جامع بيان العلم وفضله/باب طرح العالم المسألة على المتعلم | جامع بيان العلم وفضله باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه المؤلف: ابن عبد البر |
جامع بيان العلم وفضله/باب جامع لنشر العلم |
- باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه
قرأت على أبي عمر أحمد بن محمد بن عيسى حدثه قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا رشدين بن سعيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسى عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال قلت لمعاذ ابن جبل أرأيت قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله فقال شهدت رسول الله ﷺ ودعا أبا بكر وعمر حين أراد أن يبعثني إلى اليمن فقال أشيروا علي فيما آخذ من اليمن قالا يارسول الله أليس قد نهى الله أن يتقدم بين يدي الله ورسوله فكيف نقول وأنت حاضر فقال رسول الله ﷺ إذا أمرتكما فلم تتقدما بين يدي الله ورسوله قال عبد الرحمن بن غنم فقلت لماذ بن جبل فللرجل العالم أن يقول ومعه عداده من الناس في الأمر لا بد منه قال إن شاء قال وإن شاء أمسك حتى يكفيه أصحابه فذلك أحب إلى قال أبو عمر هذا حديث لا يحتج بمثله لضعف اسناده ولكنه حديث حسن نقله الناس وذكرناه لتقف على ذلك وتعرفه وقرأت على عبد الله بن محمد أن أحمد بن محمد المكي حدثهم قال حدثنا علي بن عبد العزيز وأن بكر بن العلاء حدثهم قال أخبرنا أحمد بن موسى الشامي قالا أخبرنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنه قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن لا تخالف عبد الله بن عمر في أمر الحج فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس وأنا معه فصاح عند سرادقه أين هذا فخرج إليه الحجاج وعليه ملحفة معصفرة فقال مالك يا أبا عبد الرحمن قال الرواح أن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فقال هذه الساعة قال نعم قال فأنظرني أفيض علي ماء ثم أخرج إليك فنزل عبد الله حتى خرج إليه الحجاج فسار بيني وبين أبي فقلت له إن كنت تريد أن تصيب السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف قال فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه فلما رأى ذلك عبد الله قال صدق وقرأت على أبي عمر أحمد بن محمد أن محمد بن عيسى حدثهم قال حدثنا يحيى بن عمر ويحيى بن أيوب قالا حدثنا ابن عبد الله يحيى بن بكير وقرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا مطرف ابن عبد الرحمن بن قيس قال حدثنا ابن بكير قال أخبرنا مالك عن حمزة بن سعيد المازني عن حجاج بن عمرو بن غزية أنه كان جالسا عند زيد بن ثابت فجاءه ابن فهد رجل من اليمن فقال يا أبا سعيد إن عندي جواري ليس نسائي اللائي أكن بأعجب إلي منهن وليس كلهن يعجبنني أن تحمل مني أفأعزل فقال زيد أفته يا حجاج قال قلت غفر الله لك إنما نجلس إليك لنتعلم منك فقال أفته قال قلت هو حرثك إن شئت سقيته وإن شئت عطشته وكنت أسمع ذلك من زيد بن ثابت فقال زيد صدق