الرئيسيةبحث

تذكرة الحفاظ/الطبقة السادسة


☰ جدول المحتويات


الطبقة السادسة من الكتاب

وهم تسعة وسبعون إمامًا: [1]

232-1/6 ع

الفضيل بن عياض

الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي شيخ الحرم: حدث عن منصور بن المعتمر وبيان بن بشر وأبان بن أبي عياش وأبي هارون العبدي وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب وطبقتهم بالكوفة. روى عنه ابن المبارك ويحيى القطان والقعنبي والشافعي وأسد بن موسى وقتيبة وبشر الحافي ومسدد ويحيى بن يحيى التميمي وأحمد بن المقدام وخلق كثير. سكن مكة وكان إماما ربانيا صمدانيا قانتا ثقة كبير الشأن.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى نا محمد بن زنبور أنا فضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت: دخل عليّ رسول الله ﷺ وأنا في نخل لي فقال: "من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر؟" فقلت: مسلم، فقال "إنه لا يغرس مسلم غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو سبع أو طائر إلا كان له صدقة" أخرجه مسلم.

قال ابن المبارك ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل. وقال إبراهيم بن شماس وغيره مولد الفضيل بسمرقند ونشا بأبيورد. وقال ابن سعد ولد بخراسان وسمع بالكوفة ثم تعبد ونزل مكة. وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا كثير الحديث. قال النسائي ثقة مأمون.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: فضيل صالح ولم يكن بحافظ. وقال هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل.

وقال شريك لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. وقال إبراهيم بن الأشعث: رأيت ابن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال عبد الصمد مردويه سمعت الفضيل يقول: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة. وقيل كان الفضيل يقبل صلة ابن المبارك وكان بارًّا به ولا يقبل جوائز الدولة. قال عبد الله بن خبيق قال الفضيل: تباعد من القراء فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قيل: توفي الفضيل يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة وقد نيف على الثمانين رحمة الله عليه ويقع حديثه عاليا في جزء الحفار.

233-2/6 ق-إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الفقيه المحدث أبو إسحاق الأسلمي المدني أحد الأعلام: روى عن الزهري وابن المنكدر وصفوان بن سليم وصالح مولى التوءمة وخلق كثير. حدث عنه الشافعي وابن جريج وهو من شيوخه وإبراهيم بن موسى السدي والحسن بن عرفة وطائفة. كان الشافعي يمشيه ويدلسه فيقول أخبرني من لا أتهم قلت: ما كان ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث وكان من أوعية العلم وعمل موطأ كبيرا ولكنه ضعيف عند الجماعة ولو كان [عند] الشافعي ثقة لصرح بذلك كما يقول في غيره أخبرني الثقة ولكنه كان عنده غير متهم بالكذب كما حط عليه بذلك بعضهم.

قال الشافعي كان قدريا. وقال أبو همام السكوني: سمعته يشتم بعض السلف. وقال يحيى القطان: سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث قال: لا، ولا في دينه. وقال أحمد بن حنبل: قدري جهمي كلا بلاء فيه ترك الناس حديثه. وقال ابن معين وأبو داود: رافضي كذاب. وقال البخاري: قدري جهمي تركه ابن المبارك والناس. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه الكبار وموطؤه أضعاف موطأ مالك قلت: توفي سنة أربع وثمانين ومائة واسم جده سمعان. أخبرنا أحمد بن عبد المنعم نا محمد بن سعيد أنا أبو زرعة أنا مكي بن علان أنا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا أبو عبد الله الشافعي أنا إبراهيم بن محمد حدثني صالح مولى التوءمة أن أبا هريرة كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم.

234-3/6، 4

عبد الرحمن بن أبي الزناد

الإمام الحافظ أبو محمد المدني: سمع أباه وعمرو بن أبي عمرو وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وطبقتهم. حدث عنه أحمد بن يونس وسعيد بن منصور وعلي بن حجر وهناد بن السري وخلق كثير. وحدث عنه من شيوخه ابن جريج. قال ابن معين: هو أثبت الناس في هشام بن عروة. وقال ابن سعد: كان مفتيا فقيها وضعفه عبد الرحمن بن مهدي وقد احتج به النسائي وأهل السنن. وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا على أبو جعفر القارئ. قلت: مات ببغداد في سنة أربع وسبعين ومائة. وهو من أوعية العلم لكنه ليس بالثبت جدا مع أنه حجة في هشام بن عروة. وقد قال يعقوب السدوسي: سمعت ابن المديني يقول: حديثه بالمدينة مقارب وما حدّث به بالعراق فهو مضطرب. وقال صالح بن محمد جزرة قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه مالك لروايته كتاب السبعة الفقهاء عن أبيه: أين كنا نحن من هذا.

أخبرنا الأبرقوهي أنا الفتح الكاتب أنا هبة الله الحاسب أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي قال قرئ علي أبي القاسم البغوي وأنا أسمع قيل له حدثكم داود بن عمرو نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخذ العباس بيد رسول الله ﷺ في العقبة حين وافى السبعون من الأنصار وأخذ الرسول ﷺ عليهم واشترط له وذلك والله في غرة الإسلام وأوله من قيل أن يعبد الله أحد علانية.

235-4/6 ع

هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار

الحافظ الكبير محدث العصر أبو معاوية الواسطي نزيل بغداد: سمع الزهري وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وحصين بن عبد الرحمن وأبا بشر وأيوب السختياني وخلقا كثيرا وعنى بهذا الشأن وفاق الأقران. حدث عنه شعبة ويحيى القطان وعبد الرحمن وأحمد بن حنبل وقتيبة وزياد بن أيوب ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وعدد كثير. مولده سنة أربع ومائة. قال عمرو بن عون: كان هشيم سمع من الزهري وأبي الزبير وعمرو بمكة أيام الموسم. وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث. وقال وهب ابن جرير: قلنا لشعبة نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه. قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيما أربع سنين ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث يقول لا إله الله يمد بها صوته. وعن ابن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من الثوري.

وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ من هُشَيم إلا سفيان إن شاء الله، قلت: لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات إلا أنه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم. قال أحمد بن حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من عاصم بن كليب ولا من أبي خلدة ولا من علي بن جدعان-ثم سمّى جماعة قد روى عنهم كذلك. وعن حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم. وسئل أبو حاتم عن هشيم فقال: لا تسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال عبد الله بن المبارك: من غيّر الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم. مات هشيم في شعبان سنة ثلاث وثمانين. حديثه عال في جزء ابن عرفة.

236-5/6 ع

أبو الأحوص

سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي الحافظ أحد الثقات: حدث عن زياد بن علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر وآدم بن علي وأبي إسحاق وخلق. روى عنه مسدد وقتيبة وخلف بن هشام وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد بن السري وخلق كثير. وقرأ القرآن على حمزة وهو خال سليم المقرئ. قال يحيى بن معين: ثقة متقن. وقال العجلي: صاحب سنة واتباع كان إذا ملئت داره من المحدثين يقول: لابنه انظر فمن رأيته يشتم الصحابة فأخرجه. وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف حديث. قلت: كان موصوفا بالعبادة والفضل. مات سنة تسع وسبعين ومائة مع مالك وحماد وإنما أخرته لأنه أصغر منهما قليلا. ولا بد بي كل طبقة من مجاذبة الطبقتين وإلا فلو بولغ في تقسيم الطبقات لجاءت كل طبقة ثلاث طبقات وأكثر. وقع لنا حديث أبي الأحوص عاليا في المخلصيات. أخبرنا ابن بدران نا ابن عبد القادر أنا ابن البناء نا ابن البسري أنا المخلص أنا يحيى بن محمد أنا لوين أنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار اللهم أجره من النار". [2] أخرجه "ت س ق" من حديث أبي الأحوص وبريد بموحدة.

237-6/6 ع

إسماعيل [ بن جعفر ] [3] بن أبي كثير

الإمام العالم أبو إسحاق الأنصاري مولاهم المقرئ المدني الفقيه: حدث عن عبد الله بن دينار والعلاء بن عبد الرحمن وأبي طوالة وربيعة الرأي وطبقتهم قرأ القرآن على شيبة بن نصاح ثم على نافع. حدث عنه محمد بن سلام البيكندي وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وإبراهيم بن عبد الله الهروي وأبو همام السكوني ومحمد بن زنبور وأبو عمرو الدوري وخلق كثير. نزل بغداد فأدب بها علي بن المهدي. قال يحيى بن معين: ثقة مأمون. قلت: أخذ عنه القراءة الكسائي وسليمان بن داود الهاشمي والدوري: ومات في سنة ثمانين ومائة رحمه الله تعالى. وعندي جزء عال من حديثه.

وقرأت على أبي المعالي القرافي غير مرة أخبركم الفتح بن عبد الله ببغداد أنا أبو الفضل محمد بن عمر ومحمد بن أحمد ومحمد بن علي ابن الداية قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن سنة ثمانين وثلثمائة أنا جعفر الفريابي سنة ثمان وتسعين ومائتين نا قتيبة نا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" أخرجه "خ م س" عن قتيبة.

238 7/6 ع

المفضل بن فضالة

الإمام الحجة القدوة قاضي مصر أبو معاوية القتباني المصري: حدث عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس القتباني وعقيل بن خالد الأيلي وجماعة. وعنه أبو صالح كاتب الليث وزكريا بن يحيى كاتب العمري ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وآخرون. قال يحيى بن معين ثقة وقال أبو داود كان مجاب الدعوة وقال لهيعة بن عيسى: دعا المفضل أن يذهب عنه الأمل فأذهبه الله عنه فكاد أن يختلس عقله فدعا الله فردّ إليه الأمل. مات المفضل بن فضالة سنة إحدى وثمانين ومائة عن أربع وسبعين سنة رحمه الله تعالى.

أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري سنة ست وأربعين وأربعمائة أنا محمد بن المظفر نا محمد بن زياد بن حبيب نا زكريا بن يحيى القضاعي ثنا المفضل بن فضالة حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة «رضي الله ع» عن النبي ﷺ أنه قال: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ". تابعه ابن لهيعة عن ابن أبي بكر وأخرجه أرباب السنن من طريقهما قال الترمذي: الأصح نافع عن ابن عمر قوله قلت ورواه عبيد الله بن عمر وغيره عن الزهري لم يرفعه.

239-8/6 ع

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف

الحافظ الإمام أبو إسحاق الزهري المدني: سمع أباه قاضى المدينة والزهري وصفوان بن سليم ويزيد بن عبد الله بن الهاد وصالح بن كيسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه ابناه يعقوب وسعد وأحمد بن حنبل ومنصور بن أبي مزاحم والحسين بن سيار الحراني وخلق كثير. ولي قضاء المدينة وعاش خمسا وسبعين سنة وقد روى عنه من الكبار شعبة والليث بن سعد. قال إبراهيم بن حمزة الزبيري: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابنت إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي رواها البخاري عنه، وهو محتج به في كتب الإسلام. وقع لي حديثه عاليا. مات في سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا يوسف بن أحمد وابن بدران قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن البسري أنا محمد بن عبد الرحمن أنا يحيى بن محمد أنا عبد الله بن عمران العابدي أنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله بها العطش". [4]

240-9/6، 4

إسماعيل بن عياش

الإمام محدث الشام أبو عتبة العنسي الحمصي أحد الأعلام: روى عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وبحير بن سعد وتميم بن عطية وسهيل بن أبي صالح وطبقتهم. وعنه أبو مسهر وأبو اليمان ومحمد بن بكار بن الريان وداود بن عمرو الضبي والحسن بن عرفة وعثمان بن أبي شيبة وخلق كثير. وحدث عنه من القدماء الأعمش وغيره. وفد على المنصور فولاه خزانة الثياب وكان محتشمًا نبيلًا جوادًا وكان من العلماء العاملين. قال أبو اليمان كان إسماعيل جارنا فكان يحيى الليل وربما قرأ ثم قطع ثم رجع فسألته عن ذلك، فقال: اذكر الحديث في الباب فأقطع الصلاة وأعلقه وقال يحيى الوحاظي ما رأيت أكبر نفسًا من إسماعيل، كان إذا أتيناه لا يرضى لنا إلا بالخروف والحلواء. قلت: كان من أوعية العلم إلا أنه ليس بمتقن لما سمعه بغير بلده، كأنه كان يعتمد على حفظه فوقع خلل في حديثه عن الحجازيين وغيرهم وكان أحول أزرق. قال يحيى بن معين والفلاس: هو ثقة في ما روى عن الشاميين. قال يزيد بن هارون: ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل بن عياش ما أدري ما الثوري.

وقال أبو أحمد بن عدي: يحتج به في الشاميين خاصة. وقال يزيد بن هارون: شهدت شعبة وهو يسمع من فرج بن فضالة عن إسماعيل بن عياش. قال داود بن عمرو الضبي كان إسماعيل يحدثنا من حفظه، ما رأيت معه كتابا قط فقال له عبد الله بن أحمد: أكان يحفظ عشرة آلاف حديث؟ فقال وعشرة آلاف وعشرة آلاف، فقال له أبي أحمد بن حنبل: هذا مثل وكيع. وقال الفسوي: كنت أسمعهم يقولون علم الشام عند إسماعيل والوليد بن مسلم. وقال البخاري: في حديث إسماعيل عن غير الشاميين نظر. وقال النسائي وغيره: ضعيف، مع أن النسائي قد احتج به. قال يحيى بن صالح: سمعت إسماعيل يقول: ورثت من أبي أربعة آلاف دينار أنفقتها في طلب العلم.

قلت: يقع لنا حديث إسماعيل في نسخة يحيى بن معين بل وفي جزء ابن عرفة عاليا. عاش ثمانين سنة. وتوفي على الأصح في سنة اثنتين وثمانين ومائة. ويقال سنة إحدى، وقيل إنه ولد سنة ست ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا أحمد بن أبي الخير وغيره إذنا عن ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا إسماعيل الصفار نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله ﷺ يقول: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة" رواه الترمذي عن ابن عرفة.

241-10/6 دق

مسلم بن خالد

الإمام الفقيه شيخ الحرم أبو خالد المخزومي مولاهم المكي المشهور بالزنجي: حدث عن ابن أبي مليكة وابن شهاب وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم وهشام بن عروة وطبقتهم ولازم ابن جريج مدة وتفقه وأفتى وتصدر العلم وحمل الحروف عن عبد الله بن كثير وهو الذي أذن للشافعي في الإفتاء. حدث عنه الشافعي ومروان الطاطري والحميدي ومسدد والحكم بن موسى وإبراهيم بن موسى الحافظ وهشام بن عمار وآخرون.

قال الأزرقي: كان فقيها عابدا يصوم الدهر قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: هو حسن الحديث أرجو أنه لا بأس به. قال أبو داود: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال إبراهيم الحربي: كان فقيه مكة. قال سويد سمي الزنجي بالضد لسواده. وأما ابن سعد وغيره فقالوا: كان أشقر لقب بالزنجي بالضد. قلت مات سنة ثمانين ومائة وله ثمانون سنة.

أخبرنا أبو الحسين اليونينى أنا أبو عبد الله الزبيدي أنا أبو زرعة المقدسي أنا مكي الكرخي أنا أبو بكر الحيري نا الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن الثوري عن مالك عن يزيد بن قسيط عن ابن المسيب عن عمر وعثمان-مثله، يعني أنهما قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة.

242-11/6 ع

يزيد بن زريع

الحافظ الحجة محدث البصرة أبو معاوية البصري العيشي.

حدث عن أيوب السختياني وخالد الحذاء وحبيب المعلم وحسين المعلم ويونس والجريري وروح بن القاسم. وعنه علي بن المديني وأمية بن بسطام ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن المنهال أخو حجاج وأحمد بن المقدام ونصر بن علي الجهضمي وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة ما أتقنه وما أحفظه. وقال أبو حاتم: ثقة إمام. وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زُرَيع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيرا. وقال بشر الحافي كان يزيد متقنا حافظًا ما أعلم أنى رأيت مثله ومثل صحة حديثه. وقال يحيى بن سعيد القطان: لم يكن ههنا أحد أثبت منه. قال نصر بن علي: رأيت يزيد بن زريع في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال: دخلت الجنة قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة. مات يزيد في سنة اثنتين وثمانين ومائة وله إحدى وثمانون سنة وكان أبوه والي الأبلة.

قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن المقدسي أخبركم الإمام أبو محمد بن قدامة في سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا خطيب الموصلي وشهدة وتَجَنَّى قالوا أنا طراد بن محمد أنا هلال بن محمد أنا الحسين بن عياش نا أبو الأشعث نا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله ﷺ عن كراء المزارع وقد كنا نكري بما على الماذيان من التبن.

243-12/6 ع

عبد الوارث بن سعيد

الحافظ الثبت أبو عبيدة العنبري مولاهم التنوري البصري: حدث عن أيوب السختياني ويزيد الرشك والجعد أبي عثمان وشعيب بن الحبحاب وأيوب بن موسى وطائفة. وعنه مسدد وقتيبة وبشر بن هلال وحميد بن مسعدة وخلق وابنه عبد الصمد وكان من أئمة هذا الشأن على بدعة فيه. قرئ على أبي عمرو بن العلاء قال محمود بن غيلان قيل لأبي لم لا تحدث عن عبد الوارث؟ قال: أحدثك عمن كان يزعم أن يوما من عمرو بن عبيد أكبر من عمر أيوب ويونس وابن عون. قال الحسن بن الربيع: كنا نسمع من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه. وقيل لابن المبارك لما رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد قال إن عمرا كان داعيا. قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث وكان حماد بن سلمة أفصح منه.

قلت: لم يتأخر عنه أحد لإتقانه ودينه وتركوه وبدعته. مولده سنة اثنتين ومائة. ومات في المحرم سنة ثمانين.

أخبرنا عبد الحافظ ويوسف قالا أنا موسى بن عبد القادر الجيلي أنا أبو القاسم بن البناء أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن محمد نا بشر بن هلال نا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول ﷺ: "لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم ". أخرجه الترمذي عن بشر الصواف فوافقناه بعلو.

244-13/6 ع

عبد الواحد بن زياد

الإمام الفقيه أبو بشر ويقال أبو عبيدة العبدي مولاهم البصري: حدث عن كليب بن وائل وحبيب بن أبي عمرة وعاصم الأحول وعمارة بن القعقاع والأعمش ومختار بن فلفل وعدة. وعنه أبو داود وعفان ومسدد وعبيد الله القواريري ويحيى بن يحيى وقتيبة وخلق. وثقه أحمد وغيره. وأما ابن حبان فقال ليس بشيء. قلت: كان عالما صاحب حديث وله أوهام لكن حديثه محتج به في الكتب. قال الفلاس وغيره: توفي سنة ست وثمانين ومائة وقال أحمد بن حنبل: مات سنة سبع.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا تميم المؤدب أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو الحيري أنا أبو يعلى أنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا عبد الواحد بن زياد نا عاصم الأحول عن عبد الله وهو ابن سرجس قال: رأيت رسول الله ﷺ وأكلت معه خبزا ولحما-أو قال: ثريدا-فقلت: غفر الله لك يا رسول الله قال: "ولك" قلت لعبد الله بن سرجس: استغفر لك رسول الله؟ قال: نعم ولكم، وتلا: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات}.

245-14/6 ع

عبثر بن القاسم

الحافظ الثقة أبو زبيد الزبيدي الكوفي: روى عن حصين بن عبد الرحمن ومطرف بن طريف ومغيرة الضبي والعلاء بن المسيب وأشعث بن سوار وعدة. وعنه خلف بن هشام وأحمد بن إبراهيم الموصلي وقتيبة بن سعيد وهناد بن السري وأبو حصين عبد الله بن أحمد اليربوعي وآخرون. ذكره أبو داود فقال: ثقة ثقة. قلت: توفي سنة ثمان وسبعين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد الدمشقي سنة 692 أنا أبو روح عبد المعز بن محمد إجازة أنا زاهر بن طاهر سنة 527 أنا أبو سعد الكجرودي أنا بشر بن محمد الحاكم أنا أبو بكر محمد بن إسحاق نا أبو حصين بن أحمد بن عبد الله بن يونس نا عبثر بن القاسم نا حصين عن الشعبي عن محمد بن مصفى قال: قال رسول الله ﷺ يوم عاشوراء: "أمنكم أحد أكل اليوم؟" قالوا: منا من صام ومنا من لم يصم، قال: "فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العرض فليتموا بقية يومهم"، أخرجه النسائي عن أبي حصين فوافقناه.

246-15/6 ع

خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد

الحافظ الإمام المزني مولاهم أبو الهيثم أو أبو محمد الواسط الطحان: حدث عن حصين بن عبد الرحمن وسهيل بن أبي صالح والجريري وعبد الملك بن أبي سليمان ويونس بن عبيد وخالد الحذاء وعنه ابنه محمد وعمرو بن عون بن منصور ومسدد وإسحاق بن شاهين وخلق كثير. وكان عالما صالحا قانتا لله. قال أحمد بن حنبل: كان ثقة صالحا في دينه بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات أو أربعا فتصدق بوزن نفسه فضة: وقيل كان يعرف بخالد الفراء. وقال إسحاق الأزرق: ما أدركت أحدا أفضل منه.

وقال إبراهيم بن هاشم كان بشر الحافي معجبا بخالد الطحان مقدما له حامدا لمذاهبه قلت: وكان كثير المال آمرًا بالمعروف وقيل لإسحاق الأزرق فقد أدركت سفيان الثوري، فقال: نعم كان رجل نفسه، وكان خالد بن عبد الله رجل عامة. قال أبو عيسى الترمذي: وخالد ثقة حافظ. وقال خليفة وابن سعد: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وأما عبد الحميد بن بيان فقال: مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله.

وقع لي من عواليه أخبرنا الأبرقوهي أنا أبو الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي الوزير نا أبو القاسم البغوي نا عبد الأعلى بن حماد نا خالد بن عبد الله عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "الإسلام بضع وستون أو بضع وسبعو بابا أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان". [5]

247-16/6 ع

عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة

الإمام الصدوق العتكي أبو معاوية الأزدي المهلبي البصري: حدث عن أبي جمرة الضبعي هشام بن عروة وعاصم الأحول وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل وقتيبة ومسدد ويحيى بن معين وأحمد بن منيع والحسن بن عرفة وآخرون. كان شريفا نبيلا جليلا ثقة من العقلاء قال ابن سعد لم يكن بالقوي في الحديث.

قلت: مات في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة3. واحتج به الجماعة. وقال يحيى بن معين: ثقة؛ وقال: هو أوثق وأكثر حديثا من حماد بن العوام. وقال ابن سعد: ثقة ربما غلط. مات ببغداد رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق.

أنبانا جماعة عن ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا الصفار أنا ابن عرفة أنا عباد بن عباد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله ﷺ عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إلي بفراش حشوه صوف فدخل عليّ رسول الله ﷺ فقال: "ما هذا؟" فأخبرته فقال: "رُديه"؛ فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال لي ذلك ثلاثا فقال: "ردّيه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة". غريب جدًّا ومجالد ليس بحجة.

248-17/6 ع

عباد بن العوام

الإمام المحدث أو سهل الواسطي: حدث عن أبي مالك الأشجعي وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وأبي إسحاق الشيباني وابن عون وطبقتهم وعنه أحمد بن حنبل وعمرو الناقد وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة وعلي بن مسلم الطوسي وخلق. وثقه أبو داود وغيره. وقال ابن سعد كان من نبلاء الرجال في كل أمره وكان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ثم خلى عنه فأقام ببغداد. وقال ابن عرفة سألني وكيع عن عباد بن العوام ثم قال: ليس عندكم أحد يشبهه.

قلت: اختلف في وفاته بعد سنة ثمانين ومائة على أقوال. سنة ثلاث وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين. متفق على الاحتجاج به بيني وبينه ستة أنفس.

أخبرنا ابن بدران أنا موسى الجيلي أنا سعيد بن البناء أنا أبو القاسم البندار أنا أبو طاهر الذهبي ثنا عبد الله بن محمد نا محمد بن أبي سمينة أنا عباد بن العوام عن حجاج عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِكَ الأَعْلَى} وفي الثانية ب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون} وفي الثالثة ب {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}.

249-18/6 ع

سفيان بن عيينة بن ميمون

العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي: محدث الحرم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم. ولد سنة سبع ومائة وطلب العلم في صغره. سمع عمرو بن دينار والزهري وزياد بن علاقة وأبا إسحاق والأسود بن قيس وزيد بن أسلم وعبد الله بن دينار ومنصور بن المعتمر وعبد الرحمن بن القاسم وأما سواهم. حدث عنه الأعمش وابن جريج وشعبة وغيرهم من شيوخه وابن المبارك وابن مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأحمد بن صالح وابن نمير وأبو خيثمة والفلاس والزعفراني ويونس بن عبد الأعلى وسعدان بن نصر وعلي بن حرب ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني وزكريا بن يحيى المرزوي وأحمد بن سنان الرملي وخلق لا يحصون. فقد كان خلق يحجون والباعث لهم لقي ابن عيينة فيزدحمون عليه في أيام الحج.

وكان إماما حجة حافظًا واسع العلم كبير القدر. قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وعن الشافعي قال: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا ووجدتها كلها عند ابن عيينة سوى سنة أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز. وقال الترمذي سمعت البخاري يقول: سفيان بن عيينة أحفظ من حماد بن زيد. قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه، وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه. وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير منه. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة. قال أحمد: دخل ابن عيينة اليمن على معن بن زائدة ووعظه ولم يكن سفيان تلطخ بعد بجوائزهم. قال العجلي: كان ابن عيينة ثبتا في الحديث وحديثه نحو من سبعة آلاف ولم يكن له كتب. وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثله ولا شعبة. قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في عمرو بن دينار وقال ابن مهدي: عند سفيان بن عيينة من المعرفة بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند الثوري. قال علي بن حرب أني كنت أحب أن لي جاية في غنج ابن عيينة إذا حدث. قال حامد بن يحيى سمعت ابن عيينة يقول رأيت كأن أسناني سقطت فذكرت للزهري فقال: يموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت فجعل الله كل عدوّ لي محدثا. قال أبو مسلم المستملي سمعت سفيان يقول سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه. قال علي بن الجعد سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه. وعن ابن عيينة قال: الزهد الصبر وارتقاب الموت وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك.

اتفقت الأئمة على الاحتجاج بابن عيينة لحفظه وأمانته وقد حج سبعين سنة وكان مدلسًا لكن على الثقات مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وعند سبط السلفي جملة من عواليه أخبرنا محمد بن مكي القرشي وعلي بن محمد الحافظ ببعلبك ومحمد بن بيان بها وإسماعيل بن عبد الرحمن بدمشق قالوا أنا الحسن بن يحيى المخزومي أنا بن رفاعة السغدى أنا أبو الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر النحاس نا أحمد بن محمد بن عمرو نا يونس بن عبد الأعلى ثنا سفيان عن مجالد وآخر سمعنا الشعبي يقول سمعت النعمان بن بشير وكان أميرا على الكوفة يقول: نحلني أبي غلاما فأتى النبي ﷺ فقال: أكل ولدك أعطيت قال لا. قال: لا أشهد إلا على حق. وبالإسناد سوى ابن مكي إلى ابن عيينة حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان أخبراه أنهما سمعا النعمان يقول نحلني أبي غلاما الحديث وفيه فاردد.

250-19/6 خ 4-أبو بكر بن عياش الإمام القدوة شيخ الإسلام الكوفي المقرئ مولى واصل الأحدب الأسدي الحناط: في اسمه أقوال أصحها كنيته أو شعبة فعلى الكنية جماعة ثقات عنه وقال حسين بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي سألناه فقال: اسمي شعبة، وقال النسائي: اسمه محمد. عرض القرآن ثلاث مرات على عاصم قرأ عليه الكسائي ويحيى العليمي وأبو يوسف الأعشى وجماعة. وقد سمع من إسماعيل السدي وعثمان بن عاصم وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وخلق. ومن قدماء شيوخه صالح مولى عمرو بن حريث حدثه عن أبي هريرة حدث عنه ابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وأبو كريب وابن نمير والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وخلق كثير.

أخبرنا أحمد بن عبد الحميد وإسماعيل بن عميرة قالا أنا أبو محمد بن قدامة أنا أبو بكر بن النقور أنا علي بن محمد بن العلاف أنا علي بن أحمد الحمامي نا أبو عمرو بن السماك نا أحمد بن عبد الجبار نا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أبصر عليّ رسول الله ﷺ ثيابا خلقانًا قال: "ألك مال؟ " قلت: نعم، قال: "أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك"، قلت: إن رجلا مرّ بي فأقريته فمررت به فلم يقرني أفأقريه؟ قال: "نعم ". حديث صحيح. قال أحمد بن حنبل: ربما غلط وهو صاحب قرآن وخبر. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.

وذكر عثمان بن أبي شيبة أن الرشيد وصل أبا بكر بستة آلاف دينار وقال يعقوب بن شيبة: أبو بكر معروف بالصلاح البارع وكان له فقه وعلم بالأخبار في حديثه اضطراب. وقال أبو داود: ثقة وقال يزيد بن هارون: كان خيرا فاضلا لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة. قال يحيى الحماني حدثني أبو بكر قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منها دلوًا عسلا ولبنا.

أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول: الخلق أربعة، معذور ومخبور ومثبور، فالمعذور البهائم، والمخبور بنو آدم، والمجبور الملائكة، والمثبور إبليس. وروى أيوب الأصبهاني عن أبي بكر قال: الدخول في هذا الأمر يسير والخروج منه إلى الله شديد. ولد أبو بكر سنة ست وتسعين ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة. قال يحيى الحماني: لما احتضر أبو بكر بكت أخته فقال ما يبكيك؟ أنظري إلى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثماني عشر ألف ختمة. قلت: بين ابن عبد الدائم وبينه خمسة رجال.

251-20/6 ع

معتمر بن سليمان

الإمام الحافظ الثقة أبو محمد التيمي البصري محدث البصرة: حدث عن أبيه وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وحميد وأيوب السختياني والركين بن الربيع وليث بن أبي سليم وعمرو بن دينار القهرمان وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى بن معين وأبو حفص الفلاس وخليفة بن خياط وأبو كريب والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وعدد كثير. مولده سنة ست ومائة وكان موصوفا بالثقة والإتقان والعبادة والورع حتى قال قرة بن خالد ما معتمر عندنا بدون سليمان التيمي. قال سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي فكان الناس يقولون مات اليوم أعبد الناس وقتل أشطر الناس. مات في صفر سنة سبع وثمانين ومائة. وروايته عالية في جزء ابن عرفة.

أخبرنا أحمد بن المؤيد أنبأ أحمد بن صرماء وابن عبد السلام قالا أنا الأرموي أنا ابن النقور أنا علي بن عمر أنا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن معين نا معتمر قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله ﷺ أن تزوج المرأة على العمة والخالة، وقال: "إنكن إذا فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن". أخرجه الترمذي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قاضي سجستان أبي حريز عبد الله بن الحسين.

252-21/6 ع

يحيى بن زكريا بن أبي زائدة

الحافظ الثبت المتقن الفقيه أبو سعيد الهمداني الوادعي مولاهم الكوفي صاحب أبي حنيفة: روى عن أبيه وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمرو وليث بن أبي سليم وأبي مالك الأشجعي. وعنه أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى الفراء وأبو كريب وزياد بن أيوب ويعقوب بن إبراهيم والحسن بن عرفة وآخرون. وكان إماما صاحب تصانيف قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد سفيان الثوري أثبت منه. وقال أيضًا انتهى العلم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه وقال عمرو الناقد سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه هدين: ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة. وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من مخالفة ابن أبي زائدة وولي يحيى قضاءؤ المدائن وبها توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل عن مجالد ابن أبي زائدة وولي يحيى قضاء المدائن وبها توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل سنة ثلاث وله ثلاث وستون سنة. وبالإسناد إلى ابن معين أنا يحيى بن أبي زائدة عن مجالد قال: قال أبو بردة: تؤخذ الصدقة من الرطبة.

253 22/6 ع

عبد العزيز بن أبي حازم

سلمة بن دينار الفقيه الإمام أبو تمام المدني: حدث عن أبيه وزيد بن أسلم وسهيل والعلاء بن عبد الرحمن ويزيد بن الهاد وموسى بن عقبة وعدة. وعنه الحميدي وأبو مصعب وعلي بن حجر وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي ويحيى بن أكثم وآخرون. وكان فقيهًا كبير الشأن. قال ابن معين: صدوق. وقال مصعب الزبيري: أوصى إليه سليمان بن بلال بكتبه فكانت عنده قد بال عليها الفار فكان يقرأ ما استبان له منها ويدع ما لا يعرف. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من ابن أبي حازم وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح. وقد قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. قلت: بل هو ثقة حجة في أبيه وقد يكون غيره أقوى وأثبت منه. قال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة. وتوفي ساجدا في سنة أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا ابن القواس أنا عبد الصمد بن محمد أنا أبو الحسن السلمي أنا ابن طلاب نا ابن جميع نا الحسين بن إسماعيل ببغداد نا عبد الرحمن بن يونس نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: نهى رسول الله ﷺ عن بيع الغرر.

254-23/6 ع

عبد العزيز بن محمد بن عبيد

الإمام المحدث أبو محمد الجهني مولاهم المدني الدراودري: ودراورد من قرى خراسان. حدث عن صفوان بن سليم ويزيد بن الهاد وأبي طوالة وثور بن زيد وسهيل بن أبي صالح وعدة. وعنه سفيان وشعبة مع تقدمهما وإسحاق بن راهويه وعلي بن خشرم وأحمد بن عبدة الضبي ويعقوب الدورقي وأبو حذافة السهمي وخلق كثير. قال يحيى بن معين: هو عندي أثبت من فليح. وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ. وقال معن بن عيسى: يصلح الدراوردي أن يكون أمير المؤمنين. قلت: روى له الجماعة لكن قرنه البخاري بآخر. توفي سنة سبع وثمانين ومائة.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الوقاصي أنا عمي محمد بن أبي حامد أنا عاصم بن الحسن أنا عبد الواحد بن محمد أنا الحسين بن إسماعيل القاضي نا أحمد بن إسماعيل المدني نا الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" أخرجه أبو داود من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن العلاء رحمة لله عليهم.

255-24/6 ع

عبد العزيز بن عبد الصمد

العمي البصري الحافظ الثقة أبو عبد الصمد: حدث عن أبي عمران الجوني ومطر الوراق ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وزياد بن يحيى الحساني وبندار وعمرو بن علي الفلاس والحسن بن عرفة وآخرون.

قال عبيد الله القواريري: حدثنا عبد العزيز العمي وكان حافظًا. وقال أحمد بن حنبل؛ ثقة. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.

قلت: مات سنة سبع وثمانين ومائة. وحديثه من عوالي جزء البعث.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن أبي الأزهر أنا سعيد بن أحمد أن محمد بن محمد الهاشمي أنا محمد بن عمر الوراق أنا أبو بكر بن أبي داود نا محمد بن بشار ونصر بن علي قالا نا أبو عبد الصمد العمي نا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" أخرجه مسلم عن بندار ونصر ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن بندار. [6]

256-25/6 ع

عبد السلام بن حرب

الحافظ الصدوق أبو بكر النهدي البصري ثم الكوفي الملائي شريك أبي نعيم في بيع الملاء: سمع أيوب السختياني وعطاء بن السائب وخالد الحذاء وإسحاق بن أبي فروة وليث بن أبي سليم وعدة. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد وأبو سعيد والأشج والحسن بن عرفة وخلق. وكان مسندا معمرا حافظا. ولد في حياة الصحابة. قال أبو حاتم الرازي كتب عنه أبو نعيم الوفا من الحديث وقال الترمذي: ثقة حافظ. وذكر الخطيب أن أبا إسحاق روى عنه. مات سنة سبع وثمانين ومائة وله ست وسبعون سنة رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة هو ثقة وفي حديثه لين. وقال يحيى بن معين: عبد السلام ثقة والكوفيون يوثقونه. وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب فقلت: حدثني فإني غريب من البصرة، قال: كأنك تقول جئت من السماء؛ فلم يحدثني. وقال ابن المديني: كان يجلس في السنة مرة مجلسا عاما.

257-26/6 ع

جرير بن عبد الحميد

الحافظ الحجة أبو عبد الله الضبي الكوفي محدث الري: ولد سنة عشر ومائة. وسمع من منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن. وبيان بن بشر وسهيل والأعمش وعدة. وقرأ القرآن على حمزة. حدث عنه علي ابن المديني وإسحاق وقتيبة ويوسف بن موسى القطان وأحمد بن حنبل وعلي بن حجر وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن حميد وخلق كثير. رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه. قال ابن معين سمعته يقول: عرض عليّ بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت ثم جئت أطلب ما عندهم. قال يحيى ين معين: طلب جرير الحديث خمس سنين فقط. توفي جرير بالريّ في سنة ثمان وثمانين ومائة رحمه الله تعالى وحديثه عال في جزء ابن عرفة.

258-27/6 ع

أبو خالد الأحمر

الحافظ الصدوق سليمان بن حيان الأزدي الكوفي: ولد سنة أربع عشرة ومائة. وحدث عن سليمان التيمي وليث بن أبي سليم وهشام ابن عروة وحميد الطويل وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن نمير وأبو كريب وأبو سعيد الأشج ويوسف بن موسى القطان وإسحاق بن راهويه وهناد بن السري وحميد بن الربيع وطائفة. وثقه جماعة. وقال أبو حاتم: صدوق. قلت: هو من مشاهير المحدثين وغيره أثبت منه. مات سنة تسع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا عبد الخالق القاضي أنا أبو محمد بن قدامة سنة إحدى عشرة وست مائة أنا أحمد بن عبد الغني نا نصر بن البطر أنا أبو محمد بن البيع نا أبو عبد الله المحامي نا هارون بن إسحاق نا أبو خالد الأحمر عن سعيد بن طارق عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله ﷺ: "المعروف صدقة، وإن الله صانع كل صانع وصنعته، وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". [7]

259-28/6 ع

أبو إسحاق الفزاري

الإمام الحجة شيخ الإسلام إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء الكوفي المرابط بثغر المصيصة: حدث عن عبد الملك بن عمير وعطاء بن السائب وسهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن عمر وطبقتهم. وعنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن عون الخراز ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم ومحمد بن سلام البيكندي وعلي بن بكار المصيصي خاتمه أصحابه. وهو ابن عم مروان بن معاوية الفزاري. حدث عنه الأوزاعي مرة فقال: حدثني الصادق المصدوق أبو إسحاق الفزاري قال يحيى بن معين: ثقة ثقة.

وقال الفضيل بن عياض: ربما اشتقت إلى المصيصة وما بي فضل الرباط بل لأرى أبا إسحاق. قال أبو مسهر قدم أبو إسحاق دمشق فاجتمع عليه الناس ليسمعوا منه فقال لي اخرج إلى الناس فقل لهم من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا ومن كان يرى رأي فلان فلا يحضر مجلسنا ومن كان يأتي السلطان فلا يحضر مجلسنا، فخرجت فأخبرتهم.

قال محمد بن سعد أبو إسحاق ثقة صاحب سنة وغزو. وقال أبو حاتم: عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمون. وقيل إن الرشيد أخذ زنديقًا ليقتله فقال أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ قال: فأين أنت يا عدو الله عن أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا. قال أبو داود الطيالسي: مات أبو إسحاق الفزاري وليس على وجه الأرض أفضل منه. وعن ابن عيينة قال: والله ما رأيت أحدا أقّدمه على أبي إسحاق الفزاري: قال عطاء الخفاف: كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري فقال لكاتبه: ابدأ به فإنه والله خير مني.

وقال علي بن بكار: لقيت ابن عون فمن بعده ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري. وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميًّا يحب الأوزاعي وأبا إسحاق فاطمئن إليه. قال ابن عيينة قال لي أبو إسحاق الفزاري دخلت على هارون فقال: يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف، فقلت: يا أمير المؤمنين ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا.

وقال أبو أسامة سمعت فضيل بن عياض يقول: رأيت النبي ﷺ في النوم وإلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري. توفي أبو إسحاق سنة خمس وقيل سنة ست وثمانين ومائة.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا المبارك أنا ابن أبي الجود أنا أحمد بن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون نا زيد ابن سعيد نا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرّني فقد اتخذ منه الله عهدًا ومن اتخذ عند الله عهدًا فلن تمسه النار أبدًا" هذا حديث منكر غريب لا مردود لا يحتمله أبو إسحاق وزيد الآفة منه مع أنه ما ذكروه من الضعفاء.

260-29/6 ع

عبد الله بن المبارك بن واضح

الحافظ العلامة شيخ الإسلام فخر المجاهدين قدوة الزاهدين أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي التركي الأب الخوارزمي الام التاجر السفار صاحب التصانيف النافعة والرحلات الشاسعة.

ولد سنة ثماني عشرة ومائة أو بعدها بعام وأفنى عمره في الأسفار حاجًا ومجاهدًا وتاجرًا، سمع سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد الطويل والربيع بن أنس وهشام بن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد وخالد الحذاء وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وأممًا سواهم حتى كتب عمن هو أصغر منه دوّن العلم في الأبواب والفقه وفي الغزو والزهد والرقائق وغير ذلك.

حدث عنه خلق لا يحصون من أهل الأقاليم فإنه من صباه ما فتر عن السفر. منهم عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن معين وحبان بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة وأخو عثمان وأحمد بن منيع وأحمد بن جميل المروزي والحسن بن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي والحسن بن عرفة. ووقع لي حديثه من غير وجه عاليًا. وبالإجازة بيني وبينه ستة أنفس والله إني لأحبه في الله وأرجوا الخير بحبه لما أمنحه الله من التقوى والعبادة والإخلاص والجهاد وسعة العلم والإتقان والمواساة والفتوة والصفات الحميدة.

قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك وقد فضله ابن مهدي أيضا على الثوري وقال مرة حدثنا ابن المبارك وكان نسيج وحده. قال أحمد بن حنبل لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه وعن شعيب بن حرب قال ما لقي ابن المبارك مثل نفسه. وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال ابن معين: كان ثقة متثبتًا وكانت كتبه التي حدث بها نحوًا من عشرين ألف حديث. قال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست منه.

وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك قال عباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء ومحبة الفرق له. قال أبو أسامة ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك. وقال شعيب بن حرب: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال أبو أسامة: هو أمير المؤمنين في الحديث. قال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدو خصال ابن المبارك فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والإنصاف وقلة الخلاف على أصحابه.

روى العباس بن مصعب في تاريخه عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن المبارك قال حملت عن أربعة آلاف شيخ فرويت عن ألف منهم. ثم قال العباس: وقع لي من شيوخه ثمان مائة. قال عبدان: قال ابن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل لم تذكروا المساوي وإذا غلبت المساوي على المحاسن لم تذكر المحاسن.

نعيم بن حماد سمعت عبد الله يقول قال لي أبي إني لئن وجدت كتبك حرقتها، فقلت: وما علي؟ هو في صدري. وعن علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر.

وعن أحمد بن أبي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم ليسمع من ابن المبارك فامتنع فقال الهاشمي لغلامه قم بنا فلما أراد الركوب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه فقال يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي قال رأيت أن أذلّ لك بذلي ولا أذلّ لك الحديث.

المسيب بن واضح سمعت ابن المبارك وسئل: عمن نأخذ؟ قال: من طلب العلم لله وكان في إسناده أشد، قد تلقى الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة، وتلقى لرجل غير ثقة وهو يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن ثقة.

وعن ابن معين وذكر عنده ابن المبارك فقال: سيد من سادات المسلمين. وقال محمد بن عين سمعت الفضيل يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن المبارك قال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك يقول قط حدثنا كأنه يرى خبرنا سمع وكان لا يردّ عليّ أحد حرفًا إذا قرأ.

وعن بشر بن السري قال ابن مهدي: ابن المبارك آدب عندنا من الثوري. عثمان الدارمي ثنا نعيم بن حماد قال ما رأيت أعقل من ابن المبارك ولا أكثر اجتهادا منه. قال عبد الله بن سنان قدم ابن المبارك مكة وأنا بها فلما خرج شيعه سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وودّعاه فقال أحدهما هذا فقيه أهل المشرق فقال الآخر وفقيه أهل المغرب. قال عبدان بن عثمان ذكر عبد الله الأعمش وما يلقى الناس منه ثم قال لكن إسماعيل بن أبي خالد أتيته لأودّعه وحوله ناس فقال لي أقوم إليك.

وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الزهد كأنه ثور قد ذبح لا يقدر أن يتكلم. قال عمر بن علي العين زربي أنا إبراهيم بن نوح الموصلي قال لما قدم الرشيد عين زربة طلب ابن المبارك قال أبو سليمان فذكرت وقلت إن ابن المبارك رجل خراساني لا آمن أن يجيب أمير المؤمنين بما يكره فيقتله فأكون قد أهلكت أمير المؤمنين وأهلكت ابن المبارك وأهلكت نفسي فأمسك عنه ثم عاود فقلت يا أمير المؤمنين ابن المبارك جلف غليظ الطباع. فأمسك هارون ثم ظهر ابن المبارك بعد ثلاث فقيل له تخفيت ثم ظهرت؟ قال: أردت نفسي على الموت فأبت عليّ فلما أجابتني ظهرت. قال أبو وهب المروزي سألت ابن المبارك عن الكبر قال: أن تزدري الناس، وسألته عن العجب فقال: أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك. عبدة بن سليمان قال ابن المبارك: عتق الجارية الحسناء مضيعة.

الحاكم أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الخطيب بخسروجرد نا عيسى بن محمد الصهماني نا الحسن بن محمد حماد المروزي العطار نا عبد الله بن المبارك قال قدمت على سفيان الثوري فقلت؟ ما بك؟ قال: أنا مريض وشارب دواء وفي غمرة فقلت هاتوا بصلة وشققتها فقلت شمّها فشمها فعطس وقال: الحمد لله رب العالمين فسكن الغم الذي به فقال بخ بخ فقيه وطبيب. مناقب هذا السيد جمة في تاريخ دمشق وفي تاريخ نيسابور وفي الحلية وفي تاريخ الخطيب.

قال أحمد بن عبد الله بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئًا من القرآن ثم قال: من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم. مات ابن المبارك بهيت في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة رحمه الله تعالى، فابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي وابن وهب أربعتهم أهل الطبقة الثالثة من الأربعين لابن المفضل.

أخبرنا أبو المعالي المقرئ أنا الفتح بن عبد الله أنا محمد بن عمر ومحمد بن علي والطرائفي قالوا أنا محمد بن أحمد أنا عبد الله بن عبد الرحمن نا جعفر بن محمد نا سعيد بن يعقوب الطالقاني نا ابن المبارك عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة قال: انظروا فلانا لرجل من قريش فإني قد كنت قلت له في ابنتي قولا كشبه العدة وما أحب أن ألقى الله بثلث النفاق وأشهدكم أنى قد زوّجته.

261-30/6 ع

عيسى بن يونس

ابن الإمام أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الإمام القدوة الحافظ أبو عمرو السبيعي الكوفي نزيل الثغر بالحدث مرابطا: رأى جده وسمع أباه وهشام بن عروة وحسينًا المعلم والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وسعيدا الجريري ومجالدا وزكريا بن أبي زائدة وعمر مولى غفرة وطبقتهم. حدث عنه حماد بن سلمة مع تقدمه وابن وهب وإسحاق بن راهويه ومسدد وإبراهيم بن موسى الفراء وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وسفيان بن وكيع وعلي بن حجر وعلي بن خشرم ونصر بن علي والحسن بن عرفة وخلق كثير. سئل عنه علي بن المديني فقال: بخ بخ ثقة مأمون. وقال أحمد بن داود الحداد: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أبصر بالنحو منى فدخلني منه نخوة فتركته.

قال أحمد بن حنبل الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس سنة في الغزو، سنة في الحج فقدم بغداد في شيء من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبل. وقال أحمد بن جناب غزا عيسى خمسًا وأربعين غزوة وحج خمسًا وأربعين حجة. قال الوزير جعفر بن يحيى البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس وذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فردها وقال: والله لا يتحدث أهل العلم أنى أكلت للسنة ثمنًا. قال محمد بن سعد: كان ثقة ثبتًا. وقال الوليد بن مسلم ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذًا محكمًا وهو أفضل من بقي من علماء العرب وأبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين.

وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب الحديث ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته وقال وكيع ذاك رجل قد قهر العلم. قال محمد بن عبد الله بن عمار: عيسى حجة أثبت من أخيه إسرائيل وقال أبو زرعة: حافظ. قال ابن معين رأيت على عيسى قباء محشوا وخفين أحمرين كان يلبس ذلك للغزو. قال محمد بن داود سمعت عيسى بن يونس يقول: أربعين حديثا حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق وربما قال الأعمش: يا محمد من معك فيقول: عيسى. فيقول ادخلا وأجيفا الباب. كان يسألني عن الفتن.

يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم بن هاشم سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي وكان يأخذ القرطاس فيقرأه فيكتب شيئا من نسخة قوم ليس من حديثه قال كأنهم لما رأوا من إكرامه لي ادخلوا عليه في حديثه فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث فغمّنى ذلك فقال: لا يغمك فلو كان واوا ما قدروا أن يدخلوه عليّ. قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه. قال محمد بن المنذر الكندي جاز ابن إدريس عام حج الرشيد فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف قل للمحدثين يأتونا يحدثون فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس وعيسى بن يونس فركب الأمين والمأمون إلى بن إدريس فحدثهما بمائة حديث. فقال المأمون: يا عم أتأذن لي أن أعيدها من حفظي؟ فقال: أفعل. فأعادها فعجب من حفظه ثم صارا إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر المأمون له بعشرة آلاف فأبى أن يقبلها وقال ولا شربة ماء. قال أحمد بن جناب وجماعة: مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة. وقال طائفة سنة ثمان. وقيل غير ذلك أعلى ما يقع حديثه في جزء ابن عرفة. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا أحمد بن جناب حدثني عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" أخرجه النسائي عن عثمان بن خرزاذ عن أحمد بن جناب فوقع لنا بعلو درجتين.

262-31/6 ع

عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن

الإمام القدوة الحجة أبو محمد الأودي الكوفي أحد الأعلام: حدث عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمن وأبي إسحاق الشيباني وهشام بن عروة والأعمش وابن جريج وخلق. وعنه مالك الإمام وابن المبارك وإسحاق ويحيى وابنا أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو كريب وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وخلائق. أقدمه الرشيد لتولية القضاء فأبى قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن إدريس نسيج وحده.

وقال يعقوب بن شيبة كان عابدا فاضلا يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة ويخالف الكوفيين وكان صديقا لمالك. قال وقيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي أنه سمعه من ابن إدريس قال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين حجة. وقيل لم يكن بالكوفة أحد أعبد منه. قال الحسن بن عرفة لم أرَ بالكوفة أفضل منه. روى إسحاق بن إبراهيم عن الكسائي قال قال لي الرشيد: من أقرأ الناس قلت: عبد الله بن إدريس ثم حسين الجعفي. وقال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه. قال الداني: قرأ ابن إدريس على الأعمش وعلى نافع بن أبي نعيم. قال أبو خيثمة سمعت ابن إدريس يقول:

كل شراب مسكر كثيره، فإنه محرم يسيره، إني لكم من شربه نذيره.

قال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس يقول: كتبت حديث أبي الجوراء فخفت أن يتصحف بأبي الجوزاء فكتبت تحته {حُورٍ عِين}. قلت: لم يكن ظهر الشكل بعد. قال الحسن بن الربيع قرأ كتاب الخليفة إلى بن إدريس وأنا حاضر: من عبد الله هارون إلى عبد الله بن إدريس فشهق وسقط بعد الظهر فقمنا إلى العصر وهو على حاله فأتيته قبل المغرب وصببنا عليه الماء فلما أفاق قال إنا لله وإنا إليه راجعون صار يعرفني حتى كتب إليّ أي ذنب بلغ بي هذا.

وعن شيخ عن وكيع أن عبد الله بن إدريس امتنع من القضاء وقال للرشيد لا أصلح، فقال الرشيد: وددت أني لم أكن رأيتك، فقال: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك، فخرج ثم ولي حفص بن غياث فبعث الرشيد بخمسة آلاف إلى ابن إدريس فقال للرسول وصاح به مر من ههنا فبعث إليه الرشيد لم تكرمنا ولم تقبل صلتنا فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه فقال إن جاءنا مع الجماعة حدثناه وحلف ألا يكلم حفصا حتى يموت.

الأشج أنا ابن إدريس قال لي الأعمش: والله لا حدثتك شهرا، فقلت والله لا أتيتك سنة ثم أتيته بعد سنة فقال: ابن إدريس؟ قلت: نعم، فقال أحب أن يكون للعربي مرارة. قال حسين بن عمرو العنقزي قيل لما نزل به الموت بكت بنته فقال لا تبكي قد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. مولده سنة عشرين ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

ابنا أحمد بن سلامة وغيره قالوا ابنا ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا إسماعيل الصفار أنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن إدريس عن ابن أبي خالد عن أبي سبرة النخعي قال: أقبل رجل من اليمن فلما كان في بعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال: اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك فأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور لا تجعل لأحد عليّ اليوم منّة أطلب إليك أن تبعث لي حمارى. قال فقام الحمار ينفض أذنيه.

263-32/6م 4

الهقل بن زياد

الإمام الحجة أبو عبد الله الدمشقي كاتب الأوزاعي.

حدث عنه وعن هشام بن حسان والمثنى بن الصباح وطلحة بن عمرو المكي وحرير بن عثمان. روى عنه أبو مسهر وأبو صالح كاتب الليث وعلي بن حجر وسليمان ابن بنت شرحبيل وهشام بن عمار. ومن القدماء الليث بن سعد وغيره. قال يحيى بن معين: ما كان بالشام أحد أوثق من الهِقْل وقال مروان الطاطري: كان أعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه. قال أبو مسهر وغيره توفي الهقل سنة تسع وسبعين ومائة.

أخبرنا محمد بن عثمان التنوخي أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر السلفي أنا عبد الرحمن بن حمد وبدر بن دلف قالا أنا أحمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد أنا أحمد بن شعيب أنا هشام بن عمار عن هقل بن زياد نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة حدثني ربيعة بن كعب قال: كنت آتي رسول الله ﷺ بوضوئه وبحاجته فقال: "سلني"، قلت: مرافقتك في الجنة، قال: "أو غير ذلك"، قلت هو ذاك، قال": "فأعني على نفسك بكثرة السجود ".

264-33/6 ع

الهيثم بن حميد

الغساني مولاهم الدمشقي الفقيه الحافظ.

روى عنه يحيى بن الحارث الذماري وثور بن يزيد والعلاء بن الحارث والمطعم بن المقدام وداود بن أبي هند وزيد بن واقد وجماعة. حدث عنه أبو مسهر وأبو توبة بن نافع الحلبي وعبد الله بن يوسف شيخ تنيس والحكم بن موسى ومحمد بن عائذ وعلي بن حجر وآخرون قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول. وقال أبو داود قدري ثقة: وقال النسائي: ليس به بأس.

أخبرنا أبو المعالي القرافي أنا ابن عبد السلام أنا الأرموي والطرائفي وابن الداية قالوا أنا ابن المسلمة أنا أبو الفضل الزهري نا الفريابي نا محمد بن عائذ الدمشقي نا الهيثم بن حميد نا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد قال ذكر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء فقال نوف البكالي لغير الدجّال أخوف عندي من الدجال فقال أبو الدرداء ما هو؟ قال أخاف أن أسلب إيماني وأنا لا أشعر فقال أبو الدرداء: ثكلتك أمك يا بن الكندية. وهل في الأرض مائة يتخوفون ما تتخوف وذكر الحديث.

265-34/6م4

يحيى بن يمان

الحافظ الصدوق أبو زكريا العجلي الكوفي: حدث عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والمنهال بن خليفة وسفيان الثوري وقرأ القرآن على حمزة وكان من العلماء العابدين. حدث عنه ابنه داود وبشر بن الحارث وأبو كريب وسفيان بن وكيع والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وخلق سواهم. قال علي بن المديني: صدوق فلج فتغير حفظه. وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان، كان يحفظ في المجلس الواحد خمس مائة حديث ثم نسي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال أحمد: ليس بحجة.

قلت: أخرج له الجماعة سوى البخاري. وتوفي سنة تسع وثمانين ومائة.

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن وجماعة قالوا أنا ابن صصرى أنا نصر بن أحمد والحسين بن سهل قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا محمد وأحمد ابنا الحسين بن سهل أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام نا علي بن حرب الطائي نا يحيى بن اليمان عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي ﷺ رمل من الحجر إلى الحجر. وحدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا مثله.

266-35/6 ع

يحيى بن حمزة

الإمام البارع قاضي دمشق وعالمها أبو عبد الرحمن الحضرمي البتلهي الدمشقي: حدث عن عروة بن رويم وعمرو بن مهاجر ومحمد بن الوليد الزبيدي ويزيد بن أبي مريم والأوزاعي وعدة. وعنه أبو مسهر الغساني ومحمد بن عائذ والحكم بن موسى وهشام بن عمار وعلي بن حجر وآخرون. قال دحيم: يحيى ثقة عالم ولا أشك أنه لقي علي بن يزيد. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة وهو صدوق. وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. قلت: بقي في القضاء نحوًا من ثلاثين سنة وحديثه في كتب الإسلام الستة، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.

267-36 خ د س

المعافى بن عمران

الإمام القدوة الحافظ شيخ الجزيرة أبو مسعود الأزدي الموصلي.

سمع ثور بن يزيد وجعفر بن برقان وهشام بن حسان وحنظلة بن أبي سفيان وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة والأوزاعي وخلقا كثيرا. حدث عنه بشر الحافي ومحمد بن جعفر الوركاني وإبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن عبد الله بن عمار وعبد الله بن أبي خداش وآخرون فيهم كثرة. قال يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلا خيرا صاحب سنة. وكان ابن المبارك يقول: حدثني ذاك الرجل الصالح. وقال أحمد بن يونس سمعت سفيان الثوري وذكر المعافي فقال: ذاك يا قوتة العلماء. وقال ابن عمار لم أرَ أحدا قط أفضل منه. قلت: ساق أبو زكريا محمد بن يزيد الأزدي ترجمته في تاريخه في بضع وعشرين ورقة فقال: صنف المعافي في السنين والزهد والأدب والفتن وغير ذلك. قال بشر بن الحارث الحافي. قال الأوزاعي: وقد اجتمع عنده المعافي وابن المبارك وموسى بن أعين: هؤلاء أئمة الناس، لكن لا أقدم على الموصلي أحدا. قال بشر كان يحفظ الحديث والمسائل وكان في الفرح والحزن واحدا قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء ثم جمع أصحابه وأطعمهم وقال آجركم الله في فلان وفلان. قال: وكان صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة وإذا جاء المغل بعث إلى أصحابه كفايتهم وكانوا أربعة وثلاثين رجلا. وقيل لبشر الحافي نراك تعشق المعافى، فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سفيان يسميه الياقوتة. قال ابن عمار: مات سنة خمس وثمانين ومائة. وقال غيره سنة أربع. قلت: كان من أبناء الستين، يزيد أو ينقص. قرأت على علي بن أحمد الهاشمي أنا محمد بن أحمد ببغداد أنا محمد بن عبيد الله المجلد وقرأت على أبي المعالي المصري أنا أبو حفص السهروردي أنا هبة الله الشبلي قالا أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا محمد بن أبي سمينة نا المعافي بن عمران عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس قال: كنت أسكب لرسول الله ﷺ وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة.

268-37/6 ع

حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن

الحافظ الإمام المتقن أبو عوف الرواسي الكوفي ابن أخي المحدث إبراهيم بن حميد الرواسي: روى عن أبيه وهشام بن عروة والأعمش وسلمة بن نبيط وابن أبي خالد وابن أبي ليلى وينزل إلى حماد بن زيد وزهير بن معاوية. وعنه أحمد ويحيى بن يحيى وقتيبة وابنا أبي شيبة وأبو خيثمة وعلي بن حرب وخلق. أثنى عليه أحمد ووثقه بن معين وقال أبو بكر بن أبي شيبة قلّ من رأيت مثله. وقال ابن نمير: مات سنة تسعين ومائة. وقال ابن حبان: مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

269-38/6م 4

بقية بن الوليد

الإمام الحافظ محدث الشام أبو يُحْمِد الكلاعي الحميري الميتمي الحمصي: حدث عن محمد بن زياد الألهاني والزبيدي وبحير بن سعد وعبيد الله بن عمر، وثور بن يزيد وخلق لا يحصون حتى إنه قد روى عن إسحاق بن راهويه. حدث عنه الأوزاعي وشعبة والحمادان ونعيم بن حماد وداود بن رشيد وعلي بن حجر وعمرو بن عثمان وأبو التقى اليزني ومحمد بن مصفى وأبو عتبة أحمد بن الفرج وخلائق. قال يحيى بن معين وأبو زرعة وغيرهما إذا روى بقية عن ثقة فهو حجة. وقال ابن المبارك أعياني بقية يسمى الكني ويكنى الأسامي قلت كان يدلس كثيرا فيما يتعلق بالأسماء ويدلس عن قوم ضعفاء وعوام يسقطهم بينه وبين ابن جريج ونحو ذلك. ويروى عمن دبّ ودرج. قال أبو حاتم سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر أحاديث بقية وكن منها على تقية فإنها غير نقية.

قال النسائي إذا قال بقية: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة، وإن قال: عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدري عمن أخذه. وروي أن هارون الرشيد كتب عن بقية وقال له إني لأحبك. قلت: كان بقية شيخًا واسع العلم كيسًا ظريفًا حمصيا قال حجاج بن الشاعر: سألوا سفيان بن عيينة عن حديث من الملح فقال: أبو العجب أنا بقية بن الوليد. وقال أبو التقى سمعت بقية يقول ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. قال يحيى بن معين كان شعبة مبجلا لبقية لما قدم عليه. تفقه بقية بالأوزاعى وقد روى له مسلم حديثا واحدا متابعة ولم يخرج له البخاري. توفي سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا محمد بن حازم وجماعة قالوا أخبرنا أبو القاسم بن صصرى "ح" وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن الهادي قالا أنا محمد بن غسان "وأنا" أبو الفداء المرداوي أنا الإمام أبو محمد عبد الله بن قدامة قالوا أخبرنا أبو المكارم بن هلال أنا عبد الكريم بن المؤمل حضورًا أنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي ثنا خيثمة بن سليمان بدمشق نا أبو عتبة الحجازي نا بقية حدثني الضحاك بن حمزة عن قتادة عن عبد الرحمن بن جبير عن النعمان بن بشير قال جاءت امرأة تشكوا أن زوجها وقع على جاريتها فقال: والله لأقضين بينكما بقضية قضى بها رسول الله ﷺ: "إن كنت أحللتها له ضربناه مائة سوط وإن لم تكوني أحللتها له رجمناه". الضحاك رواه مع أن ابن حبان ذكره في الثقات.

270-39/6 ع

علي بن مسهر

الإمام الحافظ أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي قاضي الموصل: حدث عن داود بن أبي هند وإسماعيل بن أبي خالد وأبي مالك الأشجعي وزكريا بن أبي زائدة وعاصم الأحول وهذه الطبقة من الكوفيين والبصريين. حدث عنه بشر بن آدم وسويد بن سعيد وابنا أبي شيبة وعلي بن حجر وهناد بن السري وخلق سواهم. قال أحمد بن حنبل هو أثبت من أبي معاوية في الحديث وقال أحمد العجلي: كان ممن جمع بين الفقه والحديث ثقة. وروى عباس عن يحيى قال: كان ثبتًا ولي قضاء أرمينية قال ابن نمير: دفن على كتبه. قال ابن معين: اشتكى عينه بأرمينية فقال قاضٍ كان قبله للكحّال: أذهب بصره وأعطيك مالا ففعل. ورجع إلى الكوفة أعمى. مات سنة تسع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله أنا عثمان بن أبي شيبة نا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعى عن حذيفة قال قال رسول الله ﷺ: "إن حوضي لأبعد من أيلة وعدن، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم وهو أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل وإني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الغريبة من الإبل عن حوضه"، قيل يا رسول الله وهل تعرفنا يومئذ؟ قال: "تردون عليّ غرًا محجلين من آثار الوضوء ليس لأحد غيركم ". أخرجه مسلم وابن ماجه عن عثمان فوافقناهما.

271-40/6 ع

عبد الرحيم بن سليمان

المروزي ثم الكوفي الحافظ أحد الأثبات المصنفين: يروى عن هشام بن عروة وعاصم الأحول. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري، مات سنة سبع وثمانين ومائة.

272-41/6 ع

عمر بن علي بن عطاء بن مقدم

الإمام الحجة أبو حفص المقدمي البصري مولى ثقيف وهو أبو عاصم ومحمد وعم محمد بن أبي بكر المقدمي: يروى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وأبي حازم المديني وخالد الحذاء. وعنه خليفة بن خياط وأحمد بن عبدة والفلاس وبندار وأبو الأشعث العجلي وآخرون. قال يحيى بن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة ويدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت ونا. ثم يسكت، ويقول هشام بن عروة قلت قد احتج به الجماعة واحتملوا له تدليسه، مات في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة.

أخبرنا أبو الحسن العلوي أنا أبو الحسين القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن الحسن بن داود المنكدري نا عمر بن علي المقدمي نا ابن إسحاق قال سمعت أبا سعيد الخطمي، قال ابن صاعد: هو شرحبيل بن سعيد؛ قال سمعت جابرا يقول صلى بي رسول الله ﷺ وبجابر بن صخر فأقامنا خلفه.

273-42/6 ع

القاضي أبو يوسف

الإمام العلامة فقيه العراقين يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي صاحب أبي حنيفة «رضي الله ع»: سمع هشام بن عروة وأبا إسحاق الشيباني وعطاء بن السائب وطبقتهم. وعنه محمد بن الحسن الفقيه وأحمد بن حنبل وبشر بن الوليد ويحيى بن معين وعلي بن الجعد وعلي بن مسلم الطوسي وعمرو بن أبي عمرو وخلق سواهم، نشأ في طلب العلم وكان أبوه فقيرا فكان أبو حنيفة يتعاهد يعقوب بمائة بعد مائة وقال المزني: أبو يوسف اتبع القوم للحديث. وقال يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة، وفي لفظ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وروى أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن يحيى بن معين قال: ليس في أصحاب الرأي أكثر حديثا ولا أثبت من أبي يوسف وقال علي بن الجعد: سمعت أبا يوسف يقول من قال إيماني كإيمان جبريل فهو صاحب بدعة. قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب غرائب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء افتقر، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وروى عباس عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث وصاحب سنة. وقال ابن سماعة كان أبو يوسف يصلي بعد ما ولي القضاء في كل يوم مائتي ركعة. وقال أحمد: كان مصنفا في الحديث. وقال الفلاس صدوق كثير الغلط.

مات في ربيع الآخر سنة ثنتين وثمانين ومائة عن سبعين سنة إلا سنة. وله أخبار في العلم السيادة قد أفردته وأفردت صاحبه محمد بن الحسن رحمهما الله في جزء، أكبر شيخ له حصين بن عبد الرحمن ولم يلق عبد الله بن دينار بل بينهما. رجل أخبرنا أحمد بن إسحاق إنا مبارك بن أبي الجواد أنا أحمد بن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون الحضرمي نا إسحاق بن أبي إسرائيل أنا أبو يوسف القاضي ثنا أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: أتى ماعز بن مالك رسول الله ﷺ فأقر بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده، فلما كان في الرابعة سأل عنه قومه: هل تنكرون من عقله شيئا؟ قالوا: لا، فأمر به فرجم في موضع قليل الحجارة فأبطأ عليه الموت فانطلق يسعى إلى موضع كثير الحجارة واتبعه الناس فرجموه حتى قتلوه، ثم ذكروا شأنه لرسول الله ﷺ واستأذنوه في دفنه والصلاة عليه فأذن لهم في ذلك فقال: "لقد تاب توبة لو تابها فئام من الناس قبل منهم". هذا إسناده متصل عال.

274-43/6 ع

أبو معاوية

الحافظ الثبت محدث الكوفة محمد بن خازم الكوفي الضرير: حدث عن هشام بن عروة والأعمش وليث بن أبي سليم وأبي إسحاق الشيباني وإسماعيل بن أبي خالد وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو خيثمة والحسن بن عرفة وهناد وسعدان بن نصر والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن عبد الجبار وخلق عظيم. ولد سنة ثلاث عشرة ومائة. قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية أما أنت فقد ربطت رأس كيسك وقيل إن شعبة كان إذا حدث بحضرة أبي معاوية يراجعه في حديث الأعمش يقول أليس كذا؟ أليس كذا؟. قال أبو نعيم لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول قد صار في فمي علقما. قال أحمد: كان والله حافظا للقرآن ويضطرب في غير حديث الأعمش. وقال علي بن المديني: كتبت عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمس مائة حديث. قال جرير: كنا نخرج من عند الأعمش فلا يكون أحفظ منا لحديثه من أبي معاوية. وقيل: كان الرشيد يجلّ أبا معاوية ويحترمه. وقال أحمد بن داود الحراني: سمعت أبا معاوية يقول: البصراء كانوا عليّ عيالًا عند الأعمش. وعنه: لقد رأيتهم يجيئون كلهم إليّ بأبي فأملى عليهم ما سمعوا من الأعمش. وقال أحمد بن الحسن السكري الحافظ: أعرفهم بالأعمش أبو معاوية، وبعده الثوري، وبعده شعبة. قلت: كان أبو معاوية يرى الأرجاء. مات في قول الجماعة سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وقيل: سنة أربع وقع لي من عوالي أبي معاوية كثير.

275-44/6 ع

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن

الحافظ المحدث الثقة أبو عبد الله الفزاري الكوفي نزيل مكة ثم دمشق: حدث عن عاصم الأحول وحميد الطويل وأبي مالك سعد بن طارق وإسماعيل بن أبي خالد وموسى الجهني ومحمد بن سوقة وعدة. وعنه أحمد وإسحاق وأبو خيثمة والحسين بن حريث ودحيم وأبو كريب وابن عرفة ومحمد بن هشام بن خلاس النميري وخلق كثير. ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثبت حافظ كان يحفظ حديثه كله. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين. وقال ابن معين: كان يلتقط شيوخا من السكك. قيل مات فجاءة بمكة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة وما أعلى حديثه في الأربعين لعبد المنعم الفراوي وقيل: كان فقيرا معيلا فكان الناس يبرّونه.

276-45/6خ د ت ق-مروان بن شجاع الحافظ الإمام أبو عمرو الجزري مولى بني أمية: حراني سكن بغداد وكان عالما بخصيف حدث عنه وعن إبراهيم بن أبي عبلة وسالم الأفطس. وعنه أحمد بن حنبل وسريج بن يونس وأحمد بن منيع وأبو عبيد ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وعدة. وثقه ابن معين وغيره. وقال ابن سعد: كان راوية لخصيف. وقال خليفة: مات سنة أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى. عواليه في جزء ابن عرفة وغيره.

277-46/6 ع

عبد الأعلى بن عبد الأعلى

المحدث العالم أبو محمد القرشي السامي البصري: عن حميد الطويل والجريري ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وعدة. وعنه إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو بن علي الفلاس ونصر بن علي وبندار وخلق كثير وحديثه في الكتب الستة وثقه غير واحد. وأما ابن سعد فقال: لم يكن بالقوي قلت. مات في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة ويأتي له ما ينكر.

278-47/6 ع

السيناني

الحافظ الإمام الحجة أبو عبد الله الفضل بن موسى المروزي أحد أئمة خراسان: وسينان من قرى مرو. رحل وسمع من هشام بن عروة وخثيم بن عراك وإسماعيل بن أبي خالد ومعمر وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر ويحيى بن أكثم وأبو عمار الحسين بن حريث وعلي بن خشرم ومحمود بن غيلان ومحمود بن آدم وعدة. قال أبو نعيم: هو أثبت من المبارك. وقال وكيع: أعرفه ثقة صاحب سنة. وقال علي بن خشرم سمعت السيناني يقول: كان علينا عامل بمرو وكان نسّاء فقال اشتروا لي غلاما وسمعوه بحضرتي حتى لا أنسى ففعلوا ذلك، فقال ما سميتموه قالوا واقدا، قال فهلا اسما لا أنساه أبدا قم يا فرقد. قال إسحاق بن راهويه لم اكتب عن أحد أوثق في نفسي من الفضل بن موسى ويحيى بن يحيى. ولد سنة خمس عشرة ومائة ومات. رحمة الله عليه في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة ليلة دخول هرثمة على ولاية خراسان. وقع لي من عواليه من رواية محمود بن غيلان عنه.

279-48/6 ع

حفص بن غياث

الإمام الحافظ أبو عمر النخعي الكوفي قاضي بغداد ثم قاضي الكوفة: حدث عن جده طلق بن معاوية وعاصم الأحول وليث بن أبي سليم وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وخلق كثير. حدث عنه ولده عمر بن حفص وأحمد وإسحاق وعلي بن المديني وابن معين وابنا أبي شيبة وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وأحمد العطاردي وخلق سواهم. ولد سنة سبع عشرة ومائة. قال يحيى القطان: حفص أوثق أصحاب الأعمش. وقال سجادة: كان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث. قال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. مات وعليه دين تسعمائة درهم. قال يحيى بن معين: جميع ما حدث به حفص ببغداد وبالكوفة فمن حفظه، لم يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث من حفظه. وقال أبو جعفر المسندي: كان حفص بن غياث من أسخي العرب، وكان يقول من لم يأكل من طعامي لا أحدثه وإذا كان يوم ضيافته لا يبقى رأس في الرواسين. توفي حفص آخر سنة أربع وتسعين ومائة رحمة الله عليه. قال أحمد بن حنبل: رأيت مقدم فم حفص مضبّبة أسنانه بالذهب.

280-49/6 ع

يحيى بن سعيد بن فروخ

الإمام العلم سيد الحفاظ أبو سعيد التميمي مولاهم البصري القطان: ولد سنة عشرين ومائة. سمع هشام بن عروة وعطاء بن السائب وحسينا المعلم وخيثم بن عراك وحميد الطويل وسليمان التيمى ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وطبقتهم فأكثر جدا. وعنه ابن مهدي وعفان ومسدد وأحمد وإسحاق ويحيى وعلي والفلاس وبندار وإسحاق الكوسج ومحمد بن شداد المسمعي وأمم سواهم. قال أحمد: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان. وقال ابن معين قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك مثل يحيى القطان. وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال منه. وقال بندار: هو إمام أهل زمانه. وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد ظننت أنه لا يحسن شيئا كان يشبه التجار فإذا تكلم أنصت له الفقهاء. وقال أحمد بن محمد بن يحيى: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك إلا تبسمًا ولا دخل حمامًا وكان يخضب. وقال ابن معين: أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم كل ليلة. وقال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط. وقال محمد بن أبي صفوان: كان نفقة يحيى القطان من غلته حنطة وشعير وتمر. قال يحيى بن معين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة. وقال أحمد: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد. وقال العجلي: كان نقي الحديث لا يحدث إلا عن ثقة. قال أبو قدامة السرخسي سمعت يحيى بن سعيد يقول: كل من أدركت يقولون الإيمان قول وعمل ويكفرون الجهمية ويقدمون أبا بكر وعمر. وقال ابن معين كان يحيى إذا قرئ القرآن عنده سقط حتى يصيب وجهه الأرض. وقال: ما دخلت كنيفًا قط إلا ومعي امرأة.

قال ابن معين: كان ضعيف القلب وكان له جار فوقع فيه وشتمه فجعل يحيى يبكى ويقول: صدق من أنا؟ وما أنا؟. قال: وكان له سبحة يسبح بها. وقال ابن مهدي: اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما، قال: قد رضيت بالأحول، يعني يحيى بن سعيد؟ فما برحنا حتى جاء وقضى على شعبة، فقال: ومن يطيق نقدك يا أحول. قال ابن سعد: كان ثقة حجة رفيعا مأمونا، وقال شاذي بن يحيى قال يحيى القطان من قال إن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} مخلوق فهو زنديق. قال ابن المديني: كنا عند يحيى فقرأ رجل سورة الدخان فصعق وغشي عليه. قال النسائي أمناء الله على حديث رسول الله ﷺ مالك وشعبة ويحيى القطان. وقال أحمد إلى يحيى القطان المنتهي في التثبت. قال يحيى بن معين سمعت يحيى بن سعيد يقول: ليس لأحد علي عقد ولا ولاء. قال ابن مهدي: قال لي سفيان: جئني بمن أذاكره، فجئته بيحيى فذاكره فلما خرج قال يا عبد الرحمن قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان، يعني اندهش سفيان من حفظه. وقال أحمد: يحيى القطان أثبت الناس، وما كتبت عن أحد مثله. قال عفان: رأى رجل في النوم بشر يحيى بن سعيد القطان بأمان من الله يوم القيامة. توفي يحيى في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وله حديث في غاية العلو في الغيلانيات وآخر من حدث عنه المسمعي وآخر من حدث عن المسمعي أبو بكر الشافعي وآخر من حدث عن أبي بكر أبو طالب بن غيلان وآخر من حدث عنه ابن الحصين وآخر من حدث عنه ابن طبرزذ وخاتمة أصحابه فخر الدين بن البخاري صاحب المشيخة.

281-50/6 ع

غندر

الحافظ المتقن المجود أبو عبد الله محمد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري.

سمع حسينا المعلم وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وعوفا الأعرابي ومعمر بن راشد وسعيد بن أبي عروة ولزم شعبة فأكثر عنه جدا. حدث عنه أحمد وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو خيثمة وقتيبة وأبو بكر بن أبي شيبة والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى ومحمد بن الوليد البسري وآخرون. قال يحيى بن معين: كان غندر أصح الناس كتابا، أراد بعض الناس أن يخطئه فلم يقدر وقال أحمد بن حنبل قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة قلت: ابن جريج هو الذي لقبه غندرا لكونه شغب عليه وذلك لأن ابن جريج تعنته في الأخذ.

قال يحيى بن معين: أخرج إلينا غُندر ذات يوم جرابا فقال: اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ، قال: فما وجدنا فيه شيئا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما منذ خمسين سنة. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة.

قلت: كان يتجر في الطيالسة والكرابيس ومع إتقانه كان فيه تغفل. قال علي بن عثام: أتيت غندرا فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة فقال لي: هات كتابك فأبيت إلا أن يخرج كتابه فأخرجه وقال: يزعم الناس إني اشتريت سمكا فأكلوه وأنا نائم ولطخوا به يدي ثم قالوا: أكلت فشم يدك، أفما كان يدلي بطني.

قال الدينوري: في المجالسة أنا جعفر بن أبي عثمان سمعت يحيى بن معين يقول دخلنا على غندر فقال لا أحدثكم بشيء حتى تمشوا إلى السوق فيراكم الناس فيكرموني فمشينا خلفه فجعل الناس يقولون: من هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني. مات غندر في أول ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة رحمة الله عليه.

قرأت على عبد الخالق بن عبد السلام القاضى ببعلبك في سنة ثلاث وتسعين. أخبركم الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد سنة إحدى عشرة وست مائة أنا أحمد بن عبد الغني "ح" وقرأت على أحمد بن محمد الطاهري قال قرأت على أبي القاسم بن رواحة "وقرأت" بمكة على شيخ الحرم أبي إسحاق الطبري "وببعلبك" على أبي الحسين ابن الفقه قالًا أنا علي بن هبة الله الخطيب "وأنا" أبو القاسم الهواري وابن جماعة وجماعة قالوا أنا جعفر بن علي "وأنا" عبد الله بن محمد الخالدي وغيره أنا يوسف بن محمود، قالوا أنا أبو طاهر السلفي قال أنا نصر بن أحمد القارئ أنا عبد الله بن عبيد الله أنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء أنا محمد بن المثني حدثني محمد بن جعفر أنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي ﷺ: "أن رجلًا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل؟ فإما ذكر وإما ذُكّر، فقال: إني كنت أبايع الناس وكنت أنظر المعسر وأتجوّز في السكة أو النقد؟ فغفر الله له ". فقال أبو مسعود «رضي الله ع». وأنا سمعته من رسول الله ﷺ.

282-51/6 ع

الوليد بن مسلم

الإمام الحافظ عالم أهل دمشق أبو العباس الأموي مولاهم الدمشقي: ولد سنة تسع عشرة ومائة. وسمع يحيى بن الحارث الذماري وقرأ عليه وثور بن يزيد وابن عجلان وهشام بن حسان وابن جريج والمثني بن الصباح ويزيد بن أبي مريم وصفوان بن عمرو والأوزاعي وخلقًا كثيرًا. حدث عنه أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المديني ودحيم وهشام بن عمار وأبو خيثمة وعلي بن محمد الطنافسي وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى ومحمود بن غيلان وموسى بن عامر وخلق كثير.

صنف التصانيف والتواريخ وعنى بهذا الشأن أتم عناية. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت في الشاميين أعقل منه. وقال ابن جوصاء: لم نزل نسمع أنه من كتب مصنفات الوليد صلح أن يلي القضاء، وهي سبعون كتابًا. وقال أبو مسهر وغيره كان الوليد مدلسًا ربما دلس عن الكذابين.

قلت: وقرأ عليه الربيع بن ثعلب وهشام بن عمار، وقد حدث عنه من شيوخه الليث بن سعد، ومن أقرانه بقية وابن وهب. قال محمد بن سعد: والوليد ثقة كثير الحديث والعلم. قال يعقوب الفسوي: سألت هشامًا عن الوليد فأقبل يصف علمه وورعه وتواضعه، وكان أبوه من رقيق الإمارة. قال أبو اليمان: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم. وقال علي بن المديني: سمعت من الوليد وما رأيت من الشاميين مثله، وقد أغرب بأحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد. قال صدقة بن الفضل المروزي: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم من الوليد وكان يحفظ الأبواب. وقال ابن المديني: الوليد رجل أهل الشام وعنده علم كثير لم أستمكن منه. وقال غيره: كان الوليد بارعا في حفظ المغازي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن عدي ثقة.

قلت: لا نزاع في حفظه وعلمه وإنما الرجل مدلس فلا يحتج به إلا إذا صرح بالسماع. قال حرملة بن عبد العزيز: نزل على الوليد بن مسلم قافلا من الحج فمات عندي بذي المروة. قال محمد بن مصفى وغيره: مات في المحرم سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وقع لي من عواليه في أماكن. وقد روى محمد بن أيوب البجلي قال أنا الهيثم بن خارجة نا الوليد بن مسلم قال سألت مالكا والأوزاعي والثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.

283-52/6 ع

عبد الله بن وهب بن مسلم

الإمام الحافظ أبو محمد الفهري مولاهم المصري الفقيه أحد الأئمة الأعلام: ولد سنة خمس وعشرين ومائة ويقال ولاؤه للأنصار. قال ابن يونس: طلب العلم وله سبع عشرة سنة. وقال: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي. قال ابن يونس: جمع ابن وهب بين الفقه والحديث والعبادة. قلت حدث عن يونس بن يزيد وابن جريج وحنظلة بن أبي سفيان وحيوة بن شريح وأسامة بن زيد الليثي وحيى بن عبد الله المعافري وعمر بن محمد العمري وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري وأبي صخر حميد بن زياد وعمرو بن الحارث ومالك وسفيان والليث وخلق كثير بمصر والحرمين وصنف موطأ كبيرا. روى عنه شيخه الليث وابن مهدي وأصبغ بن الفرج وحرملة وأحمد بن صالح وسعيد بن أبي مريم وسحنون بن سعيد والحارث بن مسكين وأبو الطاهر أحمد بن السرح وعبد الملك بن شعيب وبحر بن نصر وإبراهيم بن منذر وسعيد بن منصور وأحمد بن عبد الرحمن بن أخيه والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن عبد الأعلى وخلائق وكان ثقة حجة حافظا مجتهدا لا يقلد أحدا ذا تعبد وتزهد. قال أحمد بن صالح: ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه، حدث بمائة ألف حديث وقد وقع عندنا سبعون ألف حديث. وقال خالد بن خداش: قرأ على ابن وهب كتابه في أهوال القيامة فخر مغشيا عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. قال ابن وهب: رأيت هشام بن عروة جالسًا في المسجد ثم جئت منزله فقالوا: نام فلما رجعت من الحج وجدته قد مات، ورأيت عبيد الله بن عمرو قد عمى وقطع الحديث.

قال عبد الرحمن بن القاسم الفقيه لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه. وقال يونس عن ابن وهب: قرأت على نافع بن أبي نعيم. قال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهب ولا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له. وهو ثقة، وسمعت يحيى بن بكير يقول: هو أفقه من ابن القاسم. وعن سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا؛ ثلثا في الرباط وثلثا يعلم الناس وثلثا في الحج. قيل حج ستا وثلاثين حجة وكان مالك يكتب إليه إلى عبد الله مفتي أهل مصر. ولم يفعل هذا مع غيره وذكر هو وابن القاسم عند مالك فقال: ابن القاسم فقيه وابن وهب عالم. قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب ديوان العلم. قال ابن أبي حاتم أنا أحمد بن عبد الرحمن أنا عمي قال: سئل مالك عن تخليل الأصابع فلم ير ذلك فقلت: يا أبا عبد الله إن عندنا لذلك سنة، أنا الليث وعمرو بن الحارث عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر أن النبي ﷺ قال: "إذا توضأت فخلل أصابع رجليك ". فرأيته بعد ذلك يسأل عنه فيأمر بتخليل الأصابع، وقال لي: ما سمعت بهذا قط إلا الآن. وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب حماما فسمع قارئا يقرأ {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّار}. فغشي عليه. قال أحمد بن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد عمى ليوليه القضاء فتغيب فهدم عباد بعض دارنا فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا والكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ عمي فدعا عليه بالعمى فعمي بعد جمعة. وقال أبو طاهر بن عمرو جاء نعي ابن وهب ونحن في مجلس ابن عيينة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة وأصبت به خاصة. قال النسائي: ابن وهب ثقة ما أعلمه روى عن ثقة حديثا منكرا. وقال يونس: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. قلت يقع عواليه في الثقفيات.

284-53/6 ع

وكيع بن الجراح بن مليح

الإمام الحافظ الثبت محدث العراق أبو سفيان الرواسي الكوفي أحد الأئمة الأعلام ورواس بطن من قيس عيلان: ولد سنة تسع وعشرين ومائة. سمع هشام بن عروة والأعمش وجعفر بن برقان وإسماعيل بن أبي خالد وابن عون وابن جريج وسفيان والأوزاعي وخلائق. وعنه ابن المبارك مع تقدمه وأحمد وابن المديني ويحيى بن معين وإسحاق وزهير وابنا أبي شيبة وأبو كريب وعبد الله بن هاشم وعلي بن حرب وإبراهيم بن عبد الله القصار وأمم سواهم.

وكان أبوه على بيت المال، وأراد الرشيد أن يولي وكيعًا قضاء الكوفة فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان جلس وكيع موضعه وقال القعنبي كنا عند حماد بن زيد فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان فقال: هذا إن شئتم أرجح من سفيان. وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.

الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعا في السفر والحضر فكان يصوم الدهر ليلة ويختم القرآن كل ليلة. قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع وقال يحيى: ما رأيت أفضل منه يقوم الليل ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضا وقال ابن المبارك رجل المصريين اليوم ابن الجراح.

قال سلم بن جنادة جالست وكيعًا سبع سنين فما رأيته بزق ولا مس حصاة ولا جلس مجلسه فتحرك ولا رأيته إلا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله.

قلت: ما فيه إلا شربة لنبيذ الكوفيين وملازمته له جاء ذلك من غير وجه عنه. قال يحيى بن معين: سأل رجل وكيعا أنه شرب نبيذا فرأى في النوم كأن من يقول له إنك شربت خمرا، فقال وكيع ذلك شيطان. قال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت: كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي.

ثم قال: كان وكيع أفقه الناس. وقال مروان بن محمد الطاطري ما رأيت أخشع من وكيع، وما وصف لي أحد إلا ورأيته دون الصفة إلا وكيع فإني رأيته فوق ما وصف لي. قال سعيد بن منصور قدم وكيع مكة وكان سمينا فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه. وقال أبو داود ما رئي لوكيع كتاب قط.

قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط يحفظ الحديث ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد. قال حماد بن مسعدة قد رأيت الثوري، ما كان مثل وكيع. وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: من فضل عبد الرحمن على وكيع فعليه كذا وكذا-ولعن. قال أبو حاتم وكيع أحفظ من ابن المبارك. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع. وقال ابن المديني: كان وكيع يلحن ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجبا يقول عن عيشة. وروى أبو هشام وغيره عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. وقيل كان وكيع أعور. وقد سقت أخباره في تاريخ الإسلام وهي طويلة في تاريخ دمشق. توفي وكيع بفيد راجعًا من الحج سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء. قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة سمعه منه أبو سعيد الأشج وقد وصل إنسانا مرة بصرة دنانير لكونه كتب من محبرته وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها رحمة الله عليه.

285-54/6 ع

خالد بن الحارث

الحافظ الحجة أبو عثمان الهجيمي البصري: حدث عن أيوب السختياني وحميد الطويل وعبيد الله بن عمر وهشام بن عروة وابن عون وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهويه وابن المديني والقواريري وأحمد بن المقدام ومحمد بن المثنى والفلاس والحسن بن عرفة وخلق كثير. وقد حدث عنه من شيوخه شعبة. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام. وقال الترمذي: ثقة مأمون، سمعت محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس قلت: توفي خالد بن الحارث في سنة ست وثمانين ومائة رحمه الله تعالى تقع عواليه في جزء الحفار.

286-55/6 ع

بشر بن المفضل بن لاحق

الإمام الثقة أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم البصري الحافظ العابد: حدث عن سهيل بن أبي صالح ويحيى بن سعيد وحميد الطويل والجريري وخالد الحذاء وهذه الطبقة. وعنه علي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل ونصر بن علي وعمرو بن علي الفلاس وأحمد بن المقدام وخلق كثير. قال أحمد إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال علي بن المديني: كان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة، ويصوم يوما ويفطر يوما، ويروى أنه ذكر عنده جهمي فقال: لا تذكروا ذلك الكافر، توفي بشر سنة ست أو سبع وثمانين ومائة.

287-56/6 ع

محمد بن حرب

الإمام الثقة الفقيه أبو عبد الله الخولاني الحمصي الأبرش كاتب الزبيدي: حدث عن الزبيدي وبحير بن سعد ومحمد بن زياد الألهاني وعمر بن روبة والأوزاعي وعدة. روى عنه أبو مسهر وإسحاق بن راهويه ومحمد بن وهب بن عطية وكثير بن عبيد وأبو التقى اليزني ومحمد بن مصفى وأبو عتبة الحجازي وخلق كثير. وذكر ابن سعد أنه ولي قضاء دمشق. قال ابن معين وغيره: ثقة وحديثه في الكتب الستة. قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

أخبرنا محمد بن داود المقدسي بكفربطنا أنا أبو عبد الله الحافظ سنة ثمان وثلاثين وستمائة. أنا القاسم بن عبد الله أنا وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن الأزهري أنا محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقى نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن وهب نا محمد بن حرب نا محمد بن الوليد الزبيدي أنا الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة «رضي الله ع» أن النبي ﷺ رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة ". أخرجه البخاري عن محمد هو الذهلي فوافقناه، وفي إسناده عدة محمدون، وعندي من عواليه في صفة النفاق.

288-57/6 خ 4

عبيدة بن حميد

الكوفي الحذاء الحافظ الثبت: حدث عن الأسود بن قيس وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومنصور والأعمش وعدة. حدث عنه سفيان الثوري مع تقدمه وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع والحسن بن الصباح البزار والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو الناقد ومحمد بن سعيد بن غالب العطار وآخرون. وكان عالما نبيلا صاحب حديث ونحو وقرآن وفضائل. قال يحيى بن معين وأحمد: ثقة. قال أحمد: أتيناه فأملى علينا ثم كثر عليه الناس حتى غلبنا عنه وكثر الزحام. قلت: كان مؤدب الأمين محمد. عاش نيفا وثمانين سنة وتوفي سنة تسعين ومائة رحمه الله تعالى.

289-58/6 خ م ت س ق

الأشجعي

الإمام الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي: سمع إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وغيرهما؛ ثم لزم سفيان الثوري مدة فكان يقول سمعت من سفيان ثلاثين ألف حديث. قال يحيى بن معين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من الأشجعي. حدث عنه يحيى بن آدم وأبو النضر ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأبو كريب وعثمان بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي وآخرون.

وقال ابن معين: صالح ثقة. وقال الحاكم: كان أعلم بسفيان من عبد الرحمن ومن يحيى بن سعيد ومن أبي أحمد الزبيري وقبيصة وأبي حذيفة، وكان عنده تصانيف سفيان. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري جلس الأشجعي موضعه.

قلت: ثم تحول بعد ذلك إلى بغداد، مات في أول سنة اثنتين وثمانين ومائة رحمه الله تعالى وروى له سوى أبي داود.

290-59/6 ع

عبدة بن سليمان

الإمام الحافظ أبو محمد الكلابي الكوفي: حدث عن عاصم الأحول وهشام بن عروة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وطائفة. وعنه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو خيثمة وأبو كريب وأبو سعيد الأشج وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة وزيادة مع صلاح وشدة فقر عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء، مات في رجب سنة ثمانين ومائة. قال أحمد: كان عبدة شديد الفقر. وقال العجلي: ثقة رجل صالح صاحب قرآن يقرأ. وقال أحمد بن حنبل: قدمت الكوفة سنة ثمان وثمانين وقد مات سنة سبع قبل قدومي بسنة. وأما ابن سعد فقال: مات لثلاث خلون من رجب سنة ثمان رحمه الله تعالى.

291-60/6 ع

المحاربي

الحافظ العالم أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن زياد الكوفي: حدث عن عبد الملك بن عمير وليث بن أبي سليم والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وفضيل بن غزوان وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وأبو كريب وهناد وأبو سعيد الأشج وعلي بن حرب والحسن بن عرفة وخلق كثير. قال وكيع: ما كان أحفظه للطوال. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم صدوق يروي عن المجهولين مناكير فيفسد حديثه بذلك. قال عبد الله بن أحمد: كان يدلس. قلت: توفي سنة خمس وتسعين ومائة وحديثه بعلو في جزء ابن عرفة وعواليه في جزء علي بن حرب.

292-61/6 ع

أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل

السدوسي مولاهم البصري الحافظ نزيل بغداد: روى عن سعيد بن أبي عروبة وعيينة بن عبد الرحمن ومعاذ بن العلاء وشعبة وبهز بن حكيم وعوف الأعرابي وخلق، وعنه أحمد وابن معين وأبو خيثمة وعمرو الناقد وزياد بن أيوب وعدة.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله قالا أنا أبو الفضل الأرموي أنا أبو الحسين النقور أنا علي بن عمر الحربي نا أحمد بن الحسين الصوفي نا يحيى بن معين نا أبو عبيدة الحداد عن عبد الواحد بن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر «رضي الله ع» قال قال رسول الله ﷺ "لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام" غريب جدا. وهكذا رواه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة. وسمعناه في منتخب عبد بن حميد عن أبي داود عن عبد الواحد بن زيد كذلك وهو المحفوظ ولكن هو في مسند أبي يعلى الموصلي من طريقيه عن يحيى بن معين فقال: فرقد السبخي، بدل أسلم. قال حيان قال يحيى بن معين أبو عبيدة كان من المتثبتين ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة جيد القراءة والكتابة. وقال العجلي وابن معين وغيرهما: ثقة. وقال أحمد: أبو عبيدة صاحب شيوخ، وكتابه صحيح، وأبو داود اعرف منه بالحديث. قال أبو قلابة: يوم ولدت مات أبو عبيدة سنة تسع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

293-62/6 ع

النضر بن شميل

الإمام الحافظ العلامة أبو الحسن المازني البصري اللغوي عالم أهل مرو: قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعته يقول: خرج بي أبي من مرو الروذ وأنا ابن خمس أو ست سنين إلى البصرة وقت الفتنة يعني فتنة ظهور أبي مسلم سنة ثمان وعشرين ومائة. وروى عن هشام بن عروة وحميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد بن عون وهشام بن حسان وخلق من الكوفيين والبصريين وعنه إسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج ومحمد بن رافع وأبو محمد الدارمي وسعيد بن مسعود المروزي وخلائق.

قال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة. وعن ابن المبارك وسئل عنه فقال: ذاك أحد الأحدين، لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه. وقال العباس بن مصعب: كان إماما في العربية والحديث، وهو أول من أظهر السنة بمرو وخراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، ألف كتبًا كثيرة لم يسبق إليها وولي قضاء مرو. قال أحمد الدارمي: سمعت النضر يقول: في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كفر. قال داود بن مخراق سمعت ابن شميل يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه. قال محمد بن عبد الله بن فهزاذ: مات النضر في آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين، ودفن في أول يوم من سنة أربع رحمه الله تعالى. أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم وجماعة قالوا أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن حمويه أنا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي أنا النضر بن شميل أنا بهز عن أبيه عن جده سمعت النبي ﷺ يقول: "إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى".

294-63/6 ع

محمد بن فضيل بن غزوان

المحدث الحافظ أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم الكوفي مصنف كتاب الزهد وكتاب الدعاء وغير ذلك: حدث عن أبيه وبيان بن بشر وإبراهيم الهجري وحبيب بن أبي عمرة وحصين بن عبد الرحمن وعاصم الأحول وخلق سواهم. حدث عنه أحمد وإسحاق وأحمد بن بديل والحسن بن عرفة وأبو سعيد الأشج والفلاس وعلي بن حرب وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وأمم سواهم. وكان من علماء هذا الشأن وثقه يحيى بن معين وقال أحمد: حسن الحديث شيعي. قلت: كان متواليا فقط. قرأ القرآن على حمزة، وقد دخل على منصور ليسمع منه فوجده مريضا. قال أبو داود كان شيعيا محترقا قلت: مات سنة خمس وتسعين ومائة وقيل سنة أربع.

295-64/6 ع

محمد بن شعيب بن شابور

الإمام المحدث أبو عبد الله الدمشقي: نزيل بيروت من موالي بني أمية. حدث عن عروة بن رويم ويحيى بن الحارث الذماري وأبي زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني وعثمان بن أبي العاتكة والأوزاعي وعمرو بن الحارث المصري وعدة. وعنه سليمان بن عبد الرحمن ودحيم وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمود بن خالد السلمي وخلق كثير. وثقه دحيم، وقال أحمد: ما أرى به بأسًا كان رجلا عاقلا، قال أبو عمرو الداني أخذ القراءة عرضا عن يحيى الذماري، وكان يفتي في مجلس الأوزاعي. قال هشام بن عمار توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وقال ابن مصفى: سنة تسع.

296-65/6م 4

محمد بن سلمة

الإمام المفتي أبو عبد الله الحراني: روى عن خاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد وخصيف وابن عجلان وهشام بن حسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل والنفيلي ومحمد بن الصباح الجرجرائي وخلق سواهم. قال ابن سعد: كان ثقة فاضلا له رواية وفتوى. قال النفيلي: توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة.

297-66/6د ت

علي بن عاصم بن صهيب

مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق «رضي الله ع» مسند العراق الإمام الحافظ أبو الحسن الواسطي: مولده سنة خمس ومائة وسمع من سهيل بن أبي صالح وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد ويحيى البكاء وبيان بن بشر وحصين بن عبد الرحمن وعبد الله بن عثمان بن خثيم وليث بن أبي سليم وحميد الطويل. حدث عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد بن حميد ويعقوب بن شيبة والحارث بن أبي أسامة وخلق كثير. وحدث عنه من القدماء يزيد بن زريع. قال ابن شيبة: كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع وكان شديد التوقي ومنهم من أنكر عليه كثرة الغلط والخطاء. وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير فخذوا الصحاح من حديثه ودعوا الغلط. وقال ابن أعين سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إليّ أبي مائة ألف درهم، قال اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث. وقال أحمد: أما أنا فأخذت عنه، لم يكن متهما، فقد كان حماد بن سلمة يخطىء كثيرا ولم نرَ بالرواية عنه بأسًا. وقال يحيى بن جعفر البيكندي: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا.

توفي سنة إحدى ومائتين، خرج له أبو داود وغيره، ووقع لي من حديثه عاليا. أنبأنا يحيى بن أبي منصور كتابة أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا موسى بن سهل نا علي بن عاصم نا سليمان عن أبي عثمان عن حذيفة قال: خرج فتية يتحدثون فإذا هم بإبل معطلة فقال بعضهم: كأن أرباب هذه ليسوا معها فأجابه بعير منها فقال: إن أربابها حشروا ضحى.

298-67/6 ع

يزيد بن هارون بن زاذي

الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي: ولد سنة ثماني عشرة ومائة. سمع من عاصم الأحول ويحيى بن سعيد وسليمان التيمي والجريري وداود بن أبي هند وابن عون وخلق كثير. روى عنه أحمد وابن المديني وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد بن الفرات وأبو قلابة الرقاشي والحارث بن أبي أسامة وعبد الله بن روح المدائني وعدد كثير آخرهم موتا إدريس بن جعفر العطار. قال ابن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون وقال يحيى بن يحيى: يزيد أحفظ من وكيع. وقال أحمد: كان يزيد حافظا متقنا. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابا قط. وقال علي بن شعيب: سمعت يزيد يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألفا لا أسأل عنها. وقال أحمد: يزيد كان له فقه. ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. وقال أحمد بن سنان: ما رأيت أحسن صلاة منه، لم يكن يفتر من الصلاة وعن عاصم بن علي قال: كان يزيد يقوم الليل وصلى الصبح بوضوء العتمة نيفا وأربعين سنة. قال يحيى بن أبي طالب سمعت من يزيد ببغداد، وكان يقال في مجلسه سبعون ألفا قال العجلي: يزيد ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدا يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل، وكان قد عمى. قال ابن أبي شيبة: ما رأينا أتقن حفظا من يزيد. وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله. وقال هشيم: ما بالمصريين مثل يزيد بن هارون وقال يزيد ما دلست قط إلا في حديث فما بورك لي فيه. مات سنة ست ومائتين في ربيع الآخر بواسط.

أخبرنا أبو الروح عيسى وعلي بن محمد اليونيني قالا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن أحمد أنا إبراهيم بن خريم نا عبد بن حميد ثنا يزيد بن هارون أنا داود بن أبي هند عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أن رسول الله ﷺ قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كن له عدل عشر رقاب أو رقبة" رواه أحمد في المسند عن يزيد فأسقط "بيده الخير" ويقع حديثه عاليا في الغيلانيات.

أخبرنا يحيى بن أبي منصور وابن قدامة وجماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا أحمد بن عبد الله ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ مسجدي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى". [8] هذا حديث حسن. قيل: إن أصل يزيد من بخارى فروى أبو معشر حمدويه بن الخطاب أنه سمع عبد الله بن عبد الرحمن يقول ذلك. وقال أبو يحيى صاعقة: كان يزيد يخضب خضابا قانيا. وقال ابن معين: هو مثل هشيم وابن علية. وقال أحمد: سماعه من ابن أبي عروبة ضعيف، أخطأ في أحاديث.

وقال أحمد بن زهير عن ابن معين قال: يزيد لا يميز ولا يبالي عمن روى. وروى أحمد بن زهير عن أبيه قال: كان يعاب على يزيد حيث ذهب بصره أنه ربما سئل عن حديث لا يعرفه فيأمر جارية له فتحفظه إياه من كتابه. قلت: ما بهذا من بأس فيزيد حجة حافظ بلا مثنوية. قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى كان بالعراق أربعة من الحفاظ، شيخان، يزيد بن زريع وهشيم، وكهلان، وكيع، ويزيد. قال الأبار سمعت أحمد بن خالد يقول: سمعت يزيد يقول: سمعت حديث الفتون مرة فحفظته وأحفظ عشرين ألفا فمن شاء فليدخل فيها حرفا. قلت: حديث الفتون سبع ورقات سمعناه. قال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد بن هارون كتابا قط.

الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي الحافظ حدثني أبو عرعرة حدثني ابن أكثم قال قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق، فقيل ومن يزيد حتى يتقي؟ قال: أخاف إن أظهرته فيرد عليّ فيختلف الناس وتكون فتنة. قال فخرج رجل إلى واسط فجاء إلى يزيد فقال: أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: أريد أن أظهر القرآن مخلوق، فقال: كذبت على أمير المؤمنين فإنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وذكر الحكاية وإسنادها صحيح.

299-68/6 ع

إسحاق بن يوسف بن مرداس

أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ الثقة: حدث عن الأعمش وابن عون وفضيل بن غزوان ومسعر وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين وأحمد بن منيع ومحمد بن مثنى وسعدان بن نصر وخلق سواهم. وكان من الأئمة العباد. ولد سنة سبع عشرة ومائة، ويقال مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء وكان أعلم الناس بشريك فإنه أكثر عنه، وقرأ القرآن على حمزة. مات سنة خمس وتسعين ومائة رحمة الله عليه احتجوا كلهم به.

300-69/6 ع

عبد الوهاب الثقفي

الحافظ الإمام أبو محمد بن عبد المجيد بن الصلت بن عبد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي البصري: حدث عن أيوب السختياني ومالك بن دينار وخالد الحذاء وحميد الطويل وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن راهويه وأبو حفص الفلاس وبندار وحفص بن عمر بن ربال الربالي والحسن بن عرفة وخلق. كان ثقة سريا جليل القدر. فعن الفلاس قال كانت غلة عبد الوهاب في السنة نحو أربعين ألفا ينفقها كلها على المحدثين. وقال ابن المديني ويحيى: ثقة. وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة مالك والليث وعباد بن عباد وعبد الوهاب الثقفي. وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب. قلت: توفي سنة أربع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون سنة رحمه الله تعالى. فيقال إنه تغير بأخرة.

301-70/6 ع

أبو أسامة

الحافظ الإمام الحجة حماد بن أسامة الكوفي مولى بني هاشم: حدث عن هشام بن عروة ويزيد بن عبد الله وبهز بن حكيم والأعمش والجريري وطبقتهم. حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي وأحمد وإسحاق وعلي الكوسج وأحمد الدورقي وسلمة بن شبيب ومحمد بن عبد الله المخرمي والحسن بن علي بن عفان وخلق كثير. قال أحمد: ثقة. كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار الكوفة، ما كان أرواه عن هشام بن عروة. قال ابن الفرات: كان عنده عن هشام ست مائة حديث. وقال أحمد: كان ثبتا لا يكاد يخطئ وقال عبد الله مشكدانه سمعته يقول: كتبت بأصبعي هاتين مائة ألف حديث. وقال ابن عمار: كان أبو أسامة يعد من النساك في زمن الثوري قلت تلقت الأمة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، وعاش ثمانين سنة مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين رحمة الله عليه.

302-71/6 ع

محمد بن بشر

الحافظ الثقة أبو عبد الله العبدي الكوفي: حدث عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وعبيد الله بن عمر وزكريا بن أبي زائدة وخلق كثير. روى عنه علي وإسحاق وأبو كريب وعبد بن حميد وابن الفرات ومحمد بن عاصم الثقفي وخلق. قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من ابن أبي عروبة فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة. وعن أبي نعيم قال: ذاكرني محمد بن بشر بأحاديث مسعر فأغرب على سبعين حديثا لم يكن عندي منها غير حديث. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال البخاري: مات محمد بن بشر سنة ثلاث ومائتين قلت: يقع من عواليه في مسند عبد بن حميد وغير ذلك.

303-72/6 ع

إسماعيل بن علية

الحافظ الثبت العلامة أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم البصري أحد الأعلام. وعلية هي أمه: سمع أيوب السختياني وعلي بن جدعان ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وعطاء بن السائب وحميدا وخلقا كثيرا. حدث عنه ابن جريج وشعبة وهما من شيوخه عبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني وأحمد وإسحاق وبندار وموسى بن سهل الوشاء وأمم سواهم. ولد سنة عشر ومائة وكان يقول: سمعت من ابن المنكدر أربعة أحاديث، قلت: هو أكبر شيخ له. قال غندر: نشأت في الحديث وليس يقدم فيه أحد على ابن علية وقال أبو داود ما أحد إلا وقد أخطأ إلا ابن عليه وبشر بن المفضل وقال ابن معين كان ابن علية ثقة ورعا تقيا. وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين. وكان حماد بن سلمة يشبه شمائل ابن علية بشمائل يونس بن عبيد. وقال يزيد بن هارون: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتابا قط. وقد ولي ابن علية القضاء فبعث ابن المبارك بأبيات يعنفه على الولاية، وقيل إنه دخل على الأمين فشتمه وهم به لكونه قال كلمة يفهم منها أنه يقول بخلق القرآن فإنه سئل عن حديث تجيء البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما. فقيل ألهما لسان؟ قال: نعم فقالوا قال بخلق القرآن، وإنما غلط في التعبير وتاب مما قال. توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وحديثه في الغيلانيات في السماء علوّا.

304-73/6 ع

أنس بن عياض

الإمام الثقة محدث المدينة النبوية أبو ضمرة الليثي المدني: مولده سنة أربع ومائة حدث عن أبي حازم الأعرج وصفوان بن سليم وربيعة الرأي وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وشريك بن أبي نمر وخلق سواهم. وانتهى إليه علو الإسناد ببلده. حدث عنه علي بن المديني وأحمد بن حنبل وأحمد بن صالح ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وعدد كثير. ومن القدماء بقية بن الوليد وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت شيخا أحسن خلقا منه ولا أسمح بعلمه، قال لنا: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي في مجلس واحد لفعلت. قال أبو زرعة والنسائي لا بأس به. قلت توفي سنة مائتين وروايته في الكتب.

305-74/6 ع

محمد بن أبي عدي

الحافظ الثقة أبو عمرو محمد بن إبراهيم: بن أبي عدي وقيل بل هي كنية إبراهيم: حدث عن حميد الطويل وداود بن أبي هند وابن عون وعوف الأعرابي وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى والحسن الزعفراني وآخرون. وثقه أبو حاتم الرازي وغيره. توفي سنة أربع وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين رحمة الله عليه.

306-75/6 ع

معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان

الإمام الحافظ العلامة أبو المثنى العنبري التميمي قاضي البصري: قاضي البصرة حدث عن سليمان التيمي وحميد الطويل وبهز بن حكيم وابن عون وعوف بن أبي جميلة ومحمد بن عمرو وشعبة وخلق. وعنه ابناه عبد الله والمثنى وأحمد وإسحاق وبندار وعبد الله بن هاشم الطوسي وسعدان بن نصر وخلق كثير. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة ما رأيت أحدا أعقل منه. وقال يحيى القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ وما أبالي إذا تابعني من خالفني، وهو أكبر مني بشهرين. ولد في آخر سنة تسع عشرة. قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث. قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: سمعت معاذ بن معاذ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو والله زنديق.

قلت: توفي في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

307-76/6 ع

معاذ بن هشام بن أبي عبد الله

الدستوائي البصري: صدوق صاحب حديث. روى عن أبيه وابن عون وأشعث بن عبد الملك الحمراني وغيرهم. حدث عنه أحمد وإسحاق وعلي وبندار والفلاس وأبو سعيد الأشج وإسحاق الكوسج وعدد كثير. واحتجوا به في الكتب كلها. روى عباس عن ابن معين صدوق وليس بحجة. وقال عباس بن عبد العظيم: كان عنده عن والده عشرة آلاف حديث. وقال ابن عدي: ربما يغلط وأرجو أنه صدوق. قلت: توفي سنة مائتين رحمه الله تعالى.

308-77/6 ع

يحيى بن سعيد بن أبان

بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية المحدث الثقة أبو أيوب القرشي الأموي الكوفي أحد الإخوة: حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وبريد بن عبد الله بن أبي بردة والأعمش وأبي إسحاق وعدة. حدث عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازي وأحمد بن حنبل وسريج بن يونس وحميد بن الربيع وخلق كثير. قال أحمد: عنده عن الأعمش غرائب وليس به بأس. وقال يحيى بن معين: ثقة. قلت: سكن بغداد وكان يلقب جملا. مات في شعبان سنة أربع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

309-78/6 ع

يحيى بن سليم

الحافظ الإمام أبو زكريا القرشي الطائفي الحذاء الخراز نزيل مكة: حدث عن إسماعيل بن أمية وموسى بن عقبة وعبد الله بن عثمان بن خثيم وعبيد الله بن عمر وابن جريج وعدة. روى عنه الشافعي وإسحاق بن راهويه وعلي بن مسلم الطوسي والحسن بن عرفة والحسن الزعفراني. وسمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وعن الشافعي قال: كان يحيى بن سليم فاضلا كنا نعده من الأبدال، وكان إذا ركب حمارا لا يقول له اغد، إنما يقول: لا إله إلا الله قال الترمذي مات يحيى بن سليم سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

310-79/6-م د ت ق

يونس بن بكير بن واصل

الحافظ العالم المؤرخ أبو بكر الشيباني الكوفي الجمال صاحب المغازي: حدث عن الأعمش وهشام بن عروة وعمر بن ذر وابن إسحاق وكهمس بن الحسن وخلق. روى عنه ابنه عبد الله وأبو كريب ويحيى بن معين وابن نمير وأبو سعيد الأشج ومحمد بن عثمان بن كرامة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون. قال يحيى بن معين: كان صدوقًا. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وسئل عنه أبو زرعة: أي شيء ينكر عليه؟ فقال أما في الحديث فلا أعلمه. وقال أبو داود: ليس بحجة وساق ابن عدي له عدة أحاديث غرائب منها خمسة أحاديث انفرد بها عن هشام بن عروة وحديثان عن الأعمش عن أنس. وقد روى له مسلم متابعة استشهد به البخاري. قال مطين: توفي سنة تسع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.

311-80/6 ع

عبد الله بن نمير

الحافظ الإمام أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي والد الحافظ الكبير محمد: حدث عن هشام بن عروة والأعمش وأشعث بن سوار وإسماعيل بن أبي خالد ويزيد بن أبي زياد وعبيد الله بن عمر وعدة. وعنه أحمد وابن معين وابن المديني وإسحاق الكوسج وأحمد بن الفرات والحسن بن علي بن عفان وخلق. وثقه يحيى بن معين وغيره وكان من كبار أصحاب الحديث. توفي سنة تسع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون سنة رحمة الله عليه.

عليه أخبرنا عمر بن غدير أنا عبد الصمد بن محمد أنا جمال الإسلام أنا الحسين بن طلاب نا محمد بن جميع نا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي نا شعيب بن أيوب نا ابن نمير عن يحيى بن سعيد بن المسيب سمعت سعدا أن رسول الله ﷺ جمع له أبويه يوم أحد.

312-81/6 ع

شجاع بن الوليد بن قيس

الحافظ الثقة الفقيه أبو بدر السكوني الكوفي الرجل الصالح: حدث عن عطاء بن السائب ومغيرة بن مقسم وقابوس بن أبي ظبيان وخصيف والأعمش وهشام بن عروة وعدة. حدث عنه ابنه أبو همام وأحمد وإسحاق ويحيى وعلي وأبو بكر الصاغاني ويحيى بن أبي طالب وخلق. قال أحمد: صدوق. وقال ابن سعد: كان أبو بدر كثير الصلاة ورعا، وقال الثوري: لم يكن عندي بالكوفة أعبد من أبي بدر وقال أحمد بن زهير وغيره عن يحيى بن معين: ثقة. فأما أبو حاتم فقال: لين الحديث، قلت: قد احتج به الستة. ومات سنة أربع ومائتين.

وقد بقي من حفاظ هذه الطبقة طائفة تأخروا فذكروا في الطبقة الآتية

وكان في زمان هؤلاء خلائق من أصحاب الحديث ومن أئمة المقرئين كورش واليزيدي والكسائي وإسماعيل بن عبيد الله المكي القسط. وخلق من الفقهاء كفقيه العراق محمد بن الحسن وفقيه مصر عبد الرحمن بن القاسم. وخلق من مشايخ القوم كشقيق البلخي، وصالح المري الواعظ، والفضيل المذكور. والدولة لهارون الرشيد والبرامكة. ثم بعدهم اضطربت الأمور وضعف أمر الدولة بخلافة الأمين رحمه الله فلما قتل واستخلف المأمون على رأس المائتين نجم التشيع وأبدى صفحته وبزغ فجر الكلام وعربت حكمة الأوائل ومنطق اليونان وعمل رصد الكواكب ونشأ للناس علم جديد مرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن ودعاهم إليه فامتحن العلماء فلا حول ولا قوة إلا بالله إن من النبلاء أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف وتقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول أتباع الرسل ويماري في القرآن ويتبرم بالسنن والآثار. وتقع في الحيرة فالفرار قبل حلول الدمار وإياك ومضلات الأهواء ومجاراة العقول ومن يعتصم بالله قد هدى إلى صراط مستقيم.

هامش

  1. المترجمون في هذه الطبقة واحد وثمانون فكأن المؤلف يرى أن اثنين منهم ليسا من الحفاظ والله أعلم.
  2. رواه ابن ماجه في كتاب الزهد باب 39 والترمذي في كتاب الجنة باب 27 والنسائي في كتاب الاستعاذة باب 56.
  3. ما بين حاصرتين زيادة من مصادر ترجمته.
  4. رواه البخاري في الدعوات باب3. ومسلم في التوبة حديث 1-8.
  5. رواه مسلم في كتاب الإيمان حديث 58. والبخاري في كتاب الهبة باب 35. وأبو داود في كتاب الأدب باب 160.
  6. والبخاري في كتاب التوحيد باب 24 عن علي بن عبد الله.
  7. 2 رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب 54 ابن ماجه في كتاب الزهد باب 17. الموطأ في كتاب السفر حديث 46.
  8. رواه البخاري في كتاب الصلاة في مسجد مكة باب 1، 6. ومسلم في كتاب الحج حديث 415، 511. والترمذي في كتاب الصلاة باب 126. والنسائي في كتاب المساجد باب 10.