الرئيسيةبحث

فورد، هنري ( Ford, Henry )



هنري فورد
فورد، هنري (1863 - 1947م). من رواد صانعي السيارات في أوائل القرن العشرين بأمريكا. أنشأ شركة فورد للسيارات، التي أحدثت ثورة في صناعة السيارات، باستخدامها طريقة خط التجميع في الإنتاج. وقد ساعد ما وفرته الشركة من تلك التقنية على بيع السيارات بأقل الأسعار. فكان أكثر من نصف السيارات التي بيعت في الولايات المتحدة بين عامي 1908و1927م من صنع فورد.

نشأته:

وُلد فورد في مزرعة تعرف الآن باسم ديربورن بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية. وأصبح ميكانيكيًا عندما بلغ السادسة عشرة، وبعد ذلك عمل مهندسًا في شركة كهرباء دترويت. تولد عند فورد اهتمام بالسيارات التي كانت حينذاك اختراعًا جديدًا، فصنع فورد أول محركاته التي تعمل بالبترول عام 1893م، كما صنع أول سياراته عام 1896م.

استخدم خط التجميع عام 1914م لإنتاج سيارات موديل (تي) في هايلاند بارك بولاية ميتشيجان، بالولايات المتحدة الأمريكية.

إنجازاته الصناعية:

أسس فورد عام 1903م شركة فورد للسيارات. وكانت الشركة في بداية عهدها تنتج السيارات ذات الأسعار الغالية فقط، تمامًا كما كانت تفعل منافساتها من الشركات الأخرى، إلا أن فورد سرعان ما بدأ العمل لصنع سيارة بسيطة وقوية تكون في متناول غالبية الشعب. أنجز فورد أول هذه السيارات من موديل تي عام 1908م. وبعد ذلك وفي عام 1909م قرر فورد أن ينتج موديل (تي إس) فقط. وكان السعر الأصلي لموديل تي، وهو 850 دولارًا أمريكيًا، ثمنًا مرتفعًا بالنسبة لكثيرمن المشترين. ولكي يخفض السعر، ابتكر فورد نظام خط التجميع الذي عن طريقه يتم ترتيب قطع المحرك وتركيبها من خلال مرورها على السير أمام العمال والفنيين. وكان كل عامل بدوره ينجز مهمة معينة، كإضافة أو شد إحدى القطع. وقد ساعد هذا النظام على تقصير فترة تجميع سيارة فورد من حوالي 12,5 ساعة عام 1912م إلى ساعة ونصف الساعة عام 1914م.

بدأت الشركة في إنتاج القطع بنفسها بدلاً من شرائها من ممولين من خارج الشركة بأسعار عالية. كما صارت تشحن أجزاء السيارات إلى أماكن التسويق، بدلاً من شحن السيارات كاملة، حيث كانت شركة التجميع تركب الأجزاء معًا، إذ إن كلفة نقل الأجزاء أقل من كلفة نقل السيارة كاملةً. وبالإضافة إلى ذلك بدأت الشركة تُنتج الزجاج والفولاذ.

السيارة الأولى لهنري فورد اكتمل بناؤها في ورشة بدترويت عام 1896م. وتُعرض الآن بمتحف هنري فورد في ديربورن في ولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما خفضت الشركة تكاليف الإنتاج، حوّل فورد كثيرًا من الفائض إلى زبائنه. فقد انخفض سعر السيارة موديل تي إلى 500 دولار أمريكي عام 1913م ثم إلى 390 دولارًا عام 1915م، ثم 260 دولارًا عام 1925م، مما جعل السيارة في متناول العائلة متوسطة الدخل. وفي عام 1914م رفع فورد الحد الأدنى لأجور العمال. فكان يدفع لهم أكثر من ضِعْفي ما كان يتلقاه نظراؤهم في أماكن أخرى، كما خفَّض عدد ساعات العمل اليومية من تسع ساعات إلى ثماني ساعات، مما أدى إلى جعل العمال يتدفقون على فروع شركة فورد، باحثين عن عمل. وأدخل فورد خطة مشروع مشاركة العمال في الأرباح، وذلك لتشجيع زيادة الإنتاج، وخصص جزءًا من أرباح الشركة للعمال. كما أقام فروعًا للشركة في الخارج.

وفي أواخر عشرينيات القرن العشرين بدأت شركة جنرال موتورز الأمريكية تنافس النجاح الذي حققته سيارة فورد موديل تي، فبدأت بعرض تشكيلة واسعة من الموديلات بينما استمرت فورد في إنتاج موديل تي بأسعار مخفضة. ولم يتغير موديل تي كثيرًا من سنة إلى أخرى، وكان يظهر بلون واحد فقط، وهو الأسود حتى عام 1926م.

وفي نهاية الأمر جاء فورد بتصميم جديد وهو موديل أيه عام 1927م، وذلك بعد أن بيع أكثر من 15 مليون سيارة من موديل تي. وفي عام 1932م قدمت شركة فورد أول سيارة رخيصة الثمن ذات المحرك (في -8)، وهو محرك قوي له 8 أسطوانات مركبة على شكل العدد 7. وبحلول ذلك الوقت، كانت شركة جنرال موتورز قد أحرزت قصب السبق على شركة فورد في مجال مبيعات السيارات في الداخل. واستمر هبوط مبيعات سيارات شركة فورد خلال ثلاثينيات القرن العشرين، كما بدأ بعض الناس يشكون في مهارات هنري فورد الإدارية. وقد تسلم هنري فورد الثاني وهو أحد أحفاد فورد، إدارة الشركة عام 1945م.

النشاطات السياسية والخيرية:

كان فورد مهتمًا بالقضايا السياسية منذ زمن بعيد. فخلال الحرب العالمية الأولى عام 1915م، سافر مع 170 شخصًا آخرين إلى أوروبا على نفقته الخاصة بحثًا عن السلام، إلا أن تلك المجموعة لم تنل موافقة الحكومة الأمريكية، وفشلت في إقناع الدول المتحاربة بتسوية الخلافات بينها. وفي عام 1918م، وهي السنة التي انتهت فيها الحرب، خاض فورد انتخابات مجلس الشيوخ مرشحًا عن الديمقراطيين في ولاية ميتشيجان، إلا أنه خسر الانتخابات ولم يرشح نفسه لمنصب رسمي بعد ذلك، ومع ذلك فقد استمر في إبداء آرائه في القضايا السياسية. وخصص فورد كثيرًا من وقته وأمواله للمشاريع التعليمية والخيرية. فقد أنشأ متحفين هما متحف جرينفيلد فيلج، ومتحف هنري فورد، وكلاهما في ديربورن بولاية ميتشيجان، في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1936م أسس فورد وابنه إدسِل مؤسسة فورد، وهي أكبر مؤسسة في العالم تقدم منحًا للتعليم والبحث والتطوير. وصارت المؤسسة منظمة قومية عام 1950م، وتوجد لها اليوم مكاتب في بلدان أخرى من العالم، بالإضافة إلى مكاتبها في الولايات المتحدة الأمريكية. ★ تَصَفح: السيارة ؛ فورد، هنري الثاني.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية