جزء من سلسلة |
رسل وأنبياء |
آدم·إدريس |
قال ابن إسحاق: كان رجلاً من الروم، وهو أيوب بن موصى بن رازخ بن العيص ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل. وقال غيره: هو أيوب بن موصى بن رعويل بن العيص بن إسحاق بن يعقوب، وقيل غير ذلك في نسبه. وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط ، وقيل: كان أبوه ممن آمن بإبراهيم يوم ألقى في النار لحرقه.[1]
كان أيوب رجلاً كثير المال وكان له أولاد وأهل كثير. فسلب منه ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع من البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل في ليله ونهاره وطاله حتى عافه الجليس واوحش منه الانيس واخرج من بلده وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعاه وكانت صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد.
وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس، عن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين، قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقول؟ غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله فأرجع إلي بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق".
وكلما اشتدت أكثر كان إيمانه يزداد أيضاً فيشكر الله عز وجل وإلى أن عافاه الله من علته حيث ذكر القرآن:
(اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب). [سورة ص: الآية 42].
فاغتسل بعين ماء نبعت له فشفي من الأمراض الظاهرية وعين شرب منها فشفي من الأمراض الباطنية بإذنه الله..[2]