الرئيسيةبحث

خنزير بري

الخنزير البري
التصنيف العلمي
المملكة الحيوانات
الشعبة الحبليات
الطائفة الثدييات
الرتبة مزدوجات الأصابع
الفصيلة الخنزيريات
الجنس الخنزير: Sus
النوع البري: scrofa
معلومات عامة
وضع الفصيلة غير مهددة، ليس مدعاة للقلق
الإسم العلمي Sus scrofa: ساس سكروفا
إسم المصنف و تاريخ التصنيف لينايوس، 1758


الخنزير البرّي حيوان وحشي شرس عنيد، وهو سلف الخنازير المستأنسة (المعروفة في بعض المناطق بالخنازير الجوية) التي تربى في المزارع والمناطق الريفية حول العالم، وهو يعرف أيضا بالعربية بالعفر. و يتواجد الخنزير البرّي في معظم دول أوروبة الوسطى و حوض البحر المتوسط بما فيها شمال أفريقيا حيث يقطن تقريبا كل غابات المغرب في جبال أطلس وكذلك في سلسلة جبال خمير بشمال تونس، حيث يكثر في المرتفعات الغابوية والجبلية.كما يقطن الخنزير البري في براري جنوب العراق وفي أهوار البصرة وكذلك في شمال العراق إضافة إلى شرق و شمال سوريا خصوصا منطقة الجزيرة و غابات جبال الساحل السوري. وبعض أجزاء ليبيا و موريتانيا و إيران و تركيا، بالإضافة إلى لبنان و فلسطين، كما يمتد موطنه أيضا ليشمل جزءا كبيرا من آسيا يمتد حتى إندونيسيا جنوبا، وقد أدخلت الخنازير البرّية بنجاح إلى العديد من الدول الخارجة عن نطاق موطنها الطبيعيّ.

ينتمي الخنزير البرّي إلى عائلة الخنزيريات وهي العائلة نفسها التي ينتمي إليها الخنزير الثؤلولي أو الحلّوف، و خنزير الآجام الإفريقيين بالإضافة للعفر القزم من شمالي الهند و البابيروسة من إندونيسيا و غيرها.

فهرس

وصف الفصيلة

للخنزير البرّي جسد و رأس ضخمان و قوائم قصيرة نسبيا، و فراء الخنزير ثخين يشتد سماكة في الشتاء و يتراوح لونه من الرمادي الداكن إلى الأسود و البنيّ، إلا أن هناك اختلافا بنمط الألوان بحسب اختلاف الموطن وقد أفادت بعض التقارير بوجود خنازير برّية بيضاء حتى في آسيا الوسطى.[1]

الهيكل العظمي للخنزير البرّي
الهيكل العظمي للخنزير البرّي

يختلف حجم الخنزير البرّي كذلك الأمر بناء على اختلاف الموطن، فالإناث البالغة (5 سنوات أو أكثر) من أوروبة الوسطى يبلغ طولها 135 سنتيمترا و تزن بين 55-70 كيلوغراما بينما تصل الذكور البالغة في طولها إلى 140-150 سنتيمترا و تزن ما بين 80 و 90 كيلوغراما. بينما تكون الخنازير من مناطق أخرى كالقوقاز أضخم حجما بكثير، حيث يصل طول الذكور منها إلى 200 سنتيمترا و تزن 200 كيلوغراما و حتى في بعض المناطق الأخرى كغرب فرنسا و لبنان فقد تم صيد خنازير برّية يصل وزنها إلى 100 كيلوغرام. و خلال أعوام الثلاثينات من القرن العشرين اصطيدت حيوانات تزن 260 كيلوغراما من دلتا الفولغا، و كذلك الأمر بالنسبة للشرق الأقصى الروسي حيث وردت تقارير عن ذكور يفوق وزنها 300 كيلوغرام. وقد أدّى الصيد المكثّف إلى تقليص عدد الحيوانات الضخمة، و أصبحت الخنازير البالغة 200 كيلوغراما تعد حاليا بأنها ضخمة جدّا.[2]

للخنزير البرّي زوج من الأنياب على كل فك، و تستخدم هذه الأنياب كوسيلة للدفاع عن النفس و تستمر بالنمو طيلة فترة حياة الحيوان. يبلغ طول الأنياب السفليّة في الذكور حوالي 20 سنتيمترا (نادرا ما يظهر منها أكثر من 10 سنتيمترات خارج الفم) وقد تبلغ 30 سنتيمترا في حالات استثنائيّة، أما الأنياب العلويّة فهي تميل نحو الأعلى عند الذكور و يقوم الذكر على الدوام بشحذها على بعضها لإبقائها حادّة عند الأطراف. و بالنسبة للإناث فأنيابها أصغر حجما و تميل قليلا نحو الأعلى لدى الإناث الأكبر سنا.

الموطن

خنزير برّي ناضج
خنزير برّي ناضج

الموطن الكامل

كان الموطن الأصليّ للخنزير البرّي يشمل شمال إفريقيا و معظم أوراسيا من الجزر البريطانية إلى اليابان و جزر السوندا، وفي الشمال فقد امتد نطاق موطنه ليبلغ جنوب اسكندنافيا و جنوب سيبيريا.

و منذ بضعة قرون كانت هذه الخنازبر تتواجد على طول وادي النيل في شمال إفريقيا حتى تصل إلى الخرطوم و شمالي الصحراء الكبرى. وفي آسيا كان موطنها الأصلي يمتد من بحيرة لادوغا شمالا عبر منطقة نوفغورود و موسكو حتى يصل إلى جنوب الأورال ومن ثم يمتد شرقا حتى سهوب بارابا فجنوبا إلى جبال آلتاي فشرقا مجددا إلى جبال تانو أولا و بحيرة بايكال حتى يصل قريبا من بحر الصين. وفي بعض المناطق الأخرى تم تأكيد وجود خنازير بريّة فيها بالسابق عبر مستحثاتها التي وجدت فقط، ولا تتواجد الخنازير في المناطق الصحراويّة الجافّة و أعالي الجبال بشكل طبيعي، و هذا ما يفسّر عدم وجودها في المناطق الجافة من منغوليا و غربي سيتشوان في الصين بالإضافة إلى شمالي الهيمالايا في الهند و شبه الجزيرة العربية.[3]

الموطن الحالي

لقد تغيّر نطاق موطن الخنزير البرّي بشكل كبير عبر القرون الماضية، و يعود السبب في ذلك إلى النشاط البشري بشكل رئيسيّ و ربما لتغيّر المناخ أيضا. وقد انقرضت الخنازير البرّية في بريطانيا بحلول القرن الثالث عشر، و يؤكد بأنها لم تستمر بالتواجد في جنوب إنكلترا بحلول عام 1610 عندما قام الملك جايمس الأول بإعادة إدخالها إلى منتزه ويندسور الكبير. وقد باءت هذه المحاولة و غيرها من المحاولات اللاحقة بالفشل بسبب القنص اللاشرعيّ، و بحلول عام 1700 لم يكن قد تبقى أي خنازير برّية في بريطانيا.

قتل آخر خنزير في الدنمارك في بداية القرن التاسع عشر، وفي عام 1900 لم تعد تشاهد الخنازير البرّية في تونس و السودان و مناطق عديدة في المانيا و النمسا و إيطاليا. وفي روسيا انقرضت هذه الحيوانات في مناطق متعددة بحلول الثلاثينات من القرن العشرين و تقلّصت حدود موطنها الشماليّة لتبلغ جبال آلتاي جنوبا.

وعلى العكس من ذلك فقد استمرت جمهرة الخنازير البرّية في فرنسا و بعض دول الشرق الأوسط بالنمو خصوصا في المناطق الريفيّة في وسط و جنوب فرنسا وفي سوريا وفلسطين و العراق و لبنان.

تعيش الخنازير في الأراضي السبخة العراقيّة على ضفاف نهريّ دجلة و الفرات بالإضافة إلى شمال البلاد، وتعيش في مناطق الجبال الساحلية في سوريا بسبب قلّة صيدها من السكان المحليين ذوي الأغلبيّة المسلمة الذين لا يأكلون لحمها وتتواجد في منطقة الجزيرة السورية . وفي لبنان تنتشر الخنازير البرّية في جميع أنحاء البلد في المناطق الجبليّة و السهول، وقد ازداد عددها على الرغم من صيدها في بعض الأحيان بسبب قيام الإسرائليين بإطلاق سراح العشرات منها في جنوب لبنان بعد الانسحاب عام 2000. أما في فلسطين فإن الخنازير استمرت بالتواجد للسبب عينه الذي أدى إلى بقائها في الدول المجاورة أي قلّة صيدها من الأغلبيّة المسلمة و اليهوديّة بعد قيام دولة إسرائيل.

قامت الخنازير البرّية مؤخرا بتوسيع نطاق موطنها الآسيوي ليصل إلى حدوده الشماليّة السابقة، وقد لوحظ ذلك في عام 1950. وفي عام 1960 وصل نطاق موطنها إلى حدود بطرسبيرغ و موسكو ومن ثم توسعت أكثر في الإقليم الروسي، وخلال أعوام السبعينات أصبحت تتواجد مجددا في الدنمارك و السويد بسبب هرب العديد من الحيوانات المأسورة إلى البريّة، وخلال التسعينات هاجرت هذه الحيوانات إلى توسكانا و أصبحت تشاهد مجددا في شمال تونس.

الخنازير المدخلة

خنازير وحشيّة في فلوريدا في الولايات المتحدة
خنازير وحشيّة في فلوريدا في الولايات المتحدة

تمّ إدخال الخنازير البرّية إلى الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين كطرائد للصيد، حيث تزاوجت في بعض المناطق مع الخنازير المستأنسة الطليقة. كما أدخلت الخنازير البرّية إلى أميركا الجنوبية و غينيا الجديدة و نيوزيلندا و استراليا و غيرها من الجزر حيث تزاوجت بشكل جزئي مع الخنازير المستأنسة الطليقة.

التفرقة بين الخنزير البري و الخنزير الوحشي

الخنزير البرّي هو الخنزير ذو الجذور البرّية أما الوحشي فهو الخنزير المستأنس الذي أصبح طليقا وغدا وحشيّا، فالتفرقة بينهما لا تتم على أساس أنهما فصيلتين مختلفتين فكلاهما يعد من الفصيلة نفسها، وإنما تتم التفرقة عبر النظر إلى المكان الذي تقطنه الحيوانات أو عبر معرفة تاريخها في تلك المنطقة أو البلد بالتحديد. ففي نيوزيلندا على سبيل المثال تعرف الخنازير البرّية بإسم "القباطنة كوكر" أو "الكابتن كوكرز" نسبة إلى الاعتقاد بأنها تتحدر من الخنازير التي أهداها مكتشف الجزيرة القبطان جايمس كوك إلى شعب الماوري خلال أعوام 1770[4]. كما تعرف خنازير نيوزيلندا "بذوات الأنياب" أو "التسكرز" بالإنكليزية.

و يستخدم لفظ خنزير للدلالة على الذكر البالغ من أي فصيلة خنزيريّات بما فيها الخنزير المستأنس، وفي حالة الخنزير البرّي فإن التعبير بلفظ خنزير برّي لايكفي للدلالة على الذكر لأنه يدل أصلا على الفصيلة. و عوضا عن ذلك ينبغي قول "خنزير برّي ذكر" و "خنزيرة بريّة" و "خنّوص برّي" بمعنى صغير الخنزير البرّي.[5]


إحدى الخصائص التي يمكن بواسطتها تفرقة الخنازير البرّية عن السلالات المستأنسة هي لون الشعر. فالحيوانات البريّة تمتلك دوما معطفا سميكا و قصيرا يتراوح لونه من الرمادي إلى الأسود و البني، كما و تمتلك صفا من الشعر المنتصب على طول العمود الفقري وهذا ما أدى إلى تسميتها في جنوبي الولايات المتحدة و استراليا "بالعرفيّة الظهر" أو "الرايزور باك" بالإنكليزية. يكون ذيل الخنازير قصير و مستقيم، و تميل الحيوانات البرّية إلى امتلاك قوائم أطول بالإضافة إلى رأس و خطم أضيق من الخنازير المستأنسة. و يصل وزن الذكور البرّية الأوروبيّة البالغة إلى 200 كيلوغراما (في بعض الأحيان الإستثنائيّة قد يصل وزنها إلى 300 كيلوغراما، خصوصا في أوروبة الشرقية)، بينما تكون الإناث أصغر حجما من الذكور بحوالي الثلث.

وفي يونيو 2004 تم قتل خنزير وحشيّ ضخم جدّا أطلق عليه اسم هوغزيلا، في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة[6] . وقد اعتقد في بادئ الأمر أن القصة غير حقيقية و أن الحيوان مزيّف ومن ثم انتشرت القصة بشكل كبير على الإنترنت و أصبحت هوسا لبعض العامّة، فأرسلت جمعيّة ناشونال جيوغرافيك بعض العلماء إلى موقع الحادثة حيث قاموا بإجراء فحص لجيفة الحيوان و لحمضه النووي و تبيّنوا بعد ذلك أن هوغزيلا هجين بين خنزير برّي و خنزير مستأنس.[7]

العادات

خنانيص ترضع
خنانيص ترضع

تعيش الخنازير البرّية في مجموعات عائليّة يبلغ عدد أفرادها حوالي 20 حيوانا، إلا أنه من الممكن أن يصل عدد الأفراد إلى مافوق الخمسين في بعض الأحيان. تتكون المجموعة العائليّة في العادة من خنزيرتين و صغارهما، ولا تختلط الذكور بهذه المجموعات في خارج موسم التزاوج الذي يتكرر مرتين أو ثلاثة في السنة و غالبا ما تعيش منفردة. تضع الأنثى حملها في منطقة مختارة بعيدا عن المجموعة العائليّة و يتكوّن البطن في العادة من 4 إلى 6 خنانيص.

تعتبر هذه الحيوانات ليليّة النشاط حيث تقوم بالبحث عن طعامها من الغسق وحتى الفجر، وهي تأكل أي شيء يقع في دربها بما في ذلك البندق و التوت و الجيفة و الجذور بالإضافة إلى البصلات و الحشرات و الزواحف الصغيرة وحتى صغار الأيائل و الحملان.

الخنازير البرّية هي الحافريات الوحيدة التي يعرف عنها بأنها تحفر جحورا، و يمكن تفسير ذلك على أنها الثدييات الوحيدة التي لا يولد جسدها حرارة كافية لحمايتها من البرد و لذلك عليها أن تجد وسائل أخرى لتحمي نفسها، ومن هذه الوسائل قيام الخنانيص الصغيرة بالارتجاف لتوليد حرارة في جسدها.[8]


و بحال حوصر الخنزير أو فوجئ على حين غرّة فسوف يدافع عن نفسه بشراسة (خصوصا الأنثى مع صغارها). و عند الهجوم يقوم الذكر بخفض رأسه و العدو نحو الخطر ومن ثم يرفع رأسه للأعلى لجرح خصمه بأنيابه، أما الأنثى القصيرة أو العديمة الأنياب تقوم بالهجوم فاغرة فمها و رأسها مرفوع لعض ما يهددها. و نادرا ما تكون هذه الهجومات قاتلة للإنسان إلا أنها تؤدي إلى صدمات عنيفة و فقدان للدم.

السلالات

خنزير برّي هندي في منتزه رنثامبور القومي في الهند
خنزير برّي هندي في منتزه رنثامبور القومي في الهند

للخنزير البرّي أربع سلالات تتوزع في مناطق مختلفة:

يعتبر الخنزير المستأنس سلالة رابعة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يصنّف على أنه فصيلة مستقلّة.

تمثيل الخنزير البري في الأساطير و الدين

طبق إغريقي يمثل التضحية بخنّوص
طبق إغريقي يمثل التضحية بخنّوص

قد تكون أول الأساطير التي ذكرت الخنزير البري هي أسطورة أدونيس وعشتار في الميثيولوجيا السورية، حيث يقتل الخنزير أدونيس ويمثّل بذلك رمزاً للشر والكره. انتقلت هذه الفكرة للأساطير الأخرى ولبعض الأديان التي صارت تنبذ تناول لحم الخنزير.

كما تمثّل الخنزير البرّي في الأساطير الإغريقية حيث يعرف منها اثنين بشكل خاص. أحدها هو الخنزير الأرمانثي الذي كان على هرقل قتله كإحدى مهامه الاثني عشر، و الثاني هو الخنزير الكاليدوني الذي اصطاده العديد من الأبطال الأسطوريّن مثل أتلانتا في أسطورة الصيد الكاليدوني.

وفي الأساطير السلتية فإن الخنزير البرّي كان مقدسا بالنسبة للآلهة أردوينا[9][10]، و ظهر صيده في العديد من الأساطير الإيرلندية و السلتية مثل قصة "فن ماكول" الذي استدرج خصمه إلى جانب خنزير برّي قام بنطحه حتى الموت.

وكان لآلهة الشمال فراير و فريجا خنزير برّي لكل منهما. سمي خنزير فراير "غولينبروستي" بمعنى "اللبدة الذهبيّة" وكان قد صنع على يديّ أبناء لفالدي و قدموه كهدية لفراير، وكانت الأساور المعلقة على لبدة غولينبروستي تتوهج في الظلمة لتنير الطريق أمام سيده. و دعي خنزير فريجا "هيلدسفيني" بمعنى "خنزير الحرب" و كانت تمتطيه عندما لا تستخدم عربتها. و اعتبر الخنزير البرّي في الأساطير الشمالية بأنه طلسم يؤمن الحماية في الحروب، و لعلّ ذلك يعود إلى طبيعة الحيوان الشرسة، بالإضافة إلى اعتباره رمز للخصوبة.

احترمت الخنازير البرّية كذلك الأمر في بلاد فارس خلال فترة ازدهار الحضارة الفارسية حيث كانت تعتبر على أنها حيوانات تمثل الشراسة و الشجاعة، وكان يطلق لقب "بوراز" أو "غوراز" بمعنى خنزير على بعض الأشخاص لإظهار شجاعتهم و بسالتهم. وظهرت الخنازير البرّية أيضا في الأساطير الفينيقية، ومن هذه الأمثلة قصة الإلهين أدونيس و عشتار حيث قام أدونيس بقتال خنزير في وادي نهر الكلب في لبنان مما أدّى إلى مصرع الإثنين سويا.

و تمثّل الخنازير البرّية أيضا في الأساطير الهندوسية وفي الأبراج الصينيّة حيث يعتبر الخنزير البرّي (أو المستأنس في بعض الأحيان) أحد الحيوانات الاثني عشر الممثلة في تلك الأبراج.

و يعتبر الخنزير البرّي و المستأنس على حد سواء محرما أكله بالنسبة لتابعي الديانتين الإسلامية و اليهودية، فقد ورد ذكر لهذا التحريم صراحة في القرآن الكريم ولم يذكر الخنزير من ضمن أصناف الحيوان المحلل أكلها في التوراة. و ينظر إلى الخنزير في الإسلام أيضا على انه حيوان نجس.

صيد الخنازير البرية

يعتبر الخنزير البرّي طريدة مفضلة تمثل تحديا للصياد نظرا لضخامة الحيوان و قوته و شراسته في الدفاع عن نفسه. وكان يتم صيد هذه الحيوانات تاريخيّا من قبل مجموعة من الرمّاحين باستخدام رماح خاصة تسمى رماح الخنازير. وكانت هذه الرماح تزود بعارضة متصالبة لتوقف الحيوان في مكانه و منعه من مهاجمة الشخص الذي طعنه قبل أن يموت. استخدم الصيادون أيضا في بعض الأحيان سيوف خاصة لصيد الخنازير بالإضافة إلى كلاب ضخمة يقومون بتزويدها بدروع من الجلد السميك.

صورة من القرون الوسطى تمثل صيدا للخنزير البرّي
صورة من القرون الوسطى تمثل صيدا للخنزير البرّي
أنياب خنزير برّي، تذكار صيد
أنياب خنزير برّي، تذكار صيد

وفي بلاد فارس كان الأرستقراطيون يستخدمون الفيلة في مطاردة و محاصرة الخنازير البرّية في الأراضي السبخة حيث كان الصيادون يكمنون لها في قوارب، ومن ثم كان الصياد يستخدم قوسه لقتل الخنازير. و بعد ذلك كانت الفيلة تحمل ما تم صيده إلى المخيم، و تظهر النقوش الصخريّة في أحد المواقع تفاصيل هذه العمليّة بشكل واضح.

كان صيد الخنازير من على ظهر الخيول يعد شائعا في الهند بين المهراجات و الضباط البريطانيّن خلال الحقبة الفيكتورية و الحقبة الإدواردية. وقد قام مؤسس الحركة الكشفيّة روبرت بادن باول بتأليف كتاب حول هذا الموضوع.

تصطاد الخنازير البرّية حاليا كمصدر للطعام و للحد من الدمار الذي تلحقه بالمحاصيل الزراعيّة و الغابات. وقد قيل أن الصيّاد تسنح له فرصة واحدة فقط لإصابة طريدته إصابة قاتلة، ذلك لأن جلد الحيوان سميك جدا كما أن عظامه كثيفة مما يقلل من فرصة صرعه على الفور و لذلك فإن لم تتسنى للصياد هذه الفرصة فإن الخنزير سيستمر بهجومه عليه حتى ولو كان قد أصيب في موضع أخر في جسده. فقد وردت تقارير عن صيادين طاردتهم الخنازير إلى الأشجار بعد أن قامو بإصابتها إصابة غير قاتلة.

و تستخدم الكلاب عادة لمطاردة الخنزير البرّي و إخضاعه، و تزوّد هذه الكلاب بسترات واقية من الرصاص في بعض الأحيان لحمايتها وهي تقسّم إلى صنفين، كلاب المحاصرة و كلاب الالتقاط.

تقوم كلاب المحاصرة بحشر الخنزير في مكان معين و منعه من التحرك إلى مكان آخر بينما تقوم بالنباح بشكل مستمر، و يعرف هذا السلوك "بمحاصرة الخنزير" أو "إبقاء الخنزير بعيدا". تستمر الكلاب بالنباح بصوت عال حتى تهدي الصياد إلى موقعها و تبقى هي نفسها بعيدة لمسافة آمنة عن الخنزير، و تبقي الكلاب على هذا السلوك إلى أن يصل الصياد و يقوم بقتل الخنزير بطلقة محكمة.

و تقوم كلاب الالتقاط بإمساك الخنزير من قاعدة أذنيه في العادة و تثبيته. وما ان تتمكن الكلاب من الخنزير حتى تقوم بتثبيته بإمساك رأسه إلى أن يصل الصياد، و عندها يقوم هذا الأخير بقتل الخنزير من الخلف باستخدام سكين او رمح. و تعتبر هذه الطريقة في الصيد تقليدا مهما و مميزا في العديد من البلدان.

انقرضت الخنازير البرّية في السويد خلال القرن الثامن عشر وفي السبعينات من القرن العشرين أصبح العديد من الخنازير المستأنسة وحشيا، وفي عام 1987 اعتبرها البرلمان السويدي على أنها من حيوانات البلد الأصليّة و أصبحت تصطاد على مدار العام للتحكم في أعدادها المتزايدة دوما. و يسري الأمر نفسه على الخنازير الوحشيّة في أستراليا و نيوزيلندا التي تقوم بتدمير البيئة التي أدخلت إليها مما دفع حكومات تلك البلدان إلى السماح بصيدها على مدار العام.

منتجات الخنزير البري

كان شعر الخنازير البرّية يستخدم في صناعة فراشي الأسنان قبل ابتكار المواد الاصطناعيّة في الثلاثينات من القرن العشرين[11] ، وعلى الرغم من أن هذه الفراشي كانت شائعة بما أن الشعيرات كانت ناعمة إلا أن هذه الطريقة لم تكن الأفضل لتنظيف الفم بما أن الشعيرات كانت تتطلب وقتا طويلا لتجف كما كانت تحتوي على البكتيريا. وفي العديد من البلدان تربّى الخنازير البرّية في المزارع كمصدر للحوم، ومن هذه البلدان فرنسا التي يبيع فيها الجزّارين لحم الخنازير البريّة كغيره من اللحوم المألوفة على الرغم من أنه قد يؤدي إلى بعض الأمراض مثل التهاب الكبد (كما ظهر لدى الكثير من الناس الذين يأكلوا لحم الخنزير في اليابان).[12]

مراجع

مصادر

  1. ^ * V. G. Heptner and A. A. Sludskii: Mammals of the Sowjetunion Vol. II, Part 2 CARNIVORA (Hyaenas and Cats). Leiden, New York, 1989 ISBN 900408876 8
  2. ^ * V. G. Heptner and A. A. Sludskii: Mammals of the Sowjetunion Vol. II, Part 2 CARNIVORA (Hyaenas and Cats). Leiden, New York, 1989 ISBN 900408876 8
  3. ^ * V. G. Heptner and A. A. Sludskii: Mammals of the Sowjetunion Vol. II, Part 2 CARNIVORA (Hyaenas and Cats). Leiden, New York, 1989 ISBN 900408876 8
  4. ^ Horwitz، Tony (2003). Blue Latitudes: Boldly Going Where Captain Cook Has Gone Before. Picador، 127. ISBN 0312422601. 
  5. ^ Taxonomy Browser: Sus Scrofa. National Center for Biotechnology Information (NCBI). وُصِل لهذا المسار في 2007-06-21.
  6. ^ Dewan, Shaila, "DNA tests to reveal if possible record-size boar is a pig in a poke", 'San Francisco Chronicle', 2005-03-19. Retrieved on 2007-06-12.
  7. ^ "The Mystery of Hogzilla Solved", ABC News, 2005-03-21. Retrieved on 2007-06-12.
  8. ^ Catherine Scullion. Shiver Me Piglets!. null-hypothesis.co.uk. وُصِل لهذا المسار في 2007-06-21.
  9. ^ Celtic Encyclopaedia
  10. ^ les-ardennes.net
  11. ^ Dental Encyclopedia. 1800dentist.com. وُصِل لهذا المسار في 2007-06-21.
  12. ^ Li T-C, Chijiwa K, Sera N, Ishibashi T, Etoh Y, Shinohara Y, et al. (2005). "Hepatitis E Virus Transmission from Wild Boar Meat". Emerg Infect Dis [serial on the Internet].

وصلات خارجية

كومونز
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول :
خنزير بري
توجد في ويكي أنواع معلومات أكثر حول:
Sus scrofa