الشيخ سعيد بن طحنون بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح آل نهيان حاكم أبوظبي (1845 - 1855) رشحه عمه هلال بن شخبوط و اختاره وجهاء بني ياس و هو لازال في ريعان الشباب و كان قوي الشخصية صلب الإرادة . وقد اشترط لاستلام الإمارة شروط صعبة وافق عليها المجتمعون و لكنه أمضى في فترة حكمه الأولى فترة هدوء حتى غمز بعض الأخصام جانبه و اشتكى الناس إلى الشيخ المري برود جانبه فذهب المري إلى مجلسه فوجده يلعب لعبة شعبية .
فقال المري شعراً : ذي ديرة ما عرفت لي من فيها و لاعرفت ساكنها و من لا فيها سفــــينة تجـري بلا سكــاني لو لا يديد الغزال ملا فيهــا
فرد عليه الشيخ سعيد قائلاً : تجـــــري إذا الحبـــال صحــاحي و لي عاد لحيان السفينة انصاحي و اللي ما يعرف الجد من الامزاحي يكظم خوافيها على ما فيهـــا
فهرس |
و قد أظهر عداءً للشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم و أرملة عمه الشيخ خليفة و ولديها زايد و ذياب و فاوض الزعيم القاسمي و عقد حلفاً بين القواسم و بني ياس لسحق الإمارات الأخرى مثل دبي و عجمان و أم القيوين مما جعل تلك الإمارات تعقد حلفاً مضادَاً و سادت أجواء الحرب و أغار الشيخ صقر القاسمي على أم القيوين تسانده قبيلة بني قتب قتل فيها الشيخ صقر بن سلطان و تدخلت بريطانيا و عقدت هدنة ثم عقد الصلح و تحالف الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم مع القاسمي ضد حاكم أبوظبي .
أوقف الشيخ سعيد الزكاة التي كان يدفعها بني ياس إلى السعودية و في البريمي رحل الأمير سعد المطيري إلى رياض و سلم الأمر إلى نائبه محمد بن يوسف العجاجي للتحقيق معه في الرياض . أخد الشيخ سعيد يعد العدة لمهاجمة القوات السعودية في البريمي و جهز قوات من بني ياس و المناصير و العوامر و بعض الشوامس و بني كعب و بني قتب و اتفق مع السيد حمود بن عزان والي صحار . و كان هذا يعد نفس الإعداد لنفس الهدف و تم الاتفاق بينهما . و في سنة 1848 أطبقت القوات الظبيانية و العمانية على البريمي و بعد ثلاثة أيام من المعارك انحصرت القوات السعودية في قلعة المدينة ثم استسلم قصر (الصبارة) و هرب العجاجي و قبض عليه و سمح له و بعض أعوانه بالرحيل إلى الشارقة . و عندما علم الإمام فيصل بن تركي آل سعود أوقف التحقيق مع المطيري و أرسله على رأس قوة سعودية جديدة و رصد له الشيخ سعيد في الطريق و كانت وقعة (العانكة) و انهزمت القوات السعودية أمام قوات أبوظبي دون اشتراك القوات العمانية . و هرب المطيري إلى الشارقة ليعيد تنظيم قواته و يطلب نجدات جديدة و تمكن من اقناع قاسمي و الفلاسي لمناصرته و كذلك انضم لهم القبيسات بقيادة الشيخ خادم بن نهيمان رغبة في الانفصال بالعديد مرة ثانية و رحل إلى هناك و لكن الشيخ سعيد تمكن من استعادتهم بالحسنى و قيل أنه عاملهم بقسوة عندما تمكن منهم .و في سنة 1850 وافق الشيخ سعيد على تسليم القلعتين اللتين احتلتهما قواته في البريمي إلى القائد السعودي الجديد عبدالله بن بتال المطيري ثم اتفق مع زعيم القواسم على حصار ابن بتال و محاولة إخراجه من البريمي حتى استسلم و رحل إلى نجد و سلموا حصون البريمي إلى أبي شامس من النعيم . و في سنة 1851 انضم زعيم آل أبي فلاسة إلى المصالحة بين زعيم القواسم و زعيم بني ياس و
طلب أمير البحرين المساعدة من الشيخ سعيد ضد القوات السعودية التي استولت على قطر و استعدت لاقتحام البحرين و قرر الشيخ سعيد مساعدتهم و أرسل قوات لمهاجمة قطر و جرت عدة مفاوضات انتهت بالصلح بين كل أطراف و انسحاب القوات السعودية و الظبيانية من قطر .
في سنة 1853 تخترقت القوات السعودية بقيادة الأمير عبدالله الفيصل آل سعود صحراء الظفرة إلى البريمي و لم يتعرض الزعيم الياسي على ذلك و استولت على القلاع و جرت عدة مفاوضات بين جميع الأطراف بما فيهم بريطانيا و لعب الشيخ سعيد دوراً كبيراً انتهت بالتفاهم بين السعودية و عمان .
و في سنة 1854 احتلت القوات الايرانية ميناء بندر عباس و هرب الحاكم العماني و أرسلت عمان قوات اشترك فيها و قادها الشيخ سعيد مناصرة لعمان و تدخلت بريطانيا و أوقف الشيخ سعيد على مشارف بندر عباس . و اشتهر الشيخ سعيد بأنه كان يقضي بين الأخصام طبقاً للشريعة الإسلامية
و في العام 1854 رحل الشيخ سعيد عن إمارته بطريقة غريبة و ترك اخاه الشيخ صقر يتولى الأمر و قيل أنه أصيب بحالة نفسية . و عندما اكتشف الأهالي مغادرته طردوا أخاه و أحضروا الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي كان لاجئاً سياسيا لدى خاله الشيخ عبدالله بن الهول السويدي زعيم السودان في الشارقة و كان عمره عشرين عاماً .