الرئيسيةبحث

الكويت ( Kuwait )



مدينة الكويت عاشت مراحل النشوء والتطور والارتقاء، عبر حوالي ثلاثمائة عام، وفق المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي مرت بها البلاد.
الكـويْـــت عاصمة دولة الكويت، وتقع على الجانب الجنوبي من خليج الكويت، وهي مرفأ طبيعي ممتاز في الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي. وقد بلغت مساحة المدينة حوالي 98,3كم² في إحصاء 1985م.

النشأة والتاريخ:

تأسست مدينة الكويت في القرن الثامن عشر الميلادي على يد التاب وهي إحدى فروع قبيلة عنزة التي كانت تعيش في شمال وسط شبه الجزيرة العربية وهاجرت إلى المنطقة واستقرت فيها بعد أن اكتشفت بها مياهًا نقية. كانت مدينة الكويت في أول أمرها لا تزيد عن محطة صغيرة للقوافل، وميناء صغير لصيد الأسماك واللؤلؤ واستقبال البضائع القادمة من المحيط الهندي. وصارت المدينة بمرور الزمن ميناءً هامًا ومركزًا لبناء السفن خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر الميلاديين. تحولت مدينة الكويت بعد اكتشاف النفط فيها إلى مدينة حديثة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1945م)، وتطورت بخطوات سريعة، مما أدى إلى طمس معالمها القديمة إلا قليلاً.

عانت المدينة كثيرًا من آثار الاجتياح العراقي للكويت خلال الفترة من أغسطس 1990م إلى فبراير 1991م، فقد قتل الكثير من سكانها، وأصاب مبانيها ومنشآتها دمار هائل، وغطت السحب الكثيفة سماءها بسبب حرائق آبار النفط التي أشعلتها القوات العراقية عند انسحابها من الكويت، ولكنها استطاعت أن تعيد ازدهارها وتزيل آثار الخراب بعد نهاية هذه الحرب.

مسجد الدولة الكبير الذي ترتفع مئذنته إلى 72 مترًا.
أبراج الكويت من المعالم المميزة لمدينة الكويت وهي مقامة على ساحل الخليج العربي.
جانب من سوق الخضراوات والفواكه في مدينة الكويت.
الأسواق الحديثة في مدينة الكويت.

السكان:

بلغ عدد سكان مدينة الكويت حوالي 25,000 نسمة في عام 1925م، ولكنها تطورت بسرعة خلال نصف قرن، فبلغ عدد السكان 78,116 نسمة في إحصاء عام 1975م، كما زاد عدد سكان ضواحيها إلى 198,240 نسمة. وانخفض هذا العدد في إحصاء عام 1980م إلى 60,525 نسمة بسبب خروج عدد كبير من السكان إلى سكنى الضواحي. وكان هذا العدد يشكل 4,45% فقط من جملة سكان دولة الكويت. وفي هذا الإحصاء كانت المدينة تشغل المرتبة الثالثة بين المدن الكويتية من حيث عدد السكان ـ بعد حولي والسَّالمية، وكان هذا الحجم يعادل أقل من خمسي إجمالي عدد سكان المدينة الأولى حولي أو 39,71%، كما كانت مدينة الكويت تأتي في المرتبة 56 بين عواصم دول العالم الإسلامي آنذاك.

بلغ عدد سكان محافظة الكويت في عام 1995م نحو 192,800 نسمة، وهو ما يعادل 12,23% من جملة سكان الدولة، وهو يزيد على عدد سكان المدينة في إحصاء عام 1985م الذي بلغ 167,768 نسمة، وكان يشكل 9,88% من جملة عدد سكان الدولة.

وتأتي مدينة الكويت في المرتبة الثالثة بين المدن الكويتية من حيث كثافة السكان، ففي عام 1985م بلغت كثافة السكان فيها 1,707 نسمة في الكيلو متر المربع، انخفضت في منتصف عام 1990م إلى 1,536 نسمة في الكيلو متر المربع، ثم ارتفعت عام 1995م إلى 1961 نسمة في الكيلومتر المربع، وتسبقها في الكثافة كل من السالمية وحولي.

الأهمية:

تتميز الكويت بأهميتها كميناء تجاري لدولة الكويت. وقد ازدادت هذه الأهمية بعد إنشاء ميناء الشويخ على بعد ثلاثة كيلو مترات من مدينة الكويت، وبعد تزويده بأربعة أرصفة حديثة للمياه العميقة ليصبح مجموع أرصفته 21 رصيفًا. كما يوجد بالمدينة مطار دولي حديث، يتمكن من استقبال الطائرات الضخمة، ومواجهة حركة النقل الجوي المستمرة والمتزايدة.

وتنتج مدينة الكويت الكثير من السلع التي يرتبط إنتاجها بالنفط، كما توجد فيها أعداد كبيرة من المصارف وشركات التأمين والشركات الملاحية. وبها شبكة جيدة من الطرق المرصوفة من الدرجة الأولى المزدوجة للسيارات تربطها بمدينة الأحمدي وبميناء الأحمدي، وبالمدن الكويتية الأخرى، كما تربطها بالحدود العراقية والسعودية.

وتوجد بمدينة الكويت جامعة الكويت التي افتتحت في عام 1386هـ، 1966م، وتضم حاليًا أكثر من أحد عشر ألف طالب وطالبة، وعددًا كبير من أعضاء هيئة التدريس. كما يوجد بالمدينة مكتبة عامة، والمتحف الوطني الكويتي، وكلية الدراسات التكنولوجية.

العمران والتخطيط:

تعتبر مدينة الكويت مدينة عصرية، وهي مركز عمراني يُعدُّ نواة لمنطقة حضرية كبيرة يعيش فيها حوالي 13% من إجمالي سكان دولة الكويت.

ويدعم اقتصاد المدينة وعمرانها الثروات النفطية الضخمة للدولة. وتوجد بالمدينة منطقة سكنية راقية تقع بين الطرق شبه الدائرية التي تُشكِّل شبكة متصلة حول مركز العاصمة.

ويعيش العديد من مواطني مدينة الكويت في مساكن أنيقة فاخرة، بينما يعيش غير الكويتيين في أحياء تتكون مساكنها من وحدات سكنية (شقق) أقل مستوى.

وتعتبر مدينة الكويت في الوقت الحاضر من أحدث المراكز العمرانية في جميع بلدان قارة آسيا الجنوبية الغربية، وذلك لما تحويه من عمارات حديثة تشرف على شوارع عريضة، وعمارات حكومية أنيقة، وتجهيزات غاية في الحداثة كالفنادق والمطاعم الفخمة. ويقوم على ساحل المدينة أول معمل أقيم لتحلية المياه في الخليج العربي بعد أن فشلت المحاولات الكويتية مع العراق لمد البلاد بالمياه العذبة من شط العرب.

★ تَصَفح أيضًا: الكويت ؛ الكويت، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية