الرئيسيةبحث

نفزاوة

فهرس

القبيلة

نفزاوة هو اسم قبيلة بربرية، ورد اسمها لأول مرة في بداية القرن الأول للميلاد باسم قبيلة النبجني (Nybgenii)، وربما تحول في الأثناء حرف الباء إلى فاء وحرف الجيم إلى زاي، بحيث أصبحت تسمى نفزاوة في المصادر العربية.

احتلت هذه القبيلة مكانة هامة في كتب الأنساب وحتى الجغرافيا والرحلات، من ذلك أن ابن خلدون يعتبرها من البربر البتر ويرجعها إلى تطوفت أو توطفت بن نفزاو بن لوا الأكبر بن زحيك .

المنطقة

أما جغرافيا فقد كان مجال هذه القبيلة المناطق الصحراوية والحارة بشمال إفريقيا وخاصة بالمغرب الأدنى، ومنها اتجهت نحو مناطق أخرى من بلاد المغرب حتى وصلت بعض بطونها بلاد الأندلس. ومن أهم بطونها في العصور الإسلامية الأولى : ورفجومة التي هاجمت مدينة القيروان سنة 140هـ/766م، وغساسة بالمغرب الأقصى وزهيلة بنواحي بادس بالمغرب الأوسط، ومرنيسة وسوماتة بإفريقية. ويذكر ابن خلدون أنه لا يعرف لها في عصره (القرن 8هـ/14م)"حي ولا مواطن الا القرى الظاهرة المقدرة السير المنسوبة إليهم"، أي منطقة نفزاوة الحالية التي تنطبق تقريبا مع ولاية قبلي.

أعلامها

من أهم أعلام نفزاوة :

-طارق بن زياد (القرن 1هـ/7-8م.) : فاتح الأندلس. هو طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو بن ورفجوم بن نبرغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو، فهو إذن ينتسب إلى قبيلة ورفجومة النفزاوية، وقد ذكر ابن عذاري أنه مولى لموسى بن نصير والي إفريقية. وأحد قادة الجيش الإسلامي. عين عاملا على طنجة ومن هناك استطاع أن يطلع على حالة الأندلس فاجتاز إليها سنة 92هـ/711م وفتحها، وهو ما جعل نجمه يعلو على مولاه موسى بن نصير الذي التحق بدوره بالأندلس سنة 93هـ/712م. وفي سنة 95هـ/714م، استدعى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك القائدين إلى دمشق وأبدى سخطه على موسى بن نصير، أما طارق بن زياد فقد خبا ذكره وربما يكون قد توفي في نهاية القرن 1هـ أو بداية القرن 2هـ.

-أبو داود القبلي النفزاوي (القرن 2هـ/8م.) : أحد حملة العلم الخمسة لدى إباضية شمال إفريقيا، تلقى مبادىء الإباضية عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة بالبصرة في العراق، فيما بين 135 و140هـ. واستقر بعد عودته بموطنه بنفزاوة داعيا إلى مذهبه، وقد حظي بتقدير كبير لدى أمراء الدولة الرستمية. ويبدو أنه توفي في النصف الثاني من القرن الثاني هـ.

-منذر بن سعيد البلوطي (273-355هـ/887-966م) : قاضي قرطبة. ينحدر من ظواعن ولهاصة النفزاوية وبالذات من بطن سوماتة. وقد اعتبره ابن خلدون أحد ستة اشتهروا بالعلم في البربر. نشأ بالأندلس ودرس بها لمدة قصيرة ثم اتجه نحو المشرق حيث بقي أكثر من ثلاث سنوات. وعاد بعد ذلك إلى الأندلس واشتهر أمره حتى ولي قضاء ماردة ثم الثغور الشرقية، وأصبح من أشهر الفقهاء. عينه عبد الرحمن الناصر قاضيا للجماعة بقرطبة بعد وفاة القاضي محمد بن عبد الرحمن بن أبي عيسى، وبقي في هذا المنصب إلى عهد المستنصر.

المصادر والمراجع

- ابن خلدون، العبر، ج 6، ص 105-106 و114؛

- ابن عذاري، البيان المغرب البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة إحسان عباس، الدار العربية للكتاب، تونس 1983، ج 1، ص 43، وج2، ص5، 9-16؛

- الشماخي، كتاب السير، الجزء الخاص بتراجم علماء المغرب إلى نهاية القرن الخامس هـ/11م، منشورات كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس 1995؛

- التجاني، رحلة التجاني، تقديم ح.ح.عبد الوهاب، تونس 1981، ص 143؛

-الوزير، (محمد السراج)، الحلل السندسية في الأخبار التونسية، ج 1، تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيلة، تونس 1970، ص 383.