الرئيسيةبحث

جامع بيان العلم وفضله/باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب


  • باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب

قال أبو عمر طلب العلم درجات ومناقل ورتب لاينبغي تعديه ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل ومن تعداه مجتهدا زل فأول العلم حفظ كتاب الله جل وعز وتفهمه وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه ولا أقول أن حفظه كله فرض ولكن أقول أن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالما ليس من باب الفرض حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ميمون أبو عبد الله عن الضحاك في قوله كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب قال حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها فمن حفظه قبل بلوغه ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب كان له ذلك عونا كبيرا على مراده منه ومن سنن رسول الله ﷺ ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه ويقف علي اختلاف العلماء واتفاقهم في ذلك وهو أمر قريب على من قربه الله عليه ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله ﷺ فيها يصل الطالب إلى مراد الله جل وعز في كتابه وهي تفتح له أحكام القرآن فتحا وفي سير رسول الله ﷺ تنبيه على كثير من النساخ والمنسوخ في السنن ومن طلب السنن فليكن معوله على حديث الأئمة الثقات الحفاظ الذين جعلهم الله خزائن العلم دينه وأمناء على سنن رسول الله ﷺ كمالك بن أنس الذيي قد اتفق المسلمون طرأ على صحة نقله وتفاوت حديثه وشدة توقيه وانتقاده ومن جرى مجراه من ثقات علماء الحجاز والعراق والشام كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري والأوزاعي وابن عيينة ومعمر وسائر أصحاب ابن شهاب الثقات كابن جريج وعقيل ويونس وشعيب والزبيدي والليث وحديث هؤلاء عند ابن وهب وغيره وكذلك حديث حماد بن زيد وحماد بن سلمة ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك وأمثالهم من أهل الثقة والأمانة وعلى حديثهم اعتمد المصنفون لسنن الصحاح ومسلم وابي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي وابن السكن ومن لا يحصى كثرة وإنما صار مالك ومن ذكرنا معه أئمة عند الجميع لأن علم الصحابة والتابعين في أقطار الأرض انتهى إليهم لبحثهم عنه رحمهم الله والذي يشد عنهم يسير نذر في جنب ما عندهم حدثنا اسماعيل بن عبد الرحمن حدثنا ابراهيم بن بكير بن عمران حدثنا محمد بن الحسين ابن أحمد الأسدي حدثني هارون بن عيسى حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال سمعت علي بن المديني يقول دار علم الثقات على ستة اثنين بالحجاز واثنين بالكوفة واثنين بالبصرة فأما اللذان بالحجاز فالزهري وعمرو بن دينار واللذان بالكوفة أبو اسحاق السبيعي والأعمش واللذان بالبصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير ثم دار علم هؤلاء على ثلاثة عشر رجلا ثلاثة بالحجاز وثلاثة بالكوفة وخمسة بالبصرة وواحد بواسط وواحد بالشام فاللذان بالحجاز ابن جريج ومالك ومحمد بن اسحاق واللذان بالكوفة سفيان الثوري واسرائيل وابن عيينة واللذان بالبصرة شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي ومعمر وحماد بن سملة والذي بواسط هشيم والذي بالشام الأوزاعي ومما يستعان به على فهم الحديث ما ذكرناه من العون على كتاب الله وهو العلم بلسان العرب ومواقع كلامها وسعة لغتها واستعارتها ومجازها وعموم لفظ مخاطبتها وخصوصة وسائر مذاهبها لمن قدر فهو شيء لا يستغنى عنه وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق أن يتعلموا السنة والفرائض واللحن يعني النحو كما يتعلم القرآن وقد تقدم ذكر هذا الخبر عنه فيما سلف من كتابنا وحدثناه أيضا محمد بن عبد الله بن حكم قال حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن قال حدثنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا شعبة عن عاصم الأحوال عن أبي عثمان قال كان في كتاب عمر تعلموا العربية وحدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله قال حدثنا بقي قال حدثنا أبو بكر قال حدثني عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن زيد قال كتب عمر إلى أبي موسى أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وبه عن أبي بكر قال حدثنا عبد الله بن ادريس عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضرب ولده على اللحن وقال الشعبي النحو في العلم كالملح في الطعام وقال شعبة مثل الذي يتعلم في الحديث ولا يتعلم النحو مثل برنس لا رأس له وقال الخليل بن أحمد أي شيء من اللباس على ذي السر أنهى من اللسان البهي ينظم الحجة الشتيتة في السلك من القول مثل عقد الحلي وترى اللحن بالحسيب أخى الهيئة مثل الصدا على المسرفي فاطلب النحو للحجاج وللشعر مقيما والمسند المروي والخطاب البليغ عند جواب القول يزهوا بمثله في الندى أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا ابو القاسم عبيد الله بن عمر المعروف بالشافعي قال حدثني جماعة منهم الحسن بن حبيب الدمشقي عن الريبع بن سليمان قال سمعت الشافعي محمد بن ادريس يقول من حفظ القرآن عظمت قيمته ومن طلب الفقه نبل قدره ومن كتب الحديث قويت حجته ومن نظر في النحو رق طبعه ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم وأخبرناه أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عمر الشافعي يقول قال الشافعي رحمه الله من حفظ القرآن عظمت حرمته ثم ذكر مثله سواء إلى آخره ويلزم صاحب الحديث أن يعرف الصحابة المؤدين للدين عن نبيهم ﷺ ويعني بسيرهم وفضائلهم ويعرف أحوال الناقلين عنهم وأيامهم وأخبارهم حتى يقف على العدول منهم من غير العدول وهو أمر قريب كله على من اجتهد فمن اقتصر على علم إمام واحد وحفظ ما كان عنده من السنن ووقف على غرضه ومقصده في الفتوى حصل على نصيب من العلم وافر وحظ منه حسن صالح فمن قنع بهذا اكتفى والكفاية غير الغنى والاختيار له أن يجعل أمامه في ذلك إمام أهل المدينة دار الهجرة ومعدن السنة ومن طلب الإمام في الدين وأحب أن يسلك سبيل الذين جاز لهم الفتيا نظر في أقاويل الصحابة والتابعين والأئمة في الفقه إن قدر على ذلك نأمره بذلك كما أمرناه بالنظر في أقاويلهم في تفسير القرآن فمن أحب الاقتصار على أقاويل علماء الحجاز اكتفى واهتدى إن شاء الله و إن أحب الأشراف عليه مذاهب الفقهاء متقدميهم ومتأخريهم بالحجاز والعراق وأحب الوقوف على ما أخذوا وتركوا من السنن وما اختلفوا في تثبيته وتأويله من الكتاب والسنة كان ذلك له مباحا ووجها محمودا إن فهم وضبط ما علم أو سلم من التخليط نال درجة رفيعة ووصل إلى جسيم من العلم واتسع ونبل إذا فهم ما أطلع وبهذا يحصل الرسوغ لمن فقهه الله وصبر على هذا الشأن واستحلى مرارته واحتمل ضيق المعيشة فيه وأعلم رحمك الله أن طلب العلم في زماننا هذا وفي بلدنا قد حال أهله عن طريق سلفهم وسلكوا في ذلك ما لم يعرفه أئمتهم وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم فطائفة منهم تروي الحديث وتسمعه قد رضيت بالدؤوب في جمع مالا تفهم وقنعت بالجهل في حمل مالا تعلم فجمعوا الغث والثمين والصحيح والسقيم والحق والكذب في كتاب واحد وربما في ورقة واحدة ويدينون بالشيء وضده ولا يعرفون مافي ذلك عليهم قد شغلوا أنفسهم بالاستكثار عن التدبر والاعتبار فألسنتهم تروي العلم وقلوبهم قد خلت من الفهم غاية أحدهم معرفة الكتب الغريبة والإسم الغريب أو الحديث المنكر وتجده قد جهل مالا يكاد يسع أحدا جهله من علم صلاته وحجه وصيامه وزكاته وطائفة هي في الجهل كتلك أو أشد لم يعنوا بحفظ سنة ولا الوقوف على معانيها ولا بأصل من القرآن ولا اعتنوا بكتاب الله جل وعز فحفظوا تنزيله ولا عرفوا ما للعلماء في تأويله ولا وقفوا علىأحكامه ولا تفقهوا في حلاله وحرامه قد اطرحوا علم السنن والآثار وزهدوا فيهما واضربوا عنهما فلم يعرفوا الاجماع من الاختلاف ولا فرقوا بين التنازع والائتلاف بل عولوا على حفظ ما دون لهم من الرأي والاستحسان الذي كان عند العلماء آخر العلم والبيان وكان الأئمة يبكون على ما سلف وسبق لهم فيه ويودون أن حظهم السلامة منه ومن حجة هذه الطائفة فيما عولوا عليه من ذلك أنهم يقصرون وينزلون عن مراتب من له القول في الدين لجهلهم بأصوله وإنهم مع الحاجة إليهم لا يستغنون عن أجوبة الناس في مسائلهم وأحكامهم فلذلك اعتمدوا على ما قد كفاهم الجواب فيه غيرهم وهم مع ذلك لا ينفكون من ورود النوازل عليهم فيما لم يتقدمهم فيه إلى الجواب غيرهم فهم يقيسون على ما حفظوا من تلك المسائل ويفرضون الأحكام فيها ويستدلون منها ويتركون طريق الاستدلال من حيث استدل الأئمة وعلماء الأمة فجعلوا ما يحتاج أن يستدل عليه دليلا على غيره ولو علموا أصول الدين وطريق الأحكام وحفظوا السنن كان ذلك قوة لهم على ما ينزل بهم ولكنهم جهلوا ذلك فعادوه وعادوا صاحبه فهم يفرطون في انتقاص الطائفة الأولى وتجهيلها وعيبها وتلك تعيب هذه بضروب من العيب وكلهم يتجاوز الحد في الذنب وعند كل واحد من الطائفتين خير كثير وعلم كبير أما أؤلئك فكالخزان الصيدلانين وهؤلاء في جهل معاني ما حملوه مثلهم إلا إنهم كالمعالجين بأيديهم لعلل لا يقفون على حقيقة الداء المولود لها ولا على حقيقة طبيعة الدواء والمعالج به فأؤلئك أقرب إلى السلامة في العاجل والآجل وهؤلاء أكثر فائدة في العاجل وأكبر غرورا في الآجل وإلى الله نفزع في التوفيق لما يقرب من رضاه ويوجب السلامة من سخطه فإنما ينال ذلك برحمته وفضله وأعلم يا أخي أن المفرط في حفظ المولدات لا يؤمن عليه الجهل بكثير من السنن إذا لم يكن تقدم علمه بها وإن المفرط في حفظ طرق الآثار دون الوقوف على معاينها وما قال الفقهاء فيها اصغر من العلم وكلاهما قانع بالشم من المطعم ومن الله التوفيق والحرمان وهو حسبي وبه أعتصم واعلم يا أخي أن الفروع لا حد لها تنتهي إليه أبدا ولذلك تشعبت فمن رام أن يحيط بآراء الرجال فقد رام مالا سبيل له ولا لغيره إليه لأنه لا يزال يرد عليه مالا يسمع ولعله أن ينسى أول ذلك بآخره لكثرته فيحتاج أن يرجع إلى الاستنباط الذي كان يفزع منه ويجبن عنه تورعا بزعمه أن غيره كان أدرى بطريق الاستنباط منه فلذلك عول على حفظ قوله ثم أن الأيام تضطره إلى الاستنباط مع جهله بالأصول فجعل الرأي أصلا واستنبط عليه وقد تقدم في كتابنا هذا كيف وجه القول واجتهاد الرأي على الأصول عند ما ينزل بالعلماء من النوازل في أحكامهم ملخصا في أبواب مهذبة من تدبرها وفهمها وعمل عليها نال حظه ووفق لرشده إن شاء الله واعلم أنه لم تكن مناظرة بين اثنين أو جماعة من السلف إلا لتفهم وجه الصواب فيصار إليه ويعرف اصل القول وعلته فيجرى عليه أمثلته ونظائره وعلى هذا الناس في كل بلد إلا عندنا كما شاء الله ربنا وعند من سلك سبيلنا من أهل المغرب فإنهم لايقيمون علة ولا يعرفون للقول وجها وحسب أحدهم أن يقول فيها رواية لفلان ورواية لفلان ومن خالف هندهم الرواية التي لا يقف على معناها وأصلها وصحة وجهها فكأنه قد خالف نص الكتاب وثابت السنة ويجيزون حمل الروايات المتضادة في الحلال والحرام وذلك خلاف أصل مالك وكم وكم لهم من خلاف أصول مذهبه مما لو ذكرناه لطال الكتاب بذكره ولتقصيرهم عن علم الأصول مذهبهم صار أحدهم إذا لقى مخالفا ممن يقول بقول أبي حنيفة أو الشافعي أو راود بن علي أو غيرهم من الفقهاء وخالفه في أصل قوله بقى متحيرا ولم يكن عنده أكثر من حكاية قول صاحبه فقال هكذا قال فلان وهكذا روينا ولجأ إلى أن يذكر فضل مالك ومنزلته فإن عارضه الآخر بذكر فضل إمامه أيضا صار في المثل كما قال الأول شكونا إليهم خراب العرا ق فعابوا علينا شحوم البقر فكانوا كما قيل فيما مضى أريها السها وتربني القمر وفي مثل ذلك يقول منذر بن سعيد رحمه الله عذيري من قوم يقولون كلما طلبت دليلا هكذا قال مالك فإن عدت قالوا هكذا قال أشهب وقد كان لا تخفى عليه المسالك فإن زدت قالوا قال سحنون مثله ومن لم يقل ما قاله فهو آفك فإن قلت قال الله ضجوا واكثروا وقالوا جميعا أنت قرن مماحك وإن قلت قد قال الرسول فقولهم أتت مالكا في ترك ذاك المسالك وأجازوا النظر في اختلاف أهل مصر وغيرهم من أهل المغرب فيما خالفوا فيه مالكا من غير أن يعرفوا وجه قول مالك ولا وجه قول مخالفه منهم ولم يبيحوا النظر في كتب من خالف مالكا إلى دليل يبينه ووجه يقيمه لقوله وقول مالك جهلا منهم وقلة نصح وخوفا من أن يطلع الطالب على ماهم فيه من النقص والتقصير فيزهد فيهم وهم مع ما وصفنا يعيبون من خالفهم ويغتابونه ويتجاوزون القصد في ذمه ليوهموا السامع إنهم على حق وإنهم أولى بإسم العلم وهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وإن أشبه الأمور ماهم عليه ما قاله منصور الفقيه خالفوني وأنكروا ما أقول قلت لا تعجلوا فإني سؤول ما تقولون في الكتاب فقالوا هو نور على الصواب دليل وكذا سنة الرسول وقد أفلح من قال ما يقول الرسول واتفاق الجميع أصل وما تنكر هذا وذا وذاك العقول وكذا الحكم بالقياس قفلنا من جميل الرجال يأتي الجميل فتعالوا نرد من كل قول ما نفى الأصل أو نفته الأصول فأجابوا فناظروا فإذا العلم لديهم هو اليسير القليل فعليك يا أخي بحفظ الأصول والعناية بها واعلم أن من عنى بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن ونظر في أقاويل الفقهاء فجعله عونا له على اجتهاده ومفتاحا لطرائق النظر وتفسيرا لجمل السنن المحتملة للمعاني ولم يقلد أحدا منهم تقليد السنن التي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها واقتدى بهم في البحث والتفهم والنظر وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم ولم يبرأهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح وهو المصيب لحظه والمعاين لرشده والمتبع لسنة نبيه ﷺ وهدى صحابته رضي الله عنهم ومن أعف نفسه من النظر وأضرب عما ذكرنا وعارض السنن برأيه ورام أن يردها إلى مبلغ نظره فهو ضال مضل ومن جهل ذلك كله أيضا وتقحم في الفتوى بلا علم فهو أشد عمى واضل سبيلا لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي وقد علمت أنني لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم ولست بناج من مقالة طاعن ولو كنت في غار علي جبل وعر ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر واعلم يا أخي أن السنة والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه وليس الرأي بالعيار على السنة بل السنة عيار عليه ومن جهل الأصل لم يصل الفرع أبدا وقال ابن وهب حدثني مالك أن إياس بن معاوية قال لربيعة أن الشيء إذا بني على عوج لم يكد يعتدل قال مالك يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على أصل يبني عليه كلامه قال أبو عمر ولقد أحسن صالح بن عبد القدوس حيث يقول يا ايها الدارس علما ألا تلتمس العون على درسه لن تبلغ الفرع الذي رمته ببحث منك عن أسه ولمحمود الوارق القول ما صدقه الفعل والفعل ما صدقه العقل لا يثبت الفرع إذا لم يكن بقوله من تحته الأصل ومن ابيات لابن معدان وكل ساع بغير علم فرشده غير مستبان والعلم حق له ضياء في القلب والعقل واللسان قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد أن محمد بن معاوية حدثهم قال حدثنا اسحاق ابن أبي حسان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن حبيب قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا حسان بن عطية أن أبا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم الحق فعرفتموه فإن عارفه كفاعله وقال ابن وهب عن مالك سمعت ربيعة يقول ليس الذي يقول الخير ويفعله بخير من الذي يسمعه ويقبله قال مالك وقال ذلك للثناء على عمر بن الخطاب ما كان بأعلمنا ولكنه كان أسرعنا رجوعا إذا سمع الحق قال أبو عمر رحم الله القائل لقد بان للناس الهدي غير أنهم غدوا بجلابيب الهوى قد تجلببوا أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال خطب عمر بن الخطاب يوم الجمعة فقال إن نبي الله ﷺ قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله وقال أبو العتاهية رأيت الحق لا يخفى ولا تخفى شواكله لعمرك ما استوى في الا مر عالمه وجاهله وله أيضا إذا اتضح الصواب فلا تدعه فإنك كلما ذقت الصوابا وجدت له على اللهوات بردا كبرد الماء حين صفا وطابا وليس بحاكم من لا يبالي أأخطأ في الحكومة أم أصابا و قرأت على أحمد بن قاسم بن محمد بن معاوية حدثهم قال حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر حدثناأحمد بن علي بن سعيد قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا الأشجعي عن موسى ابن قزوي عن الحسن قال إن أزهد الناس في عالم أهله وشر الناس أو قال شر الأهل أهل ميت يبكون عليه ولا يقضون دينه وقال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبي مسلم الخولاني فذكروا أشياء فقال كعب أزهد الناس في عالم أهله ويروى عن عيسى بن مريم ﷺ أنه قال لمن قال له ألست ابن يوسف النجار وأمك بغى قال أنه لا يسب النبي ولا يحقر إلا في مدينته وبيته أو قال بلده حدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن نعمان بالقيروان قال حدثنا محمد بن علي بن مروان البغدادي بالاسكندرية قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان يقال أزهد الناس في عالم أهله وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا اسحاق ابن ابراهيم حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن العلاء قال سمعت حماد بن أسامة يقول سمعت سفيان الثوري يقول تفسير الحديث خير من سماعه وقرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الغاز قال حدثنا عيسى بن اسماعيل قال حدثنا ابن عنبسة قال كانت للناس جلة ونابتة وكانت النابتة تأخذ عن الجلة فذهبت الجلة والنابتة ثم جاء قوم يسمعون تلك الأخلاق كأنها أحلام حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أبو سعيد قال حدثنا ابن الاعرابي قال حدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا أبو الأشهب قال سمعت الحسن يقول إن أجبناهم أكثروا علينا وإن تركناهم تركناهم إلى غي طويل

جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
مقدمة جامع بيان العلم وفضله | باب قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم | تفريع أبواب فضل العلم وأهله | باب قوله صلى الله عليه وسلم ينقطع عمل المرء بعد موته إلا من ثلاث | باب قوله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله | باب قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين | باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس معادن | باب قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين | باب تفضيل العلم على العبادة | باب قوله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان | باب تفضيل العلماء على الشهداء | باب ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم | باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه | باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه | باب قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا | باب جامع في فضل العلم | باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف | باب ذكر الرخصة في كتاب العلم | باب معارضة الكتاب | باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع ألفاظه ومعانيه | باب في فضل التعلم في الصغر والحض عليه | باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع | باب ذكر الرحلة في طلب العلم | بابا الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب | باب جامع في الحال التي تنال بها العلم | باب كيفية الرتبة في أخذ العلم | باب ما روي عن لقمان الحكيم من وصية ابنه وحضه إياه | باب آفة العلم وغائلته وإضاعته وكراهية وضعه عند من ليس بأهله | باب في هيبة المتعلم للعالم | باب في ابتداء العالم جلساءه بالفائدة وقوله سلوني وحرصهم على أن يؤخذ ما عندهم | باب منازل العلم | باب طرح العالم المسألة على المتعلم | باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه | باب جامع لنشر العلم | باب جامع في آداب العالم والمتعلم | فصل في الإنصاف في العلم | فصل في فضل الصمت وحمده | فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة | باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء | باب حال العلم إذا كان عند الفساق والأرذال | باب ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب ذم العالم على مداخلة السلطان الظالم | باب ذم الفاجر من العلماء وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا | باب ما جاء في مسائلة الله عز وجل العلماء يوم القيامة | باب جامع القول في العمل بالعلم | باب الخبر عن العلم أنه يقود إلى الله عز وجل على كل حال | باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقا | باب العبارة عن حدود علم الديانات وسائر العلوم المنتحلات | باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم | باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا | باب ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم | باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في حين نزول النازلة | باب نكتة يستدل بها على استعمال عموم الخطاب في السنن والكتاب | باب في خطأ المجتهدين من المفتيين والحكام | باب نفي الالتباس في الفرق بين الدليل والقياس | باب جامع بيان ما يلزم الناظر في اختلاف العلماء | باب ذكر الدليل في أقاويل السلف على أن الاختلاف خطأ وصواب | باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء | باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة | باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع | باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم والتفقه فيه | باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس | باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض | باب تدافع الفتوى وذم من سارع إليها | باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب | باب في العرض على العالم وقول أخبرنا وحدثنا | باب الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها | باب موضع السنة من الكتاب وبيانها له | باب من تأول القرآن أو تدبره وهو جاهل بالسنة | باب فضل السنة ومباينتها لسائر أقاويل علماء الأمة | باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء | باب في انكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع | باب فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر