الرئيسيةبحث

بسكرة

بسكرة هي مدينة جزائرية وهي عاصمة ولاية بسكرة. تقع جنوب شرقي العاصمة الجزائرية.

دار البلدية القديمة في بسكرة والتي يرجع تاريخ بنائها إلى عام 1896 كانت في الحقبة الاستعمارية بلدية تابعة للإدارة الفرنسية
دار البلدية القديمة في بسكرة والتي يرجع تاريخ بنائها إلى عام 1896 كانت في الحقبة الاستعمارية بلدية تابعة للإدارة الفرنسية

فهرس

الدراسة العمرانية و المعمارية لمدينة بسكرة

بسكرة هذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ بجذورها التي تعود إلى 30000سنة ماضية شهدت خلالها المدينة حقبا نحت تاريخها من ما ورد إلينا بإسهاب و منها لا يتعدى بعض المنحوتات التي تدل عليها, والأكيد أن بسكرة اشتقت تسمتها من حلاوة تمورها ورفعة طلعها و نعومة الطقس و غنى المدينة فهي إذن "" سكرة "" في الفترة الرومانية كان قد أطلق عليها "" ادبسينام "" و معناها منبع الماء الصافي نسبة إلى حمام الصالحين ثم أصبحت "" فيسرا "" وتعني همزة الوصل بين الشمال و الجنوب و لتوسطها الطرق التجارية آنذاك و هذا حسب الخريطة الرومانية. و في عهد " يوبا الثاني " و هو أحد ملوك النوميدين اطلق عليها اسم " واد القادر " و هي تسمية ذات اصول عربية لا يعرف لماذا و لكن ربما سنتها قبائل عربية. و بعد الفتح الإسلامي أصبحت تسمى "" العربة "" و ثم "" بسكرة "". و بين كل هذه التسميات ظلت بسكرة عروسا للزيبان كما تسمى و تاريخا مجيدا و اشعاعا حضريا و روعة في المقاومة من خلال كل الثورات التي شهدتها الجزئر .

مجلس القضاء في مدينة بسكرة
مجلس القضاء في مدينة بسكرة

التطور العمراني ببسكرة عبر التاريخ

جاء وصف " الورجلاني " لمدينة بسكرة أنه كانت تحتوي على بيوت جميلة تتوسطها ساحات كبيرة و بها سطوح و مفتوحة من الخلف على بيوت و خاصة, و قد ذكر أيضا مئذنة المسجد الكبير و شبهها بمنارة سمراء في الضخامة.

لم يدخل الأتراك بسهولة إلى المدينة بل ضربو عليها حصار دام عدة أشهر و خلاله مات الكثير عطشا و لم يسلموا إلا بعد مدة و عندما دخلوا المدينة خرج الناس إلى غاباتهم و حقولهم و مزارعهم و بهذا قسمت المدينة إلى قسمين:

دخل الاستعمار الفرنسي المدينة عام 1844 و استقر أول الأمر بالقلعة التركية ثم أقاموا مخططهم الشطرنجي خارج المدينة العربية لعزلهم و لمراقبتهم و لمراقبة سلامة المعمرين, و بهذا كان نسيجين النسيج العربي العتيق و النسيج الفرنسي الحديث وقتها.

المنزل الذي عاش فيه العربي بن مهيدي سنين طويلة قبل أن يسافر إلى الجزائر العاصمة لمواصلة نشاطه السياسي آنذاك
المنزل الذي عاش فيه العربي بن مهيدي سنين طويلة قبل أن يسافر إلى الجزائر العاصمة لمواصلة نشاطه السياسي آنذاك

العمارة في بسكرة

هناك طرازان معماريان بحكم ما مرت به المدينة:

مبنى إذاعة بسكرة الجهوية كان في السابق تابعا للدرك الوطني أيام الحقبة الاستعمارية
مبنى إذاعة بسكرة الجهوية كان في السابق تابعا للدرك الوطني أيام الحقبة الاستعمارية

تاريخ المدينة

لمدينة بسكرة تاريخ عريق وموقع متميز, فهي تضرب جذورها في أعماق التاريخ, فقد تعاقبت على أرضها الحضارات والثورات من العهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية إلى الغزو الفرنسي والاستقلال. ثم إن موقعها الإستراتيجي كبوابة الصحراء وهمزة وصل بين الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب وبمناخ وتضاريس مثمرة أيضا, كل هذه المعطيات أعطتها أهمية عبر كافة المراحل والعصور التاريخية. وكما كانت الحواضر قديما على ضفاف الأودية والأنهار وعلى منابع المياه وفي الأماكن الحصينة والمنيعة, فان الحركة العمرانية لمدينة بسكرة انطلقت من مصادر المياه فكان منبع حمام الصالحين ومنابع رأس الماء البدايات الأولى ببسكرة فشكلت منابع الحمام ما عرف بـ:" بيسينامADPISSINAME " حيث عثر بالقرب من هذا الحمام على بقايا أثرية. أما الثانية فكانت النواة الأولى لما عرف في العهد الروماني " فيسيرة (VESCERA )" ويبدو أن طبيعة ماء منبع الحمام حال دون توسع "بيسينلم" ليترك المجال الى" فسيرة " لتتحول إلى بسكرة الحالية مع الفتوحات الإسلامية ولتتوسع تحت ظروف تاريخية ومعطيات جغرافية اقتصادية وحضارية. بسكرة وجذورها التاريخية إن التسمية الأصلية لعروس الزيبان التي تعرف الآن ببسكرة ما تزال محل خلاف المؤرخين سواء كانوا عرب أو أجانب فمنهم من يؤكد أن اسمها مشتق من كلمة " فسيرة (VESCERA) " الروماني الأصل والذي يعني الموقع التجاري نظرا لتقاطع طرق العبور بين الشرق والغرب, الشمال والجنوب, ومنهم من يرى أن التسمية الأولى هي (AD PISCINAME ) أو "بيسينام " وهي كذلك رومانية وتعني المنبع المعدني نسبة إلى حمام الصالحين إلا أن "جيزل " يبدى أقصى التحفظ فيما إذا كانت "فسيرة " قد أخذت تسميتها من بيسينام. ويرى زهير الزاهري أن كلمة بسكرة ترمز إلى حلاوة تمرها ( دقلة نور ) تلك الثمرة التي تزخر بها المنطقة. إلا أن الجميع يشهد بالتاريخ المجيد لهذه المدينة التي ضربت جذورها في القدم. يرتبط تاريخ المدينة مع تاريخ مناطق الجنوب والجنوب الكبير بحيث أرجعت دراسة تاريخ المنطقة إلى حوالي 7000 سنة قبل الميلاد وقسمت تطورها إلى أربعة أقسام أساسية بحيث ميزت كل مرحلة بحيوان كان يعيش في ذلك الوقت وعلى تلك الرسوم التي وجدت على الصخور والحجارة ،فالمرحلة الاولى من 7.000 إلى 5.000 قبل الميلاد سميت بمرحلة البوبال (BUBALE)" وهو حيوان يشبه إلى حد كبير الثور (BUFFLE ANTIQUE) أما المرحلة الثانية تمتد من 3.000 (ق.م) وسميت بمرحلة" البقر (BOVIDIENNE)" المرحلة الثالثة ابتداء من1.200 ق.م سميت بمرحلة " الحصان " للإشارة لوحظ على الرسوم الموجودة أن الأسلحة المستعملة من طرف قبائل هذه المرحلة تشبه إلى حد كبير الأسلحة التي يستعملها " الطوارق " حاليا ( الخنجر والدرع ). المرحلة ما بين القرن الثالث والأول قبل الميلاد سميت بمرحلة " الجمل " خلال هذه المرحلة يلاحظ أن الحصان يفسح المجال للجمل وهذا ما يجسد تصحر المنطقة وبروز قبائل. وبسكرة واحة ضمن واحات الزيبان، و الزاب يعني بالأمازيغية واحة، أما ابن خلدون فقد عرف الواحة بأنها " وطن كبير يشمل فرى متعددة متجاورة جمعا جمعا أولاها زاب الدوسن ثم زاب مليلي ثم زاب بسكرة زاب تهودة وزاب بادس وبسكرة أهم هذه القرى كلها " وقد خضعت المنطقة للاحتلال الروماني فالوندالي ثم البيرنطي وتركوا آثار ما تزال تشهد على الأهمية الإستراتيجية للمدينة وطابعها العمراني المتميز. ومع الفتوحات الإسلامية وخلال القرن السابع الميلادي (663م) تمكن القائد " عقبة بن نافع " من فتح بسكرة وطرد الحاميات الرومانية من المنطقة فكان هذا الحدث تحولا بارزا في تاريخ المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا. وقد تعاقبت على المدينة بعد الفتح عدة دويلات وخلافات: الزيريون، الهلاليون، الحفصيون، الزيانيون، ثم الخلافة العثمانية من القرن 16 إلى القرن 19. خلال فترة العصور الوسطى تميزت بالطابع الإسلامي في شتى مناحي الحياة وبرز ذلك من خلال ما كتبه المؤرخون والرحالة العرب وما بقي من آثار لا تزال شاهدة على ذلك. وباحتلالها من طرف الفرنسيين عام 1844م ونظرا للطابع الاستيطاني والعنصري للاحتلال الفرنسي وضعها كنقطة انطلاق للتوسع في الجنوب، إنشاء حامية لتكون نواة لمدينة جديدة في المكان المسمى " رأس الماء " باعتباره موقع استراتيجي حساس، لتنمو وتتوسع تلك المدينة مع توسع المدنية القديمة ويكون هذا الاهتمام منصبا حول تنمية وتطوير المدينة الجديدة حيث يقيم المعمرون.

منظر جانبي لحديقة البايلك في بسكرة. أحد أهم معالم المدينة، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1890
منظر جانبي لحديقة البايلك في بسكرة. أحد أهم معالم المدينة، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1890

الموقع، الطبيعة والسكان

تقع المدينة شرق خط غرينتش بين خطى الطول 5° و 6° وشمال شرق بخط ما بين خطي العرض 34° و35° شمالا. وجغرافيا تقع في الشرق الجزائري فهي بمثابة همزة الوصل بين الشمال والجنوب حتى سميت بوابة الصحراء، وبسكرة عاصمة الولاية تقع إلى الشمال منها على مساحة تقدر بـ: 9925 كلم2 تحيط بها بلديات:

كما تقطع المدينة ثلاثة طرق وطنية : الطريق الوطني رقم (05) الذي يربط الشمال الشرقي بالجنوب الشرقي أي ما بين منطقة قسنطينة والوادي. الطريق الوطني رقم (04) الذي يربط المدينة بالجزائر العاصمة الطريق الوطني رقم (83) الذي يربطها بتبسة شرقا.

منظر لحديقة البايلك من الداخل
منظر لحديقة البايلك من الداخل

الطبيعة

تضاريسها: تقع المدينة على ارتفاع 120م عن سطح البحر، بين النطاقين الصحراوي والأطلسي بحيث يتمثل هذا الاتصال بالتصدع الكبير (تصدع جنوب الأطلس الصحراوي). في المنطقة الغربية للمدينة نجد سلسة الزاب التي تمتد من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي وتنقسم إلى فرعين، الفرع الشمالي يتجه إلى الشرق نحو شمال المدينة يلتحم مع الجزء الجنوبي لسلسة الأوراس، والفرع الاستوائي المتمثل في سلسلة صغيرة أما الجيولوجيا، فمنطقة بسكرة تتمثل في مجموعة تكوينات "ترسية" ( TERTIAIRES ) و " كواترنار ( QUATERNAIRES ) " ، مميزة في أرض كلسية " فلوفيان (FLUVIALES )، هذا ما توصلت إليه بعض الدراسات لشركة (SONAREM ) البحث ألمنجمي ونشير إلى أن المدينة تقع في منطقة متعرضة للهزات الأرضية

مناخها

أما عن المناخ فمنطقة بسكرة بحكم موقعها على مشارف الصحراء بمناخ شبه جاف إلى جاف نسبيا وهذا راجع إلى كون امتداد سلسلة الأطلس من جهة وجبال الأوراس والزاب، تحمي المدينة من الرياح الآتية من الشمال والغرب، هذا ما يعطي لبسكرة مناخ خاص حيث يكون شديد الحرارة حينا مصحوب عادة برياح "السيروكو" (الشهيلي ) كما تتميز بشتاء بارد وجاف . الأمطار: للتساقط صلة وطيدة بالحرارة فعندما تكون نسبة التهاطل عالية تقل الحرارة والعكس صحيح، وتساقط الأمطار في هذه المنطقة في المدة الممتدة ما بين شهر ديسمبر وأفريل بمعدل يومين في الشهر كما أن هذه الأمطار عادة ما تكون غير موزعة على مدار أشهر التهاطل، حيث تسبب أحيانا في فيضانات خاصة في فصل الخريف و أوائل فصل الشتاء، وهذا ما يقلل من فائدة هذه الأمطار، أما في باقي السنة فمعدل السقوط ضعيف جدا حيث يساوي يوم من أشهر الصيف كاملة ذلك ما لخص الحرارة عامة. ونسجل أن تساقط الأمطار في هذه العشرية الأخيرة عرف تقلص كبير لم يتعدى (114.4مم/سنة) بمعدل 31 يوما . الرياح: إن الرياح تساهم في انخفاض وزيادة درجة الحرارة والرياح التي تعرفها المنطقة مترددة خلال السنة فنجد الرياح القوية الباردة شتاءا والتي تأتي من السهول العليا ( شمال غرب ) والرياح الرملية في الربيع ، الآتية من الجنوب الغربي عموما. هذه الرياح تسجل عادة في الأشهر الآتية : جانفي ، ماي وجوان . أما في الصيف فريح " السيروكو " القادم من الجنوب الشرقي رغم ضعفه ( 31 يوما / سنة )

مبنى لمركز أرشيف بسكرة والذي يضم كل معلومات وتاريخ المدينة من الماضي والحاضر
مبنى لمركز أرشيف بسكرة والذي يضم كل معلومات وتاريخ المدينة من الماضي والحاضر
منظر جانبي لمبنى الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، كان في السابق فرع تابع لبنك الخليفة
منظر جانبي لمبنى الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، كان في السابق فرع تابع لبنك الخليفة

السكان

إذا كانت المصادر المتوفرة لا تشير إلى تعداد سكان بسكرة قبل الاستقلال فإنه ما لا شك فيه أنها ظلت عبر العصور ظاهرة عامة بحكم موقعها الاستراتيجي ، والدليل عن ذلك هو انه في القرن 17 ( أي سنة 1650 ) عرفت وباء الطاعون فكانت الحصيلة( 70.000 ضحية حسب العياشي ) 7100 قتيل حسب مصادر أخرى هذا ما يدل على أهميتها كحضارة.

وهذه الأرقام تعكس الأهمية التي حضيت بها المدينة منذ انتقالها إلى مقر ولاية بحيث نجد أن النشاط الفلاحي الذي كان يشكل النشاط الرئيسي للمنطقة تراجع لحساب نشاط القطاعين الصناعي والبناء.

هذا ما يمكن اعتبار كعدد إجمالي للهجرة خلال هذه العشرية ، أما القوة العاملة فتقدر بحوالي 24854 نسمة موزعة على النحو التالي:

عموما هذه المعطيات تفرز أرضية المدينة سكانها واقتصاديا وتتطلب تخطيط عمراني يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المدينة كموقع تطورها اقتصاديا وبشريا . إحصائيات جزئية في سنة 1995 قدرت سكان مدينة بسكرة ب170589 الإحصائيات الأولية للتعداد السكاني العام لسنة 1998 أعطى النتائج التالية : .العدد الإجمالي للسكان بالمدينة 175730 . .عدد الأسر 27986 . .عدد المساكن 27335 منها 3331 شاغرة . أما معدل السكن فقد قدر 7.32 (TOL).

وصلات خارجية