الرئيسيةبحث

تذكرة الحفاظ/الطبقة الأولى



الطبقة الأولى من الكتاب

1-1/1 ع

أبو بكر الصديق «رضي الله ع»

أفضل الأمة وخليفة رسول الله ﷺ ومؤنسه في الغار، وصديقه الأكبر، وصديقه الأشفق، ووزيره الأحزم، عبد الله بن أبي قحافة عثمان القرشي التيمي قد أفردت سيرته في مجلد وسط.

وكان أول من احتاط في قبول الأخبار فروى بن شهاب عن قبيصة بن ذويب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله ﷺ ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: حضرت رسول الله ﷺ يعطيها السدس. فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر «رضي الله ع».

ومن مراسيل بن أبي مليكة أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله ﷺ أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.

فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة، فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.

وحديث يونس عن الزهري أن أبا بكر حدث رجلا حديثا فاستفهمه الرجل إياه فقال أبو بكر: هو كما حدثتك، أي أرض تقلني إذا أنا قلت ما لم أعلم؟ وصح أن الصديق خطبهم فقال: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.

وقال علي بن عاصم وهو من أوعية العلم لكنه سيء الحفظ أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب الإيمان. قلت: صدق الصديق فإن الكذب أس النفاق وآية المنافق، والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه وهو القائل: "إن كذبا علي ليس ككذب على غيري، من يكذبْ علي بني له بيت في النار" [1] وقال: "من يقل علي ما لم أقل"، [2] الحديث. فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله فكيف حال من تهجم على رسول الله ﷺ وتعمد عليه الكذب وقوله ما لم يقل، وقد قال "عليه السلام": "من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" [3] فإنا لله وإنا إليه راجعون ما ذي إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروي الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب، فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقله الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:

فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد

قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى ولمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب.

نعم؛ فرأس الصادقين في الأمة الصديق وإليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول.

وقد نقل الحاكم فقال: حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو أنا محمد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله ﷺ وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت: فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنا فحرقها فقلت: لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. فهذا لا يصح والله أعلم.

توفي الصديق «رضي الله ع» لثمانٍ بقين من جمادي الآخرة من سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة.

2-2/1

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب «رضي الله ع»

أبو حفص العدوي الفاروق وزير رسول الله ﷺ ومن أيد الله به الإسلام وفتح به الأمصار وهو الصادق المحدث الملهم الذي جاء عن المصطفى ﷺ أنه قال: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" [4] الذي فر منه الشيطان وأعلى به الإيمان وأعلن الأذان.

قال نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ".

فيا أخي إن أحببت أن تعرف هذا الإمام حق المعرفة فعليك بكتابي "نعم السمر في سيرة عمر" فإنه فارق فيصل بين المسلم والرافضي، فوالله ما يغض من عمر إلا جاهل دائص أو رافضي فاجر وأين مثل أبي حفص؟ فما دار الفلك على مثل شكل عمر وهو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب فروى الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له، فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع" قال: لتأتيني على ذلك بينة أو لأفعلن بك فجاءنا أبو موسى ممتقعا لونه ونحن جلوس فقلنا: ما شأنك؟ فأخبرنا وقال: فهل سمع أحد منكم؟ فقلنا: نعم كلنا سمعه فأرسلوا معه رجلا منهم حتى أتى عمر فأخبره. أحب عمر أن يتأكد عنده خبر أبي موسى بقول صاحب آخر ففي هذا دليل على أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك حض على تكثير طرق الحديث؛ لكي يرتقي عن درجة الظن إلى درجة العلم؛ إذ الواحد يجوز عليه النسيان والوهم ولا يكاد يجوز ذلك على ثقتين لم يخالفهما أحد، وقد كان عمر من وجله أن يخطىء الصاحب على رسول الله ﷺ يأمرهم أن يقلوا الرواية عن نبيهم ولئلا يتشاغل الناس بالأحاديث عن حفظ القرآن.

وقد روى شعبة وغيره عن بيان عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال: لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر وقال: أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: نعم تكرمة لنا قال: ومع ذلك أنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم. فلما قدم قرظة بن كعب قالوا: حدثنا فقال: نهانا عمر «رضي الله ع».

الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت له: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فقال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته.

معن بن عيسى أنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله ﷺ.

ابن علية عن رجاء بن أبي سلمة قال: بلغني أن معاوية كان يقول: عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فإنه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول الله ﷺ.

وروى هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أن عمر استشارهم في أملاص المرأة يعني السقط فقال له المغيرة: قضى فيه رسول الله ﷺ بغرة، فقال له عمر: إن كنت صادقا فأت بأحد يعلم ذلك. قال: فشهد محمد بن مسلمة أن رسول الله ﷺ قضى به. وروى صفوان بن عيسى أنا محمد بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان للعباس بيت في قبلة المسجد فضاق المسجد على الناس فطلب إليه عمر البيع فأبى، فذكر الحديث وفيه فقال عمر لأبي: لتأتيني على ما تقول ببينة فخرجا فإذا ناس من الأنصار قال: فذكر لهم قالوا: قد سمعنا هذا من رسول الله ﷺ فقال عمر: أما إني لم أتهمك ولكني أحببت أن أتثبت.

وقال بن عيينة رأى عمر بن الخطاب «رضي الله ع» مع أبي جماعة فعلاه بالدرة فقال أبي: اعلم ما تصنع يرحمك الله. فقال عمر: أما علمت أنها فتنة للمتبوع مذلة للتابع.

استشهد أمير المؤمنين عمر في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين وعاش نحوا من ستين سنة فمنهم من يقول عاش خمسين سنة والأرجح أنه عاش ثلاثا وستين سنة «رضي الله ع».

3-3/1ع

أمير المؤمنين عثمان بن عفان «رضي الله ع»

أبو عمرو الأموي ذو النورين ومن تستحي منه الملائكة، ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف، ومن افتتح نوابه إقليم خراسان وإقليم المغرب، وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله، ممن شهد له رسول الله ﷺ بالجنة وزوجه بابنتيه رقية وأم كلثوم «رضي الله ع» أجمعين. من نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته، وقد أفردت سيرته في مصنف، عداد في السابقين الأولين وفي العشرة المشهود لهم بالجنة وفي الخلفاء الراشدين، وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي ﷺ، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وروى جملة كثيرة من العلم. روى عنه بنوه عمرو وأبان وسعيد ومولاه حمران وأنس بن مالك وأبو أمامة بن سهل والأحنف بن قيس وسعيد بن المسيب وأبو وائل وطارق بن شهاب وأبو عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس ومالك بن أوس بن الحدثان وخلق سواهم وعداده في البدريين لأن النبي ﷺ أمره أن يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله ﷺ وضرب له بسهمه وأجره. هاجت رؤوس الفتنة والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه وزوجته نائلة عنده وتسور عليه أربعة أنفس. وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعا وثمانين سنة. كان من أقران النبي ﷺ وأبي بكر الصديق وكان أكبر من علي بثمان وعشرين سنة أو أكثر، وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام فقبح الله الرافضة.

قال هشام بن يوسف الصنعاني: أخبرنا عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته «رضي الله ع».

4-4/1ع

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «رضي الله ع»

أبو الحسن الهاشمي قاضي الأمة وفارس الإسلام وختن المصطفى ﷺ، كان ممن سبق إلى الإسلام لم يتلعثم وجاهد في الله حق جهاده ونهض بأعباء العلم والعمل وشهد له النبي ﷺ بالجنة، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" [5] وقال له "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" [6] وقال: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق". [7]

ومناقب هذا الإمام جمة أفردتها في مجلدة وسميته بفتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب «رضي الله ع»، وكان إماما عالما متحريا في الأخذ بحيث أنه يستحلف من يحدثه بالحديث فقال عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري أنه سمع عليا يقول كنت إذا سمعت من رسول الله ﷺ حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وكان إذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ما من عبد مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له" [8] رواه مسعر وشريك وسفيان وأبو عوانة وقيس عنه وإسناده حسن.

قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد المقرئ أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين وأربع مائة أنا محمد بن محمد الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة أنا إسماعيل بن موسى الفزاري أنا عاصم بن حميد الحناط أو رجل عنه قال: ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ علي «رضي الله ع» بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس فقال: يا كميل القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس ثلاثة فعالم رباني وعالم متعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته وجميل إلا حدوثه بعد موته وصنيعه، وصنيعة المال تزول بزوال صاحبه مات، خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، ها إن هاهنا-وأشار بيده «رضي الله ع» إلى صدره-علما لو أصبت له حملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار ليسا من دعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلي لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر تلك أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم رواه ضرار بن صرد عن عاصم بن حميد.

ويروى من وجه آخر عن كميل وإسناده لين؛ ففيه تنبيهات على صفات العالم المتقن والعالم الذي دونه والهمج المخلط في دينه أو علمه، وزاد فيه ضرار وليس بمعتمد عليه بعد قوله هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا منه ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه.

سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال: ما كتبنا عن رسول الله ﷺ إلا القرآن وما في هذه الصحيفة.

شريك عن أبي إسحاق قال سمعت خزيمة بن نصير قال سمعت عليا يقول بصفين قاتلهم الله أي عصابة بيضاء سودوا، وأي حديث من حديث رسول الله ﷺ أفسدوا.

شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن قيس بن عباد قال: دخلت المدينة ألتمس العلم والشرف فرأيت رجلا عليه بردان له ضفيرتان واضعا يده على عاتق عمر فقلت: من هذا فقالوا: علي بن أبي طالب «رضي الله ع».

زياد بن خيثمة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم مكر الله.

وقال معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي قال: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. فقد زجر الإمام علي «رضي الله ع» عن رواية المنكر وحث علي التحديث بالمشهور وهذا أصل كبير في الكف عن بث الأشياء الواهية والمنكرة من الأحاديث في الفضائل والعقائد والرقائق ولا سبيل إلى معرفة هذا من هذا إلا بالإمعان في معرفة الرجال والله أعلم.

وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسنه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين «رضي الله ع».

5-5/1ع

ابن مسعود

الإمام الرباني «رضي الله ع» أبو عبد الرحمن عبد الله بن أم عبد الهذلي: صاحب رسول الله ﷺ وخادمه وأحد السابقين الأولين ومن كبار البدريين ومن نبلاء الفقهاء والمقرئين، كان ممن يتحرى في الأداء ويشدد في الرواية ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ.

أسلم قبل عمر وحفظ من في رسول الله ﷺ سبعين سورة وتسمع عليه النبي ﷺ ليلة وهو يدعو فقال: سل تعطه، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراة بن أم عبد". [9]

قال إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا له حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله ﷺ هديا ودلا وسمتا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو بن مسعود ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد ﷺ ان بن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى.

الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قرئ علينا كتاب عمر: إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد ﷺ من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي.

وقد نظر عمر مرة إلى ابن مسعود وقد قام فقال: كنيف ملئ علما. [10] وكان بن مسعود يقل من الرواية للحديث ويتورع في الألفاظ. اتفق موته بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وله نحو من ستين سنة، وكان تلامذته لا يفضلون عليه أحدا من الصحابة «رضي الله ع».

أبو شهاب عبد ربه الحناط عن محمد بن واسع عن سعيد بن جبير عن أبي الدرداء قال خطب النبي ﷺ خطبة خفيفة ثم قال: "قم يا أبا بكر" فقام فخطب فقصر دون النبي ﷺ فقال: "قم يا عمر فاخطب". فقام فخطب فقصر دون أبي بكر، ثم قال: قم يا فلان فاخطب إلى أن قال: قم يا بن أم عبد فاخطب فقام عبد الله بن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله ربنا وإن الإسلام ديننا وإن هذا نبينا و-أومأ بيده إلى النبي ﷺ رضينا ما رضى الله لنا ورسوله السلام عليكم قال رسول الله ﷺ: أصاب ابن أم عبد، صدق ابن أم عبد. هذا منقطع.

شريك عن أبي العميس عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني قال: كنت اجلس إلى ابن مسعود حولا لا يقول: قال رسول الله ﷺ. إلا استقلته الرعدة وقال: هكذا، أو نحو ذا أو قريب من ذا أو أو...

يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم.

أبو الأحوص عن عبد الله قال: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع.

حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة قال بن مسعود: عليكم بالعلم قبل أن يقبض؛ وقبضه ذهاب أهله؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق.

سفيان عن أبي إسحاق عن مرة عن عبد الله: إذا أردتم العلم فانثروا القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين.

الأعمش عن عمارة ومالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة.

يمكن أن يجمع سيرة ابن مسعود في نصف مجلد فلقد كان من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدي، ومع هذا فله قراءات وفتاوى ينفرد بها، مذكورة في كتب العلم، وكل إمام يؤخذ من قوله ويُترك إلا إمام المتقين الصادق المصدوق الأمين المعصوم صلوات الله وسلامه عليه، فيا لله العجب من عالم يقلد دينه إماما بعينه في كل ما قال مع علمه بما يرد على مذهب إمامه من النصوص النبوية فلا قوة إلا بالله.

6-6/1ع

أبي بن كعب بن قيس

أبو المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري، أقرأ الصحابة وسيد القراء، شهد بدرا والمشاهد وقرأ القرآن على النبي ﷺ وكان أحد من سمع الكثير وجمع بين العلم والعمل ومناقبه جمة. حدث عنه أبو أيوب الأنصاري وابن عباس وسويد بن غفلة وأبو هريرة وطائفة حملوا عنه الكتاب والسنة، وكان ربعة من الرجال أسمر أبيض الرأس واللحية.

روى الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: اتخذ كتاب الله إماما وارض به حكما وقاضيا، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع وشاهد لا يتهم. فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم.

وقد كان عمر بن الخطاب «رضي الله ع» يكرم أبيا ويهابه، ويستفتيه ولما توفي قال عمر: اليوم مات سيد المسلمين.

توفي بالمدينة في قول الهيثم بن عدي وغيره سنة تسع عشرة وقال الواقدي ومحمد بن عبد الله بن نمير والذهلي وغيرهم: سنة اثنتين وعشرين [11] «رضي الله ع».

7-7/1ع

أبو ذر الغفاري

جندب بن جنادة على الصحيح. أحد السابقين الأولين. أسلم في أول المبعث خامس خمسة ثم رجع إلى بلاد قومه ثم بعدَ حينٍ هاجر إلى المدينة، وكان رأسا في العلم والزهد والجهاد وصدق اللهجة والإخلاص، وكان آدم جسيما كث الليحة. قال أبو داود: لم يشهد بدرا ولكن عمر ألحقه مع القراء وكان يوازي ابن مسعود في العلم وكان رزقه أربع مائة دينار وكان لا يدخر مالا ويصدع بالحق وإن كان مرا، حدث عنه أنس بن مالك وزيد بن وهب وجبير بن نفير والأحنف بن قيس وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ وعبد الرحمن بن غنم وسعيد بن المسيب وخلق من قدماء التابعين.

ومناقبه شهيرة، منها قول المصطفى ﷺ: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر". [12]

وروى همام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر «رضي الله ع» قال: إن خليلي ﷺ عهد إلي: "أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز وجل".

البابلتي أخبرنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كثير عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا أتاه، فقال: إن مصدقي عثمان " «رضي الله ع» " ازدادوا علينا أنغيب عليهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال: لا، وقف مالك وقال: ما كان لكم من حق فخذوه، وما كان باطلا فردوه. فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة، قال وعلى رأسه فتى من قريش فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال: أرقيب أنت علي فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله ﷺ قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها قلت لقوة أبي ذر في الحق ولأخلاقه نهى عن الفتيا فانقطع بالربذة سنوات حتى توفي سنة اثنتين وثلاثين «رضي الله ع».

8-8/1ع

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس

العالم الرباني أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة وهو بن ثمان عشرة سنة أو دونها وشهد بدرا والمشاهد وكان من نجباء الصحابة وفقائهم والبائهم ضي الله عنه.

قال محمد بن سعد: كان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.

قلت: حدث عنه أنس بن مالك وأبو الطفيل وأسلم مولى عمر، والأسود بن هلال والأسود بن يزيد وأبو مسلم الخولاني وأبو وائل وأبو بحرية السكوني عبد الله بن قيس والصنابحي وعبد الرحمن بن غنم ومالك بن يخامر ومسروق وقيس بن أبي حازم ويزيد بن عميرة الزبيدي وطائفة، وفيهم من روايته عنه منقطعة وقد قال له النبي ﷺ: "يا معاذ والله إني لأحبك".

وعن النبي ﷺ: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ ".

وعنه "عليه السلام": "يأتي معاذ أمام العلماء برتوة" إسناده مرسل.

قال بن مسعود: كنا نشبه معاذ بإبراهيم الخليل "عليه السلام"، كان أمة قانتا لله حنيفا.

وروى شهر بن حوشب أن عمر «رضي الله ع» قال: لو استخلفت معاذا فسألني عنه ربي عز وجل لقلت سمعت نبيك ﷺ يقول: "إن العلماء إذا حضروا ربهم كان معاذ بين أيديهم رتوة حجر ".

وقال أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة وفيهم شاب أكحل براق الثنايا ساكت فإذا امتروا في شيء سألوه فقيل لي: هذا معاذ.

ورواه شهر بن حوشب عن بن غنم عن عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد أول خلافة عمر وفي الحلقة شاب شديد الأدمة وضيء حلو المنطق وهو أشبهم سنا فإذا اشتبه عليهم شيء ردوه إليه.

وروى أيوب بن سيار عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال دخلت مسجد حمص فإذا بفتى جعد قطط حوله الناس إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقالوا: هذا معاذ بن جبل.

أبو عبيد في الأموال أخبرنا عبد الله بن صالح أخبرنا موسى بن علي عن أبيه عن عمر قال خطبهم بالجابية فقال: من أراد القرآن فليأت أبيا، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدا ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذا ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني له خازنا وقاسما،

صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني أن معاذا لما بعثه النبي ﷺ إلى اليمن خرج يشيعه ماشيا تحت راحلته ثم قال يا معاذ عسى الا أن تلقاني بعد عامي هذا ولعلك تمر بمسجدي وقبري فبكى معاذ أسفا لفراق رسول الله ﷺ فقال: "لا تبك البكاء من الشيطان" سمعه أبو اليمان منه.

معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه قال: كان معاذ شابا سمحا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك فلم يزل يدان حتى اغلق ماله كله من الدين فطلب من النبي ﷺ أن يسأل غرماءه أن يضعوا له فباع النبي ﷺ ماله كله في دينه وقام بغير شيء حتى إذا كان عام

تح بعثه النبي ﷺ إلى طائفة من اليمن أميرا ليجبره، الحديث.

أنبأنا المسلم بن محمد وغيره قالوا: أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا الخطيب أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي املاء سنة ست وأربع مائة أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن موسى الأنباري ولقبه حسنس أنا يحيى بن أبي طالب أخبرنا أبو النضر عن الأشجعي عن سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن جبل قال كان رسول الله ﷺ يقول إذا أفطر: "الحمد الله الذي أعانني فصُمت، ورزقني فأفطرت".

استشهد معاذ في الطاعون بالأردن في سنة ثماني عشرة وله خمس وثلاثون سنة تقريبا «رضي الله ع».

9-9/1 ع

سعد بن أبي وقاص «رضي الله ع»

مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الأمير أبو إسحاق الزهري البدري العشري. أول من رمى بسهم في سبيل الله.

روى عنه بنوه عامر ومحمد ومصعب وإبراهيم وعمر وعائشة وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وعلقمة وأبو عثمان النهدي ومجاهد وأيمن المكي وخلق.

أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة وكان قصيرا غليظا جعدا شعر الجسم آدم أفطس وقيل كان طويلا.

روى نافع القارىء عن ولد لسعد عن أبيه قال: أسلمت وما في وجهي شعرة. وقال بن المسيب: سمعت سعدا يقول: مكثت ليالي وإني لثلث الإسلام. وقال سعد: قال لي رسول الله ﷺ: "ارم فداك أبي وأمي" يوم أحد وكان سعد مجاب الدعوة. له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبار ووقع في نفوس المؤمنين.

اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع علي ومعاوية ثم كان علي يغبطه على ذلك. فعنه أنه قال: لله منزل نزله سعد وابن عمر، لئن كان ذنبا إنه لصغير ولئن كان حسنا إنه لعظيم.

قال الزهري: إن سعدا لما احتضر دعا بخلق جبة صوف وقال: كفنوني فيها؛ فإني قاتلت فيها يوم بدر وإنما خبأتها لهذا، وقيل: إن تركته كانت مائتي ألف درهم وخمسين ألف درهم وكان قد اعتزل في قصر بناه بالعقيق سنة خمس وخمسين وحمل فدفن بالبقيع.

10-10/1 ع

أبو موسى الأشعري «رضي الله ع»

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، هاجر إلى النبي ﷺ فقدم مع جعفر زمن فتح خيبر واستعمله النبي ﷺ مع معاذ على اليمن ثم ولي لعمر الكوفة والبصرة وكان عالما عاملا صالحا تاليا لكتاب الله إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن. روى علما طيبا مباركا وأقرأ القرآن. حدث عنه طارق بن شهاب وابن المسيب والأسود وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي وربعي بن بن حراش وأبو عثمان النهدي وخلق، أقرأ أهل البصرة وأفقههم.

شعبة وغيره عن سماك بن حرب سمعت عياضا الأشعري يقول: لما نزلت {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} قال رسول الله ﷺ: "هم قومك يا أبا موسى" وأومى إليه. صححه الحاكم وإنما يرويه عياض عن أبي موسى.

وفي الصحيحين عن أبي بردة عن أبيه أن النبي ﷺ قال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ".

وعن بريدة أن النبي ﷺ تسمع لقراءة أبي موسى فقال: "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود". [13]

وقال البختري سألنا عليا عن أبي موسى قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه. قال أبو إسحاق سمعت الأسود يقول: لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى. وقال الشعبي: كان العلم يؤخذ عن ستة: عمر وعلي وأبي وابن مسعود وزيد، وأبي موسى. وقال أيضا: قضاة الأمة أربعة: عمر وعلي وزيد وأبو موسى «رضي الله ع».

وقال صفوان بن سليم: لم يكن يفتي في زمن النبي ﷺ غير عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى. وقال النهدي: ما سمعت طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبي موسى، كان يصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة. وكان أبو موسى عابدا صواما قواما كبير القدر. مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين [14] على الصحيح «رضي الله ع».

11-11/1 ع

أبو الدرداء

عويمر بن زيد «رضي الله ع» ويقال عويمر بن عبد الله ويقال بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الإمام الرباني، وكان يقال هو حكيم هذه الأمة. قيل إن إسلامه تأخر إلى يوم بدر ثم شهد أحدا وأبلى يومئذ بلاء حسنا وحفظ القرآن عن رسول الله ﷺ وكان عالم أهل الشام ومقرئ أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم.

روى جملة أحاديث روى عنه ابنه بلال وزوجته أم الدرداء الفقيهة وجبير بن نفير وعلقمة وسعيد بن المسيب وخالد بن معدان وأبو إدريس الخولاني وعدة، آخى رسول الله ﷺ بينه وبين سلمان.

وروى العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة قال: قال أبو الدرداء: بعث النبي ﷺ وأنا تاجر فأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم تجتمعا فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة، والذي نفسي بيده ما أحب أن لي حانوتا على باب لا تخطئني فيه صلاة أربح فيه كل يوم أربعين دينارا وأتصدق بها كلها قيل وما تكره من ذلك قال شدة الحساب.

شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال: أحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب الفقر تواضعا لربي، وأحب المرض تكفيرًا لخطيئتي، مات أبو الدرداء سنة اثنتين وثلاثين، وفي صحيح البخاري عن أنس قال: مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي زيد. قال القاسم بن عبد الرحمن: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم. وروى أبو الضحى عن مسروق قال: وجدت علم أصحاب محمد ﷺ انتهى إلى ستة: إلى عمر، وعلي، وعبد الله، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت «رضي الله ع».

وقال بن أبي مليكة سمعت يزيد بن معاوية يقول: إن أبا الدرداء من الفقهاء العلماء الذين يشفون من الداء.

وروى الليث بن سعد عن فلان قال: رأيت أبا الدرداء دخل المسجد ومعه من الأتباع مثل ما يكون مع السلطان وهم يسألونه عن العلم.

12-12/1 ع

عبد الله بن سلام بن الحارث

الحبر أبو يوسف الإسرائيلي «رضي الله ع» حليف الأنصار. أسلم وقت مقدم النبي ﷺ المدينة وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله ﷺ عبد الله وشهد له بالجنة وفيه نزلت: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِه } وقوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب } وكان عبد الله عالم أهل الكتاب وفاضلهم في زمانه بالمدينة. وروى عدة أحاديث. حدث عنه أنس بن مالك وزرارة بن أوفى قاضي البصرة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو سعيد المقبري وأبو بردة بن أبي موسى وابناه يوسف ومحمد ابنا عبد الله وآخرون.

معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال لما احتضر معاذ قيل له أوصنا قال: إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما فالتمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي أسلم فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إنه عاشر عشرة في الجنة"، أخرجه الترمذي.

مالك عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله ﷺ يقول لأحد إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِه} متفق عليه.

عاصم بن بهدلة عن مصعب عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: "يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة"، فدخل ابن سلام ومن غير وجه أن ابن سلام رأى رؤيا فقصها على النبي ﷺ فقال له: "تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى"، وعنه أنه مر يحمل حزمة حطب فقيل: أليس قد أغناك الله عن هذا؟ قال: بلى، ولكن أردت أن أقمع الكِبْر.

إبراهيم بن أبي يحيى أنا معاذ بن عبد الرحمن عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أنه جاء إلى النبي ﷺ فقال: إنى قرأت القرآن والتوراة فقال: "اقرأ هذا ليلة وهذا ليلة"، فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها، اتفقوا على موت بن سلام في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة «رضي الله ع».

13-13/1ع

أم المؤمنين عائشة «رضي الله ع»

أم عبد الله حبيبة رسول الله ﷺ بنت خليفة رسول الله ﷺ أبي بكر الصديق «رضي الله ع»، من أكبر فقهاء الصحابة. كان فقهاء أصحاب رسول الله ﷺ يرجعون إليها. تفقه بها جماعة.

بنى بها النبي ﷺ في شوال بعد وقعة بدر فأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر فكانت أحب نسائه اليه.

ونزلت الآيات في تبرئتها مما رماها به أهل الإفك وعاشت خمسا وستين سنة. حدث عنها جماعة من الصحابة ومسروق والأسود وابن المسيب وعروة والقاسم والشعبي وعطاء وابن أبي مليكة ومجاهد وعكرمة وعمرة ومعاذة العدوية ونافع مولى بن عمر وخلق كثير.

يروى عن قبيصة بن ذؤيب قال: كانت عائشة أعلم الناس يسألها أكابر الصحابة.

وروى أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.

قلت: كانت غزيرة العلم بحيث إن عروة يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالطب منها، وقال علي بن مسهر أخبرنا هشام عن أبيه قال: ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال وحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا النسب من عائشة «رضي الله ع».

روى هشام عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف فوالله ما غابت عليها الشمس حتى فرقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من ذلك بدرهم لحما؟ فقالت: ألا ذكرتنى؟ رواه عنه هشام بن حسان هكذا.

وأما أبو معاوية فقال: حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة أن عائشة بعثت إليها بمال في غرارتين، قالت: أراه ثمانين ومائة ألف فدعوت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست فقسمته فأمست وما عندها منه درهم فقالت: يا جارية هلمي فطري، فجاءتها بزيت وخبز، فقالت لها أم ذرة: أما استطعت أن تشترى لنا لحما بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفينى لو كنت ذكرتينى لفعلت.

قرأت على أبي إسحاق الأسدي أنا يوسف الآدمى أنا أحمد بن محمد التيمى أنا أبو علي الأصبهاني أنا أبو نعيم أنا بن خلاد أنا الحارث أنا روح أنا حاتم بن أبي صغيرة أنا بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة قتلت جانا فأريت في النوم: والله لقد قتلته مسلما، فقالت: لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي ﷺ؟ فقيل: وهل دخل إلا وعليك ثيابك؟ فأصبحت فزعة فأمرت باثنى عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل.

قلت: توفيت في سنة سبع وخمسين، وقيل في سنة ثمان وخمسين وقد أفردت أخبارها في مصنف «رضي الله ع».

14-14/1ع

عمران بن حصين بن عبيد بن خلف

أبو نجيد الخزاعي، صاحب رسول الله ﷺ إسلامه وقت إسلام أبي هريرة له أحاديث عدة، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة ليفقههم. وقال زرارة بن أوفى رأيت عمران بن حصين يلبس الخز، وقد ولي عمران قضاء البصرة وكان الحسن يحلف بالله ما قدم البصرة أحد خير لهم من عمران بن حصين، حدث عنه زرارة والحسن ومحمد بن سيرين وزهدم الجرمي وعامر الشعبي وابن بريدة ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء العطاردي وآخرون رحمة الله عليهم. وكان ممن يسلم عليه الملائكة. مات سنة اثنتين وخمسين وكان به داء الناصور فاكتوى لأجله فقال: اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن، وروينا أنه لما اكتوى انقطع عنه التسليم مدة ثم عاد اليه، له أحاديث عدة في الكتب وكان من ألباء الصحابة وفضلائهم، مات في عام هو وأبو أيوب الأنصاري وأبو بكرة الثقفي وكعب بن عجرة ومعاوية بن حديج الأمير وخمستهم من الصحابة الذين اعتزلوا صفين «رضي الله ع» على خلاف في أبي أيوب.

15-15/1 ع

زيد بن ثابت

بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقرئ الفرضي. كاتب وحي النبي ﷺ.

قتل أبوه يوم بعاث؛ حرب كان بين الأوس والخزرج قبل الهجرة، فقدم النبي ﷺ وزيد صبي ذكي نجيب عمره إحدى عشرة سنة فأسلم وأمره النبي ﷺ أن يتعلم خط اليهود فجود الكتابة وكتب الوحي وحفظ القرآن وأتقنه وأحكم الفرائض وشهد الخندق وما بعدها، وانتدبه الصديق لجمع القرآن فتتبعه وتعب على جمعه ثم عينه عثمان لكتابة المصحف؛ وثوقًا بحفظه ودينه وأمانته وحسن كتابته. قرأ عليه القرآن جماعة منهم ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وحدث عنه ابنه خارجة وأنس بن مالك وابن عمر ومروان وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وبشر بن سعيد وحجر المدري وطاوس. وعروة وخلق سواهم وكان عمر «رضي الله ع» يستخلفه على المدينة إذا حج. ومناقبه كثيرة.

مات في قول الواقدي عن رجاله وقول يحيى بن بكير وخليفة وابن نمير سنة خمس وأربعين وقيل مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة خمس وخمسين.

جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن مكحول ان عبادة بن الصامت دعا نبطيا ليمسك دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر فقال: ما هذا؟ قال أمرته يمسك دابتى فأبى وأنا رجل في حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟ فترك القود ورضي بالدية.

وروى خارجة بن زيد عن أبيه قال: أتى النبي ﷺ المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة فقرأت على رسول الله ﷺ فأعجبه ذلك، وقال: يا زيد تعلم لي كتابة يهود فإنى ما آمنهم على كتابي، قال: فحذقته في نصف شهر.

قال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ أربعة من الأنصار: أبي وزيد بن ثابت ومعاذ وأبو زيد «رضي الله ع». وفي حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس مرفوعا: "أفرض أمتى زيد بن ثابت". وروى عاصم الأحول عن الشعبي قال: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن. وروى مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: كان أصحاب الفتوى من الصحابة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبي وأبو موسى. وعن سليمان بن يسار قال: ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفتوى والفرائض والقراءة. وروى حجاج بن أرطأة عن نافع أن عمرا استعمل زيدا على القضاء وفرض له رزقا. قال أحمد العجلي: الناس على قراءة زيد وفرض زيد. وعن بن عباس قال: زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم وكان يأخذ له بالركاب.

قال يحيى بن سعيد الأنصاري: لما مات زيد قال أبو هريرة: مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، وقال علي بن رباح: كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال: آلله كان هذا؟ فإن قال: نعم، أفتى وإلا سكت.

16-16/1ع

أبو هريرة

الدوسي اليماني الحافظ الفقيه صاحب رسول الله ﷺ عبد الرحمن بن صخر على الأشهر، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، وقال: كناني أبي بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرة وحشية فلما أبصرهن وسمع أصواتهن أخبرته فقال: أنت أبو هر وكان اسمي عبد شمس.

قدم أبو هريرة مهاجرا ليالي فتح خيبر حفظ عن النبي ﷺ الكثير وعن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وكعب1 وعنه الأغر أبو مسلم وسعيد بن المسيب وبشير بن نهيك وحفص بن عاصم وحميد بن عبد الرحمن الزهري وحميد بن عبد الرحمن الحميري وأبو صالح السمان وخلاس بن عمرو وسالم أبو الغيث وسعيد المقبري وأبوه أبو سعيد وسعيد بن مرجانة وسلمان الأغر وأبو حازم سلمان الأشجعي وأبو يونس سليم بن جبير وسليمان بن يسار وشهر بن حوشب وصالح مولى التوءمة وضمضم بن جوس وطاوس والشعبي وأبو إدريس الخولاني وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن الأعرج وعراك بن مالك وعكرمة وعروة وعطاء ومجاهد وابن سيرين ومحمد بن زياد الجمحي ومحمد بن كعب وموسى بن وردان ونعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر وهمام بن منبه وخلق كثير. وكان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة والعبادة والتواضع قال البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر.

وقيل: كان آدم بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين له ضفيرتان يخضب بالحمرة، وكان من أصحاب الصفة فقيرا ذاق جوعا وفاقة ثم بعد النبي ﷺ صلح حاله وكثر ماله وكان كثير التعبد والذكر ولي إمرة المدينة وناب أيضا عن مروان في امرتها، وكان يمر في السوق يحمل الحزمة وهو يقول: أوسعوا الطريق للأمير، وكان فيه دعابة «رضي الله ع».

قال أبو القاسم بن النحاس: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: رأيت في النوم-وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، أبا هريرة كث اللحية أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له: إنى أحبك فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا.

إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال: لما قدمت على النبي ﷺ قلت في الطريق:

يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت

قال: وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع الغلام فقال النبي ﷺ: "هذا غلامك يا أبا هريرة"، فقلت: هو حر لوجه الله فأعتقته.

أيوب عن محمد أن أبا هريرة كان يقول لبنته: لا تلبسي الذهب فإنى أخشى عليك اللهب.

سليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة قال: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وأبا هريرة إماما.

الزهري عن سالم سمع أبا هريرة قال: سألني قوم محرمون عن محلين أهدوا لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر فأخبرته فقال: لو أفتيتهم بغير هذا لأوجعتك.

أبو بكر الحنفي أنا عبد الله بن أبي يحيى سمعت سعيد بن أبي هند يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "ألا تسألني من هذه الغنائم؟" فقلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله، فنزع صرة على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر الى القمل تدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فصرها إليك، قال فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني.

خالد الحذاء عن عكرمة قال: قال أبو هريرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثنى عشر ألف مرة، وذلك على قدر ذنبى.

وروى زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى أنا أبو نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أنه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به.

قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال قال بن سيرين: قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا مجنون، فيجلس الرجل على صدري فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى؛ إنما هو الجوع.

روى أحمد في مسنده عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "اللهم حبب عُبَيدك هذا-يعنى أبا هريرة وأمه-إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما".

قال أبو نضرة العبدي عن الطفاوي قال نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة اشهر فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله ﷺ أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه.

ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله ﷺ وعائين فأما أحدهما فبثثته في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم قال الأعمش عن أبي صالح السمان كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمد ﷺ.

وقال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وروى كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: قال أبو هريرة: لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ أحفظ لحديثه منى.

أبو داود الطيالسي أنا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه لقى كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب: ما رأيت أحدًا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة.

هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن بن عمر أنه قال: يا أبا هريرة إن كنت لألزمنا لرسول الله ﷺ وأعلمنا بحديثه.

حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ الآخر فيصلي ثم يوقظ الثالث.

أخبرنا إبراهيم بن يوسف، أنا ابن رواحة أنا السلفي أنا ابن البسري أنا السكري أنا الصفار أنا الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة، فإذا غضب عليه بعث مروان وعزله فلم يلبث أن بعث أبا هريرة ونزع مروان فقال لغلام أسود قف على الباب فلا تمنع إلا مروان ففعل الغلام ثم جاء مروان نوبة فدخل وقال حجبنا قال إن أحق من لا أنكر هذا لأنت. توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين قاله جماعة وقال آخرون سنة تسع وقيل سنة سبع وخمسين «رضي الله ع».

17-17/1ع

عبد الله بن عمر بن الخطاب

الإمام «رضي الله ع» أبو عبد الرحمن العدوي المدني الفقيه، أحد الأعلام في العلم والعمل، شهد الخندق وهو من أهل بيعة الرضوان وممن كان يصلح للخلافة فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود مثل الإمام علي وفاتح العراق سعد ونحوهما «رضي الله ع» ومناقبه جمة أثنى عليه النبي ﷺ ووصفه بالصلاح.

قال محمد بن إسماعيل الأحمسي أنا أحمد بن يعقوب بن المسعودي أنا إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي عن أبيه عن ابن عمر أنه قام والحجاج يخطب فقال: عدو الله استحل حرم الله وخرب بيت الله وقتل أولياء الله فقال الحجاج من هذا فقيل: عبد الله بن عمر فقال الحجاج: اسكت يا شيخا قد خرف فلما صدر الحجاج أمر بعض الأعوان فأخذ حربة مسمومة فضرب بها رجل عبد الله بن عمر فمرض ومات منها ودخل عليه الحجاج عائدا فسلم ولم يرد عليه وكلمه فلم يجبه أخرجه البخاري مختصرا.

الزهري عن عبيد الله قال: كان البر لا يعرف على عمر وابن عمر حتى يقولا أو يفعلا. عن نافع قال دخل بن عمر الكعبة فسمعته يقول في سجوده ما يمنعني من مزاحمة قريش في هذا الأمر إلا خوفك.

جرير بن حازم عن يعلى عن نافع قال: لما قدم أبو موسى وعمرو بن العاص أيام حكما قال أبو موسى: لا أرى لها غير ابن عمر، فقال عمرو له: إنا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال تعطينى مالا على أن أبايعك فقال ابن عمر ويحك يا عمرو فقال إنما قلت لأجربك قال: لا والله لا أعطى عليها ولا أقبل عليها ولا أفعلها إلا عن رضى من المسلمين.

يحيى الحماني أنا شريك عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال كان ابن عمر حبر هذه الأمة. وروى قتادة عن سعيد بن المسيب قال: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر.

وقال سلام بن مسكين سمعت الحسن يقول أتوا ابن عمر فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم والناس بك راضون اخرج نبايعك، قال لا والله لا يهراق في محجمة دم.

ابن عيينة عن عمر بن محمد بن زيد سمعت أبي يقول: ما ذكر ابن عمر رسول الله ﷺ قط إلا بكى وما مر على ربعهم إلا غمض عينيه وما أحسن قول سفيان الثوري: يقتدى بعمر في الجماعة وبابنه في الفرقة.

الضحاك بن عثمان عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار قال كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر فكنت أكثر ما أسمع بن عمر يقول: لا أدري، وابن عباس لا يرد أحدا فسمعت ابن عباس يقول عجبا لابن عمر ورده الناس ألا ينظر في ما يشك فإن كانت مضت به سنة قال بها وإلا قال برأيه قال: سمعت بن عباس وسئل عن مسألة فارتج فيها فقال: البلاء موكل بالقول.

عتيق بن يعقوب سمعت مالكا يقول قال لي ابن شهاب: لا تعدلن برأي ابن عمر فإنه أقام ستين سنة بعد رسول الله ﷺ فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر أصحابه.

قال يحيى بن يحيى التميمي قلت لمالك؟ أليس قلت سمعت المشايخ يقولون من أخذ بقول بن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال: نعم.

وذكر نافع أن عبد الله تتبع أمر رسول الله ﷺ وآثاره وأفعاله حتى كأنه خيف على عقله.

محمد بن سوقة عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لم يكن أحد من الصحابة إذا سمع من رسول الله ﷺ حديثا احذر أن لا يزيد فيه أو ينقص منه ولا ولا من بن عمر.

حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد أن الحجاج خطب فقال:إن ابن الزبير بدل كلام الله، فقام بن عمر فقال: كذب لم يكن بن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله ولا أنت، قال إنك شيخ قد خرفت اقعد، قال أما أنك لو عدت عدت.

عمران بن حدير عن أبي مجلز شهدت بن عمر والناس يسألونه فقال: إياكم عنى إياكم عني فأنى كنت مع من هو أفقه مني، ولو علمت أني أبقى حتى يفتقر إلي لتعلمت لكم.

توفي ابن عمر في أول سنة أربع وسبعين [15] وهو شقيق أم المؤمنين حفصة «رضي الله ع»، قال جابر: ما منا إلا من مالت به الدنيا ومال بها الا عبد الله بن عمر «رضي الله ع».

18-18/1ع

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب «رضي الله ع»

الإمام البحر عالم العصر أبو العباس الهاشمي بن عم رسول الله ﷺ وأبو الخلفاء: مات رسول الله ﷺ ولعبد الله ثلاث عشرة سنة وقد دعا له النبي ﷺ أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل.

خالد الحذاء قال عن عكرمة عن ابن عباس قال مسح النبي ﷺ رأسي ودعا لي بالحكمة.

أبو عاصم أنا شبيب بن بشر أنا عكرمة عن بن عباس قال دخل رسول الله ﷺ المخرج ثم خرج فإذا تور مغطى فقال: "من صنع هذا؟" قال عبد الله فقلت: أنا، فقال: "اللهم علمه تأويل القرآن ".

الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد.

الأعمش عن أبي وائل استعمل على ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها.

المدائني عن نعيم بن حفص قال أبو بكر: قدم بن عباس علينا البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وبيانا وجمالا وكمالا.

عبد الرزاق عن معمر قال: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر وعلي وأبي بن كعب «رضي الله ع».

أبو بكر بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن بن عباس قال: كنت أسمع بالرجل عنده، الحديث، فآتيه فأجلس حتى يخرج فأسأله ولو شئت أن أستخرجه لفعلت.

زائدة أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني أنا عبد الله بن شداد قال قال لي بن عباس: يا ابن شداد ألا تعجب؟ جاءني الغلام وقد أخذت مضجعي للقيلولة فقال: هذا رجل بالباب يستأذن، فقلت ما جاء به إلا حاجة، إيذن له قال فدخل فقال ألا تخبرنى عن ذاك الرجل؟ قلت أي رجل؟ قال علي بن أبي طالب متى يبعث؟ قلت: سبحان الله، إذا بعث من في القبور، فقال، ألا أراك تقول كما يقول هؤلاء الحمقى، فقلت أخرجوه أو لأضربنه.

معمر عن قتادة عن مطرف سمعت بن عباس يقول: مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة.

توفي ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين فصلى عليه محمد بن الحنفية وقال: اليوم مات ربانى هذه الأمة «رضي الله ع».

19-19/1ع

عبد الله بن عمرو بن العاص

العالم الرباني «رضي الله ع» أبو محمد وأبو عبد الرحمن القرشي السهمي، أحد من هاجر هو وأبوه قبل الفتح وأبوه أسن منه بأحد عشر عاما فقط وكان النبي ﷺ يفضله على والده وقد كان من أيام النبي ﷺ صواما قواما تاليا لكتاب الله طلابة للعلم، كتب عن النبي ﷺ علما كثيرا وكان يعترف له أبو هريرة بالإكثار من العلم، وقال: فإنه كان يكتب عن النبي ﷺ وكنت لا أكتب وكان خيرا مقبلا على شأنه ويلوم أباه على القيام نوبة الفتنة ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق فحضر صفين ولم يسل سيفا وكان أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن النظر فيها ورأى فيها عجائب قد خلف له أبوه أموالا عظيمة وكان له عبيد وخدم وله بستان بالطائف يسمى الوهط قيمة ألف ألف درهم حمل عنه المصريون علما كثيرًا.

توفي بمصر سنة خمس وستين ليالي حصار الفسطاط فلما توفي لم يقدروا أن يخرجوا بجنازته لمكان الحرب بين مروان بن الحكم وعسكر بن الزبير فدفن بداره «رضي الله ع» حدث عنه ابن المسيب وعكرمة وأبو عبد الرحمن الحبلي وعروة ووهب وابن أبي مليكة وأبو عمرو شعيب بن محمد حفيده.

20-20/1ع

عقبة بن عامر الجهني

صاحب رسول الله ﷺ، كان فقيها علامة قارئا لكتاب الله بصيرا بالفرائض فصيحا مفوها شاعرا كبير القدر، قال بن يونس مصحفه بخطه وهو الآن موجود ولي إمرة مصر لمعاوية ثم عزله وأغزاه البحر سنة سبع وأربعين وقيل كان يخضب بالسواد قلت: وفي حديثه كثرة وحدث عنه جبير بن نفير وأبو عشانة حي بن يؤمن وأبو قبيل حي بن هانئ المعافريان وبعجة بن عبد الله الجهني وسعيد المقبري وأبو الخير مرثد اليزني وعلي بن رباح وآخرون أرخ بن يونس موته في سنة ثمان وخمسين [16] «رضي الله ع».

21-21/1ع

جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام

الإمام أبو عبد الله الأنصاري الفقيه: مفتي المدينة في زمانه: كان آخر من شهد بيعة العقبة في السبعين من الأنصار وحمل عن النبي ﷺ علما كثيرا نافعا وله منسك صغير في الحج أخرجه مسلم، وأراد شهود بدر وشهود أحد فكان أبوه يخلفه على أخواته ثم شهد الخندق وبيعة الرضوان. عمر دهرا وشاخ وأضر.

روى حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه قال: استغفر لي رسول الله ﷺ ليلة البعير خمسا وعشرين مرة، وقيل انه شهد بدرا.

وقال محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أصحابي يوم بدر، أخرجه أبو داود من طريق أبي معاوية الضرير ولفظه: كنت أميح الماء يوم بدر، قال بن عيينة لقى عطاء وعمر وجابر بن عبد الله سنة جاور بمكة.

قلت: حدث عنه سعيد بن ميناء وأبو الزبير وأبو سفيان طلحة بن نافع والحسن البصري وسالم بن أبي الجعد ومحمد بن المنكدر وخلق كثير عاش أربعا وتسعين سنة، توفي في سنة ثمان وسبعين [17] «رضي الله ع».

22-22/1ع

أبو سعيد الخدري

سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي المدني. كان من علماء الصحابة وممن شهد بيعة الشجرة، روى حديثا كثيرًا وأفتى مدة وأبوه من شهداء أحد، عاش أبو سعيد ستا وثمانين سنة [18] وحدث عنه بن عمرو جابر بن عبد الله وغيرهما من الصحابة وعامر بن سعد وعمرو بن سليم ونافع مولى بن عمر وأبو نضرة العبدي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعدة مات في أول سنة أربع وسبعين ويروى ان أبا سعيد كان من أهل الصفة وحديثه كثير فمنه في الصحيحين ثلاثة وأربعون حديثا، وانفرد البخاري بستة عشر حديثا له وانفرد مسلم له باثنين وخمسين حديثا «رضي الله ع».

23-23/1ع

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم

الإمام أبو حمزة الأنصاري النجاري المدني. خادم رسول الله ﷺ وله صحبة طويلة وحديث كثير وملازمة للنبي ﷺ منذ هاجر الى أن مات، ثم أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي طائفة وعمر دهرا وكان آخر الصحابة موتا، روى عنه الحسن والزهري وقتادة وثابت البناني وحميد الطويل وسليمان التيمى ويحيى بن سعيد الأنصاري وأمم سواهم خرج له البخاري دون مسلم ثمانين حديثا وانفرد له مسلم بسبعين حديثا واتفقا له على إخراج مائة وثمانية وعشرين حديثا.

مات في سنة ثلاث وتسعين قاله حميد الطويل وابن علية وسعيد الضبعي وأبو نعيم والفلاس وقعنب والسري بن يحيى وخلق، وقال قتادة والهيثم بن عدى وأبو عبيد: مات سنة إحدى وتسعين، وروى معن بن عيسى عن ولد لأنس أنه توفي سنة اثنتين وتسعين، تابعه الواقدي. وروى جرير بن حازم عن شعيب بن الحبحاب أنه توفي سنة تسعين «رضي الله ع».

ومن نبلاء الصحابة الذين حديثهم في الصحاح

أسيد بن الحضير الأسهلي البدري، والبراء بن عازب الأنصاري الأوسي، وبريدة بن الحصيب الأسلمي نزيل مرو وعالمها، وبلال بن رباح التيمى مؤذن رسول الله ﷺ نزيل داريا، وجابر بن سمرة السوائي، وجبير بن مطعم القرشي النوفلي، وجرير بن عبد الله البجلي، وحذيفة بن اليمان صاحب السر وكان من كبار العلماء وحكيم بن حزام الأسدي، وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري من البدريين النجباء، وخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الأمير سيف الله وخباب بن الأرت أحد السابقين ورافع بن خديج الأنصاري والزبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي بن عمة النبي ﷺ وحواريه، وزيد بن أرقم الأنصاري. من أهل بيعة الرضوان وزيد بن خالد الجهني، وأبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري. وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي أحد العشرة، وسلمان الفارسي أبو عبد الله كان كبير القدر وهو أسن الصحابة مطلقا في قول، وسلمة بن الأكوع أحد الشجعان الموصوفين وسمرة بن جندب الفزاري، وسهل بن حنيف أحد البدريين، وسهل بن سعد الساعدي آخر من مات بالمدينة من الصحابة. وشداد بن أوس الأنصاري، وأبو أمامة صدى بن عجلان الباهلي، وصهيب بن سنان النمري أحد السابقين، وطلحة بن عبيد الله التيمى الشهيد أحد العشرة، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، وعبادة بن الصامت الأنصاري البدري أحد النقباء، والعباس بن عبد المطلب الهاشمي عم رسول الله ﷺ، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي آخر الصحابة موتا بالكوفة، وعبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، وعبد الله بن مغفل المزني من علماء البصرة، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمى، وعبد الرحمن بن سمرة القرشي العبشمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهري البدري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وعتبان بن مالك السالمي الأنصاري البدري، وعدي بن حاتم الطائي، وعقبة بن عمرو أبو مسعود البدري الأنصاري، وعمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي أحد السابقين الأولين، وعمر بن أبي سلمة المخزومي، وعمرو بن أمية الضمري، وعمرو بن العاص السهمي الأمير، وعوف بن مالك الأشجعي، وقيس بن سعد بن عبادة الخزرجي سياف النبي ﷺ، وكعب بن عجرة الأنصاري، وكعب بن مالك السلمي شاعر النبي ﷺ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومالك بن الحويرث الليثي، والمسود بن مخرمة بن نوفل الزهري، والمسيب بن حزن المخزومي، ومعاوية بن أبي سفيان الأموي، ووالده ومعقل بن يسار، والمغيرة بن شعبة الثقفي نائب الكوفة، والمقداد بن الأسود الكندي أحد السابقين، وأبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي والنعمان بن بشير بن سعد الأنصاري والنعمان بن مقرن المزني ونفيع بن الحارث أبو بكرة الثقفي وواثلة بن الأسقع الكناني وأبو جحيفة وهب السوائي، وأبو أسيد الساعدي، واسمه مالك وأبو حميد الساعدي منذر، وقيل عبد الرحمن، وأبو رافع القبطي مولى النبي ﷺ، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قتادة الأنصاري الحارث، وقيل: نعمان وقيل:، عمرو وأبو لبابة الأنصاري عبد المنذر وقيل رفاعة وأبو واقد الليثي الحارث وقيل: عوف «رضي الله ع».

ومن النساء

أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية، وأم المؤمنين حفصة بنت عمر العدوية، وأم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الاموية، وأم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية، وزينب بنت أبي سلمة المخزومية، وفاطمة ابنة رسول الله ﷺ الهاشمية، وأم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وأختها أم المؤمنين ميمونة، وأم عطية الأنصارية نسيبة، وأم المؤمنين أم سلمة هند المخزومية، وأم حرام بنت ملحان الأنصارية، وأختها أم سليم، وأم هانئ أخت علي بن أبي طالب «رضي الله ع».

هامش

  1. رواه البخاري في كتاب الجنائز باب 34.
  2. رواه ابن ماجه في المقدمة باب 4. "221"
  3. رواه أحمد في مسنده "1/113" "4/250، 252، 255".
  4. رواه البخاري في كتاب الأدب باب 109.
  5. رواه الترمذي كتاب المناقب باب 19. ابن ماجة/5 في المقدمة باب 11.
  6. رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 9 الترمذي في كتاب المناقب باب 20. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11.
  7. رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 4. مسلم في كتاب الإيمان حديث 129، 131.
  8. رواه أبو داود في كتاب الوتر باب 26. الترمذي في كتاب الصلاة باب 181.
  9. رواه ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. أحمد في مسنده "1/7، 26. 38.
  10. الكنيف تصغير كنف: الوعاء
  11. وقيل سنة اثنتين وثلاثين.
  12. رواه الترمذي في كتاب المناقب باب 35. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11.
  13. رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب 31. مسلم في كتاب المسافرين حديث 235، 236.
  14. وقيل عام 50.
  15. وقيل سنة 73.
  16. وقيل قرابة الستين.
  17. وقيل عام 73 وقيل عام 77.
  18. مات عام 63 وقيل 63 وقيل 65 وقيل 74.