جهيمان العتيبي (1936 - 9 يناير 1980) هو جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، الموظف في الحرس الوطني السعودي ثمانية عشر عاماً. والذي درس الفلسفة الدينية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية، وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وفي المدينة المنورة، إلتقى جهيمان بـ محمد بن عبدالله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبدالعزيز بن باز[1]. تزوج محمد القحطاني بأخت جهيمان العتيبي لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكّي الشهيرة في غرّة محرّم من العام 1400 من الهجرة.
المقال الرئيسي: حادثة الحرم المكي.
تؤمن بعض طوائف المسلمين بقدوم مجدد للدين كل مائة عام بقول الرسول "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها" كما تؤمن بعض الطوائف بقدوم المهدي المنتظر والذي يوصف بأنه من آل بيت الرسول صل الله عليه وسلم، واسمه "محمد"، واسم أبيه "عبدالله" كما في إحدى الروايات، ويلوذ المهدي بالمسجد الحرام هرباً من "اعداء الله".
أطراف المعادلة أصبحت كاملة من وجهة نظر جهيمان بمطلع قرن هجريّ جديد، وبصهر يسمّى "محمد بن عبدالله"، و "بفساد" و "بعد" عن الصراط المستقيم. لم ينقص المعادلة الا بيت الله الحرام ليلوذ اليه "المهدي المنتظر"، وهذا ماتمّ بعد صلاة الفجر في غرّة محرّم من العام 1400 هجري، الموافق 20 نوفمبر 1979. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشاً للصلاة عليها صلاة الجنازة بعد صلاة الفجر، وما أن انفضّت صلاة الفجر، قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلن للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "اعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام. قدّم جهيمان صهره محمد بن عبدالله القحطاني بانه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، في ذاك اليوم من بداية القرن الهجري الجديد.
قام جهيمان واتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر"، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. يروي بعض شهود العيان على انهم كانوا قناصه ماهرون لدرجة انه يقنصون العسكر السعوديين وهم من اعلى المنارة وكانت احياء مكة ترى الادخنة من جهة الحرم بكل وضوح نتيجة للمبادلة بالنار داخل الحرم ويروي اخرون بقاءهم في المسجد الحرام 3 ايام والتى من بعدها، أخلى جهيمان سبيلهم لمرافقتهم النساء والأطفال وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد. ويذكر ان الجيش السعودي استخدم المياه والكهرباء لشل حركاتهم واستطاعت يعدها القوات دخول الحرم المكي وتخليصه.
لم يحتجز الشيخ محمد السبيل امام الحرم كرهينة واستطاع الحراس على الأبواب إخراجه
تدافعت قوات الأمن السعودية و الجيش السعودي معززة في بعض الروايات بقوات أردنية و فرنسية [1] (الحكومة السعودية لا تذكر تدخل قوات خارجية في الرواية الرسمية) وتبادل الطرفان النيران الكثيفة إذ لم تكن النعوش التي أتى بها جهيمان للمسجد الحرام تحوي موتى بل احتوت النعوش على أسلحة نارية، وأصاب المسجد الحرام ضرر بالغ جرّاء القصف وسقط من أتباع جهيمان صهره محمد بن عبدالله ونفر من أتباع الجماعة، واستسلم جهيمان ومن بقى من أتباعه. بعد فترة وجيزة، وصدر حكم المحكمة بقطع رؤوس 61 من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام.
==