بنو غانية: اسرة بربرية قادة ثورة في أفريقية (تونس الحالية) من 6 شعبان 580هـ /13 نوفمبر 1184م إلى 631هـ/1233م (حوالي 50 سنة) هدفت إلى احياء دولة المرابطين والقضاء على دولة الموحدين
فهرس |
ينتسب بني غانية إلى قبيلة مسوفة البربرية الطوارقية التي كانت تستوطن ما يعرف الآن بالصحراء الغربية وموريطانياو امهم غانية، وكان المرابطون كثيرا ما ينسبون ابنائهم لامهاتهم لعادت عندهم، و كانت اسرة بني غانية من كبار الاسر في الدولة المرابطية.
وحدث ان قامت ثورة على دولة المرابطين بزعامة رجل يسمى محمد بن تومرت ادعى فيها انه المهدي المتنظر وكفر فيها المرابطين لانهم لم يؤمنوا بمهدويته واعلن الحرب ضدهم، وعلى الرغم من انه توفي قبل اسقاط دولتهم الا ان تابعه النجيب عبد المؤمن بن علي تمكن من دخول عاصمة المرابطين مراكش واسقط دولتهم واقام دولة الموحدين على انقاضها.
وفي هذه الفترة كان أحد أبناء اسرة بين غانية اسحاق بن غانية واليا على الجزر الشرقية باسم المرابطين (منروقة ويابسة وميورقة او جزر البليار حاليا) فلما رأى ما حل بدولتهم استقل بالجزر، ولكنه رأى انه من الاحسن له لموادعة الموحدين للقوة الكبيرة التي اصبحت عليها هذه الدولة خاصى بعد سيطرتها على كل المغرب (المغرب والجزائر وتونس وليبيا) واجزاء كبيرة من الاندلس. لكن الموحدينما ان اكملوا سيطرتهم على الأندلس في عهد الخليفة يوسف بن عبد المؤمن حتى ارسلوا سنة 579هـ الرسل له تباعا يدعونه للدخول في طاعتهم ويحذرونه من مغبة العصيان؛ وهنا تردد اسحاق في البت في الموضوع وخرج في غزوة إلى قطلونيا (كاتالونيا) فاستشهد في هذه الغزوة دون ان يبت الامر.
فلما تولى ابنه محمد بن اسحاق بن غانية الحكم اظهر استعدادا لقبول طاعة الموحدين، غير ان اخوته رفضوا ذلك وعزلوه وولوا عليهم اخاهم علي بن غانية[1].
وفي هذه الاثناء حدثت تطورات خطيرة في الدولة الموحدية. فقد قتل الخليفة يوسف بن عبد المؤمن في احدى المعارك في الاندلس (معركة ضد النصارى تسمى شنترين)، وتلكأ شيوخ الموحدين في مبايعة ابنه، كما وصلت إلى بني غانية رسائل من بني حماد(احدى السلالات التي كانت تحكم في بجاية ونواحيها والتي اسقط الموحدون دولتهم ايضا) يدعونهم لغزو بجاية ويعدونهم بالنصرة. فقرر بني غانية استغلال الفرصة وغزو بجاية بقيادة زعيمهم علي بن غانية لاعادة احياء دولة المرابطين والقضاء على دولة الموحدين الغاصبة. فقاموا اولا باعتقال الرسول الذي ارسله الموحدون ليطالبهم بالدخول في الطاعة، ثم سيروا اسطولا من اربعين سفينة إلى ثغر بجاية وتمكنوا من دخولها دون صعوبات تذكر[2] ثم ان بني غانية مالبثوا جمعوا جيشهم على عجل وبدءو في اجتياح أهم مدن الدولةالموحدية في المغرب الاوسط كالجزائر ومليانه وحاصروا تلمسان وقسنطينة فقد كان الموحدين مغترين بقوتهم فاهلموا تصحيناتهم، واذهل بنو غانية الجميع بهذه الغزوة المفاجئة.[3]
وجد الخليفة الموحديالجديد أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور في ثورة بني غانية فرصة لاثبات كفائته؛ بعد التلكأ الذي حدث في مبايعته، فأعد قوة من 12 الف جندي من البر والبحر وسارت هذه الجيوش تسترجع المدن المحتلة الواحدة تلوى الاخرى حتى دخلت بجاية في 19 صفر سنة 581هـ/22 ماي سنة 1185م بعد سبعة أشهر من احتلالها.
لكن بالرغم من ذلك لم ييأس بنو غانية بل فروا إلى بلاد الجريد بتونس واخذوا يألبون الاعراب وجمعوا منهم قوات ضخمة واخذوا يحتلون بها العديد من المدن افريقية; وهنا بدأت ثورة بني غانية تعرف انحرافا خطيرا وهو انزلاقها إلى طريق السلب والنهب للحصول على الاموال وتمويل الحروب ودفع اجور الاعراب مقابل الحرب معهم.[4]
ويعود اصل هؤلاء الاعراب ( قبائل بني هلال )إلى ما بين البحرين والشام في جزيرة العرب، فكانوا يقطعون الطريق ويغيرون على الحجاج، إلى ان تحالفوا مع القرامطة فنفاهم الفاطميون إلى صعيد مصر عقابا لهم، فأقاموا هناك على عهدهم من الفساد والعيث. وحدث ان والي افريقية باسم الفاطميين المعز بن باديس قطع الدعاء للخليفة الفاطمي وحوله للخليفة العباسي وتحول من المذهب الشيعي إلى السني، فأشار أحد دهاة الوزراء [5]على الخليفة الفاطمي بأرسال هؤلاء الاعراب اليه لتخلص من شرهم من جهة واقتصاد مؤونة تسير جيش للمعز ابن باديس من جهة اخرى ؛ فيما يعرف في التاريخ بتغريبة بني هلال. فسيروهم له وقال الفاطميون للاعراب انهم اعطوهم كل ما تصل اليه ايديهم من ارض افريقية. فساروا اليه سنة 480هـ وهزموا المعز شر هزيمة ولكنهم الحقو بالمغرب خرابا كبيرا [6]
وبعد 130 سنة دخل بنو غانية افريقية (تونس والغرب الليبي والشرق الجزائري الحالية) فوجدوا في هؤلاء الاعراب خير نصير لتململ الاعراب الكبير من طاعة الدولة الموحدية؛ التي فرضت عليهم الكثير من الانضباط بعد العبث والفساد الكبير الذي كانوا يقومون به.
وعندما كان ابن غانية يسقط مدن افريقية(تونس الحالية) الواحدة تلوى الاخرى وفد على علي بني غانية طامع آخر مثله يسمى شرف الدين قراقوش الارمني و كان قراقوش هذا من اتباع صلاح الدين الايوبي صاحب معركة حطين المعروف. و سبب قدومه ان صلاح الدين اراد ان يتمرد على سيده نور الدين زنكي فأزمع نور الدين المسير اليه و خشي صلاح الدين عاقبة ذلك فأرسل تابعه قرقوش ليحتل له مدن في افريقية حتى يفراليها صلاح الدين اذا غزاه نور الدين.
وعلى الرغم من ان نور الدين توفي قبل المسير إلى صلاح الدين الا ان قرقوش مع ذلك واصل مشروعه التوسعي في افريقية، فصادف وصوله وصول بني غانية، ايضا فتعاهدا على التحالف ضد الموحدين لأن جميع الاراضي التي سيحتلونها هي اراضي الدولة الموحدية[2].
بعد أن تناهى إلى أسماع بني غانية مقتل الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن قاموا باعتقال رسول الموحدين اليهم"علي بن الربرتير" لكن هذا الرسول كان شعلة متقدة من الدهاء فاستطاع أن يقنع الحراس النصارى الموكلين بحراسته بان يطلقوا سراحه ويعينوه على قلب نظام الحكم على أن يعطيهم أموالا كثيرة ويطلق سراحهم ليذهبوا إلى بلدانهم في اوربا، وفعلا تمت الاتفاقية، واستغل ابن الربرتير احرام الناس لصلاة الجمعة وخرج على حين غرة وتمكن من اسر أسرة علي ابن غانية نفسه ثم تحصن بأحد الحصون هناك وهدد كل من يحاول اقتحام الحصن بقتل أم علي بن غانية مما جعل أهل الجزيرة عاجزين عن فعل أي شيء. وبعد مفاوضات طويلة رضخ اهل الجزيرة لللامر الواقع و تم الاتفاق بين أهل الجزيرة وابن الربرتير على ان يٌرجع اهل الجزيرة محمد بن غانية(الذي عزله اخوته من قبل) إلى الحكم ويعلن محمد بن غانية بدوره دخوله في طاعة للموحدين، واخذ منهم الايمان المؤكدة على ذلك ثم نفذ ما اتفق مع جند النصارى وسرحهم إلى بلدانهم سنة 585هـ/ 1185م ورجع هو إلى مراكش ليبشر الخليفة الموحدي بعظيم صنعه. وبدى كانما دخلت الجزيرة في طاعة الموحدين اخيرا.
غير انه ما ان بلغ هذا الخبر علي ابن غانية في افريقية(تونس الحالية) حتى أسرع بإرسال أخويه عبد الله والغازي لتدارك الامر، فدخلا جزيرة ميورقة وتمكنا بكل يسر، بمساعدة الأهالي، من الانقلاب على أخيه محمد واسترجاع الحكم، فقد كان أكثر أهل الجزيرة من المرابطين الذين كانوا يكنون حقدا شديدا للموحدين باعتبارهم غاصبي ملكهم فما إن ظهر عبد الله وأخوه حتى سارعوا إلى نصرتهم، وعادت الجزيرة إلى حوزة بني غانية من جديد وطُرد محمد بن غانية من الجزيرة لتعاونه مع العدو فخرج و سار إلى الموحدين[7].
تناهت إلى علم المنصور خبر تحالف قرقوش مع ابن غانية وان كثير من مدن افريقية قد سقطت في ايديهم، ناهيك عن العبث والفساد وترويع الآمنين الذي كانت تقوم به- الاعراب (بنو هلال)العنصر الغالب في جيش ابن غانية و قرقوش-
وهكذا جهز المنصور جيشا قوامه 20 الف جندي و خرج من مراكش العاصمة الموحدية في3 شوال 582هـ/18 ديسمبر 1186م وسار حتى ووصل إلى مدينة تونس في في صفر 583هـ، ولكن المنصور اخطأ خطأ فادحا حين لم يعجل بحرب ابن غانية مما اعطى الفرصة لعلي ابن غانية للاستعداد للحرب أكثر، ثم ان خلافا وقع بين قادة الجيش الذي بعث به المنصور لحرب ابن غانية ادى إلى دخول الجيش دون خطة منسقة فما ان التقى مع جيش بني غانية حتى دحر الجيش الموحدي دحرا ونال منه بني غانية مقتلة عظيمة .وقتل في هذه المعركة قائد الجيش الموحدي ابن اليرموم و علي ابن الربرتير الذي وقع في اسر ابن غانية فعذبه عذابا شديدا جزاء على ما فعله باسرته في ميورقة ثم قتله.ثم ان كثير من جرحى الجيش الموحدي قد لجئوا مدينة قفصة فتظاهر علي ابن غانية باعطائهم الامان ولكن ما ان خرجوا اليه حتى امر بقتلهم والاجهاز على الجرحى منهم[8]فكانت بذلك هزيمة مضاعفة للموحدين.
وقد حدثت هذه المعركة في 15 ربيع الأول سنة 583هـ/ 25 مايو 1187م في مكان يسمى فحص عمرة (قرب قفصة في الجنوب التونسي حاليا).
بلغت هذه الهزيمة المنصور وهو في تونس فاستشاط غضبا وقرر خوض المعركة القادمة بنفسه هذه المرة. وأخذ يحث الناس على تجديد العزيمة للحرب وعاقب كل جندي ابدى تخاذل في الذهاب للقتال، كما رفض اي عرض من وزرائه بقيادة المعركة بدل عنه. ثم ان المنصور ابتدأ المنصور حربه بخطة ذكية حيث هاجم منازل الاعراب المتعاونين مع ابن غانية فنكل بهم وشردهم وبذلك ضرب ابن غانية في أهم عنصر في جيشه، ثم اتجه للقاء ابن غانية في مكان يقال له الحمة( قرب توزر في الجنوب التونسي حاليا)في 9 شعبان 583هـ/ 15 اكتوبر 1187م ودارت الدائرة على ابن غانية وحليفه قرقوش هذه المرة وعلى الرغم من ان قرقوش استطاع النجاة الا ان علي ابن غانية فر من المعركة وهو مثخن بالجراح فلجأ إلى خيمة عجوز اعرابية في الصحراء وتوفي عندها متأثرا بجراحه[9]
وسار المنصور بعد هذا الفتح العظيم إلى باقي المدن المحتلة وحررها جميع، وكانت قفصة مدينة منيعة تحصن بها كثير من اتباع قرقوش بن غانية، ناهيك المقتلة العظيمة التي اصيب بها الجيش الموحدي علي يد علي ابن غانية، فسار اليها المنصور وحاصرها وأبدى اهلها مقاومة عنيفة في اليوم الاول، لكنهم لما شهدو هول الحصار خشو على انفسهن وخرجوا يطلبون الامان، فأمن المنصور من لم يشترك في القتال اما المتعاونين مع ابن غانية فأمر بذبحهم اجمعين امامه، انتقاما من قتلة جنده، وبذلك تمكن المنصور من قمع ثورة بني غانية، ولكن إلى حين.[10]
بعد وفاة علي ابن غانية بايع بنو غانية اخاه يحيى الذي كان لا يختلف عن اخيه شدة واقداما وحقدا على الموحدين وما لبث يحيى ان بدء يجمع جموع الاعراب ويخوض بهم حملات السلب والنهب ليمول بها حروبه وبالمقابل توفي المنصور وخلفه ابنه الناصر الذي كان عمره 17 سنة يوم بويع
احس صلاح الدين الايوبي في المشرق ان جهوده وحده لا تكفي لمحاربة الصليبيين فأرسل إلى يعقوب المنصور يطلب منه انجاده بأساطيل الدولة الموحدية العتيدة، وفي نفس الوقت اوعز إلى تابعه قرقوش بالكف عن الثورة ضد الموحدين حتى لا يشكل ذلك عائقا للمساعدة المرجوة. لذا وبينما كان المنصور يحاصر قفصة في حملته على بني غانية وحلفائهم جائه فجأة كتاب من قرقوش يدعي فيه التوبة والدخول في طاعة الموحدين، لكن المنصور ظل لا يثق في صلاح الدين الايوبي ونوياه التوسعية فرفض ان يساعده واعتذر عن ذلك، بالاضافة إلى ان يعقوب المنصور كان مشغولا بدوره بمحاربة الصليبيين في الاندلس، فلما علم قرقوش ان توبته المزعومة لم تأتي اكلها عاود التمرد من جديد واخذ يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه هو اللآخر[11].
وهكذا وبعد مسير المنصور للجهاد في الاندلس خلا الجو لابن غانية و قراقوش في افريقية (تونس حاليا) فظهرت عند ذلك نوايهما الحقيقة(الطمع في الحكم)واصبح كل واحد يرى في الآخر عائقا له في سبيل تحقيق طموحاته و يسعى لتخلص من غريمه بأي شكل فكان ان اتركب قرقوش خطأه القاتل.
فقد اراد قراقوش بعد ان رجع عن توبته ان يجمع المال بأسرع وقت ليمول بها حروبه الجديدة ويلحق بغريمه يحيى ابن غانية- الذي فاته باشواط كبيرة اثناء فترة تظاهر قرقوش بالتوبة- فدعى قرقوش لذلك نحو 70 شيخا من شيوخ الاعراب إلى مأدبة ثم غدر بهم وقتلهم واستولى على اموالهم. فثارت ثائرت الاعراب لذلك وصمموا على الانتقام منه، وبالطبع لم يكن ابن غانية ينتظر سوى هذه الفرصة فعندما جمع قرقوش جيشه وسار لحرب ابن غانية استعان ابن غانية بأبناء الاعراب الذين غدر قرقوش بآبائهم وهزمه شر هزيمة وفر قرقوش لا يلوي شيء. وبلغ ابن غانية بعد ذلك ان قرقوش موجود في ودان (جنوب ليبيا حاليا)في حصن هناك يسمى محسن، فجمع الاعراب الذي قتل قرقوش آبائهم على العجل وساروا اليه وحاصروه حتى نفذ طعامه واضطر إلى ان يسلم لهم فضربوا عنقه مع ابنه في ضواحي ودان سنة 609هـ /1212م، وانتهى بذلك امر قرقوش[12].
وقد كان قرقوش يخطط بعد غدره بالاعراب ان يستعين ببقية الاعراب في حروبه لكن بعد هذه الحادثة فقد الجميع ثقته به وانظموا كلهم إلى ابن غانية ضده وهكذا حفر قرقوش قبره بيده من حيث لا يدي
بعد ان تخلص ابن غانية من قرقوش ظهر وكأن افريقية خلصت له اخيرا لكن ظهور شخصية ابن عبد الكريم اثبت العكس.
و يعود اصل ابن عبد الكريم إلى قبيلة كومية-أي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الخلفاء الموحدين- وقد ظهر امره في محاربة الأعراب الذين يحترفون قطع الطريق والاغارة على الآمنين فملك بهذا العمل قلوب الناس واصبحوا يدعون له في المساجد واطلق الولاة يده في الغنائم يأخذ منها ما يشاء. وحدث ان حاول والي المهدية أبا سعيد التدخل في تقسيم الغنائم واهان ابن عبد الكريم لما تبرم من ذلك فغضب ابن عبد الكريم وصمم على الانتقام لكرامته المهدورة، و جمع اصحابه الذي كان يغزو بهم الاعراب ودخل المهدية وقت الفجر فداهم قصر الشيخ أبا سعيد والي المهدية واعتقله في شعبان 595هـ/1199م واعلن لنفسه ملك جديدا على المهدية ونواحيها وتلقب بالمتوكل بالله.
وبلغت هذه الانباء الخليفة الموحدي الناصر في مراكش فعزل والي المهدية و افريقية وارسل آخرين مكانهما، لكن ابن عبد الكريم ترصد لهما وقت نزولهما من البحر وهاجمهما وقتل العديد من الجند القادم معهما.
وبالطبع كان لا بد ان يتخلص ابن غانية او ابن عبد الكريم احدهما من الآخر فالاثنين طامعين في ملك افريقية (تونس) ووجود كل واحد خطر على الآخر، وهكذا جمع ابن عبد الكريم جيشه على عجل وسار للقاء الميورقي في قابس (يسمى بنو غانية احياننا بالميارقة نسبة لجزيرة ميورقة)لكن ابن غانية كان قد استعد له وتحصن جيدا في قابس فلما وصل ابن عبد الكريم إلى قابس ذهل من مناعاتها،ولكنه مع ذلك سار إلى قفصة واستولى عليها، فبلغه في تلك الاثناء خروج ابن غانية اليه فسار اليه ابن عبد الكريم والتقيا في مكان يسمى قصور لالة، فكانت الدائرة على ابن عبد الكريم و انكسر كسرة شنيعة وفر إلى المهدية وتحصن بها سنة 597هـ/1200م، وكانت المهدية مدينة حصينة مفتوحة على البحر فاستعصى على ابن غانية اجبار ابن عبد الكريم على الاستسلام لان ابن عبد الكريم كان يتمون من البحر.
وهنا لجأ ابن غانية إلى الحيلة فأرسل إلى الموحدينيعرض عليهم السلم وان يعينوه بسفينيتن يطبقون بها الحصار على ابن عبد الكريم من البحر، وكان الموحدون يحقدون على ابن عبد الكريم، تابعهم الذي تمرد عليهم، فتعاونوا مع ابن غانية واطبقوا الحصار على ابن عبد الكريم من البحر حتى اضطر ابن عبد الكريم إلى استسلام مع ابنه لابن غانية فوضعهما ابن غانية في سجنين متفرقين.
وبعد ايام اخرج ابن عبد كريم ميتا ولا اثر لقتل فيه، في سم دسه له ابن غانية على ما يبدوا، اما ابنه فقد تظاهر ابن غانيةبنفيه إلى جزيرتهم ميورقة ولكنه ما ان وصلوا إلى القل (قرب قسنطينة في الشرق الجزائري حاليا) حتى رموه في البحر مقيدا فكان هذا آخر العهد بثورة ابن عبد الكريم[13].
وبعد التخلص من ابن عبد الكريم اسرع ابن غانية إلى الاستيلاء على باقي انحاء افريقية مستغلا خلو الجو من اي عدو ذي بال وابتدء بباجة فسار اليها ودخلها ونكل بأهلها وكذلك استولى على طرابلس، وقابس، وصفاقس، وسائر وبلاد الجريد، والقيروان، وتبسه ، وبسكرة، وبونه واخيرا على عاصمة افريقية نفسها تونس التي دخلها في 7 ربيع الآخرة سنة 600هـ/15 ديسمبر 1203م وتمكن من اسر الوالي الموحدي عليها، و سقطت بذلك معظم بلاد افريقية في يده. فحاول والي مدينة بجاية تدارك الامر وأرسل جيشا لمحاربة ابن غانية لكن ابن غانية هزمه شر هزيمة.
ذلك ان ظهور يحيى وقرقوش من جديد كان في اواخر عهد المنصور، لذا عندما رأى والي افريقية ان قوة ابن غانية تزداد ارسل إلى المنصور يطلب منه القدوم على وجه السرعة، لكن المنصور كان مشغولا بالدفاع عن الاندلس ضد النصارى فبعث بجيش إلى والي افريقية وسار هو إلى الاندلس، ثم ان المنية عاجلته دون ان يتمكن من السير لقمع ثورة بني غانية من جديد، وجاء بعده ابنه الناصر الذي كان عمره نحو 17 سنة يوم بويع وهي سن لا تسمح له بقيادة جيوش ضخمة كالتي كان يقودها ابوه، بالاضافة إلى عدة كوارث طبيعية وثورات انفصاليةاخرى اضطر الخليفة الجديد الناصر إلى القضاء عليها قبل المسير إلى ابن غانية افريقية؛ مما اعطى ليحيى بن غانية متسعا كبيرا من الوقت (12 سنة) ليقضي على كل خصومه ويستولي على معظم مدن افريقية افريقية الواحدة تلوى الاخرى.
بعد سقوط تونس في يد ابن غانية اشار أحد الشيوخ المحنكين (الشيخ ابي محمد) على الخليفة الموحدي بالمسير إلى افريقية لحرب ابن غانية، غير ان الناصر رأى اولا ان يقضي على بني غانية في مقرهم الرئيسي في الجزر الشرقية التي كانت تحت قيادة عبد الله ابن غانية كما قدمنا. وكان الموحدون قد هاجموا بني غانية في جزرهم عدة مرات لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء سوى على جزيرة يابسة. فاعد الناصر حملة بحرية ضخمة جدا، وانطلق الاسطول الموحدي من ثغر دانية في الاندلس واشتبك الطرفان المسلمان في معركة دامت 7 ايام[14]، ودافع عبد الله ابن غانية عن جزيرته بكل بسالة غير انه وبينما كان يقاتل كبا (سقط)به فرسه فقفز عليه أحد فرسان الموحدين وقتله، و كانت النتيجة في النهاية هزيمة بنو غانية. و قطع الموحدون رأس عبد الله وعلقوه في مدخل مدينة مراكش العاصمة الموحدية[15]؛ وكان مما ساهم في هزيمة عبد الله انخذال اخوه الغازي وتراجعه رغبة في الحياة[16].
بعد أن قضى الموحدون على بني غانية في مقرهم الرئيسي سار الناصر إلى افريقية لحرب يحيى ابن غانية، فلما علم ابن غانية بضخامة الجيوش القادمة اليه جمع كل ماله وجعله تحتى رعاية ابن اخيه الغازي في المهدية وتحصن هو بجبل دمر (في الجنوب التونسي حاليا) فسار الناصر إلى لحصار المتحصنين في المهدية وارسل وزيره البارع الشيخ أبا محمد للقاء ابن غانية فالتقيا في منطقة تسمى رأس التاجرا، لكن ابن غانية هزم هزيمة شنعاء هذه المرة ومع انه استطاع الفرار الا ان الكثير من صفوة اتباعه قتلوا. اما المتحصنين في المهدية فقد ابدوا بسالة في الدفاع أول الامر لكنهم لما يأسوا من ان يصلهم من ابن غانية اي مدد سلموا على ان يتركهم الموحدون ليلحقوا ببن غانية حيث كان فتمت الاتفاقية.
لقد كان لاسرة الشيخ ابي محمد تاريخ طويل في خدمة الدولة الموحدية اما الشيخ ابي محمد فقد امتاز بحكمته وشجاعته في الحروب فختاره الخليفة الناصر لولاية افريفية وحرب ابن غانية، في حال ظهر من جديد، وفعلا ما ان رجع الخليفة الناصر إلى مراكش حتى عاود ابن غانية الجمع الاعراب والعيث والفساد من جديد، لكن الشيخ ابي محمد كان له بالمرصاد هذه المرة؛ فسار اليه والتقى الفريقان في وادي شبرو (قرب تبسه في الشمال الشرقي للجزائر حالي) في30 ربيع الأول سنة 604هـ/24 أكتوبر سنة 1207 فكانت الهزيمة على ابن غانية وبالكاد فر ابن غانية جريحا.
ايقن ابن غانية صعوبة الغزو في ولاية الشيخ ابي محمد، فجمع قواته من الاعراب وسار بهم في الصحراء حتى إلى وصل تاهرت ( تيارت حاليا في الشمال الغربي للجزائر حاليا) وبلغت هذه الانباء الشيخ أبا محمد فارسل إلى والي تلمسان يحذره من قدوم ابن غانية إلى منطقته ولكن بعض القبائل هناك هونوا امر ابن غانية على الوالي فماهي الا ان داهمه ابن غانية كالسيل الجارف حينما كان والي تلمسان يطوف على قبائل هناك لقبض الخراج فقتل والي تلمسان ومعه 1600 رجل من الموحدين وبالطبع ان التفت ابن غانية إلى تلك البلاد الآمنة فإنقض على مدينة تاهرت واباحها للاعراب وخربها ثم ازمع المسير إلى تلمسان عاصمة المغرب الاوسط لكن الدولة الموحدية اسرعت بارسال جند كبير له فكر راجعا إلى افريقية وهو محمل بغنائم وفيرة.
بعد الغنائم الكبيرة التي احرزها ابن غانية في معركة تلمسان انتعشت نفسه وقرر مواجهة الشيخ ابي محمد في لقاء حاسم، وانطلق لذلك يجمع قبائل الاعراب والبربر من كل مكان، وتعاهدت الجموع على الثبات في المعركة؛ حتى ان الاعراب وضعوا نسائهم واطفالهم وراء جيش مباشرة ميثاق للعهد وتثبيت لهم في الميدان.
اما الشيخ أبا محمد فقد بلغته هذه الانباء فقرر تدراك الامر قبل استفحاله، وخرج للقاء ابن غانية في 606هـ/ 1209، فكان ميدان اللقاء قرب جبل نفوسة (في ليبيا حاليا) وحين بدات المعركة فرت بعض قبائل الاعراب التي كانت مع الجيش الموحدي من المعركة وبدت بوادر الانهزام على الجيش الموحدي؛ غير ان الشيخ ابي محمد ثبت في قلب الجيش، بل ونصب خيمته وراء جيش مباشرة حتى يلغي اي فكرة لتراجع،فنجلت المعركة في آخر النهار عن هزيمة كاسحة لابن غانية وحلفائه، ورُزء الاعراب في حُرماتهم التي اصبحت سبايا للجيش الموحدي، فكانت بذلك هزيمة مضاعفة لهم لم يشهدوا مثلها منذ تحالفوا نع ابن غانية أول مرة، اما ابن غانية فقد اجبرته هذه الهزيمة على الهدوء لعدة سنوات حتى وفات الشيخ ابي محمد سنة 618هـ/ مارس 1220م فعاود الظهور من جديد في اصرار وعناد عجيبين[17].
بعد توفي الشيخ ابي محمد ظهر ابن غانية في العام الموالي مباشرة واعاد سيرة الفساد والعيث من جديد، وهب الموحدون لحربه، ولكن في هذه الفترة لم تحدث مواجهات كبرى؛ لان ابن غانية اصبح شيخا كبيرا، كما ان الدولة الموحدية بدأت تدب فيها اسباب الضعف والسقوط. وحدث ان تولي ولاية افريقية الشيخ أبا زكريا ابن الشيخ أبا محمد فلما رأى الصراع على الحكم على اشده في الدولة الموحدية ، ويأس من ان يقدم خليفة موحدي آخر لحرب ابن غانية، اعلن استقلاله بأفريقيةو شمر السواعد للقضاء على هذه الثورة، واقام لها محارس في الصحراء لينقلوا له تحركات ابن غانية حتى توفي ابن غانية في النهاية وحيدا شريدا في الصحراء سنة 631هـ/1233م أو 633هـ/1235م. وعندما ايقن ابن غانية بقرب ساعته بعث ببناته إلى الشيخ أبا زكريا ورجا منه ان يكفلهما بعد موته، وكان له ابنان كانا سيخلفانه ولكنههما قتلا في احدى المعارك[18].
يجمع المؤرخون على ان ثورة بني غانية كانت من أهم العوامل التي ادت إلى سقوط الدوة الموحدية العريقة اذ ان هذه الثورة ادت إلى اضعاف الدولة مما ادى إلى استغلال مختلف الزعامات لهذا الظرف والاستقلال بولاياتهم واولهم هو الشيخ أبا زكريا ابن الشيخ أبا محمد فقد استغل حب الناس له بسبب كونه ابن الشيخ أبا محمد الذي قهر ابن غانية وحمى الناس من شره فاستغل تصارع الموحدين على الحكم واستقل بأفريقية معلن ميلاد الدولة الحفصية ثم تبعه يغمراسن واستقل بالمغرب الاوسط واعلن ميلاد دولة بني زيان ثم جاءت بعده دولة بني مرين الذين تمكنو من دخول العاصمة الموحدية والقضاء عليها نهائيا سنة 669هـ.
وكانت اخطر ناحية اثرت في ثورة بني غانية هي الدفاع عن الاندلس. فقد اصبح نصارى الاندلس كلما بلغهم ظهور بني غانية الا وهاجموا المدن الاندلسية لانهم يعلمون ان الجيش الموحدي سيترك الاندلس ويذهب لحرب ابن غانية لا محال. ولعل من اخطر افرازات ثورة بني غانية ان موحدونالموحدين لم يستطيعوا الانفاق على الحروبهم لدفاع عن الاندلس ضد النصارى، فكان ذلك من أهم اسباب خسارة معركة العقاب لان مسير الخليفة الناصر لقمع ثورة بني غانية كلفه 120 حملا(حمل بعير) من الذهب[19]، فعندما اراد السير إلى الاندلس لصد هجومات النصارى عنها عجز عن دفع رواتب الجند لفراغ الخزينة، فدخل الجند الحرب وهم كارهون فكانت خسارة حصن العقاب الشنيعة[20] التي تعد بداية خروج المسلمين من الاندلس، وبداية النهاية لدولة الموحدية، ويعد المفكر الكبير مالك بن نبي هذه المعركة الانهيار الحقيقي لحضارة الاسلامية لان الدولة الموحدية كانت آخر الدولة الاسلامية ذات الاشعاع الحضاري الباهر.[21]
لقد اجتهد علي ابن غانية ومن بعده اخوه يحيى بن غانية في ابقاء الاعراب (بني هلال) دائما إلى جانبهم لمراسهم الكبير في الحرب، لكن هؤلاء الاعراب كانوا قوما جشعين لايعرف جشعهم حدا، لذلك كان ابن غانية يبيح لهم اي مدينة سيتولي عليها ينهبونها كيفما يحلوا لهم، بل هو نفسه كان يشارك في في هذا النهب لحاجته الماسة للمال لتمويل حروبه التي لا تنتهي. ففي مدينة باشو(قرب تونس حاليا)دخلها يحيى ابن غانية بعدما امن اهلها لكن الاعراب لم يصبرو على النهب فانطلقوا يسلبون الناس اموالهم و يهتكون حرماتهم ففر العديد من سكان باشو إلى تونس فداهم الشتاء ببرده وقتل منهم نحو 12 الفا على قول التجاني.
و عندما استولى يحيى ابن غانية على قابس بعد ان قتل قراقوش فرض على اهلها غرامة قدرها 60 الفا دينار، وبعدما ادوها له طلب منهم اموالا اخرى زيادة على التي دفعوها فكان ينادى على الشخص فان دفع او وجد من دفع عنه اخلي سبيله والا قتل.
و وعندما استولى على تونس فرض عليهم غرامة 100 الف دينار فكان يعذب الناس على دفعها حتى رمى بعضهم بنفسه في بئر خوفا من العذاب فتأكد ابن غانية انه لم يعد هناك ما يسلبه فرفع الطلب عن البقية. وكذلك عندما بايعه اهله بسكرة ثم نقضو بيعته ورجعوا إلى طاعة الموحدين رجع اليهم وقطع ايدي الكثير منهم اما اهل طرة من بلاد نفزاوة فقد سار اليهم وحرق عليهم دورهم لما رفضوا اعطائه الخراج(الضرائب)[22]وقد دام هذا الحال نحو من 50 سنة فتصور كيف سيكون حال هذه البلاد (افريقية)
لقد كانت الممالك المسيحية الاوربية تغض الطرف عن جوار بني غانية لاشتراكهم معها في العداءللموحدين، بالاضافة إلى ان بني غانية كانوا مهتمين بتقوية جزرهم وتدعيم جيوشهم، لكن بعد استيلاء الموحدين عليها صمم النصارى على اخذها من المسلمين وسير لذلك خاييمي الاول ملك قطلونيا اسطولا ضخما وعلى الرغم من المجهودات الضخمة التي بذلها الوالي الموحدي أبو مخلوف التنمللي في صد هذه الحملة والمقاومة الشرسه التي ابداها المسلمون لكن جيوش النصارى هزمتهم في النهاية وقبضوا على الوالي الموحدي وعذبوه عذابا شديدا ثم قتلوه وعلى الرغم من ان مقاومة المسلمين استمرت عدة سنوات بعد الاحتلال الا انها في النهاية خبت وخرجت هذه الجزر من حوزة المسلمين بعد ان بقيت في ايديهم نحو خمسة قرون حيث اقتتحها موسى بن نصير ابان فتحه للاندلس وكانت تسمى الجزر الشرقية وقد اشتهرت هذه الجزر بأنها كانت قبلة العالم الاسلامي كله في علم القراءآت[23] ولكنها ضاعت بسبب تشرذم المسلمين وصراعهم على الحكم سنين طويلة(الموحدين وبني غانية).
تسمي بعض المصادر بني غانية بالميارقة نسبة إلى جزيرتهم ميورقة وفي بعض الاحيان تسميهم بالملثمين لان اصولهم تعود إلى شعب الطوارق المشهورين بالارتداء للثام إلى اليوم، لكن الغالب على تسميتهم هي بني غانية نسبة إلى امهم غانية؛ التي قيل انها من غانة البلد الافريقي المعروف.
|
|
---|---|
دول الخلافة | الخلفاء الراشدون - الخلفاء الأمويون - الخلفاء العباسيون - الخلفاء العثمانيون |
الأندلس وملوك الطوئف | الأمويون في الأندلس - المرابطون - الموحدون - بنو عباد - بنو عامر - بنو غانية - بنو نصر - بنو هود - بنو زيري - بنو الأفطس - بنو صمادح - ملوك الطوائف - بنو زنون - ... |
شمال أفريقيا | الأدارسة - الأغالبة - الرستميون - بنو عصام - بنو صالح - الفاطميون - الزيريون - الحماديون - المرابطون - الموحدون - الحفصيون - الزيانيون - المرينيون - الوطاسيون - باشوات الجزائر - اغوات الجزائر - دايات الجزائر - السعديون - الفيلاليون العلويون - الحسينيون - ... |
مصر | الأخشيديون - الطولونيون - الفاطميون - الأيوبيون في مصر - العباسيون (في القاهرة) - المماليك - الجراكسة (المماليك البرجيون) - المماليك البايات - الباشوات ثم الخديويات - ... |
بلاد الشام | الأخشيديون - الطولونيون - الحمدانيون - الفاطميون - المرداسيون - العقيليون - المروانيون - البوريون - الزنكيون - الأيوبيون - المماليك - الجراكسة (المماليك البرجيون) - المعنيون - الشهابيون - ... |
العراق وفارس | البويهيون - السلاجقة - الأرتقيون - الزنكيون - الأيوبيون - الإلخانات - الجلائريون - التيموريون - الآق قويونلو (الخرفان البيض) - القراقويونلو (الخرفان السود) - الصفويون - الهاشميون (في العراق) - ... |
الجزيرة العربية (عدا اليمن) | البويهيون - القرامطة - السلاجقة - الفاطميون - الأيوبيون - الأشراف - بني مكرم - بني نيهان - آل كثير - اليعاربة - البوسعيد - الهاشميون - آل رشيد - آل سعود - آل نهيان - آل مكتوم - القواسم - الحبوس - آل النعيمي - آل المعلا - آل الشرقي - آل خليفة - آل ثاني - آل الصباح - ... |
اليمن وحضرموت | بنو زياد - بنو يعفر - بنو الرسي - آل راشد - بنو نجاح - بنو الصليحي - بنو زريع - بنو حاتم - آل كثير - بنو رسول - بنو القاسم - أئمة اليمن - ... |
السلطنات والمشيخات في اليمن | السلطنة العبدلية (لحج) - العقربي (مشيخة) - عدن (محمية بريطانية) - الحوشبي (الحواشب) - الضالع (إمارة) - العلوي (مشيخة) - شعيب (مشيخة) - المفلحي (مشيخة) - يافع العليا (سلطنة) - يافع السفلى (سلطنة) - السلطنة الفضلية - العواذل (مشيخة) - بيحان (إمارة) - العوالق السفلى (سلطنة) - العوالق العليا (مشيخة) - سلطنة العوالق العليا - السلطنة الواحدية - السلطنة القعيطية - سلطنة سيون (حضر موت) - سلطنة تريم (آل يماني) - سلطنة شبوة (آل بريك؟؟) - الموسطة (دولة) - سلطنة المهرة (بنو عفرار) - الدثينة (دولة) - حورة (مشيخة) - عرقة (مشيخة) - ... |
بلاد فارس و أفغانستان | الديلميون - الطاهريون - بنو دلف - الصفاريون - السامانيون - العلويون - الزياريون - القراخانات - الغزنويون - بنو كاكوبه - السلاجقة الكبار - الإسماعليون - شاهات خوارزم - السلغوريون - الغوريون - الإيلخانات - المظفريون - السربداريون - الجلائريون - المرعشيون - القراقويونلو (الخرفان السود) - التيموريون (سمرقند) - الآق قويونلو (الخرفان البيض) - آل المشعشعي - الصفويون - الغلزويون - البركزاي - الأفشريون - الزند - القاجاريون - البهلويون - ... |
الهند والبنغال | المماليك (سلطنة دلهي) - الخلجيون - بنو إلياس - بنو تغلق - التيموريون - بنو سيد - اللودهيون - بنو حسيني - الصوريون - المغول الكبار - ... |
آسيا الوسطى، القفقاس والقرم | الشركس - خوارزمشاه - الجاغاطاي - القبيلة الذهبية - التيموريون - الشيبانيون (خانات بخارى) - العربشاهات (خانات خيوة) - الخانات الكازاخ - الأستراخانات (خانات بخارى) - الأوزبك (خانات خوقند) - الأفشريون - آل غائب (خانات خيوة) - خانات سيبير - خانات القرم - المنكيون (خانات بخارى) - ... |