلادهم بعد أن صدّت القوات المتحالفة قوات الحكومة العراقية وأخرجتها من الكويت في فبراير 1991م. قامت حكومة العراق بغزو الكويت واحتلالها في أغسطس 1990م.

حرب الخليج:

قامت معارك عديدة في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي بين العراق وإيران في منطقة الخليج العربي. وفي عام 1986م شنت إيران هجمات مكثفة على ناقلات النفط الكويتية في الخليج العربي بدعوى المساعدات التي تقدمها الكويت للعراق سواء كانت مالية أو غير مالية. وقد طالبت الكويت عام 1987م كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي (السابق) بتوفير الأمان لسفنها، فأرسل الاتحاد السوفييتي إلى الكويت سفنًا مؤجرة تحمل العلم السوفييتي، كما أعيد تسجيل العديد من الناقلات الكويتية باعتبارها ناقلات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وحملت أعلام الولايات المتحدة، وبدأت السفن الحربية الأمريكية في مرافقة الناقلات الكويتية لحمايتها في الخليج العربي. وقد حدثت بعض الصدامات بين قوات الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الإيرانية بسبب ذلك. وتوقفت هذه الاصطدامات في أغسطس عام 1988م بعد أن اتفقت كل من العراق وإيران على وقف إطلاق النار.

وفي الثاني من أغسطس عام 1990م اجتاحت قوات النظام العراقي الكويت واحتلتها. وقد اتهم الرئيس العراقي صدام حسين الكويت بانتهاك حدود إنتاج النفط التي وضعتها منظمة الأوبك ؛ مما تسبب في انخفاض أسعار النفط في الأسواق الدولية. كما ادّعى بأن الكويت جزء من العراق من الناحية القانونية، وأعلن أن بلاده قد ضمتها باعتبارها محافظة عراقية. وقد رفضت الأمم المتحدة هذه التطورات وأعلنت أن ضم العراق للكويت باطل ولا أساس له من الحق والقانون.

بعد احتلال قوات النظام العراقي للكويت، ارتأت قيادة المملكة العربية السعودية أن هناك خطرًا داهمًا يهدد أمنها وسيادتها ولذلك استدعت قوات صديقة لتساعدها في مهام الدفاع عن أراضيها. أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها المسلحة إلى المملكة العربية السعودية، وكونت مع غيرها من دول المنطقة والدول الأوروبية والآسيوية تحالفًا عسكريًا لمواجهة احتمالات التدخل العراقي في السعودية وتحرير الكويت. وقد وافقت الأمم المتحدة في نوفمبر عام 1990م على استخدام القوة العسكرية لطرد القوات العراقية من الكويت إذا لم تغادرها في موعد أقصاه 15 يناير 1991م. ولكن النظام العراقي رفض الانسحاب من الكويت. وبدأت الحرب بين القوات المتحالفة والعراق. وضربت القوات المتحالفة الأهداف العسكرية العراقية، كما دخلت القوات البرية المتحالفة الأراضي الكويتية في شهر فبراير من العام ذاته وتم تحرير الكويت. وبعد التحرير تمت إعادة إعمار البلاد.

إختبر معلوماتك :

  1. ما أهم محافظات الكويت، وعواصمها؟
  2. كيف تفسر الزيادة السريعة في نمو عدد سكان الكويت؟
  3. حدد أكبر المناطق الحضرية في الكويت؟
  4. كيف تغلبت الكويت على مشكلة نقص المياه؟
  5. ما أهم موانئ الكويت؟
  6. متى وكيف نشأت مدينة الكويت العاصمة؟
  7. مادور بريطانيا في تاريخ الكويت؟
  8. ما السبب الذي ادعته القوات العراقية لهجومها على الكويت عام 1990م؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية