→ الطبقة العاشرة | تذكرة الحفاظ الطبقة الحادية عشرة الذهبي |
الطبقة الثانية عشرة ← |
☰ جدول المحتويات
- الطبقة الحادية عشرة
- أبو عوانة
- الحسن بن صاحب بن حميد
- ابن حيون
- ابن المنذر
- الوليد بن أبان بن بونة
- الكتاني
- الخلال
- عبد الله بن عروة
- الطوسي
- أبو بكر الرازي
- الأرغياني
- محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل
- عبد الله بن محمد بن مسلم
- المنكدري
- بن الجارود
- ابن جوصاء
- أبو عمرو الحيري
- ابن سلم
- الذهبي
- السنجي
- ابن فطيس
- المصعبي
- ابن مروان
- الأعمشي
- محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد
- الطحاوي
- ابن سريج
- الألبيري
- ابن معدان
- مكحول
- ابن الجباب
- عبد الملك بن محمد بن عدي
- الجويني
- ابن زياد
- ابن الشرقي
- الدغولي
- المحاملي
- محمد بن نوح
- برداغس
- محمد بن مخلد بن حفص
- ابن أبي حاتم
- أبو طالب
- العقيلي
- أبو الفضل
- ابن عبيد
- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج
- محمد بن يوسف بن بشر
- مموس
- ابن عقدة
- ابن الأنباري
- محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار
- الطحان
- الشهرزوري
- أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري
- ابن علك
- الشاشي
- ابن المنادي
- الأردبيلي
- ابن الأعرابي
- قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف
- علي بن حمشاذ
- القطان
- خيثمة بن سليمان بن حيدرة
- الأصم
- ابن الأخرم
- عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل
- النجاد
- ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف
- الحسن بن سعد بن إدريس
- الختلي
- علي بن الفضل بن طاهر بن نصر
- محمد بن حمدويه بن سهل
- غلام ثعلب
- أحمد بن عبيد بن إسماعيل
- ابن ياسين
- البحري
- عمر بن سهل بن إسماعيل
الطبقة الحادية عشرة
وعدتهم اثنان وسبعون حافظًا [1]
772- 1/11
أبو عوانة
الحافظ الثقة الكبير يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني النيسابوري الأصل صاحب الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم، وله فيه زيادات عدة.
طوف الدنيا وعني بهذا الشأن، وسمع يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن الأزهر والزعفراني وعلي بن حرب وعمر بن شبة ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن أشكاب وطبقتهم ومن بعدهم. حدث عنه الحافظ أحمد بن علي الرازي وأبو علي النيسابوري ويحيى بن منصور القاضي وابن عدي والطبراني والإسماعيلي وحسينك الحافظ وخلق، وولده أبو مصعب محمد وابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني خاتمة أصحابه. قال الحاكم: وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم، سمعت ابنه محمدًا يقول: إنه توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقال غيره: قبر أبي عوانة عليه مشهد مبني بأسفرايين يزار وهو بداخل المدينة، وكان هو أول من أدخل كتب الشافعي ومذهبه إلى أسفرايين. أخذ ذلك عن الربيع، والمزني وهو ثقة جليل.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عن القاسم بن عبد الله بن عمر الشافعي أنا هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري أنا أبو محمد البحيري "ح" وأنا أحمد عن أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عبد الله بن محمد الفراوي أنا عثمان بن محمد المحمي، قالا: أنا أبو نعيم الأزهري أنا أبو عوانة الحافظ نا أحمد بن الأزهر نا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي، ﷺ: "المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا". أخرجه النسائي عن ابن الأزهر فوافقناه بعلو.
773- 2/11
الحسن بن صاحب بن حميد
الحافظ أبو علي الشاشي.
ذكره صاحب الإرشاد فقال: حافظ كبير مذكور، كتب عن شيوخ خراسان وارتحل إلى العراق والشام ومصر. سمع علي بن خشرم ومحمد بن عوف الطائي وأبا زرعة الرازي وإسحاق الدبري وطبقتهم. روى عنه مثل أبي علي الحافظ ومحمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال وأبي بكر الجعابي وابن المظفر.
أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن عبد الجبار نا أبو يعلى الخليلي، حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا أبو بكر محمد بن علي القفال نا الحسن بن صاحب الشاشي نا يونس بن إبراهيم بعدن نا عبد الحميد بن صالح نا صالح بن عبد الجبار الحضرمي حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله، ﷺ: "تعلموا الشعر، فإن فيه حكمًا وأمثالا". هذا حديث منكر غريب، والشاشي وثقه الخطيب وقال: توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة، ويقع حديثه في الغيلانيات عاليا.
744- 3/11
ابن حيون
الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حيون الحجاري الأندلسي.
من أهل وادي الحجارة، مدينة بالأندلس، سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقتهم بالأندلس والعراق والحجاز واليمن، وكان من كبار حفاظ عصره لكنه فيه تشيع؛ حدث عنه قاسم بن أصبغ ووهب بن مرة وأحمد بن سعيد بن حزم وخالد بن سعد الأندلسيون؛ قال خالد بن سعد: لو كان الصدق إنسانا لكان ابن حيون، وقال أبو الوليد بن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه، ثم قال: توفي سنة خمس وثلاثمائة.
قرأت على أبي الحسين اليونيني شيخنا عن أبي الخطاب عمر بن حسن الكلبي أن الوزير أبا عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي أخبره قال: قرأت على الحافظ أبي الوليد بن الدباغ في طبقات الحفاظ أنه قال: الطبقة السادسة، فذكر فيهم محمد بن إبراهيم بن حيون الأندلسي.
775- 4/11
ابن المنذر
الحافظ العلامة الفقيه الأوحد أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري.
شيخ الحرم وصاحب الكتب التي لم يصنف مثلها ككتاب المبسوط في الفقه وكتاب الأشراف في اختلاف العلماء وكتاب الإجماع، وغير ذلك؛ وكان غاية في معرفة الاختلاف والدليل وكان مجتهدا لا يقلد أحدا؛ سمع محمد بن ميمون ومحمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان وخلقًا كثيرًا؛ حدث عنه أبو بكر بن المقرئ ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي والحسن بن علي بن شعبان وأخوه الحسين بن علي وآخرون، وعده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء الشافعية.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الكندي سنة ثمان وستمائة كتابة أنا علي بن هبة الله حدثنا أبو إسحاق رحمه الله قال: ومنهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، مات بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، وصنف في اختلاف العلماء كتبا لم يصنف أحد مثلها واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف، ولا أعلم عمن أخذ الفقه. ما ذكره أبو إسحاق من وفاته لم يصح فإن ابن عمار لقيه وسمع منه في سنة ست عشرة وثلاثمائة؛ وأرخ ابن القطان الفاسي وفاته سنة ثماني عشرة والأول ليس بشيء.
أخبرنا جماعة عن عائشة بنت معمر إجازة وسمعه بقراءة ابن المحب الفقيه أحمد بن محمد بن العلاني من إسحاق بن أبي بكر الصفار أنا يوسف بن خليل أنا المؤيد بن الإخوة قالا: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن الحسين قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن إبراهيم بن المنذر فقيه مكة نا محمد بن ميمون نا عبد الله بن يحيى البرلسي عن حيوة بن شريح عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "من جر لنفسه بشيء ليقتلها فإنما يجعلها في النار، ومن طعن نفسه بشيء فإنما يطعنها في النار، ومن اقتحم فإنما يقتحم في النار".
وأخبرتنا خديجة بنت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنا أبي أنا يحيى الثقفي أنا إسماعيل بن الإخشيد وسعيد بن أبي الرجاء وجماعة قالوا: أنا عبد الرزاق بن عمر أنا محمد بن إبراهيم الحافظ أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا ابن وهب أخبرني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله، ﷺ: "إذا ذهب أحدكم إلى الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة بفرجه ولا يستدبرها". [2] لم يخرجوه في الكتب، وإسناده جيد، قد روى النسائي لرافع هذا حديثًا.
776- 5/11
الوليد بن أبان بن بونة
الحافظ الثقة أبو العباس الأصبهاني صاحب التفسير والمسند الكبير وغير ذلك.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن الفرات وأسيد بن عاصم ويحيى بن عبد الله القزويني وطبقتهم؛ حدث عنه أبو الشيخ والطبراني وأحمد بن عبيد الله بن محمود ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد وأهل أصبهان؛ مات سنة عشر وثلاثمائة. يقع لي حديثه في كتب أبي الشيخ.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر أنا عبد الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد أنا بندار بن محمد القاضي أنا عبد الرحمن بن أبي بكر الهمذاني أنا عبد الله بن محمد الحافظ نا الوليد بن أبان نا يعقوب بن سفيان نا موسى بن إسماعيل نا محمد بن راشد حدثني النعمان بن راشد عن عبد الملك بن أبي محذورة عن ابن محيريز عن أبي محذورة أن النبي ﷺ أمره أن يؤذن لأهل مكة وأن يدخل في أذانه في الغداة: الصلاة خير من النوم. تابعه مروان بن معاوية عن النعمان.
أنبئونا عن زاهر بن أحمد أنا محمد بن أبي ذر أنا ابن عبد الرحيم أنا أبو الشيخ الحافظ نا الوليد بن أبان نا أسيد بن عاصم نا الحسين عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال: ما أخذت السموات والأرض من العرش إلا كما تأخذ الحلقة من أرض الفلاة.
777- 6/11
الكتاني
الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد الأصبهاني نزيل سمرقند.
ذكره الحافظ يحيى بن منده في تاريخه لأهل أصبهان غير مطول فقال: كان من أئمة الحديث والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل، جالس أبا حاتم الرازي وأبا زرعة ومسلم بن الحجاج وصالح بن محمد جزرة وأخذ عنهم وسكن سمرقند مدة طويلة. قلت: لم أظفر له بتاريخ وفاة.
778- 7/11
الخلال
الفقيه العلامة المحدث أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي المشهور بالخلال: مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه ومرتبه. صنف "كتاب السنة" في ثلاث مجلدات و"كتاب العلل" في عدة مجلدات و"كتاب الجامع" وهو كبير جدا؛ سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وحرب بن إسماعيل وأبا بكر المروزي، وتلمذ له، ومحمد بن عوف الحمصي وإسحاق بن سيار النصيبي وخلقًا كثيرًا، رحل إليهم وتغرب زمانا، وتصانيفه تدل على سعة علمه فإنه كتب العالي والنازل.
قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد قبله. قلت: حدث عنه تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر الفقيه الملقب بغلام الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ وغير واحد، قال الخطيب: جمع علوم أحمد بن حنبل وتطلبها وسافر لأجلها وكتبها وصنفها كتبا ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد بن حنبل أحد أجمع لذلك منه، قال لي أبو يعلى بن الفراء: دفن الخلال إلى جنب أبي بكر المروزي. قلت: مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وله سبع وسبعون سنة، وقيل: نيف على الثمانين، رحمه الله تعالى.
أخبرنا عيسى بن أحمد وحسن بن يونس بقراءتي أخبركما جعفر المقرئ أنا السلفي أنا المبارك بن عبد الجبار أنا عبد العزيز بن علي أنبأنا عبد العزيز بن جعفر أنا أحمد بن محمد بن هارون وأحمد بن محمد الصيدلاني قالا: نا المروزي نا أحمد بن حنبل سمعت سفيان بن عيينة يقول: فكرك في رزق غد يكتب عليك خطيئة.
779- 8/1
عبد الله بن عروة
الحافظ المجود أبو محمد الهروي مصنف كتاب الأقضية.
سمع أبا سعيد الأشج والحسن بن عرفة ومحمد بن الوليد البسري وهذه الطبقة ببغداد والكوفة والبصرة؛ حدث عنه محمد بن أحمد بن الأزهر أبو منصور اللغوي ومحمد بن عبد الله السياري وأبو منصور محمد بن عبد الله الهروي البزاز، وآخرون. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا الحسن بن علي بن الخلال أنا عبد الله بن عمر أنا أبو الوقت السجزي أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا علي بن أحمد بن خميرويه أنا محمد بن أحمد بن الأزهر إملاء نا عبد الله بن عروة نا محمد بن الوليد عن غندر عن شعبة عن الحكم عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعليا بمكة والمدينة وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلما رأى علي ذلك أهل بهما فقال: لبيك بحجة وعمرة؛ فقال: تراني أنهى الناس وأنت تفعله؟ قال: لم أكن لأدع سنة رسول الله ﷺ بقول أحد من الناس.
780- 9/11
الطوسي
الحافظ أبو علي الحسن بن علي بن نصر الخراساني.
سمع محمد بن رافع ومحمد بن بشار وإسحاق الكوسج والزبير بن بكار ومحمد بن المثنى الزمن وطبقتهم، روى عنه محمد بن جعفر البستي وأحمد بن محمد بن عبدوس وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم وقال: تكلموا في روايته لكتاب الأنساب للزبير. قلت: وكان يعرف بكردوش "بشين معجمة" حدث بقزوين، وذكره الخليلي فقال: سمعت على عشرة من أصحابه، وله تصانيف تدل على معرفته، وقد روى عنه شيخه أبو حاتم الرازي حكايات، قلت: توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وفيها توفي محدث مصر أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد، وأبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري، وأبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ببغداد، وشيخ الصوفية أبو محمد الحريري -برائين- البغدادي.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي أنا نصر بن جزء أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين أنا أبو الفرج محمد بن الحسن الطيبي أنا محمد بن إسحاق الكيساني نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي أنا الزبير بن بكار سمعت النضر بن شميل سمعت الخليل بن أحمد النحوي يقول: الرجال أربعة، فرجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذاك جاهل فعلموه، ورجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فاتبعوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك مائق فاحذروه.
781- 10/11
أبو بكر الرازي
الحافظ الإمام محدث نيسابور أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار صاحب التصانيف.
سكن أبوه مدينة نيسابور فولد له بها أبو بكر، وسمع السري بن خزيمة وأبا حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة والحسن بن سلام وطبقتهم، وأكبر شيخ لحقه صاحب وكيع إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار، روى عنه رفيقه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم وآخرون، قال ابن عقدة: هذا كان من الحفاظ، قد سمعت منه. قلت: عاش أربعًا وخمسين سنة ومات بالطابران قصبة طوس في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن علي بن الحسين الحافظ أنا الحسين بن الحكم الحيري بالكوفة أنا الحسن بن الحسين أنا مندل بن علي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله، ﷺ: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهر له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد". تفرد به الحسن بن الحسين الأنصاري، عرف بالعرني وليس بعمدة.
782- 11/11
الأرغياني
الحافظ البارع الجوال الزاهد القدوة أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الإسفنجي.
سمع إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع وعبد الجبار بن العلاء وأبا سعيد الأشج ومحمد بن بشار وإسحاق بن شاهين ومحمد بن هاشم البعلبكي وسعيد بن رحمة المصيصي وخلقًا كثيرًا، وسمع بحران من الحسين بن سيار صاحب إبراهيم بن سعد روى عنه إمام الأئمة ابن خزيمة مع تقدمه وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي والحسين بن علي حسينك وزاهر بن أحمد السرخسي وأبو عمرو بن حمدان وأبو أحمد الحاكم وعدة.
قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين، سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث؛ وسمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في كل جزء ألف حديث؛ وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي كمه مائة ألف حديث؛ كان دقيق الخط، وصار هذا كالمشهور من شأنه.
قال أبو الحسين الحجاجي: كان محمد بن المسيب يقرأ فإذا قال: قال رسول الله ﷺ بكى حتى نرحمه. قال الحاكم: سمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمي. قال محمد بن المسيب: سمعت الحسن بن عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحده ثم رأيته أعمى، فقلت: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق المزكي: وإنما هذا مثل لمحمد بن المسيب فإنه بكى حتى عمي.
قلت: توفي إلى رضوان الله في جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وله اثنتان وتسعون سنة.
وفيها مات أبو الحسن محمد بن الفيض بن محمد الغساني الدمشقي وله ست وتسعون سنة، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الكوفي الأشناني القاضي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الشافعي التالف، والأخفش الصغير أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي، رحمهم الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر ثنا أبو روح الهروي أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعيد الطبيب أنا أحمد بن محمد بن أحمد البالوي أنا محمد بن المسيب نا إبراهيم بن سعيد الجوهري أنا أبو أسامة نا بريد بن عبد الله نا أبو بردة عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: "إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطًا وسلفًا بين يديها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره". [3] وبه قال: سمعت ابن المسيب يقول: كتب هذا الحديث عني ابن خزيمة؛ ويقال: تفرد به إبراهيم الجوهري.
783- 12/11
محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل
الحافظ الكبير أبو عبد الله البلخي محدث بلخ وعالمها ومصنف المسند والتاريخ والأبواب.
طوف وسمع علي بن خشرم وحم بن نوح وعباد بن الوليد الغبري وعلي بن أشكاب وطبقتهم، روى عنه محمد بن عبد الله الهندواني وعبد الرحمن بن أبي شريح. لم تبلغنا أخباره كما ينبغي، توفي في شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن المؤيد المقرئ أنا زكريا بن يحيى أنا أبو الوقت السجزي أخبرتنا بيبي الهرثمية أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل أنا حم بن نوح نا سلم بن سالم عن أبي جعفر الرازي عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله - ﷺ - أتى سباطة قوم فبال قائما ثم توضأ ومسح على الخفين. هذا حديث غريب.
784- 13/11
عبد الله بن محمد بن مسلم
الحافظ الحجة المجود أبو بكر الأسفراييني.
سمع محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن محمد الزعفراني ويونس بن عبد الأعلى وحاجب بن سليمان المنبجي والعباس بن الوليد العذري وأبا زرعة وابن وارة وطبقتهم، وعنه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن الفضل بن خزيمة وأبو أحمد بن عدي وخلق كثير.
أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن أبي روح أنا زاهر أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو بكر بن مهران نا عبد الله بن محمد بن مسلم نا يوسف بن مسلم نا خلف بن تميم أنا أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: "ما من يوم إلا ولله فيه عتقاء يعتقهم من النار إلا يوم الجمعة، فإنه ما فيه ساعة إلا ولله عتقاء يعتقهم من النار" تفرد به أبو رجاء وليس بعمدة.
مولده سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. قال الحاكم: هو ختن بديل الأسفراييني، كان من الأثبات المجودين في أقطار الأرض.
أنبأنا علي بن أحمد وغيره عن يوسف بن المبارك أنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو الفتح نصر بن إبراهيم ببيت المقدس أنا أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني أنا أبو بكر عبد الله بن مسلم الأسفراييني نا محمد بن غالب الأنطاكي نا يحيى بن زياد -هو فهير الرقي- عن طلحة -هو ابن زيد- عن ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد طغى وبغى ونسي المبدأ والبلى". غريب جدًّا، وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيمًا.
785- 14/11
المنكدري
الحافظ البارع الجوال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر ابن عبد الرحمن بن عمر بن الحافظ محمد بن المنكدر القرشي التيمي المدني: نزل البصرة ثم أصبهان ثم الري ونيسابور، ولد في دولة المعتصم، ولقي بمكة عبد الجبار بن العلاء وبالعراق زياد بن يحيى الحساني، وبمصر يونس بن عبد الأعلى، وبالجزيرة علي بن حرب، وبالري أبا زرعة، وبفارس إسحاق بن إبراهيم شاذان، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمداني، وبالشام عبد الحميد بن بكار البيروني والعباس بن الوليد العذري وأقرانهم. جمع فأوعى وصنف وأفاد على لين فيه. روى عنه ابنه الشيخ عبد الواحد ومحمد بن علي بن الشاه ومحمد بن أحمد الحنفي ومحمد بن مأمون الحافظ ومحمد بن خالد المطوعي البخاري ومحمد بن صالح بن هانئ؛ قال الحاكم: ولد بالمدينة ونشأ بالحرمين وسمع عبد الجبار بن العلاء وله أفراد وعجائب، وقال الإدريسي: يقع في حديثه المناكير، ومثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب، سألت الحافظ محمد بن أبي سعيد السمرقندي فرأيته حسن الرأي فيه، وسمعته يقول: سمعت المنكدري يقول: أناظر في ثلاثمائة ألف حديث فقلت له: هل رأيت بعد أبي العباس بن عقدة أحفظ من المنكدري؟ قال: لا. قال الحاكم: توفي بمرو سنة أربع عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
786- 15/11
بن الجارود
صاحب كتاب المنتقى في الأحكام وهو الحافظ الإمام الناقد أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري المجاور بمكة.
سمع أبا سعيد الأشج ومحمد بن آدم وعلي بن خشرم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن هاشم الطوسي والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن الأزهر ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يحيى وإسحاق الكوسج وزياد بن أيوب وابن عبد الحكم وبجر بن نصر ومحمد بن عثمان بن كرامة وعبد الرحمن بن بشر وخلقًا، وينزل إلى ابن خزيمة، فأما ما ذكره الحاكم من أنه سمع من إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وأحمد بن منيع فلم أجد هذا ولا أراه لحقهم، حدث عنه أبو حامد بن الشرقي ومحمد بن نافع المكي ويحيى بن منصور ودعلج السجزي وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن جبريل العجيفي وآخرون، وكان من العلماء المتقنين المجودين، توفي سنة سبع وثلاثمائة.
أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل وطائفة إجازة عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أنا محمد بن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن علي الجارودي نا أحمد بن حفص حدثني أبي نا إبراهيم بن طهمان عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس قال: مرت سحابة على رسول الله ﷺ فقال: "هل تدرون ما هذا؟" قلنا: السحاب؛ قال: "والمزن"؛ قالوا: والمزن؛ قال: "أو العنان"؛ قلنا: أو العنان؛ فقال: "هل تدرون بعد ما بين السماء إلى الأرض؟" قلنا: لا، قال: "إحدى وسبعون، أو ثنتان أو ثلاث وسبعون"؛ قال: "والتي فوقها مثل ذلك، حتى عدهن سبع سماوات على نحو ذلك؛ ثم: فوق السابعة البحر أسفله من أعلاه مثل ما بين سماء، إلى سماء ثم فوقه ثمانية أوعال ما بين ركبهن وأظلافهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم العرش فوق ذلك بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تعالى فوق ذلك فوق العرش".
أخبرنا علي بن أحمد أنا علي بن هبة الله أخبرتنا شهدة أنا الحسن بن أحمد الدقاق أنا الحسن بن أحمد أنا دعلج بن أحمد نا عبد الله بن علي الجارود نا الربيع نا الشافعي نا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "لا يبيع حاضر لباد".
787- 16/11
ابن جوصاء
الإمام الحافظ النبيل محدث الشام أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى ابن جوصاء الدمشقي مولى بني هاشم ويقال: مولى محمد بن صالح بن بيهس الكلابي.
سمع موسى بن عامر المزني ومحمد بن هاشم البعلي وكثير بن عبيد وعمرو بن عثمان وأبا التقي هشام بن عبد الملك ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم بمصر والشام وجمع وصنف وتكلم على العلل والرجال.
وأعلى ما عنده ما روى بن عدي في كامله قال: حدثنا ابن جوصاء نا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي سمعت حريز بن عثمان يقول: سألت عبد الله بن بسر عن النبي ﷺ فقال: كان في عنفقته شعرات بيض. نعم وحدث عنه الطبراني وحمزة الكناني وأبو علي النيسابوري الزبير الأسداباذي وأبو بكر بن السني وأبو أحمد الحاكم وعبد الوهاب الكلابي وخلق سواهم؛ وثقه الطبراني، وقال أبو علي الحافظ: حدثنا ابن جوصاء -وكان ركنا من أركان الحديث- قال: إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو.
وقال أبو ذر الهروي سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: جاء رجل بغدادي يحفظ إلى ابن جوصاء: فقال له ابن جوصاء كلما أغربت علي حديثا من حديث أهل الشام أعطيتك درهمًا؛ فلم يزل الرجل يلقي عليه ما شاء الله ولا يغرب عليه، فاغتم الرجل لذلك فقال له: لا تجزع؛ وأعطاه لكل حديث ذكره درهمًا، وكان ذا مال كثير. قال الحافظ عبد الغني الأزدي سمعت محمد بن إبراهيم الكرخي يقول: ابن جوصاء بالشام كابن عقدة بالكوفة. قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمان ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه.
قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خانا بدمشق العصر ونحن على أن نبكر إلى ابن جوصاء فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ؟ فقلت: ههنا، قال: قد جاء الشيخ؛ فإذا ابن جوصاء على بغلة فنزل ثم صعد إلى غرفتنا وسلم على أبي علي ورحب به وذاكره إلى قريب العتمة، ثم قال: يا أبا علي جمعت حديث عبد الله بن دينار؟ قال: نعم، قال فأخرجه فأخذه في كمه وقام، فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله فذاكره أبو علي وانتخب عليه إلى المساء، ثم انصرفنا إلى رحلنا وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا علي فسلموا عليه ثم ذكروا شأن ابن جوصاء وما نقموا عليه من الأحاديث التي انكروها وأبو علي يسكنهم ويقول: لا تفعلوا، هذا إمام من أئمة المسلمين قد جاز القنطرة.
قال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصاء مائتا جزء ليتها كانت بياضًا. وترك حمزة الرواية عنه أصلا. قلت: هذا تعنت من حمزة، والظاهر أنه تبرم بالمائتي جزء لنزولها عند حمزة ولا تنفق عنه فإن ابن جوصاء من صغار شيوخه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن ابن جوصاء فقال: تفرد بأحاديث ولم يكن بالقوي. قلت: الرجل صدوق حافظ وَهِم في أحاديث مغمورة في سعة ما روى، فمن ذلك حديثه عن أبي التقي عن بقية، أنا ورقاء وابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا حديث: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة". [4]
قرأته على أحمد بن هبة الله عن أبي روح أنا تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد الحافظ أنا حمد بن عمير، فذكره. الحديث محفوظ وإنما أنكروا على ابن جوصاء ذكر ابن ثوبان في إسناده، قال الطبراني: تفرد بذلك ابن جوصاء وهو من الثقات. قلت: وقد توبع عليه، سقت ذلك في تاريخ الإسلام. قال حمزة بن محمد الحافظ: سمعت ابن جوصاء يقول: كنا ببغداد فتذاكروا حديث أيوب فقلت: أيش أسند جنادة عن عبادة؟ فسكتوا، فقلت: ما أسند عمر بن عمرو الأحموسي؟ فلم يجيبوا. توفي ابن جوصاء في جمادى الأولى سنة عشرين وثلاثمائة وهو في عشر التسعين.
وفيها توفي شيخ الشافعية أبو علي الحسين بن صالح بن خيران، ومسند دمشق أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد الزفتي عن ست وتسعين سنة، وأبو القاسم عبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة الرازي، والإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري في شوال عن تسع وثمانين سنة، وقاضي القضاة أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد عن سبع وسبعين سنة.
788- 17/11
أبو عمرو الحيري
الحافظ الإمام الرحال أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم النيسابوري سبط أحمد بن عمرو الحرشي.
وكان شيخ نيسابور في الحشمة والثروة والتزكية: سمع محمد بن رافع والذهلي وعبد الرحمن بن بشر وعبد الله بن هاشم وأبا زرعة والرمادي ومحمد بن سعيد العطار وطبقتهم بالعراق والحجاز والجبال وخراسان، وارتحل في الكهولة بالطلبة إلى عثمان الدارمي فقرأ عليه المسند؛ أخذ عنه الحافظ أحمد بن المبارك المستملي مع تقدمه وأبو علي الحافظ ودعلج السجزي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن أحمد بن عبدوس ويحيى بن منصور القاضي وخلق كثير. قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت محمد بن عبد السلام يقول: وقع بين الذهلي وبين ولده حيكان خصومة من شيء فقال أبوه: من ترضى يتوسط بيننا؟ قال: أبو عمرو الحيري؛ فقال: أبو عمرو حجة. فتوسط بينهما فقضى لحيكان، فقبل ذلك محمد بن يحيى. قال الحاكم: مات أبو عمرو في ذي القعدة سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن الزراد أنا الحسن بن محمد أنا القاسم بن عبد الله أخبرتنا عمتي عائشة بنت أحمد أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ أنا علي بن عيسى نا أبو عمرو الحيري نا محمد بن يحيى نا أبو نعيم نا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "إن الله حبس عن مكة القتل"؛ قال محمد بن يحيى صحفه أبو نعيم وإنما هو الفيل.
789- 18/11
ابن سلم
الحافظ الثبت أبو الحسن علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني.
سمع أحمد بن الفرات ومحمد بن يحيى الذهلي وإسماعيل بن يزيد القطان ومحمد بن الوليد البسري وأحمد بن الأزهر ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم؛ وصنف التصانيف، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو أحمد العسال وأبو الشيخ وابن المقرئ وطائفة؛ توفي بالري سنة تسع وثلاثمائة قاله الحاكم.
أخبرنا إسحاق الصفار أنا ابن رواحة أنا أبو طاهر السلفي أنا بندار بن محمد أنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي أنا أبو محمد بن حيان كتب إلينا علي بن الحسن بن سلم الرازي نا مسروق ثنا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة بن عباس قال: الأذان نزل على رسول الله ﷺ مع فرض الصلاة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ} إسناده ضعيف، ومتنه منكر.
وقرأت على فاطمة بنت سليمان أخبرك المسلم بن أحمد أنا علي بن الحسن الحافظ في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة أنا أبو القاسم النسيب أنا محمد بن عبد الرحمن أنا يوسف القاضي أنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري أنا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي كرب عن جابر سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ويل للعراقيب من النار". [5]
790- 19/11
الذهبي
الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي نزيل نيسابور، وبها عقبة.
روى عن عمرو بن علي الفلاس وحجاج بن الشاعر ومحمد بن بشار وسلم بن جنادة أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم، روى عنه أبو علي الحافظ مع سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر البستي وأبو أحمد الغطريفي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن عبد الله القزاز وأبو محمد المخلدي وآخرون، وقد عمر فقال الإسماعيلي: كان مستهترًا بالشرب. وقال الحاكم: وقع لي من كتبه بخطه وفيها عجائب. توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن المؤيد بن محمد الطوسي أنا أبو بكر أحمد بن سهل المساجدي "ح" وأخبرنا أحمد عن القاسم بن عبد الله الصفار وإسماعيل بن عثمان أنا وجيه بن طاهر "ح" وأنا أحمد عن زينب الشعرية أنا محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي ووجيه الشحامي، قالوا ثلاثتهم: أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي أنا الحسن أحمد المخلدي أنا أحمد بن محمد بن أبي حمزة البلخي أنا موسى بن الحكم الشطوي أنا حفص بن غياث عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ في جنازة صبي من صبيان الأنصار فقالت عائشة: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة. فقال النبي، ﷺ: "وما يدريك يا عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم". [6]
791- 90/11
السنجي
الحافظ البارع أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق المروزي.
قال ابن ماكولا: كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثا منه. كف بصره. قال: وكان لا يحدث أهل الرأي إلا بعد الجهد. روى أبو علي عن علي بن خشرم وعلي بن عبد الله بن قهزاذ ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم، حدث عنه زاهر السرخسي أبو حامد النعيمي وطائفة؛ توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا سعيد بن محمد البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج نا علي بن خشرم نا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول ﷺ إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، وما رأيته قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان.
792- 21/11
ابن فطيس
الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن فطيس بن واصل المغافقي، الأندلسي الألبيري.
ولد سنة تسع وعشرين ومائتين، وسمع إياد بن عيسى ومحمد بن أحمد العتبي الفقيه وابن مزين، وارتحل كما ذكره بن الفرضي وغيره في سنة سبع وخمسين فسمع يونس بن عبد الأعلى وأحمد ابن أخي ابن وهب ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وكان يقول: لقيت في رحلتي مائتي شيخ وما رأيت فيهم مثل ابن عبد الحكم، وأخذ بأفريقية عن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي وشجرة بن عيسى ويحيى بن عون، وأكثر عن أهل الحرم وأهل مصر والقيروان، وتفقه بالمزني فأدخل الأندلس علما غزيرًا، وكان بصيرًا بفقه مالك وصارت الرحلة إليه من البلاد وعمر دهرًا، صنف "كتاب الروع والأهوال"، و"كتاب الدعاء" قال ابن الفرضي: كان ضابطا نبيلا صدوقا كانت الرحلة إليه، حدثنا عنه غير واحد وتوفي في شوال سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قلت: وفيها مات مسند الشام أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب البتلهي ثم المشغراني خطيبها، ومحدث دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الحافظ وقاضي الأندلس وعالمها أبو الجعد أسلم بن عبد العزيز بن هاشم الأموي المالكي عن نيف وثمانين سنة، والمحدث أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري ببغداد، وكان كذابًا، وشيخ المعتزلة أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي، وقاضي مصر أبو عبيد علي بن الحسين بن حربويه البغدادي وهو صاحب وجه في المذهب عديم النظير، وعالم سمرقند وواعظها أبو عبد الله محمد بن الفضل بن العباس البلخي، قيل مات في مجلس وعظه في يوم أربع أنفس، وكان آخر من حدث عن قتيبة، وكبير نيسابور المحدث أبو الوفاء مؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي سمع الكوسج، وفي الرحلة الزعفراني، قيل: اقترض أمير خراسان منه مرة ألف ألف درهم، وانتقى عليه أبو علي الحافظ أجزاء فبعث إليه بثياب ومائة دينار.
793- 22/11
المصعبي
الحافظ الأوحد أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة المروزي الفقيه إلا أنه كذاب.
حدث عن محمود بن آدم وسعيد بن مسعود وطبقتهما ثم زعم أنه سمع من علي بن خشرم فأنكروا عليه، روى عنه أبو الفتح بن بريدة وابن المظفر وطائفة. قال الدارقطني: كان حافظًا عذب اللسان مجردًا في السنة والرد على المبتدعة لكنه يضع الحديث. وقال ابن حبان: وكان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت منها أكثر من ثلاثة آلاف، وفي الآخر ادعى شيوخًا لم يرهم، سألته عن أقدم شيخ له فقال: أحمد بن سيار؛ ثم حدث عن علي بن خشرم فسيرت أنكر عليه فكتب يعتذر إلى علي أنه من أصلب أهل زمانه في السنة وأبصرهم بها وأذبهم لحريمها وأقمعهم لمن خالفها، نسأل الله الستر، مات أبو بشر في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
كتب لي الإمام عبد الرحمن بن محمد أن عمر بن طبرزذ أخبرهم أنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا محمد بن المظفر البزاز نا أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب حين قدم للحج عن عبد الله بن مصعب عن مصعب بن بشر عن شراحيل بن عبيد -وكان ابن المبارك يقوم له- نا شعبة عن مسعر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش فقالت يا رسول الله: إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟، الحديث.
وفي سنة ثلاث وعشرين مات أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي العابد الحجة من شيوخ الدارقطني، وهو ابن أخي إسماعيل القاضي ونحوي بغداد أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الواسطي نفطويه، والمحدث أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق البغدادي، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري البغدادي وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، وعلي بن محمد بن هارون الحميري صاحب أبي كريب، وأبو عبيد المحاملي القاسم بن إسماعيل، وأبو أكتريك محمد بن الحسين السعدي الحمصي ثم الطرابلسي، والمحدث أبو عمران موسى بن العباس الجويني.
794- 23/11-
ابن مروان
هو الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي محدث رحال.
سمع موسى بن عامر المزني وشعيب بن شعيب بن إسحاق ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن إبراهيم بن ملاس وطبقتهم، وعنه ابنه محمد بن إبراهيم وأبو سليمان بن زبر وابن المقرئ وعبد الوهاب الكلابي وحميد الوراق وآخرون، مات في رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
795- 24/11
الأعمشي
الإمام الحافظ الثقة أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن عمارة بن رستم النيسابوري.
أخبرنا علي بن معاذ ومحمد بن حازم قالا: أنا عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا شهدة الكاتبة أنا طريف بن محمد النيسابوري أنا أبو عبد الرحمن عمرو بن محمد بن أحمد البحيري أنا إبراهيم بن محمد المحفوظي نا أحمد بن حمدون نا محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن مسلم وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وعباس بن محمد والصغاني قالوا: ثنا عارم نا حماد بن زيد عن أبان بن تغلب عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال: قال رسول الله، ﷺ: "من دل على خير كان له كأجر فاعله". رواه مسلم من طريق الأعمش. ويقع لنا حديث أبي حامد أعلى من هذا في فوائد أبي يعلى الصابوني من طريق أبي محمد المخلدي عنه. الأعمشي يلقب أبا تراب وكان قد جمع حديث الأعمش واعتنى به فنسب إليه، وكان يحفظ، ووالده هو حمدون القصار أحد الزهاد الأعلام.
سمع محمد بن رافع وعلي بن خشرم وإسحاق الكوسج وعمار بن رجاء الجرجاني وأبا سعيد الأشج ويحيى بن المقوم وطبقتهم؛ روى عنه أبو الوليد الفقيه وأبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم.
قال الحاكم ابن البيع: سمعت أبا علي الحافظ يقول ثنا أحمد بن حمدون أن حلت الرواية عنه؛ فقلت هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون والسخف الذي كان أولشيء أنكرته منه في الحديث؟ قال: بل من جهة الحديث، أنكر منه حديث عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن الفضل؛ قلت: قد حدث به غير مرة، فأخذ بذكر أحاديث حدث بها غيره، فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته؛ ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي بكلامي فيه وقال: القول ما قلته؛ ثم تأملت أجزاء عديدة بخطه فلم أجد فيها حديثًا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة، وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت بن خزيمة فسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؟ وأبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب؛ وسمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على الأعمشي وهو عليل فقلنا كيف تجدك؟ قال: بخير لو لا جاري -يعني أبا حامد الجلودي- يدعي أنه محدث عالم ولا يحفظ إلا كتاب عمي القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل؛ دخل أمس فقال: يا أبا حامد أما علمت أن زنجويه مات؟ قلت: ي رحمه الله؛ قال: واليوم دخلت على مؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال: أبا حامد ابن كم أنت؟ قلت: في ست وثمانين سنة، قال: فأنت إذن أكبر من أبيك؛ فقلت: أنا بحمد الله في عافية، قد جامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا؛ فقام خجلا. مات الأعمشي في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
796- 25/11
محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد
الحافظ الكبير أبو بكر النيسابوري أحد الأثبات.
سمع محمد بن يحيى وعيسى بن أحمد البلخي وأبا زرعة والربيع المرادي وابن وارة وأمما سواهم، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ وأبو علي الحافظ وأبو محمد المخلدي وأبو بكر بن مهران ومحمد بن الفضل بن خزيمة وخلق كثير؛ قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في الأقطار، عاش سبعًا وثمانين سنة. قال: وتوفي في ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة. وقال الخليلي: حافظ كبير سمع قطن بن عبد الله وأحمد بن حفص بن عبد الله وعدة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب بنت أبي القاسم أنا محمد بن منصور الحرضي ووجيه بن طاهر "ح" وأنا ابن عساكر عن المؤيد بن محمد أنا أحمد بن سهل المساجدي قالوا: أنا يعقوب بن أحمد نا الحسن بن أحمد إملاء أنا محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد نا علي بن عبد الرحمن بن مغيرة المخزومي نا عمران الرملي نا عطاف بن خالد حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى الأشعري قال: عدت الحسن بن علي فوجدت عنده أباه عليا قال: ما جاء بك إلينا؟ ما يولجك علينا؟ قلت: ما إياك أتيت، ولكن أتيت ابن ابنة رسول الله ﷺ أعوده؛ قال علي: أما إنه لا يمنعني غضبي عليك أن أحدثك، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا عاد الرجل أخاه لم يزل يخوض في الرحمة حتى إذا جلس عنده غمرته".
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن أبي روح البزاز أنا أبو القاسم النيسابوري أنا أبو سعيد الطبيب أنا شافع بن محمد الأسفراييني نا محمد بن حمدون الحافظ نا أبو حذافة المدني نا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "العلم ثلاثة، آية محكمة وسنة قائمة ولا أدري". هذا لم يصح مسندًا ولا هو مما عد في مناكير أبي حذافة السهمي فما أدري كيف هذا؟ وكأنه موقوف.
797- 26/11
الطحاوي
الإمام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي.
وطحا من قرى مصر. سمع هارون بن سعيد الأيلي وعبد الغني بن رفاعة ويونس بن عبد الأعلى وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر وطبقتهم، روى عنه أحمد بن القاسم الخشاب وأبو الحسن محمد بن أحمد الأخميمي ويوسف الميانجي وأبو بكر بن المقرئ والطبراني وأحمد بن عبد الوارث الزجاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد ومحمد بن بكر بن مطروح وآخرون، خرج إلى الشام سنة ثمان وستين ومائتين فتفقه بالقاضي أبي خازم وبغيره.
قال ابن يونس: ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلف مثله. قال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: انتهت إلى أبي جعفر رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران وأبي خازم القاضي وغيرهما وكان أولا شافعيًا يقرأ على المزني فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيء؛ فغضب من ذلك وانتقل إلى ابن أبي عمران فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيًّا لكفر عن يمينه.
قلت: ناب في القضاء عن أبي عبد الله محمد بن عبدة قاضي مصر بعد السبعين ومائتين، وترقت حاله فحدث أنه حضر رجل معتبر عند القاضي محمد بن عبدة فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله عن أمه عن أبيه؟ فقلت: حدثنا بكار بن قتيبة نا أبو أحمد نا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة عن أمه عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله ليغار للمؤمن فليغر". وحدثنا به إبراهيم بن أبي داود نا سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان موقوفًا؛ فقال لي الرجل: تدري ما تقول؟ تدري ما تتكلم به؟ قلت: ما الخبر؟ قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم وأنت الآن في ميدان أهل الحديث؛ وقل من يجمع ذلك؛ فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه.
قلت: صنف أبو جعفر في اختلاف العلماء، وفي الشروط، وفي أحكام القرآن العظيم، وكتاب معاني الآثار، وهو ابن أخت المزني، وأما ابن أبي عمران الحنفي فكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار.
قال ابن يونس: مات أبو جعفر في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن بضع وثمانين سنة.
وفيها توفي بمصر شيخها أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير الأسواني العسال، وبهراة أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباساني، وبأصبهان أبو علي الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة، وببغداد أبو عثمان سعيد بن محمد أخو زبير الحافظ، وشيخ المعتزلة أبو هاشم ابن الشيخ أبي علي الجبائي، وشيخ العربية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي عن ثمانٍ وتسعين سنة، وأبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري أحد الأثبات، ومكحول البيروتي الحافظ، وسيأتي.
أخبرنا الحسن بن علي أنا أبو الفضل الهمداني أنا أبو محمد العثماني أنا علي بن المؤمل أنا أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي أنا محمد بن أنس بن عمر التنوخي في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة: سمعت أبا جعفر الطحاوي نا يزيد بن سنان نا يزيد بن بيان عن أبي الرجال عن أنس قال: قال رسول الله، ﷺ: "ما أكرم شاب شيخًا لسنه إلا قيض له عند سنه من يكرمه".
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنا عمر بن محمد أنا محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري إملاء نا ابن المظفر نا الطحاوي نا المزني نا الشافعي نا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان.
798- 27/11
ابن سريج
الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي قدوة الشافعية.
سمع الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن أشكاب وعباس بن محمد الدوري والرمادي وأبا داود السجستاني وطبقتهم، رأيت له فيه تصنيفًا يحتج فيه بالأحاديث ويطرقها عمل من يفهم هذا الشأن، وأما الفقه فهو حامل لوائه وعلم نظرائه، تصدر للاشتغال وتفقه به أئمة أعلام، وحدث عنه أبو القاسم الطبراني وأبو أحمد الغطريفي وأبو الوليد حسان بن محمد وآخرون.
ويقع حديثه في جزء الغطريفي عاليا؛ فأنبأنا عبد الرحمن بن أبي عمر الفقيه أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا: أنا طاهر بن عبد الله القاضي أنا محمد بن أحمد بجرجان نا أبو العباس بن سريج نا الرمادي نا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري عن أبي بن كعب «رضي الله ع» قال: قال رسول الله، ﷺ: "الماء من الماء". [7] هذا إسناد صحيح لكن نسخ ذلك.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أنا علي بن عبد السلام أنا الإمام أبو إسحاق في طبقاته قال: ابن سريج يقال له: الباز الأشهب، ولي القضاء بشيراز؛ قال: وكان يفضل على جميع الأصحاب حتى على المزني، وإن فهرست كتبه كانت تشتمل على أربعمائة مصنف، وكان الشيخ أبو حامد الأسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي وأخذ عنه خلق، ومنه انتشر مذهب الشافعي. وقال أبو علي بن خيران: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت كأنا مطرنا كبريتا أحمر فملأت أكمامي وحجري فعبر لي أن أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
وقال أبو الوليد الفقيه يقول: سمعت ابن سريج يقول: ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام. قال: وكنا نأتي مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث على كل مائة سنة من يجدد للأمة دينها، والله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين الشافعي، وبعثك على رأس الثلاثمائة ثم أنشا يقول:
اثنان قد مضيا وبورك فيهما عمر الخليفة ثم خلف السودد
الشافعي الألمعي محمد إرث النبوة وابن عم محمد
أبشر أبا العباس أنك ثالث من بعدهم سقيا لنوبة أحمد
فصاح أبو العباس وبكى وقال: لقد نعى إلي نفسي. قال حسان: فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة. كذا في النسخة سنة ثلاث وكأنها سنة ست تصحفت. وقد كان على رأس المائة الرابعة الإمام أبو حامد الأسفراييني ببغداد، وعلى رأس الخامسة الغزالي وجماعة؛ وقد كان أبو العباس بن سريج صاحب سنة واتباع، بلغني أنه سُئل عن صفات الله تعالى فقال: حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -وذكر تمام الفصل. وهو صاحب مسألة الدور في الحلف بالطلاق؛ مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، وله سبع وخمسون سنة ونصف.
799- 28/11
الألبيري
الحافظ الإمام محدث الأندلس أبو جعفر أحمد بن عمرو بن منصور الأندلسي الألبيري.
سمع من يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان ومحمد بن سنجر وعلي بن عبد العزيز البغوي وخلق سواهم، وبلغنا أنه كان بصيرًا بعلل الحديث إمامًا فيه، وإليه كانت الرحلة بالأندلس، ولي خطابة مدينة ألبيرة ويعرف أيضًا بابن عمريل، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
800- 29/11
ابن معدان
الحافظ الرحال المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الثقفي مولاهم الأصبهاني.
سمع أحمد بن الفرات وسلم بن جنادة وموسى بن عامر الدمشقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري والربيع المرادي وطبقتهم، وحدث ببغداد بمسند أبي داود، روى عنه أبو الشيخ والطبراني وابن المقرئ وآخرون؛ مات بكرمان سنة تسع وثلاثمائة. قال أبو الشيخ: هو محدث ابن محدث، كثير التصانيف.
أنبأنا أحمد بن سلامة عن مسعود الجمال أنا الحداد أنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب نا محمد بن أحمد بن راشد نا عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني نا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله، ﷺ: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله". [8] منكر جدًّا، وابن أبي رومان ضعفوه.
801- 30/11
مكحول
الحافظ المحدث أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي.
سمع أبا عمير عيسى بن النحاس ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمد بن إسماعيل بن عيلة وأحمد بن حرب الموصلي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف الحراني وأمثالهم، حدث عنه أبو سليمان بن زبر وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي وعلي بن الحسين قاضي أذنة وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر بن المقرئ وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وآخرون، وكان من الثقات العالمين بالحديث، توفي في أول شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا إسحاق بن طارق الأسدي أنا يوسف بن خليل أنا أبو مسلم بن الإخوة وناصر الويرج قالا: أنا سعيد بن أبي الرجا أنا أحمد بن محمود ومنصور بن الحسين قالا: أنا محمد بن إبراهيم نا مكحول ببيروت نا عبد الله بن هانئ نا ضمرة عن ميسرة بن معبد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي، ﷺ: "ما اجتمع ثلاثة في بدو ولا حضر لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان". [9] صوابه "مسرة" احتج به أبو داود.
802- 31/11
ابن الجباب
الحافظ العلامة شيخ الأندلس: أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي المعروف بابن الجباب نسبة إلى بيع الجباب، سمع بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وقاسم بن محمد وإسحاق الدبري باليمن وعلي بن عبد العزيز بمكة، وهذه الطبقة.
حدث عنه ولده محمد ومحمد بن أحمد بن أبي دليم وعبد الله بن محمد بن علي الباجي وأهل قرطبة؛ ولد سنة ست وأربعين ومائتين وكان فريد عصره، ذكره القاضي عياض فقال: كان إماما في الفقه لمالك، وكان في الحديث لا ينازع، سمع منه خلق كثير، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وفيها توفي قاضي مصر أبو العباس أحمد بن أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وكان يحفظ تصانيف أبيه، وشيخ الصوفية خير النساج، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، وشيخ الصوفية أبو علي الروذباري.
أنبأنا أبو محمد بن هارون عن ابن بقي عن شريح عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن محمد الباجي نا أحمد بن خالد نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد بن يوسف الحذافي نا عبد الرزاق نا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود قال: بينا أنا واقف مع عمر بعرفة مر رجل شعره يفوح منه ريح الطيب فقال له عمر: أمحرم أنت؟ قال: نعم، قال: ما هيئتك هيئة محرم، إنما المحرم الشعث الأغبر الأدفر؛ قال: إني قدمت متمتعًا وإنه كان معي أهلي وإنما أحرمت اليوم؛ فقال عمر عند ذلك: لا تمتعوا في هذه الأيام فإني لو رخصت في المتعة لهم لعرسوا بهن في الأراك ثم راحوا بهن حجاجًا.
803- 32/11
عبد الملك بن محمد بن عدي
الحافظ الحجة أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه.
سمع علي بن حرب وعمر بن شبة والربيع بن سليمان المرادي وأحمد بن منصور الرمادي ويزيد بن عبد الصمد وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم فأكثر، وكتب بالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة وخراسان، وتخرج بأبي زرعة وأبي حاتم، حدث عنه ابن صاعد مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو محمد المخلدي وأبو إسحاق المزكي وأبو بكر الجوزقي وخلق سواهم.
قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين، ورد نيسابور وهو قاصد بخارى فأخذ عنه الحفاظ، سمعت الأستاذ أبا الوليد حسان بن محمد يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو نعيم أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
وقال الإدريسي: ما أعلم نشأ بأستراباذ مثله في حفظه وعلمه. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدما في الفقه والحديث، وكانت الرحلة إليه، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. قال الخليلي: كان من الأئمة في هذا الشأن وله تصانيف، سمع بجرجان إسحاق بن إبراهيم الطلقي وعمار بن رجاء ومحمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا عنه جماعة، وله تصانيف في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وكان أستاذ عبد الله بن عدي الجرجاني.
أخبرنا ابن عساكر أنبأنا المؤيد الطوسي أنا أحمد بن سهل أنا يعقوب بن أحمد نا أبو محمد المخلدي نا أبو نعيم بن عدي نا عمر بن شبة نا عبد الوهاب الثقفي نا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. توفي أبو نعيم في آخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
804- 33/11
الجويني
الحافظ أبو عمران موسى بن العباس صاحب المسند الصحيح على هيئة صحيح مسلم.
سمع عبد الله بن هاشم وأحمد بن الأزهر ومحمد بن يحيى وأحمد بن يوسف السلمي ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن منصور الرمادي وطبقتهم. روى عنه الحسن بن سفيان مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم وأبو محمد المخلدي وخلق سواهم، وكان من نبلاء المحدثين، قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة، صنف على كتاب مسلم وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام، وسمعت الحسن بن أحمد يقول: كان أبو عمران الجويني في دارنا وكان يقوم الليل ويصلي ويبكي طويلا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أحمد بن منصور أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن أنا موسى بن العباس نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض رسول الله ﷺ مرض موته قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". توفي أبو عمران بجوين في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وفيها مات الفقيه علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي صاحب أبي كريب، وأخو المحاملي أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، والثقة إسماعيل بن العباس الوراق البغدادي. والعلامة إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي نفطويه، ومحدث مرو أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو الكندي المصعبي المروزي الحافظ لكنه متهم.
805- 34/11
ابن زياد
الحافظ المجود العلامة أبو بكر عبد الله بن زياد بن واصل النيسابوري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف.
سمع عبد الله بن هاشم الطوسي ومحمد بن يحيى وأحمد بن يوسف ويونس الصدفي والربيع وأبا إبراهيم المزني والزعفراني وعلي بن حرب وأبا زرعة والطبقة، وعنه ابن عقدة وأبو علي النيسابوري وحمزة الكناني وأبو إسحاق بن حمزة والدارقطني وابن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو حفص الكتاني والمخلص وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد وخلق كثير.
قال الحاكم: كان إمام عصره من الشافعية بالعراق ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ من ابن زياد، كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون، ولما قعد للتحديث قالوا: حدث، قال: بل سلوا أنتم، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، وكان قد حدثنا عن يوسف بن سعيد بن مسلم عن حجاج عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي، ﷺ: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها"؛ [10] ثم إنه قال: وصوابه عن أبي الزبير عن طاوس مرسلا. قال يوسف القواس سمعت أبا زكريا النيسابوري يقول: تعرف من قام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، يصلى صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش أقول لمن زوجني؟ ثم قال: ما أراد إلا الخير.
وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ والجعابي وغيرهما فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي، ﷺ "وجعل تربتها طهورًا"؟ فلم يجيبوه، ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد، فقال: نعم؛ حدثنا فلان - وسرد الحديث. والحديث في مسلم. مولد ابن زياد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقال ابن قانع: مات في رابع ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نا محمد بن يحيى ومحمد بن أشكاب قالا: ثنا وهب بن جرير نا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال عمر «رضي الله ع»: علي أقضانا، وأُبي أقرأنا.
قلت: مات معه في السنة مقرئ العراق أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد العطشى، وإمام الفقهاء الداودية أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي الظاهري صاحب التصانيف، ومحدث حمص وقاضيها أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي، والعلامة الأصولي أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري صاحب التصانيف، ومحدث واسط أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر، وشيخ الحنفية أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي الكوفي وقاضي دمشق، وقاضي الأندلس العلامة أبو عمر أحمد بن بقي بن مخلد، وواعظ المشرق أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النيسابوري ابتهر ابن خزيمة بمجلسه وقال: ما رأى أبو القاسم مثل نفسه.
806- 35/11
ابن الشرقي
الإمام الحافظ الحجة أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري تلميذ مسلم.
سمع محمد بن يحيى وأحمد بن الأزهر وأحمد بن حفص بن عبد الله السلمي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقتهم ببلده، ثم ارتحل وأخذ بالري عن أبي حاتم، وبمكة عن عبد الله بن أبي مسرة، وببغداد عن أبي بكر الصاغاني وعبد الله بن محمد بن شاكر، وبالكوفة عن أبي حازم أحمد بن أبي غرزة، وطبقتهم، وصنف الصحيح، وكان فريد عصره حفظًا وإتقانًا ومعرفة، حج مرات. وقد نظر إليه إمام الأئمة ابن خزيمة مرة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله، ﷺ. قال الخليلي: سمعت أحمد بن أبي مسلم الفارسي الحافظ سمعت ابن عدي يقول: لم أر أحفظ ولا أحسن سردا من أبي حامد بن الشرقي. كتبت جمعه لحديث أيوب السختياني فكنت أقرأ عليه من كتابي فيقرأ معي حفظًا من أوله إلى آخره. قال السلمي: سألت الدارقطني عن أبي حامد بن الشرقي فقال: ثقة مأمون؛ قلت: لِمَ تكلم فيه ابن عقدة؟ قال سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامه؟ ولو كان بدل ابن عقدة يحيى بن معين؛ قلت: وأبو علي؛ قال: ومن أبو علي حتى يسمع كلامه فيه. قال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا نقل شيئا في الجرح والتعديل هل يقبل قوله؟ قال: لا يقبل.
حدث عنه أبو العباس بن عقدة وأبو أحمد العسال وأبو أحمد بن عدي وأبو علي الحافظ وزاهر بن أحمد وأبو محمد المخلدي وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي وآخرون آخرهم أبو الحسن العلوي.
مولده في سنة أربعين ومائتين، ومات في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتقدم في الصلاة عليه أخوه أبو محمد عبد الله بن الشرقي.
ومات في هذه السنة المسند أبو بكر أحمد بن عبد الله النحاس البغدادي وكيل أبي صخرة، ومسند بغداد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي راوي الموطأ عن أبي مصعب، ومحدث نيسابور أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي، والمقرئ أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني ببغداد.
أخبرنا أبو الفضل بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي وأبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان قالوا: نا عبد الرحمن بن بشر "ح" وأنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد أنا عبد الخالق بن زاهر أنا أبو عمرو المحمي إملاء أنا عبد الرحمن بن إبراهيم أنا أحمد بن محمد بن يحيى الزاهد ثنا عبد الرحمن بن بشر نا بهز نا شعبة حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه أنهما سمعا موسى بن طلحة يخبر عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة؛ فقال القوم: ما له؟ ما له؟ فقال النبي، ﷺ: "أرب ما له؛ تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصل الرحم؛ ذرها". كأنه كان على راحلته. لفظ ابن الشرقي أخرجه "خ م" عن عبد الرحمن.
807- 36/11
الدغولي
الحافظ الإمام الفقيه أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي الدغولي.
سمع عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وخلقا كثيرا من طبقتهم وممن بعدهم بخراسان والعراق، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو بكر الجوزقي وطائفة، وكان من أئمة هذا الشأن قال له أبو الوليد حسين بن محمد: لم لا تقنت في الصبح؟ قال: لراحة الجسد ومداراة الأهل والولد وسنة أهل البلد. قلت: هذا جواب بالفقيري ولكن كان حقه أن يجيب جواب محدث.
وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبي العباس الدغولي وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ خرجنا مع ابن خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد ولتعزيته عن الأمير الماضي أبي إبراهيم فلما انصرفنا قلت لابن خزيمة: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي؛ فقال ابن خزيمة: ما رأيت أنا مثل أبي العباس. وروى محمد بن العباس أن الدغولي قال: أربع مجلدات لا تفارقني سفرًا ولا حضرًا، كتاب المزني، وكتاب العين، والتاريخ للبخاري، وكليلة ودمنة. قلت مات الدغولي كابن الشرقي في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن النيسابورية أنا عبد المنعم بن أبي القاسم أنا محمد بن علي الخشاب أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن الشرقي قالوا: أنا عبد الله بن هاشم نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم". متفق عليه.
808- 37/11
المحاملي
القاضي الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي.
ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومائتين، وأول سماعه في سنة أربع وأربعين، سمع أبا حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي صاحب مالك، وعمرو بن علي الفلاس وزياد بن أيوب وأحمد بن المقدام العجلي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن المثنى العنزي وأبا هشام الرفاعي وعبد الرحمن بن يونس السراج والزبير بن بكار وطبقتهم ومن بعدهم فأكثر وصنف وجمع؛ روى عنه دعلج والدارقطني وابن جميع وإبراهيم خرشيد قولة [11] التاجر وابن الصلت الأهوازي وأبو عمر بن مهدي وأبو محمد بن البيع وآخرون.
قال الخطيب كان فاضلا دينا صادقا شهد عند القضاة وله عشرون سنة، وولي قضاء الكوفة ستين سنة. وقال ابن جميع الغساني: عند المحاملي سبعون نفسا من أصحاب سفيان بن عيينة. وقال أبو بكر الداودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محمودًا في ولايته، عقد بالكوفة سنة سبعين ومائتين في داره مجلسا للفقه فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه.
قال محمد بن الحسين: رأيت في النوم كأن قائلا يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي. قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حضر معنا ابن المظفر مجلس المحاملي فقال لي: يا أبا حفص ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلا غيبته. يريد أن المحاملي نظير بن صاعد في العلو والثقة. أملى المحاملي مجلسًا كعادته في ثاني عشر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة ثم مرض ومات بعد أحد عشر يومًا، وآخر من روى حديثه عاليا أبو القاسم سبط السلفي.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد أنا محمد بن الليث بن شجاع وزيد بن هبة الله ببغداد قالا: أنا أحمد بن عبد الباقي القطان سنة "554" أنا عاصم بن الحسن نا عبد الواحد بن محمد الفارسي نا أبو عبد الله المحاملي نا أحمد بن إسماعيل نا مالك عن ربيعة عن حنظلة بن قيس الزرقي أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقال: أما الذهب والورق فلا بأس به.
ومات في سنة ثلاثين مسند خراسان أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري، وكبير الصوفية أبو يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري العارف، وإمام الشافعية أبو بكر محمد بن عبد الله الصيرفي البغدادي، وقاضي دمشق أبو يحيى زكريا بن أحمد بن المحدث يحيى بن موسى خت البلخي، وأبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي المحدث وهو في عشر المائة، والمحدث عبد الله بن يونس الفيري القرطبي صاحب بقي بن مخلد ومسند أصبهان أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وقدوة العباد أبو صالح الذي ينسب إليه المسجد بشرقي دمشق.
809- 38/11
محمد بن نوح
الحافظ أبو الحسن الجنديسابوري.
حدث عن هارون بن إسحاق والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وشعيب الصريفيني وطبقتهم، وعنه محمد بن سليمان الربعي وأبو بكر بن شاذان والدارقطني وعيسى بن الوزير وأبو حفص بن شاهين وعدة؛ قال ابن يونس: كان ثقة حافظًا، قدم مصر وكتبنا عنه في سنة أربع وثلاثمائة. وقال الدارقطني: كان ثقة مأمونًا، ما رأيت أصح من كتبه، وكان أسوأ خلقًا من أن يكون غير ثقة. وقال ابن قانع: مات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن الحسين أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي إملاء أنا محمد بن نوح الجنديسابوري فيما قرئ عليه قيل له: حدثكم جعفر بن أحمد العوسجي نا أبو بلال الأشعري نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عائشة قالت: أقبل علي يوما فقال رسول الله، ﷺ: "هذا سيد المسلمين". فقلت: ألست سيد المسلمين يا رسول الله، قال: "أنا خاتم النبيين رسول رب العالمين". هذا حديث منكر ولعل البلاء من العوسجي.
810- 39/11
برداغس
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم اليحصبي القنسريني ثم الحلبي الملقب ببرداغس. حدث عن أحمد بن شيبان الرملي ومحمد بن عوف الطائي ويوسف بن مسلم وهلال بن العلاء وطبقتهم. روى عنه شيخه عثمان بن خرزاذ الحافظ وأبو بكر الربعي وأبو سليمان بن زبر وابن عدي والميانجي وأبو بكر بن المقرئ وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبو بكر بن أبي الحديد وعدد كثير وكان من علماء هذا الشأن قال ابن ماكولا: كان حافظًا. وقال أبو أحمد الحافظ: رأيته حسن الحفظ. وقد روى السهمي عن الدارقطني أنه ضعيف. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. أخبرنا جماعة في كتابهم أن المؤيد ابن الإخوة أنبأهم قال: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا طاهر بن محمود ومنصور بن الحسين قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا محمد بن بركة أبو بكر الحلبي الحافظ نا أحمد بن هاشم الأنطاكي نا عمرو بن عثمان نا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله، ﷺ: "لا نكاح إلا بولي". [12]
811- 40/11
محمد بن مخلد بن حفص
الإمام المفيد الثقة مسند بغداد أبو عبد الله الدوري العطار الخضيب.
سمع أبا حذافة السهمي والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي ومسلم بن الحجاج ومحمد بن عثمان بن كرامة وأحمد بن عثمان الأودي وسلم بن جنادة والحسن بن أبي الربيع وعبدوس بن بشر ومحمد بن أشكاب وأحمد بن محمد بن يحيى القطان ومحمد بن الوليد البسري والزعفراني وطبقتهم، كتب ما لا يوصف كثرة وعني بهذا الشأن وصنف وخرج. روى عنه ابن الجعابي والدارقطني وابن الجندي وابن الصلت الأهوازي وأبو عمر بن مهدي وآخرون؛ وكان معروفا بالثقة والصلاح والاجتهاد في الطلب؛ عاش ثمانيا وتسعين سنة، سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت: مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها مات بالكوفة هناد بن السري الصغير يروي عن أبي سعيد الأشج وغيره، ومات ببغداد المسند الواعظ يعقوب بن عبد الرحمن الجصاص صاحب الجزأين المرويين، وراوي المسند الكبير أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي البغدادي تفرد عن جده، ومسند البصرة أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني، وآخر من روى حديث بن مخلد عاليا أبو العباس الحجار المعمر.
أخبرنا عمر بن غدير أنا عبد الصمد بن محمد أنا علي بن مسلم أنا الحسين بن طلاب أنا محمد بن أحمد بصيداء أنا محمد بن مخلد ببغداد نا عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا سفيان عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر «رضي الله ع» قال: لقد تركنا رسول الله ﷺ وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وهو يذكرنا منه علمًا.
812- 41/11
ابن أبي حاتم
الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي.
وقيل: إن الحنظلي نسبة إلى درب حنظلة بالري؛ ولد سنة أربعين وارتحل به أبوه فأدرك الأسانيد العالية، سمع أبا سعيد الأشج وعلي بن المنذر الطريقي والحسن بن عرفة وأحمد بن سنان القطان ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن إسماعيل الأحمسي وحجاج بن الشاعر ومحمد بن حسان الأزرق ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وابن وارة وأبا زرعة وخلائق بالأقاليم، لكنه لم يرحل إلى خراسان؛ روى عنه حسينك التميمي ويوسف الميانجي وأبو الشيخ بن حيان وعلي بن مدرك وأبو أحمد الحاكم وأحمد بن محمد البصير وعبد الله بن محمد بن أسد وحمد بن عبد الله الأصبهاني وإبراهيم وأحمد ابنا محمد بن يزداذ وإبراهيم بن محمد النصراباذي وعلي بن محمد القصار وآخرون.
قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين، وكان زاهدا يعد من الأبدال. قلت: كتابه في الجرح والتعديل يقضي له بالرتبة المنيفة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الرد على الجهمية يدل على إمامته. قال علي بن أحمد الفرضي: ما رأيت أحدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط، ويروى أن أباه كان يتعجب من تعبد عبد الرحمن، ويقول: من يقوى على عبادة عبد الرحمن؟ لا أعرف له ذنبًا. قال ابن أبي حاتم: لم يدعني أبي أطلب الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان. قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لعبد الرحمن: كان رحمه الله قد كساه الله بهاء ونورا يسر به من نظر إليه، سمعته يقول: رحل بي أبي سنة خمس وخمسين وما احتلمت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت فسر أبي حيث أدركت حجة الإسلام. قال: وسمعت في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ. وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يحكي عن ابن أبي حاتم قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ وبالليل ننسخ ونقابل، فأتينا يومًا أنا ورفيق لي شيخا فقالوا: هو عليل؛ فرأيت سمكا أعجبنا فاشتريناه فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فمضينا فلم يزل السمك ثلاثة أيام وكاد أن ينضى فأكلناه نيا لم نتفرغ نشويه؛ ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
ثم قال أبو الحسن: رحل مع أبيه وحج مع محمد بن حماد الطهراني سنة ستين ومائتين ثم رحل بنفسه إلى الشام ومصر سنة اثنتين وستين، ثم رحل إلى أصبهان سنة أربع وستين، قال لي أبو عبد الله القزويني: إذا صليت مع ابن حاتم فسلم نفسك إليه يعمل بها ما شاء. قال أبو الوليد الباجي: ابن أبي حاتم ثقة حافظ.
عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد نا الحسين بن أحمد الصفار سمعت ابن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء فأنفذ بعض أصدقائي حبوبا من أصبهان فبعته بعشرين ألف أو قال: اشتر لي بها دارًا؛ فانفقتها على الفقراء، وكتبت إليه: اشتريت لك بها قصرًا في الجنة؛ فقال: رضيت إن ضمنت؛ فكتبت على نفسي صكًّا بالضمان، فأريت في المنام: قد قبلنا ضمانك ولا تعد لمثل هذا.
قلت الحسين ضعيف. قال محمد بن مهرويه سمعت ابن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من مائتي سنة. قال محمد: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يحدث بكتاب الجرح والتعديل فحدثته بهذا؛ فبكى وارتعدت يداه وسقط الكتاب وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية.
قلت: مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وفيها مات شيخ القراء أبو بكر أحمد بن محمد الأدمي، وأبو الدنيا الأشج عثمان بن خطاب المغربي الكذاب الذي زعم أنه سمع من علي «رضي الله ع» والمحدث الثقة أبو بكر محمد بن جعفر السامري الخرائطي مصنف المكارم وغير ذلك، وأبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، وقاضي مصر أبو عبد الله الحسين بن القاضي أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي.
أخبرنا يوسف بن أبي نصر والحسن بن علي قالا: أنا محمد بن عبد الكريم القيسي أنا أبو المعالي بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب أنا أحمد بن محمد البصير نا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أبو سعيد الأشج نا عيسى بن يونس وأبو أسامة عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ في قوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: "يقومون في الرشح إلى أنصاف آذانهم".
أنبأنا جماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو إسحاق المزكي أنا عبد الرحمن بن محمد الحنظلي نا هارون بن حميد الواسطي نا الفضل بن عنبسة نا شعبة عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال النبي، ﷺ: "الجار أحق بسقب داره أو أرضه". غريب جدًّا، رواه النسائي عن خياط السنة عن هارون فوقع بدلا عاليًا.
813- 42/11
أبو طالب
الحافظ الإمام الثبت أحمد بن نصر بن طالب البغدادي.
سمع عباس بن محمد الدوري ويحيى بن عثمان بن صالح المصري وإسحاق بن إبراهيم الدبري وهذه الطبقة، وكتب العالي والنازل حدث عنه أبو عمر بن حيويه وابن المظفر والدارقطني وآخرون: وكان الدارقطني يقول: أبو طالب الحافظ أستاذي. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا حدث عنه عبد الله بن زيدان البجلي وهو أكبر منه. قلت: آخر من حدث عنه أبو طاهر المخلص، وكان موته في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن أبي عمر إجازة أنا ابن طبرزذ أنا أبو غالب بن البناء نا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر أنا أحمد بن نصر بن حماد نا أبي نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يطوف على نسائه -قال شعبة أراه يعني في ليلة- في غسل واحد.
814- 43/11
العقيلي
الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير.
سمع جده لأمه يزيد بن محمد العقيلي ومحمد بن إسماعيل الصائغ وأبا يحيى بن أبي مسرة ومحمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي ويحيى بن أيوب العلاف ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن خزيمة ومحمد بن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى وخلقًا كثيرًا، وكان مقيما بالحرمين؛ حدث عنه أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي ويوسف بن الدخيل المصري وأبو بكر بن المقرئ وآخرون؛ قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك؛ ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك، وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس وإما أن يكون من أكذب الناس؛ فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس. وقال الحافظ أبو الحسن بن سهل القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ. توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا الفخر علي وجماعة إجازة عن أسعد بن روح وعائشة بنت معمر قالا: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن حسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن عمرو العقيلي الحافظ أنا محمد بن موسى البلخي نا شداد بن دقيم نا نوح بن أبي مريم عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال النبي، ﷺ: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة".
815- 44/11
أبو الفضل
الحافظ الإمام محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار الجارودي الهروي الشهيد أحد علماء الحديث.
رأيت له جزءا فيه بضعة وثلاثون حديثًا تتبعها من صحيح مسلم وبين عللها، سمع أحمد بن نجدة والحسين بن إدريس ومعاذ بن المثنى وأحمد بن إبراهيم بن ملحان وأبا العباس السراج، حدث عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وعبد الله بن سعد النيسابوريون، ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر البغدادي وآخرون، وأخذ عنه اليسير؛ لأنه مات شابًّا، قال الحاكم: سمعت بكير بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني أنظر إلى الحافظ أبي الفضل محمد بن الحسين وقد أخذته السيوف وهو متعلق بيديه جميعا بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة ثلاث وعشرين. كذا أرخ، وإنما كان ذلك في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، أرخه جماعة، قتلته القرامطة لعنهم الله وأخاه أحمد وقتلوا حول الحرم ألوفا من الحجيج واقتلعوا الحجر وأخذوه معهم. وفي سنة سبع عشرة مات بنيسابور أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم الحيري المعدل. وببغداد حرمي بن أبي العلاء المكي، والقاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم اللخمي عن مائة سنة وست عشرة سنة، وبأصبهان أبو علي الحسن بن محمد الداركي، ومحدثا مصر علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل المعروف بعلان، ومحمد بن زبان بن حبيب الحضرمي.
أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم الفقيه أنا محمد بن أبي الفتح بن عصية وزكريا الثعلبي وعبد الرحمن أصيلا "؟" قالوا: أنا أبو الوقت السجزي أنا عبد الله بن أحمد بن الحسين بن إسحاق المروروذي أنا محمد بن عمر بن حفصويه نا أبو الفضل الشهيد نا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي نا علي بن عثمان اللاحقي نا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة سمعت أبا القاسم ﷺ يقول: "ذروني ما تركتكم" الحديث.
816- 45/11
ابن عبيد
الحافظ الإمام أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حسان البغدادي البزاز.
سمع عباسا الدوري ومحمد بن الحسين الحنيني وأحمد بن أبي غرزة الغفاري ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وابن جميع الغساني وأبو الحسين بن المتيم وآخرون، قال الخطيب: كان ثقة حافظًا عارفًا، مات في شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة وله ثمان وسبعون سنة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي أنا أبو القاسم بن الحرستاني سنة تسع وستمائة وأنا في الرابعة حاضر أنا علي بن المسلم أنا الحسين بن محمد الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن أحمد الغساني نا علي بن محمد ببغداد نا العباس بن محمد نا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"؛ قالوا: وفي نجدنا؛ قال: "هناك الزلازل والفتن وبها -أو قال منها- يطلع قرن الشيطان". هذا حديث صحيح غريب.
817- 46/11
محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج
الحافظ الإمام أبو عبد الله القرطبي مسند الأندلس.
ارتحل مع قاسم بن أصبغ سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين ومائتين؛ سمع محمد بن وضاح وأحمد بن أبي خيثمة وإسماعيل القاضي ومحمد بن الجهم السمري ومحمد بن إسماعيل الصائغ وجعفر بن محمد بن شاكر
وعلي بن عبد العزيز البغوي ويحيى بن هلال وخلائق. روى عنه عباس بن أصبغ الحجاري وابنه أحمد بن محمد بن عبد الملك وأهل الأندلس، اشتهر اسمه وولي الصلاة بجامع قرطبة وكان بصيرًا بالفقه علامة مفتيا عارفا بالحديث حافظًا له، صنف كتابا في السنن مخرجا على سنن أبي داود، توفي في منتصف شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن هارون كتابة عن أبي القاسم بن بقي عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد أنا عباس بن أصبغ نا ابن أيمن نا أحمد بن زهير نا يحيى بن معين نا حجاج بن محمد نا شريك عن الأعمش عن فضيل بن عمرو وأراه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله ﷺ فقال عروة: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة؛ فقال ابن عباس: ما تقول عرية؟ قال: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة؛ فقال أراهم سيهلكون، أقول: قال رسول الله ﷺ ويقولون أبو بكر وعمر. قال ابن حزم: إنها لعظيمة ما رضي بها قط أبو بكر وعمر «رضي الله ع».
818- 47/11
محمد بن يوسف بن بشر
الحافظ الثقة الرحال أبو عبد الله الهروي الشافعي الفقيه.
سمع الربيع بن سليمان المرادي والعباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن حماد الطهراني والحسن بن مكرم ومحمد بن عوف الحمصي وطبقتهم بمصر والشام والعراق روى عنه الطبراني والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي والقاضي أبو بكر الأبهري وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ وآخرون خاتمتهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وثقه أبو بكر الخطيب وغيره، وإنما طلب هذا الشأن وقد تكهل، مات في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وقد كمل المائة وتجاوزها بأشهر، رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز الهروي وزينب الشعرية قالا: أنا زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي بدمشق أنا محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي وعن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال ذكر رسول الله ﷺ بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد أحد ملجأ: "فيبعث الله من عترتي رجلا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها شيئًا إلا أخرجته حتى يتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين -أو تسع سنين". قلت: الواو في "وعن معاوية" ملحقة في نسختي فيحرر، وأبو هارون تألف.
819- 48/11
مموس
حافظ همذان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمذاني البزاز لقبه مموس.
صاحب رحلة ولقاء، سمع من يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة ويحيى بن عبدك وابن ديزيل وابن أبي الدنيا وهلال بن العلاء وأبي زرعة النصري وإسحاق الدبري وابن الزنباع المصري وخلق كثير. وعنه صالح بن أحمد ومحمد بن علي الكرجي القصاب وآخرون، وثقه صالح وغيره، وقال ابن حبان: عنده نحو مائتي حديث تستفاد. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
820- 49/11
ابن عقدة
حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم.
وكان أبوه نحويا صالحًا يلقب بعقدة، حدث أبو العباس عن أبي جعفر بن عبيد الله بن المنادي والحسن بن علي بن عفان ويحيى بن أبي طالب وعبد الله بن أبي مسرة المكي وأحمد بن عبد الحميد الحارثي والحسن بن مكرم وعبد الله بن أسامة الكلبي وأمم لا يحصون.
وكتب العالي والنازل والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث، وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة، ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه، ولو صان نفسه وجود لضربت إليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته المثل لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين ومقت لتشيعه.
حدث عنه الجعابي والطبراني وابن عدي والدارقطني وأبو حفص الكتاني وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرشيد قولة وأبو عمر بن مهدي الفارسي وأبو الحسن بن الصلت وأبو الحسين بن متيم وخلق كثير. أخبرنا ابن علان ومؤمل البالسي إجازة أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة إملاء نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر سمعت عثام بن علي سمعت سفيان يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.
قلت: ما يملي ابن عقدة مثل هذا إلا وهو غير غال في التشيع، ولكن الكوفة تغلي بالتشيع وتفور، والسني فيها طرفة؛ قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. قال أبو أحمد الحاكم: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني فقلت: لا تطول نتقدم إلى دكان وراق ونزن بالقبان من الكتب ما شئت ثم تلقي علينا فنذكره؛ قال: فبقي.
قال الحاكم ابن البيع سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم، حدث بهذا عنه الدارقطني. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها. قال عبد الغني سمعت الدارقطني يقول: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد الماليني: أراد بن عقدة أن ينتقل فكانت كتبه ستمائة حملة. قال ابن عدي: كان ابن عقدة صاحب معرفة وحفظ متقدما في هذه الصناعة إلا أني رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ورأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه قال: أنا فلان. قال: وكان مقدمًا في الشيعة، ولولا اشتراطي أن أذكر كل من تكلم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه.
قال البرقاني قلت للدارقطني: أيش أكبر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير. وسأل السلمي أبا الحسن عنه فقال: حافظ محدث ولم يكن في الدين بقوي، لا أزيد فيه على هذا. وقال حمزة بن محمد طاهر سمعت الدارقطني يقول: هو رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي: خرج ابن عقدة عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر معهم؛ يعي لما كان يظهر من الكثرة. قال ابن عدي سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخا ويأمرهم أن يحدثوا بها ثم يرويها عنهم. قلت: ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع متن حديث، أما الأسانيد فلا أدري، وقد أفردت ترجمته في جزء. وقع لي حديثه بعلو.
أخبرنا عمر بن القواس أنا عبد الصمد بن محمد القاضي حضورًا أنا جمال الإسلام أبو الحسن أنا أبو نصر بن طلاب أنا محمد بن أحمد بصيداء أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ نا يحيى بن زكريا بن سنان نا علي بن سيف
بن عميرة حدثني أبي حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي حدثني أبى عن ثعلبة أبى بحر عن أنس قال: استضحك النبي ﷺ فقال: "عجبت لأمر المؤمن إن الله لا يقضي له قضاء إلا كان خيرًا له". [13] غريب جدًّا. ولد ابن عقدة في سنة تسع وأربعين ومائتين ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها مات بأصبهان أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنباني راوي تصانيف ابن أبي الدنيا، ومسند مصر أبو بكر محمد بن بشر الزنبري العكري، ومسند نيسابور أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري.
821- 50/11
ابن الأنباري
الحافظ العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي.
سمع أبا العباس الكديمي وإسماعيل القاضي وأحمد بن الهيثم البزاز وثعلبا وطبقتهم، صنف التصانيف الكثيرة، ويروي بأسانيده ويملي من حفظه، وكان من أفراد الدهر في سعة الحفظ مع الصدق والدين، قال الخطيب: كان صدوقًا دينًا من أهل السنة، صنف في القراءات والغريب والمشكل والوقف والابتداء، حدث عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي وعبد الواحد بن أبي هاشم والدارقطني ومحمد ابن أخي ميمي وأحمد بن محمد بن الجراح وآخرون، قال أبو علي القالي: كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهدًا في القرآن. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، وما أملى من دفتر قط. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهدًا متواضعًا.
حكى الدارقطني أنه حضره فصحف في اسم، قال: فأعظمت له أن يحمل عنه وهم وهبته فعرفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الأخرى قال ابن الأنباري: إنا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا عليه ذلك الشاب على الصواب. قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأيت أحدا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه، وحدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا. وقيل كان يأكل القلية ويقول: أبقى على حفظي. وقيل: كان ممن يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها.
وقيل: إنه كان يتردد إلى أولاد الراضي بالله يعلمهم فسألته جارية عن تعبير رؤيا فقال: أنا حاقن. ومضى ثم عاد من الغد وقد صار عابرًا، درس كتاب الكرماني. وقيل: إنه أملى غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة. وله كتاب الأضداد كبير جدًّا، وكتاب شرح الكافي في ألف ورقة، وكتاب الجاهليات في سبعمائة ورقة وكان رأسًا في نحو الكوفيين.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي كتابة أنا أبو اليمن الكندي أنا عبد الله بن أحمد اليوسفي أنا محمد بن علي الهاشمي أنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم نا محمد بن القاسم الأنباري نا محمد بن يونس نا أبو عتاب الدلال نا المختار بن نافع أنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله، ﷺ: "رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، ونقلني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا؛ رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرًّا، تركه الحق وما له من صديق؛ رحم الله عثمان تستحيه الملائكة؛ رحم الله عليًّا اللهم أدر الحق معه حيث دار". مات ليلة عيد النحر ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله سبع وخمسون سنة.
وفيها مات المحدث أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ببغداد عن ثلاث وتسعين سنة، ومحدث دمشق أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، ومصنف العقد أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي الأخباري عن اثنتين وثمانين سنة، وشيخ الشافعية أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري ببغداد في عشر التسعين، والمحدث أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن المطبقي البغدادي من شيوخ بن جميع، والمعمر أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي بنيسابور عن اثنتين وتسعين سنة، وشيخ القراء أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ، وشيخ نيسابور وعالمها القدوة أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي عن نيف وثمانين سنة، والوزير أبو علي بن مقلة، وشيخ الصوفية أبو محمد المرتعش ببغداد رحمة الله عليهم.
822- 51/11
محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار
الحافظ الإمام أبو عبد الله البياني الأموي مولاهم القرطبي.
سمع أباه وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح، وفي الرحلة من مطين، ومحمد بن عثمان ويوسف بن يعقوب القاضي وأبي عبد الرحمن النسائي وأبي خليفة وخلق، وكان من أئمة هذا الشأن بالأندلس حتى قال أبو محمد الباجي: لم أدرك بقرطبة من الشيوخ أكثر حديثًا منه. وكان عالمًا ثقة رأسًا في عقد الوثائق، حدث عنه ولده أحمد بن محمد وخالد بن سعيد وسليمان بن أيوب وآخرون. مات في آخر سنة سبع أو في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
823- 52/11
الطحان
الحافظ المفيد الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر محدث الرملة.
سمع العباس بن الوليد البيروتي وإبراهيم بن عبد الله القصار وبكار بن قتيبة ومحمد بن عوف الطائي وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم، وعنه أبو سليمان بن زبر ومحمد بن المظفر وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسين بن جميع وعمر بن علي الأنطاكي وأبو بكر بن أبي الحديد وخلق سواهم، توفي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها مات محدث أصبهان أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري، والمحدث أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي صاحب أبي داود. قرأت على أبي حفص الطائي عن أبي القاسم القاضي حضورًا نا أبو الحسن السلمي أنا ابن طلاب أنا ابن جميع نا أحمد بن عمرو الحافظ إملاء نا محمد بن حماد الطهراني نا عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ زار البيت يوم النحر وصلى الظهر بمنى.
824- 53/11
الشهرزوري
الحافظ الجوال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة.
سمع أبا زرعة الرازي والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو بن عبد الله الأودي ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ومحمد بن عوف الطائي والعباس البيروتي والربيع المرادي وطبقتهم، وكان من أئمة الأثر، حدث عنه أهل الري وقزوين وأحمد بن علي بن حسين الرازي وأبو بكر بن يحيى الفقيه وعلي بن أحمد القزويني وأحمد بن الحسن القزويني وعمر بن أحمد بن شجاع وعدد سواهم، بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاثمائة فيما أظن ولا أكاد أعرفه.
825- 54/11
أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري
الحراني الحافظ نزيل الرقة وصاحب تاريخها.
سمع علي بن عثمان النفيلي وسليمان بن سيف وأبا الحسن الميموني وعبد الحميد بن المستام وهلال بن العلاء وطبقتهم، حدث عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان ومحمد بن جعفر غندر البغدادي وأبو الحسين بن جميع وأبو مسلم الكاتب وآخرون.
وبإسنادي إلى ابن جميع نا محمد بن سعيد بالرقة نا أبو عمر عبد الحميد بن محمد حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد حدثني مالك حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة «رضي الله ع» أن رسول الله ﷺ أفرد الحج.
توفي الحافظ أبو علي القشيري فيما أرى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها توفي مسند دمشق أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي ومسند بغداد الثقة أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي القطان، ومسند البصرة المحدث أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، والوزير المحدث أبو الحسن علي بن عيسى بن الجراح، ومسند نيسابور أبو عثمان عمرو بن عبد الله بن درهم المطوعي، وشيخ الحنابلة مصنف المختصر أبو القاسم عمر بن الحسين البغدادي الخرقي، وصاحب مصر الملك أبو بكر محمد بن طغج الفرغاني الأخشيد، وصاحب المغرب القائم بأمر الله أبو القاسم بن المهدي العبيدي، وشيخ الصوفية أبو بكر الشبلي ببغداد.
826- 55/11
ابن علك
هو الحافظ الثقة الفقيه أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن علك المروزي الجوهري من كبار علماء مرو.
سمع سعيد بن مسعود وأحمد بن سنان وعباسا الدوري وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الليث وطبقتهم؛ حدث عنه ابن المظفر والدارقطني وابن شاهين وعلي بن عمر الرازي الفقيه وآخرون ومحمد بن إسحاق الكسائي وهو والد الحافظ عبد الله بن عمر. مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. أنبأنا إبراهيم بن علي فيما قرئ عليه وسمعته منه أنا الفخر وأخوه وأبو عبد الله الجزري المؤرخ وأبو عبد الله العاملي وأبو عبد الله الكردي قالوا: أنا داود بن أحمد "ح" وسمعته من ابن القواس عن داود نا محمد بن عمر الأرموي أنا عبد الصمد بن علي أنا علي بن عمر الحافظ نا عمر بن أحمد بن علي الجوهري حين قدم حاجًّا نا محمد بن الليث الجوهري نا يحيى بن إسحاق الكاجغري نا عبد الكبير بن دينار الصائغ عن أبي إسحاق الهمداني عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله ﷺ مخرجًا فلم نصب ماء نتوضأ منه ولا نشربه ومع رسول الله ﷺ إداوة فيها شيء من ماء فصبه في إناء ووضع كفه عليه ثم قال: "هلم على الوضوء والبركة من الله"، فلقد رأيت ما بين أصبعيه تفجر عيونًا - الحديث تفرد به عبد الكبير ولا نعلم حدث عنه غير يحيى هذا.
قال الحليلي: أبو حفص ثقة عالم متفق عليه، روى عنه الكبار، حافظ دين وحدثنا عنه جدي ومحمد بن إسحاق الكسائي؛ قال: وأما ابنه عبد الله فحافظ متفق عليه. قول الحليلي الحق سنة ست وثلاثين.
827- 56/11
الشاشي
الحافظ المحدث الثقة أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل المعقلي الشاشي محدث ما وراء النهر ومؤلف المسند الكبير.
سمع عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي وأبا عيسى الترمذي وزكريا بن يحيى بن أسد المروزي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ويحيى بن جعفر بن الزبرقان وعباسًا الدوري وخلائق، روى عنه أبو عبد الله بن منده وارتحل إليه إلى بخارى، وحدث عنه أيضا علي بن أحمد الخزاعي ومنصور بن نصر الكاغذي وآخرون، أصله من مرو؛ توفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها توفي كبير الشافعية أبو العباس بن القاص، وحمزة بن القاسم الهاشمي ببغداد، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو بكر محمد بن جعفر المطيري الصيرفي، والعلامة أبو بكر محمد بن يحيى الصولي صاحب الكتب.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور إجازة أنا عبد القادر الحافظ نا مسعود بن الحسن أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أبو عبد الله أنا الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد نا بقية نا عبد العزيز بن عبد الله العوفي حدثني عمرو بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "المتم الصلاة في السفر كالمفطر في الحضر".
828- 57/11
ابن المنادي
المحدث الحافظ المقرئ أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المنادي البغدادي مفيد العراق صاحب الكتب.
سمع من جده ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأبي داود السجستاني وخلق يطول ذكرهم، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن فارس الغوري وآخرون. قال الخطيب: كان صلب الدين شرس الأخلاق روى اليسير؛ قال: وصنف وجمع. قلت: كان ثقة من كبار القراء.
مات في محرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وله ثمانون سنة إلا سنة.
وفيها توفي مسند نيسابور أبو محمد حاجب بن أحمد بن يراحم الطوسي، ومسند البصرة أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد البغدادي الأثرم، وصاحب الذهلي أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني النيسابوري، ومحدث نيسابور أيضًا أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد المحمدأباذي.
أخبرنا سليمان بن حمزة القاضي أنا جعفر أنا السلفي أنا جعفر بن أحمد أنا علي بن المحسن أنا محمد بن العباس الخزاز أنا أحمد بن جعفر بن المنادي حدثني عبد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي أخبرني أخي أبو جعفر أحمد وأخبرني عمي إبراهيم بن محمد قالا: أنا يحيى بن المبارك العدوي اليزيدي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت كان رسول الله ﷺ يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بغير ألف حتى مات. هذا حديث غريب منكر، ويحيى فما علمت أحدا تعرض إليه بلين، وهو في القراءة حجة فالله أعلم.
829- 83/11
الأردبيلي
الحافظ المفيد أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي الرحال.
سمع أبا حاتم الرازي ويحيى بن أبي طالب وعبد الملك بن محمد الرقاشي وإبراهيم بن ديزيل وجمع وصنف مع الثقة والفهم، روى عنه أحمد بن طاهر الميانجي وأحمد بن علي بن لال وجماعة، تأخرت وفاته إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وفيها مات قاضي الإسكندرية ومسندها أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري عن مائة سنة، والقاضي أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي الأشناني البغدادي، ومحدث نيسابور أبو عبد الله الصفار، ومسند بغداد أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، ومحدث قزوين أبو داود سليمان بن يزيد الفامي، وصاحب الفلسفة والتباب أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي التركي.
أخبرنا سليمان بن قدامة الحاكم أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر السلفي أنا الفقيه علي بن أحمد الزنجاني بسراة في صفر سنة ثلاث وخمسمائة أنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي النسفي بأردبيل نا يحيى بن محمد الجعدوي نا حفص بن عمر الحافظ أنا أبو حاتم الرازي نا ثابت بن محمد الزاهد نا الحارث بن النعمان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، ﷺ: "اللهم أحيني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين"؛ فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا"، الحديث. أخرج الترمذي وابن ماجه للحارث هذا، وقال البخاري: منكر الحديث.
830- 59/11
ابن الأعرابي
الإمام الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي صاحب التصانيف.
سمع الحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وعبد الله بن أيوب المخرمي وسعدان بن نصر ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وأبا داود السجستاني وخلقًا كثيرًا عمل لهم معجمًا، روى عنه ابن المقرئ وابن منده وأحمد بن محمد بن مفرج القرطبي وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وعبد الله بن محمد بن القطان الدمشقي وأبو الحسين بن جميع وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبد الوهاب بن منير المصري وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وصدقة بن الدلم الدمشقي وخلائق، وكان ثقة ثبتًا عارفًا عابدًا ربانيًّا كبير القدر بعيد الصيت.
قال السلمي: سمعت محمد بن الحسن الخشاب سمعت ابن الأعرابي يقول: المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى فالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف. ومن تصانيفه كتاب طبقات النساك. وكان قد صحب الجنيد وأبا أحمد القلانسي وصنف تاريخًا للبصرة كبيرًا، ومن كلامه في ترجمة الثوري أنه مات وهم يتكلمون عنده في شيء سكوتهم عنه أولى؛ لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعشقون بظنونهم فإذا كان أولئك كذلك فكيف بمن حدث بعدهم. وقال أيضًا: وإنما كانوا يقولون "جمع" وصورة الجمع عند كل أحد بخلافها عند الآخر، وكذلك صورة الفناء فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها؛ لأن ما تحت الاسم غير محصور لأنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور لا نهاية له ولا لوجوده ولا لذوقه، إلى أن قال: فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع والفناء أو يجيب فيهما فاعلم أنه فارغ ليس من أهل ذلك إذ أهلهما لا يسألون عنه لعلمهم أنه لا يدرك بالوصف. مولد ابن الأعرابي سنة ست وأربعين ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة أربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
قرأت على محمد بن الحسين القرشي بمصر وعلى يحيى بن أحمد الجذامي بالثغر قالا: أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة أنا علي بن الحسن الشافعي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المالكي أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا سعدان بن نصر نا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد يقول: اطلع رجل من جحر في حجرة النبي ﷺ ومعه مدرى يحك به رأسه فقال: "لو أعلم أن تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر". وبه إلى المالكي أنا أبو طاهر المديني نا يونس بن عبد الأعلى نا سفيان بهذا، وقال: لو أعلم أنك. متفق عليه.
831- 60/11
قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف
بن ناصح - أو واضح - الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو محمد الأموي مولاهم القرطبي.
سمع بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وأصبغ بن خليل ومحمد بن عبد السلام، وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وببغداد محمد بن الجهم السمري وجعفر بن محمد بن شاكر وأبا محمد بن قتيبة والحارث بن أبي أسامة وابن أبي الدنيا وأبا إسماعيل السلمي وإسماعيل القاضي -وأكثر عنه، وابن أبي خيثمة- وكتب عنه التاريخ، وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله العبسي صاحب وكيع، وفاته أبو داود؛ وصنف سننا على منوال سننه، وصنف مسند مالك، وكتاب بر الوالدين، وكتاب الصحيح على هيئة صحيح مسلم، وله مصنف في الأنساب بديع الحسن، وله كتاب المنتقى في الآثار، وغير ذلك. وذكروا أنه كان بصيرًا بالحديث ورجاله، رأسًا في العربية، فقيهًا مشاورًا، وفي آخر عمره كبر وكثر نسيانه وما اختلط، فأحس بذلك فقطع الرواية صونا لعلمه. روى عنه حفيده قاسم بن محمد وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن نصر ومحمد بن أحمد بن مفرج وأبو عثمان سعيد بن نصر وأحمد بن القاسم التاهرتى والقاسم بن محمد بن عسلون وأبو عمر أحمد بن الحسور وخلق كثير، وانتهى إليه بتلك الديار علو الإسناد والحفظ والجلالة، أثنى عليه غير واحد، ومات بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة.
وفيها مات عالم ما وراء النهر ومحدثه الإمام العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري الملقب بالأستاذ جامع مسند أبي حنيفة الإمام وله اثنتان وثمانون سنة، وشيخ العربية أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي الزجاجي صاحب كتاب "الجمل" ببغداد، وإمام الشافعية ببغداد أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد صاحب ابن سريج، وراوي تصانيف ابن أبي الدنيا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي، والمسند أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي، وشيخ الحنفية بالعراق أبو الحسن الكرخي واسمه عبيد الله بن الحسن بن دلال عن ثمانين سنة.
أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أحمد بن بقي عن شريح بن محمد عن علي بن أحمد أنا أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم حدثني أبي حدثنا جدي قاسم بن أصبغ نا البرتي نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حميد بن قيس المكي عن عبد الرحمن بن معاذ وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: خطبنا رسول الله ﷺ بمنى وأمر المهاجرين أن ينزلوا مقدم المسجد وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد.
832- 61/11
علي بن حمشاذ
الحافظ الكبير أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف.
سمع الحسين بن الفضل والفضل الشعراني والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن ديزيل وإسماعيل القاضي وخلائق، وعنه الحاكم وقرظه وبالغ في تعظيمه، وله المسند في أربعمائة جزء والأحكام في مائتين وستين جزءًا والتفسير في عشر مجلدات. روى عنه أبو أحمد الحاكم وقال: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف منه؛ وروى عنه ابن منده وأبو طاهر بن محمش، وقال ولده: ما علمت أبي ترك قيام الليل. مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
833- 62/11
القطان
الحافظ الإمام القدوة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القزويني محدث قزوين وعالمها.
ولد سنة أربع وخمسين ومائتين وارتحل في هذا الشأن فكتب الكثير، سمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزيل سفينة ومحمد بن الفرج الأزرق والقاسم بن محمد الدلال والحارث بن أبي أسامة وأبا عبد الله بن ماجه صاحب السنن وإسحاق بن إبراهيم الدبري والحسن بن عبد الأعلى البوسي ويحيى بن عبدك القزويني وخلقًا سواهم، روى عنه الزبير بن عبد الواحد الحافظ وأبو الحسن النحوي وأحمد بن علي بن لال والقاسم بن أبي المنذر الخطيب وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد القزويني وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي وآخرون؛ وتلا عليه بحرف الكسائي أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على الحسن بن علي الأزرق.
قال الخليلي: أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم: التفسير والفقه والنحو واللغة، وكان له بنون: محمد وحسن وحسين ماتوا شبابًا، وسمعت جماعة من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد رحمه الله تعالى.
وقال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول: حين رحلت كنت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث؛ وسمعته يقول: أصبت ببصري وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة، قلت: مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وفيها توفي المسند أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني، وأبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن الجراب البغدادي عن ثلاث وثمانين سنة، ومحدث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، وشيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة البغدادي والمحدث أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي بمصر، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب، وأبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي بمصر عن ثمان وثمانين سنة، وأبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي ببغداد، وأبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، صاحب مروج الذهب.
أخبرنا أبو محمد بن علوان أنا ابن قدامة "ح" وأنا أبو سعيد الزيني أنا موفق الدين عبد اللطيف قالا: أنا أبو زرعة المقدسي أنا أبو منصور المقومي أنا القاسم بن أبي المنذر أنا أبو الحسن القطان نا أبو عبد الله بن ماجه نا بشر بن هلال الصواف نا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك قال: وقت لنا في قص الشارب وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة.
834- 63/11
خيثمة بن سليمان بن حيدرة
الإمام محدث الشام أبو الحسن القرشي الطرابلسي أحد الثقات.
سمع أبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ومحمد بن عوف الحافظ وإبراهيم بن عبد الله القصار والحسين بن محمد بن أبي معشر ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني صاحب سفيان بن عيينة، وعبد الله بن أبي مرة المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري والعباس بن الوليد البيروتي وطبقتهم، ورحل إلى العراق والحجاز واليمن وجمع وصنف. روى عنه أبو الحسن الصيداوي وتمام الرازي وأبو عبد الله بن منده وأبو نصر بن هارون وأبو عبد الله بن أبي كامل الطرابلسي وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وخلق كثير.
قال ابن أبي كامل: مولده سنة خمسين ومائتين وأما عبيد بن أحمد بن فطيس فقال: سألته عن مولده فقال: سنة سبع وعشرين ومائتين. قلت: الأول أصح. قال الخطيب: خيثمة ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصحابة. قال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر وقصدت جبلة لأسمع من يوسف بن بحر، ثم خرجت إلى أنطاكية فلقينا مركب فقاتلناهم ثم تسلم مركبنا قوم من مقدمه فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماءنا فقالوا: ما اسمك؟ قلت: خيثمة؛ فقال: اكتب حمار ابن حمار ولما ضربت سكرت ونمت فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور العين، فقالت إحداهن: يا شقي أيش فاتك؟ قالت أخرى: أيش فاته؟ قالت: لو قتل كان في الجنة مع الحور، فقالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له. ثم انتهت؛ قال: ورأيت كان من يقول لي: اقرأ براءة فقرأت إلى قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري. قال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: رويت بدمشق حديث الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه"، فأنكر القاضي زكريا البلخي هذا وبعث فيجا إلى الكوفة يسأل ابن عقدة فكتب إليه: قد كان السري بن يحيى حدث به في تاريخ كذا؛ قال: فطلب البلخي مني الأصل فوجد تاريخه موافقا فاستحلني البلخي فلم أحله قلت: رواه السري عن قبيصة عن سفيان. قال عبيد بن فطيس: توفي خيثمة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
قال ابن منده: كتبت عن خيثمة بأطرابلس ألف جزء.
أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر وإسماعيل بن الفراء والتقي بن مؤمن والعز بن العماد وأبو عبد الله بن الواسطي بسفح قاسيون قالوا: أنا أبو المحاسن محمد بن السيد الصفار أنا أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي الفقيه وأبو محمد هبة الله بن طاوس المقرئ قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن محمد البرتي القاضي نا مسلم بن إبراهيم أنا يزيد بن إبراهيم أنا الحسن قال: كانوا يستحبون ألا يذكروا الله -عز وجل- إلا على طهارة.
وفي سنة ثلاث مات المعمر أبو الحسن علي بن الفضل الستوري السامري خاتمة أصحاب الحسن بن عرفة وهو صدوق، ومحدث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني.
835- 64/11
الأصم
الإمام المفيد الثقة محدث المشرق أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري: وكان يكره أن يقال له: الأصم، قال الحاكم: إنما ظهر به الصمم بعد مجيئه من الرحلة، ثم استحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار. قال: وكان محدث عصره بلا مدافعة سمعته يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين؛ وسمع من أحمد بن يوسف وأحمد بن الأزهر: ففقد ذلك، رحل به أبوه المحدث يعقوب الوراق في سنة خمس وستين فسمع بأصبهان من هارون بن هارون بن سليمان وأسيد بن عاصم، وبمكة من أحمد بن شيبان الرملي، وبمصر من ابن عبد الحكم والربيع وبحر بن نصر وإبراهيم بن منقذ وبكار بن قتيبة، وبعسقلان من أحمد بن الفضل الصائغ وببيروت من العباس بن الوليد، وبدمشق من ابن ملاس ويزيد بن عبد الصمد وبحمص من أبي عتبة الحجازي ومحمد بن عوف الطائي، وبطرسوس من الحافظ أبي أمية، وبالرقة من محمد بن علي بن ميمون، وبالكوفة من الحسن بن علي بن عفان وسعيد بن محمد الحجواني صاحب ابن عيينة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وببغداد من زكريا بن يحيى المروزي وأبي جعفر بن المنادي والدوري والصاغاني وعدة. وقد حدثنا عنه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو بكر الصبغي ويحيى العنبري وأبو الوليد حسان بن محمد وأبو علي الحافظ، وحدث عنه جماعة ما أدركتهم: أبو عمرو الحيري ومؤمل بن الحسن وأبو علي الثقفي. قلت: حدث عنه الحاكم وابن منده فأكثر، وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو بكر الحيري وأبو سعيد الصيرفي ومحمد بن إبراهيم الجرجاني وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه وابن محمش الزيادي وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد القاضي ومحمد بن محمد بن بالويه وأبو سعيد مسعود بن محمد الجرجاني والحسين بن عبدان التاجر وأحمد بن محمد النوقاني وإسحاق بن محمد السوسي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأبو بكر محمد بن علي بن حيد وأحمد بن محمد بن الحسين السليطي والحسين بن أحمد المعاذي ومنصور بن الحسين المتوفى مع الطرازي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فهما خاتمة أصحابه ما خلا المتفرد في الدنيا بإجازته وهو أبو نعيم الحافظ. قال الحاكم: حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعه وهو بضبط والده، أذن سبعين سنة في مسجده، وكان حسن الخلق سخي النفس، وربما كان يحتاج فيورق ويأكل وكان يكره الأخذ على التحديث وكان وراقه وابنه أبو سعيد يطالبان الناس فيكره ذلك ولا يقدم على مخالفتهم، سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتاب الرسالة ثم سمعها منه ولد ولده عمرو، ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه وسمعته يقول: حدثت بكتاب معاني القرآن للفراء سنة نيف وسبعين ومائتين. قال الحاكم: وسمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي يقول: كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين ومائتين في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء.
قالت: وسمعت محمد بن الفضل بن خزيمة قال: سمعت جدي إمام الأئمة وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال: اسمعوه من أبي العباس الأصم فإنه ثقة، قد رأيته يسمع بمصر وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المسبوط راوٍ غير أبي العباس الوراق، وبلغنا أنه ثقة صدوق. قال الحاكم: قرأت بخط أبي علي الحافظ يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه؛ فوقع الأصم: كل من روى عني ذلك فهو كذاب، وليس هذا في كتابي. قال الحاكم: وقرأت بخط أبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي، حدثني محمد بن يعقوب بن يوسف الوراق أنا بشر بن بكر، فذكر حديثين. قلت: هذا المستملي كبير يروي عن قتيبة ونحوه ومات سنة أربع وثمانين ومائتين.
قال الحاكم: حضرت الأصم يوما خرج ليؤذن للعصر فاستقبل وقال بصوت عالٍ: أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن؛ وقد خرج علينا في سنة أربع وأربعين فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء قد امتلأت السكة بهم وهم يطرقون له ويحملونه فجلس على جدار المسجد وبكى ثم نظر إلى المستملي وقال: اكتب: نا الصاغاني سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت ابن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت بابه فأجابتني امرأة هاي هاي، تبكي، وقالت: يا أبا عبد الله ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟ ثم بكى الكثير، وقال: كأني بهذه السكة لا يدخلها أحد منكم، فإني لا أسمع وقد ضعف البصر وحان الرحيل وانقضى الأجل؛ فما كان بعد شهر أو أقل حتى كف بصره وانقطعت الرحلة ورجع أمره إلى أن كان يناول قلمًا فإذا أخذ بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: نا الربيع، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثًا، وسبع حكايات، وصار بأسوأ حال.
وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله.
قلت: وفيها مات مسند مصر أبو الحسن أحمد بن بهزاذ السيرافي الراوي عن أصحاب ابن وهب، ومسند أصبهان أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد السمسار، ومسند نيسابور أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي، ومسند بلاد العجم أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، ومسند بغداد أبو الحسين عبد الصمد بن علي الطستي، ومسند مرو أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب صاحب الترمذي، ومسند البصرة المحدث محمد بن بكر بن داسة التمار صاحب أبي داود، ومسند بخارى المحدث أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي بن الجمال، ومسند الأندلس أبو الحزم وهب بن مسرة التميمي صاحب محمد بن وضاح.
قرأت على أحمد بن عبد الحميد غير مرة وسمعته من عائشة بنت المجد سنة اثنتين وتسعين وستمائة قالا: أنا العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد قراءة عليه، قالت عائشة: وأنا محضرة، أنا أبو زرعة طاهر بن محمد أنا محمد بن أحمد الساوي أنا أحمد بن الحسن القاضي حدثنا أبو العباس الأصم نا زكريا بن يحيى المروزي ببغداد نا سفيان عن الزهري عن أنس قال: قال رجل: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟" فلم يذكر كبيرًا إلا أنه يحب الله ورسوله قال: فقال: "فأنت مع من أحببت".
836- 65/11
ابن الأخرم
الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري بن الأخرم ويعرف أبوه بابن الكرماني.
ولد سنة خمسين ومائتين، وصلى على جنازة محمد بن يحيى الذهلي، سمع علي بن الحسن الهلالي وإبراهيم بن عبد الله السعدي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء ويحيى بن محمد الذهلي حيكان وخشنام بن الصديق وخلائق بعدهم لكنه ما رحل ولا سمع إلا بنيسابور، روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وحسان بن محمد الفقيه وأبو عبد الله الحاكم ويحيى بن إبراهيم المزكي ومحمد بن إسحاق بن منده وخلائق كثير وكان من أئمة هذا الشأن.
قال الحاكم: كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي، يحفظ ويفهم، صنف مستخرجًا على الصحيحين، وصنف المسند الكبير وسأله أبو العباس السراج أن يخرج كتابًا على صحيح مسلم ففعل.
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول: ذهب عمري في جمع هذا الكتاب -يعني المستخرج على كتاب مسلم وسمعته يندم على تصنيفه المختصر الصحيح المتفق عليه ويقول: من حقنا أن نجهد في زيادة الصحيح- إلى أن قال الحاكم: وكان أبو عبد الله من أنحى الناس ما أخذ عليه لحن قط وله كلام حسن في العلل والرجال، سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه ويعتمد قوله فيما يرد عليه وإذا شك في شيء عرضه عليه.
أخبرنا أحمد بن المؤيد أنا محمد بن إسحاق الفارسي بالقرافة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أحمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ سنة أربع وثلاثمائة، نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون نا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: طيبت رسول الله ﷺ لإحرامه حين أحرم وطيبته بمنى قبل أن يزور البيت.
توفي ابن الأخرم الحافظ في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وفيها مات شيخ القراء ببغداد أبو الحسين أحمد بن عثمان بن ثوبان، ومحدث دمشق الزاهد أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ومسند بغداد أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق، وفقيه مصر أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الكناني شيخ الشافعية، ومسند حلب محمد بن عيسى بن الحسن التميمي البغدادي العلاف، والمفسر المحدث العلامة أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري النيسابوري.
يقع لنا من عواليه في الثقفيات وغيرها.
837- 66/11
عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل
الحافظ الإمام أبو يعلى النسفي التميمي.
أخبرنا أبو بكر الأيمي وإسحاق الأسدي قالا: أنا ابن رواحة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أحمد بن الحسن الطوسي بمكة أنا أبو سعد عبد الملك بن محمد الحاكم بطوس أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الأخرس بالطابران أنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي أنا أبو نصر محمد بن إسماعيل النسفي أنا عبد المؤمن بن خلف أنا يحيى بن المستفاد أنا وهب بن جعفر أنا جنادة بن مروان الحمصي أنا الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله، ﷺ: "أوحى الله إلى موسى أن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه، أريد أن أدخر له في الآخرة" الحديث. هذا خبر منكر وفي إسناده مجاهيل.
وعبد المؤمن ولد سنة سبع وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.
سمع من جده وأبي حاتم الرازي وأبي يحيى بن أبي مسرة المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبي الزنباع روح بن الفرج المصري وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهم، وكان من علماء الظاهرية أخذ الكتب عن محمد بن داود الظاهري، وكان شديد الحب للآثار محطًّا على أهل القياس صالحًا ناسكًا متعبدًا، روى عنه عبد الملك بن مروان الميداني وأحمد بن عمار بن عصمة ويعقوب بن إسحاق النسفيون وأبو علي منصور بن عبد الله الهروي وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي وآخرون.
ولما دخل أبو القاسم الكعبي شيخ المعتزلة نسف أكرموه إلا عبد المؤمن الحافظ فلم يأت إليه، قال الكعبي: نحن نأتيه؛ فلما دخل لم يقم الحافظ ولا التفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ لا تقم، يعني ودعا له قائمًا وانصرف. قال الحافظ جعفر المستغفري: أنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي قال: شهدت جنازة الشيخ أبي يعلى رحمه الله بالموصل فغشينا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر حتى ظن جمعنا أن جيشًا قد قدم، فكنا نقول: ليتنا صلينا عليه قبل أن يغشانا هذا، فلما اجتمع قاموا للصلاة وأنصتوا هدأ الصوت كأن لم يكن، ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانًا واقف "؟" على رأس درب أبي يعلى وهو يقول: أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى، أو نحو هذا. مات أبو يعلى في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عثمان بن علي البيكندي أنا الحسن بن عبد الملك النسفي أنا جعفر بن محمد المستغفري أنا الحسن بن علي بن قدامة أنا عبد المؤمن بن خلف أنا الهيثم بن خالد أنا أبو عثمان سعيد بن المغيرة نا الفزاري عن يزيد بن السمط عن الحكم بن عبيد الأيلي عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله، ﷺ: "من قرأ في ليلة تنزيل السجدة واقتربت وتبارك كن له نورًا أو حرزًا من الشيطان ورفع في الدرجات".
838- 67/11
النجاد
الإمام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي.
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين، سمع يحيى بن جعفر بن الزبرقان وأحمد بن ملاعب والحسن بن مكرم وأبا داود السجستاني وأبا بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد البرتي وإسماعيل بن إسحاق وهلال بن العلاء وطبقتهم؛ قال الخطيب: كان صدوقًا عارفًا، صنف كتابًا كبيرًا في السنن، وكان له بجامع المنصور حلقة قبل الجمعة للفتوى وحلقة بعدها للإملاء. حدث عنه أبو بكر القطيعي والدارقطني وابن شاهين والحاكم وابن منده وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو علي بن شاذان وأبو بكر بن مردويه وخلق كثير، وكان أبو الحسن بن رزقويه يقول: أبو بكر النجاد بن صاعدنا. وقال أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف فيترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة تصدق برغيفه واكتفى بتلك اللقم. وقد صنف النجاد كتابًا في الفقه والاختلاف. قال الدارقطني: حدث النجاد من كتاب غيره ما لم يكن في أصوله؛ قال الخطيب: كان قد أضر فلعل بعضهم قرأ عليه ذلك.
مات النجاد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وفيها مات كبير الصوفية المحدث جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد، وقاضي مصر ودمشق أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الخطيب الشافعي، ومحدث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي.
أخبرنا عز الدين إسماعيل بن عبد الرحمن الحنبلي أنا أبو محمد بن قدامة أنا أبو المكارم المبارك محمد البادرائي أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر النجاد قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن سمرة بن جندب أن النبي ﷺ صلى على امرأة ماتت في نفاسها فقام على وسطها. أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي سريج عن شبابة عن شعبة عن حسين المعلم فوقع لنا عاليًا بدرجتين.
839- 68/11
ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف
الحافظ العلامة أبو القاسم السرقسطي.
سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني، وبمكة من محمد بن علي الجوهري، وبمصر من النسائي وأحمد بن عمرو البزار؛ قال ابن الفرضي: كان عالمًا مفننًا بصيرًا بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر، قال: وتوفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وله خمس وتسعون سنة. هكذا عندي فلعلها: وسبعون. وله مصنفات مفيدة، منها كتاب الدلائل، وقد ولي قضاء سرقسطة وأما ابن يونس فأرخه سنة أربع عشرة وثلاثمائة والأول أصح وكان ابنه من الأذكياء الكبار، مات شابًّا بعد سنة ثلاثمائة.
840- 69/11
الحسن بن سعد بن إدريس
الحافظ الكبير الإمام أبو علي الكتامي القرطبي.
سمع من بقي بن مخلد فأكثر، وبمكة من علي بن عبد العزيز البغوي، وباليمن من إسحاق الدبري وعبيد الكشوري، وبمصر من يوسف بن يزيد القراطيسي، وبالبصرة من أبي مسلم الكجي؛ وكان علامة مجتهدًا لا يقلد ويميل إلى أقوال الشافعي. قال ابن الفرضي: كان يحضر الشورى فلما رأى الفتيا دائرة على المالكية ترك شهودها؛ سمع منه الناس كثيرًا وكان شيخًا صالحًا ولم يكن بالضابط جدًّا. ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين، إلى أن قال: وتوفي يوم الجمعة يوم عرفة، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بقرطبة، رحمه الله تعالى.
841- 80/11-
الختلي
الحافظ البارع الثقة أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد الختلي البغدادي.
سمع من والده وإسماعيل القاضي وأبي بكر بن أبي الدنيا وأبي إسماعيل الترمذي وطبقتهم، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج والدارقطني وجماعة آخرهم القاضي أبو عمر الهاشمي. وكان فيما نقل الخطيب يحفظ خمسين ألف حديث ويملي من حفظه، قال: وكان فهما عارفا ثقة حافظًا، سكن البصرة. وقال الدارقطني: كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ. لم أظفر بوفاته. قال أبو القاسم التنوخي: حدثني أبي قال: دخل علينا أبو عبد الله الختلي إلى البصرة وهو صاحب حديث جلد مشهور بالحفظ فجاء وليس معه شيء من كتبه فحدث شهورًا إلى أن لحقته فسمعته يقول: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي.
842- 71/11
علي بن الفضل بن طاهر بن نصر
الحافظ الثقة الجوال أبو الحسن البلخي.
سمع أحمد بن سيار المروزي وأبا حاتم الرازي وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الفضل البلخي وطبقتهم، وحدث بخراسان وببغداد، فروى عنه الدارقطني وقال: ثقة حافظ، وابن شاهين ويوسف القواس وعبد الله بن عثمان الصفار وآخرون. ذكره الخطيب وقال: كان ثقة حافظًا جوالًا في الحديث صاحب غرائب. قال أبو بكر بن شاذان: توفي في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، يعني ببغداد.
أخبرنا أبو إسحاق بن الواسطي في كتابه أنا داود بن ملاعب أنا أبو الفضل الأرموي أنا عبد الصمد بن المأمون نا علي بن عمر الحافظ نا علي بن الفضل بن طاهر نا أحيد بن الحسين البلخي نا أزهر بن سليمان الكاتب أنا أبو الأشهب النخعي عن حصين عن عامر وسعد بن عبيدة قالا: سمعنا المغيرة بن شعبة يقول وهو على المنبر: كنت مع رسول الله ﷺ فتبرز لحاجته فلما أقبل تلقيته بإداوة معي وعليه جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من الجبة فتوضأ ومسح رأسه وخفيه. روايته من أفراد أبي الحسن.
843- 72/11
محمد بن حمدويه بن سهل
أبو نصر المروزي الحافظ المعروف بالفازي بالفاء، نزيل بغداد.
حدث عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي ومحمود بن آدم وأبي الموجه وطبقتهم، روى عنه ابن حيويه ويوسف القواس والدارقطني وأبو أحمد بن جامع الدهان، قال البرقاني: حدثني الدارقطني قال: حدثنا محمد بن حمدويه المروزي وعلي بن الفضل بن طاهر، ثقتان نبيلان حافظان. قيل: توفي ابن حمدويه سنة سبع والصحيح ما رواه غنجار الحافظ أنه سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن حمدويه المروزي يقول: توفي أبي بمرو سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
قرأت على أبي الفضل بن تاج الأمناء عن زينب الشعرية أنا وجيه الشحامي أنا أحمد بن محمد بن مكرم سنة ثلاث وستين وأربعمائة أنا محمد بن الحسن العلوي أنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي أنا عبد الله بن حماد الآملي أنا سعيد بن عفير نا يحيى بن أيوب عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر قال: قلت: يا رسول الله العمرة واجبة وفريضتها كفريضة الحج؟ قال: "لا، وأن تعتمر خير لك". عبيد الله هذا هو ابن المغيرة، وهذا إسناد صالح لم يروه عن عبيد الله سوى يحيى ويحيى يغرب ويأتي بمناكير؛ وقد احتج مع ذلك به الشيخان، فالله أعلم.
844- 73/11
غلام ثعلب
أبو عمر الزاهد الحافظ العلامة اللغوي محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي ويعرف بغلام ثعلب.
سمع موسى بن سهل الوشاء وأحمد بن عبيد الله النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال والكديمي وطبقتهم، ولا أعلمه رحل، روى عنه ابن رزقويه والحاكم وابن منده والقاضي أبو القاسم بن المنذر وأبو الحسين بن بشران وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان وعدة.
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المؤيدي أخبركم ظفر بن سالم ببغداد أنا هبة الله بن أحمد الشبلي سنة سبع وخمسين وخمسمائة أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن سنة ثمان وسبعين وأربعمائة أنا محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي سنة سبع وأربعمائة نا أبو عمر الزاهد نا موسى بن سهل الوشاء نا إسحاق الأزرق نا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "لا يصور عبد صورة إلا قيل له يوم القيامة: أحي ما خلقت". قال أبو الحسن بن المرزبان: كان ابن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت كفايته ما ينفق على نفسه فقطع عنه مدة لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه وكتب إليه يعتذر فرده وأمر من كتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا. قلت: وإن كان الأمر كما قال لكنه لم يحسن الرد، إذ قد كان تملكه بالإحسان القديم فما تغير التملك، وأما التأخر فجبره المحسن بتكميله وباعتذاره.
قال الخطيب: وابن ماسي لا شك أنه إبراهيم بن أيوب والد أبي محمد، وأخبرني عباس بن عمر قال: سمعت أبا عمر الزاهد يقول: ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة وفي قضاء حقوقهم رفعة. سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر أن الأشراف والكتاب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وكان له جزء قد جمع فيه فضائل معاوية، وكان لا يترك واحدًا منهم يقرأ عليه شيئًا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء. وكان جماعة لا يوثقون أبا عمر في علم اللغة حتى قال لي عبيد الله بن أبي الفتح: يقال: إن أبا عمر كان لو طار طائر لقال: أنا ثعلب عن ابن الأعرابي، ويذكر في معنى ذلك شيئًا. فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه فيه، وأخبرنا علي بن أبي علي عن أبيه قال: ومن الرواة الذين لم نر قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة، فيما بلغني، وجميع كتبه إنما أملاها بغير تصنيف، ولسعة حفظه اتهم وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه وضعه فيجيب عنه ثم يسأله عنه غيره بعد سنة فيجيب بجوابه، أخبرت أنه سئل عن قنطرة صحفت فقيل له: ما الهرطنق؟ فقال: هو كذا؛ قال: فتضاحكوا ولما كان بعد شهور هيأنا من سأله عنها فقال: أليس قد سئلت عن هذه منذ شهور وأجبت؟.
قال الخطيب في تاريخه: حكى لي رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن عمن حدثه أن أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف فأملى يومًا على الغلام ثلاثين مسألة في اللغة وختمها ببيتين وحضر ابن دريد وابن الأنباري وأبو بكر بن مقسم عند القاضي فعرض عليهم المسائل فقال ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف "مشكل القرآن" وقال ابن مقسم، فذكر اشتغاله بالقراءات، فقال ابن دريد: هي من وضع أبي عمر، ولا أصل لشيء منها في اللغة. فبلغ أبا عمر فسأل القاضي إحضار دواوين جماعة عينهم له ففتح خزائنه، أخرج تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدًا ويعرضه على القاضي حتى تممها، ثم قال: والبيتان أنشدناهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي على ظهر الكتاب الفلاني؛ فأحضر القاضي الكتاب فوجدهما وانتهى الخبر إلى ابن دريد فما ذكر أبا عمر بلفظة حتى مات.
ثم قال رئيس الرؤساء، وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر ونسب إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة العلم وخاصة في غريب التصنيف "؟" لأبي عبيد، أو كما قال.
وسمعت عبد الواحد بن برهان قال: لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد. قال: وله غريب الحديث ألفه على مسند أحمد. ولليشكري في أبي عمر قصيدة منها:
فلو أنني أقسمت ما كنت كاذبًا بأن لم ير الراءون حبرا يعادله
إذا قلت شارفنا أواخر علمه تفجر حتى قلت: هذي أوائله
ولد أبو عمر سنة إحدى وستين ومائة، ومات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
علي بن حمشاذ النيسابوري العدل، متقن رحال، ذكرناه في طبقات الشيوخ، ولو نقل إلى هنا لساغ فإن له مسندًا في ثلاثمائة جزء أو أكثر. توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، أكثر عنه الحاكم.
845- 74/11
أحمد بن عبيد بن إسماعيل
الحافظ الثقة أبو الحسن البصري الصفار مصنف السنن الذي يكثر أبو بكر البيهقي من التخريج منه في سننه.
حدث ببغداد وبالأهواز عن الكديمي ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن غالب تمتام وأبي إسماعيل الترمذي وطبقتهم، روى عنه الدارقطني والقاضي أبو عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد وأبو الحسين بن جميع وعلي بن أحمد بن عبدان الشيرازي وآخرون، يقال: إنه ابن زوجة الكديمي، قال الدارقطني: كان ثقة ثبتًا صنف المسند وجوده. قلت: سماع ابن عبدان منه كان في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا عمر بن غدير أنا أبو القاسم بن الحرستاني سنة تسع وستمائة وأنا في الرابعة أنا علي بن المسلم أنا الحسين بن طلاب أنا محمد بن أحمد نا أحمد بن عبيد الصفار ببغداد نا محمد بن غالب نا أبو حذيفة نا سفيان عن يونس عن الحسن عن أبي السفر عن أبي بن كعب عن النبي ﷺ قال: "إن الله جعل مطعم ابن آدم مثلا للدنيا".
فأما أحمد بن عبيد بن أحمد الصفار فهو أبو بكر الرعيني الحمصي من طبقة البصري يروي عن أحمد بن علي بن سعيد ومحمد بن عبيد الله الكلاعي والحسن بن مسروق وجماعة، مات في سنة ثنتين وخمسين وثلاثمائة، حدث عنه ابن منده والحافظ عبد الغني الأزدي وأبو العباس بن الحجاج وآخرون. ذكرته للتمييز.
846- 75/11
ابن ياسين
الحافظ العالم أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد الهروي مؤرخ هراة.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي وموسى بن أحمد الفريابي ومعاذ بن المثنى وطبقتهم، وروى عنه ابن أبي ذهل ومنصور الخالدي والخليل بن أحمد القاضي وآخرون، تكلموا فيه، قال الخليلي: ليس بالقوي، يروي نسخًا لا يتابع عليها، وتركه الدارقطني، وله عن الفضل بن عبد الله اليشكري. قال السلمي عن الدارقطني: هو شر من أبي بشر المروزي، وكذبهما. قلت: مات ابن ياسين في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عم أبي زين الأمناء أنا عمي أبو القاسم الحافظ أنا إسماعيل بن أبي صالح أنا أبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الأزدي القاضي قدم نيسابور أنا منصور بن عبد الله الذهلي نا أحمد بن محمد بن ياسين الحداد أنا الفضل بن عبد الله اليشكري نا مالك بن سليمان نا سعيد بن سالم عن سليمان التيمي عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله شفعني في ثلاثة أصناف، صنف في قلوبهم مثقال حبة خردل من إيمان، وصنف في قلوبهم مثقال حبة شعير من إيمان، وصنف في قلوبهم أدنى من مثقال حبة خردل من إيمان".
أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي أنا علي بن بكر القلانسي أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد نا محمد بن أحمد الجارودي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الباساني نا أبو إسحاق بن ياسين إملاء نا عبيد بن محمد الحافظ نا الحسن بن صباح نا جعفر بن عون نا أبو العميس أنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ﷺ وهو قائم بعرفة يوم جمعة. هذا وقع لنا في مسند عبد بن حميد موافقة عالية لمسلم، وقد رواه البخاري عن الحسن بن الصباح فوقع لنا نازلا بدرجة.
847- 76/11
البحري
الحافظ الثقة محدث جرجان قبل ابن عدي، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد الجرجاني.
سمع محمد بن بسام وأبا قلابة الرقاشي وهلال بن العلاء وأبا يحيى بن أبي مسرة وإسحاق الدبري والحارث بن أبي أسامة وطبقتهم، وعنه ابن عدي والإسماعيلي وأبو نصر ولد الإسماعيلي والنعمان بن محمد الجرجاني وحسين بن جعفر وخلق. قال الخليلي: حافظ ثقة مذكور حدثني أربعة نفر من أهل جرجان عنه. قلت: توفي أبو يعقوب البحري سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر الهمداني أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن ماكي أنا أبو يعلى الخليلي أنا محمد بن الحسن بن المغيرة والحسين بن جعفر الجرجانيان قالا: أنا إسحاق بن إبراهيم البحري الحافظ نا هلال بن العلاء نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المغيرة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان قريش ومن يقابلهم يقولون: نحن قطان البيت لا نفيض إلا من منى؛ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قال الحاكم: كتب إلي من جرجان إجازة هي عندي.
848- 77/11
عمر بن سهل بن إسماعيل
الحافظ المجود أبو حفص وأبو بكر الدينوري القرميسيني.
رحال مصنف، حدث عن إبراهيم بن أبي العنبس والحسن بن سلام السواق وأبي قلابة الرقاشي وعبيد بن عبد الواحد وطبقتهم، وعنه أبو القاسم بن ثابت الحافظ وصالح بن أحمد الهمذاني وابن تركان وطائفة من أهل همذان. ذكره أبو يعلى في "الإرشاد" فقال: ثقة إمام عالم متفق عليه سمع شيوخ بغداد والكوفة والجبل والبصرة وكانت له معرفة. قلت: توفي سنة ثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
قال أبو يعلى: وكان صاحب سنة وعبادة، سمعته عيسى بن أحمد الدينوري يقول: خرج عمر بن سهل الحافظ وبيده قصة فقال لي: أريد أن أصعد إلى تل التوبة وأرفعها إلى الله من جهة جهال الدينور. ففعل وانتقل إلى قرميسين، وسمعت أبا القاسم بن ثابت الحافظ يقول: لم أر مثل عمر بن سهل الحافظ في الديانة.
هامش
- ↑ المترجمون سبعة وسبعون، فكأن خمسة منهم ليسوا على شرط الكتاب.
- ↑ رواه أبو داود في الطهارة باب4. وابن ماجه في الطهارة باب 18. وأحمد في مسنده "5/ 415، 430".
- ↑ رواه مسلم في الفضائل، حديث 24.
- ↑ رواه البخاري في الأذان باب 38. ومسلم في المسافرين حديث 63، 64. والترمذي في الصلاة باب 195. والنسائي في الإمامة باب 60.
- ↑ رواه ابن ماجه في الطهارة باب55. وأحمد في مسنده "2/ 201، 471" "3/ 369، 393".
- ↑ رواه مسلم في القدر حديث 31. وأبو داود في السنة باب 17. والنسائي في الجنائز باب 58.
- ↑ رواه مسلم في الحيض، حديث 81، وأبو داود في الطهارة باب 83، والترمذي في الطهارة باب 81.
- ↑ روى صدره الترمذي في القيامة، وانظر البخاري في البيوع
- ↑ رواه أبو داود في الصلاة باب 46. والنسائي في الإمامة باب 48. وأحمد في مسنده "5/ 96" "6/ 446".
- ↑ رواه البخاري في النكاح باب 27. ومسلم في النكاح حديث 37-39. وأبو داود في النكاح باب 12. والترمذي في النكاح باب 30.
- ↑ قولة لقب لابن خرشيد كما في القاموس.
- ↑ رواه البخاري في النكاح باب 36. وأبو داود في النكاح باب 19، والترمذي في النكاح باب 14. وابن ماجه في النكاح باب 15.
- ↑ رواه أحمد في مسنده: "2/ 172" "6/ 15".
تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي | |
---|---|
مقدمة | الطبقات: الأولى | الثانية | الثالثة | الرابعة | الخامسة | السادسة | السابعة | الثامنة | التاسعة | العاشرة | الحادية عشرة | الثانية عشرة | الثالثة عشرة | الرابعة عشرة | الخامسة عشرة | السادسة عشرة | السابعة عشرة | الثامنة عشرة | التاسعة عشرة | العشرون | الحادية والعشرون | شيوخ صاحب التذكرة |