الرئيسيةبحث

ويكيميديا كومنز

شعار ويكيميديا كومونز

ويكيميديا كومونز (بالإنجليزية: Wikimedia Commons) (أو كومونز أو ويكي كومونز) أحد مشاريع مؤسسة ويكيميديا يهدف لأن يكون مرجعًا لتخزين الملفات المجانية مثل الصور وملفات الصوت وملفات الوسائط المتعددة الأخرى بحيث يمكن استخدامها في أي مشروع من مشاريع ويكيميديا كما لو أنها حُمّلت على المشروع المحلي. فالملفات الموجودة في كومونز يمكن استخدامها في ويكيبيديا وويكي الكتب وويكي أخبار وويكي قاموس في كافة اللغات.

وصلات

مشاريع مؤسسة ويكيميديا
ويكي الأخبار • // ويكي الاقتباس • // ويكي أنواع • // ويكي الجامعة • // ويكي الكتب (ويكي الأطفال) • // ويكيميديا كومنز • // ويكي مصدر • // ويكاموس • // ويكيبيديا • // ميتا ويكي


دماء ودموع وضحك

علمتني الحياة أنه مهما كان الظرف قاسيا والمصيبة كبيرة والخسارة فادحة والمأساة مروعة فإن هناك جانبا ولو بسيطا يحمل روح المضحك أو كما يقال (الكوميدي)وكذلك بالعكس فإنه مهما كان الموضوع مضحكا وساخرا فلابد وأن يكون فيه ولو لمحة مأساوية أو محزنة أوكما يقال (تراجيدية ). للتدليل على صحة رؤيتي سأروي بعض المواقف الحقيقية التي رويت لي من ثقات أو كنت شاهدا عليها . من النوع الأول :عندما اجتاح الأعراب مدينتي تربة والطائف مدفوعين بدافعين ,الأول الغزو والغنيمة كعادة الأعراب ,والثانية تنفيذا لقناعة نتيجة الشحن النفسي المدروس الذي شحنوا به بأنهم مقدمون على غزو كفرة دماؤهم و أموالهم و أعراضهم حلال ,قاموا بتنفيذ مذبحة وسلب ونهب واعتداء على الأعراض تعتبر من أشنع ما يروى كما أثبت ذلك شهود عيان ومنهم الكاتب الكبير أمين الريحاني حيث صادف تواجده في الطائف . الموقف المضحك في هذه المأساة ما وقع لأحد المصطافين وكانت سنة كثر فيها المصطافين وأكثرهم من أهل مكة المكرمة ورجال الطائف كان ألغالب منهم في مكة يعملون ,هذا المصطاف كان هو الشيخ عبدالقادر شيبي وهو عميد أسرة بني شيبة في تلك الفترة وهم سدنة بيت الله الحرام ,هاجم أحد الأعراب الغزاة وكانوا يطلقون عليهم في الحجاز (المدينة)بكسر الميم وفتح الدال وتشديد الياء, او(الغطغط)عندما هاجم الإعرابي الشيخ قائلا تشهد, صاح الشيخ باكيا فقال له الإعرابي (ويش يبتسيك وأنت رجال )قال الشيخ رحمه الله :أنا لا أبكي خوفا من الموت ولكن أبكي على العمر الذي ضاع مني قبل أن أسلم على يديك ,فتركه الإعرابي ونفذ الشيخ بحياته . الموقف الثاني كان مع العم (بكري الطويرقي )وأنا أعرفه وسمعتها من فيه,قال:عندما اجتاح الأعراب المدينة كنت على اعلم بخوفهم من الجدري حيث كان يفتك بهم وكان في بيتنا دبس وعدس ,يقول: فقمت بدهن كل من في البيت بالدبس ونثرت عليهم العدس الأسود وانطرحنا في مدخل البيت وعندما فتحوا الباب صحت(مجدور ين ...مجدور ين)أي مصابين بالجدري فهربوا لا يلون على شيء و أنجانا الله,ولعمري ليس هناك ما يثير الضحك في قمة المأساة كهذه الروايتين ,أنوه أن تلك الفئة الظالمة سلط الله عليها من فتك بها فتكا شديدا في موقعة السبلة فسبحان المنتقم الجبار الذي لا يغادره حال ,العجيب أن أهل الطائف ومنهم والدي رحم الله موتانا كان يروي لنا القصص ويردد أن (من عفا واصلح فأجره على الله )بالرغم أن والدته قتلت عندما هاجموا بيتنا وكان من أوائل البيوت التي دخلوها, قتلوها عندما وقفت بينهم وبين زوج إبنتها والذي كانوا يريدون قتله بالرغم أنه مصاب بالفالج ومشلولا شللا رباعيا فأطلقوا عليها النار فسقطت في حضن ابنتها وهذا ما روته عمتي لي رحم الله موتانا ,أقصد بالرغم من ذلك فأهل الحجاز لا يحملون الحقد ويصدق عليهم قول الشاعر:

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ***** ولا ينال الرضا من طبعه الغضب

أما رواية الجانب المضحك والذي يحمل في طياته مأساة فقد حدث في ضاحية (وادي محرم ) كل من سار في طريق الطائف مكة المكرمة عن طريق الهدا يمر بوادي المحرم ويصعد العقبة المسماة(النقبة الحمراء)وكان الطريق القديم ضيقا وتصادف أن أحد السيارات اصطدمت بركن الجبل وبها عائلة وأصيبوا بإصابات خفيفة وتجمعوا أمام سيارتهم وذهب أحد السائقين المتجهين للطائف وأبلغ مركز الإسعاف بوادي المحرم بجوار المسجد ,كان في مركز الإسعاف سائق ومسعف ولكنهما مشهورين (بالعجلة والصرعة )فامتطيا سيارة الإسعاف وطيران وكأنها الصاروخ الذي يحمل مكوك الفضاء ,ومن عجلتهم وصرعتهم اصطدما بالسيارة التي يريدان إسعافها من الخلف وانقلب الإسعاف وسقط في الوادي نتج عن الحادث وفاة ثلاثة من أصحاب السيارة المراد إسعافها والمسعف وتكسر سائق الإسعاف وعاش مشلولا شللا رباعيا حتى مات فكانت كوميديا مبكية ولله في خلقه شؤون.

عبدالرحمن اللهبي جده