كشتاسپ أو غشتسب(باللغة الفارسية: گشتاسب) الخامس من الملوك الكيانيين، و الخامس عشر من ملوك الشاهنامه. و يمتاز عهده برسالة زردشت ، و الحروب التى أرّثها هو و ابنه اسفنديار لنشر الدين الجديد.
و يسمى كشتسب في الأفستا و كقى قِستاسپه . و« كقى قستاسپه». و ينسب في بعض المواضع إلى أسرة نوذر.
و يذكر في الكتب العربية باسم بِشتاسف و وشِتاسب . و قد ذكره بشار باسم بِشتاس :
قومى اغبقينا فما صيغ الفتى حجرا لكن رهينة أحجار و أرماس روّى مشاشى فان الدهر ذو عبر أفنى قبادا، و أوهى ملك بشتاس
و قد خصِّص له فصيل في الأفستا يسمى باسمه خلاصته أن اللّه قال لزردشت: اذهب و اقرأ هذا الكتاب أمام الملك كشتاسب لعله يؤمن. خذ مواعظى كلها و اذكرها له كلمة كلمة».
فذهب زردشت و تقدّم إلى الملك و دعا له و بارك عليه. ثم قرأ عليه الزندقستا و قال: تعلم سبلها، و اسلك فيها. فان رغبت في شرعها فمأواك الجنة في السماء.
و إن أعرضت عن وصايا فستلقى إلى الأرض رأسك المتوّج يغضب اللّه عليك، و يحوّل سعادتك شقاء. ثم تهبط من بعد إلى جهنم إن لم تستمع لهداية القادر».
و يذكر في مواضع أخرى منها:
« نعزي روح الملك قِشتاسپه ، الذى طرد الكذب فافسح للدين المقدّس ... و الذى جعل نفسه عضدا و عونا لهذا قانون أُهرا ، لهذا قانون زرتُشترا .
الذى أخذها( الشريعة) وافقة موثقة من أيد الهونو، فمكّن لها التجلس في سواء الأرض عاليا حكمها، غير متقهقرة، مقدّسة ... الي آخره.
و في بعض المواضع نرى زردُشترا يقرب قربانا إلى أناهِتا لتؤيده حتى يجعل الشجاع قِشتاسپه بن أُرقَط - أسپه يفكر بالشرع، و يتكلم به، و يعمل من أجله. فأعطته الإلهة ما سأل.
و في موضع آخر أن المجد الملكى تجسد في قِشتاسپه فصار يفكر بالشرع و يتكلم به و يعمل من أجله. و طرد الباطل فأفسح للدين الإلهى.
و يُرى قِشتاسپه ( كشتاسب) في موضع آخر من الأفستا يقرب قربانا داعيا أن ينتصر على أعدائه. و يذكر أحيانا اسم هؤلاء الأعداء و منهم أرِكَت - أسپه( أرجاسب).
و يحس حين يبلغ هذا العصر من عصور الشاهنامه أنه قد خرج من ظلمات الأساطير إلى سُدفة التاريخ حيث يجد أسماء و أفعالا و أحوالا تشبه ما يعرف في تاريخ الأخمينيين: فالكتب العربية تذكره، في الكلام عن كشتاسب و بهمن، اسم كيرش و داريوش. و أبين من هذا ما في تاريخ.
و أرى أنه لا يمكن في هذا العهد الذى لا يزال الظلام مسيطرا عليه أن نقول إن كشتاسپ هو دارا. و لكن يظن أن هناك مناسبة بين لهراسب و من بعده من الملوك الكيانيين في الشاهنامه و بين الاخمينيين الذين يعرفهم التاريخ.
و يمتاز هذا العهد كذلك بأن في أيدينا كتابا فهلويا يساير الشاهنامه فيما نقصه. و لعله أقدم سند في هذا الموضوع. ذلكم كتاب يادگارِ زريران أى ذكرى زريز الذى يقص من أبناء الحرب بين إيران و توران و قتل زريز الخ.
و يرى ورنر أن حرب الدين هذه كانت حربا بين فئتين من الايرانيين. و يستدل بتشابه الأسماء و انتهائها بكلمة اسپ و هى فارسية معناها الفرس. و يمكن أن يزاد لتأييد رأى ورنر هذا أن قصة الدقيقى لا تستقيم إلا على الفرض، فما كان لملك الصين أو الترك أن يحارب كشتاسپ من أجل تركه دينه إلى دين زردشت. فان الترك لم يكونوا يدينون بدين الفرس حتى ينقموا على كشتاسپ المروق منه. على أن الثعالبى يحل هذا الإشكال برواية أن كشتاسپ هو الذى بدأ بدعوة أرجاسپ إلى الدخول في دينه. ثم المقارنة السالفة بين هذا العهد و عهد دارا الذى كان فيه النزاع الدينى بين الايرانيين أنفسهم يزيد في هذا البحث الغامض حجة أخرى.
غضب كشتسب عن أبيه الملك و ذهب عنه. ثم دخل بلاد الروم و و كانت عادة قيصر في ذلك الزمان أنه اذا أدركت إحدى بناته و حان حين تزويجها ألا يزوّجها إلا ممن تختار و اجتمع إليها الأمراء و الخواص و العوام. فقعد كشتسب في زاوية من المجلس. فتبرجت كتايون بنت قيصر و طافت على الحاضرين، فلما انتهت إلى كشتاسب أعطته ما معها من الورد. و تزوج كشتسب من كتايون بنت قيصر. فأرسل قيصر الروم كشتسب إلي إلياس الخزري و طلب الخراج منه، فقتل إلياس. ثم طلب قيصر الروم الخراج من لهراسب ملك إيران. و رجع كشتسب مع زرير إلي إيران و أعطي أبوه لهراسب الحكم إليه.
ثم بعد مضى سنين مضت من ملك كشتاسب ظهر زردُشت و ادعى النبوة. و فرّق كشتسب الرسل إلى أطراف البلاد، و كتب إلى الملوك يأمرهم باستماع مواعظ زردشت و الدخول في دينه و ترك عبادة الأصنام. فمنع زردشت دفع الجزية إلى أرجاسب، فأرسل أرجاسب ملك الصين رسالة إلى كشتاسب و طلب منه أن يرجع إلى ما كان عليه من دين آبائه و طريقة أسلافه. ثم بدأ القتال بين الإيرانيين و التورانيين و الخيونيين و قتل أردشير و شيرويه و شيدسب و كرامي و زرير.
و رجع كشتسب إلي بلخ، ثم قبض علي ولده اسفنديار و حبسه سعاية كرزم و هو من الخدم بإسفنديار عند كشتسب. فأمر كشتسب بإلقاء اسفنديار في السّجن و تقييده بالسلاسل.
فلما رأى أرجاسب غفلة الإيرانيين و اشتغالهم بأنفسهم هجم على بلخ و هى خلو من الجند، و بها لهراسب الملك الناسك، فقتلوا لهراسب و أسروا بنتى كشتاسب، و خربوا بيوت النار، و حرّقوا كتب الزند. حينما قتل لهراسب انهزم كشتسب أمام جيش أرجاسب ملك الصين.
فأرسل الملك إلى ابنه اسفنديار المحبوس يستنجده و يعده الملك إن نفّس عن قومه هذا الكرب الشديد. فجاء اسفنديار و هزم التورانيين و سار إلى مقر الملك مدينة روئين دج فاجتاز هفتخوان.ثم يدخل المدينة دخول جذيمة الأبرش مدينة الزباء و يصيح في أصحابه فيقتلون أجارسب و يهزمون جنده.
و أصر كشتسب على أن يُحمل رستم إليه مقيدا، و يأبى إسفنديار التقى البار إلا أن يمتثل أمر أبيه على كره. و رستم بطل الأبطال في العهد الماضى يأبى كل الإباء أن يرى في الأغلال. فلا مناص اذًا من الحرب. و قال إسفنديار لرستم عد أن رماه الرمية المصمية: لم تقتلنى أنت و إنما قتلني كشتاسب حين أكرهنى على قتالك.
فحمل بشوتن نعش إسفنديار إلى كشتسب. استخلف كشتسب بهمن ثم مات. فدفن كشتسب في إيران.
ملحمة الشاهنامة للفردوسي | |
---|---|
الشخصيات: | آبتين | آرش | افراسیاب | اخوان ديو | بهمن | بيجن | الجني الأبيض | اسفنديار | فریدون | غرشاسب | غودرز | غردآفريد | كشتسب | هماي | هوشنغ | إيرج | جاماسب | جمشيد | كاوه الحداد | كيخسرو | كيقباد |کیومرث | كيكاووس | لهراسب | منيجة | فرنجيس | منوشهر |مهراب | نوذر | بشنك | رخش | رهام | رستم | رستم فرخزاد | رودابة | سام | سلم | شغاد | سيامك | سياوش | سيمرغ | سهراب | سودابة | تهمينة | طهمورث | زال | ضحاك |
الأماكن: | إيران | مازندران | سمنغان | توران | زابل | كابل | بيرجند |