الرئيسيةبحث

الطريق ( Road )



الطرق تتراوح ما بين الطرق النائية الموحشة والأخرى السريعة المزدحمة حول المدن.
الطَّريق شريط أرضي به مسارات معدة لحركة السيارات وغيرها من مركبات تتحرك على عجلات. والطرق تصل المناطق الحضرية بعضها ببعض، كما تصلها بالمناطق الريفية. وتُعرف الطرق التي تخترق المدن باسم الشوارع.

والطرق ذات أهمية حيوية ؛ إذ يستخدمها المزارعون في نقل محاصيلهم إلى الأسواق، وتسير عليها الشاحنات الكبيرة لتوزيع الإنتاج الصناعي من منطقة إلى أخرى. كما تقطعها السيارات والحافلات والدراجات وغيرها من وسائل النقل للأغراض النفعية والترفيهية.


أنواع الطرق

الطرق المحلية والفرعية:

تستوعب الطرق المحلية حركة مرور السيارات داخل حدود المناطق المحلية. وتصل الطرق الفرعية المجموعات السكانية الصغيرة بعضها ببعض، كما تربط الطرق المحلية بالطرق الرئيسية الممتدة إلى الأماكن النائية. وتقوم سلطات الحكم المحلي بشق وتعبيد معظم الطرق المحلية والفرعية وصيانتها.

شبكة الطرق الحديثة تعتبر من أهم مقومات النقل الممتاز. وهذه الشبكة تربط أجزاء مدينة تونس بعضها ببعض.

الطرق الرئيسية:

أكثر الطرق أهمية تلك التي تستوعب أكبر عدد من السيارات وعربات النقل والحافلات، إذ إنها تربط المجتمعات السكانية الكبيرة بعضها ببعض.

يتم تقسيم بعض الطرق التي تتسع لأربعة مسارات أو أكثر، برصيف أرضي يمتد بطول منتصفها، يعرف باسم رصيف الأمان المركزي، إضافة إلى سياج حماية في أغلب الأحيان. ويؤمِّن هذا الرصيف حركة المرور في الاتجاهين. ويساعد في حماية المركبات من الاصطدام.

وثمة عامل آخر من عوامل السلامة وتأمين حركة المرور، يتمثل في القاعدة المرورية التي تنص على الالتزام المساري حيث تخضع المركبات للدخول أو الخروج من كتلة المركبات المنسابة على الطرق الرئيسية من منافذ معينة تعرف باسم التقاطعات تقع عادة عند التقاء الطرق الرئيسية. وتستخدم قنطرة على امتداد أحد الطريقين المتقاطعين أو جسر علوي، لرفع منسوب أحد الطريقين حتى يتيسر فصل مسار مروري عن الآخر. ويتم تشييد جزئي الجسر العلوي بشكل مائل ذي انحناء ويعرفان باسم المنحدرات الدرجية. كما تمتد الطرق والشوارع الفرعية أعلى أو أسفل الطريق الرئيسي دون أن تصبَّ فيه.

طرق السيارات:

تُعرف الطرق الكبيرة بأسماء تختلف من بلد لآخر، مثل طرق السيارات أو الطرق المفتوحة، أو الطرق السريعة، وهي طرق رئيسية بأربعة مسارات أو أكثر بالاتجاهين، تفصلها أرصفة أمان مركزية. وفي المناطق شديدة الازدحام في المدن الكبرى يعم تشييد هذه الطرق في مستوى أعلى ـ من مستوى الشارع ـ أو داخل أنفاق، أو في مجازات سفلية تحت منسوب الشوارع. وفي بلاد كثيرة يدفع سائقو المركبات رسم عبور، وهي ضريبة استخدام الطريق.

وتُعرف الطرق السريعة وغيرها بأسماء رقمية تساعد مرتاديها: كأحد الأرقام مسبوقًا بحرف (إم) M اللاتيني كما يحدث في بريطانيا. أو بحرف (إيه) A للدلالة على الطرق المساندة. أما الطرق الثانوية فتحمل أرقامًا مسبوقة بحرف (بي) B. وفي جمهورية أيرلندا يتم ترقيم الطرق المساندة الرئيسية المتفرعة من دبلن باتجاه عقارب الساعة. تحمل هذه الطرق الحرف (تي)T رمزًا لها، والطرق المتفرعة منها حرف (إل) L متبوعًا برقم، وهو نهج مطبق في كثير من البلدان. وتظهر هذه الحروف والأرقام كذلك في علامات وخرائط الطرق.

كما أن ثمة علامات لتنبيه مرتادي الطرق السريعة لمنافذ الخروج، وبُعْد مرافق الخدمات، كمحطات الوقود، ومواقف السيارات والمطاعم كما هو في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربية. والطرق السريعة مزودة كذلك بأجهزة تنبيه خاصة بالطوارئ، يتم تشغيلها عندما تسوء الأحوال المناخية، أو لتنبيه السائقين لتهدئة السرعة بسبب إصلاحات الطريق، أو حوادث المرور.

كيف يتم بناء الطرق

تصميم نموذجي لطريق معبد

التخطيط:

يدرس مخططو الطرق كل شيء بدءًا من الاحتياجات بعيدة المدى للإقليم أو القطر، وانتهاءً إلى ما يحتاجه جزء معين من أحد الطرق. ويتقرر على ضوء التخطيط مدى احتياجات الطرق الإقليمية، وأجدى السبل لتحقيقها وتدبير تكاليفها المالية.

تُوجَّه الكثير من أعمال الطرق إلى تحسين مستوى القائم منها، أو تجديدها. وقد يعني هذا في البلدان النامية تعبيد الطرق الترابية وتحويلها إلى طرق صالحة لكل المواسم. وقد تطرأ الحاجة إلى طرق جديدة تتواءم مع التطوّر المتنامي لحركة المواصلات، أو لربط الأقاليم بالمدن أو المناطق النامية.

وعند وضع خطة متكاملة، أو طريق واحد في شبكة مواصلات يتوجب على المخططين مراعاة الآتي: 1- أين يسكن الناس. 2- إلى أين يتوجهون 3- كيفية انتقالهم 4- أماكن إنتاج السلع 5- أماكن تسويق السلع 6- كيفية وصول السلع إلى المنتفعين بها. كما يبين إحصاء حركة المواصلات كمية المركبات وأنواعها على طريق من الطرق والفترات التي يشتد فيها ازدحامها. وعلى ضوء هذه البيانات وغيرها من حقائق مرصودة في فترات سابقة أو في الحاضر، يتمكن المخططون من استقراء المستقبل والتنبؤ بالزيادة المرتقبة في أعداد السكان أو نمو الصناعات، والمتغيرات في اتجاهات استخدام الأراضي العقارية، ومدى تأثير هذا النمو والتغير على الحاجة لإنشاء الطرق.

تجهيز الأرضية الطبيعية. تقوم جرافات ضخمة بكشط سطح الأرض وتنظيفه من الأعشاب والشجيرات، وإزالة النتوءات وملء الفجوات البسيطة. وتتم تسوية الشقوق الكبيرة التي تم سدها بوساطة آليات نقل التربة الكبيرة تسوية جيدة.
وتشكل مشاركة المواطنين دورًا مهمًا في تخطيط الطرق، إذ يعمد المخططون إلى الاجتماع بهم والتشاور معهم عن معظم المشاريع الكبيرة، مما يمكّن المواطنين من إبداء آرائهم قبل البدء بالمشاريع.

وقد توصل مهندسو الطرق إلى وضع مواصفات الجودة اللازمة لأنواع الطرق والجسور، لتحديد سُمك الأساسات، والطبقات الخارجية وأنواعهـا بما يتـلاءم مع حركة المركبات المختلفة على هذه الطرق بالإضافة إلى عدد المسارات المطلوبة ؛ وحِدَّة استدارة المنعطفات ودرجة انحدار التلال. فيتفق المهندسون مثلاً، على أن يكون اتساع معظم مسارات الطرق 3,5م الحد الأدنى.

يستلزم تخطيط طرق جديدة أو إعادة تعبيدها، رسم خرائط لها إن لم تكن متوافرة. ويكثر حاليًا استخدام التصوير الجوي لهذا الغرض. وتبيّن هذه الخرائط مواقع الطرق الأخرى، وخطوط السكك الحديدية، والمدن والمزارع والبيوت وغيرها من المباني. كما تبيّن المعالم الطبيعية كالأنهار والبحيرات والغابات والتلال والمنحدرات الأرضية، إضافة إلى ما يمكن الاستدلال عليه من أنواع التربة.

ويتمكن المهندسون من خلال هذه الخرائط من تعيين مواقع الطرق الجديدة، ووضع رسومات تفصيلية جديدة تُعرف باسم المساقط الأفقية، يستخدمونها لرصد الحدود اللازمة لما يُعرف باسم حرم الطريق، وهي أرض تتم حيازتها لإقامة الطرقات، وتسوية النتوءات الجبلية، والمجاري المفتوحة، والمنحدرات الجانبية. وتوضِّح هذه المساقط الأفقية كذلك، مواقع الطرق بالتحديد ودرجات ميلها ومنعطفاتها، إضافة إلى مواضع الجسور والمجاري السفلية.

الطرق الجانبية:

تُبنى هذه الطرق حول المدن الكبيرة والصغيرة لتيسير الوصول إلى وسط المدينة بعيدًا عن ازدحام الطرق الرئيسية، والتقليل من الاختناقات المرورية بها.

التقاطُعات:

هي التقاء طريق بآخر يتقاطع معه، على مستوى واحد في أغلب الأحيان، مما يحتم على المركبات المتجهة شرقًا وغربًا، أو شمالاً وجنوبًا، أن تنتظر دورها لعبور التقاطع. وتشكل الدوارات أحد البدائل. ويحدث أحيانًا أن تتقاطع الطرق بزوايا منحرفة تجعل عبورها بالغ الخطورة، مما حدا بمهندسي المرور إلى استخدام مناطق محددة على المساحة المعبْدة تعرف باسم جزر الأمان، تقوم بحصر المركبات داخل مساراتها الصحيحة. أما أجود التقاطعات وأكثرها أمانًا، فهي التي يتم بها الفصل الكامل بين مساري الطريق. وأكثرها شيوعًا النوع المعروف باسم تقاطع ورقة البرسيم، إذ تشبه منعطفات التقاطع الداخلية المنحدرة، الاستدارات الرباعية لأوراق نبات البرسيم. وثمة نوع أكثر بساطة يعرف باسم الماسة، تأخذ مساراتها المنحدرة النسق المنحني لشكل المعَّيَّن. ويكثر استخدام الشكل الماسي لربط طريق رئيسي بآخر فرعي يتقاطع معه. وعندما يتقاطع طريقان من طرق السيارات السريعة، تطرأ الحاجة إلى تقاطعات أكثر تعقيدًا، تشتمل على عدد من الجسور والمسارات المنحدرة.

درجة انحدار الطريق:

أولى مهام تشييد طريق جديد الحصول على حق التصرف في الحيز الأرضي لحرم الطريق، كقطع أشجار أو اقتلاع جذور، وأحيانًا هدم مبان، أو إزاحتها. وعندئذ تمتد العمليات المتاحة بفضل حقوق حرم الطريق، فيبدأ عمل المنحدرات بطريقة تحضيرية. يبدأ بعدها استخدام جرافات التربة الضخمة التي تقوم بنبش كميات ضخمة من الأتربة ـ في حجم غرفة ـ ونقلها في حركة واحدة. إذ تنغرس شوكاتها في التلال فتنتقل الأتربة إلى حيث تهيلها في منخفضات الوديان، ومن ثم تمهد طريقًا في درجة انحدار طفيفة، أو ميل يسير.

يتم أحيانًا نقل التربة الملائمة لأساسات الطرق من أماكن قد تكون بعيدة عن الموقع. وأثناء تسوية انحدارات الطريق يجري بناء المجاري السفلية، وهي أنابيب كبيرة لتصريف مياه الأمطار يتم تركيبها أسفل الطريق. يجري كذلك شق جداول على جانبي الطريق لتوصيل مياه الأمطار إلى المجاري السفلية. وبعد الفراغ من التسوية التحضيرية لمسارات المرور، والنتوءات الجبلية، والمجاري المفتوحة وفق حدود حرم الطريق، يتم تدكيك أرضية الطريق وتسوية سطحه بالمناسيب والشكل المطلوب.

الرصف:

يرصف الطريق بعد الفراغ من تسويته وفق درجات التحدُّر المطلوبة. ويتم الرصف بطبقة ذات سُمك محدد من مواد أكثر تحملاً من الطبقة الترابية السفلى. وتعتمد مادة الرصف ونوعها بدرجة كبيرة، على مدى كثافة الحركة وثقلها.

تخلط أنواع من التربة لتشكل الطبقة السفلى في بعض الأماكن. كما يمكن خلط المواد الترابية ببعض المواد الكيميائية أو الإسمنت أو الجير. كما يجري خلط أنواع من الأسفلت ـ القار ـ بالتربة لتتماسك وتتصلب، فتصير أكثر تحملاً. وتقتصر الطبقات السفلى في معظم الطرق قليلة الكثافة المرورية على الحصباء أو الحجارة المكسرة أو غيرها من مخلفات التعدين، وقد يضاف إلى سطحها طبقة رقيقة من الأسفلت تعرف باسم الطبقة الواقية.

ويراعى في أسطح الطرق ذات الكثافة المرورية العالية أن تكون بالغة القدرة على التحمل، إذ تُدعم بطبقة وسطى من الحصباء المسفلتة تفرش على الطبقة السفلى، وهي مكونة من الحجارة المكسرة أو الحصباء، يجري دكها جيدًا، ثم تملأ فجواتها بالأسفلت، وثمة أنواع أجود من الحصباء المسفلتة، تتميز موادها المكونة من الحصباء أو الحجارة أو الرمل بأنها سابقة الخلط بالأسفلت، تقوم آليات الرصف بإضافتها إلى الأساس، ثم يجري هصرها وتبليطها بآلات الرصف الثقيلة. يُعرف هذا النوع من الرصف أحيانًا باسم التبليط بالطبقة السوداء.

يشكل خليط إسمنت بورتلاند والخرسانة نوعًا آخر من مواد تبليط الطرق، ويتكون من الرمل والإسمنت البورتلاندي والماء والحصباء أو الحجر المكسر. وفي كلا النوعين من التبليط ـ الأسفلتي والخرساني ـ يقوم الركام، أي الرمل والحجر، مقام البدن، ويشكل الأسفلت أو الإسمنت المادة القابضة.

الإضاءة:

الإضاءة الجيدة تقلل من عدد الحوادث التي قد تتعرض لها المركبات أو المشاة. ويكاد يكون مصدر الإضاءة الوحيد في الطرق الريفية مصابيح الشاحنات والسيارات. إلا أن الشوارع المزدحمة والأجزاء الوعرة من الطرق تزوَّد بالإضاءة العلوية. وتتم إنارة الشوارع بأعمدة إضاءة على الجانبين، تفصلها مسافات تبلغ 60م تقريبًا. ولهذه المصابيح أغطية عاكسة تم تصميمها بنسق يحصر وهجها على الطريق دون أن يؤذي أعين السائقين.

تحسين جوانب الطريق:

يكثر زرع أنواع خاصة من الحشائش والمتسلقات على جانبي الطريق لحماية مجاريها من التربة التي تجرفها المياه. كما تزدان جوانب كثيرة من الطرق بما يُزرع بها من شجيرات وأشجار. وهو نمط من تنسيق المواقع (هندسة المناظر) يساعد في إزالة ما يعتري الترحال من ملل، ويزيد من بهاء المناطق الريفية. وتساعد الأشجار أيضًا في امتصاص الضوضاء التي تسببها حركة المركبات. وعلى بعد فسحات بطول الطريق تتوافر مرافق خدمة السيارات، أو منتجعات الرحلات أو مرافئ جانبية صغيرة للسيارات، يتوقف بها السائقون للراحة أو تناول الطعام، أو يشرف منها السائحون على المناظر الجميلة.

الاختبارات والبحوث:

تنحصر معظم اختبارات الطرق في واحد من خمسة اختبارات تشمل : أنواع التربة، ومواد التشييد، والمعدات، والإنشاء، والبحوث. تهتم اختبارات التربة بكيفية ما يحدثه بها الجفاف أو الرطوبة من تغيرات، ورصد أقصى ما تتحمله التربة من إجهاد.

ومع استمرار بناء الطرق، يتم فحصها دوريًا، وإجراء اختبارات الإجهاد على مواد بنائها. وتستمر الاختبارات حتى بعد الفراغ من تشييدها، باستخدام أجهزة التثقيب الآلية لفحص عينات من تبليطها الخارجي، ومن حشوات أساساتها، وطبقاتها السفلية، يتم هذا بطريقة أشبه باستخراج لباب تفاحة. وتبين هذه الحشوات المستخرجة مدى سمك التبليط وتمكِّن اختبارات هذه الحشوات معرفة متانة الرصف.

كيف تتم صيانة الطرق

ترميم التلف وإعادة تبليط السطح:

تبلى الطرق تدريجيًا، فتحتاج إلى صيانة وإعادة سطح الطريق إلى ما كان عليه. تشمل الصيانة أيضًا إزالة الجليد والثلوج في الدول الأوروبية وإزالة الرمال المتراكمة كما هو في المملكة العربية السعودية وتجديد طلاء الخطوط وعلامات المرور التحذيرية على سطح الطريق. كما تشمل تشذيب الحشائش، وتركيب علامات المرور الفوقية، والعناية بحواف الأحواض المزروعة، وجوانب الطريق والجسور.

وتحتاج الطرق المرصوفة بالحصباء والمواد المشابهة إلى الحفاظ على نعومة أسطحها باستمرار، إذ إن مكوناتها كالحصى وغيره، كثيرًا ما تتعرض للإزالة والتفتت بفعل عوامل التعرية على مر السنين، مما يوجب تعويضها.

يجرى ترميم الأسطح والحواف الأسفلتية بترقيعها بمواد جديدة في الأماكن التي تظهر عليها عيوب في التبليط بسبب سير المركبات، أو ضعف الطبقة الأرضية السفلى. وتحتاج معظم الطرق الأسفلتية إلى تجديد طبقتها الواقية من وقت لآخر. كما يتم تجديد طبقة التبليط تجديدًا كاملاً كل 10 أو 15 عامًا.

يتم ترميم طبقات التبليط الخرسانية بحفر وإزالة الأجزاء التالفة، واستبدالها بخرسانة جديدة. وعادة ما يستخدم الأسفلت في سد الشقوق التي تظهر على الأسطح الخرسانية، وقد يتم تجديد الكثير من الأسطح القديمة تجديدًا كاملاً. وفي حالات هبوط أجزاء من السطح أو بلاطات الرصف الخرسانية يتم إصلاحها أو إعادة استوائها.

إزالة الثلوج والجليد:

يجب حفظ الطرق خالية من الثلوج والجليد في البلدان الباردة خلال فصل الشتاء، إذ تقتضي الحاجة تشغيل معظم هذه الطرق على مدار العام. وتقام حواجز جليد في بعض الأماكن بمحاذاة الطريق على بعد 15 إلى 30م من جانب هبوب العواصف الجليدية عادة، فينحجز الجليد المتراكم بفعل الرياح في الحيز الواقع بين الطريق وهذه الحواجز بدلاً من تراكمه على سطح الطريق.

وتقوم جرافات آلية بأنصال أمامية مستقيمة، أو مدببة ـ كحرف (في) V بجرف الجليد المتساقط على الطريق. وعند حدوث تراكمات جليدية كثيفة، تُستخدم محاريث آلية لإزالتها، وأكثر أنواعها كفاءة المحاريث الدوارة، إذ إن لها مدية لولبية في مقدمتها تتولى تفتيت الكتل المتراكمة من الجليد وسحبه إلى الوراء باتجاه مروحة تذروه على جانب الطريق.

ويُستخدم الملح والمواد الكيميائية والرمل في أحيان كثيرة على الطرق التي يغطيها الثلج والجليد منعًا لتزلج المركبات عليها.

كيف تُدفع نفقات الطرق

تتولى السلطات المحلية والحكومات القومية بناء الطرق وصيانتها.

التمويل المحلي:

في بعض الدول الأوروبية يتولى الصرف على إقامة الطرق وصيانتها جماعات السكان المحليين من الضرائب التي يدفعونها لسلطات الحكم المحلي. تقوم حكومة المملكة المتحدة مع المجالس البلدية لمقاطعات إقليمي إنجلترا وويلز ـ ومجالس المناطق والجزر بإقليم أسكتلندا ـ بالمشاركة في تحسين وصيانة الطرق الموجودة. وتتولى إدارة المواصلات وفروعها بإقليمي ويلز وأسكتلندا، الصرف على طرق السيارات الجديدة وما يجرى إنشاؤه وترميمه وتحسينه من طرق الدرجة الممتازة ـ الدرجة (إيه) A ـ وتتولى السلطات المحلية أيضًا المساعدة في الإشراف على طرق السيارات وإنشاءات الطرق الممتازة على المستوى الإقليمي. وتقوم إدارة البيئة في أيرلندا الشمالية بالإشراف على عمليات إنشاء الطرق. أما إدارة البيئة في الجمهورية الأيرلندية ـ أيرلندا الجنوبية ـ فيقتصر إشرافها على عمليات إنشاء وترميم طرق الدرجة (تي) T والدرجة (أل)L .

وتقوم الحكومة الفيدرالية في أستراليا بتخصيص جزء يسير من الضرائب التي تجبيها من واردات النفط، لدعم الطرق في الولايات المختلفة. وتعتمد سلطات هذه الولايات على عائداتها من رسوم تسجيل وتراخيص قيادة المركبات، بوصفها مصدرًا رئيسيًا للصرف على الطرق. كما تقوم السلطات المحلية بالصرف على شوارع مناطقها من العوائد التي تجبيها من السكان وملاك العقارات. وتعتمد نيوزيلندا على العائدات الضريبية من واردات النفط، وتراخيص المركبات والرسو م المحلية.

نبذة تاريخية

الطرق الأولى:

عرف الإنسان الطرق منذ أقدم العصور. كانت بعض الطرق الرئيسية بإنجلترا، قبل مئات السنين، تقام على مستوى مرتفع عن الأراضي المحيطة بها. وكان ذلك بسبب ما يُهال على وسط الطريق من أتربة حفر المجاري الجانبية، حتى صارت تعرف باسم الطرق المرتفعة، وكانت مفتوحة لكل المسافرين أما الطرق الخاصة فكانت تُعرف باسم الطرق الفرعية.

من المرجح أن تكون أول طرق عرفها العالم هي ما نشأ من دروب ومسالك بفعل دبيب الحيوان بين مرافق طعامه وشرابه، وقد ارتادها البشر بحثًا عن الصيد. كما قاموا بشق مثلها من دروب وممرات أثناء بحثهم عن الماء والطعام والوقود. واتخذها المكتشفون آثارًا يقتفونها أثناء بحثهم عن مناطق جديدة.

وقد شُيدت الطرق الأولى في منطقة الشرق الأوسط بعد اختراع العجلة بفترة قصيرة في حوالي عام 3000ق.م. ورافق تطور التجارة بين القرى والمدن الصغيرة والكبيرة، استحداث أنواع مغايرة من الدروب وطرق القوافل التجارية. واحدة من أقدم شبكات الطرق كان الطريق القديم لتجارة الحرير، الذي كانت يربط روما وأوروبا، قبل الميلاد، بالصين، لمسافة تزيد على 9,700كم. وقد استخدم التجار هذا الطريق القديم لجلب الحرير الصيني عبر تركستان والهند وبلاد فارس.

وكانت العلامات الباكرة للطرق، أكوامًا من الحجارة تُتْرك بين فسحات على جانبي الطريق. كما كانت معالم الدروب التي تخترق الغابات رسم لحاء الأشجار بسلخ جزء منه وقطعه.

وقد قام كل من المصريين والقرطاجيين والأترسكانيين ببناء الطرق. إلا أن أفضل بناتها قاطبة كان الرومان الذين عرفوا كيف يضعون لها أساسات صلدة، وكيف يرصفون جوانبها بالحجارة المسطحة. كما عرفوا جدوى انحدارها الطفيف من المنتصف ـ يسمى حدبة الطريق ـ إلى الجانبين لتصريف المياه. وأقام مهندسوهم المجاري على جانبي الطريق لتحمل المياه بعيدًا. وكان الغرض الرئيسي من بناء هذه الطرق انتقال جيوشهم من مكان لآخر داخل الإمبراطورية الرومانية. وتميزت هذه الطرق المترامية بامتداداتها فوق التلال بدلاً من الالتفاف حولها، نظرًا لاستوائها شبه المتكامل. وبلغ ما بناه الرومان من طرق داخل إمبراطوريتهم ما يزيد على 80,000كم، مازال بعضها يُستخدم إلى الآن.

في العصور الوسطى:

كانت معظم الطرق في أوروبا مجرد دروب مستصلحة في الغابات. فلم يكن هناك ما يبرر بناء الطرق، إذ إن معظم تنقلات الناس كانت تتم على ظهور الجياد. وكان ثمة طريق نال شهرة في تلك العهود، عرف باسم طريق الزوَّار بإنجلترا، امتد ما بين ونشستر وكانتربري. وقد أدى ظهور قوافل المركبات التي تجرها الجياد إلى تزايد حاجة الناس إلى طرق أفضل، كما أدى إلى إجازة مقترحات تيرنبايك التشريعية قانونًا يُلزم مستخدمي الطرق بدفع رسوم لصيانتها. وتبقى الطرق والجسور التي شيدها الجنرال ويد بأسكتلندا، في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي شاهدًا على مهارته.

وقام هنود الإنكا بأمريكا الجنوبية من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر الميلادي بربط مدنهم ببعضها، بشبكة من الطرق بلغ طولها 16,000كم.

وفاقت إنجازات رجل واحد في مجال بناء الطرق بأوروبا ما لم ينجزه غيره في زمانه. كان الرجل أسكتلنديًا، يُدعى جون لودون مك آدم. وقد بدأ بناء الطرق بإنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وذاع صيته بعد أن طوّر أسلوبًا لتبليط أسطح الطرق أُطلق عليه اسم مكآدم، مازال يستخدم في تبليط الطرق إلى الآن. ★ تَصَفح: الثورة الصناعية.

الطرق الحديثة:

بحلول عام 1900م ازداد الطلب على الطرق الجيدة. إذ أبدى المزارعون ومربو الماشية رغبتهم في إيصال الطرق قريبًا من السكك الحديدية حتى يتمكنوا من شحن منتجاتهم الحقلية وقطعانهم إلى الأسواق. وبعد عام 1900م ازدادت الحاجة إلى الطرق الجيدة في كل الاتجاهات إثر الاستخدام المتنامي للسيارات والشاحنات والحافلات. وبدأ بناء طرق السيارات في كل من إيطاليا وألمانيا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي ثم تصاعدت عمليات البناء بعد الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، لتواكب الزيادة السريعة في أعداد المركبات في البلدان النامية. وكانت طرق جديدة قد أنشئت في أقطار آسيا وإفريقيا النامية، جزءًا من برامج التحديث والتصنيع. وشهدت كثير من البلدان كأستراليا، حيث تمتد الطرق لأكثر من 4,000كم برامج للتشييد عنيت بتوفير الصلابة والخلو من الأتربة والصلاحية على مدار العام، لكل الطرق الرئيسية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية