→ الطبقة الثامنة عشرة | تذكرة الحفاظ الطبقة التاسعة عشرة الذهبي |
الطبقة العشرون ← |
الطبقة التاسعة عشرة
وعدتهم اثنا عشر رجلًا، رحمهم الله تعالى:
1148- 1/19
أحمد بن عيسى
السيف الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي.
مولده سنة خمس وستمائة، سمع من جده الكثير ومن أبى اليمن الكندي وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات الملاعي وأحمد بن عبد الله العطار وطبقتهم، وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان وأبي علي الجواليقي وأصحاب ابن ناصر وأبي الوقت وكتب العالي والنازل.
وجمع وصنف وكان ثقة حافظًا ذكيًّا متيقظًا مليح الخط عارفًا بهذا الشأن عاملا بالأثر صاحب عبادة وإنابة وكان تام المروءة أمَّارًا بالمعروف قوالًا بالحق ولو طال عمر لساد أهل زمانه علمًا وعملًا، ف رحمه الله ورضي عنه. عاش ثمانيًا وثلاثين سنة ومحاسنه جمة.
أخبرنا أحمد بن محمد المؤدب أنا أحمد بن عيسى الحافظ ثنا محمد بن أبي المعالي بن عبدون الصوفي بدمشق وغيره قالوا: أنا أبو بكر الزاغوني أنا أبو القاسم بن البسري ثنا المخلص أبو طاهر ثنا البغوي ثنا أبو نصر التمار والعيش قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله، ﷺ: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".
هذا حديث صحيح غريب أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن حماد ويرويه أيضًا حماد عن خاله حميد الطويل، وهو ثبت في حميد وثابت. ألف السيف رحمه الله تعالى مجلدًا كبيرًا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع وفي أماكن من كتاب ابن طاهر في صفوة أهل التصوف، وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع، وانتفعت كثيرًا بتعاليق الحافظ سيف الدين.
1149- 2/19
خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج
الإمام المفيد المحدث الحافظ زين الدين أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي.
مولده سنة خمس وثمانين وخمسمائة بنابلس، ونشأ بدمشق فسمع من أبي محمد القاسم ابن عساكر ومحمد بن الخصيب وحنبل الرصافي وعمر بن طبرزذ وطائفة، وببغداد من أبي محمد بن الأخضر والحسين بن سنيف وعبد العزيز بن منينا وطبقتهم، وكتب ورحل وحصل أصولًا نفيسة ونظر في اللغة وكان ذا إتقان وفهم ومعرفة وعلم وكان ثقة متثبتًا ذا نوادر ومزاح وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب وأسماء الرجال وكناهم وله صورة كبيرة، ينطوي على صدق وزهد وأمانة، ولي مشيخة الحديث بأماكن، وكان أسمر ربعة وبه عرج.
حدث عنه الشيخ تاج الدين وأخوه الخطيب شرف الدين والشيخ محيي الدين النووي والشيخ تقي الدين القشيري وأبو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي والكمال ابن النحاس وصالح بن عربشاه ومحيي الدين يحيى بن المقدسي وآخرون.
توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة.
وفيها توفي المحدث الإمام معين الدين إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي الدمشقي عن ستين سنة، والشيخ نظام الدين عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين بن البانياسي عن بضع وثمانين سنة، والشيخ أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد بن ناصر بن طعان الدمشقي الطريفي الصفار، ونجيب الدين أبو العشائر فراس بن علي بن زيد الكناني العسقلاني ثم الدمشقي عن ثمانين سنة، وقاضي القضاة بدر الدين يوسف بن حسن بن علي السنجاري الشافعي بمصر عن خمس وثمانين سنة، والشيخ أبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلاد السواد.
أخبرنا محمد بن سلامة المقرئ وإبراهيم بن نمر القرشي قالا: ثنا خالد بن يوسف الحافظ أنا القاسم بن علي سنة تسع وتسعين "ح" وأنبأني المسلم بن محمد وغيره قالوا: ثنا القاسم أنا أبو الدر ياقوت الرومي أنا عبد الله بن محمد الخطيب ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد ثنا طالوت بن عباد أنا فضال بن جبير، سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف؛ غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم". فضال ضعفه أبو حاتم.
1150- 3/19
ابن مسدي
الحافظ العلامة الرحال، أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الأزدي المهلبي الأندلسي الغرناطي.
أحد من عني بهذا الشأن، كتب عن خلق بالأندلس في سنة نيف وعشر، وارتحل بعد العشرين ولحق بحلب أبا محمد بن علوان الأستاذ، وبدمشق أبا القاسم بن صصرى، وبمصر الفخر الفارسي، وبالثغر محمد بن عباد، وبتونس وتلمسان، وعمل معجمًا في ثلاث مجلدات كبار رأيته وطالعته وعلقت منه كراريس، وله تصانيف كثيرة وتوسع في العلوم وتفنن، وله اليد البيضاء في النظم والنثر ومعرفة بالفقه وغير ذلك وفيه تشيع وبدعة.
روى عنه الأمير علم الدين الدواداري ومجد الدين عبد الله بن محمد الطبري وغير واحد وشيخنا الدمياطي في معجمه. حكى لي المحدث عفيف الدين بن المطري أنه سمع التقي المعمري يقول: سألت أبا عبد الله بن النعمان المزالي عن ابن مسدي فقال: ما نقمنا إلا أنه تكلم في أم المؤمنين عائشة، «رضي الله ع». ثم حدثني العفيف أن ابن مسدي كان يداخل الزيدية بمكة فولوه خطابة الحرم فكان ينشئ الخطب في الحال، وأكثر كتبه عند الزيدية ثم أراني عفيف الدين له قصيدة نحوًا من ستمائة بيت ينال فيها من معاوية وذويه، ورأيت بعض الجماعة يضعفونه في الحديث، وأنا قرأت له أوهامًا قليلة في معجمه، وقد خرج لابن الحميري فوهم، خرج له من رابع المحامليات عن شهدة، وهذا خطأ. وممن روى عنه أبو اليمن ابن عساكر وعفيف الدين بن مزروع، وكان شيخنا رضي الدين بن إبراهيم إمام المقام ممن يمتنع الرواية عنه. و"مسدي" بالفتح وياء ساكنة ومنهم من يضمه وينون. قتل ابن مسدي بمكة غيلة وطل دمه في سنة ثلاث وستين وستمائة عن نحو من سبعين سنة. كتب إلي الإمام عبد الله بن محمد بن محمد المكي أنه قرأ على أبي بكر بن مسدي قصيدته هذه:
يا ذا الذي لم يزل في ملكه أزلا ماذا أقول ولا أحصي الثناء ولا
علوت قدرا فما قدر العقول وقد عقلتها فيك عن مفهوم قول علا
لا هم فينا دليل منك يرشدنا إليك لم ننحرف عن حرف من والى
فلا طريق إلى تحقيق معرفة إلا لمجهلة حيث المجاز فلا
حمى منيع فلا يرقى لمعقله إلا بسلم تسليم لمن عقلا
سبحانك الكل دل الكل منك على معنى الخصوص فحسب العلم ما جهلا
ظهرت في كل شيء نجتليه كما بطنت في كل معنى دق محتملا
يا أولًا لا لحد بل لبدأتنا يا آخرًا لا انتهاء بل لنا فبلى
عرفتني بك إذ عرفتني بي في ضرب المثال فلم أضرب لك المثلا
حصلت منك على كنز اليقين فما يفنى على الدهر بالإنفاق ما حصلا
من ضل يحسب أعراضا يعددها فحسبي الله لا أبغي به بدلا
1151-19/4
ابن سيد الناس
الإمام الحافظ العلامة الخطيب أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي الإشبيلي، عالم المغرب.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وسمع صحيح البخاري من أبي محمد الزهري صاحب شريح وتلا بحرف نافع على أبي نصر بن عظيمة فيما قيل، وسمع أيضًا من أبي الصبر أيوب الفهري وطبقته، وله إجازة من أهل الشام والعراق، أكبر من أجاز له القاضي جمال الدين أبو القاسم بن الحرستاني وثابت بن مشرف، وجمع وصنف، ذكره القاضي عز الدين الشريف في وفياته فقال: كان أحد حفاظ الحديث المشهورين وفضلائهم المذكورين وبه ختم هذا الشأن بالمغرب، كتب إلينا بالإجازة من تونس، وبها توفي في رجب سنة تسع وخمسين وستمائة، وتوفي والده سنة ثماني عشرة وستمائة. قلت: الحافظ أبو بكر هو جد صاحبنا الحافظ فتح الدين محدث مصر، رأيت لأبي بكر "كتاب بيع أمهات الأولاد" في مجلد يدل على سيلان ذهنه وسعة حفظه وسعة إمامته، وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس الخطيب أبي بكر للفقه والنظر وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من صدره وكان ظاهريا علامة. قال ابن الزبير: أجاز له نحوًا من أربعمائة، انتقل إلى حصن القصر ثم إلى طنجة وأقرأ بجامعها وأم وخطب به ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها ثم طلب إلى تونس فدرس بها. وكان ظاهري المذهب على طريقة أبي العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع والفضل التام.
كتب إليّ بالإجازة ابنا ابن هارون ثنا أبو بكر اليعمر الحافظ أنا أبو محمد الزهري أنا أبو الحسن بن شريح أنا ابن منظور أنا أبو ذر بالجامع الصحيح عن مشايخه الثلاثة عن الفربري.
توفي في العام أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المصري المقرئ الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمحدث الفقيه مدرس الحورية شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي عن أربع وخمسين سنة، والمحدث القدوة سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزي شيخ خراسان، والواعظ الإمام جمال الدين عثمان بن مكي بن عثمان بن إبراهيم السعدي الشارعي عن بضع وسبعين سنة، والمسند ضياء الدين محمد بن الحسن بن أبي عبد الله النعال البغدادي بمصر عن أربع وثمانين سنة، والمسند صائن الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين المتيجي الإسكندراني، والقاضي كمال الدين محمد ابن قاضي القضاة عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني المصري الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة، وزكي الدين مكي بن عبد الرزاق بن يحيى الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي، وسلطان الشام الناصر يوسف ابن الملك العزيز محمد بن غازي في أسر هولا شهيدًا.
الأبار العلامة البليغ المنشئ الحافظ المحدث، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي: ذكرته في الممتع.
1152- 5/19
الرسعني
الإمام المحدث الرحال الحافظ المفسر عالم الجزيرة عز الدين أبو محمد عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري.
مولده برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وسمع ببغداد من عبد العزيز بن منينا وطبقته، وبدمشق من أبي اليمن الكندي وطبقته، وببلده من أبي المجد القزويني؛ وعني بهذا العلم وجمع وصنف تفسيرًا حسنًا رأيته يروي فيه بأسانيده، وصنف كتاب مقتل الشهيد الحسين "عليه السلام" وكان إمامًا متقنًا ذا فنون وأدب.
روى عنه ولده العدل شمس الدين محمد والدمياطي في معجمه وغير واحد، وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وتأخر عبد الغني بن عروة المأجن وكان قد سمع منه جزء الأنصاري؛ كانت له حرمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموصل.
قرأت بخط الحافظ أحمد بن المجد قال: عبد الرازق الرسعني حفظ "المقنع" لجدي وسمع بدمشق وغيرها من الكندي والخضر بن كامل وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي الفتوح بن الجلاجلي ابن قدامة، وببغداد من الداهري وعمر بن كرم. قلت: وسمع أيضًا بحلب من الافتخار عبد المطلب وقدم مرة دمشق رسولا فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصابوني جزءًا، وله شعر رائق، ولي مشيخة دار الحديث بالموصل وكان من أوعية العلم والخير؛ توفي في سنة إحدى وستين وستمائة.
وفيها توفي بدمشق الإمام فخر الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان الحنفي راوي نسخة وكيع، والمسند أبو علي الحسن بن علي بن منتصر الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي، وشيخ الحرم الخطيب أبو الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم الكناني العسقلاني الأصل وكان مولده قبل موت جده لأمه عمر الميانشي المحدث قبيل الثمانين وخمسمائة، والمفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى الفاشري الشافعي في شوالها، والمسند الكبير أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري القباني الناسخ عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن طلحة المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء بقية السلف كمال الدين علي بن شجاع بن سالم العباسي المصري الضرير عن تسع وثمانين سنة، وشيخ القراء سيف المناظرين علم الدين القاسم بن أحمد بن أبي السداد الأندلسي اللورقي بدمشق عن أربع وثمانين سنة.
أخبرنا محمود بن عقيل أنا عبد المؤمن الحافظ قال: قرأت على عبد الرازق بن رزق الله بالموصل أنا محمد بن الحسين أنا محمد بن أسعد أنا أبو محمد البغوي أنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم أنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، سمعت أبا ذر يقسم قسمًا أن هذه الآية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث؛ وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
وقع لنا هذا الحديث في ثاني المحامليات عاليًا بأربع درجات: ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم بهذا.
أنشدني محمود بن أبي بكر الفقيه ثنا علي بن عبد العزيز قال: أنشدنا عز الدين عبد الرازق بن رزق الله لنفسه:
حفظت لفظًا عظيم الوعظ يوقظ من ظمأ لظى وشواظ الحظ والوسن
من يكظم الغيظ يظفر بالظلال ومن يظعن على الظلم يظلل راكد السفن
لا تنظر الظن والفظ الغليظ ولا تظهره ظهر ظهور تحظ بالإحن
انظر تظاهر من لم ينتظر خلبت عظامه ظفر الظلماء والمحن
فهذه أربع يا صاح قد حصرت ما في القرآن من الظاءات فامتحن
1153- 6/19
ابن الحاجب
الحافظ العالم المفيد، علم الطلبة عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي.
سمع وقت وفاة ابن ملاعب من هبة الله بن الخضر بن هبة الله بن طاوس وموسى بن عبد الله وموسى بن عبد القادر وابن أبي لقمة وطبقتهم بدمشق، ومن الفتح بن عبد السلام وطبقته ببغداد، ومن عبد القوي بن الحباب ونحوه بمصر، وسمع بالإسكندرية وإربل والموصل وحلب والحرمين، وكتب العالي والنازل وحصل الأصول وعمل المعجم عن ألف ومائة وثمانين شيخًا، وعمل معجم الأماكن التي سمع بها وبالغ في الطلب، وعمل الأربعين المصافحات.
قال أبو محمد المنذري: يقال: إنه لم يبلغ أربعين سنة، وكان فهمًا متيقظًا محصلًا جمع مجاميع وكانت له همة جيدة، شرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيلًا على تاريخ ابن عساكر. وذكره السيف بن المجد فقال: خرجه خالي الضياء ثم طلب وسافر، سمع منه الزكي البرزالي وأبو موسى الرعيني والجمال بن الصابوني، وانتقى كثيرًا على المشايخ. قال ابن المجد: رأيت ابن الحاجب حين قدم بغداد صام أول يوم قدمها لما قيل له: الفتح باق، وكان يصوم كثيرًا يستعين به على الطلب، أقام ببغداد أشهرًا لا ونى ولا فتر، كان يسمع ويكتب وكانوا يتعجبون منه ومن كثرة علمه.
قرأت بخط الحافظ الضياء: توفي في ثامن عشر من شعبان سنة ثلاثين وستمائة صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص عمر بن الحاجب بدمشق ولم يبلغ الأربعين. قال: وكان دينًا خيرًا ثبتًا متيقظًا قد فهم وجمع. قلت: وممن سمع منه شيخه الحافظ إبراهيم الصريفيني، وكان جده الحاجب منصور بن مسرور حاجب صاحب بصرى أمين الدولة.
وفيها توفي القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد التنوخي المعمري ثم الدمشقي عن خمس وستين سنة، والأجل شمس الدين إسماعيل بن سليمان بن إيداش الدمشقي الحنفي بن السلار عن ثمان وثمانين سنة، عنده الصائن، وبالقدس الزاهد العابد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي صاحب السلفي، وببغداد المسند أبو محمد الحسن ابن الأمير السيد علي بن مرتضى العلوي الحسيني صاحب ابن ناصر، والمسند صفي الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا البغدادي التاجر بمصر وله خمس وسبعون سنة، والمسند أبو القاسم علي ابن العلامة أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي البغدادي الناسخ عن ثمانين إلا سنة، وخطيب بلد أوريولة من الأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن يبقى الأنصاري، وقد حج وسمع من السلفي، والملك مظفر الدين كوكبري بن علي التركماني صاحب إربل عن إحدى وثمانين سنة، والإمام المحدث المفيد أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي عن إحدى وعشرين سنة، وكان قد حفظ علوم الحديث للحاكم وحدث عن ابن ملاعب، والمسند أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي بن الخياط، والأديب شاعر وقته أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عنين بدمشق، والمسند أبو محمد المعافى بن إسماعيل بن أبي السنان الموصلي الشافعي، والظهير أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني الحنفي الصوفي بحلب عن ثمان وسبعين سنة.
أخبرنا محمد بن علي الحافظ في كتابه أنا عمر بن محمد الحافظ أنا عبد السلام بن عبد الرحمن ابن سكينة أنا محمود فورجة، فذكر حديثًا من جزء لوين. ثم قرأت بخط ابن الحاجب أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وعاش سبعا وثلاثين سنة.
1154- 7/19
الرُّعَيْني
الحافظ الإمام المتقن، أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الأندلسي المالقي الرندي، نشأ برندة.
سمع بمالقة أبا محمد بن القرطبي وأبا العباس بن الخيار، وسمع بحصن أصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني وحج وتوسع في الرحلة وسمع بدمشق من أبي محمد بن البن وطبقته فأكثر. ذكره الأبار فقال: كان ضابطًا متقنًا كتب الكثير ثم امتحن في صدره بأسر العدو، فذهب أكثر ما جلب، وولي خطابة مالقة، أجاز لي مروياته.
مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وستمائة عن إحدى وخمسين سنة. قال عمر بن الحاجب: كان محدثًا حافظًا متفننًا أديبًا نبيلًا ساكنًا وقورًا نزهًا وافر العقل محتاطًا في النقل، سألت الضياء الحافظ عنه فقال: حبر عالم متيقظ ما في طلبة زمانه مثله. وقال لي أبو عبد الله البرزالي: ثقة ثبت حدثنا من حفظه: أنا إبراهيم بن علي أنا أبو مروان عبد الرحمن بن قزمان ثنا محمد بن فرج بن الطلاع، فذكر حديثًا من الموطأ. وقال ابن الزبير: إنه أخذ بمكة عن يونس العصار وأقام بتلك البلاد نيفًا وعشرين سنة ثم قدم، وأخذ عنه جلة من كبار أصحابنا، وكان ضابطًا مفيدًا متقنًا عارفًا بالرجال والأسانيد نقادًا فاضلًا، ألف معجمه وألف كتابًا في الصحابة وجلب كثيرًا مما لم يكن وصل المغرب، وكان قدومه في آخر سنة إحدى وثلاثين، أخذ عنه ابن فرتون بسبتة؛ قدم لإمامة الجامع بمالقة فمرض قبل الشروع وتوفي، وأخذ عنه أبو عبد الله الطنحالي وحميد الزاهد، ووقفت على خطه بأخذه عن يوسن الهاشمي.
قلت: وتوفي معه المسندون الثقات: أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بن حسين المخزومي المصري المعدل بدمشق، وأبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الخزرجي الحراني التاجر بالإسكندرية، والقاضي شرف الدين علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبان التجيبي المحلي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد البزاز البغدادي، والمقرئ تقي الدين علي بن المبارك بن باسويه الواسطي الشافعي بدمشق، وشيخ الشيوخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن عمويه البكري السهروردي عن ثلاث وتسعين سنة، والشيخ وجيه الدين محمد بن أبي غالب بن زهير بن محمد الأصبهاني شعرانة صاحب أبي الوقت، والإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني راوي جزء مأمون، وسيف الدولة محمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأنصاري بدمشق عن ثمانين سنة، وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله بن منده العبدي بأصبهان تحت السيف في أمم لا يحصون، فمنهم أبو الفتوح محمد بن محمد بن أبي المعالي الوثابي الأصبهاني عن ثمان وسبعين سنة، وأبو القاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الصوفي المعروف ببالة، وفيها توفي قاضي القضاة بحلب الإمام العلامة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الأسدي الشافعي عن ثلاث وتسعين سنة.
1155- 8/19
ابن الجوهري
المحدث الحافظ الرحال مفيد الشام، شرف الدين أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان الدمشقي.
سمع من أبي المجد القزويني والمسلم بن أحمد المازني وطبقتهما بدمشق، وببغداد من عمر بن كرم ومحمد بن أحمد القطيعي وطبقتهما، وبالثغر ابن الصفراوي وطبقته، وجلب معه الشيخ أبا الفضل جعفر بن علي الهمذاني وأكثر بحلب عن ابن خليل؛ وكتب ما لا يوصف كثرة واستنسخ وأنفق ميراثه في طلب هذا الشأن، وكان صدوقًا متقنًا نبيهًا غزير الإفادة نظيف الأجزاء، وكان قليل الضبط، انتفعنا بأجزائه، أدركه الأجل قبل محل الرواية وما أراه حدث بشيء؛ توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة المشهورة بسنة الخوارزمية.
1156- 9/19
ابن الكماد
الحافظ الحجة الواعظ القدوة، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون السبتي، محدث المغرب.
مولده في حدود الثمانين وخمسمائة، سمع أبا عبد الله التجيبي وأبا الحجاج ابن الشيخ وأبا ذر الخشني وطبقتهم. قرأت في تاريخ الحافظ ابن الزبير قال: وأبو إسحاق أحفظ من لقيته لحديث رسول الله، ﷺ، ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته وسنه أنه لم يلق أحدًا أحفظ من ابن الكماد، كان في حفظ الحديث آية من الآيات. قال ابن الذهبي: يعني المتون، قال: ولما قدم الأندلس الواعظ أبو نعيم بن راضية قافلًا من المشرق مرتكبًا في وعظه طرائق تلحينية يركبها على أبيات رقاق أرق من النسيم، ويقرأ بين يديه قراء قد أحكم تدريبهم فاستجابت العامة له، فلما وعظ بإشبيلية وبها ابن الكماد أنكر ذلك وأبدأ فيه وأعاد وحمله ذلك على أن وعظ على المنبر على سنن السلف، وفعله إلى أن مات فحضرت مجالسه وسمعته يسرد أحاديث ويتبعها بفقه وبيان لما يعرض فيها ويورد من الخلاف ما يلائم الحال، وكان عيشه من نفقة الإخوان وهداياهم. توفي سنة ثلاث وستين وستمائة.
وقال في صلة الصلة: كان أحفظ أهل زمانه للحديث وأذكرهم للتاريخ والرجال والجرح والتعديل يقوم على الكتب الخمسة قيامًا حسنًا ويتكلم على أسانيدها ومتونها ويستوفي خلاف الفقهاء ويميل إلى الطائفتين وكان فيه إقدام على تغيير المنكر.
قلت: من محفوظاته سنن أبي داود، روى عنه أبو جعفر بن الزبير وأبو إسحاق الغافقي وغيرهما، وتوفي معه زين الدين خالد وقد مر.
1157- 10/19
أبو شامة
الإمام الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون، شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي.
مولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكمل القراءات وهو حدث على الشيخ علم الدين السخاوي، وسمع الصحيح من داود بن ملاعب وأحمد بن عبد الله السلمي وسمع مسند الشافعي من الشيخ موفق الدين المقدسي وسمع بالإسكندرية من عيسى بن عبد العزيز المقرئ وحبب إليه طلب الحديث سنة بضع وثلاثين، فسمع أولًا من كريمة وأبي إسحاق بن الخشوعي وطائفة وأتقن علم اللسان وبرع في القراءات، وعمل شرحًا نفيسًا للشاطبية، واختصر تاريخ دمشق مرتين.
وله كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين" و"كتاب الذيل" عليهما وتصانيفه كثيرة مفيدة، ولي مشيخة إقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة الحديث بالدار الأشرفية، روى عنه الشيخ أحمد اللبان وبرهان الدين الإسكندراني وشرف الدين الفراوي الخطيب وشهاب الدين الكفري وعلي بن المهيار وولده أبو الهدى أحمد، وكان مع براعته في العلوم متواضعًا تاركًا للتكلف ثقة في النقل كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة.
توفي في تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين وستمائة، رحمه الله تعالى، وفيها توفي الإمام كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر النابلسي الشافعي خطيب دمشق عن ست وثمانين سنة، والقدوة الزاهد أبو محمد إسماعيل بن محمد بن أبي بكر الكوراني، وقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي، والمفتي تاج الدين علي بن أبي العباس أحمد بن علي بن القسطلاني، والشيخ ضياء الدين يوسف بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي ابن خطيب بيت الآبار عن أربع وثمانين سنة، والشيخ شمس الدين يوسف بن مكتوم بن أحمد التفيسي الحوراني ثم الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة.
أخبرنا علي بن يوسف المصري أنا عبد الرحمن بن إسماعيل الفقيه سنة خمس وستين وستمائة "ح" وأنا محمد بن علي الواسطي قالا: أنا أبو محمد بن قدامة أنا المبارك بن محمد وأبو الفتح بن البطي قالا: وأنا نصر بن أحمد وأنا أبو محمد البيع ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا محمد بن عمرو الباهلي ثنا أبو ضمرة ثنا حميد عن أنس قال: ما دخل رسول الله ﷺ من سفر فرأى جدر المدينة فكان على دابة إلا حركها تباشرًا بالمدينة. إسناده قوي.
1158- 11/19
النابلسي
الإمام الحافظ الأديب مفيد الطلبة، شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي الدمشقي الشافعي.
ولد سنة ثلاث وستمائة، وأجاز له من العراق أبو الفتح المندائي وأبو حفص بن طبرزذ وجماعة وطائفة، وسمع الكثير من ابن البن وأبي المجد والمجد القزويني وأبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء ونحوهم، وببغداد من عبد السلام الزهري وعمر بن كرم وابن القطيعي وطبقتهم، وبحلب ومصر وكتب الكثير.
وجمع وصنف وخطه طريقة حلوة معروفة، خرج لنفسه الموافقات، روى لنا عنه ابن أبي الفتح كتاب "شمائل الزهاد" لابن عقيل، روى عنه الدمياطي والنجم بن الخباز وأبو الحسن بن العطار وأبو الحسن بن البصير وطائفة، وقرأ عليه جملة كثيرة المحدث أبو إسحاق بن الكيال؛ وكان ثقة حافظًا متيقظًا حسن المذاكرة مشهورًا بالحديث حسن الديانة رضي الأخلاق له نظم رائق كثير، ولي مشيخة دار الحديث النورية، توفي في المحرم سنة إحدى وسبعين وستمائة.
وفيها توفي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد بن النحاس الأنصاري الإسكندراني عن بضع وثمانين سنة، والمحدث المفيد كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل بن أبي المجد الحموي بن الدخميسي بالهند، والعلامة تاج الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن العماد محمد بن يونس الموصلي صاحب "التعجيز"، والخطيب المسند أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي القيسي المصري خطيب جامع المقياس، ومفتي بغداد كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضاح الحنبلي، وفقيه المغرب العلامة أبو الحسن علي المتيوي المالكي، والمحدث الرحال شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عماد بن هامل الحراني بدمشق عن ثمان وستين سنة، وخطيب بيت الآبار موفق الدين محمد ابن الخطيب عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي.
أخبرنا علي بن إبراهيم الشافعي أنا يوسف بن حسن الحافظ أنا عمر بن كرم أنا نصر بن نصر "ح" وأخبرنا أبو المعالي القرافي أنا عبد الله بن محمد القلانسي بشيراز أنا عبد العزيز بن محمد قالا: أنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد أنا محمد بن عثمان أنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، ﷺ: "إن الله -عز وجل- قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنني بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، فلئن سألني عبدي لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه". أخرجه البخاري عن محمد بن عثمان بن كرامة فوافقناه، وهو من أغرب شيء في الصحيح، ما أتى به سوى ابن كرامة، رواه أيضًا القاضي المحاملي وأبو العباس السراج.
1159- 12/19
ابن الصابوني
الإمام المحدث الحافظ مفيد الطلبة جمال الدين أبو حامد محمد ابن الشيخ علم الدين علي بن محمود بن أحمد بن الصابوني المحمودي، شيخ الدار النورية.
ولد سنة أربع وستمائة، سمع من القاضي أبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات بن ملاعب وأبي عبد الله بن البناء الصوفي وأبي المحاسن بن السيد، ثم طلب الحديث وبالغ وكتب وجمع وخرج فأخذ عن ابن البن وابن صصرى والموفق عبد اللطيف وابن باقا وعلي بن رحال وعلي بن الجمل وطبقتهم وخرج لغير واحد، وكان صحيح النقل مليح الخط له مجلد مفيد في المؤتلف والمختلف ذيل به على ابن نقطة، وليس هو بالبارع في هذا الشأن، ثم إنه قبل موته بسنة أو سنتين تغير ثم اختلط على ما بلغني؛ قال شيخنا ابن أبي الفتح: اختلط قبل أن يموت بسنة، وكان من كبار العدول.
روى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وقاضي القضاة ابن صصرى وأبو الحسن بن العطار وأبو إسحاق الذهبي وطائفة سواهم وأجاز لي مروياته في سنة ثلاث وسبعين.
أنبأنا محمد بن علي أنا عبد الصمد بن محمد أنا طاهر بن سهل سنة خمس وعشرين وخمسمائة أنا محمد بن مكي أنا علي بن محمد الحلبي ثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن زكريا الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس قال: قال رسول الله، ﷺ: "إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة". تفرد به الطائي ولا أعرفه.
توفي في نصف ذي القعدة سنة ثمانين وستمائة ودفن بسفح قاسيون.
وفيها توفي شيخ زمانه بالموصل الإمام القدوة موفق الدين أحمد بن يوسف بن حسن الشيباني الكواشي المفسر عن تسعين سنة، وشيخ الأندلس الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن الطباع الغرناطي المقرئ وقد قارب الثمانين، والمسند أمين الدين القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الإربلي راوي الصحيح، والمسند كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي عن بضع وثمانين سنة، وقاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين العامري بن الحموي، وقاضي القضاة نجم الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سني الدولة الدمشقي، ومسند العراق شهاب الدين محمد بن يعقوب بن أبي الدثنة عن إحدى وتسعين سنة، ومسند دمشق محيي الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي الكاتب عن ست وثمانين سنة، وانقرض في هذا الحين عدة من المحدثين بمصر ودمشق وغيرهما ممن كان لهم طلب وتحصيل في الجملة، وقد ذكرتهم في تاريخ الإسلام، وبالله أتأيد.
(تمت الطبقة التاسعة عشرة.)
هامش
تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي | |
---|---|
مقدمة | الطبقات: الأولى | الثانية | الثالثة | الرابعة | الخامسة | السادسة | السابعة | الثامنة | التاسعة | العاشرة | الحادية عشرة | الثانية عشرة | الثالثة عشرة | الرابعة عشرة | الخامسة عشرة | السادسة عشرة | السابعة عشرة | الثامنة عشرة | التاسعة عشرة | العشرون | الحادية والعشرون | شيوخ صاحب التذكرة |