الرئيسيةبحث

السيارة ( Car )



السيارات يسَّرت للكثير من الناس الوصول إلى المنتجعات الجبلية البعيدة. وتصطف هذه السيارات في منتجع للتزلج في الجبال شمالي إيطاليا.
اختناقات المرور أمر شائع في كل مدينة كبيرة. وهذا واحد منها في غوانغزهاو أكبر مدينة في جنوبي الصين.
شاحنات ذات تصميم خاص تنقل السيارات الجديدة من المصانع إلى الموانئ أو إلى وكالات البيع. يمكن للناقلات ذات الطابقين (المبينة أعلاه)، أن تنقل عدة سيارات في آن واحد.
الروبوت الصناعي يستخدم لإنتاج السيارات في مصنع داجنهام، في إنجلترا.
معارض السيارات السنوية التي تعرض أحدث الطرز العالمية، تَجْذِبُ حشودًا كبيرة من الناس في جميع مدن العالم.
المناطق الأسترالية الداخلية البعيدة تتطلب القيادة فيها سيارات متينة مثل هذه السيارة اللاندروفر التي تعمل بنظام الدفع بالعجلات الأربع.
السَّيَّـارة إحدى وسائل النقل والمواصلات في العالم. هناك أكثر من 400 مليون سيارة ركاب وما يزيد على 100 مليون شاحنة خفيفة مقفلة أو مكشوفة. ويستخدم ملايين الأشخاص سياراتهم لتساعدهم على كسب الرزق أو السّفر بهدف المتعة.

توجد معظم سيارات العالم في كلّ من الولايات المتحدة، وكندا، واليابان، وأوروبا الغربية. وقد تغيرت أساليب الحياة في جميع هذه الدول تغيرًا كبيرًا بسبب السيارة، فلم يعد سكان المناطق الزراعية يعيشون في عزلة. ففي معظم الدول، تتيح لهم سياراتهم إمكانية الوصول بسهولة إلى المدن والحواضر. وأدّى ازدياد قابلية الانتقال لجميع فئات الشعب إلى استمتاع أكبر بأوقات الفراغ ؛ إذ مكّن تطور السيارة سكان المدن من السفر إلى الريف لقضاء فترة استجمام، كما صار بإمكان الناس زيارة أقربائهم القاطنين في مناطق بعيدة أو نائية.

حدّد استخدام السيارة على نحو واسع سمات كثيرة مميزة للحياة العصرية. يرتبط الكثير من هذه السمات بالولايات المتحدة، الدولة الأولى التي أصبح استخدام السيارة شائعاً فيها. وتشمل هذه السمات إنشاء مراكز تجارية وفنادق خارج المدن، وإنشاء أنواع مختلفة من الأماكن التي يمكن ارتيادها بالسيارات بما في ذلك المطاعم والمصارف ودور السينما. وتوجد في دول كثيرة طرقات عامة ضخمة أنشئت بالدرجة الأولى للسيارات.

قبل أن يمتلك الناس السيارات، كانوا يمشون أو يركبون الدراجات لقطع مسافات قصيرة. وكان السفر لمسافات طويلة يتم في معظمه بالقطار أو بالترام أو بنوع من العربات التي تجرها الخيول أو بالجمال. وفي الواقع، كانت السيارات البدائية تسمى أحيانًا عربات بلا أحصنة.

يمكن أن يعزى منشأ السيارة إلى أوروبا. لكنها في الواقع، أصبحت أهم وسيلة نقل في الولايات المتحدة أولاً. وكانت معظم السيارات الأوروبية تصنع يدوياً، وكانت غالية الثمن، فكان الأغنياء فقط هم القادرين على شرائها. وفي أوائل القرن العشرين، بدأ كلّ من رانسم إيلي أولدز وهنري فورد ورواد آخرون عمليات الإنتاج بالجملة للسيارات. وعلى الرغم من أن بعض الناس لم تعجبهم "العربة بلا أحصنة"، فقد رحّب كثيرون بقدوم الآلة الجديدة، لأنها ستقوم مقام العربات التي تجرها الخيول. فلم يعد روث الخيل المقزز مبعثراً على الطرقات ؛ يصدر روائح كريهة جداً ويجذب الذباب الناقل للأمراض. ولم يعد الناس بحاجة إلى تحمل عبء رعاية الخيول أو إلى التقيد بالتنقل إلى مسافات قصيرة.

في الوقت الحاضر، تملك الولايات المتحدة الأمريكية، نحو 130 مليون سيارة، أي أكثر من أي دولة أخرى. ففي كل من الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا وألمانيا الغربية سيارة لكل شخصين تقريبًا. أما بريطانيا فلديها سيارة لكل ثلاثة أشخاص تقريبًا، ولدى اليابان سيارة لكل أربعة أشخاص.

وتعد صناعة السيارات واحدة من أهم الصناعات في العالم ؛ إذ يُنتج منها أكثر من 30 مليون سيارة سنويًا. وتنتج اليابان والولايات المتحدة معاً نحو نصف إنتاج العالم من السيارات. ومن أهم الدول الأخرى التي تنتج السيارات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا. وهناك صناعة سيارات أيضاً في كل من أستراليا وتشيكوسلوفاكيا (السابقة) والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا والسويد والمملكة المتحدة.

وترغب دول نامية كثيرة في إنشاء صناعة سيارات. وذلك لأنها تكفل وتدعم مجالاً واسعًا من الأعمال، كما تحفز النمو الاقتصادي. والواقع أن صناعة السيارات مُسْتَهْلِك مهم لصناعات أخرى، مثل صناعة الفولاذ. ويعمل الملايين من الناس في أعمال ترتبط بالسيارات، كصالات العرض وورش الإصلاح ومحطات الوقود.

أحدثت السيارات مجالات واسعة للعمل، و أضافت منافع كثيرة إلى الحياة اليومية. ولكنها جلبت أيضًا مشكلات كثيرة ؛ فقد قلل ازدحامُ السيارات، خصوصاً في المدن الكبرى، من فوائد اقتناء السيارة، كما خلقت مشكلات الضجيج والتلوث. وتعاني الدول التي ليس لديها صناعة سيارات من مشكلات اقتصادية ناجمة عن التكلفة المرتفعة لاستيراد السيارات. و من ناحية أخرى، فقد أصبحت حوادث السيارات واحدة من أخطر المشكلات في الوقت الحاضر.

عولجت مشكلات استخدام السيارة بوسائل عدة خلال السنوات الأخيرة. فقد تم خفض التلوث في أماكن كثيرة عن طريق قوانين تنظم تصميم السيارات. كما اكتشف المهندسون أساليب لبناء طرق أكثر أمانًا، وطوَّر منتجو السيارات عوامل الأمان في السيارات وحسَّنوها. وقد ألزمت القوانين في دول كثيرة السائقين باستخدام تجهيزات الأمان في السيارات مثل أحزمة الأمان.


أهمية السيارات

أثّر تطور السيارات تأثيراً هائلاً في أسلوب حياة الناس في معظم أنحاء العالم. وربما لم يُحْدِث أي اختراع أو اكتشاف أو أي تقدم تقني آخر تأثيراً في المجتمع أكبر وأسرع من اختراع السيارة.

السيارات توفر للمصطافين حرية السفر إلى أماكن قريبة أوبعيدة عن منازلهم. وتمثل السيارة وسيلة سفر مريحة وملائمة ورخيصة.

التأثير الاجتماعي:

وفَّرت السيارة للكثيرين حرية الحركة. فهي تمكنهم من أن يقرروا المكان الذي يرغبون الذهاب إليه والزمان الذي يصلون فيه إلى ذلك المكان. وتؤثر السيارة في تحديد أماكن سكن الناس ومواقع عملهم، وفي كيفية قضاء أوقات الفراغ. بدأت التغيرات المدهشة التي أحدثتها السيارة في حياة الناس في الولايات المتحدة، وانتشرت بعد ذلك في معظم أنحاء العالم، خصوصاً في الدول الصناعية. أما في الدول النامية، فتعمل السيارة على تغيير أنماط الحياة على نحو متزايد.

عندما تم إنتاج السيارات الأولى، كان الأغنياء فقط هم القادرين على شرائها. ولكن سرعان ما انخفضت أسعارها بسبب ازدياد الإنتاج استجابة لنمو الطلب. وقد أدّى ذلك إلى وضع السيارة في متناول يد عدد متزايد من الناس. ووجد سكان المدن الأثرياء أن اقتناء سيارة أرخص من الإبقاء على حصان وعربة. كما أدى النمو في اقتناء السيارات إلى بناء طرقات أكثر وأفضل، مما زاد أيضًا في حركة السفر.

ومع أن الذين اشتروا السيارات، كانوا في البداية من سكان المدن الأغنياء، فقد أصبح سكان الريف يشكلون المجموعة الضخمة الأولى من مالكي السيارات. ففي أواخر عام 1890م، كان معظم الناس في أمريكا، وأستراليا، ومعظم أوروبا يقطنون المناطق الريفية. وكان كثير منهم من المزارعين أو من القاطنين في مدن صغيرة تخدم المزارعين. وفي أوائل القرن العشرين أصبح هؤلاء أول جماعة ضخمة من مشتري السيارات. والواقع أن السيارات والشاحنات ساعدت المزارعين على بيع منتجاتهم على نحو أسرع وفي مناطق أبعد، ومكنتهم من السفر الكثير وبراحة أكبر من أي وقت مضى.

قبل اختراع السيارات، كان عمال المدن يمشون، أو يركبون الدراجات أو القطارات أو العربات التي تجرها الخيول للوصول إلى أماكن عملهم. ولكن، عندما تحسنت الطرقات وانتشر اقتناء السيارات خلال العشرينيات، من القرن العشرين، ازدادت حركة انتقال الناس إلى الضواحي بسبب الحرية التي توفرها السيارة. وفي أواسط الخمسينيات، بدأت المصانع بالانتقال إلى الضواحي أيضاً.

التأثير الاقتصادي:

تعتمد بعض الدول الصناعية، مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا على إنتاج السيارات لتوفر العمل للملايين من العمال. وحتى في الدول الصناعية التي لديها إنتاج ضئيل للسيارات أو ليس لديها مثل هذا الإنتاج ـ مثل، النرويج ونيوزيلندا ـ أصبح الاستخدام الكبير للسيارات أمرًا حيويًا للاقتصاد. والواقع أن محطات الوقود والفنادق والمطاعم وكذلك الأعمال الأخرى التي توفر الخدمات للمسافرين بالسيارات، تُعَدُّ ذات أهمية كبرى للرفاهية الاقتصادية في جميع الدول الصناعية، كما أنها ذات شأن متزايد في الدول النامية. وبالإضافة إلى ذلك، بدأ كثير من الدول النامية بتصنيع المركبات الآلية أو بتركيب أجزائها لحفز الصناعة وتوفير المركبات اللازمة للتطور. فقد، أنشأت الصين، على سبيل المثال قاعدة كبيرة لصناعة السيارات ووسعت الفلبين إنتاج القطع بهدف التصدير إلى منتجي السيارات في الدول الأخرى. لمزيد من المعلومات عن التأثير الاقتصادي للسيارة، ★ تَصَفح الجزء الخاص بصناعة السيارات في هذه المقالة.

المركبات الآلية المنتجة في أستراليا تشتمل على تلك المركبات المصنوعة في مصانع ميتسوبيشي في أديليد. تعتبر صناعة السيارات واحدة من الصناعات الرئيسية في أديليد.

مشكلات الأمان:

يُقَدَّر عدد ضحايا حوادث السيارات في العالم بنحو 300,000 شخص سنويًا. ويمثّل الشباب جزءاً كبيراً من هؤلاء الضحايا. ففي أمريكا هناك ضحايا تراوحت أعمارهم بين خمس سنوات و 32 سنة بسبب حوادث السير أكثر من أي سبب آخر. ويشكل الشباب كذلك أعلى نسبة في حوادث الطريق بين جميع السائقين.

يعد السائقون العامل الرئيسي في أمان المركبات لأنهم المسؤولون عن نحو ثلثي الحوادث بصفة عامة. فهم يسببون الحوادث بسرعتهم المفرطة، وبقيادتهم في المسار الخاطئ وبقيامهم بانعطافات غير ملائمة، وبمخالفتهم قواعد القيادة الآمنة. كما يتسبب السائقون السُّكَارى في الكثير من وفيات المرور ؛ ذلك أن الكحول يجعل رد فعل السائق بطيئاً، ويخفض التيقظ والقدرة على التركيز، ويضعف الرؤية.

وقد أصبحت السيارات أكثر أمانًا على مدى السنين بسبب التحسينات التي تم إدخالها على تصميمها وصناعتها ؛ إذ يجب على منتجي السيارات التقيد بالمعايير الصارمة التي تفرضها الحكومات بهدف تفادي الحوادث وحماية السائقين والركاب. وتشتمل هذه المعايير على أمورمثل التركيب الأساسي للأضواء، عاكسات الضوء، المكابح، الإطارات، النوافذ، ماسحات الزجاج الأمامي، أجهزة لوحة القيادة. وتتضمن معايير حماية ركاب السيارة تركيب الأحزمة التلقائية للأمان أو الأكياس الهوائية ومساند الرأس وواقيات الصدمات. وتمثل أحزمة الأمان على الأرجح أفضل التجهيزات الرئيسية للأمان. ويجب على السائق ألا يفترض أن محرك السيارة ومكابحها وأضواءها ونظام التوجيه فيها تعمل دومًا على نحو صحيح. لذا، يجب اختبار جميع التجهيزات بانتظام.

أدّت تقنيات بناء الطرق الحديثة إلى التقليل المتزايد لأخطار حوادث السيارات. ولبناء طرق مأمونة، يأخذ المهندسون في الحسبان عوامل مثل أساسات الطرق وسطوحها، والإضاءة، وحواجز الأمان، والتسوية. ويخططون بعناية الطرق الجانبية، ومفارق الطرق، والطرق المنزلقة المؤدية إلى الطرق الرئيسية، وإشارات المرور، وعددًا من مسارات الطرق.

حركة المرور الكثيفة تسهم في تلوث الجو على نحو كبير. وقد وضعت الحكومات في دول كثيرة حدودًا لكميات التلوث التي يمكن أن تحدثها السيارات الجديدة.

التأثير البيئي:

ولأن السيارات تحرق البترول، فإنها تطلق في الهواء الهيدروكربونات، وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وبالتالي فإن هذه الغازات تلوِّث الهواء. والواقع أن تلوُّث الهواء يعرّض صحّة الناس للخطر ويضرّ بالمحاصيل والدواجن والمواشي. وتسبب السيارات تلوثًا شديدًا في الكثير من المدن الكبرى في العالم. ويحدث التلوث الشديد خصوصًا في مدن مثل لوس أنجلوس، ومكسيكو سيتي وطوكيو ومدريد حيث تزدحم الشوارع والطرق بحركة المرور.

اتخذت دول كثيرة إجراءات للحد من تلوث الهواء الذي تسببه السيارات. وتضع الوكالات المسؤولة عن تنفيذ هذه الأنظمة معايير ضخ تحدِّد كمية التلوث التي يُسْمَح للسيارات الجديدة بإنتاجها.

أحرز منتجو السيارات تقدمًا كبيرًا في مجال خفض ضخ الملوثات الرئيسية من خلال مراعاة المعايير البيئية الصارمة. فمثلاً، تم منذ الستينيات خفض كميات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون المنبعثة من السيارات الأمريكية بنسبة 95% وأكاسيد النيتروجين بنسبة 90% وقد تم إنجاز هذا الخفض، في معظمه، عن طريق تركيب المحوِّل الحفَّاز في نظام العادم في السيارات، إذ يحوِّل هذا الجهاز أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات إلى ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء. ★ تَصَفح: المحول الحفاز.

كيف تعمل السيارة

أيقونة تكبير المجموعات الرئيسية في الســــيارة
يصف هذا الجزء الأجهزة المترابطة الرئيسية التي تقوم معًا بتشغيل السيارة. ولكن من المفيد، أولاً، فهم الطريقة الأساسية التي تعمل بها السيارة النموذجية.

يتم تجهيز معظم السيارات في الوقت الحاضر بمحرِّك يعمل بالبنزين مركَّب في مقدمتها، وبمجموعة نقل حركة يدوية أو تلقائية، وبمجموعة إدارة بالعجلات الأمامية. والمحرك النموذجي محرك احتراق داخلي يعمل بوساطة حرق خليط من البترول والهواء داخل أسطوانات مغلقة. عند إدارة مفتاح الإشعال في السيارة، تمر الكهرباء الناتجة من البطارية إلى بادئ التشغيل الذي يعمل على تدوير المحرك. تتحرك الكبَّاسات إلى أعلى و أسفل داخل أسطوانات المحرك. وفي أثناء حركة الكباسات إلى أسفل، تكون صمامات الدخول المركبة فوق الأسطوانات مفتوحة، ويتم امتصاص خليط الوقود والهواء إلى داخل الأسطوانات. ثم تعود الكباسات فتتحرك إلى أعلى ضاغطة خليط الوقود والهواء. ويشتعل الخليط بوساطة الشرارات الكهربائية الناتجة من شمعات الإشعال، ويبدأ المحرك بالدوران وتتحرك الكباسات بسرعة.

يؤدي تمدد غازات الاحتراق إلى دفع الكباسات إلى أسفل، وتزوِّد أشواط الهبوط هذه السيارة بالقدرة التي تحركها إذ تدير أشواط هبوط الكباسات عمود المرفق. وتنتقل القدرة من عمود المرفق إلى مجموعة نقل الحركة، وأخيرًا إلى العجلات الأمامية. وتنفلت الغازات عندما تُفْتح صمامات العادم، المركبة فوق الأسطوانات، وتتحرك الكباسات إلى أعلى، لتطرد العوادم من خلال المحَوّل الحفَّاز (في حالة وجوده)، فخافض الصوت ثم أنبوب العادم.

أيقونة تكبير تزويد السيارة بالقدرة المحركة

مجموعة القدرة:

يعد المحرك قلب مجموعة القدرة في السيارة، بل قلب السيارة نفسها، فهو ينتج القدرة التي تدير العجلات وتولد الكهرباء اللازمة لتشغيل الأضواء والأجهزة المساعدة. وتتضمن مجموعة القدرة أيضًا: 1- نظام الوقود 2- نظام العادم 3- نظام التبريد 4- نظام التزييت.

المحرك. يتم تجهيز معظم السيارات بمحرك بترول واحد. و يمكن تركيب المحرك في أغلبية السيارات في مقدمتها. ويمكن تركيبه في بعضها الآخر في الخلف أو في الوسط. وتحتوي كتلة المحرك، المسماة أيضًا كتلة الأسطوانات، على أجزاء المحرك الداخلية وتوفر القاعدة للمضخات والبكرات والأجزاء الملحقة الأخرى. وتسبك الكتل من الحديد الزهر أو من سبائك الحديد أو الألومنيوم. وتحوي كتلة المحرك تجاويف الأسطوانات التي تتحرك بداخلها الكباسات.

يتغير عدد الأسطوانات وترتيبها وفق طرز السيارات. فمن الممكن أن يتألف محرك من أسطوانتين أو ثلاث أسطوانات أو أربع أو خمس أو ست أو ثماني أسطوانات، أو من 12 أسطوانة. وفي معظم الأحوال، تُرتَّب الأسطوانات إما في صف مستقيم واحد أو في صفين متساويين بينهما زاوية ليشكلا حرف "V". ويسمى المحرك "V" المستقيم ذو 4 أو 6 أسطوانات، مثلاً، بالمحرك المستقيم الرباعي أو السداسي حسب الحالة. أما المحرك على شكلV ذو الـ 4 أو 6 أو 8 أسطوانات، فإنه يسمى بالمحرك 4- V،6 - V، أو 8 - Vعلى التوالي. وكلما احتوى المحرك على عدد أسطوانات أكثر، كانت قدرته أكبر.

ويعمل محرك البترول في معظم السيارات بدورة رباعية الأشواط. ففي أثناء شوط السحب، يتحرك الكباس إلى أسفل الأسطوانة، ويسحب خليط الوقود والهواء عبر صمام الدخول المفتوح. ثم يغلق الصمام، ويعود الكباس فيتحرك إلى أعلى الأسطوانة في شوط الانضغاط ضاغطًا خليط الوقود والهواء. وفي نهاية هذا الشوط، تشعل شمعة الإشعال الخليط المضغوط. والواقع أن الاحتراق يسبب تمدد الغازات، فتدفع الكباس إلى أسفل في شوط القدرة. وفي أثناء شوط العادم، يتحرك الكباس إلى أعلى ثانية ليطرد غازات الاحتراق عبر صمام العادم المفتوح. ثم يغلق صمام العادم، ويفتح صمام الدخول، وتبدأ الدورة من جديد.

وفي أثناء شوط القدرة، ينقل ذراع التوصيل الطاقة من الكباس إلى عمود المرفق الذي ينقلها بدوره إلى مجموعة نقل الحركة. ولكي تدور عجلات السيارة، يجب تحويل حركة الكباس الترددية إلى حركة دورانية. وتقوم بذلك مجموعة ذراع التوصيل وعمود المرفق، إذ يحول ذراع التوصيل حركة الكباسات الترددية إلى حركة عمود المرفق الدورانية.

وتنظم تجهيزات متقدمة جدًا المحركات الحديثة. فتتلقّى وحدة تحكم إلكترونية المعطيات المتعلقة بسرعة المحرك، وبضغط الهواء ودرجة حرارته، وبعوامل أخرى. وتستخدم الوحدة هذه المعطيات لتنظيم توقيت شرارات الإشعال وتدفق الوقود. وهي تضبط عمل المحرك مئات المرات في الدقيقة.

لمزيد من المعلومات. ★ تَصَفح:محرك البنزين . وللتعرف على أنواع المحركات الأخرى المستخدمة في بعض السيارات. ★ تَصَفح: محرك الديزل ؛ المحرك الدوار .

نظام الوقود يختزن الوقود في خزان البترول وينقله إلى المحرك. وتستوعب معظم الخزانات نحو 40-75 لترًا، وهي مصنوعة من الفولاذ أو اللدائن. كما يقوم نظام الوقود بخلط البترول بالهواء. وليحترق البترول بدرجة كافية، فإنه يجب أن يتبخَّر إلى قطرات دقيقة جدًا أولاً، ومن ثم يختلط بالهواء.

يستخدم الكثير من السيارات المنتجة منذ أواخر الثمانينيات من القرن العشرين نظامًا يسمى حقن الوقود، يعطي الكميات المضبوطة من البترول في فترات زمنية معينة. وتقوم مضخة مركَّبة في خزان الوقود، أو على المحرِّك، بدفع البترول تحت ضغط عال من الخزان عبر أنابيب إلى محاقن الوقود. ويمكن أن يكون نظام الحقن متعدد الفتحات، أو أحادي النقطة. ويحتوي النظام المتعدد الفتحات، أو الفتحات المباشرة، على محقن لكل أسطوانة على حدة. أما في النظام الأحادي النقطة، فإن الوقود يحقن في حلق مشعب الدخول (مشعب السحب)، يتكون أساسًا من أنبوب ذي فروع إلى كل أسطوانة. والمحقن العادي صمام ذو إبرة. ويفتح تيار كهربائي الصمام، فيسمح ذلك للوقود المضغوط بالخروج على شكل رذاذ. لمزيد من المعلومات، ★ تَصَفح:حقن الوقود .

وتستخدم سيارات كثيرة الكاربريتر لتزويد المحرك بخليط الوقود والهواء. ولكن حقن الوقود أكثر كفاية من الكاربريتر. فباستخدام الكاربريتر يصعب، التحكم في الوقود بدقة كافية لبلوغ قيم الضخ المنخفضة وكفاية الوقود المطلوبة في السيارات في الوقت الحاضر. ★ تَصَفح: الكاربريتر.

نظام العادم يعمل مع نظام التحكم في الضخ. يزيل نظام العادم غازات الاحتراق من المحرك، بينما يخفض نظام التحكم في الضخ تلوث الهواء.

وعلى الرغم من وجود أنظمة حقن الوقود الدقيقة، فإن المحرك لا يحرق الوقود كله تماماً، وبالتالي قد يَنْتُج ضخ يكون ضارًا. وتنطلق غازات الاحتراق والغازات المحترقة جزئياً من المحرك وتدخل أنبوبًا، أو مجموعة من الأنابيب تسمى مشعب العادم. وبعدئذ تخرج هذه الغازات عبر أنبوب العادم. وتجهز بعض السيارات بمحوّل حفَّاز. والجزء الداخلي من هذا الجهاز مقسم إلى خلايا تشبه قرص العسل أو تُحْشى، أحياناً، بكريّات. وتطلى جدران الخلايا أو الكريات ببعض الفلزات النادرة مثل البلاتين والبلاديوم والراديوم. وعند جريان العادم فوق الفلزات، يحدث تفاعل كيميائي مما يؤدي إلى تفكك الملوثات إلى نوع من الضخ أكثر سلامة. ★ تَصَفح:المحول الحفاز .

وبعد ذلك، تمر غازات العادم إلى خافض الصوت. ويخرج العادم من المحرك بسرعة وبدرجة حرارة أعلى بكثير من درجة حرارة الهواء الخارجي. فإذا أطلق مباشرة في الهواء، فإنه يتمدد فجأة ويحدث ضجيجًا مرتفعًا. لذا، يستخدم خافض الصوت مجموعة من الأنابيب المثقبة التي تعمل على تبريد العادم وإبطاء جريانه قبل خروجه من أنبوب العادم، وهكذا، فإنه يقلل الضجيج. ★ تَصَفح: خافض الصوت.

وفي أثناء سير السيارة أو إيقافها تحت أشعة الشمس، يتبخر البترول من المركبة. ويمكن لهذا التبخر أن يطلق هيدروكربونات ضارة في الجو. لذا، تجهز بعض السيارات بنظام منفصل يتحكم في مثل هذه الضخات عن طريق تجميع الأبخرة وتوجيهها عبر قناة إلى المحرك لحرقها.

نظام التبريد يحمي المحرك من السخونة المفرطة التي يمكن أن تعطبه. ففي الدول التي يسود فيها الطقس البارد جدًا، تستخدم السيارات محلول تبريد يتألف من مزيج من الماء ومانع تجمد. تدور مضخة محلول التبريد من خلال ممرات تحيط بالأسطوانات تسمى الدُّثُر المائية. ويمتص محلول التبريد حرارة المحرك أثناء جريانه في الدثر المائية. ثم يمر محلول التبريد المسخن من خلال أنابيب نحاسية أو ألومنيوم في المشع (الراديتر)، فتمتص زعانف النحاس أو الألومنيوم، المركَّبة حول الأنابيب، الحرارة من محلول التبريد الدائر في الأنابيب. وتؤدي حركة السيارة وعمل المروحة، عند السرعات البطيئة، إلى سحب الهواء من خلال المشع. وعندما يمر الهواء بين الزعانف، فإنه يمتص الحرارة منها. ويعود محلول التبريد المبرد إلى المحرك وتبدأ العملية من جديد. وتتحكم ترموستات في درجة حرارة المحرك من خلال تنظيم تدفق محلول التبريد عبر المشع.

نظام التزييت يوصل الزيت إلى الأجزاء المتحركة في المحرك. وأثناء جريان الزيت خلال المحرك، فإنه يكسو هذه الأجزاء بغشاء زيتي. ويقلل التزييت الاحتكاك، وبالتالي يخفض من تآكل المحرك إلى أدنى حد. ويساعد الزيت على تبريد المحرك أيضًا. ويختزن الزيت في وعاء، أو حوض مركب تحت المحرك. وتدور مضخة الزيت من الحوض خلال مرشِّح، ثم عبر أنابيب إلى المحرك. ويمنع المرشح الشوائب من الدخول إلى المحرك.

أيقونة تكبير نقل القدرة إلى العجلات

رتل نقل القدرة أو رتل الإدارة:

يقوم هذا الرتل (المجموعة) بنقل القدرة من المحرك إلى عجلات الإدارة، أي العجلات التي تحرك السيارة. وهي تشتمل على: 1- مجموعة نقل الحركة 2- مجموعة الإدارة.

مجموعة نقل الحركة تتلقى القدرة من الحركة الدورانية للحذَّافة، وهي قرص ثقيل يديره عمود المرفق. وتتصف هذه الحركة الدورانية بسمتين مترابطتين ؛ السرعة وعزم الدوران. تشير السرعة إلى معدل الدوران، ويشير عزم الدوران إلى قوة اللي. وتستخدم مجموعة نقل الحركة تروسًا لتغيير نسبة السرعة إلى عزم الدوران. فمثلاً، تحتاج السيارة إلى عزم دوران كبير لتبدأ بالحركة من السكون. ولكن، عندما تتحرك السيارة، فإنها تحتاج إلى عزم دوران أقل وسرعة أكبر. ويوفر الترس ¸الأول· أو البطيء أكبر عزم دوران وأخفض سرعة. وعندما تبدأ سرعة السيارة في الازدياد، ويتم تبديل مجموعة نقل الحركة إلى تروس السرعات العالية، ينقص عزم الدوران وتزداد السرعة.

وإذا احتوت السيارة على مجموعة نقل حركة يدوية، فإن السائق يبدل تعشيق التروس عن طريق رافعة تعشيق، وتسمى أيضًا ذراع تبديل السرعة. وبعد أن تتحرك السيارة وتكتسب سرعة، يبدل السائق التعشيق إلى ترس السرعة الثانية وبعد ذلك إلى تروس السرعات الأعلى. وتحتوي معظم مجموعات نقل الحركة اليدوية في السيارات الحديثة على أربع سرعات أمامية أو خمس، وتعشيقة خلفية واحدة. وعند تبديل التعشيق، يجب على السائق أن يدوس على القابض لكي يفصل المحرك عن مجموعة نقل الحركة.

وإذا احتوت السيارة على مجموعة نقل حركة آلية (أوتوماتية)، فإن السائق لا يحتاج إلى تشغيل رافعة التعشيق والقابض. ففي حالة السير إلى الأمام، يزلق السائق رافعة الاختيار إلى وضع الإدارة. وينظم حاسوب دقيق وضغط الزيت الهيدرولي مجموعة نقل الحركة تبعًا لسرعة السيارة، إذ يبدل التعشيق إلى الترس الأكثر ملاءمة لحالة قيادة معينة. وتحتوي معظم مجموعات نقل الحركة الآلية في السيارات الحديثة على أربع سرعات أمامية وتعشيقة خلفية واحدة. يصل محول عزم دوران الحذَّافة بمجموعة نقل الحركة الآلية، ويعمل على زيادة عزم الدوران. كما يسمح للسائق بأن يبقي تعشيق نقل الحركة قائمًا عند دوران المحرك ببطء، في حين يمكنه إيقاف السيارة عن طريق الكبح برفق. ★ تَصَفح:ناقل الحركة .

مجموعة الإدارة تنقل قدرة المحرك من مجموعة نقل الحركة إلى العجلات التي تحرك السيارة. وتبعًا لطراز السيارة، فإنه يمكن لهذه أن تكون العجلات الأمامية، أو العجلات الخلفية، أو كلتا المجموعتين من العجلات معًا.

ويحتوي الكثير من السيارات في الوقت الحاضر على الإدارة بالعجلات الأمامية ؛ إذ لا تقوم العجلات الأمامية بتوجيه السيارة فحسب وإنما تديرها أيضًا. و تشمل الإدارة بالعجلات الأمامية المحرك، ومجموعة نقل الحركة، والوحدة التفاضلية في مقدمة السيارة. والوحدة التفاضلية هي مجموعة من التروس التي تمكن العجلة الخارجية من الدوران بسرعة أكبر من سرعة العجلة الداخلية عند سير السيارة في منعطف، حيث تقطع العجلة الخارجية مسافة أطول عند السير في المنعطفات. وبالتالي يتعين عليها الدوران بسرعة أكبر لتجتاز هذه المسافة في الزمن نفسه. تنتقل القدرة من مجموعة نقل الحركة عبر الوحدة التفاضلية إلى كل من العجلتين الأماميتين عن طريق قضيب قصير يسمى عمود إدارة نصفي. ويمكن أن تكون السيارات ذات الإدارة بالعجلات الأمامية أقل حجمًا من تلك التي تدار بالعجلات الخلفية.

وتحتوي السيارات ذات الإدارة بالعجلات الخلفية على عمود إدارة طويل لنقل القدرة إلى العجلات الخلفية. وتتصل الوحدة التفاضلية بالمحور الخلفي. وتوفر الإدارة بالعجلات الخلفية توزيعًا للوزن، بين مقدم السيارة ومؤخرها أفضل مما توفره الإدارة بالعجلات الأمامية. ويحسِّن التوزيع الأفضل للوزن أداء السيارة أثناء السير. وتشمل السيارات ذات الإدارة بالعجلة الخلفية بعض المركبات الكبيرة الحجم، وذلك بالإضافة إلى بعض السيارات الفاخرة العالية الأداء.

وتنتقل الحركة في المركبات ذات الإدارة بالعجلات الأربع إلى العجلات الأربع كلها. ويوزع غلاف النقل القدرة بين العجلات الأمامية والخلفية. وتوفر الإدارة بالعجلات الأربع قوة سحب جيدة على الطرقات الوعرة أو الزلقة. والواقع أن كثيرًا من الشاحنات الخفيفة، وبعض السيارات، ذات إدارة بالعجلات الأربع. وفي مركبات كثيرة، يستطيع السائق أن يبدِّل من الإدارة بالعجلات الأربع إلى الإدارة بعجلتين على نحو متناوب.

أنظمة التحكم:

يتضمن نظام التحكم :1- نظام التوجيه 2- نظام الكبح.

أيقونة تكبير نظام توجيه السـيارة
نظام التوجيه يتحكم بالعجلات الأمامية. ويشغِّله السائق بوساطة عجلة القيادة المركبة في نهاية عمود التوجيه. وتحتوي معظم السيارات الحديثة على جهاز توجيه بالجريدة المسننة والتريس. والتريس هو ترس دائري صغير مركب في النهاية السفلى لعمود التوجيه. وتتعشق أسنان التريس بأسنان الجريدة، وهي قضيب مسطح مسنن. وعندما يدير السائق عجلة القيادة إلى اليسار أو إلى اليمين، يدفع التريس الجريدة إلى التحرك في الاتجاه المعاكس ؛ فتدير الجريدة العجلات في الاتجاه المعاكس لحركتها عن طريق قضيب شدّ يتصل بكل منها. ويحتوي الكثير من السيارات على توجيه مؤازر، حيث يساعد جهاز هيدرولي على دفع الجريدة. ويستطيع السائق أن يدير عجلة القيادة بسهولة كبيرة جدًا بوساطة التوجيه المؤازر.

أيقونة تكبير نظام إيقاف السيارة
نظام الكبح يبطئ السيارة أو يوقفها. وتزود السيارات بمكابح (فرامل) لعجلاتها الأربع كلها. وتستخدم جميع السيارات الحديثة مكابح قُرصيّة للعجلات الأمامية، وتستخدم معظمها مكابح طبلية للعجلات الخلفية. وتُزَوَّد بعض السيارات بمكابح قرصية للعجلات الأربع. ويشغل الضغط الهيدرولي كلا نظامي الكبح. فعندما يضغط السائق على دواسة الكبح، يجري سائل الكبح خلال أنابيب الكبح إلى كل من العجلات. ويدفع ضغط السائل مادة احتكاكية إلى الاحتكاك بالأقراص أو الطبلات المتصلة بالعجلات المتحركة. فيبطئ الاحتكاكُ الناتج العجلات أو يوقفها.

تستخدم السيارات المجهزة بالمكابح المؤازرة القدرة من المحرك لتساعد على دفع السائل خلال جهاز الكبح. وتجعل المكابح المؤازرة دفع دواسة الكبح أكثر سهولة، ولكنها لا توقف السيارة على نحو أسرع من المكابح الأخرى. وتجهز سيارات كثيرة بجهاز كبح مانع للقفل يُبْقي على دوران العجلات، في بعض الأحوال، بعد تطبيق المكابح. ويمنع هذا الجهاز السيارة من الانزلاق، حتى على الطرق المبللة أو المكسوة بالجليد. وفي معظم السيارات، يتحكم حاسوب بالجهاز المانع للقفل. ★ تَصَفح: المكبح.

النفق الهوائي يستخدمه المهندسون لاختبار تأثيرات جريان الهواء في نموذج أولي لسيارة جديدة حيث ينفث النفق تيارًا من الهواء على السيارة بسرعة ثابتة كما هو مبين أعلاه.

المجموعة الحاملة:

تتحمل الإطارات، والعجلات، والمحاور، ومجموعة التعليق وزن السيارة. وفي الماضي،كان الهيكل ـ تركيبة مستطيلة من الأنابيب الفولاذية الثقيلة ـ يركب أسفل السيارة ويتحمل وزن جسم السيارة. ولا تحوي معظم السيارات، في الوقت الحاضر جسمًا وهيكلاً منفصلين. وبدلاً من ذلك، فإنها تبنى من جسم مصنوع من ألواح فولاذية ملحومة معاً لتشكل حيز المحرك وحيز الركاب وحيز الأمتعة، وأما ألواح الهيكل السفلي فهي ملحومة بألواح الجسم.

وتمكن مجموعة التعليق العجلات من الحركة إلى أعلى وإلى أسفل تبعًا لتغيرات سطح الطريق. كما تساعد على وقاية جسم السيارة والأجزاء الآلية من صدمات النتوءات والحفر. كما أنها توفرتحكمًا أفضل بالتوجيه وتزيد في راحة ركاب السيارة. وتتألف معظم مجموعات التعليق من نوابض وتجهيزات تسمى ماصّات الصدمات. ويتصل نابض وماص صدمات بكل من العجلات. فعندما يصطدم إطار بنتوء، تدفع العجلة بقوة إلى الأعلى فينضغط النابض وماص الصدمات. وعندما يستوي الطريق ثانية، يرتد النابض وماص الصدمات، فيدفعان العجلة إلى الأسفل ثانية. ★ تَصَفح: ماص الصدمات.

النظام الكهربائي:

وهو يدير نظم بدء التشغيل والإشعال، ونظام الإضاءة وأجهزة وسائل الراحة مثل التدفئة. وتختزن بطارية ذات جهد قدره 12 فولتاً القدرة اللازمة لبادئ التشغيل، الذي يعمل على تدوير المحرك. وأثناء سير السيارة، يقوم مولد تيار متناوب مُدار بقدرة المحرك ـ والمعروف باسم المنوِّب ـ بإنتاج القدرة اللازمة للنظام الكهربائي ويعيد شحن البطارية. ★ تَصَفح:البطارية ؛ المولد الكهربائي ؛ الإشعال ؛ مفتاح التشغيل .

أنظمة وسائل الراحة:

تمد الأجهزة المركبة في لوحة القيادة السائق ببعض المعلومات ؛ إذ يقيس عدّاد السرعة سرعة السيارة، ويسجل عدّاد المسافات المسافة الإجمالية التي قطعتها السيارة، ويبين معيار الوقود مستوى امتلاء خزان البترول. وتحتوي سيارات كثيرة على مقاييس تبين ضغط الزيت وجهد البطارية ودرجة حرارة محلول تبريد المحرك. وتحتوي سيارات أخرى على مصابيح تحذير تنبه السائق إلى حدوث مشكلات في ضغط الزيت وجهد البطارية ودرجة حرارة المحرك.

وفي الواقع، تُجهَّز جميع السيارات بمدفأة تدفع الهواء المسخّن بحرارة المحرك إلى حيّز الركاب. وتُجهّز بعض السيارات بمكيف هواء أيضًا، وهو جهاز اختياري يعتمد على قدرة المحرك في إنتاج الهواء البارد. وثمة وسائل راحة كثيرة اختيارية أيضًا. وهي تتضمن التجهيزات الصوتية، وأقفال الأبواب الآلية، والنوافذ والمرايا الآلية. وتمكن آلية، مشغلة بحاسوب تسمى مضْبط الرحلة، السائق من السير عند السرعة التي يرغب فيها دون أن يضغط على المسرِّع.

إنشاء السيارات

يقدّم كثير من منتجي السيارات طُرُزًا جديدة كل سنة. ولكن التكاليف المرتفعة تمنعهم من إحداث تغييرات رئيسية أوإدخال طراز جديد تمامًا. ويقوم المنتجون في الأغلب بتغييرات ثانوية سنويًا تهدف إلى إضافة ميزات، أو مراعاة معايير جديدة، أو معالجة مشكلات ظهرت في الطُّرُز السابقة، أو إعطاء السيارات مظهرًا جديدًا وبالتالي جذب المشترين.

إن تطوير مركبة جديدة ـ سواء بإجراء تغيير رئيسي أو بإدخال طراز جديد تمامًا ـ مهمة تحتاج إلى أناس كثيرين، وعمليات وأجزاء كثيرة. وإنتاج السيارة بدءًا من الفكرة الأولية لما ستكون عليه وانتهاءً ببيع أول سيارة، يتطلب من ثلاث إلى خمس سنوات. ولذلك، يجب على المنتجين أن يحاولوا التنبؤ بأحوال السوق، وبأذواق المستهلكين، وبمنتجات منافسيهم لعدة سنوات قادمة، وذلك عند البدء بعملية تصميم سيارة جديدة وتطويرها.

استطلاع السوق:

يستطلع المنتجون ـ خطوة أولى نحو تطوير سيارة جديدة ـ آراء مالكي السيارات وأناس من فئات العمر أو الدخل الذين تلائمهم المركبة المقترحة، وذلك لمعرفة ما يرغبون فيه وما يكرهونه. كما يحاولون التنبؤ أيضًا باهتمامات الناس في مجالات كالأمان والبيئة. وقبل كل شيء، يحاول المنتجون التنبؤ بحجم الطلب على الأنواع المختلفة من المركبات مثل السيارات الصغيرة والكبيرة، والشاحنات الثقيلة والخفيفة.

يقوم المصممون، والمهندسون وكذلك مسؤولو التسويق والمديرون، بدراسة استطلاع السوق. وإذا تبين أن سوقًا معينة ـ كأناس يرغبون في سيارات صغيرة اقتصادية أو سيارات كبيرة فاخرة ـ كبيرة إلى حد كاف لإنتاج مربح، فإنه يمكن لمجلس إدارة الشركة الموافقة على برنامج إنتاج السيارة الجديدة. ويمكن أن يكلِّف مثل هذا البرنامج مبلغًا قد يتراوح بين 300 مليون وثلاثة مليارات دولار أمريكي، وينفق المقدار الأعلى من هذا المال إذا تطلَّب الإنتاج مصانع تجميع ومحركات جديدة.

برامج التصميم بمساعدة الحاسوب تساعد مصممي السيارات على إعداد رسوم السيارة الجديدة المقترحة. ويمكن أن يبتكر المصممون رسومهم ويختبروها ويعدلوها عن طريق الحاسوب.
نموذج صلصالي للسيارة الجديدة يبين كيف سيبدو المنتج النهائي. ويستخدم المشكلون آلات التشغيل والعدد اليدوية لتشكيل الصلصال اعتمادًا على رسوم تصميم السيارة.

تطويرالفكرة:

يبدأ تطوير الفكرة بعد أن يحدد الاستطلاع السوق المتاحة للمركبة. فيبتكر مصممو السيارة الألوان الخارجية والأقمشة الداخلية والتصميم الإجمالي للسيارة ؛ فيرسمون المئات من الرسوم المبنية على أساس عوامل مثل أذواق المشترين المحتملين والعمر والدخل. ويمكن أن يعمل المصممون لصالح المنتج أو في شركة تصميم مستقلة. وتختار هيئة التصميم أفضل الرسوم ليراجعها مديرو الشركة الذين يختارون الرسوم النهائية ؛ فيكبِّر المصممون هذه الرسوم إلى المقياس الطبيعي. وفي الوقت الحاضر، تُبْتكر معظم رسوم التصميم باستخدام الحاسوب. والواقع أن هذه الطريقة التي تسمى التصميم بمساعدة الحاسوب تمكِّن المصممين من ابتكار مخططاتهم واختبارها وتعديلها.

يحوِّل مشكلو الصلصال الرسوم إلى سيارة تصورية وهي نموذج بالحجم الكامل يشبه سيارة حقيقية. فهم يقطِّعون الصلصال ويشكلونه بأدوات آلية تستخدم المعطيات والمعلومات المستمدة من الرسوم. ويستخدم المشكِّلون العِدَد اليدوية أيضًا لنحت بعض الانحناءات والفتحات الدقيقة في جسم السيارة، ثم يكسون الصلصال بغشاء من مادة لاصقة، إذ يعكس الغشاء الضوء فيجعل النموذج اللماع مشابهًا لما ستبدو عليه السيارة الجديدة في صالة عرض البيع. وبينما يصنع الفنانون هذا النموذج، يقوم اختصاصيون آخرون بابتكار النماذج الداخلية لمقاعد السيارة ولوحة القيادة.

وبعد ذلك يبني العمال نموذجًا للجسم من الألياف الزجاجية بناء على النموذج الصلصالي والنماذج الداخلية. وتركب الإطارات الحقيقية على نموذج الجسم، وكذلك النوافذ الزجاجية، والأبواب والزخارف الداخلية والخارجية. فيبدو مشابهًا، بقدر الإمكان، لمركبة الإنتاج النهائي. وبعد مراجعات إضافية للبرنامج وموافقة الإدارة، يبدأ تطوير السيارة الجديدة بالطاقة الكاملة.

هندسة الإنتاج:

يقوم فريق من مهندسي السيارات بتخطيط وتنسيق وإنجاز مواصفات السيارة الجديدة وتصاميم كل قطعة لازمة لها. وبالإضافة إلى مهندسي المنتج، يمكن أن يضم الفريق مهندسين من الشركات المورِّدة للقطع ومن شركات هندسية مستقلة.

ولا تحتاج بعض الأجزاء، مثل المحرك ومجموعة نقل الحركة، إلى تطوير من أجل المركبة الجديدة إذا كانت لدى المنتج التصاميم الملائمة. ولكن ثمة أجزاء كثيرة يتم ابتكارها من جديد ؛ إذ يجب توصيف كل شيء من عجلات القيادة وعجلات الطريق إلى المصابيح الأمامية والخلفية. وتعالج الحواسيب في الوقت الحاضر جزءًا كبيرًا من الأعمال الهندسية اللازمة للسيارة. ويعتمد المهندسون على برامج الهندسة بمساعدة الحاسوب لتصميم ورسم الأجزاء، ولتجميع الأجزاء في عناصر مركبة، ولتجميع هذه العناصر في مجموعات السيارة. ففي الهندسة، بمساعدة الحاسوب، يتم رسم ماسحة كل خط ومنحنى على النموذج الصلصالي من خلال تجميع المعلومات المختزنة في الحاسوب. ويستخدم الحاسوب بعدئذ لإنتاج الرسوم الهندسية اللازمة لتصنيع القوالب - وهي الأدوات الدقيقة جدًا التي تشكل المعادن والمواد الأخرى اللازمة للأجزاء والعناصر المركبة. وعندما تتم هندسة القطع والعناصر المركبة، يحصل المنتجون على نماذج أولية للمركبة المجمعة لاختبار تصميمها وهندستها. ويمكن ألا تماثل هذه النماذج السيارة النهائية على الإطلاق. ويختبر المنتجون النماذج الأولية في ميادين اختبار في حالات الطقس الجاف والحار، والطقس الحار الرطب، والبارد جدًا. ويمكن لهذه النماذج أن تعدّل مرة بعد مرة إلى أن يرضى المنتج عن نوعية العناصر وتكاليفها.

ويستخدم منتجو السيارات النماذج الأولية أيضًا لاختبار مدى تحمل السيارة ولضبط الضخ تبعًا لما هو مخطط له. وتتضمن اختبارات ضبط الضخ تشغيل النماذج الأولية لمدة 24 ساعة يوميًا حتى تقطع مسافة 80,000 كم. ويمكن لاختبارات التحمل أن تقطع ضعف تلك المسافة. وتستخدم النماذج للتحقق من أمان المركبة أيضًا. وفي أثناء قيام المهندسين بتصميم الجسم، تبين الحواسيب مدى جودة السيارة في حماية الركاب عند التصادم. ولذلك، فإن السيارة المنتجة يجب أن تصطدم بالجدران للتأكد من مطابقتها للمعايير الحكومية الخاصة بالحماية من الصدمات. ويكلف تصنيع النماذج الأولية أكثر مما يكلفه إنتاج سيارة واحدة. وإذا أخفقت النماذج في تحقيق الاختبارات، فإنه يجب إعادة تصميمها وهندستها إلى أن تجتاز هذه الاختبارات بنجاح.

التصنيع بمساعدة الحاسوب، تؤدي الحواسيب فيه مهام متنوعة أثناء إنتاج السيارات. ففي خط التجميع المبين، أعلاه، تشغل الحواسيب الروبوتات التي تلحم أجزاء السيارات.

هندسة التصنيع:

وتتضمن تطوير العمليات الإنتاجية وتوصيف التجهيزات اللازمة لصنع المركبة النهائية وتجميعها. ويمكن أن تساعد النماذج الأولية مهندسي التصنيع على تحسين عملية الإنتاج، إذ يكشف تجميع النماذج الأولية، في أحوال كثيرة، عن مشكلات التصميم التي يمكن معالجتها ليصبح التجميع النهائي للسيارة أكثر فاعلية.

شراء المواد:

ويتضمن ذلك شراء المواد الخام والأجزاء والعناصر المركبة اللازمة لإنتاج السيارة من الموردين. ويعد منتجو السيارات مواصفات الفولاذ والمطاط والمواد الخام الأخرى. ويمكن للمنتج أن يزوِّد المورِّد بنسخ من تصاميم القطع والعناصر ليقوم بتصنيعها. أو يمكن للمنتج أن يوصِّف وظيفتها وأبعادها العظمى ويترك للمورد مهمة تصميمها. ويكون الموردون، في أحوال كثيرة، من أقسام التوريد التابعة للشركة المنتجة. وتشترك هذه الأقسام مع الموردين الخارجيين في تقديم عروض أسعار للعمل المطلوب. ويسهم الموردون الخارجيون بنحو 50% من قيمة السيارات الأوروبية وبما يصل إلى نحو 75% من قيمة السيارات اليابانية. أما بالنسبة للسيارات الأمريكية، فإن القيمة التي يسهم بها الموردون الخارجيون تتراوح بين 50% و75%، بحسب الشركة المنتجة.

أيقونة تكبير تجميع السيارة

التصنيع:

يشتمل التصنيع على صناعة الأجزاء والعناصر المكونة للسيارة الجديدة وتجميعها. وتؤدي الحواسيب في الوقت الحاضر دورًا مهمًا في تصنيع السيارة. ففي التصنيع بمساعدة الحاسوب تشغل الحواسيب آلات التشغيل التي تصنع الأجزاء والعناصر المختلفة. كما تعطى التعليمات للروبوت الذي يقوم بلحام وطلي جسم السيارة، ويؤدي مهام أخرى في تجميعها.

يتطلب تصنيع السيارة عمليات مختلفة لإنتاج أجزاء مختلفة. ففي عملية كبس المعادن تشكل المكابس المعدن في أشكال محددة بوساطة القوالب. وتشكل المكابس الصغيرة قطعًا مثل الكتائف. وتشكل المكابس الضخمة صناديق الأمتعة بمختلف أحجامها وأبواب الركاب والأرضيات والأسقف وأغطية المحركات. وفي عملية الصب، يُسكب المعدن المنصهر في قالب الصب. وتعد كتلة المحرك القطعة الرئيسية المصبوبة. وفي عملية التشكيل بالحدادة، يتم تشكيل الفولاذ أو الحديد بالتطريق وفق الأشكال المطلوبة. ويمكن تشكيل أعمدة المرفق وبعض أجزاء مجموعات التعليق بالحدادة. وتشتمل عملية التشغيل الآلي على استخدام أدوات متنوعة لقطع الأجزاء الدقيقة وجلخها وتشكيلها، كالأجزاء المكونة للمحركات ومجموعات نقل الحركة. كما تستخدم عمليات عدة لتشكيل التجهيزات اللدائنية في السيارة.

وبعد أن يتم تصنيع القطع والعناصر، يمكن تجميع السيارة على خط التجميع، الذي يمكنه إنتاج ما يصل إلى 75 سيارة في الساعة. ويشتمل التجميع النهائي على لحام أجزاء الجسم وربطها بالمسامير الملولبة، وعمليات الطلاء، وتركيب المحرك، وتركيب الأجزاء الداخلية، وإضافة التجهيزات الاختيارية. وقد ازداد استخدام الحواسيب في خطوط التجميع على نحو كبير، وذلك من خلال قيام الروبوت بمهام كثيرة، وقيام أجهزة التصوير والليزر بأداء عمليات الفحص. ومع ذلك، مازالت مصانع التجميع تحتاج إلى الأيدي العاملة للتأكد من أن جميع القطع والعناصر ـ والتجميع أيضًا ـ هي من أعلى نوعية.

صناعة السيارات

أصبحت صناعة السيارات منتشرة عالميًا على نحو متزايد، إذ كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة ؛ فكانت تنتج نحو 90% من السيارات في العالم في أوائل العشرينيات من القرن العشرين، ولكنها أصبحت بمنتصف تسعينيات القرن العشرين تنتج نحو 20% فقط. ومع ذلك، فقد ارتفعت كمية الإنتاج في الولايات المتحدة منذ العشرينيات على وجه عام. والسبب في ذلك هو نمو الإنتاج العالمي نموًا كبيرًا - من نحو 10,5 مليون مركبة آلية في عام 1950م إلى أكثر من 50 مليوناً في أواخر تسعينيات القرن العشرين.

أيقونة تكبير إنتاج السيارات منذ عام 1960م

الدول والشركات المنتجة الرئيسية:

إذا قيست صناعة السيارات بحسب قيمة منتجاتها، فإنها تتصدر جميع الصناعات الأخرى في كلّ من اليابان والولايات المتحدة وفي عدد من الدول الأخرى. وتنتج معظم الدول الصناعية المركبات الآلية. وتنتج دول نامية كثيرة السيارات والشاحنات أيضًا أو تجمعها لمنتجي السيارات في دول أخرى.و ذلك بالإضافة إلى أن أكثر من مائة دولة تصنع القطع والعناصر المكونة للسيارات مثل كوريا ومصر وتركيا والبرازيل.

تُعدُّ اليابان والولايات المتحدة أكبر دولتين منتجتين للسيارات. وحلّت اليابان محل الولايات المتحدة في المرتبة الأولى لإنتاج سيارات الركاب في الفترة من 1980 إلى 1983م. ثم استعادت المركز الأول عام 1987م ولا زالت تحتفظ به. وتشمل الدول المنتجة الأخرى ألمانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وأسبانيا وكندا وبريطانيا وكوريا الجنوبية. وعمومًا، فإن الدول الأكثر إنتاجًا للسيارات يكون لديها أوسع أسواق السيارات أيضًا. فلدى الولايات المتحدة أوسع سوق للسيارات. وتليها بفارق كبير كلّ من اليابان وإيطاليا وفرنسا. والواقع أن معظم الدول التي لديها صناعة سيارات ضخمة وسوق سيارات واسعة يكون لديها تجارة غزيرة في استيراد السيارات وتصديرها. وذلك باستثناء اليابان والولايات المتحدة ؛ إذ تستورد اليابان جزءًا ضئيلاً من السيارات المباعة محليًا، وتصدر الولايات المتحدة جزءًا صغيرًا من إنتاجها فقط. يذكر أن شركتي جنرال موتورز وفورد للسيارات هما أكبر شركتين لإنتاج السيارات في الولايات المتحدة، وتعرف هاتان الشركتان بالإضافة إلى شركة كرايسلر بالكبار الثلاثة. وفي عام 1998م، اندمجت شركة كرايسلر مع الشركة الألمانية ديملر - بنز لتكون شركة جديدة باسم ديملر - كرايسلر أ.ج.

الدول الأولى في انتاج السيارات
الدول الرائدة في تسجيل السيارات
أستراليا. ترتبط صناعة السيارات في أستراليا ارتباطًا وثيقًا بصناعتها في الولايات المتحدة واليابان. ففي عام 1926م، افتتحت شركة جنرال موتورز خط تجميع بالقرب من ملبورن، بجوار الخط الذي أنشأته شركة فورد للسيارات قبل عام واحد. واندمجت جنرال موتورز في شركة صناعة السيارات الأسترالية هولدن في عام 1931م. ونمت صناعة السيارات في أستراليا نموًا كبيراً خلال فترة الازدهار الاقتصادي في الخمسينيات. ففي هذه الفترة، توسعت شركة جنرال موتورز هولدن بسرعة، وكذلك فعلت شركة فورد للسيارات. كما أنشأت شركة أمريكية أخرى، وهي كرايسلر، مصانع مختلفة في أنحاء أستراليا.

وبدأت شركة صناعات السيارات الأسترالية بتجميع سيارات تويوتا في عام 1963م. وفي أوائل السبعينيات، بلغت مبيعات سيارات تويوتا أكثر من 12% من المبيعات السنوية للسيارات الجديدة في أستراليا. وأنشأت نيسان، وهي شركة يابانية أخرى، مصنعاً في ملبورن عام 1968م. وفي أواخر الثمانينيات، كانت اثنتان من الشركات الرئيسية المنتجة للسيارات في أستراليا أمريكيتين، بينما كانت الشركات الثلاث الأخرى يابانية.

بريطانيا. السيارة البريطانية المتميزة هي الرولزرويس، ويتم إنتاجها منذ عام 1904م. وكان وليم موريس أول صانع سيارات بريطاني يقلد أسلوب هنري فورد في الإنتاج الكبير. ونجم عما قام به موريس، انخفاض أسعار السيارات بنسبة الربع بين عامي 1922 و 1929م، وبالتالي توقفت شركات كثيرة عن العمل. وبحلول عام 1929م، بلغ إنتاج ثلاث شركات، هي أوستن وموريس وسنجر، ثلاثة أرباع جميع السيارات المباعة في بريطانيا.

وبدأت شركة فورد بإنشاء مصنعها الضخم في داجز في إسكس عام 1925م. وفي العام نفسه اشترت جنرال موتورز شركة فوكسهول للسيارات. وبحلول عام 1939م، كان عدد الشركات المنتجة المستقلة عشرين شركة فقط.

وبعد الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، زاد اقتناء الناس للسيارات، وازداد نمو الصناعة. وفي عام 1951م، اندمجت شركتا أوستن وموريس لتكوِّنا شركة بريتيش موتورز ؛ إذ تستطيع المجموعة الكبرى أن تنتج سيارات أكثر عدداً بتكلفة أقل. وبحلول عام 1954م، بلغ إنتاج صناعة السيارات أكثر من مليون مركبة آلية في السنة.

وخلال السبعينيات، تم تأميم كل من بريتيش لِيلاند، المسماة الآن مجموعة روفر، ورولز رويس. وفي عام 1980م، اندمجت رولز رويس في شركة صناعة الأسلحة فيكرز. والواقع أنه، منذ الستينيات وما بعدها، بدأت صناعة السيارات البريطانية عمومًا تلقى منافسة شديدة من السيارات المستوردة. فتقلصت شركات بريطانية كثيرة. وقد تم تأميم قسم كبير من الصناعة بسبب خسائرها.

طرأ تحسن في الثمانينيات من خلال التعاون مع الشركات الأجنبية. والمثال على ذلك شركة بريتيش لِيلاند التي تعاونت مع الشركة اليابانية هوندا في إنتاج سيارات مثل ترايومف أكليم. وفي أواخر الثمانينيات، شملت الشركات البريطانية الناجحة نيسان وفورد وروفر.

أيرلندا. لم يبدأ تجميع السيارات في أيرلندا قبل عام 1933م. وكانت أوستن وفورد وموريس من بين شركات التجميع الرائدة. ولكن صناعة التجميع تدهورت تدريجيًا، وفي أواسط الثمانينيات أُغلقت جميع مصانع التجميع الأيرلندية.

فرنسا. يوجد في فرنسا ثلاث شركات رئيسية لصناعة السيارات، اندمجت اثنتان منها في عام 1974م عندما ضَمّت شركة بيجو إليها شركة ستروين وكونت مجموعة بيجو ـ ستروين. وفي عام 1979م، اشترت هذه المجموعة أسهم شركة كرايسلر في أوروبا. والشركة الفرنسية الرئيسية الصانعة للسيارات هي الشركة المؤممة رينو. بدأت رينو الإنتاج بالجملة للسيارات خلال العشرينيات، ولكن الألمان استولوا عليها خلال الحرب العالمية الثانية. وأصبحت رينو شركة مؤممة منذ عام 1945م.

ألمانيا. تدين ألمانيا بمقدار وافر من نجاحها في السوق العالمية لإنتاج سيارة الفولكسواجن. ففي عام 1960م، تجاوزت ألمانيا كلاً من بريطانيا وفرنسا لتصبح ثانية أكبر منتج للسيارات في العالم. وقد حافظت ألمانيا طوال الثمانينيات على مركز قوي في السوق العالمية، بسبب نجاح شركات مثل بي. إم. دبليو ومرسيدس بنز بالدرجة الأولى. وكانت الدولتان المنافستان الرئيسيتان لها هما إيطاليا واليابان.

إيطاليا. أضخم شركة صانعة للسيارات في إيطاليا هي فيات التي بدأت بالتصدير إلى إنجلترا وفرنسا عام 1903م. وقد عقدت عام 1966م اتفاقًا مع الاتحاد السوفييتي السابق لإنشاء مصنع لإنتاج سيارات لادا في روسيا. واستولت فيات على شركة لانسيا وسيطرت على 50% من شركة فيراري عام 1969م. وفي عام 1986م، اشترت شركة ألفا روميو بقصد دمجها في لانسيا. وفي أواخر الثمانينيات، أصبحت فيات أضخم منتج للسيارات في أوروبا. وقد أدى نجاح هذه الشركة إلى الازدياد السريع في إنتاج إيطاليا من نحو 500,000 سيارة في عام 1960م إلى 1,5 مليون سيارة سنوياً خلال السبع السنوات التالية. وكانت اليابان المنافِس الرئيسي لتقدمها خلال الستينيات.

السيارات اليابانية المعدَّة للتصدير يتم تحميلها على متن سفينة راسية في ميناء يوكوهاما في اليابان. تنتج اليابان سيارات أكثر من أي دولة أخرى في العالم وهي المصدِّر الأول للسيارات في العالم.
اليابان. أهم الشركات الرئيسية الصانعة للسيارات في اليابان هي هوندا التي بدأت بإنتاج الدراجات النارية ثم أنتجت السيارات عام 1962م، ومازدا التي بدأت عام 1931م، وميتسوبيشي التي ضَمَّت إليها شركة كرايسلر عام 1982م، ثم نيسان وتويوتا. وقد أنشئت شركة نيسان عام 1915م، ولكنها حتى عام 1931م، كانت تنتج الشاحنات فقط.وفي عام 1986م، أصبحت نيسان الشركة اليابانية الأولى التي تنتج السيارات في أوروبا، وذلك عندما افتتحت مصنعها في سندرلاند في بريطانيا. وأنشأت شركات يابانية أخرى مثل ميتسوبيشي، مصانع في دول أخرى كأستراليا مثلاً. وبدأت تويوتا الإنتاج في عام 1935م. وقد توسعت تويوتا إلى حد كبير فأصبحت عام 1980م ثالثة أضخم شركة منتجة للسيارات في العالم بعد جنرال موتورز وفورد.

الولايات المتحدة الأمريكية. الشركات الثلاث الكبرى الصانعة للسيارات في الولايات المتحدة هي جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، ويبلغ عدد أهم الشركات المغذية لها نحو 200 شركة كبيرة، وثمة آلاف من الشركات المغذية الأصغر. وتنتج كل من هذه الشركات الثلاث، تحت أسماء تجارية مختلفة، تشكيلة من السيارات والشاحنات الخفيفة.

معدات آلية متطورة تستخدم في كثير من المصانع الحديثة للسيارات. نشاهد هنا مصنع فورد الأسترالي في برودميدوز بفكتوريا.

الأهمية الاقتصادية:

تمتد الأهمية الاقتصادية للسيارة إلى مدى أبعد من صناعة السيارات. فصناعة المركبات الآلية وحدها توفر ملايين الوظائف على النطاق العالمي، إلا أن الصناعات المغذية لها توفر أيضًا وظائف أكثر مما يوفره التصنيع. وثمة ملايين أكثر تعمل في الأعمال المرتبطة بصناعة السيارات، مثل محطات الوقود وورش الإصلاح ووكالات السيارات.

وتوفر وظائف صناعة السيارات أجورًا عالية بوجه عام، و تمنح خدمات جيدة فيما يتعلق بالإجازات والتأمين والتقاعد. ففي الدول الصناعية، يكسب عمال إنتاج السيارات أعلى الأجور ويحصلون على أفضل الخدمات. أما في الدول النامية، فإن العاملين في إنتاج السيارات يكسبون أكثر من ضعفي أو ثلاثة أضعاف أجور العاملين في الأعمال الأخرى من الإنتاج الصناعي.

وتساعد صناعة السيارات أيضًا اقتصاد عدة دول عن طريق الاستهلاك الضخم لمنتجات الصناعات الأخرى. فمثلاً، تحتاج السيارة النموذجية إلى أكثر من 680كجم من الصلب، و230كجم من الحديد و90كجم من اللدائن، و45كجم من كل من المطاط والألومنيوم.

ويمكن لصناعة السيارات أن تحفز النمو في الدول النامية لأنها تحدث مجالاً واسعًا من الأعمال وتدعمها. ولذلك، تسعى دول نامية كثيرة إلى إنشاء صناعة سيارات، على أمل أن تصدر المركبات أيضًا لتكسب الأموال التي تمكنها من استيراد السلع الضرورية. وقد حاولت كل من كوريا الجنوبية ويوغوسلافيا (السابقة) أن تصبحا مصدرتين رئيسيتين للسيارات في الثمانينيات. لكن كوريا الجنوبية أحرزت، عن طريق سياراتها هيونداي، نجاحًا أكبر بكثير مما حققته يوغوسلافيا (السابقة) بسياراتها من طراز يوغو. وفي أواخر الثمانينيات، صدَّرت كوريا أكثر من نصف إنتاجها من السيارات، وكان معظمه إلى الولايات المتحدة.

القيادة الآمنة

يجد معظم الناس أن قيادة السيارة أمر سهل، إلا أن تشغيل السيارة مهمة معقدة تتطلب عناية فائقة ؛ والقيادة الآمنة ليست سهلة.

الأمور الضرورية للقيادة الآمنة ::

اربط حزام الأمان قبل تشغيل السيارة.
قُد السيارة وفي ذهنك وقايتها، التوقع المسبق ضروري دائمًا.
امتثل لجميع قواعد المرور.
سر بسرعة مأمونة.
خفض السرعة أثناء الليل أو الطقس السيء أو أثناء حركة المرور الكثيفة.
أفسح الطريق لمركبات الطوارئ التي تومض مصباحًا أو تصدر صوت إنذار. حينذاك، قُد السيارة إلى جانب الطريق وتوقّف.
لا تتجاوز خطوط عبور المشاة إلا حينما تكون الإشارة خضراء. اسمح للمركبات التي تسير خلفك بالتجاوز عندما يشير السائقون إلى رغبتهم بذلك وعندما تكون أحوال التجاوز ملائمة.
أشر بيدك أو بالمصباح. استخدم الإشارة الكهربائية حين تريد الانعطاف أو التجاوز أو تعديل خط سيرك.
في ملتقى الطرق، تنبه إلى:
1- المشاة.
2- السائقين الذين يسيرون أمامك.
3- السائق الذي يسير عن يمينك إذا وصلتما إلى الملتقى في الوقت ذاته.
4- حركة المرور إلى جهة أخرى إذا كنت ستنعطف من خلالها.

 

الأمور المحظورة أثناء القيادة المأمونة ::

لا تتجاوز سيارة إلا إذا كانت أمامك مسافة وافرة من الطريق المكشوف .
لا تتجاوز حافلة متوقفة بدون اتخاذ الاحتياطات اللازمة. قد ينزل أحد الركاب من مقدم الحافلة وتكون عرضة للاصطدام به.
لا توقف سيارتك بحيث تعيق تدفق السيارات.
لا تلجأ إلى تعشيق التروس في الوضع المحايد عند السير في منحدر.
لا تسر على نحو متمايل من مسار إلى آخر.
لا توقف المحرك في المنعطفات.
لا تهمل إشارة ¸تَوّقَفْ· حتى لو لم يكن هناك أي حركة مرور، وحتى لو توقفت السيارة التي أمامك ثم انطلقت.
لاتدخل إلى نطاق حركة المرور إلا بعد أن يصبح محركك سلسًا.
لا تقف على نحو يعيق حركة المرور في الاتجاه المعاكس، ولا تُربك السائقين الآخرين.
لا تستخدم الضوء الساطع عند اقتراب سيارات أخرى في الاتجاه المعاكس، أو عند ملاحقتك لسيارة أخرى.

 

أمان السيارة وراحة السائق موضوعان مهمان في نظر مصممي السيارات. يستخدم المصممون الرسوم والنماذج الحية للتأكد من أن الحيز الداخلي للسيارة يوفر الأمان والراحة معًا.

تعلم القيادة:

تنجم معظم حوادث السيارات عن السائقين الذين يخرقون قوانين السير، أو يفتقرون إلى مهارات القيادة الجيدة، أو يتجاهلون قواعد القيادة الآمنة أو يجهلونها. ولذلك، يتحتم على الشخص الذي يرغب الحصول على رخصة قيادة أن يجتاز اختبارات القيادة. والواقع أن هذا الاختبار يثبت أنَّ قيادته للسيارة آمنة، وأنه مدرك لمدلولات إشارات الطرق. وهذه المعلومات تتضمن قواعد السير في الطرق السريعة داخل كل دولة. وفي بعض الدول، يجب على السائقين أن يجتازوا اختبار النظر أيضًا. ويتعرض السائقون المستهترون، الذين يخرقون قوانين السير، لسحب تراخيصهم.

ويوفر المدرب المؤهل أفضل وسيلة لتعلم القيادة. وفي بعض الدول، يتعلَّم كثير من المراهقين القيادة عن طريق اتباع دروس القيادة في المدارس الثانوية.كما أن مدارس القيادة تعلم المبتدئين. وقبل تعلُّم القيادة، يجب على المبتدئ أن يحصل على رخصة قيادة خاصة أو مؤقتة، أو رخصة متدرِّب تمكنه من التدرب على القيادة. ويجب أن يرافق المتدِّرب سائقون مؤهلون وذوو خبرة. والواقع أن تعلم القيادة والتدرب عليها يساعدان المتدربين على شحذ مهاراتهم في القيادة، وعلى أن يتقنوا أساليب التحكُّم في السيارة المتحركة، ويتعرفوا على المسؤوليات التي تقتضيها القيادة.

مسافات الكبح عند سرعات مختلفة. يبين المخطط علوي كيف تسير السيارة على طريق جافة بعد أن يرى السائق الخطر ويستخدم المكابح. وإذا كانت الطريق زلقة أو المكابح مهترئة فإن السيارة تسير إلى حد أبعد. اما المخطط السفلي فهو يبين مسافات الاتباع المأمونة أثناء النهار على معظم الطرق الجيدة. يجب زيادة هذة المسافات أثناء الليل، أو على الطرق الرطبة، أو على الطرق العامة السريعة.

مسؤوليات القيادة:

تتضمن قيادة السيارة بعض المسؤوليات التي يجب أن يتحملها السائق تجاه نفسه وتجاه الآخرين. فقبل كل شيء، يجب على السائق أن يكون يقظًا أثناء قيامه بالمناورات المختلفة، مثل زيادة السرعة وخفض السرعة وتغيير المسارات والدوران والتوقف. وفي الوقت نفسه، يجب على السائق أن يكون متنبهًا للمركبات الآلية الأخرى، بما في ذلك الدراجات النارية، ومتنبهاً للمشاة وراكبي الدراجات وإشارات الطرق المختلفة ومخاطر الطرق، ذلك لأنه يجب اتخاذ القرارات الصحيحة على نحو سريع. ويقلل النعاس أو المرض من قدرة السائق على الاستجابة بسرعة لتغيرات أحوال السير. ومن هنا تعد القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات خطرة بصورة خاصة.

يركز السائق الجيد على شيء واحد فقط ـ أثناء القيادة ـ القيادة في ذاتها. ويتمتع السائق الجيد بالسلوك اللائق أيضًا ؛ أي استعداده لأن يشارك الآخرين في الطريق ورغبته في أن يمتثل قوانين السير. الواقع أن السلوك العدواني،كالقيادة بسرعة فائقة، أو السير خلف مركبة أخرى قريباً جدًا منها أو تغيير المسار بسرعة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان سيطرة السائق على السيارة أو إلى إثارة غضب السائقين الآخرين. ويكون السائق المهذب، على الأرجح، سائقًا موثوقًا به. وأخيرًا، يتحمل السائقون المسؤولية للتأكد من أن سياراتهم صالحة للقيادة السليمة.

القيادة الوقائية:

القيادة الوقائية تعني توقع الخطر لتفادي الحوادث. يظل السائق متيقظًا لجميع الاحتمالات مثل قيام المركبات الأخرى بالتباطؤ أو بدخول الطريق أو التوقف فجأة. ويعدل السائق الحَذِر سرعة السيارة وموضعها بما يلائم نظره والطريق وأحوال السير، ويُبطئ قبل الدخول في منعطف، ويمنح حق المرور، ويعطي الإشارات المناسبة مُقدّمًا قبل الدوران أو تغيير المسار.

تاريخ السيارة

أيقونة تكبير أحداث مهمة في تاريخ السيارة

السيارات الأولى:

في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تقدَّم تطوُّر المحركات البخارية في أوروبا تقدماً سريعاً. وكان المخترعون يحلمون "بعربة بلا حصان" ؛ أي مركبة يمكنها السير بقدرتها الذاتية. وقد بدا لهم أن البخار هو مصدر القدرة المنشود.

السيارة البخارية. قام نيكولاس جوزيف كوجنو وهو مهندس عسكري فرنسي، بإنشاء أول مركبتين ذاتيتي الحركة في عامي 1769 و 1770م. وقد صممت إحداهما لنقل الركاب، في حين صممت الأخرى جرارًا بخاريًا ثلاثي العجلات لجر المدافع. وفي عامي 1801 و1803م، قدم البريطاني ريتشارد تريفيثيك عرضاً لمركبات بخارية رباعية العجلات مخصصة لنقل الركاب. ولكنه كان يعوزه المال ليواصل عمله.

وقد أخفقت عدة محاولات في بريطانيا لتشجيع استخدام السيارات البخارية وتطويرها بسبب المنافسة التي تعرضت لها من شركات السكك الحديدية والمركبات ذات الأحصنة. وكانت السيارات البخارية البدائية تلحق أضرارًا بالطرق وتنفجر أحيانًا. كما كانت تصدر جلبة هائلة، وتلوث الهواء بالدخان وتُرعب الخيول. وفي عام 1865م، أوقف "قانون العلم الأحمر" أي تطور إضافي للسيارات في بريطانيا نحو ثلاثين عاماً. فوفقًا لهذا القانون، لم يكن في إمكان سيارة بخارية أن تسير بسرعة أكثر من 6كم في الساعة في الريف، ومن 3كم في الساعة في المدينة. كما كان يجب أن يمشي أمام المركبة رجل إشارة، يحذر من اقترابها بالتلويح بعلم أحمر في النهار وبفانوس أحمر في الليل.

وفي عام 1805م، عرض المخترع أوليفر إيفانز في الولايات المتحدة جرافة بخارية محمولة على قارب. وقد بنى إيفانز الجرافة لتعميق شاطىء فيلادلفيا وتنظيفه. ركب إيفانز القارب على عجلات، وقاد الآلة الضخمة، التي تزن نحو 18 طنًا متريًا عبر الشوارع إلى المرفأ ومن ثم إلى الماء. وفي ستينيات القرن التاسع عشر، طور مخترع أمريكي آخر، هو سيلفستر روبر، مركبة بخارية أصغر كثيرًا. وكانت تشبه إلى حد كبير السيارة في الوقت الحاضر. ولقيت مركبة روبر اهتمامًا شعبيًا وافرًا، حتى أنها عرضت في سيرك.

أيقونة تكبير أحداث مهمة في تاريخ السيارة
وفي أواخر القرن التاسع عشر، قام عدة مهندسين آخرين بتجارب على السيارات البخارية منهم الأمريكيون ج.ن. كارهارت وريتشارد دادجون ورانسم إيلي أولدز. وازداد عدد الشركات التي كانت تصنع سيارات بخارية بسرعة. وأسس الأمريكيان التوأمان فرانسيس وفريلان ستانلي واحدة من أكثر الشركات نجاحًا. وقاما ببناء السيارة البخارية الشهيرة ستانلي.

وقد كانت للسيارات البخارية عيوب رئيسية، منها أنها تحتاج إلى فترة طويلة لتسخين المرجل. وعندما تمكن المخترعون من حل هذه المشكلة، ظلت عيوب أخرى، إذ تبين أنه يجب أن تكون المحركات البخارية صغيرة لتناسب السيارات من الناحية العملية، وأن تكون المحركات عالية الضغط لإنتاج القدرة المطلوبة. ولكن تصنيع مثل هذه المحركات وصيانتها يكلفان كثيرًا. ونتيجة لهذه العيوب، تلاشت السيارة البخارية تدريجيًا. وفي عام 1924م، أفلست شركة الأخوين ستانلي وكانت إحدى الشركات الأخيرةالصانعة للسيارات البخارية.

السيارة الكهربائية. كانت السيارة الكهربائية في البداية أكثر نجاحًا من السيارات البخارية. وكانت تزود بالقدرة بوساطة البطاريات. ولاقت السيارات الكهربائية رواجًا شعبيًا سريعاً لأنها كانت هادئة، وسهلة التشغيل وخالية من الأدخنة الكريهة الرائحة، وفي عام 1900م، بلغت مبيعاتها 38% من جميع مبيعات السيارات. ولكن البطاريات كانت تحد من سرعتها أو من المسافة التي يمكن أن تقطعها. فكان عدد قليل من السيارات الكهربائية يمكنه أن يسير بسرعة أكبر من 32كم في الساعة، وكان يجب إعادة شحنها على الأقل كل 80كم. وبحلول عام 1905م، كانت مبيعاتها نحو 7% فقط من جميع السيارات المباعة في الولايات المتحدة.

السيارة ذات محرك البترول. نشأت السيارة التي نعرفها في الوقت الحاضر عن تطوير محرك الاحتراق الداخلي. وكانت محركات الاحتراق الداخلي الأولى تعمل بالغازات. ففي عام 1820م، صمم المخترع البريطاني وليم سيسيل محركًا يدار بانفجار خليط من الهيدروجين والهواء. وفي عام 1838م، صنع مخترع بريطاني آخر هو وليم بارنيت محركًا يضغط خليط الوقود.

وفي عام 1860م، سجّل جان جوزيف إتيان لانوار، وهو بلجيكي مقيم في فرنسا، براءة اختراع أول محرك احتراق داخلي ناجح تجاريًا. واستخدم لإدارته غاز فرن الكوك، وكان كثير الضجيج وغير فعال. إلا أن لونوار باع عدة مئات من المحركات التي اسْتُخدِمت لتشغيل مكابس الطباعة والمخارط ومضخات المياه. وقد ركَّب لانوار أيضًا محركًا في سيارة بدائية.

وفي عام 1885م، طور الألمانيان جوتليب ديملر وكارل بنز، كل على حدة، أول محركات بترول رباعية الشوط ناجحة. فاستخدم ديملر محركه لإدارة دراجة نارية بعجلتين. وركب بنز محركه في مركبة بثلاث عجلات. وبعد فترة قصيرة، صنع إدوارد بتلر، في بريطانيا، دراجة بثلاث عجلات تدار بمحرك بترول.

أيقونة تكبير أحداث مهمة في تاريخ السيارة
تم تطوير التصميم العام للسيارات الحالية في فرنسا. فقد صنع إميل لوفاسّور ورينيه بانار، الشريكان في شركة مركبات، سيارتهما الأولى في عام 1890م. وكانت تدار بمحرك ديملر. وفي العام التالي، أنتج لوفاسّور أول سيارة بترول مزودة بمحرك ديملر مركب في مقدمتها. وقد اسْتخدمت هذه السيارة والطرز البدائية الأخرى السلاسل (الجنازير) لنقل قدرة المحرك إلى العجلات الخلفية. وكانت هذه السلاسل مشابهة لتلك المستخدمة في الدراجات. وفي عام 1898م، استخدم لويس رينو عمود الإدارة بدلاً من السلسلة.

صنع الأخوان تشارلز وفرانك دورياي أول سيارة بنزين أمريكية ناجحة. أُنْجزت سيارة دورياي في عام 1893م، إلا أنها تعطلت في اختبارها الأول. وفي يناير 1894م، اجتازت السيارة أول اختبار سير بنجاح. وفي عام 1895م، أسس الأخوان دورياي أول شركة أمريكية لصناعة سيارات تعمل بالبترول. وفي العام ذاته، صنع جون نايت والأخوان لانشستر أول سيارات بريطانية. وبعد خمس سنوات، تم إنتاج أول سيارة طراز لانشستر.

وفي عام 1895م، صنعت شركة ميشلان، وهي شركة فرنسية لصناعة المطاط، أول إطارات مملوءة بالهواء المضغوط لاستخدامها في السيارات. وقد طورت ميشلان هذه الإطارات الهوائية بامتياز من شركة إنجليزية لصناعة إطارات الدراجات. ويعتقد أناس كثيرون أن السيارة صارت وسيلة نقل عملية بسبب اختراع محرك الاحتراق الداخلي أولاً، وتطوير الإطار الهوائي ثانيًا.

وعندما ألغي قانون العلم الأحمر في بريطانيا عام 1896م، وتمت زيادة السرعة المسموح بها في المدن من 3 إلى 23 كم في الساعة، احتفل المتحمسون بإقامة سباق الإعتاق من لندن إلى برايتون ـ وهي مدينة على الساحل الجنوبي. وما زال يُحْتَفل بهذا الحدث في نوفمبر من كل عام بإقامة هذا السباق، حيث يسعى فيه سائقو سيارات من طرز قديمة (صنعت قبل عام 1905م) إلى قطع مسافة السباق التي تساوي 85كم، في أقل من ثماني ساعات.

تأثير صناعة السيارات:

كان لصناعة السيارات، منذ البداية، تأثير ضخم على اقتصاد الدول الغربية. وعندما ازداد إنتاج السيارات، ازداد الطلب باطّراد على الفولاذ والمطاط والزجاج وآلات التشغيل والسلع الأخرى. وفي الوقت ذاته، شرعت صناعة السيارات في تطوير أقسامها الذاتية الداعمة للمبيعات والخدمات والإصلاح.

صناعة السيارات في الولايات المتحدة:

نمت صناعة السيارات في الولايات المتحدة بسرعة. وقد أثر عاملان تأثيرًا كبيرًا في هذا النمو السريع. الأول الانخفاض الحاد في سعر البنزين عقب اكتشاف حقول نفط ضخمة شرقي تكساس عام 1901م. فقد أدى البنزين الوافر والرخيص الثمن إلى تشغيل السيارات بكلفة منخفضة نسبيًا.

وكان العامل الثاني تطبيق تقنيات الإنتاج الكبير على صناعة السيارات. فقبل عام 1900م، استخدم منتجو السيارات حرفيين مهرة لتجميع كل سيارة على حدة. ولكن المنتجين الأمريكيين كانوا يستخدمون تقنيات الإنتاج الكبير منذ أواسط القرن التاسع عشر في صناعة منتجات كالأسلحة النارية وتجهيزات المزارع. لذا،كان من المحتم أن يطبقوا هذه العملية على صناعة السيارات. وما أن تَرَسَّخ استخدام الإنتاج الكبير حتى انخفضت أسعار السيارات الأمريكية إلى المستوى الذي مكّن أناساً كثيرين من شرائها. وفي أوائل القرن العشرين، كان بإمكان المشتري في الولايات المتحدة أن يختار من بين تشكيلة من السيارات التي يبلغ سعرها أقل من1,000 دولار أمريكي. وكان هذا يتباين بشكل حاد مع الطرز الأوروبية الأنيقة في ذلك الحين، التي كان معظمها مازال ينتج يدويًا وتباع بأكثر من 2,000 دولار.

ويَخُصُّ مؤرخون كثيرون طراز أولدزموبيل لعام 1901م بميزة أنه أول سيارة أنتجت على أساس الإنتاج بالجملة. وقد بنيت هذه السيارة، أكثر من أي سيارة قبلها، من أجزاء صنعها وكلاء خارجيون وشُحِنَت بعدئذ إلى مصنع التجميع. وتقدم الإنتاج الكبير خطوة مهمة في عام 1904م، عندما تولّى هنري م. ليلاند إدارة شركة كاديلاك للسيارات في الولايات المتحدة، وبدأ ببناء السيارات باستخدام أجزاء قابلة للتبادل. وقد أمكن استخدام الأجزاء القابلة للتبادل لتجميع أي سيارة من الطراز نفسه أو إصلاحها، إذ كانت معظم الأجزاء حينذاك تصنع لتلائم طرازًا معينًا واحدًا فقط.

ولكن الصناعي الأمريكي هنري فورد حسَّن الإنتاج الكبير للسيارات على نحو أكمل من أي إنسان آخر. ففي عام 1913م، أنشأ فورد خط إنتاج مستمر للسيارات في مصنعه، حيث كان يسحب هيكل السيارة بسلسلة عبر المصنع. ويقوم العمال على كل جانب بتجميع السيارة عن طريق إضافة الأجزاء التي كانت تُجْلَب إليهم بسيور ناقلة. وقد نتج عن هذه العملية انخفاض ضخم في زمن الإنتاج وتكاليفه.

رواد دترويت:

أثناء تطور صناعة السيارات الأمريكية، سرعان ما أصبحت مدينة دترويت وضواحيها تعرف بعاصمة العالم للسيارات لأسباب عدة. ففي ذلك الحين، كانت دترويت تحتوي على كثير من المسابك وورش الآلات، وكانت مركزًا لصناعة أفران حديد الزهر وصناعة المحركات البحرية. كما كانت مدينة فلينت القريبة منها مركزًا رئيسيًا لإنتاج العربات والحافلات التي تجرها الخيول. وتقع دترويت أيضًا على نهر دترويت بحيث توفر منفذًا إلى موانئ البحيرات الكبرى. ولكن الميزة الرئيسية التي كانت تمتاز بها دترويت عن مراكز الإنتاج الأخرى هي وجود عدد كبير من رواد صناعة السيارات الناجحين.

رانسم إيلي أولدز. بدأ قبل سن العشرين، بالقيام بأعمال أولية مبكرة في تصنيع المحركات البخارية والكهربائية. وفي العشرينات من عمره، صنع سيارته الأولى وكانت سيارة بثلاث عجلات تعمل بالبخار. وشارك في تأسيس شركة أولدزموبيل للسيارت في دترويت عام 1899م. وفي عام 1901م، بدأت هذه الشركة بالإنتاج بالجملة للأولدزموبيل ذات المقدمة المنحنية، وهي سيارة بترول منخفضة التكلفة. وقد صنعت الأرضيات على شكل منحنٍ في المقدمة لتكون لوحًا واقيًا أنيقًا.

هنري فورد. عمل في شبابه ميكانيكيًا ومهندسًا في دترويت. وفي عام 1896م، صنع فورد سيارته الناجحة الأولى التي كانت تعمل بالبترول. و في عام 1903م، أسس شركة فورد للسيارات التي كانت شركته الثالثة، فقد أخفقت شركته الأولى، كما أنه بكل بساطة ترك شركته الثانية. وأنتج فورد سيارته الشهيرة طراز T في عام 1908م. وكان سعرها 825 دولارًا أمريكيًا. وتمكن عن طريق الإنتاج الكبير الذي يتميز بتكاليف الإنتاج المنخفضة، من تخفيض سعرها مرة بعد مرة. وكان مفتاح نجاح فورد هوخط التجميع المستمر الذي أدى إلى زيادة الإنتاج إلى ثلاثة أضعافه عما قبل ليصل إلى أكثر من 240,000 سيارة طراز T سنويًا. فانخفض سعر السيارة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، إذ بلغ 290 دولارًا في عام 1924م. وقد فاقت مبيعات هذا الطراز جميع السيارات الأخرى لمدة 20 سنة تقريبًا.

وليم كرابو ديورانت أمريكي آخر أصبح مليونيرًا عن طريق تصنيع العربات. وسيطر عام 1904م على شركة بويك للسيارات التي أسسها ديفيد دنبار بو يك. وجعل ديورانت شركة بويك منتجًا رئيسيًا للسيارات عام 1908م. وفي نفس ذلك العام، أنشأ شركة جنرال موتورز بهدف إنتاج سيارات متنوعة الأحجام والأسعار. وفي غضون العامين التاليين، استولت الشركة التي سميت اختصارًا (G.M)، على شركات أخرى كثيرة لصناعة السيارات، ومنها كاديلاك وأولدزموبيل بالإضافة إلى عدة شركات مغذية. وفي عام 1910م، حلّ تشارلز ناش محل ديورانت في رئاسة شركة بويك. وأخيرًا أصبح والتر بيرسي كرايسلر، الذي عمل في شركة بويك، نائبًا لرئيس جنرال موتورز وأسس فيما بعد شركة كرايسلر، وهي شركة أمريكية رئيسية أخرى لصناعة السيارات. وفي عام 1911م، كّون ديورانت ولويس شيفروليه شركة شيفروليه للسيارات التي أحرزت سياراتها المنخفضة السعر نجاحًا مباشرًا. واستعاد ديورانت السيطرة على جنرال موتورز عام 1916م. أما ناش، الذي أصبح رئيسًا لشركة جنرال موتورز عام 1912م، فقد استقال وكون شركة ناش للسيارات.

الأخوان جون وهوراس دودج كانا ينتجان في الأصل الدراجات. وفي عام 1901م، افتتحا ورشة آلات ميكانيكية في دترويت، وسرعان ما قاما بتصنيع القطع لكل من أولدز وفورد. وجمع الأخوان دودج ثروة من عملهما وخصوصًا من مشترياتهما لأسهم فورد. وفي عام 1914م، بدأ إنتاج سياراتهما التي كانت من بين السيارات الأمريكية الأولى التي صنع جسمها كله من الصلب.وقد أحب المشترون سيارة الدودج الجديدة وسعرها إذ كان أعلى قليلاً من الطراز T.

التقدم التقني:

حصل تقدم سريع في العلوم التقنية بعد نشوء صناعة السيارات، الأمر الذي ساعد على إنتاج سيارات أكثر أمانًا وأكثر راحة وأسهل تشغيلاً. ويعد مفتاح التشغيل الذاتي الكهربائي، الذي اخترعه تشارلز كترنج عام 1911م حلقة رئيسية في تطور صناعة السيارات. وقد ركَّبت شركة جنرال موتورز الأنواع الأولى منه في سيارات الكاديلاك لعام 1912م. وقد وضع مفتاح التشغيل الذاتي حدًا لتدوير المحرك يدويًا، إذ كان التدوير اليدوي صعبًا ومزعجًا وخطرًا أحيانًا.

الحرب العالمية الأولى:

(1914-1918م). أظهرت الحرب أهمية السيارات والمركبات الآلية الأخرى للأغراض العسكرية، وأثبتت أيضًا أهمية طرائق الإنتاج الكمي في صناعة السيارات.

في سبتمبر من عام 1914م، تقدمت الجيوش الألمانية نحو باريس، فاسْتُخدمت سيارات الأجرة في المدينة لنقل الجنود الفرنسيين نقلاً سريعاً إلى جبهة القتال. وقد ساعد "جيش سيارات الأجرة" على إيقاف تقدم الجيوش الألمانية في معركة المارن الأولى. فكانت هذه المعركة نقطة التحول الأولى في الحرب لأنها قضت على فرصة ألمانيا في إحراز نصر سريع. واستخدم الحلفاء الفوج الأول من الدبابات عام 1916م. وتم في هذا العام أيضًا إنقاذ فردان الفرنسية من استيلاء الجيش الألماني عليها بمساعدة جنود وإمدادات جديدة تم نقلها إلى جبهة القتال بالشاحنات.

وأنتجت شركات صناعة السيارات كميات ضخمة من المعدات العسكرية للحلفاء. فصنعوا آلاف الشاحنات والدبابات والكثير من السفن والإمدادات العسكرية الأخرى. وأسهمت شركات السيارات أيضًا في صناعة محركات الطائرات الحربية وتطويرها. وقد ساعد الدور المهم الذي قامت به صناعة السيارات في الحرب على ترسيخ السيارة بوصفها وسيلة نقل مألوفة.


تواريخ مهمة في عالم السيارات.

1770م شغل الفرنسي نيكولاس جوزيف كوجنو بنجاح مركبة بخارية بثلاث عجلات.
1860م طور الفرنسي جان جوزيف إيتن لونوار محرك احتراق يغذى بغاز الفحم الحجري.
1865م نجح الألمانيان جوتليب ديملر وكارل بنز في تطوير محركات بترول من النوع المستخدم في الوقت الحاضر.
1887م صنع الإنجليزي ماغنوس فولك أول سيارة كهربائية.
93-1894م صنع الأخوان تشارلز وفرانك دورياي أول سيارة أمريكية ناجحة تدار بمحرك بترول.
1896م أنتج كل من هنري فورد وتشارلز برادي كنج و رانسم إيلي أولدز وألكسندر ونتون سياراتهم التي تدار بالبترول.
1896م أنشئت شركة ديملر في إنجلترا لصنع سيارات ببراءة امتياز ذات منشأ فرنسي ألماني.
1897م بدأت نقابة السيارات بلا خيول صنع أول سيارة أسترالية تدار بمحرك بترول، و هي سيارة "بيونير".
1904م صنع توراو يامابا أول سيارة يابانية معروفة كانت تدار بالبخار.
1906م أنتجت شركة رولز رويس في إنجلترا طرازها "سيلفر جوست".
1913م صنعت شركة كالدويل ـ فيل الأسترالية أول سيارة تدار بالعجلات الأربع لاستخدامها في المناطق الوعرة.
1926م أنتج الاتحاد السوفييتي السابق أول سيارة ركاب سميت "نامي-1"
1938م بدأ إنتاج سيارة فولكسواجن طراز "الخنفساء" وأصبحت السيارة ذات أطول فترة إنتاج على الإطلاق، إذ استمر ذلك حتى أواخر الثمانينيات.
1959م بدأ إنتاج السيارة البريطانية الأكثر نجاحًا، وهي طراز "ميني" ذات الإدارة بالعجلات الأمامية. وقد بيع منها أكثر من خمسة ملايين سيارة.
وفي الثمانينيات احتل اليابانيون المركز الأول في صناعة السيارات في العالم. إذ أنتجوا أكثر من تسعة ملايين سيارة في عام 1989م، وهذا يعادل ثلث الإنتاج العالمي تقريبًا.
1998م اندمجت شركة كرايسلر الأمريكية وديملر-بنز الألمانية لتكون ديملر-كرايسلر العملاقة.

عصر السيارة

أول معرض للسيارات في بريطانيا أقيم عام 1899م. حيث عرضت بعض السيارات التي تعمل بالبترول في المبنى الزراعي في لندن.

إنتاج السيارات:

ازداد إنتاج السيارات على نحو كبير خلال عشرينيات القرن العشرين. ففي أثناء معظم فترات هذا القرن كانت أحوال العمل جيدة والوظائف وافرة. ونتيجة لذلك، كان عدد القادرين على شراء السيارات أكبر من أي وقت مضى. وازداد عدد السائقين لأن التحسينات الهندسية جعلت السيارات أسهل تشغيلاً وقيادة. وأسهمت أيضًا الطرق المحسَّنة في تطور استخدام السيارة بوصفها وسيلة نقل.

وعلى الرغم من ازدياد إنتاج السيارات في العشرينيات، إلا أنه انخفض عدد الشركات المُنْتَجة. كما أن الشركات الكبيرة خفضت أرباحها بهدف زيادة مبيعاتها. ولكن هذه الشركات لم تعد قادرة على مواصلة العمل، فيما عدا الشركات التي يمكنها إنتاج سيارات كثيرة وبيعها بسرعة.

حاول ألفريد سلون، الذي أصبح رئيسًا لجنرال موتورز عام 1923م، أن يحفِّز المبيعات عن طريق تغيير الطرز سنويًا. وتوصف هذه الوسيلة عادة بأنها الوقف المخطط أي تصنيع منتجات مصممة لتصبح عتيقة الطراز بأسرع ما يمكن توقعه. وما زال معظم منتجي السيارات في العالم يمارسون هذه الوسيلة.

استَحْوذَت ثلاث شركات ضخمة (جنرال موتورز وفورد وكرايسلر) تدريجيًا على إنتاج معظم السيارات في الولايات المتحدة. وفي الفترة نفسها، أنشأت هذه الشركات أيضًا مصانع في كلّ من بريطانيا وأستراليا وفي غيرهما من الدول. ثم عمدت الشركات الصغيرة، مثل رولز رويس في بريطانيا وباكارد في الولايات المتحدة، إلى إنتاج سيارة فاخرة ذات أشكال أنيقة و مزايا رائعة، فأصبحت هذه السيارات تعرف بالسيارات الكلاسيكية.

وفي عام 1929م، بدأ كساد اقتصادي واسع الانتشار فتأثرت به مبيعات السيارات على نحو خطير لسنوات عدة. ومع ذلك، استمر الناس في شراء السيارات الجديدة، فازدادت المبيعات ثانية في أواخر الثلاثينيات.

الأوقات الصعبة في الثلاثينيات:

عانت صناعة السيارات بشدة خلال فترة الكساد الاقتصادي العظيم الذي بدأ في أكتوبر عام 1929م. فانخفض إنتاج جميع المركبات في الولايات المتحدة بنسبة 36% عام 1930، وبنسبة 29% عام 1931م. وانخفض الإنتاج عام 1932 بنسبة إضافية 44% ليصل إلى نحو 1,300,000 مركبة. وكان هذا أقل حجم إنتاج للسيارات منذ نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م. وبعدئذ عاد الإنتاج إلى الزيادة ليصل إلى نحو 4,800,000 سيارة بحلول عام 1941م.

وبسبب إغلاق المصانع وانخفاض الإنتاج، صار العمال يعانون التعطل عن العمل دوريًا خلال فترة الكساد. فأصيبت شركتا فورد وكرايسلر بخسائر، إلا أن شركة جنرال موتورز حققت أرباحًا طوال الثلاثينيات. وفي نهاية ذلك العقد، سيطرت هذه الشركات الثلاث على أكثر من 85% من سوق السيارات، إذ أفلست شركات عدة، وتحولت بعض الشركات الأخرى إلى إنتاج الشاحنات فتدبرت أمر بقائها.

الحرب العالمية الثانية وسنوات ما بعد الحرب:

توقف إنتاج السيارات في أوروبا عام 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وكان سائقو السيارات غير قادرين على شراء البنزين بِحُرِّية بسبب الترشيد، وتحولت مصانع السيارات البريطانية والألمانيّة إلى إنتاج المركبات العسكرية والعتاد الحربي. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة حيث صارت صناعة السيارات تنتج المعدات الحربية التي لم تعد تقتصر على الشاحنات العسكرية وناقلات الأفراد بل شملت أيضًا إنتاج الدبابات والطائرات ومحركات الطائرات والسفن ومعدات المدفعية والذخائر.

حدثت تغيرات كبيرة في صناعة السيارات في الفترة بين بداية الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب العالمية الثانية ؛ إذ أصبح عدد الشركات المنتجة أقل بكثير، ولكنه أقدر على إنتاج كميات من السيارات أكبر بكثير. وتحوّلت المنافسة من النطاق البسيط للإنتاج بالجملة إلى برامج تسويق واسعة تتضمن الاستطلاع السوقي وتطوير المنتجات والتوزيع والإعلان والدعاية.

وأدى تقاعد معظم عمالقة الصناعة أو وفاتهم إلى التوجه نحو إدارة الشركات بهيئات مشتركة. واستأنفت صناعة السيارات إنتاجها المدني بعد الحرب. وكان من جَرّاء عودة المحاربين القدامى، والنمو الضخم للأرياف، والطلب على السيارات الذي لم يكن بالإمكان تلبيته خلال فترة الحرب، أن اتسعت السوق بصورة ضخمة أمام شركات السيارات.

المولعون بالسيارات يحتفظون بالطُرُز القديمة والعريقة والكلاسيكية. فالسيارات القديمة صنعت قبل 31 ديسمبر عام 1918م، والسيارات العريقة صنعت في الفترة بين 1 يناير عام 1919م و 31 ديسمبر 1931م. أما السيارات الكلاسيكية، فصنعت في الفترة بين عامي 1925 و 1948م.

التغيرات في التصميم:

أدت هذه التغيرات إلى تحسين الكثير من السيارات في الفترة الممتدة من العشرينيات إلى الخمسينيات. وكان التقدم سريعًا في العشرينيات. ففي عام 1919م، كان 90% من جميع السيارات من الطرز المكشوفة، على حين أن 90% منها كان من الطرز المغلقة عام 1929م.

وخلال العشرينيات والثلاثينيات، أصبحت محركات السيارات أكثر هدوءًا وأكثر قدرة. وتضمنت التحسينات الأخرى خلال هذه الفترة الكبح بالعجلات الأربع، والطلاء السريع الجَفَاف، والمصابيح الأمامية محكمة الإضاءة، والزجاج المضاد للكسر والدفايات و أجهزة الراديو جاهزة التركيب وتعليق العجلات بشكل منفصل، والإطارات ذات الكيس المطاطي المنخفضة الضغط.

وخلال الخمسينيات، أصبح الأداء والشكل مفتاحي المبيعات الجيدة. وأدخلت تغييرات كثيرة في السيارات العائلية الشعبية. فصارت تُصْنَع بحيث تكون أطول وأقل ضجيجًا وأوسع وأكبر قدرة مما كانت عليه في الولايات المتحدة والدول التي يسود فيها إنتاج الشركات الأمريكية، مثل أستراليا. وفي أوروبا، تم اتباع اتجاهات مماثلة في بعض السيارات العائلية المرتفعة الثمن. إلا أن السيارات الأوروبية الأرخص ثمنًا صارت أقصر وأضيق.

وخلال أواخر الأربعينيات وطوال الخمسينيات، انتشر على نطاق واسع استخدام حواجب الريح المنحنية والنوافذ الخلفية العريضة. وتوافرت مجموعات نقل الحركة التلقائية في السيارات المنخفضة السعر. واستُخدمت قدرة المحرك لتشغيل المكابح ومجموعات التوجيه، كما أدى استخدام المطاط الرغوي إلى صنع مقاعد أكثر راحة. وطُوِّرت أقمشة جديدة فتقوّت مواد التنجيد، وتم تلوين الزجاج لتخفيف حدة الوهج.

السيارات الرياضية. تصمم السيارات الرياضية لتوفر في المقام الأول أروع أداء ممكن في القيادة. يقتني الآلاف من الناس السيارات الرياضية. وفي معظم الوقت، يستخدمون سياراتهم للسفر العادي. كما يقوم بعض المولعين بها بإجراء سباقات على مسارات أنشئت خصيصًا لمنافسات السيارات الرياضية.

السيارة في الوقت الحاضر:

تجوب نحو 370 مليون سيارة ركاب شوارع العالم وطرقاته. والواقع أن معظم هذه السيارات في الولايات المتحدة واليابان وكندا ودول أوروبا الغربية، حيث يعد أناس كثيرون في هذه المناطق السيارة شيئًا ضروريًا. أما في معظم دول إفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية، فإن الأغلبية العظمى من الناس مازالت تَعُدّ السيارة ترفًا.

وتنتج صناعة السيارات على مستوى العالم نحو 42 مليون سيارة وحافلة وشاحنة سنويًا. والواقع أن الاستخدام الواسع للسيارة أدى إلى نشوء عدد من المشكلات الخطرة. فالوقود الذي يزود محركات جميع السيارات تقريبًا بالطاقة ينتج من النفط أو الزيت الخام. ولكن معظم الدول لا تمتلك مخزونًا نفطيًا كبيرًا إلى حد يكفي احتياجاتها من الطاقة. كما أن السيارات تبعث أيضًا غازات خطرة تلوث الجو. وبالإضافة إلى ذلك، تتسبب حوادث المرور في حدوث الآلاف من الوفيات والإصابات سنويًا.

نقص النفط:

واجه العالم نقصًا خطيرًا في النفط في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، إذ إن دولاً كثيرة تعتمد على استيراد النفط. فمثلاً، تستورد الولايات المتحدة أكثر من خمسي كميات النفط التي تستخدمها، وأغلبها من الدول العربية. ففي عام 1973م، توقفت الدول العربية المنتجة للنفط عن إمداد الولايات المتحدة بالنفط لمدة خمسة أشهر، وذلك احتجاجًا على دعمها لإسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973م. وأدى النقص الذي نشأ عن ذلك الموقف إلى ارتفاع أسعار البترول وإلى وقوف صفوف طويلة من السيارات في محطات الوقود. وعندما استأنفت الدول العربية بيع النفط إلى الولايات المتحدة، زادت أسعارها على نحو كبير، وأدرك الأمريكيون أن اعتمادهم على الدول الأخرى في التزود بالنفط جعل نقصانه مشكلة طويلة الأمد. ★ تَصَفح: النفط.

أجرت الشركات الصانعة للسيارات بحوثًا لإيجاد محرك ذي كفاية أكبر من محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبترول المستخدم في معظم السيارات. فقاموا بتجارب على محركات الديزل والمحركات الكهربائية والعنفات(التوربينات) الغازية والمحركات ذات الشحنة الطباقية ومحركات ستيرلنج وفانكل.

محرك الديزل يدار بزيت الوقود الذي يحتاج إلى تكرير أقل من البترول. وقد أنتجت بعض الشركات الأوروبية سيارات مجهزة بمحرك ديزل طوال سنوات عديدة. وأدخلت صناعة السيارات الأمريكية محركات ديزل في بعض الطرز المنتجة عام 1978م. ويؤدي استخدام محركات الديزل إلى توفير ممتاز في الوقود، إلا أن هذه المحركات لها ضجيج نسبّي يتسارع ببطء. كما أنها تنتج الدخان والرائحة وملوثات متنوعة. ★ تَصَفح:محرك الديزل .

المحرك الكهربائي تغذيه البطاريات بالطاقة. يمكن للسيارة الكهربائية، المجهزة ببطاريات الحمض والرصاص العادية أن تقطع مسافة قصوى قدرها 97كم تقريباً قبل أن تحتاج إلى إعادة شحن البطاريات. ويعمل المنتجون على ابتكار بطاريات محسنة تمكن من قطع مسافات أكبر بين فترتي التشغيل و إعادة الشحن. ★ تَصَفح: السيارة الكهربائية.

محرك التوربين الغازي (العنفة) يمكن تزويده بأي سائل قابل للاحتراق، ولكنه لا يوفر معدل استهلاك جيد للوقود. وذلك بالإضافة إلى أنّ إنتاج محرك التوربين الغازي مرتفع التكاليف، ويَبْعَثُ كميات كبيرة من الملوثات المسماة بأكاسيد النتروجين. ★ تَصَفح:التوربين .

محرك ستيرلنج يمكن أن يدار بأنواع وقود مثل الكيروسين أو الكحول بدلاً من البترول. وهو أكثر كفاية وأقل إنتاجًا لملوثات الجو من معظم الأنواع الأخرى من المحركات. إلا أن إنتاج محرك ستيرلنج معقد ومرتفع التكاليف. ★ تَصَفح: محرك ستيرلنج.

المحرك ذو الشحنة الطباقية يداربخليط وقود ذي نسبة عالية من الهواء إلى الوقود. وينتج إضافة مثل هذا الخليط احتراقًا جيدًا للوقود، وبالتالي انخفاضًا في إصدار الملوثات. ولكن المحركات ذات الشحنة الطباقية مرتفعة التكاليف وما زالت تحتاج إلى تجهيزات تحكم بالتلوث.

محرك فانكل أو المحرك الدوار هو محرك أصغر من المحرك الترددي الذي يماثله في القدرة. ولكن محركات فانكل لا يمكنها تحقيق معدل استهلاك جيد للوقود دون إصدار كميات مفرطة من الملوثات المسماة بالهيدروكربونات.

تلوث الهواء:

تعد المركبات الآلية، وفي المقام الأول السيارة، واحدة من المصادر الرئيسية لتلوث الجو في العالم. تطلق السيارات سنويًا في الجو كميات ضخمة من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات وأكاسيد النتروجين الناتجة من احتراق الوقود. وتضيف شركات النفط، في أغلب الأحيان، مادة كيميائية تسمى رابع إيثيل الرصاص إلى البترول. والواقع أن مثل هذه المحركات التي تستخدم البترول المرصص تلوث الجو بمركبات الرصاص السامة. وقد قامت شركات النفط منذ الثمانينيات بإنتاج بترول غير مرصص لتفادي هذه المشكلة.

وكانت الولايات المتحدة الدولة الأولى التي أقرت قوانين معدة سلفًا لخفض التلوث الناتج عن السيارات. وتقوم وكالة حماية البيئة بمراقبة تنفيذ مواصفات الانبعاث التي تحد من كمية التلوث المسموح للسيارات الجديدة بضخها. فابتداءً من طرز عام 1968م، شرع منتجو السيارات في تحسين نظم التحكم في كمية الملوثات الصادرة من السيارات الجديدة. وفَرَضَتْ تعديلات قانون الهواء النظيف لعام 1970م خفضاً حاداً في كميات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون الصادرة من السيارات المنتجة منذ عام 1975م.

وتحقيقاً لتعزيز التقيد بالمعايير الجديدة، بدأ منتجو السيارات بتركيب تجهيزات مسماة بالمحوِّلات الحفَّازة في جهاز العادم في السيارات الجديدة. وتخفِّض المحولات الحفازة كميات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات الصادرة بتحويلها إلى ثاني أكسيد الكربون والماء. ★ تَصَفح: المحول الحفاز.

وتتضمن الطرائق الأخرى للتحكم بالتلوث المفاعلات الحرارية التي تمزج الغاز العادم الساخن بهواء جديد في حجيرة مركّبة بجانب أنبوب العادم. وتحرق هذه العملية معظم غازات العادم وتخفِّض أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات.

وقد تم خفض ضخ الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 95% في الفترة من 1967 إلى 1984م. كما انخفضت أكاسيد النيتروجين الصادرة من عوادم السيارات بنسبة 90% في الفترة ذاتها.

ومع ذلك، يعتقد كثير من خبراء النقل أنه يجب على بعض المدن أن تتخذ إجراءات للحد من تلوث الهواء إضافة إلى تحديد كميات الضخ. وتتضمن مثل هذه الإجراءات حظر مرور السيارات في بعض المناطق وتحسين وسائط النقل العام لكي يتم استخدام عدد أقل من السيارات. ★ تَصَفح: تلوث الهواء.

حوادث المرور:

ينفق منتجو السيارات والحكومات مبالغ ضخمة سنويًا في البحث عن وسائل لخفض مخاطر القيادة. وتضع الإدارة الوطنية لأمن المرور على الطرقات معايير أمان للسيارات الجديدة في الولايات المتحدة. ولكي يحقق منتجو السيارات هذه المعايير الفيدرالية، يجب عليهم تجهيز السيارات بوسائل أمان مثل أحزمة الأمان، والنوافذ المضادة للكسر. وتتضمن التجهيزات الأخرى مدخنة قابلة للطي، ومصادمات ذات قدرة محسنة على امتصاص تأثيرات التصادم.

أما في الدول الأخرى، فتركب في السيارات تجهيزات أمان أقل، ولكن تسود فيها أنظمة أمان صارمة. فمثلاً، تم في بريطانيا، منذ عام 1983م، إلزام السائقين وركاب المقعد الأمامي ربط حزام الأمان.

ونتيجة لذلك، انخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السيارات. قام منتجو السيارات بتجارب على أجهزة الأمان الكامنة التي لا تحتاج إلى تشغيل من قبل الركاب لتوفير الوقاية. وتتألف هذه الأنظمة من أحزمة الأمان التي تربط تلقائياً، أو الأكياس الهوائية، أو كليهما معًا. وتنتفخ الأكياس الهوائية تلقائيًا عند حدوث تصادم وتوفر وسادة بين الركاب ولوحة القيادة.

شيفروليه كابريس كلاسيك 1991م
تويوتا كامري 1991م
اختيار سيارة مستعملة أمر شائع في جميع أنحاء العالم. و في دول صناعية كثيرة فإن الناس يعتبرون السيارة من الأشياء الضرورية.

التغيرات في اتجاهات المستهلك:

كان كثير من مشتري السيارات في الولايات المتحدة، قبل السبعينيات، يفضلون السيارات الكبيرة والمترفة. أما في الدول الأخرى، فقد كانت السيارات أصغر بوجه عام، ولكن كانت هناك أفضلية للسيارات الأكبر. وبدأت مبيعات السيارات الصغيرة في الازدياد في أواسط الستينيات لأن عائلات كثيرة صارت تشتريها كسيارات إضافية.

وقد سَبَّبَ الحظر على تصدير النفط إبان الحرب العربية الإسرائيلية، في أواسط السبعينيات من القرن العشرين، نقصًا خطيرًا في البترول في الدول المستهلكة له. ونتيجة ازدياد سعر البترول، تحولت عائلات كثيرة إلى شراء السيارات الصغيرة والخفيفة الوزن التي توفر في استهلاك الوقود أكثر من السيارات الكبيرة.

وأسهم تحول اتجاه المستهلك من السيارات الكبيرة إلى الصغيرة منها في الصعوبات المالية التي واجهها منتجو السيارات عمومًا في الثمانينيات. وأصبح منتجو السيارات اليابانيون قادرين جدًا على المنافسة خلال تلك الفترة. وارتفعت السيارات اليابانية إلى موقع السيطرة على الأسواق العالمية.

ارتفع ثمن السيارات الجديدة بحدة في أوائل الثمانينيات، الأمر الذي أدى إلى احتفاظ الناس بسياراتهم القديمة مدة أطول قبل الإقدام على شراء سيارة جديدة. إلا أن عدد السيارات الموضوعة رهن الاستعمال في الدول الصناعية استمر في النمو بمعدل أسرع من معدل الزيادة في عدد السكان.

سيارات الغد:

ستكون سيارات الغد، على الأرجح، ذات وقود متزايد الكفاءة وتلويث أقل. كما ستظل محركات الاحتراق الداخلي، على الأرجح، تزود معظم السيارات بالطاقة. ولكن القلق بشأن التلوث قد يؤدي إلى زيادة في استخدام المركبات الكهربائية على الرغم من مجالها وسرعتها المحدودتين. وسيكون استخدامها، على الأرجح، في شاحنات التوزيع والمركبات التجارية الأخرى في المدن الكبرى.

وستقوم نظم التحكم المبرمجة بالحاسوب بمهام متزايدة باطراد في سيارات الغد. فستتكيف أجهزة التعليق المبرمجة تبعًا لتغيرات سطح الطريق بمجرد تشغيل مفتاح بسيط. كما ستكون الحواسيب جزءاً من بعض أجهزة التوجيه بالعجلات الأربع التي يمكن فيها توجيه العجلات الخلفية بالإضافة إلى العجلات الأمامية، الأمر الذي سيؤدي إلى قيادة السيارة على نحو أسهل أكثر مما في حالة التوجيه بالعجلات الأمامية فقط. وستقوم الحواسيب بدور متزايد أيضًا في ابتكار سيارات الغد، بدءًا من التصميم إلى الأعمال الهندسية وانتهاء بالتجميع. كما ستكون عمليات شراء السيارات وصيانتها مبرمجة بالحاسوب أكثر فأكثر.

وقد تصور الناس منذ عهد بعيد طرقات موجَّهَة إلكترونيًا. وسوف يُحَوِّل السائق نظام توجيه المركبة إلى نظام تكون فيه الأجهزة الإلكترونية والتحكم في الطريق متصليْن بعضهما ببعض. وسيسمح هذا النظام بحركة مرور أشد كثافة،كما أنه سيخفف من الازدحام. ومع ذلك، فإن النظام الأولي المحتمل تطبيقه سوف يقوم فقط بنقل المعلومات إلى السائق عن أحوال الطريق وأنماط حركة المرور السائدة أمامه.

إختبر معلوماتك :

  1. لماذا حلت سيارة البترول، في آخر الأمر، محل السيارة البخارية والكهربائية؟
  2. ما القيادة الوقائية؟
  3. لماذا وصلت الشركات اليابانية المنتجة للسيارات إلى موقع السيطرة على السوق العالمية؟
  4. كيف غيرت السيارة أسلوب حياة الناس؟
  5. ماذا يعني تعبير الوقف المخطط؟ ومن هو مبتدع هذه الفكرة؟
  6. ما عمل كل من المحول الحفَّاز والوحدة التفاضلية؟
  7. كيف يؤثر شرب الكحول في سائق السيارة؟
  8. ما الطرق التي يمكن أن تستخدم فيها الحواسيب في إنشاء السيارات؟
  9. ما التطور الذي تميز به نشوء صناعة السيارات؟

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية