الرئيسيةبحث

شيرين و خسرو


ذكر قصة شيرين مع كسرى برويز، و حكاية بهربذ المطرب

مقال في قصة شيرين مع كسرى برويز

قال صاحب الكتاب: كان برويز، و فى مقتبل عمره و رعيان شبابه فى حياة أبيه، و لا يميل من نسائه و جواريه إلا الى شيرين. و كانت عنده بمثابة العين الباصرة لا يثنى على غيرها خناصره. فلما ملك اشتغل عنها بسبب ما بلى به من وقائع بهرام جوبين. فلم تكن تخطر بباله لاشتعاله فى حاله. فلما انتهت تلك النوبة، و تصرمت تلك النبوة، و قتل بهرام، و ارتفعت العوائق و الموانع، و تفرّغ الملك، و دار على ما يريده الفلك استمرّ على إعراضه عنها و اطراحه لها. فجعلت تبكى و تجزع، و على بعاده تتوجع.


خروج كسرى برويز للصيد و رؤية شيرين و إرسالها إلى حرمه

فاتفق أنه عزم على الخروج للصيد. و كان من عادته اذا ركب للصيد أن يقاد له ثلاثمائة جنيبة بعدّة الذهب، و يسعى بين يديه ألف و ستة و ستون راجلا بأيديهم المزاريق، و ألف و أربعون بأيديهم السيوف و العصىّ ، و يخرج معه سبعمائة من« النازداريه»، و ثلاثمائة من الفهّادين ، و سبعون أسدا و نمرا معلمة، مجللة بالديباج، مشدودة الأفواه بسلاسل الذهب، و يستصحب ألف عوّاد على رءوسهم أكاليل الذهب، و مائتى غلام على يد كل واحد منهم مجمر يوقد له العود و العنبر.

فى الموكب، و مائتى نفس من الشبان معهم النرجس و الزعفران يتقدّمون الموكب حتى ترد الريح ريحها الى مشامّ الملك. و قدّام هؤلاء مائة سقاء معهم قرب الماء يرشون الطريق حتى لوهب هواء لم يحمل غبارا من الأرض فيمسه به. و حواليه ثلاثمائة فارس من شباب أولاد الملوك فى ملان الوشى، و على رأسه الدِرَفش الكابيانى يخفق.

فخرج برويز على هذه الهيئة و سمعت به شيرين فظاهرت بين حلَيْها و حُلَلها ، و تبرجت فى وشائعها و رفارفها، و صعدت الى سطحها. و لما قرب موكب الملك أشرقت عليه، و وقفت بمرأى و مسمع منه و بكت، و قالت بصوت رخيم: أيها الملك الهمام! أين ذاك الحب و الغرام؟ أين تلك الليالى التى كنت لا تذوق فيها طعم المنام؟ أين تلك المواثيق و العهود؟ ترى تلك الأيام تعود؟.

لا رأى السوء من يراك يد الدهرم و أحيا الإله من حياكا أى نور لناظرىّ اذا ما مرّ يوم و ناظرى لا يراكا

و طفقت تشكوه اليه بثها و خزنها و تذرى دمعها، و تمرى جفنها. فلما سمع الملك ذلك اصفر وجهه، و اغرورقت بالدموع عينه فنفذ اليها أربعة خادما، و مركبا من المراكب الخاصة، و أمر بأن تحمل الى حجرته المذهبة المرصعة. و سار فى طريقة الى متصيده. و لما قضى و وطره من الصيد و القنص و طاف فى السهل و الجبل ثنى عنانه نحو البلد فى تلك المواكب الرائقة، و الكواكب المونقة. و الأرض تطن بأعازيد القيان، و نغمات المسمعات الحسان. فلما دخل الى الايوان خرجت شيرين و خرّت تقبل الأرض تحت قدمه.

فدعا الملك موبذ الموبذان و أمره أن يزوّجه شيرين على رسمهم و آيينهم ففعل.


نصائح كبار الدولة و الموابذة لكسرى برويز

و استقاضت الأخبار فى المدينة بتحوّل شيرن الى قصر. الملك. فعظم ذلك على. أكابر الدولة و أعيان الحضرة، و سائر الموابذة و العلماء فلم يدخلوا ثلاثة أيام على برويز. فقعد فى اليوم الرابع و استحضرهم و استدعاهم. فلما حضروا سألهم عن غيبتهم و استوحش لانقطاعهم. فلم يتكلم منهم أحد و أومَوا الى موبذ الموبذان ليجيب الملك عنهم.

فقال الموبذ و تكلم بفصل ثم قال: أيها الملك! انما ضاقت صدورنا منك لأنك أعدت شيرين الى بيتك. و ذكر فصلا فى مساويها. فسكت الملك و لم يحر جوابا.

فقال الموبذ: غدا يجيبنا الملك عن كلامنا. فقاموا: و لما أصبحوا عادوا الى إيوان الملك فأمر برويز بإحضار طست من الذهب الأحمر فيه دم عبيط. فوضع بين الناس فرأوا ذلك فتعجبوا.

ثم أمر فرفعوا الطست و أراقوا الدم، و غسلوه و نظّفوه و طيّبوه ثم صقلوه حيث صار.

قتل شيرين لمريم ابنة القيصر و حبس كسرى برويز لابنه شيرويه

قال: و كان الملك ليلا و نهارا مع مريم بنت قيصر فغارت منها شيرين حتى سقتها سما فماتت. ثم جعل الملك بعد سنة مكانها لشيرين. و أما ولده شيرويَه فانه لما بلغ ست عشرة سنة طاول بقدّه . أبناء الثلاثين فأحضره الملك المؤدبين و المعلمين. و كان الموبذ المعلم يرقبه و يضبط حركاته و سكناته، على مقتضى أمر الملك.

فدخل عليه يوما و رآه و بيده كف دئب و قرن جاموس يضرب أحدهما بالآخر، و يلعب لعب الصبى العارم. فنظير المعلم من كف الذئب و ذلك القرن، و تفرّس فيه الشر. فدخل على موبذ الموبذان و شكا اليه سوء أدب شيرويه و وقاحته. فحكى موبذ الموبذان ذلك لملك فعظم عليه و تذكر قول المنجمين و ما رأوه فى طالعه فبقى من ذلك و قيد القلب.

فلما بلغ الشاب ثلاثا و عشرين سنة ضاق منه صدر أبيه، لما كان يصدر منه من حركاته الموحشة، فألزمه إيوانه، و جعله سجنا له لا يمكن من الخراج منه. و أحصوا رضعاءه و غلمانه فبلغوا ثلاثة آلاف نفس من صغير و كبير. فنفوا البعض، و أثبتوا البعض، بعد أن كانوا يدّرون عليهم أرزاقهم. و خرقوا القصور بعضها الى بعض حتى كان شيرويه يتردد فيها. و كلوا به و بمن معه أربعين نفسا يحفظونهم ليلا و نهارا.و سيأتى تمام خبره من بعد.


فهرس ت قصص الشاهنامة
فاتحة الكتابكيومرثهوشنغطهمورثجمشيدضحاكأفريدونمنوشهرزال • سفيدج • نوذرزو بن طهماسبغرشاسبكيقبادهفتخوان رستموقعة هاماورانوقعة بروازسهرابسياوش • كيخسرو • طواف الممالك • عهد بحيرة هسروه • وقعة فرود بن سياوشكاموس الكشاني • بولاطوند • أخوان ديوبيجن • يازدهرخ • كهار الكهانی • جوذرر و بيران • الإصبهبذين • فرشيذ و لهاك • إنهزام أفراسياب • يأس كيخسروي • قسمة الممالك على الأكابر • لهراسب • زرادشت • كشتسب • زرير • هفتخوان اسفنديار • رستم و اسفنديار • شغادبهمن بن اسفنديار • هماي جهرزاد • داراب • دارا بن داراب • اسكندر • مدينة البراهمة • مبدأ أمر أردشير • اشكانيون • هفتواد • جلوس أردشير على العرش • سابور بن اردشير • هرمزد • بهرام • بهرام بهراميان • نرسي بن بهرام • هرمز بن نرسي • سابور ذوالأكتاف • بهرام بن سابور • أردشير المحسن • سابور الثالث • يزدجرد بن سابوربهرام جور • يزدجرد بن بهرام جور • هرمز بن يزدجرد • فيروز • بلاش • قباذ • خروج مزدك • نوشزاد بن أنوشيروان • المرأة النصرانية • حرب رام برزين • رؤيا أنوشروان • بزرجمهر الحکيم • مأدبة أنوشيروان • مهبود وزير • سورستان • كو و طلخند • الراي ملك الهند • برزويه الطبيب • قتال الروم • هرمزد بن كسري • بهرام جوبين • كسري برويز • شيرين و خسرو • شيرين و فرهاد • طاق الديس • إيوان المدائن • شيرويه • أردشير بن شيرويه • فرائين • بوراندخت • ازرمدخت • فرخزاد • يزدجرد الثالث
عدل هذا الفهرس