سياوش بن كيكاووس بن كيقباد من أهم الشخصيات في الشاهنامة و و ذكر اسمه في الأساطير الإيرانية الدينية و التاريخية. و اسمه في الأفستا سياوَشرانه أو سياوَشران . و سياوَش في الفارسية ضرب من الطير. و خونِ سياوُش أو سياوُشان ، أى دم سياوش، نبت اسمه بالعربية دم الأخوين.
و قد ذكرت الأفستا في عداد الصدّيقين :« نقدس روح الملك العزيز سياوَشرانه ». و ذكر في عداد الملوك الكيانيين باسم كقى سياوَشران . و ذكر في مواضع أخرى ثأر كىخسرو له من أفراسياب. و ضرب في موضع آخر مثلا للجمال و البراءة من العيب.
سلم كيكاووس سياوش الي رستم بن زال ليربيه.فحمله رستم إلى زابلستان و علمه الرماية و الصيد و قيادة العساكر.و كان سياوش يعيش في زابلستان عند رستم حتي بلغ اشده و استوي.
فلما رجع إلي إيران رأت زوجة ابيه سودابة محاسنه عشتقته فأرسلت إلى سياوش تلتمس منه الدخول إلى دار أبيه، و الحضور لزيارة ذوات قرابته.فإذا ذهب سياوش إلي دارالنساء بإحتيال سودابة تزينت و جلست على الكرسي و دعت سياوش. و لكنّ سياوش رفض طلبها. و اغتاظت فشقت ثيابها، و خمشت وجهها، و صاحت و سمعها الملك في مكانه.و قالت سودابة عند الملك إن سياوخش قد راودها، فاتهمته لدي الشاه كيكاووس. و امر الشّاه بجمع الحطب لتحريق سياوش و كان يعتقد أن لا يصيب المطهرين من أذاها شيء. فركض سياوش فرسه، و ذهب في النار حتى قطعها و خرج منها سالما لم يصبه شيء. و اعتذر كيكاووس اليه و امر بصلب سودابة.فطلب سياوش من ابيه أن يعفو عن سودابة. فقبل كيكاووس شفاعته فيها، و عفا عنها و ردّها إلى حجابها.
و في ذلك الوقت، قصد افراسياب لإيران و ذهب سياوش لقتاله و كان قائد الجيش.انهزم كرسيوز و اصحابه و عبروا الماء و ساروا نحو ترمذ و نزل افراسياب في السغد. فأستاذن سياوش كيكاووس في عبور جيحون لقتاله. فرأي افراسياب رؤيا و سأل الموبذين عن تأويلها فقالا له ان يحارب السياوش لن يسلم أحد من الترك. فأرسل افراسياب إلى سياوش و أصحابه من الهدايا و التحف خيولا كثيرة؛ فأختار سياوش السلم و الصلح و طلب سياوش من افراسياب ان يسلم إليهم بلاد بيده من ممالك ايران. فتوافقا علي السلم علي الشرط المذكور.
عندما علم كيكاووس أن سياوش قد أختار السلم غضب و كتب رسالة الي سياوش و طلب منه أن يسلم العسكر إلي طوس و يرجع إلي إيران. فترك سياوش الجيش لبهرام و ذهب الي التركستان.
و تزوج سياوش من فرنجيس ابنة الملك أفراسياب و من جريرة بنت بيران ويسه، و لكن بعد عشر سنوات امر الملك أفراسياب بقتل سياوش بإحتيال كرسيوز و سودابة. فقل سياوش بيد دمور و گروي. و كان لسياوش ولدين، اسمهما فرود و كيخسرو.
تصف الشاهنامه بناء سياوش مدينة كنكر دِج ، و سياوخش كِرد. يقول البيروني عن أهل خوارزم:« فكانوا يؤرخون بأوّل عمارتها. و قد كانت قبل الاسكندر بتسعمائة و ثمانين سنة. ثم أخذوا بعد ذلك بتورّد سياوَش بن كيكاوس إياها، و تملُّك كىخسرو و نسله بها حين نقل اليها و سير أمره على ملك الترك. و كان ذلك بعد عمارتها باثنتين و تسعين سنة. ثم اقتدوا بالفرس في التأريخ بالقائم من ذرية كىخسرو المسمى بالشاهية بها. حتى ملك آفريغ، و كان أحدهم، و كان يتطير به كما تشاءمت الفرس بيزدجرد الأثيم. و مك ابنه بعده. و بنى قصره على ظهر الفير في سنة ستمائة و ست عشرة للاسكندر فأرخوا به و بأولاده. و كان هذا الفير قلعة على طرف مدينة خوارزم مبنية من طين و لبن، و ثلاثة حصون بعضها في بعض متوالية في العلو. و فوق جميعها قصور الملوك كمثل غمدان باليمن... و كان يرى هذا الفير من مقدار عشرة أميال فأكثر. فحطمه جيحون و هدمه و ذهب به قطاعا كل عام حتى لم يبق منه شيء في سنة ألف و ثلاثمائة و خمس للاسكندر».
فاذا قرنا هذا إلى ما يقول الفردوسى عن مكان كنكردج و بنائها وجدنا شبها بين البناءين.
ثم كنكر تذكر في الأبستاق باسم كنغا العالى المقدّس و يقول دَرمِستتر أن كنغا مدينة بناها سياوخش في أرض خوارزم. فيؤخذ من هذا أن كنكر التى وصفها الفردوسى هى حصن الفير الذى ذكره البيروني، و أن الفردوسى و من أخذ عنهم كانوا يتخيلون حصن الفير حين يصفون مدينة كنكر. و يؤخذ من رواية البيروني المتقدّمة أن الصحن بقى يكافح غارات نهر جيحون إلى زمن الفردوسى.
و تذكر مدينة كنكر أيضا في الأبستاق مقاما لخورشيدكيهر المحارب من أبناء زرَدُشت ، و لپشوتَنو ابن الملك قِشتاسب صاحب زردشت . و پشوتنو أحد السبعة الخالدين في رأى الزَردشتيين .
و سيأتى ذكر المدينة نفسها مقاما لأفراسياب في الوقائع الآتية بينه و بين كىخسرو.
و أما سِياوَخش كِرد فيظهر أنها كانت على جيحون قرب بلخ. و سيأتى بيان هذا. ثم ينسب إلى سياوخش أيضا بناء مدينة سمرقند بعد أبيه كيكاوس.
ملحمة الشاهنامة للفردوسي | |
---|---|
الشخصيات: | آبتين | آرش | افراسیاب | اخوان ديو | بهمن | بيجن | الجني الأبيض | اسفنديار | فریدون | غرشاسب | غودرز | غردآفريد | كشتسب | هماي | هوشنغ | إيرج | جاماسب | جمشيد | كاوه الحداد | كيخسرو | كيقباد |کیومرث | كيكاووس | لهراسب | منيجة | فرنجيس | منوشهر |مهراب | نوذر | بشنك | رخش | رهام | رستم | رستم فرخزاد | رودابة | سام | سلم | شغاد | سيامك | سياوش | سيمرغ | سهراب | سودابة | تهمينة | طهمورث | زال | ضحاك |
الأماكن: | إيران | مازندران | سمنغان | توران | زابل | كابل | بيرجند |